القرآن الكريم من التنزيل إلى التَّدوين (2)

10-11.11.2019
إستانبول، تركيا
المؤتمرات مركز المخطوطات
شارك:

نظم مركز دراسات المخطوطات الإسلامية التابع لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي المؤتمر الدولي الثاني حول المصاحف المخطوطة، تحت عنوان: "القرآن الكريم من التنزيل إلى التَّدوين"، وذلك يومي السبت والأحد 12-13 ربيع الأول الموافق لـ 9-10 نوفمبر 2019، بمدينة إستانبول في تركيا؛ وشارك فيه عشرة باحثين متخصصين من بلدان مختلفة من العالم. ويأتي تنظيم هذا المؤتمر استجابة لمعظم توصيات المؤتمر العلمي الأول الذي نظم يومي السبت والأحد 8-9 ربيع الأول الموافق لـ 26-27 نوفمبر 2017هـ،بالمكان نفسه، والذي طالب أغلب الحاضرين فيه تعميق البحوث والنقاشات العلمية حول هذه المرحلة، وهي مرحلة جمع القرآن وتدوينه.

تميز اليوم الأول من المؤتمر بتنظيم جلستين علميتين، بعد الجلسة الافتتاحية التي ألقى فيها الأستاذ صالح شهسواري المدير التنفيذي لمؤسسة الفرقان كلمة باسم المؤسسة، رحب بالسادة العلماء والباحثين المشاركين في المؤتمر، الذين تجشموا عناء السهر ووعثاء السفر، وشكرهم على حسن تعاونهم مع اللجنة العلمية المنظمة لهذا المؤتمر العلمي، مع رجائه الصادق لكل المشاركين بمقام طيب في مدينة إستانبول، ودوام النجاح في مسارهم العلمي. وذكَّر بأن هذا المؤتمر ينظم في ذكرى غالية على قلوب المسلمين وهي ذكرى المولد النبوي، ويأتي أيضا تتميما لأعمال المؤتمر العلمي الأول، واستجابة لتوصيات أعضاء مجلس الخبراء، الذي أوصى بأن يتجه اهتمام مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي إلى المصحف الشريف من مرحلة الوحي إلى مرحلة الجمع والتدوين، وهو فوق كل هذا وذاك جهد علمي متميز ينضاف إلى الجهود العلمية المميزة التي تبذلها المؤسسة لخدمة التراث الإسلامي.

وذكر سيادته بأن الهدف هو إعداد مشروع علمي وازن ورصين في الرَّد على الشُّبهات التي أثارها بعض المستشرقين حول مرحلة جمع القرآن وتدوينه في مجموعة من كتاباتهم.

وقد تلت هذه الجلسة، الجلسة العلمية الأولى التي تولى تسييرها الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، عضو مجلس إدارة مؤسسة الفرقان، وتميزت بمشاركة ثلاثة أساتذة باحثين، هم: الدكتور غانم قدوري الحمد، والدكتور عادل إبراهيم أبو شعر، والدكتور محمد خازر صالح المجالي.

تمحورت مداخلة الدكتور غانم قدوري الحمد حول موضوع "تدوين القرآن الكريم في العهد النبوي"، حيث ذكر بأهمية هذا الموضوع، ووجود أفكار مغلوطة عنه في أذهان الباحثين، خاصة المستشرقين منهم، لأن أغلبهم تغيب عنه نصوص وشواهد وحقائق جديدة حول هذه المسألة تعزز المادة المعروفة في كتب تاريخ القرآن وعلومه. وتطرق الأستاذ الباحث إلى آراء أهل العلم في قضية تدوين القرآن الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من لدن بعض الصحابة الكرام رضي الله عليهم، ورأى أنها تنقسم في مجملها إلى رأيين اثنين: الأول، يرى أن التدوين كان كليًّا؛ وتؤكد ذلك الآثار والأخبار الإسلامية الصحيحة. والرأي الثاني يرى أن التدوين كان جزئيا؛ وذهب إليه المستشرقون ومن لف لفهم، لكن ادعاءهم يعوزه الدليل الدامغ.    

أما الدكتور عادل إبراهيم أبو شعر، فقد تناول في بحثه "كتابة القرآن الكريم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم"، وهي مرحلة دقيقة، تتطلب توثيق رواياتها وتحرير مقولاتها، لانبناء غيرها عليها؛ وقد قسم بحثه إلى ثلاثة مباحث:

المبحث الأول:تناول فيه مجمل الرؤى التي تناولت تدوين القرآن الكريم.

المبحث الثاني: تناول فيه الكتابة في عصر النبوة، وأدواتها ونظامها.

أما المبحث الثالث:فخصصه لكتابة القرآن الكريم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وبإشرافه، من لدن علماء الصحابة رضوان الله عليهم. وأن النبي الكريم لم يلق ربه إلا وهو مطمئن أن القرآن الكريم محفوظ في الصدور، مكتوب في السطور، وأن رسم المصحف لم تخرج ظواهره عن الحذف والإبدال وغيرها من الظواهر المعتادة في الرسم العربي. 

أما البحث الثالث فكان بعنوان "حقيقة ما فعله عثمان رضي الله عنه في نسخ المصاحف"، للدكتور محمد خازر صالح المجالي، حيث تناول قضية إعادة نسخ عثمان رضي الله عنه المصحف المجموع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخليفته من بعده أبي بكر الصديق رضي الله عنه، على وجه يراعي وجوه القراءة الثابتة كلها، وذلك بإشراف لجنة مكونة من أعلم الصحابة الكرام رضي الله عنهم بالقرآن الكريم، وقرار تعميم هذا المصحف على كل الأمصار مع معلم أو أكثر، وإتلاف سائر نسخ المصاحف. 

وتميزت هذه الجلسة بنقاش علمي مثمر، تركز خصوصا على ضرورة التفريق بين مراحل تدوين المصحف الشريف في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعهد خليفته من بعده أبي بكر الصِّديق، وإعادة نسخه في عهد عثمان بن عفان؛ بالإضافة إلى ضرورة دراسة سند وروايات الآثار التي تصف هذه المرحلة وتحريرها، لبناء أحكام علمية سليمة على ضوئها، وضرورة توجيه الاهتمام برسم القرآن وضبطه والتصدي لكل الشبهات المثارة في هذا المجال.

أما الجلسة العلمية المسائية، فتولى رئاستها الدكتور غانم قدوري الحمد، وقُدِّمت فيها ثلاثة بحوث:

البحث الأول للدكتور إياد سالم صالح السامرائي، وكان بعنوان "المصاحف المخطوطة ودورها في تعزيز روايات الرسم والضبط غير المشهورة"، وتطرق فيه للحاجة الملحة لدراسة تاريخ علم الضبط القرآني ورسمه، والأسس العلمية المنهجية التي قام عليها؛ وذكر أهم علامات الضَّبط والإعجام في المصاحف المخطوطة التي رآها بعض أعلام هذا العلم قديما، ووصفوها في مصنفاتهم، والتي تغيبت عن مصاحفنا المطبوعة اليوم، وعن كثير من الباحثين المهتمين بالقرآن الكريم وعلومه.

أما البحث الثاني، فقد ألقاه الدكتور كريم إفراق، وكان بعنوان "تاريخية تدوين القرآن الكريم: دراسة كوديكولوجية مقارنة لمصاحف شريفة مبكرة"، حاول فيه الأستاذ الباحث الرد على بعض الشبهات التي أثارها المستشرقون في مرحلة تدوين القرآن الكريم، وذلك من خلال مجموعة من الأدلة النقلية والعقلية المأثورة، والأدلة المادية المستنبطة من دراسة مقارنة بين أقدم نسخ المصحف الشريف، والتي تقيم الدليل على براءة تدوينه من هذه الشبه، وتؤكد أيضا حقيقة حفظ الله تعالى لكتابه من التبديل والتغيير. 

أما المحاضرة الثالثة للدكتور أحمد بن محمد الدُّبَيان،فكانت بعنوان"نقد منهجي لنظرية النصوص السريانية والآرامية في القرآن الكريم"، استهلها بذكر مجمل دراسات المستشرقين للقرآن الكريم، وردّ على بعض الدراسات الاستشراقية التي بنيت على فرضية وجود نصوص تأسيسية للقرآن الكريم، من كتب الديانات القديمة اليهودية والنصرانية على وجه الخصوص؛ وهو افتراض فيلولوجي محض، تعوزه الأدلة التاريخية والحفرية والعلمية، وينم عن قصور كبير في فهم المشرك اللغوي بين الشعوب السامية.

وقد تلت هذه الجلسة مجموعة من المناقشات والردود العلمية، تركز أغلبها حول ضرورة دراسة المصاحف العتيقة دراسة كوديكولوجية صحيحة؛ ثم دراستها على ضوء علوم المصاحف، واستخراج ما فيها من قراءات، ورسم، وضبط، ووقف، وعد آي؛ وضرورة إعادة قراءة ما كتبه المستشرقون حول مرحلة تدوين القرآن الكريم، وإعداد ردود علمية رصينة عليها.

أما اليوم الثاني من أعمال المؤتمر فقد عرف عقد جلستين علميتين:

الجلسة العلمية الصباحية، ترأسها الأستاذ صالح شهسواري، المدير التَّنفيذي لمؤسسة القرآن، وقُدِّمت فيها ثلاثة بحوث:

البحث الأول قدمه الدكتور محمد خروبات، وكان بعنوان "المستشرقون والقراءات القرآنية من خلال كتاب "تاريخ القرآن" لتيودور نولدكه. وقد اختار الدكتور خروبات هذا الكتاب نموذجا لكتابات المستشرقين حول القرآن، لأنه من أقدم كتبهم وأهمها وأشهرها، وقد تناول فيه قضية جمع القرآن وتدوينه، وقضية ترتيب سور القرآن الكريم، والقراءات القرآنية، والرسم القرآني، وغيرها من القضايا؛ وبين أنه رغم احتوائه على مغالطات كثيرة في المفاهيم والمصطلحات، ومقارنات اعتباطية بين مصاحف الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، إلا أنه كان له أثر كبير في معظم الدراسات والأبحاث التي تلته، بل تعدى أثره إلى بعض الدراسات العربية للقرآن الكريم. 

أما البحث الثاني فقدمه – عن طريق فيديو مسجل - الدكتور أحمد وسام شاكر، وكان بعنوان "مصاحف اليمن: مكتشفات الرقوق القرآنية بالجامع الكبير بصنعاء"، وقد عرض أهم المخطوطات المكتشفة في الجامع الكبير بصنعاء منذ سنة 1965 إلى سنة 2018، وأغلبها كانت رقوق قرآنية؛ وأعد دراسة وصفية لهذه الرقوق القرآنية المكتشفة، والإجراءات التي اتخذت لتصنيفها وصيانتها ومعالجتها وحفظها وفهرستها. ثم قدم نظرة عامة عنها من حيث خطها والألوان المستعملة في كتابتها وزخارفها إلخ، وتحدث عما أثير حول هذه المكتشفات في الغرب من أنها تخالف النص القرآني الموجود حاليا، وردّ على ذلك.   

أما البحث الثالث فقد ألقاه الدكتور أحمد مفلح القضاة، وكان بعنوان "ردا على مشروع "كوربيس كورانيكوم"تأملات في "القرآن" و"الكتاب""،وحاول فيه التعريف بمشروع "كوربيس كورانيكوم"، ونشأته، وتاريخه وأهدافه، من خلال أمرين، هما: تسمية "القرآن"، ويشير إلى الحفظ في الصدور، بالسند المتصل، والأداء المنضبط؛ و"الكتاب"، ويعني به تدوين الوحي وكتابته في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وخليفتيه من بعده أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما، والرد أيضا على من قال بنظرية القراءة بالمعنى، وذلك بإبراز أهمية النقل الشفوي للقرآن الكريم، وأن الاختلاف في القراءة لم يقع إلا بما ثبت.

تلا هذا البحث مداخلة للدكتورة أسماء هلالي، حاولت فيها تقييم البحوث العلمية التي أنجزت حول مخطوطات اليمن، وذكَّرت ببعض الأسباب التي تعيق هذه الدراسات، وعرضت تجربتها في دراسة الطروس اليمنية، التي ركزت على النص العلوي/ المثبت، والنص السفلي/ الممحو؛ وخلصت في دراستها إلى وجود اختلافات طفيفة في النص السفلي، كالتقديم والتأخير، وزيادة بعض الحروف أو غيرها، ورجحت أن تكون هذه الأخطاء هي سبب المحو. وعبرت في نهاية كلمتها عن أملها أن تتاح الرقوق اليمنية على صور رقمية، لتيسير عمل الباحثين والدارسين فيها.

وقد تلت هذه الجلسة مجموعة من المناقشات والردود العلمية، تركز أغلبها حول أسباب وقوع المغالطات في كتب ودراسات المستشرقين، وضرورة إعادة قراءتها قراءة منهجية دقيقة، وإعداد ردود علمية رصينة عليها من لدن باحثين متخصصين.

أما الجلسة العلمية المسائية فقد ترأسها الأستاذ محمد ادريوش، مسؤول المشاريع والمنشورات لدى مؤسسة الفرقان، وتميزت بتقديم محاضرة الدكتور عبد الله الخطيب، التي كانت بعنوان "موسوعة القرآن الكريم: نظرات في إشكالية الموضوعية والتحيز، رؤية معرفية"،افتتحها الباحث بذكر حقيقة ثابتة هي التحيز والاستعمار المعرفي الغربي في الدراسات القرآنية، وتعمد إقصاء كل المناهج الإسلامية في النقل والتدوين. ثم عرف بموسوعة القرآن الكريم من الناحية المنهجية والموضوعية، مع تقديم نماذج منها. وختم بحثه بنظرات نقدية لبعض مضامينها القديمة المكرورة التي ألبست ثوبا جديدا. وخلص إلى أن هذه الموسوعة تقدم وجهة النظر الغربية في الدراسات القرآنية، وتغفل تماما عرض وجهة النظر الإسلامية في هذا الموضوع، وهو سبب كاف للحكم بعدم موضوعيتها.   

تلت هذه المحاضرة جلسة مفتوحة مع الدكتور غانم قدوري الحمد، والدكتور أحمد بن محمد الدُّبَيان، والدكتور كريم إفراق. 

أكد الدكتور غانم على أهمية مشروع إعادة دراسة القراءات القرآنية على ضوء المصاحف المنقوطة التي ترجع إلى القرون الثلاثة الأولى، ودعا إلى ضرورة إنشاء قاعدة بيانات خاصة بالقراءات عبر العصور، مع مواكبة كل ما يكتبه المستشرقون، وترجمته، والرد عليه ردا علميا معجلا غير مؤجل. كما اقترح أن يضاف إلى محاور المؤتمر المقبل دراسات علمية حول نشأة الخط العربي وتطوره من خلال الشواهد المادية القديمة.

ودعا الدكتور الدُّبَيان إلى ضرورة إتمام هذا المشروع الكبير والمهم، الذي بدأته مؤسسة الفرقان من خلال المؤتمرين السابقين، وفتح الباب في وجه باحثين آخرين متخصصين لتعميق البحوث وإثرائها، وضرورة توجيه النشأ إلى المصادر الأصيلة والبحوث العلمية التي ينبغي الرجوع إليها في الدراسات القرآنية لكي، لا تصيبهم عدوى المستشرقين.

وشكر الدكتور كريم إفراق مؤسسة الفرقان على هذا المؤتمر المتميز، الذي يسد ثغرة كبيرة في هذا التخصص العلمي الدقيق، والذي يستوجب تنسيق الجهود وتكثيفها للرد على كل شبهات المستشرقين.

أما الدكتور عبد الله الخطيب، فأكد أن العمل في هذا المجال ينبغي أن يكون عملا جماعيا، في إطار مؤسسة متخصصة، تشرف على إعداد موسوعة علمية قرآنية تعرض وجهة النظر الإسلامية باللغة العربية وبلغات عالمية.

تلا هذه الجلسة مناقشة مفتوحة، تركزت حول ضرورة فهم منهج وخطاب المستشرقين، للنجاح في الرد عليهم،؛ وتم التأكيد على عدم التنقيص من الجهود التي بُذلت في هذا المجال، وبالموازاة مع ذلك، ضرورة مواصلة المسيرة بمزيد من تنسيق الجهود وتوحيدها.  

وفي الأخير، تم قراءة التَّوصيات التي خرج بها هذا المؤتمر. وشكر الأستاذ محمد ادريوش في كلمته الختامية جميع الأساتذة الباحثين المشاركين فيه، وكل من كان لهم فضل في تنظيمه، وعلى رأسهم معالي الشيخ أحمد زكي يماني، رئيس مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، ونجله شرف زكي يماني، وكل من أسهم من قريب أو بعيد في إنجاح أعمال هذا المؤتمر.

وختم المؤتمر - كما بدئ - بآيات بينات من الذكر الحكيم.

توصيات المؤتمر

  1. 1.    دعوة مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي أن تواصل نشاطها - بدون كلل - في هذا المجال الحضاري المهم، دفاعا عن المصحف الشريف، أقدس كتاب لدى المسلمين، وذلك بتنظيم مؤتمر ثالث يعنى بنشأة الكتابة العربية ورصد تطورها، مع الطلب من الأساتذة المحاضرين بكتابة دراسات معمقة حول رصد وإحصاء ومتابعة كل ما يكتب من دراسات متحيزة ضد المصاحف المخطوطة، من بعض الدراسات الاستشراقية أو بعض مشروعاتها، كالمدونة القرآنية أو موسوعة القرآن الكريم (Corpus Coranicum)، لدراستها ونقدها، ببيان الأخطاء وكشف الشبهات فيها.
  2. دعم الدراسات الخاصة بالمصاحف المخطوطة، وعقد المؤتمرات والدورات والندوات والورشات المتعلقة بها، وإصدار مجلة خاصة بالبحوث التي تدور حولها، وإقامة المعارض التي تعرِّف بها، ووضع خطة لفهرستها فهرسة علمية تحليلية، وتصويرها، وتوفيرها للعلماء والباحثين، والتعريف بقيمتها العلمية والتاريخية والجمالية.
  3. التفكير بجدية في عمل جماعي مؤسسي يقوم به علماء المسلمين لتأليف موسوعة المصاحف المخطوطة، تعرف بها تعريفا لائقا، وبلغات عالمية أوروبية.
  4. العمل على بناء علم المصحف الشريف، واحدًا من علوم القرآن الكريم بخاصة، والعلوم الإسلامية الأساسية بعامة، وذلك من خلال وضع الدراسات المصحفية في سياق التعليم العالي بشقيه: التدريس الأكاديمي، والبحث العلمي. 
  5. العمل على إنشاء مؤسسة علمية عالمية جامعة لكل المراكز والأكاديميات والمعاهد والشخصيات العلمية المتخصصة في علوم القرآن الكريم، ومنها علم المصحف الشريف، بما يشبه المجمع العلمي العالمي للدراسات القرآنية والمصحفية؛ تجمع فيه المصاحف المخطوطة من مكتبات العالم ومتاحفه، ويشرف عليه علماء متخصِّصون من أهل التفسير وعلوم القرآن والقراءات القرآنية والحديث النبويِّ الشريف، يكون من مهامِّهم حصر جميع الروايات الواردة في موضوع جمع القرآن، من مصادر التراث المختلفة، ودراسة أسانيدها وتمحيصها، للخروج بأصحِّ ما يقال في هذا الباب، ومن ثمَّ دراسة متونها وترتيب أحداثها؛ والرجاء بأن تضطلع مؤسسة الفرقان الأصيلة بهذه المهمَّة؛ والتفكير في إنشاء جائزة حول المصاحف المخطوطة؛ والرد على شبهات المستشرقين؛ وطبع البحوث والدراسات القيمة في هذا المجال.
  6. منح تفرغ لعلماء وباحثين أكاديميين لدراسة المصاحف المخطوطة والمخطوطات النفيسة في القرآن وعلومه، في جوانبها المختلفة: التاريخية والعلمية والفنية؛ وحبذا لو قامت مؤسسة الفرقان الموقرة - أو جهات أكاديمية معتبرة - بتبنِّي هذا المشروع.
  7. أن تتبنَّى الدول الإسلامية مشروعاً متخصِّصاً لدراسة الآثار الإسلامية في منطقة الجزيرة العربية وغيرها، وتوثيقها من مصادر التراث الإسلاميّ؛ وأن تنتدب شباب الجامعات لتقديم أبحاثهم الأكاديمية حول هذه الآثار.
  8. أن تتبنَّى الدول الإسلامية مشروعاً علمياً شاملاً، تجمع فيه تراثها القرآني من مكتبات العالم ومتاحفه، وتنشئ معامل خاصة بها، للاطمئنان إلى نتائج تحليل المخطوطات القرآنية وتقدير عمرها الزمني؛ وأن يترافق مع ذلك تفريغ علماء وباحثين أكاديميين لدراسة هذه المخطوطات في جوانبها المختلفة، التاريخية والعلمية والفنِّية. 
  9. تحرير موسوعة القرآن الكريم، بعرض وجهة النظر الإسلامية، من خلال انتقاء العلماء المسلمين المنصفين والمعروفين باعتدالهم وعلمهم.
  10. الرد على الادعاء بإن المخطوطات القرآنية القديمة، التي عُثر عليها مؤخرًا في صنعاء، تُشير إلى تطور القرآن خلال فترة طويلة. 
  11. إيجاد أرض مشتركة للتعاون الجاد مع الباحثين الغربيين في مجال المصاحف المخطوطة القديمة، وكذا الاستفادة العلمية من المشاريع الأوربية التي تقوم برقمنة المصاحف، ونشرها مجاناً على شبكة الإنترنت. 
  12. عقد شراكات علمية وإرسال بعثات إلى دور الكتب والمتاحف المنتشرة في العالم الإسلامي، لأجل السماح بتصوير وفهرسة المصاحف المخطوطة؛ والعمل على نشر هذه الفهارس والمصورات للباحثين في هذا المجال.      
  13. 13.   متابعة جديد الدراسات والبحوث عن المصاحف المخطوطة الصادرة باللغات الأجنبية (الإنجليزية والفرنسية تحديداً) لكبار المتخصصين في هذا المجال، والعمل على إصدار سلسلة علمية لترجمة هذه الأعمال إلى اللغة العربية.

صور من أعمال المؤتمر

Back to Top