فرانسوا ديروش
جاء أول ظهور لمصطلح «مخطوط» كاسْم – في اللغة الفرنسية كما هو الحال في اللُّغة الإنجليزية – سنة 1594م، كنتيجة لاكتشاف المطبعة. وذلك لأنه بدأت في الظهور كتب لم تكتب بخط اليد، لأن الشكل التقليدي لصناعة الكتاب أخذ يختفي شيئاً فشيئاً أما منافس رهيب، بحيث دخلت كلمة جديدة إلى اللغة: «مخطوط»،أي الكتاب المكتوب باليد. فمن الآن فصاعداً سيكون الكتاب هو موضوع هذا المجلد. بالتأكيد كانت هناك حالات أخرة – ابتداءً من الوثائق الإدارية وحتى النصوص التي كتبها مؤلفون- والتي لم يكن كُتابها، وفي القرن السادس عشر، على استعداد لترك القلم والتخلص منه عمّا قريب. ولكن الأمر يتعلق هنا بوثائق ترتبط بمجالات مثل علم البَرْديات وعلم الدِّبْلُماتيكا... إلخ. وبالمثل يُستبعد أيضاً من نطاق بحثنا النُّقوش، حتى وإن كان بعضها يُسجِّلُ نصاً تورده كذلك المخطوطات، أو نُفِّذ بآلات مشابهة لتلك التي يستخدمها الناسخ. إنها هذه الكتب المنسوخة باليد طوال قرون، وأكثر تدقيقاً ذات شكل معين هو «الكوديكس» codex، التي يرتبط بها علم المخطوطات.
فما هو علم المخطوطات؟ هذه الكلمة codicoligie/ codicology ابتكار علمي حديث1؛ والتعريف الأقرب إلى اشتقاقها اللُّغوي (كلمة اللاتينية codex والكلمة اليونانية logos) يمكن أن يكون «دراسة الكتاب أو علم الكتاب». ولكن دون شك أن هذه الإجابة قاصرة نسبياً وتتطلب إيضاحات إضافية. إن العلم الذي عُرف بالكوديكولوجيا (علم المخطوطات)، استمد بعض الشرعية من الطريقة التي عرَّف بها الغرب عادة كتبه، فعلى العكس من اللغة العربية التي تُنوِّه بالمؤلَّف المكتوب (في كلمات مثل: «كتاب» و«مخطوط»)، فإن اللغة الفرنسية، بعد اللغة اللاتينية، تُحيلُ بطريقة اشتقاقية قبل كل شيء إلى المواد: «كتاب»، «كراس»، «مجلد» التي تُشيرعلى التوالي إلى الشّكير [الخشب الطري بين اللحاء والخشب الصلب في ساق النبات]، والألواح الخشبية، أو لفائف البرْدي. ويسعى علم المخطوطات إذاً في المقام الأول إلى المعرفة الجيدة للجانب المادي للمخطوط، أي الكتاب المخطوط المؤلَّف من تجميع لكراسات، وللتبسيط نقول: إن البنية التي تحدد موضوع علم المخطوطات هي بنية الكتب التي ما زلنا نستخدمها في أيامنا هذه، رغم أن المطبعة حلَّت فيها محل يد الناسخ.
ليست جميع الكتب على شكل الكوديكس
وقبل أن نسترسل في موضوعنا، ينبغي أن نذكر أن هناك كتباً صنعت أيضاً وفق اًلطرق مختلفة: فقد احْتلت اللُّفافة volumen ولمدة طويلة مكانة مهيمنة في عالم البحرالمتوسط2، ولهذا لم يؤد انتصار الكوديكس codex إلى زوال كل الأشكال الأخرى للكتاب. وللحق، فلم يلعب المخطوط الذي على شكل لفافة – من حيث الكمّ - دوراً مهماً في العالم العربي الإسلامي3. ففي الوقت الذي ظهر فيه الإسلام، كان الكوديكس codex قد حلَّ، في عالم البحر المتوسط والمناطق المتاخمه، محلَّ اللُفافة volumen التي لن تستمر إلا كأثر في الاستخدام الطَّقسي للطاوئف اليهودية: نعني بذلك لفافات التوْراة. وعرف النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ذلك دون شك4، ولكن عندما تقرر تدوين نص الوحي في شكل كتاب، فرض الكوديكس الذي كان مهيمناً آنذاك نفسه.
اللفافة والدرج
يبدو أن النساخ المسلمين لم يستخدموا إطلاقاً شكل «اللُّفافة» التي تتميز بالكتابة المتعامدة على محور فرد اللفافة وتجمع في تتال أعمدة تُقرأ الواحدة تلوالأخرى (شكل 1). والمخطوطات الإسلامية الوحيدة التي كانت على شكل / لُفافة والمعروفة حتى الآن تنتمي جميعها إلى فصيلة الدَّرْج rotuli (شكل 2) الذي تكون الكتابة فيه موازية للمحور5. وتوجد بالطبع اختلافات خطِّية – وعلى الأرجح في نُسخ المُصحف – ولكن لا تُدينُ إجمالا العرْض الذي نطرحه. ولنختم هذا الحديث عن الدُّروج، نُشير إلى خاصية إندونيسية، نعني بها جرائد النخيل الطويلة والمكتنزة المخاطة الأطراف (رأساً لرأس) والتي ينْساب عليها سطرٌ واحد من الكتابة. ويحافظ على تثبيت كلِّ ملفَّين من هذا النوع من المخطوطات جنباً إلى جنب بشرج أو الخشب أوالمعدن (مخطوط جاكرتا، Perpustakaan Nasional, VL 43)6.


الكتب المَرْوَحِيَّة
وتوجد مخطوطات أخرى يتخذ شكلها مظهر الكراس codex، إلا أنبناءها يرتكز على هندسة مختلفة لا علاقة لها بالكراس. فجميع المعنيين بالخط أوبالمُنَمْنَمات وقع في أيديهم ألْبومات تظهر على هيئة الشكل المرْوَحي7. وهي مُكوَّنَة من شرائح من الورق المقوى اُلْصقت عليها المُنَمْنَمات أو الخطوط التيجمعها أحد هواة المجموعات، والتي يرتبط بعضها ببعض بمُفَصَّلات لينة منالنسيج. وهذه المجاميع هي مخطوطات من نوع خاص، فهي ثمرة عمل صاحب المجموع الذي جمع جنباً إلى جنب قطعا ذات أصول مختلفة تبعاً لاختياراته الشخصية. وستتاح لنا الفرصة فيما بعد للعودة إلى الحالة الخاصة التي تمثلها بعض مخطوطات أفريقيا جنوب الصحراء التي تتألف من أوراق منفردة مجموعة معاً داخل جلد كتاب8.
المخطوطات ذات القطع الكامل
يبدو أن المخطوطات ذات القطع الكامل in- plano، وهي التي تُطابق كل صفحتين متقابلتين منها ورقة9 كاملة (فرْخ) من المادة المستخدمة، فقد عُرِفت في المنطقة الإسلامية في فترة مبكرة: والنماذج القليلة التي وصلت إلينا منها كُتِبت عل الرَّقّ وتَمكِّنُنا من أن ندرك بسهولة الطريقة التي شكلت بها. وللأسف، لم يصل إلينا أيُّمنها متحفظاً بتجليده الأصلي، بحيث إنه من الصعب علينا أن نعرف الكيفية التي كانت تُمسك بها الأوراق في الأصْل، ومثال ذلك مخطوط باريس رقم BnF arabe324، الذي يمكن أن نُرجع تأريخه إلى النصف الثاني من القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي10: واختبار أولي له يمكننا من التأكد من أن أغلب وُجُوه أوراقه هي الجانب اللَّحمي11. وتمثل سلسلتان من الأوراق – الأوراق من 18 إلى 27 ثم من 30 إلى37 – نصاً متصلاً، الأول من عشرة أوراق والآخر من ثمانية، وكما سبق أن أشرنا فإن الجانب اللَّحمي من الرَّق هو وجه الورقة باستثناء الورقة 23 التي جاءت بعكس الاتجاه. ويمكننا أن نظنَّ أن الأمر يتعلق ببقايا كراسات ذات ستة عشر أو عشرين ورقة، ولكننا نُفضِّل تفسيراً آخر في ضوء دراسة المائة واثنتين وعشرين ورقة من النص القرآني المُجَمَّعَة في مخطوطي إستانبول رقمي TIEM 51, 52، والتي يتماثل خطُّها معخط القطع الباريسية والتي تُمثل تسلسلاً متصلا، الجانب اللَّحمي فيها هو وجه الورقة12. وفي كلتا الحالتين يتعلق الأمرُ بمخطوطات ذات قَطْعٍ كامل in-plano كل من أوراقها يُمثِّل قطعة متكاملة من الرَّق، فلم يحدث إذاً طي، بحيث إن/ الكراس لميعد هو أساس الكتاب. ورُصَّت الأوراق كلها بالطريقة نفسها، أي أن كل الوجوه هي الجوانب اللَّحمية للرق وكل الظهور هي الجوانب الوبرية. ولا تمكننا حالة هذه المخطوطات – التي يبدو بوضوح أنها تعرضت لترميمات متعددة – من التعرف على الكيفية التي جُمعت فيها هذه الأوراق معا في الأصل؛ هل كانتتُخاط مُنبسطة13 أو رُكبتْ على زائدة؟ لا نجد إجابة على ذلك. وربما كان مخطوط دار المخطوطات بصنعاء رقم 20.33.1 قد نُفذ بهذه الطريقة، ولكن لم يُحدَّد إذاكانت كل أوراق لهذا الاتجاه نفسه14. وإلى يومنا هذا لا توجد لدينا أيُّ مؤشرات محددة تسير في هذا الاتجاه. فهل استُخْدِمَت الطريقة التي أتيْنا على شرحها الآنفي المخطوطات الورقية؟ لا نستطيع أن نستبعد أن المصاحف ذات الأحجام الكبيرة- مثل مصحف بايسونجور، والذي يبلغ مقياس كل ورق منه في وضعه الراهن 177×100 سم – قد كتبت على القطع الكامل15.
وأتاح انتشار الإسلام للعرب الفاتحين أن يتصلوا سريعاً بحضارات عرف فيها الكتاب طرقاً مختلفة في الصناعة. وكان للمواجهة مع الإمبراطورية الوسطى Milieu الصينية خلال معركة طَلَس (طراز) سنة 133هـ/ 751م نتائج معروفة جيداً فيما يخص مجالنا: فقد أدى أسر صناع الورق إلى تبني نساخ العالم الإسلامي شيئاً فشيئاً الورق في كتابة المخطوطات16. وبالمقابل فإن أشكال الكتاب الصينية الصِّرفة لم يُقدَّر لها الانتشار. كما أن العلاقات مع شبه القارة الهندية لم تُعدِّل إطلاقاً مصير الكتاب العربي الإسلامي: فقد ظل استخدام ورق سَعَفِ النخل المسمى oles خاصية مرتبطة بالمخطوط المحلي، فلم يستخدم الإسلام شرائح النخيل إلا في حالات شديدة الخصوصية، مثل تلك التي أشرنا إليها فيما تقدم.
مكانة علم المخطوطات في دراسة المخطوطات
إذاً فإن اهتمام عالم المخطوطات ينصب على الكوديكس (codex) أو الكتاب الرأسي (شكل 4). ويُفَسَّر هذا الاهتمام – الحديث العهد نسبياً – باستعادة الانتباه، خلال القرن العشرين، بالفائدة التي يمكن أن يُقدمها الكتاب، وتاريخه بوجه خاص.إن تاريخ الكتاب، كما أظهرت الأبحاث، لا يمكن فصله في الواقع عن تاريخ النص الذي يُمثل المطبوع أو المخطوط حاملاً له: وبعيداً عن الاختلاط مع النص، فإنه يسمح بتوضيح تاريخ الفترة التي أُنجِزَ فيها الكتاب.


أهداف علم المخطوطات
ولتحقيق هذا القصد ينبغي لعلم المخطوطات أن يتطور في اتجاهين. أولاَ دراسة مجموع التقنيات المستخدمة في صناعة المخطوط إلى أقصى ما يمكن من الدِّقة.وفي هذا الخصوص، فإن ما تقدمه الطرق المخبرية يسمح بالإجابة على الأسئلة التي لا يسمح الفحص الدقيق بحلِّها؛ على سبيل المثال تركيب / الألوان أو تحديد ألياف ورق معين17. ومع ذلك فإن عالم المخطوطات يستطيع أن يجمع، بدون الاستعانة بأدوات القياس، عددا مهما من المعطيات: وسيكون الصَّبر والفضول هما إذاً رفيقيه اللذين لا غنى هنهما. ولعله يجد عوناً في هذا الكتاب الذي يخدم في المقام الأولهذه المقاربة طالما أنه يسعى إلي تزويد القارئ بعناصر تُمكنة من التعرف على الأساليب التي استخدمها صناع الكتاب.
ولكن هذا التحليل لا ينبغي أو يكون غاية في حد ذاته: فيجب أن يصحبه جهد لتحديد تأريخ وأيضاً مكان هذه التقنيات إن كل عمل في هذا المجال يجب أنيُحيل إلى الأهمية الأساسية، وهي بناء سلسلة متكاملة متماسكة من الوثائق التي يُوضِّح بعضها بعضاً. إن العديد من هذه الشواهد مؤرَّخٌ ويحمل أحياناً مؤشراً على المصدر الذي جاء منه: فدورها أساسي في تطور المقارنات التي سيقوم بها عالم المخطوطات. والأكثر من ذلك، فإن القطعة المنفردة – في عيني فاحصها – مليئة بمخاطر الأخطاء والتفسيرات العكسية. وكثيرة هي المخطوطات التي لا نملك – في حدود معرفتنا الحالية – مثيلاً لها، ولا يتعلق الأمر بالضرورة بنسخ وحيدة unicum لنص ما، ولكن بنسخ لمؤلفات معروفة جداً ابتداءاً بالمصاحف التي تمثل خصائص يصعب التنبه إليها طالما أنه لا توجد لدينا نظائر لها. وهكذا، فإن الملاحظات التي قدمها جاك بيرك Jacques Berqueبخصوص مصحف المكتبة الوطنية بتونس 14.246 يمكن مناقشتها، لأنه فحصهاعلى انفراد18 برغم انتمائها إلى مجموع أكبر19. حقيقةً أن عدد المخطوطات المكتوبة بالحرف العربي كبير جداً، والكثير منها لا نعرفه جيداً، إن لم نقل أنه مجهول تماماً.
ولنُذَكِّر باكتشاف مصاحف صنعاء وما أحدثه هذا الاكتشاف من تغييرات في معرفتنا عن القرون الإسلامية الأولى20. ينبغي إذاً القيام بمجهود واسع لنضبط واقع التراث العربي الإسلامي المكتوب في جميع مجالاته؛ فنظرتنا الآن إلى هذا التراث تعتريها ثغرات كبيرة، ويكمن هنا ضعف هذا الكتاب الخاضع لمعرفة في دور التَّشَكُّل والتي لايمكن أن تمثل إذاً إلا مرحلة أولى.
علم المخطوطات (الكوديكولوجيا) وعلم تطور الخط (البالْيوجرافيا)
يحتل الخط – الذي يعد أحد عناصر إنجاز المخطوط – مكانة متميزة. وقد أولى المتخصصون في المخطوطات الغربية دراسة الخط مكانة مستقلة. فقد ظهر علم تطورالخط تاريخياً قبل علم المخطوطات، وتطور تطوراً كبيراً وشطل بذلك حقلا معرفياً مستقلا21. وأسهمت أسباب مختلفة في المجال العربي الإسلامي في تأخير الدراسة الجادة للخطوط المستخدمة في الكتب وميلاد تحليل علمي ورصين لأشكالها وتطورها. لذلك يبدو من المعقول إدماج العلم الذي يتَّخذ من هذه الأشكال الخطية موضوعاً في إطار علم المخطوطات – وهذا لا يعني إطلاقاً أننا نعتبر أن خطوط المخطوطات تختلف تماماً عن خطوط النقوش أو البرديات العربية‼
نحو تاريخ للكتاب بالخط العربي
يظل الاتجاه الآخر الذي ينبغي أن يتوجه إليه علم المخطوطات في الوقت الحاضرهدفاً بعيد المنال: فالمعطيات التي يجمعها بصبر علم المخطوطات هي المواد التي يمكنمن خلالها مستقبلاً إعادة بناء تاريخ الكتاب المخطوط بالحرف العربي كانعكاس صادق للظروف الفكرية والاجتماعية والاقتصادية وحتى التقنية التي وُلد فيها. وقد حول بعض العلماء أحياناً مسار هذا التخصص نحو أهداف غاية في الدقة. فقد آثر رُودُلْف سِلْهايم في كتابه Rudolf Selheim, Materialen zur arabischen Literaturgeschishte 22استغلال العديد من التَّقْييدات التي تزخر بها المخطوطات، وأن يُفْرد كذلك قسماً أكبر لدراسة تاريخ النصوص، محاولاً بذلك أن يجعل أبحاث علم المخطوطات تتجه أكثر لخدمة تاريخ الأدب. وهذا من شأنه أن يُنيرالطريق لعالم المخطوطات: فيدله على سبيل المثال على وجود عائلة من المخطوطات، أوبمعنى آخر نسخ تعود إلى أصل واحد، وفي أحوال كثيرة إلى أصول مختلفة.
علم المخطوطات والفَهْرَسَة
إن موضوع علم المخطوطات يجعله يُحتَسَب بين العلوم المساعدة للتاريخ، ولايقتصر دوره – مع ذلك – على جمع عناصر تساهم في الضبط الجيد لتاريخ عصر محدد، بفضل المعرفة التي تزداد دقَّة يوما بعد يوم للأساليب المُستَخْدَمَة عبر العصورالمختلفة في صناعة المخطوط والتي تساعد في إمكانيات تحديد تأريخ وحتى المكان الذي أُنجزت فيه نسخة دون أن يكون محدداً بها تأريخ أو مكان النسخ. ولكن، وكما علينا أن نفهم ذلك، فإن الخدمات التي يمكن أن يقدمها علم المخطوطات إلى كل الذي نتعتمد دراساتهم على المخطوطات تتطلب قبل كب شيء عملاً صبوراً من جمع لمعطيات محددة وتحليل دقيق لعلاقاتها. ونأمل أن يوفر التقدم الحادث في الفهرسة23،وعلى الأخص في وصف المخطوطات، الوسائل لتحقيق هذا التطور: والكتاب الذي بين أيدينا مدين لعمل متميز قام به على أكمل وجه منذ ربع قرن واضِعو الفهارس الحديثة الذين نعبر لهم عن امتناننا.
وتستلزم هذه الأعمال المتواضعة والضرورية استخدام مصطلحات دقيقة قدرالإمكان. فبفضل عالم المخطوطات الفرنسي دنيس ميزرل Denis Muzerelle نمتلك الآن باللغة الفرنسي مخصصاً للألفاظ أفدنا منه كثيرا في تعريف المصطلحات النوعية المستخدمة24. إننا مهما شدّدنا على ضرورة استخدام كلمات محددة، سيكون ذلك على الأقل فيما يخص التعريف الأساسي لأجزاء الكوديكس codex المختلفة، فهذاالكيان المألوف لنا يتكون من «كعب» يوجد في المخطوطات المكتوبة بالحرف العربي على يمين القارئ عندما يهم بالقراءة؛ وتوجد بهذا الجانب الخياطَة التي تَمْسِك الكراسات معاً. وأما الجوانب الثلاثة الأخرى فهي حَوَافُّ الكتاب: ففي مواجهة الكعب إلى اليسار توجد «طُرَّةُ الكتاب». ويُطلق على الجزء الأعلى من المجلد البعيد من القارئ «الرَّاس» وعلى الجانب الأقرب «الذَّيْل».
المناهج
الاستعمال الأمثل للأصول والمستنسخات25
يجب أن تتم جميع الملاحظات حول ظاهر أي مؤلَّف أو باطنه بأكبر قدر من الحيطة. فالتعامل مع الأصل يسمح بعمل قائمة عناصر جديرة بالملاحظة: قياس حجم المجلد وثخانة الورقة، والمساحة المكتوبة، وكشف المواضع التي تستدعي استخدا موسائل تقنية لرؤية / ما يتعذر رؤيته (عدسة مُكَبِّرَة، سكانر، مصابيح، أشعة، بتاغرافيا، برمجيات تحليل الصور)؛ ومعرفة المواد (أحْبار، أوراق، أصباغ)، سواءً بالعين المجردة أن بواسطة عدسةٍ مزدوجة، أو أخيراً بفضل التحاليل الفيزيائية – الكيميائية اعتماداً على عيّنات مجهرية26؛ وأن نؤرخ عند الاقتضاء الوثيقة عن طريق حاسَّة الشم، علماً بأن الجلد حديث الدباغة تنبعث منه رائحة مميزة.
وأي صورة للمخطوط، مهما كانت ممتازة لا تسمح بالتعرف على اللون الدقيق لأي حامل (بردي، ورق أو رق)، وبقياس كثافته، وفحصه بنقاء، وتحديد حبيباته (ملمسه)؛ ويستحيل أيضاً عن طريق الصورة تقدير سمك ورقة لاكتشاف وجود لصق أو قطع بها، أو ملاحظة الكشط أو قياس حجم المجلد، وحساب عدد كراسات هوالتعرف على طبيعة خياطته، كما أنه يصعب دراسة التسطير، والأحبار، وتحليلا لاستمداد، والمقاطع التي أُفسدت أو مُحيت. نستطيع إذا القول بأن الوصف الكوديكولوجي الكامل لمجلد ما لا يمكن أن يتم إلا عن طريق فحص المخطوط الأصلي. ومع ذلك، فإن نسخ الوثائق (الصور الفوتوغرافية، والشفافات، والميكروفلم والميكروفيش، والصور طبق الأصل، والصور الرَّقمية) تسمح بعمل معالجات يستحيل القيام بها مع الأصول، فملاحظة المستنسخات هي مرحلة جيدة في عمل جمع الصوراللازمة في مرحلة معينة من التحليل. وستكون معالجة الأصول يسيرة إذا حدّدنا مقدّماً، بفضل مراجعة صورة مستنسخة ما ينبغي مشاهدته أو ملا حظته.
والمستنسخات نوعان: المستنسخات الموجودة بالفعل (مصنفات ومصورات طبق الأصل، وجُذاذات مصورة خاصة بمؤسسات، وقواعد بيانات رقمية أو غيرها) منجهة، ومن جهة أخرى المستنسخات التي جمعها الباحث ولها وظيفة واضحةومحددة: مخططات، ورسوم منقولة (تسمح بمضاهاة المعطيات)، وصور لمؤلفات أو مخطوطات مأخوذة من ميكروفلم، وصور مكبَّرَة، أو صور مأخوذة بطريقةالسكانر.
الطرق المخبرية في دراسة المخطوطات27
لقد طالب المتخصصون في المخطوطات منذ زمن طويل بمساهمة التقنيات الكيميائية والفيزيائية في أعمالهم، سواء فيما يتعلق بإحياء الكتابات المُمْحاة، أومحاولة التعرف على الحيوان الذي اسْتُخْدِم جلده في صناعة رقِّ، أو تأريخ هذا الرَّق، أو تحليل مكونات ورقة أو تحديد الأصباغ والألوان التي استخدمها الكُتّاب والمزينون. وتتطور الطّرق المستخدمة / الآن تطوراً سريعا، وتزداد يوماً بعد يوم دقة ويسرا في الاستخدام، بالرغم من أن جميع هذه الطرق ليست مُيَسَّرَة.
ولن نُحاول في هذه الصفحات أن نقدم شيئاً آخر عدا لمحات عن الطرائق المتوافرة.وبغرض استكمال هذه المعلومات، نشير إلى أعمال المؤتمرات الأربع التي يمكن أنيجد فيها القارئ الإشارات الأساسية: فستُعرِّفُه بطريقةٍ ملائمة على الإمكانات الحالية28، ولكنها لا تعفيه من متابعة الإصدارات الحديثة ومراجعة الفيزيائيين الكيميائيين الأثْبات للوقوف على كل ما يَجِدّ. فكما في جميع المجالات الأخرى فإن الأساليب والأدوات تتطور في الواقع بسرعة كبيرة.
الأدوات المُساعدة على قراءة الكتابات الممحوَّة
كانت هناك محاولات، منذ القرن التاسع عشر، لإعادة إظهار الكتابات المكشوطة أو الممحوة بمساعدة كواشف كيميائية. فقد أجهد الكاردينال أنجيلومي Angelo Mai نفسه لقراءة رُقُوقٍ أُعيد استخدامها بفضل هذه الطريقة، ولكن نتائج ذلك كانت للأسف مخيبة للآمال. فالكتابات لايمكن استعادتها إلا لفترة زمنية قصيرة نسبياًّ، كما أن الرَّقّ كان يلتف بطريقة يتعَّذر معها إصلاحه بسبب المستحضرات المختلفة المستخدمة، الأمر الذي يجعل محاولات القراءة اللاحقة مستحيلة، مما أدى إلى الاستغناء عن استخدام هذه الطرق. ومع ذلك فيجبأن نذكر أن بعض الكيميائيين أوصوا باستخدام طرائق أخرى أكدوا عدم ضررها.
وحاليا، فإن القراءة عبر الأشعة فوق البنفسجية هي الطريقة الأسهل والأكثر استخداما لإعادة إظهار كتابة مكشوطة أو ممحوة. ويمكن أن نلجأ إلى القراءة المباشرة عن طريق مصباح Wood، إِلَّا أن من شأن هذه الطريقة أن تجهد العينين حتى لواستخدمنا نظارات واقية. والأكثر استحساناً هو عمل كليشيه (صورة طبق الأصل) للفقرات التي نود قراءتها. وهكذا فإننا نحافظ على بصرنا ومن جهة أخرى نقلل كثيراالفترة التي نُعرض فيه الوثيقة للأشعة فوق البنفسجية، وهي كما نعلم لا تخلو منضرر. ولهذه الصور الفوتوغرافية ذات الإشعاع فوق البنفسجي مزية أخرى هي إمكانفحصها على مهل وإخضاعها لمختلف عمليات تكبير المتضادات، مما يسمح بجمع ميزات العديد من الطرق معاً.
وهناك تقنية أكثر حداثة هي التصوير بالانعكاس فوق البنفسجي التي تحسن النتائج إذا كان النص المراد قراءته كُتِبَ بمداد عفصي. أما في حالة الأمدة الكربونية، الأكثر استخداما في الشرق، فإن التصوير بالانعكاس بالأشعة تحتالحمراء يُعطي نتائج جيدة باستخدام آلة تصوير Vidicon متصلة بشاشة ومزودة بمُرشِّح مناسب.
ويقدم الإشعاع تحت الأحمر مزِيَّة أخرى، معروفة جيدا لمعامل الشّرطة القضائية:فبفضله أصبح من الممكن قراءة النصوص المشطوبة أو التي تحجبها طبقةٌ من الدِّهان.وهكذا، وفي الحالات الملائمة، نستطيع أن نقرأ ما يوجد من توجيهات لأجل المُصوَّرمنقوشة تحت زخرفة على الرِّقّ، بالرغم من إعادة تغطيتها بالرسم.
وظهرت اعتباراً من عقد السبعينيات من القرن العشرين طرقٌ جديدة تسمح بإعادةقراءة النصوص الممحوة بفضل عمليات تكبير التَّبايُنات. ويتم ذلك عن طريق الفحص البصري المعتمد على التحليل الضوئي للصور أو التحليل الرَّقمي. وهاتان التقنيتان واعِدتان، بحيث إنه يمكن تفعيلهما لا عن طريق الأصُول وإنما عن طريق كليشيهات مأخوذة بالإشعاع فوق البنفسجي أو تحت الأحمر، مما يسمح بتحسين الصور الناتجة بالفعل. وللأسف الشديد، فإن التقدم الذي تحقق في هذا المجال، ولا سيما بالنسبة لتوزيع أكثر فعالية للآلات، وإن كان مكلفاً نسبياً، فإنه لم يفد الدِّراسات الكوديكولوجية حقيقة حتى الآن إلا بالشيء القليل.
إن الاستخدام الحصيف لهذه التقنيات يُعطي أحياناً نتائج رائعة دون أنيكون علينا أن ننتظر منه معجزات: فإذا كان هناك نص غُسِل أو كُشِط بعناية فائقة بحيث إنه لم يترك أي أثر للحبر، فإنه غير المجدي أن نتوقَّع قراءة أي شيء. وينطبق هذا، بصفة خاصة، على علامات التملك التي عادة ما كانت تُمْحى بقوة، حارمة بذلك الباحثين من معلومات ثمينة حول تاريخ المخطوط.
وأخيرا فإننا نُصادف أحيانا على الرَّق نقوشاً خُطّت بواسطة آلة حادة. وهذه التَّقْييدات في العموم صعبة القراءة. وإن كانت الصُّور المأخوذة بواسطة أشعة مبهرة قدتيسِّر قراءتها.
تحديد الأصباغ والألوان
تُقدِّم الطرق المستخدمة في المخابر خدمات أخرى. فقد حققت تقنيات الفحص الفيزيائي الكيميائي للأصباغ والألوان المستخدمة في المخطوطات، منذ أربعين عاماً، تقدماً كبيراً، سواء فيما يخصُّ نوع ودقة النتائج المُتَحَصَّل عليها، أو السهولة الكبيرة التي يتم بها إجراء الفحوصات، وذلك على الأخص بفضل الأحجام الصغيرة لبعض الآلات الوتي يسهل نقلها إلى أماكن حفظ المخطوطات. ففي الواقع أنه من الخطورة بمكان حمل مخطوط إلى مخبر فيزيائي؛ والأصوب هو أخذ عينات مجهرية إذا كنا سنستخدم آلات ثابتة.
وتعطي العديد من تقنيات التحليل المجهري نتائج في غاية القيمة، حتى وإن كانت العينات التي بحوزتنا ذات أحجام صغيرة جداً (حجمها محدود لصعوبة المعالجة).ومن بين الطرق القابلة للتنفيذ، يجب أن نُمَيِّز، من ناحية، طرق الفحص العنصري،والتي من أكثرها استخداما حاليا، دون جدال، الميكروسكوب الإليكتروني المُتَّصِلب كاشف للأشعة السينية مشتت للطاقة EDEX؛ ومن ناحية أخرى، الطرق المختلفة للفحص التركيبي (فحص المركبات) كالمنظار الطَّيفي لامتصاص الأشعة دون الحمراء والمنظار الطَّيْفي للاستشعاع UV / المرئي، ومقياس طيف الكتلة، ومقياس طيف Raman، وهي طرق وجدت آليَّتها في السنوات الأخيرة تكيُّفاً مع دراسة العينات الصغيرة جداً، مما أدى إلى ظهور تقنيات جديدة ذات منظار طيفي مجهري (منظار طيفي مجهري تحت الأحمر، منظار طيفي مجهري Raman). ومن ناحية أخرى، فإن طرق الفحص الذري (عن طريق التفعيل النيوتروني أو البروتوني) وطًرُقَ الفحص العنصري ذات الحساسية الكبيرة التي يمكن استخدامها بغرض كشفآثار عناصر صغيرة جداً في قلب عيِّنة، تعطي معلومات ثمينة عن مصدر المادّة المُستخدمة. ومع ذلك، فلن تستطيع واحدة من هذه الطُّرُق بمفردها أن تُجيب على كل التساؤلات التي يمكن أن تُطرح، وغالباً ما يحدث أن عيِّنة مجهرية واحدة يجب أن تكون موضوع فحوص عديدة ومتتالية، وعلى ذلك فلا يجب تدميرها بالفحص.
إن فحص عينة مجهرية، إن أمكن ذلك، يتطلب – كما شاهدنا – وقتاً كبيراًويكون أحياناً عالي الكلفة. ومن وِجهة النظر هذه، سيكون من الصعوبة بمكان مضاعفة التدابير لتسهيل مقارنات محتملة. وقام مؤخَّراً برنارد جينو Bernard Guineau، بمعهد المواد الأثرية التابع للمركز الوطني للبحث العلمي CNRS فيأورليون Orléans بفرنسا29، بضبط أجهزة سهلة النقل إلى أماكن الحفظ وتسمح بقياس الألْوان عن طريق المنظار الطَّيفي العاكس للأشعة. والوقت اللازم لإتمام قياس بهذه الطريقة قصير جدا، علما بأننا نستطيع مضاعفته ولا سيما أنَّ تكلفته متواضعة.
وبفضل العدد الكبير من القياسات التي أُجْرِيَت على رسم واحد، نستطيع أننحدد مجموعة الألوان التي استخدمها الفنان. ومقارنة نتائج القياسات التي أُجرِيَت على الأعْمال المختلفة المنسوبة إلى فنان واحد تمدُّنا بعنصر مهم للتقييم، بتأكيد أو مناقضة النتائج المأخوذة من فحص الأسْلوب فقط. ومن المهم كذلك التحقق مما إذا كانت الوصفات التي نقلتها إلينا بعضُ مصنفات العصور الوسط يتطابق ما يكشفه الفحص.
التأريخ
أكَبَّت المختبرات منذ وقت قريب على القيام بتجارب بغرض تأريخ الرَّقَ القديم بواسطة الكربون 14. وهذه طريقة مُبَشِّرَة بنتائج كبيرة، ولكن لا يمكن استغلالها في الحقيقة إلا في الأماكن التي تتوفر فيها عناصر مقارنة بعدد وقير. ومن ناحية أخرى،فإنها تتطلب اقْتِطاع عينات ذات مساحات كبيرة، حتى وإن أمكن تخفيض الكمياتالضرورية للفحص (إلى أقل من سنتيمتر مربع في بعض الحالات)، إضافة إلى أن الفحوص تتطلب السعي خلف آلات قليلة العدد وباهظة التكاليف.
وأيّاً كانت التقنيات المستخدمة، فإن قياساً منفردا ليس له معنى كبير، وتعدد القياسات لا يقدم معلومات قابلة للاستغلال إلا في حالة وجود إشكالية محددة معينة منذ البداية للفحص بالتشاور الوثيق بين الفيزيائي – الكيميائي وعالم تطور الخط (الباليوجرافي) وعالم المخطوطات (الكوديكولوجي): فالفيزيائي – الكيميائي فيحاجة إلى فهم ماذا ننتظر منه ليقترح الطرق الملائمة، وليبين، عند الاقتضاء، حدود الإمكانات المُتاحة.
الكوديكولوجيا ومجال دراستها
بقدر ما يجعل اسم العِلْم نفسه موضوعاً واضحاً، وهو الكتاب، بقدر ما تظهر التوسعات التي يجب إلْحاقها به محدودِيَّة حقل تطبيقه. إن تجنب الصعوبة واختيارعنوان لهذا الكتاب «مقدمة لعلم المخطوطات»، يدخل بحقٍّ في مجال الهفْوة اللغوية.
فيبدو، في الوقت الراهن، أن هذا العلم ينصرف إلى شكل « إقْليمي». فالسَّعي خلف التقسيم الجغرافي، ومع ذلك صعب، بما أن المخطوطات التي يجبأن نعكف على دراستها كُتِبَت في أماكن تمتد بين المحيط الأطْلنْطي وبحر الصين، وبين مضيق زِنْجِبار وضِفاف نهر الفولْجا. وأيُّ إحالة إلى «الإسلام» ليست كذلك مرضية: فهي تؤدي إلى إقصاء المخطوطات التي كتبها أفراد طوائف دينية أخرى، مع أن هذه المخطوطات تنتمي، ولو بصفة جزئية، إلى مجموع أوسع. وقد يُجيزُ قُرَّاؤنا في النهاية أنَّ تعريفاً يأخذ بعين الاعتبار اللُّغة سيكون غير صحيح أو على الأقل سابقاً لأوانه: ففي الواقع، إن لم يكن مستبعداً أن يتَّضح في يوم ما علم المخطوطات الفارسية أو التركية العثمانية، فيجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار ثنائية (وحتى ثلاثية) عددٍ من النساخ؛ فكيف نتمكن حينئذٍ من وضع حدود دقيقة، إذا استطاع الشخص نفسه أن ينسخ نصوصاً بالعربية والفارسية والعثمانية؟
يبدو لنا إذا أن الحل لأقل إزعاجاً يرتكز على الإحالة إلى الحروف العربية التي تُعَدُّ القاسم المشترك لمجموع هذه الكتب في اللغات المتعددة، والقادمة من أقاليم مختلفة عن بعضها البعض اختلافاً يصعب تصوره. وستكون المفارقة كبيرة جداً مع حالة معلوماتنا التي ما تزال تمهيدية: فعدد المخطوطات المعروفة بطريقة دقيقة ضئيل بالقياس إلى عشرات الآلاف من المجلدات التي تشكل نظريا مجال دراستنا. لذلك فإن المعلومات التي ستلي لا تَزْعُم إطلاقاً إلاأنها تقدم نقطة انطلاق لأبحاث أكثر دقة وأكثر تنوع. ونأمل أن يكون الجهد المبذول في تعريف المظاهر الأساسية للكتاب مفيداً للذين سينخرطون في ميدان هذا البحث الجديد والشَيِّق.
ملاحظة: نقله إلى العربية وقدم له أيمن فؤاد سيد نشر النص في الكتاب التالي: المدخل إلى علم الكتاب المخطوط بالحرف العربي، 2010- النسخة العربية، مؤسسة الفرقان بالتراث الإسلامي، لندن، ص 43-62، نقله إلى العربية وقدم له أيمن فؤاد سيد. |