"كيف شكلت العمارة الإسلامية أوروبا"

شارك:

"كيف شكلت العمارة الإسلامية أوروبا"
من إلقاء ديانا دارك

نظمت مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي - ضمن سلسلة محاضراتها عن التراث الإسلامي - محاضرة عامة بعنوان "كيف شكلت العمارة الإسلامية أوروبا"، ألقتها ديانا دارك.

وتأتي هذه المحاضرة على غرار المحاضرات السابقة ضمن جهود الفرقان المتواصلة في تسليط الضوء على الجهود التراكمية لأفراد من مختلف السلالات والأديان والثقافات والأعراق والخلفيات في بناء حضارة إنسانية مشتركة من أجل خير البشرية.

كما تمكّنت الفرقان من خلال أنشطتها العامة من تسليط الضوء على الأيام الدولية الرئيسية، التي تتعلق بنطاق اهتمامها. وقد تزامن هذا اليوم مع "اليوم العالمي للنُصُب التذكارية والمعالم الأثرية"، الذي يتم الاحتفال به في 18 أبريل من كل عام...

أقيمت المحاضرة يوم الأربعاء الموافق 3 أيار/مايو 2023 في مقر مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي في لندن.

بعد الكلمات الترحيبية التي ألقاها السيد شرف يماني، رئيس مجلس إدارة الفرقان، قام السيد صالح شهسواري، المدير التنفيذي للمؤسسة، بتقديم المحاضَرة والمحاضِر. 

في هذه المحاضرة، التي تستند إلى كتاب منشور بعنوان "سرقة من العرب؛ كيف شكلت العمارة الإسلامية أوروبا"، قامت مؤلفة الكتاب والمتحدثة الرئيسية - ديانا دارك - باصطحاب الحضور في رحلة مرئية من خلال استعراض المباني الرئيسية الموجودة في كل من أوروبا والشرق الأوسط وإظهار آلية تفاعل وتشابك ثقافاتنا بطرق تتحدى جميع أنواع الافتراضات والقوالب النمطية التي قد نقوم بصنعها حول تاريخنا...

في محاضرتها أكدت ديانا دارك على الحقائق التالية:

"كتب كريستوفر رين، مهندس كاتدرائية القديس بولس في لندن، في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي، أنه استخدم الأقواس العربية "Saracen vaulting" في بناء قبّته الشهيرة. 

كما كتب أيضاً أن ما نسميه (النمط القوطي) "Gothic Style" يجب في الحقيقة أن يسمى "النمط الشرقي". بطريقة ما، على مدى الـ 300 عام الماضية، ما اعتبره رين حقيقة بديهية قد تم استبعادها من التاريخ، ومع ذلك فإن الدليل موجود لجميع الراغبين في النظر بعقل منفتح.

كشخص عاش وعمل في أجزاء كثيرة من العالم العربي لعقود من الزمان وعلى دراية بالمعالم الرئيسية فيه، فقد كانت أيضًا حقيقة بديهية بالنسبة لي، لذلك اعتبرت أن مثل هذه الروابط كانت معرفة عامة. على الرغم من ذلك، كشف رد فعل العالم على حريق كاتدرائية نوتردام في باريس في أبريل/نيسان 2019 أن العمارة القوطية بات يُنظر إليها الآن على أنها اختراع أوروبي بالكامل.

ولهذا قررت تأليف كتاب يشرح الخلفية الإسلامية للعمارة القوطية. وقمت بتتبع الجذور العربية والإسلامية للتراث المعماري في أوروبا، وأظهرت كيف انتقلت الأفكار والأساليب من مراكز الشرق الأوسط النابضة بالحياة مثل دمشق وبغداد والقاهرة، عبر إسبانيا المسلمة والبندقية وصقلية إلى أوروبا. وشرحت كيف تعرف الصليبيون والحُجاج والتجار في طريقهم إلى القدس والأراضي المقدسة في العصور الوسطى، على الثقافة العربية الإسلامية، وقمت بتوثيق العديد من حالات التفاعل الفني بين العالمين الإسلامي والمسيحي. 

سيأخذك هذا الحديث في نفس الرحلة المرئية عبر المباني الرئيسية في كل من أوروبا والشرق الأوسط، لإظهار كيف تفاعلت ثقافاتنا وتشابكت بطرق تتحدى جميع أنواع الافتراضات التي قد نضعها حول تاريخنا".


ديانا دارك هي خبيرة ثقافية في الشرق الأوسط، تركز بشكل خاص على سوريا. مع شهادات في اللغة العربية من جامعة أكسفورد، وفي الفن الإسلامي والعمارة من SOAS (مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية)، لندن. أمضت أكثر من 35 عاماً للتخصص في المنطقة من خلال عملها في كل من القطاعين الحكومي والتجاري. من بين منشوراتها التي نالت استحسانًا كبيرًا: "بيتي في دمشق: نظرة من الداخل للأزمة السورية" (2016)، "تاجر سوريا" (2018)، "الملاذ الأخير في حلب" (2019). وحصل كتابها "سرقة من المسلمين: كيف شكلت العمارة الإسلامية أوروبا'' (2020)، على ثلاث جوائز لكتاب العام 2020. ونُشر كتابها الأخير "العثمانيون: إرث ثقافي"، في المملكة المتحدة في سبتمبر/أيلول 2022. ودعيت مرات عديدة للتحدث في الفعاليات الدولية ووسائل الإعلام مثل BBC و PBS و TRT والجزيرة و France24. تم نشر عملها عن سوريا من قبل موقع بي بي سي، وصنداي تايمز، والجارديان، وذا فاينانشيال تايمز. وهي باحثة غير مقيمة في معهد الشرق الأوسط (MEI) بواشنطن.

صوت وصورة

Back to Top