فرنسوا ديروش
استخدم الإنسان على مر التاريخ العديد من المواد – المعدنية والنباتية والحيوانية- كحوامل للكتابة. ولن نتحدث في الفصلين التاليين إلا عن المواد الذاتية التي استُخدمت في العالم الإسلامي في صنع الكتب المخطوطة على شكل الكوديكس: البردي والرق والكاغَد (الورق)[1]. وقد استُخْدِمَت هذه المواد أيضاً في مراحل أخرى من عملية الصناعة، على سبيل المثال عند التجليد؛ وسنتناول هذه الاستخدامات بتفصيل أكثر في الفصول المخصصة لها.
البردي
يستدعي ذكر البردي في المنطقة العربية الإسلامية تلقائياً الوثائق التي لا تدخل في نطاق دراسة علم المخطوطات (الكوديكولوجيا): أي الرسائل والعقود والوثائق الإدارية... إلخ. لذلك فإن آثاراً قليلة جدا من المخطوطات العربية المكتوبة على البردي بقيت عبر القرون ولا تقدم لنا سوى لمحة محدودة عن الدور الذي لعبه البردي في تاريخ الكتاب بالحرف العربي (شكل5). وتحتفظ هذه المادة بأثر أصلها النباتي بما أن ألياف النبتة تظل مشاهَدَةً حتى بعد نهاية عملية الصناعة، كما أن اتجاهها الأُفقي والرأسي يمكننا من تمييز كلا جانبيها.
الأصل
وتشير كلمة «بردي»، في الوقت نفسه، إلى النبات وإلى الطريقة التي يُصنع بها. وأطلق علماء النبات على النبات الذي ينبت بطريقة طبيعية في مصر، موطنه الأصلي/ طَوال القرون الأولى للإسلام، والذي نجده كذلك في فلسطين وبلاد ما بين النهرين وأيضاً في صقلية[2]- اسم السَّعد Cyperus papyrus L. وتستخدم اللغة العربية للتعبير عن مصطلحات: «قِرْطاس» و«ورق القَصَب» وأيضاً «ورق البَرْدي»[3]. ومن المفارقات أن المصطلح الفرنسي papyrus الذي هو أصل كلمة papier (ورق) مُستعار من خلال اللاتينية papyrus واليونانية papuros والقبطية pa-p-ouros.
تذكير تاريخي
يرجع استخدام ورق البردي كحامل للكتابة إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد[4]، وعُرِف واستخدم كذلك في جزيرة العرب قبل الإسلام بكثير[5]. وصَاحَبَ انطلاقَ الدولة الإسلامية في القرن الهجري الأول/ السابع الميلادي فتحُ المناطق التي تنمو فيها النبتة التي يُستخدم ساقها في إنتاج البردي. واستخدمت الإدارة والخواص والموظفون والعلماء هذا الحامل في احتياجاتهم المختلفة: الرسائل والكتب والعقود وسجلات الضرائب... إلخ. وظل البردي مُسْتَخْدَمًا حتى نحو منتصف القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي عندما أصبحت مزاحمة الورق له قوية جداً[6]، وتوقفت صناعته عملياً في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي[7]. إنه مادة مكلفة نسبياً إذا حكمنا عليها من خلال التأنيبات المتكررة للخليفة عمر بن عبد العزيز (تولىَّ بين سنتي 99هـ/ 717م - 101هـ/ 720م) بهدف الحث على الاقتصاد في دواوين الدولة الإدارية[8]؛ ويبدو هذا الوضع كذلك في دراسة أسعار البَرْدي التي حفظت لنا[9]، ويجد تأكيداً له في الطريقة التي استُخدمت بها أحياناً كل المساحة المتاحة لورقة البردي، طوال المراحل المتتالية، بحيث غطَّتها الكتابة تماماً من كل الاتجاهات[10].
صناعة البردي
حفظ لنا مصدر عربي من القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي، هو «الجامع لمفردات الأدوية والأغذية» لابن البيطار (المتوفى سنة 646هـ/ 1248م)، وصف إنتاج البردي الذي قدَّمه أبو العباس النباتي (المتوفى سنة 637هـ/ 1239م). ولم يعرف النباتي مباشرة هذه الصناعة التي كانت قد توقفت في الفترة التي كتب فيها يقول: «[كان المصريون] يَعْمَدون إلى سوق النوع فيشقونها نصفين من أولها إلى آخرها ويقطعونها قطعاً قطعاً، وتوضع كل قطعة منها إلى لصق صاحبتها على لوح من خشب أملس، ويأخذون ثمر البَشْنين [النيلوفر] ويُلَزِّجونه بالماء ويضعون تلك اللزوجة على قطع ويتركونها حتى تجف جداً ويضربونها ضرباً لطيفاً بقطعة خشب شبه الأرْزية صغيرة حتى تستوي من الخَشِن فتصيرُ في قوامِ الكاغَد الصَّرف الممتلئ»[11]. وإذا استثنينا ما ذُكِرَ عن استخدام مادة لاصقة، فإن هذا النص يتفق مع الوصف الكلاسيكي لبلينوس الأرشد Pline l’Ancien: «نُعدَّ الورقة من لباب النبتة الذي نَفْصله عن طريق سنٍّ إلى شرائح رقيقة جداً ولكن عريضة إلى أقصى حد ممكن. ونبدأ بالوسط ثم نقطع بالترتيب، وكانت كل شريحة تُوضَعُ في لوح مبلل بماء النيل الذي كان يَلْصِق ما بين الشرائح بما فيه من طَمْي. في بادئ الأمر كانت تُمَدُّ الشرائح منبسطة على اللوح على طول البردي، وبعد ذلك يُقْرَض ما يُجاوِز اللوح من كلا الجانبين ثم توضع [على الأولى] طبقة متعامدة من جانب إلى آخر، ثم يُضْغَط عليها بعد ذلك وتُتْرك الأوراق لتجف تحت الشمس ثم تُضَّم بعضها إلى بعض»[12]. وهذا الوصف واضح نسبياً فيما عدا بداية العملية: القطع.
وتبعا لعلماء البردي يمكننا فهم [هذه] النصوص على النحو التالي: السَّاق، ثلاثية المقطع كانت تَقْطع إلى قطع، ثم تُشَقُّ إلى نصفين يُقَطَّعان إلى شرائح انطلاقاً من مركز السَّاق، سواء بالتوازي مع أحد جوانبه أو بموازاة الشَّقَ.
وعارض أدولف جروهمان Adolf Grohmann ذلك بالملاحظات التالية: «كنا نظن أن قِطع اللب يمكن فصلها بتقطيعات طويلة بسيطة. ولكن الفحص المجهري أظهر أن الأمر لم يكن كذلك. إذ لو أن الشرائح المفصولة بتقطيعات طويلة بسيطة كانت مُتجاورة، فإن حِزَمَ أنابيب اللب التي تلمحها العين المجردة مثل الألياف، يجب أن تبدو ممتدة في منطقتين، ومتراصة باتجاه اللحاء ونادرة في منطقة الوسط. ومن حينئذ، حتى تتصل شرائح اللب يجب أن نجد حزم أنابيب متراصة بينما كان يجب أن تكون نادرة في مناطق الوسط. ولكن البردي لا يُظْهِر قط هذا الاختلاف. فكمية الألياف تظهر متجانسة تحت/ المجهر مثلما تراها العين المجردة»[13]. ويقترح جروهمان إذاً تفسيرا آخر لعملية التقطيع: «بعد إزالة اللحاء (من البردي)، نَفْصِل عن طريق منقاش دقيق الصفائح الرَّقيقة التي تُكَوِّن هذه الساق. وتَعْتَمِدُ طريقةٌ أخرى على تعليق شفرة دقيقة على حامل أفقي ونجعل قطع اللب تدور حول محورها بضغطها نحو هذا الضرب من المقطع... وتبعاً لشرائح اللب، التي يتراوح عرضها بين 1.5 إلى 8سم، المأخوذة من جزء اللحاء أو من جزء الوسط، نحصل على أنواع رقيقة أو سميكة، وحتى رقيقة جداً»[14].
وإذا كانت المرحلة الأولى من الصناعة قد أدت، كما رأينا، إلى تضاربٍ في الشرح، فإن المراحل التالية على العكس واضحة نسبياً. فكانت شرائح اللب تُرصُّ جنبا إلى جنب على سطح مستو، وتُوضَع مجموعة ثانية من الشرائح متعامدة على محور الطبقة الأولى مرصوصة كذلك جنبا إلى جنب. وربما صُبَّ على الورق محلول مخصص لتحسين التحام مختلف العناصر التي تخضع بعد ذلك إلى عملية ضغط قبل صقلها[15]، ومن أجل ذلك نستخدم، تبعاً لبلينوس Pline، سِنًّا أو صَدَفَة[16]. وتتراوح مساحة القطع المستطيلة التي نحصل عليها (باليوناني Kollemata وجمعها Kollema) غالباً بين 20 إلى 30 سم عرضاً ومن 30 إلى 40 سم ارتفاعاً، ولكن العرض مال مع الوقت إلى الزيادة؛ والقيم القصوى التي أشار إليها جروهمان تتأرجح بين 12.7 و37 سم للعرض، وبين 30 و58سم للارتفاع[17]. وكانت الأوراق تُوَظَّف تبعاً لنوعيتها. ثم نقوم بلصق 20 ورقة رأساً لرأس مع جعلها تتشابك برفق (حوالي 2سم) مع الاعتناء بوضع الألياف في الاتجاه نفسه، وكانت نقاط الالتقاء تصقل حتى لا تعيق مرور القلم. وتكون الشريحة الناتجة إذا مطوية[18]. وفي ختام هذه العملية، يكون/ البردي الناتج على شكل لفافة تكون فيها الألياف الأفقية الموازية لطولها موجودة في الداخل: وتبعا للتقاليد القديمة لنسخ الكتب على اللفافات فإن هذا الوجه يُستخدم أولاً ويُعدُّ إذا على نحو ما الوجه recto. وتكون الألياف في خارج اللفافة رأسية: تمثل الظهر verso الذي يُستخدم عمومًا بعد الانتهاء من كتابة الوجه. ويكتب كاتب الوثائق عمودياً على ألياف الوجه[19].
البروتوكول
تُلصق على رأس اللفافة شريحة من نوعية أدنى تكون أليافها متعامدة على بقية ألياف الورقة[20]، هي «البروتوكول» (من اليونانية prôtokollon) وظيفتها حماية اللفافة. ونجد على هذا المدخل [أو الصحيفة التمهيدية]، وعلى غرار التقاليد البيزنطية، تقييدا يُطلق عليه كذلك اسم «البروتوكول»؛ وخلال العصر العربي كان هذا النص يُكتب أولا باليونانية، ثم كتب بالعربية واليونانية ابتداءً من سنة 74 أو 75هـ/ 693 – 694م أو 694- 695م، وأخيراً بالعربية وحدها[21]. ويشير [هذا النص] بعد البسملة إلى صيغ دينية – مثل الشهادة والتَّصْلية – أو آيات قرآنية واسم الخليفة القائم وتبعا للحالات، إلى اسم والي مصر ومُتولي خَراج الإقليم وأيضا أسماء موظفين كبار آخرين. وتبعًا للمؤلفين فإن هذا التَّقْييد يُوافق إما ضريبة معينة وإما علامة المصنع [الذي أُنْتِج فيه البَرْدي].[22] والخط المكتوب به البروتوكول من نوع خاص يُنَفَّذ ربما بمرقاش؛ وفي عصر لاحق، كان يُستخدم خليط من أحبارٍ مختلفة الألوان لكتابة هذا النص (الأحمر والأخضر، ونادرا الأزرق).
استخدام البردي في المخطوطات العربية
واصل الصُّناع إذا في العصر الإسلامي إعداد ورق البردي كما كان الحال في العصور القديمة، وذلك بإلصاق الصَّحائف Kollémata معاً للحصول على لفافة: ويُبين هذا العرض وجود طرق متعدد متزامة بالفعل لاستخدام هذه المادة في المخطوطات. وعدد ما تبقى من المخطوطات المكتوبة على البردي، في الحقيقة،/ محدود للغاية إلى درجة يتعّذَّر معها استنتاج مؤشرات عامة. لذا سنكتفي ببعض الإشارات التي نودُّ أن نعتذر عن طابعها المجزوء.
ويمكن أن تُستعمل اللفافة كما هي، وفي حالة الضرورة يُلصق العديد منها معاً من أطرافها تبعاً للاحتياج: فيتوفر لنا بذلك شريط ذا طول كبير: فهناك رسالتان وصلتا إلينا يتعدّى طول كل منها المترين[23]؛ وتبعاً لنص، ذكره يُسف راغب[24]، فإن هذا الطول يمكن أن يبلغ ما يقرب من الخمسة عشر متراً، وعندئذ يستطيع الناسخ أن يكتب سطور الكتابة بموازاة طول اللفافة موزعاً نصه على أعمدة متجاورة: ويُطابق هذا الحل شكل الكتاب في العصور القديمة le volumen الذي حلَّ محلَّه الكراس codex خلال القرون الأولى للميلاد. وحسب علمنا، فإن اللفافة volumen لم تكن معروفة في الدائرة الإسلامية. وبالمقابل، إذا كتب الناسخ باتجاه عمودي على طول اللفافة، فإننا نتحدث حينذاك عن الدَّرْج rotulus. وقد استُخدم الدًّرْج - وخاصة درْج البَرْدي – خلال القرون الأولى للهجرة، وعلى الأخص لتسجيل الملاحظات[25]. وتمثل صحيفة عبد الله بن لَهِيعَة المحفوظة في هايدلبرج (P. Schott-Reinhardt Inv. Ar. 50-53) أُنْموذجاً لها[26].
وثمة طريقةٌ أخرى لاستخدام البردي ترتكز على تقطيعه أولاً بأول إلى قطع متباينة الأحجام، تبعاً للاحتياج: فتُشير المصادر إلى أن اللفافة يمكن أن تُبتاع كاملة وأيضاً في وحدات ذات حجم صغير يُعادل حجم الوحدة الأكثر استخداماً منها سُدْس اللفافة، ويطلق عليها اسم «الطُّومار» (من اليونانية tomarion)[27]. وكما سنرى فيما بعد[28]، فإننا نستطيع أن نُقطّعها قطعا متساوية ونضعها بعضُها فوق بعض قبل أن نطويها من وسطها لنعمل منها «كراسة»[29]: وقد عُرفت كراسات البردي في العالم الإسلامي منذ بدايات الإسلام، وهو أمر لا يثير الدَّهشة إطلاقاً بما أن استخدامه كان شائعاً من قبل في المناطق المفتوحة. وفي/ مصر أحصى جون جاسْكو Jean Gascou وثائق على شكل الكوديكس سابقة على العصر العباسي[30]. ويرجع تأريخ العديد منها إلى الفترة بين سنتي 699- 705 وسنتي 716-721م، عن طريق تجميع أوراق مطوية قسمين «أحاديات»[31]، ويمثل قسم آخر متأخر على سنتي 716 – 717م كراسة وحيدة. ويجب إذا أن نأخذ بحذر الرِّواية التي تناقلها العديد من المؤلفين العرب بخصوص الانتقال من اللفافة إلى «الدفتر» داخل دواوين الدولة خلال حكم الخليفة العباسي الأول السَّفَّاح (132- 136هـ/ 749 – 754م)[32]: وسيكون – دون شك – من الأهمية بمكان إعادة فحص تاريخ استخدام «الدفتر» في الديوان الأُموي والعباسي المبكر.
وتسمح لنا المادة الموثقة على شكل الكوديكس، والتي تحدثنا عنها للتو، أن ندعم، خلافاً لما يمكن أن نفكر فيه أحياناً[33]، القول بأن البردي على شكل الكوديكس قد استخدم مبكراً جدا في العالم الإسلامي. والجزء الرئيس من البرديات الأدبية، هو في الحقيقة، على هيئة مُجَزَّأَة لا تعطينا سوى صورة ناقصة عن استخدام هذه المادة. ويبدو أن وضع هذه البقايا التي تضم عدداً من الأوراق المزدوجة وفي حالة جيدة إلى حد ما،/ يؤكد أن الشكل السائد كان هو شكل الكوديكس[34]. وتوجد مخطوطتان برديتان محفوظتان بطريقة جيدة ربما تقدمان مؤشرات أكثر دقة: واحدة محفوظة في هايدلبرج (P. Schott- Reinhardt. Ar.23 ومؤرخة سنة 229هـ/ 843 – 844م)[35]، والأخرى في القاهرة (دار الكتب المصرية برقم 2123 حديث كُتِبَت قبل سنة 276هـ/ 889- 890م)[36]. وتبعاً لنبِيَّة عبود Nabia Abbott فقد كان هناك تفضيل ظاهر للشكل المربع[37].
الفحص المادي للبردي
يتناول الفحص المادي للبردي اتجاه ألياف الحامل (شكل 5). وكما سبق أن رأينا، فإن السطح الداخلي للفافة يسمى الوجه recto، بينما يطلق على السطح الخارجي الظَّهر verso. ووسَّع علماء البردي المختصون بالعالم الكلاسيكي هذا المصطلح ليشمل القطع المُجزأة والتي يحمل فيها الوجه recto سطور الكتابة الموازية لاتجاه ألياف الحامل. وعندما يتعلق الأمر بكراس، يظهر بعض الغموض لأن تسمية «الوجه» و«الظهر» قد تنسحب إلى الورقة نفسها، بغض النظر عن اتجاه الكتابة بالنسبة للألياف. لذلك فإن بعض الباحثين يوصون في هذه الحالة بالإشارة بالعلامة→ إذا كانت الألياف أفقية، وبالعلامة ↑ في الوجه الآخر التي توضِّح أن الألياف رأسية[38]. وتجب الإشارة كذلك إلى وجود وصلات أحيانا في وسط صفحة.
الحفظ وإعادة الاستعمال ...
*الجزء المتبقي من هذا المقال متاح حصريًا في النسخة المطبوعة من هذا الكتاب. الكتاب متاح بالصيغتين الإلكترونية والمطبوع، وذلك ضمن إصداراتنا على الرابط التالي:
http://doi.org/10.56656/100098
[1] لقد استخدمت مواد أخرى في إعداد المخطوطات على شكل كراس، ولكن بطريقة ثانوية. مثل حالة هذا الجزء المستخرج من المصحف المنسوخ على الخشب والذي نشرته نَبِيَّة عبُّود:
N. Abbott, «An arabic-Persian wooden kur’ânic manuscript from the Royal library of Shah Husain Safawi I, (1005-35H.)», Ars islamica 5, 1938, p.89-94.
A. Grohmann, AP I, 67-69; Pline l’Ancien, Histoire naturelle XIII, 10, 73
وأشار بلينوس الأرشد بالفعل إلى أن البردي لم يوجد فقط بمصر، وإنما أيضاً ببلاد الرافدين وسوريا. انظر كذلك المراجع المذكورة في هـ4.
Gacek, AMT, pp. 10. 106.
[4] انظر:
W. schubart, s.v.«Papyrus», Paulys Realenzyclopädie der classischen Altertum-; swissenscheft XVIII/3, col, 1016-1018وكذلك: K. Maresch, s.v «papyrus», Lexicon des Mittelalters VI, col. 1693-1695وبالنسبة للعالم الإسلامي فنحيل إلى جروهمان A. Grohmann, API, p. 66-93 بالإضافة إلى جيوفري خان G. khan, Bills, letters and deeds [The Nasser Khalili collection of Islamic art VI], London. 1992, p.10-22 و «Arabic papyri», Codicology, p. 1-16.
[5] نعرف الكثير من الإحالات إلى البردي لدى شعراء الجاهلية العرب. انظر: A. grohmann, API, p3 68 et 70. ويشير القرآن الكريم كذلك إلى البردي (مثلا الآيتان 7 و91 سورة الأنعام).
[6] A. Grohmann, AP I, p, 73؛ الذي يرى أن أحدث بردية مؤرخة ترجع إلى سنة 480هـ/1087م. وسنجد وثائق لاحقة في نشرات البردي العربي، ويرجع ذلك إلى أن إخصائي علم البردي العربي جمعوا تحت لفظ «بردي» وثائق دُوِّنت على حوامل مختلفة (ورق، رق... إلخ).
[7] R. Sellheim, El2 art. Kirtâs V, p.171.
[8] القلقشندي: صبح الأعشى في صناعة الإنشا، 3: 49.
[9] A. Grohmann, AP I. p.92-93.
[10] A. Grohmann, API, p. 74. ونمتلك رسائل كتب فيها المرسل إليه جوابه على ظهر الرسالة وحتى في الأماكن الخالية في الوجه: ويذكر يوسف راغب
(Y. Ragib, «L’écriture des papyrus arabes aux premiers siècles de l’islam», Revue du Monde Musulman et de la Méditerranée 58, 1990, p.22)
أن الدَّواوين الإدارية أيضاً لم تكن تتردد في إعادة استخدام الأوراق المستعملة والتي لم تعد صالحة.
[11] ابن البيطار: الجامع لمفردات الأدوية، بيروت 1412هـ/ 1992م، 1: 119؛A. Grohmann,.AP I, p.76 (توجد ترجمة لهذا النص عند(R. Sellheim, loc, cit. .
Pline l’Ancien, Histoire naturelle XIII,.12, 76-77.
A. Grohmann, «Aperçu de papyrologie, arabe», Etudes de papyrologie, I, 1932, p.31.
وقد استعاد هذا النقد في AP I, p.77.
[14] Ibid., p.30. وسيعيد جروهمان تناول فكرة «بَشْر» ساق البردي لاحقا؛ ويرتكز هذه المرة على تقنية مستعملة في الصين، تستخدم في صناعة روق الأرز: فبعد أن يقطع العامل قطعة الـAralia tetrapanax papyrifera والتي يضعها أمامه، فإنه يثبت السكين في يده ويبدأ في تدوير قطعة اللب ببطء وانتظام على شفرة السكين بشكل يجعله يستخلص عبر هذه الحركة اللولبية أوراقاً طويلة من 2 إلى 3 أقدام (Ap I, p. 77-78). ويستحسن أيضا الرجوع إلى نتائج الملاحظات المجهرية للبردي، راجع A. Wallert, B.M. Moeliono et J.D Kruijer, «Mikroscopische UNtersuchungen von Papyrus und Plinius, Hist. Naturalis XIII, 74-83», Zeitschrift für papyrologie und Epigraphik 76, 1989, p. 39-44
[15] إن فائدة هذه التَّغْرية وحقيقتها مختلف حولهما، راجع:.A. Grohmann, API, p.76 ومع ذلك يمكن أن نتساءل عما إذا كانت هذه هي حقا النتيجة المرغوب فيها، ويذكر بلينوس الأرشد أيضا أن الأوراق كانت ملصقة: «كان يستعمل في التغرية غراء عادي مصنوع من زهرة الدقيق المنقوعة في الماء المغلي المضاف إليه بعض قطرات من الخل. (...). وهناك طريقة أخرى جيدة تقوم على غلي لب الخبز» (ترجمة(A. Ernout, Paris, Belles Lettres, 1965, p.44 وتذكر هذه الطريقة تقريبا طريقة صناعة الورق (ينظر فيما يلي).
Pline l’Ancien, Histoire Naturelle XIII,.12, 82.
[17] A, Grohmann, AP I, p.87.
[18] ترجع هذه الإشارة إلى عدد الأوراق المستعملة لصناعة اللفافة إلى بلينوس الأرشد. ويبدو أن هذه الطريقة قد حُوفِظ عليها في العهد الإسلامي. (انظر(A. Grohmann, API, p.89
[19]G. khan, op. cit., in Codicology, p. 17, 18. شكل 3b.
[20] A. Grohmann, API, p.88.
[21] أشار جروهمان A. Grohmann, API, p.82إلى استعمال العربية إلى جانب اليونانية منذ عهد معاوية (الذي ولي الحكم ما بين 41- 60هـ/ 661م – 680م)، وبالتالي في تأريخ سابق على التأريخ الذي اعتمد لإدخال العربية في استخدامات الدواوين، أي في عهد عبد الملك ابن مروان في سنة 74 أو 75هـ/ 693- 694 م أو 694-695م. (انظر على سبيل المثال(G. Khan, op, cit., Codicology, p.14.
[22] A. Grohmann, API, p.80.
[23] Heidelberg, Inst. De papyrologie,، يبلغ قياسها 2.3م(C.H. Becker, Papyri Schott-Reinhardt, I, Heidelberg, 1906, p. 68- 76. no III) ويصل قياس رسالة في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة إلى 2.4م.
(M. Hinds et H. Sakkout, «A Letter from the Governor of Egypt to the king of Nubia and Muqurra concerning Egyptian-Nubian relations in 141/ 758», studia arabica et islamica, Festschrift for Ihsân ‘Abbâs, W. (al-Qadi ed., Beyrouth, 1981, p. 209-229).
[24] ذكره يوسف راغب: Y. Ragib, op. cit., p.20وهامش 29.
[25] وناقشت نبية عبود مطولا وجود اللفائف الطويلة في بعض الأحيان، لحفظ التقاليد التراثية؛ ويمكن الرجوع أيضا إلى فصل «كراسات المخطوطات».
N, Abbott, Studies in Arabic literary papyri II, Qur’ânic commentary and tradition [Oriental Institute Publications, LXXVI], Chicago, 1967, p.57-59.
R.G. Khoury, ‘Abdallah ibn Lahi‘a (97-174/715-790), Juge et grand maître de l’école égyptienne [Codices arabici antiqui, IV], Wiesbaden, 1986, p.232.
[27] Gacek, AMT, p.95. ويمكن أن تعني هذه الكلمة أيضاً «ورقة»، «صفحة»، «رسالة». ويمكن أن يجزأ «الطومار» بدوره: فقد أشار جروهمان إلى ثلث الطومار أي 1/18 من اللفيفة(API, p. 91).
[28] انظر كذلك فصل «كراسات المخطوطات».
[29] يذكر جروهمان (API, p.75) هذه الإمكانية، ولكنه يفكر بوضوح في السجلات الإدارية أكثر مما يفكر في الكتب. وانظر عن «الكراس» Gacek, AMT, p.124.
«Les codices documentaires égyptiens», Les débuts du codex, A. Blanchard éd. [Bibliologia 9], Turnhout, 1989, p. 100-101.
[31] Ibid., p. 79 وانظر فصل «كراسات المخطوطات».
[32] R. Sellheim, op, cit.
[33] على سبيل المثال R. Sellheim, loc, cit؛ وأيضا Gacek, AMT, p.47.
[34] انظر بخصوص أنموذج الورقة المزدوجة، N. Abbot.op. cit., pl. l وقد تناولنا الحديث عن العلاقة بين الكتاب والكراسة في فصل «كراسات المخطوطات».
[35] R. G. khoury, Wahb ibn Munabbih (2 vol.), Weisbaden, 1972.
[36] J. David-Weill, Le Djâmi’ d’Ibn Wahb (3.vol), Le Caire, 1939- 1948.
[37] N. Abbott. Op.cit., p.2 et doc 4 et 6.
[38] E.G. Turner, «Recto and verso», JEA 40 (1954), p.102-106; O. Montevecchi, LA.papirologia. Milan, 1988. P.15.
ملاحظة: نشر النص في الكتاب التالي: المدخل إلى علم الكتاب المخطوط بالحرف العربي، 2010 - النسخة العربية، مؤسسة الفرقان بالتراث الإسلامي، لندن، ص 65-96، نقله إلى العربية وقدم له أيمن فؤاد سيد. |