الورق وتاريخ صناعته في الحضارة العربية الإسلامية

شارك:

أسامة ناصر محمود النقشبندي

محتويات المقال:
نبذه من أساليب صناعة الورق العربي
الورق المقوى
المصـادر
المراجـع
لوحة مائية من كشمير تظهر تحضير اللب وصناعة الورق (المكتبة البريطانية)

عرفت الحضارات القديمة الكتابة واستخدامها خصوصا في بلاد الرافدين حيث ظهرت الكتابة المسمارية لأول مرة في العصور السومرية والأكدية والبابلية والآشورية، واستخدمت في التدوين مواد مختلفة كالطين حيث وصلت إلينا عشرات الآلاف من الرقم الطينية التي عثر عليها في المواقع الأثرية.وفي العراق استخدم حجر الصوان في الأختام الاسطوانية والمسطحة، كما استخدم المرمر الشمعي والرخام بأنواعه للكتابة أيضا. وتضمنت مختلف العلوم والمعارف والقوانين كقانون أور نمو الذي يعد أقدم القوانين في تاريخ الإنسانية وقانون أشنونا وقانون حمورابي وقانون لبت عشتار، كل هذه الكتابات استخدم في كتابتها مواد الكتابة المختلفة.

كما كتبت الأقوام العربية بعد ذلك في بلاد الشام وجزيرة العرب والعراق الكتابات الآرامية والنبطية واللحيانية والصفوية (الصفارية)  والحميرية والثمودية على مواد أخرى استخدمت للكتابة منها الرخام والأحجار التي وصل الينا منها نماذج عديدة كشفت لنا عن تطور الكتابة على هذه المواد وظهور الحرف العربي في القرن الثاني الميلادي1. واستمرت هذه الكتابات إلى أن شاع استخدام الحرف العربي في عصر قبل الإسلام الذي كتب على مواد الكتابة المختلفة ودونت به أشعارهم وأخبارهم.

واستخدم العرب مواد مختلفة للكتابة قبل وصدر الإسلام, كاللخاف وهي الحجارة العريضة الرقيقة البيضاء، وعسب النخل وهي الجريد، وأكتاف الابل والغنم، والكرب والواح الخشب والمهارق وهي صحف بيضاء من القماش والرقوق والادم وقراطيس البردي المصرية، واستمر ذلك إلى نزول القرآن الكريم فكانوا يكتبون في اللخاف والعسب، عن زيد بن ثابت انه قال عند جمع القرآن: «فجعلت أتتبع القرآن من العسب واللخاف» وأجمع راي الصحابة على كتابة القرآن في الرق لطول بقائه، ولانه موجود عندهم حينئذ2.

لقد أستعملت الجلود في الكتابة  أكثر من غيرها من المواد في أول الأمر وشاع أستخدامها في صدر الاسلام واصبحت للجلود العربية التي كانت تتخذ للكتابة، خصوصيتها وصفاتها الجيدة وكانت تصنع من جلود الابل والغنم والمعز والغزلان والحمير الوحشية والظباء3 ومن أشهر أنواع الجلود التي استعملت للكتابة الرقوق وهي نوع متطور من الجلود في الصنعة واسلوب الدباغة والصقل فكانت رقيقة لينة خفيفة آية في الدقة والجمال وأصبحت مادة رئيسية في الكتابة واشتهرت في تلك المدّة مدن عربية في صناعة الرقوق والجلود منها صنعاء وصعدة ونجران والطائف، ثم انتقل احدث اصول الدباغة إلى الكوفة وتم اتقانها وتحسينها وفاقت في صناعتها الرقوق التي كانت تصنع في المدن الاخرى، وقد كتبت على الرقوق سور وايات القرآن الكريم عند نزولها وكذلك أقوال الرسولﷺ والعقود والمواثيق والصكوك والاخبار ورسائل الرسول إلى ملوك زمانه، ونسخت عليها المصاحف الكريمة ومنها المصحف الذي جمع في عهد أبي بكر الصديق ÷ وكذلك المصاحف التي أمر بنسخها الخليفة عثمان بن عفان ÷ والتي أرسلت إلى الامصار وكانت النماذج التي كتب عليها القرآن الكريم في تلك الحواضر4.

وإلى جانب الرقوق أستخدمت أوراق البردي المصرية (القراطيس)  التي كانت تصنع من لحاء (البردي)  في مصر اذ كان اللحاء يصف صفا طوليا، ثم توضع طبقة فوق الطبقة الأولى، ويصمغ اللحاء بصموغ نباتية، فتتكون الواح مرنة وتقطع على شكل قطع طويلة وبعرض مناسب بحسب الحاجة، وذكر السيوطي (ت911هـ)  : (إن مصر أختصت بالقراطيس وهي الطوامير ويكون طول الطومار ثلاثين ذراعا وعرضه  أكثر من شبر)5 ولذا أصطلح عليها لفائف أو قراطيس البردي المصرية.

وبعد فتح مصر سنة العشرين للهجرة كثر أستخدامها في الحقبة الاموية وبداية الفترة العباسية وخصوصا في العراق، وكانت للقراطيس دور هام في الحياة السياسية والفكرية والاجتماعية وأستخدمت في زمن الرسول ﷺ في كتابة آيات وسور القرآن الكريم إلى جانب المواد الاخرى التي ذكرناها. وأتسع أستخدامها، وقد ذكر لنا محمد بن عبدوس الجهشياري (ت331هــ/942م) : (ان الخليفة أبا جعفر المنصور وقف على كثرة القراطيس في خزانته فدعا بصالح صاحب المصلى فقال له: اني امرت باخراج القراطيس من خزائننا فوجدتها كثيرة جدا فتولَّ بيعها وإن لم تعط بكل طومار إلا دانقا، فإن تحصيل ثمنه أصلح منه، قال صالح: وكان الطومار في ذلك الوقت بدرهم. فانصرفت من حضرته على هذا، فلما كان في الغد دعاني فدخلت عليه فقال لي: فكرت في كتبنا وأنها قد جرت في القراطيس وليس يؤمن حادث بمصر فتنقطع القراطيس عنا بسببه فنحتاج إلى أن نكتب فيما لم نعوده عمالنا فدع القراطيس استظهارا على حالها)6 وهذا النص الذي ذكره الجهشياري دليل اكيد على ان القراطيس كانت تجلب من مصر في عهد الخليفة أبي جعفر المنصور وأن ثمنها كان مرتفعا وأنها كانت المادة الرئيسة في الكتابة في دوواين الدولة.

واستمرت الكتابة بها وربما بدئوا بتصنيعها و كان في الجانب الغربي من بغداد اي في الكرخ درب يعرف بدرب القراطيس أو درب اصحاب القراطيس7، ذكره  أكثر المؤرخين كما لقب بعض الاعلام بالقراطيسي واغلبهم من بغداد أو ممن قدم اليها وعاش فيها، ذكر منهم الخطيب البغدادي المتوفى سنة (463هــ)  في تاريخه8 سبعة رجال هم، محمد بن بشر بن موسى بن مروان القراطيسي أصله من انطاكيا وكان يسكن بدار الكعب (كان حيا سنة320هـ)9 ومحمد بن بشر بن مروان القراطيسي من أهل دمشق قدم بغداد وحدث بها سنة 320هـ)10، وأحمد بن محمد بن الحسين، أبو جعفر القراطيسي البغدادي11، و علي بن عبدالله بن موسى، أبو الحسن القراطيسي حدث في بغداد12، وفي ترجمة أخرى ذكر الخطيب، العباس بن إبراهيم، ابو الفضل القراطيسي البغدادي (ت 304هـ)  حدث في بغداد ووصف بأنه ثقة13، ومنهم من ترك بغداد وهاجر إلى الشام وعرف بالقراطيسي وهو موسى بن عبد الله بن موسى، أبو عمران القراطيسي البغداديوحدث بعكا14.

وذكر السمعاني (ت563هـ/1166م)  عن هذه النسبة في كتابه الأنساب، في مادة قراطيس فقال: (أن هذه النسبة تقال على عمل القراطيس وبيعها) ، وذكر منهم سعيد بن بحر القراطيسي من أهل بغداد والقسم بن داود البغدادي القراطيسي وصالح بن سليمان القراطيسي من أهل البصرة15. يقول كوركيس عواد عن هذه النسبة (فلعل نسبتهم جاءت من سكناهم درب القراطيس أو من صنعتهم أو بيعهم القراطيس ذاتها)16، وانتقلت صناعة القراطيس إلى سامراء أيام المعتصم في أوائل القرن الثالث الهجري بعد انتقال عاصمة الخلافة اليها، حيث ذكر اليعقوبي: أن المعتصم حين ابتنى سامراء جلب جماعة من ارباب المهن والصناعات اليها ومنهم قوم من مصر يعملون القراطيس استمروا حتى نهاية القرن الثالث الهجري وبداية القرن الرابع الهجري17.

كانت الكتب في بادى الامر تكتب على شكل لفائف وألواح كبيرة الا أن مساوئ هذا الاسلوب وتلف اوراق البردي والرقوق التي كانت تستخدم، والحاجة العملية واليومية إلى حمل الكتب واستعمالها ادى إلى تقسيم اللفائف والالواح إلى صفحات تكون على شكل كراريس كل كراسه تحتوي على عدد من الملازم وكل ملزمة تحتوي على عدد من الأوراق وقد قيل ان شكل الكراس كان صغيرا وعرض الكتاب يبلغ ثلثي الطول غالبا مع ترك هوامش العرض  أكثر من الهوامش العليا والسفلى.

وظل المخطوط العربي يكتب في هاتين المادتين الرقوق والقراطيس حتى ظهور ورق الكاغد وذلك في النصف الثاني من القرن الاول الهجري (النصف الثاني من القرن السابع الميلادي)  فمادة الرق والبردي مع جودتها وسهولة استخدامها الا أن أرتفاع أسعارها وصعوبة صنعها وعدم توفر المواد الاولية بالنسبة لصناعة القراطيس التي كانت تصنع في مصر وتجلب إلى العراق، وأتساع حركة التاليف والترجمة التي نشطت مع اتساع الفتوحات الاسلامية في مختلف حقول المعرفة خصوصا في اوائل الدولة العباسية وما تبعها من كثرة المؤلفات وحرص الناس على تناقلها.

كل ذلك ادى إلى ظهور صناعة الورق الذي شاهده العرب لاول مرة عند فتحهم سمرقند سنة (87هــ/ 705م) حيث كانت اول مدينة اسلامية صنع فيها الورق، ويقول العلامة حسن حسني عبد الوهاب: (وأول ظهور الكاغد في الإسلام كان في سمرقند صنعه هناك أسارى من الصين...... اتخذوا له من خرق الكتان والقنب على ما كان جاريا في بلادهم فقلدهم الناس منذ ذلك الحين وكثر صنعه في بلاد متعددة من بلاد الإسلام...)18، وذكر أن زياد بن صالح الحارثي (ت135هـ/ 752م)  الذي قاد قاد جيشا قوامه عشرة الآف مقاتل لإخماد فتنة في بخارى أيام حكم أبو مسلم الخرساني وقعة أطلح على ضفاف نهر طراز سنة (134هـ/751م)  التي جرت بين العرب وأمراء الترك وحلفائهم الصينين استمرت 37 يوما وأسر فيها  أكثر من عشرين ألف رجل منهم صناع الورق الصينين فهؤلاء الاسرى الصينيون لابد أن يكونوا قد أسروا قي تلك الحادثة وجئ ببعضهم إلى سمرقند وله الفضل في ادخال صناعة الورق اليها19، (ولم يلبثوا أن أنشئوا في السنوات الأولى من العصر العباسي مصنعا للورق في سمرقند يحتمل أن أصحابه كانوا من الصينين)20.

وقد وصف الثعالبي كواغد سمرقند فقال: (كواغد سمرقند من خصائصها التي عطلت قراطيس مصر والجلود التي كان الاوائل يكتبون فيها لانها أنعم وأحسن وأرق وألين)21 وهي من أحسن أنواع الكاغد وكان التجار ينقلونه إلى بغداد والى مختلف المدن الإسلامية.

وعرف البعض من الأعلام بالكاغدي نسبة إلى عمل الكاغد ومنهم، سعيد بن هاشم الكاغذي سنة (ت347هـ) ، والحسين بن علي بن إبراهيم الملقب بالجعل الكاغدي (ت369هـ/980م)  مولده في البصرة ووفاته في بغداد22 ومنصور بن نصر ابن عبد الرحيم الكاغدي المتوفى 423هـ23 وغيرهم.

لقد أستخدم الورق مجلوبا من سمرقند في أول الأمر، ثم مصنوعا في بغداد مركز الحضارة الأسلامية، ومنها انتقلت إلى إلى بغداد. وبعد تلك الفترة ظهرت صناعة الورق في بغداد وقيل ان اول مصنع للورق اقيم في بغداد في عصر الرشيد وفشا عمله بين الناس24، وفعلا نرى أن النصف الثاني من القرن الثاني الهجري أي في أوائل العصر العباسي شاع أستخدام الورق، وتبع ذلك سهولة الحصول عليه وتداوله بين الناس وتفرغ قوم لصناعة الورق في بغداد عرفوا بالوراقين وأحترفوا هذه الصنعة إلى جانب ذلك عدد كبير من العلماء والأدباء والمحدثين والمفسرين وعلماء اللغة والمؤرخين الذين ذكرتهم كتب التراجم منها: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (ت463هـ/ م) وكتاب معجم الأدباء لياقوت الحموي (ت626هـ/ م)  وكتاب الوافي بالوفيات للصفدي (ت764هـ/م)  وغيرها من مصادرنا.

وقد أتسعت كلمة الوراقة فأصبحت تقال لمن يصنع الورق أو يبيعه أو يقوم بعملية الاستنساخ والتصحيح وسائر الأمور الكتابية الأخرى ويعرف السمعاني في كتابه الأنساب الوراق بأنه) من يكتب المصحف وكتب الحديث وغيرها وقد يقال لمن يبيع الورق وهو الكاغد في بغداد الوراق أيضا وذكر منهم: أبا عبد الله بن يزيد الوراق الجهني من أهل واسط المتوفى سنة (159هـ)  ، وأحمد بن محمد بن أيوب الوراق من أهل بغداد أيام الرشيد، وعبد الله بن الفضل الوراق العاقولي من أهل دير العاقول نزل في بغداد وحدث فيها، وإبراهيم بن مكتوم من أهل سامراء ومحمد ابن هارون الوراق المتوفى سنة (246هـ)  ومحمد حسن الوراق المتوفى نحو 225هـ) وغيرهم25 وأحمد بن محمد بن الحسن الخلال الوراق الكاتب (كان حيا سنة 365هـ) وصفه الصفدي بأنه (صاحب الخط المليح المتقن الفائق)26، وممن ذكرهم الخطيب البغدادي من المحدثين الذين لقبوا بالوراق عمر بن طاهر بن أبي قرة الوراق البغدادي27 وعمر بن سهل بن يزيد الوراق التستري الذي سكن بغداد وحدث بها28، وعلي بن الحسن بن العبد، ابو الحسن الوراق (ت328هـ)29 وعلي بن الحسين ابن محمد بن هاشم الوراق البغدادي، رحل إلى دمشق وحدث بها30، وعلي ابن إبراهيم بن الهيثم البيضاوي الوراق سكن بغداد وحدث بها (ت397هـ)31 وأحمد بن مسعود ابن السقاء الوراق البغدادي(ت613هـ)32.

وقد عرف ابن خلدون (808هـ) الوراقة فقال: (هي معاناة الانتساخ والتصحيح والتجليد وسائر الأمور الكتابية والدواوين، واختصت بالأمصار العظيمة العمران)33.

لقد كان الواقع في بغداد في أواخر القرن الثاني الهجري مهيأ لظهور صناعة الورق والوراقة وأنتشارها حيث عجلت حركة التأليف والترجمة وأزدهارها وظهور مجالس الأملاء التي نتجت عنها كثرة التأليف وكون بغداد عاصمة الخلافة ومركز الحضارة الأسلامية أصبحت موطنا رئيسا من مواطن النشاط العلمي والفكري فلا غرابة أن تظهر وتنمو صناعة الورق والوراقة في بغداد وتزداد فيها حوانيت الورق (مصانع الورق)  ازديادا سريعا حيث بلغت في القرن الثالث الهجري  أكثر من مائة حانوت، واتسعت هذه الحوانيت لتكون مكانا لنسخ الكتب وبيعها وملتقى لرجال العلم والفكر والأدب فمارس هذه المهنة أعلام من الاخبارين والرواة والقضاة والنحاة والأدباء والكتبيين وغيرهم34.

لقد كان الورق الذي يصنع في الصين وسمرقند وخراسان من قطع الحرير والكتان إلا أن غلاء هذه المواد وندرتها في البلاد العربية دعا إلى أستخدام مواد بديلة عنها ومتيسرة وهي الالياف والقطن والقنب والخرق البالية، وهنا يبرز دور الابداع والابتكار في العقلية العربية التي لم تنقل دون تجديد وأبداع بل أضافوا أسسا جديدة في صناعته وأعطت للورق ألوانا وصفات متميزة، وقد كان الورق البغدادي معروفا بجودته، وقد أستبدلت سجلات الدولة المصنوعة من الجلد والقرطاس بالكاغد البغدادي في أيام الخليفة هارون الرشيد وشاع أستخدام الورق في القرنين الثالث والرابع الهجريين (التاسع والعاشر الميلادي) ورخص ثمنه، وأنتقلت صناعته من بغداد إلى دمشق وطرابلس وطبرية في القرن الرابع الهجري والى مصر حدود القرن الخامس الهجري35، لكن بقي القطع البغدادي  أكثر جودة من الحموي وغيره وقد عرفته أوربا عن طريق التجارة. كما أن الورق السمرقندي أستمر بجودته وصفاته وكان يحمل إلى حواضر العالم الاسلامي آنذاك لاستعماله.

و كان الورق العربي على أنواع عدة، ذكر ابن النديم أن المادة التي كان يعمل منها الورق المعروف بـ (الورق الخرساني: هي الكتان وأن صناعا من الصين عملوه بخرسان على مثال الورق الصيني)36، وذكر في الفهرست ستة أنواع من الورق حتى عصره هي: الورق (السليماني و الطلحي والنوحي والفرعوني والجعفري والطاهري)37.

1- الورق السليماني نسبة إلى سليمان بن راشد والي خراسان في ايام هارون الرشيد ناظر بيت المال في خراسان على عهد الخليفة هارون

2- الورق الطلحي نسبة إلى طلحة بن طاهر ثاني أمراء بني طاهر (الدولة الطاهرية)  في خراسان (207ــ213هـ/822ــ828م)38.

3- والورق الجعفري نسبة إلى جعفربن يحيى بن خالد البرمكي (ت187هـ/802م) .

4- الورق النوحي نسبة إلى الأمير نوح الأول أحد أمراء الدولة السامانية التي حكمت تركستان وفارس (331ــ343هـ/942ــ954م) أو نوح الثاني الساماني (366-387هـ/976-997م)39.

5- الورق الفرعوني، فضرب آخر نافس ورق البردي في مصر وأقدم النصوص العربية الي عثر عليها مدونة في هذا النوع من الورق يرتقي تاريخها إلى نهاية القرن الثاني الهجــري (الثامن الميلادي)  وظـل هذا النوع يستخدم بعد ذلك40.

6- الورق الطاهري، ينسب إلى طاهر الثاني أحد أمراء الدولة الطاهرية في خراسان (230ــ248هـ/844ــ862م)41.

والورق أو الكاغد المنصوري نسبة إلى منصور بن نصر بن عبد الرحيم الكاغدي المتوفى 423هـ/1031م بسمرقند42.

وعرفت أنواع أخرى من الورق ذكرتها المصادر المتأخرة ومنها كناب معجم الأدباء لياقوت الحموي منها (الورق الجيهاني) الذي ينسب إلى مدينة جيهان أحدى مدن خراسان والورق المأموني نسبة إلى الخليفة المأمون (198ــ218هـ/813ــ833م)43.

وكانت في بغداد أسواقا فيها حوانت لصناعة الورق وبيعه، وقد نقل أبن خلكان عن الصولي أن في ذي القعدة من سنة (332هـ)  (وقع بالكرخ حريق عظيم من حد طاق التكك إلى السماكين وعطف على أصحاب الكاغد وأصحاب النعال)44 وأشار ياقوت الحموي في المائة السابعة للهجرة إلى محلة دار القز بغداد فقال: (أنها محلة كبيرة ببغداد في طرف الصحراء... بين البلد وبينها اليوم نحو فرسخ... وكل ما حولها قد خرب، وفيها يعمل اليوم الكاغد45.

لقد تطورت صناعة الورق وأصبحت46 رائجة ومجزية وتزايدت أسعار النسخ حتى ارتفعت خلال قرن واحد عشر مرات، وقيل ان مالك بن دينار المتوفى سنة 131هـ كان يكتب حتى المصاحف باجرة، ويروي لنا الخطيب البغدادي أن يعقوب بن شيبة بن الصلت السدوسي المتوفى سنة (262هـ) ، (كان في منزله اربعون لحافا، لمن يبيت عنده من الوراقين لتبييض المسند ونقله ولزمه على ماخرج من المسند عشرة الأف دينار47.

وقد كسب بعض المشهورين ممن اشتعل بهذه المهنة ثروة كبيرة كما يذكرها الخطيب البغدادي في هذا النص الذي يبين فيه سعر الكاغد وسعر النسخة المبيضة والزمن الذي يستغرقه في الكتابة فيما (حدث عيسى بن أحمد الهمذاني قال: قال لي أبو علي بن شهاب العكبري (ت428هـ/1037م)  يوما: أرني خطك فقد ذكر لي أنك سريع الكتابة، فنظر فيه فلم يرضه، ثم قال لي: كسبت في الوراقة خمسة وعشرين ألف درهم راضية وكنت أشتري كاغدا بخمسة دراهم فأكتب فيه ديوان المتنبي في ثلاث ليال وأبيضه بمائتي درهم وأقله بمائتي وخمسين درهما)48، ويروي ياقوت الحموي أن (أبا العباس الأحول كان يكتب مائة ورقة بعشرين درهما)49، (وكان يكتب في طومار تام بسعفة وربما كتب بقلم) 50.

ويروي أن القاضي أبا سعيد الحسن بن محمد السيرافي المتوفى سنة (ت 368هـ) كان لا يخرج إلى مجلس الحكم ولا إلى مجلس التدريس في كل يوم إلا بعد أن ينسخ عشر ورقات يأخذ أجرتها عشر دراهم تكون قدر مؤونته51.

وهكذا تطورت صناعة الورق والوراقة وشاع أستخدامها في القرنين الثالث والرابع الهجريين وما بعدهما واشتهر في العصور العباسية بعض الوراقين ببيع الكتب ولذلك كان يقال لهم الكتبيين منهم، ومنصور بن نصر بن عبد الرحيم وينسب اليه الكاغد المنصوري52، وأشتهر ذلك في العصور العباسية المتاخرة وما بعدها منهم: أحمد بن إبراهيم الوطواط الكتبي (ت718هـ)  ومحمد بن قاضي اليمن شمس الدين (ت 711هـ)  وأبو إسحق بن إبراهيم الفاشوسة المتوفى (ت733هـ) ، والمؤرخ ابن شاكر الكتبي (ت764هـ) .

وقد ذكر القلقشندي عن صناعة الورق في العراق فقال: (أجمع رأي الصحابة ~ على كتابة القرآن في الرق وبقـي الناس على ذلك إلى أن تولى الرشـــيد الخلافة (170ــ193هـ/ 786ــ808م)  وقد كثر الورق وفشى عمله بين الناس فأمر أن لا يكتب الناس إلا في الكاغد، لان الجلود ونحوها تقبل المحو والاعادة فتقبل التزوير بخلاف الورق فأنه متى محي منه فسد وأن كشط ظهر كشطه وأنتشرت الكتابة في الورق إلى سائر الاقطار وتعاطاها من قرب وبعد وأستمر الناس على ذلك إلى الآن) 53.

كما ذكر القلقشندي: (إن أعلى أجناس الورق فيما رأينا القطع البغدادي وهو ورق ثخين مع ليونة ورقة حاشية وتناسب أجزاء وقطعة وافر جدا، ودونه في الرتبة الشامي وهو على نوعين: نوع يعرف بالحموي، وهو دون القطع البغدادي ودونه في الرتبة الشامي، وقطعه دون القطع الحموي، ودونهما الورق المصري، وهو أيضا على قطعين: القطع المنصوري، وقطع العادة والمنصوري أكبر قطعا، وقلما يصقل وجهاه جميعا. أما العادة فإن فيه مايصقل وجهاه ويسمى في عرف الوراقين: المصلوح. وغيره عندهم على مرتبتين: عال ووسط، وفيه صنف لقطع خشن غليظ خفيف الغرف لا ينفع به في الكتابة يتخذ للحلوى والعطر ونحو ذلك)54.

ولقد وجدنا من خلال دراستنا للمخطوطات في الفترة العباسية أن قطوع أوراق المخطوطات لم تحدد بصورة دقيقة ولا يمكن تحديد مقاييس معينة لها الا أن نسبة طولها تكاد تكون من ثلثين إلى ثلث ومن ثلاثة أرباع إلى ربع، رغم الاحتلال الاجنبي لبغداد عام 656هـ/1258م فإن صناعة الورق وتجويده لم يظهر عليها أي هبوط أو رداءة بل أستمرت كما كانت عليه في العصر العباسي، ويمكننا القول أن هذه الصناعة قد تطورت وتحسنت وتعددت قطوع الورق أضافة إلى أستمرار خصوصية الورق البغدادي في الجودة والاتقان، وقد أعتبر القطع البغدادي الكامل وهو بعرض ذراع واحد بطول ذراع واحد ونصف بذراع القماش المصري القياس الاساسية في تحديد أغلب قطوع الورق خصوصا الذي كان مستعملا فيه بديوان الأنشاء بمصر حيث ذكرت منه تسعة قطوع خمسة منها بغدادية هي: القطع البغدادي الكامل، والقطع البغدادي الناقص وقطع الثلثين والنصف والثلث وهناك قطوع أخرى تختلف بإختلاف الأغراض التي يستخدم لها الورق. وكان لكل قطع من تلك القطوع قلم يكتب به فللقطع البغدادي قلم مختصر الطومار ولقطع الثلثين قلم الثلث الثقيل ولقطع النصف قلم الخفيف ولقطع الثلث قلم التوقيعات إلى ما أشار اليه القلقشندي. وهناك قطوع أخرى أختلفت باختلاف الغرض من أستعمال الورق وأختلاف البلدان التي تصنعه على أن من مخطوطات من مختلف الحقب ظهر لنا قطوع الورق وقياسات المخطوطات لم تقف عند حدود ومقاسات معينة وأنما كانت تستخدم مقاسات تتناسب مع حجم الكتاب وضخامته وسهولة حمله وخزنه ومطالعته وهنا أحجام شائعة ومتداولة تتراوح بين (35) سم طولا و(25) سم عرضا كحد أعلى و(15) سم طولا و(10) سم عرضا كحد ادنى وبين هذه الحدين تتباين القياسات أما القياسات الكبيرة أو الصغيرة التي تتزايد أو تنقص عن هذين الحدين فهي موجودة وتصل إلى أضعاف تلك القياسات ولكنها استعملت بصورة محدودة في كتابة المصاحف الكريمة وكتب الأدعية والأذكار وألواح الخطاطين وما شابه ذلك، وقد وصلتنا نماذج كثيرة على غاية في الجودة والأتقان للورق البغدادي تميزت صناعته بخصائص فنية دعت اليها الحاجة من أستخدام الورق وجعله  أكثر مقاومة للظروف الطبيعية والعوامل الأخرى التي أدت إلى تلف بعض المخطوطات في الفترات السابقة لذلك أصبح الورق  أكثر متان، وثخنا مع أحتفاضه بالنعومه والليونة وطلائه بمواد مقاومة للرطوبة والجفاف .

وقد حافظ هذا الورق على وضعه حتى الوقت الحاضر. وعادة ما يميل لون الورق للحمرة أو الاصفرار ويستخدم في كتابة المجلدات الكبيرة القطوع على الأغلب.

ونوع آخر من الورق يمكن أن نسميه بالورق المطعم، حيث تكون حاشيته من نوع يختلف عن وسطها الذي يكتب به المتن. وعادة ما تكون الورقة الوسطى رقيقة ناصعة البياض صقيله وتكون الحاشية من نوع الورق السميك وتستعمل هذه الأوراق المطعمة في كتابة المصاحف الكريمة وكتب الأدعية والأذكار وغيرها. وتلصق أوراق الحواشي على الورق الأصلي بمواد لصق مختلفة ثم تصقل وتدلك إلى أن تتساوى وتصبح كأنها ورقة واحدة، وغالبا ما يضاف شريط بالمداد الذهبي أو أي لون آخر على مكان اللصق وقد تفنن بعض الصناع في تلوين الحواشي وتحليتها بالزخارف النباتية والأزاهير والأغصان. واستخدم التطعيم كذلك في صناعة الورق المقوى السميك الذي تكتب عليه اللوحات والأدراج الخطيه. ولا يفوتنا أن نشير إلى استخدام جلود الحيوانات المدبوغة في كتابة بعض المخطوطات والرسائل بل رسمت عليها بعض التصاوير. كما دبغت جلود الأفاعي وأستخدم بعضها في الكتابة وفي دار المخطوطات العراقية رسالة في الأدعية كتبت على جلد افعى. وعلى الأغلب فإن أستعمال جلود الأفعى المدبوغة هو وضعها بين الاوراق المزوقة للمخطوطات وهو ماشاع في القرن العاشر الهجري (السادس الميلادي)  ومابعده والظاهر أن جلد الأفعى يمنع إحتكاك الأوراق الجلدية أما بحجم أوراق المخطوط، أو تقع على حجم الحلية الزخرفية إذا كانت على شكل شريط زخرفي أو صورة ضمن المتن، وقد أستعملت كذلك أوراق رقيقا بدلا من جلود الأفاعي المدبوغة للغرض المذكور، وإضافة إلى ذلك فقد أستعمل نوع من الورق الأبيض غير الصقيل تظهر عليه خطوط مائية أفقية أو عمودية، وأوراق أخرى تحمل رموزا مائية بعضها عبارة عن شعارات على شكل طاووس أو طمغات دائرية أو حروف لاتينية وهذه الأوراق أوربية الأصل أستعملت في تركيا وبلاد الشام ولم تستعمل في العراق الإ بشكل محدود55.

نبذه من أساليب صناعة الورق العربي:

لم تسعفنا المصادر والمراجع بمعلومات كافية عن صناعة الورق العربي وكل ما ذكر عنها نصوص بسيطة وقليلة وهي مع قلتها وبساطتها فإنها مهمة في إعطاء صورة ولو متواضعة عن هذه الصنعة الفنية الحضارية وقد أستطعنا التقاط المعلومات التي تجعلنا نقف على بعض الأوجه لصناعة الورق والخصائص الفنية التي أكسبته القوة والمتانة والليونة ومقاومة مختلف الظروف دون أن يتعرض الورق إلى التيبس والتكسر كما نرى ذلك على الورق الاوربي.

أن المواد التي استخدمت في صناعة عجينة الورق هي: الحرير، الكتان، القطن، القنب، ألياف النخيل الخرق البالية. من هذه المواد التي كانت تجمع لتغطي حاجة حوانيت أومصانع الورق وكان الأعتماد بصورة عامة على القطن النقي ذي الألياف الطويلة الذي كان  أكثر جودة من غيره في صناعة الورق، وتعد ألياف القطن أنقى الصور التي يوجد عليها السليلوز في الطبيعة، والورق المصنوع منه يعتبر من أقوى أنواع الورق وأكثرها دواما ومقاومة لعوامل التحلل في البيئة، كما تكون فيه نسبة اللجنين وهي المادة الرابطة بين الالياف قليلة جدا (واللجنين له بعض الخواص حيث لايذوب في الماء أو المذيبات العضوية ولكنه يتاكسد بحامض الكبريتيك)  لذلك فإن نسبته المرتفعة في الورق مضرة تؤدي إلى تغير لون الورق واكسدته وتكسر اوراقه وتيبسها (كما نرى ذلك في الورق الأوربي)  ويفضل إزالة اللجنين من العجينة وإضافة نسبة من الصمغ العربي والشب لتحل محل وظيفة التماسك وصلابة الألياف السليلوزية بالورق كما يضاف إلى عجينة الورق وسط قلوي يساعد على مقاومة التحلل، وإن العرب عرفوا جيدا المواد القلوية وكيفية إستخدامها وكمياتها وخواصها.

لقد عولجت المواد السليلوزية للحصول على عجينة الورق وتقطيعها في ماء وضربها وغليها وتحضير عالق مائي بنسبة (5)  الياف إلى (100)  ماء ويطرح هذا المزيج في منخل أو شبك من السلك لا يسمح الا بنفاذ الماء فقط ويغمس هذا المنخل والمزيج في حوض ماء ويحرك بمعدل معين ويرج جيدا أثناء حركته يسارا ويمينا فتتشابك الألياف مكونه نسيجا ذا سمك منتظم.

وعملية الضرب التي أشرت اليها ذات أهمية كبيرة في صناعة الورق تساعد على زيادة سطح الألياف وزيادة مرونتها وتشابك الألياف بعضها ببعض بحيث تقل الفراغات بين الألياف وبالتالي تزيد من كثافة الورق المنتج وقوة الشد والثني وليس لعملية الضرب تأثير كيمياوي، وتأثيرها الطبيعي جيد جدا كما كان يستخدم أحيانا الهاون الخشبي لهرس الواد السليلوزية (الخامات)  وتقطيع الخرق إلى قطع صغيرة.

وبعد عملية الضرب تمرر العجينة على شبكة المنخل لنفاذ الماء من ثقوب المنخل أو الشبكة كما ذكرنا ثم تمرر العجينة بعد ذلك بين اسطوانتين كابستين لإزالة الماء وأندماج الألياف ثم ترفع الصحف وتقلب بخفه وسرعة فوق لبادة وتوضع فوقها لبادة أخرى لتكون جاهزة لاستقبال صحيفة أخرى وهكذا تتعاقب الصحائف وقطع اللباد الواحدة فوق الاخرى حتى تصل إلى نحو 150 ورقة ثم يعصر بمكبس لإزالة الماء المتبقي، وبعد إخراج الورق يكبس ثانيا إلى أن يصبح مستويا وأملسا، ولإكساب السطح الملاسة المطلوبة يدلك سطح الورقة بحجر أملس ثم استخدمت بعد ذلك مطرقة صقل يدق بها الورق حتى يكسب سطحا املسا، ثم أبتكرت أسطوانات خشبية يمرر الورق بين زوجين منها تحت ضغط مناسب، بعد ذلك تجفف الصحف مما يؤدي إلى تماسك مباشر وتحول الألياف إلى صحيفة ورق حقيقية وتكتسب القوة والمتانة، من هذه العملية التي تساعد فيها المادة الماسكة في مزيج عجية الورق.

الا أن هذا الورق المصنع من الألياف يكون مساميا وغير ملائم بالحبر السائل لذلك تضاف مواد مالئة على سطح الورق المصنع مكونة من النشاء والصمغ العربي (الروزين)  والجيلاتن وبودرة التلك ثم يطلى الورق بالشب حيث تنفذ المواد المالئة والمثبتات بين الالياف وفوقها وتغلق المسامات وتجعل الورقة أقل قابلية على إمتصاص السوائل ويكون الورق مناسب للكتابة بالحبر السائل ويحول ذلك دون تسرب الرطوبة كما تطلى بعض الأوراق بالصبغات الطبيعية التي تضاف إلى العجينة لتكسب الورقة اللون الناسب وتقلل من شدة بياضه الذي يؤثر على العين أثناء أستخدامه في الكتابة أو القراءة وهي ميزة أخرى لها أثرها الكبير في خدمة العلماء وحفظ صحة نظرهم ومساعدتهم أثناء نسخ كتبهم وتآليفهم.

وعرفت بعض الأسر البغدادية بهذه الصنعة وكانوا يمارسونها في البيوت وغالبا تساهم النساء بهذه المهنة ومنهم ابن الطلاية العتابي، احمد بن أبي غالب بن أحمد الزاهد (ت548هـ/ م) وكانت والدته (والدته تطلي الورق بالدقيق المعجون بالماء رقيقا قبل صقله)56.

الورق المقوى

وهو الورق الذي يستخدم في صناعة أغلفة المخطوطات الشبيه (بالكارتون) ، وقد ذكر صناعته السفياني في كتابه (صناعة تفسير الكتب وحل الذهب)57  ويعمل من لصق كل ورقتين مع بعضهما بالنشاء وتدلكان إلى أن تتخلص من مواد اللصق وتتركها إلى أن تجف، ثم تأخذ ورقتين أخريين وتعمل فيهما كما عملت في الورقتين اللتين قبلهما حتى تلتقي الأوراق كلها أثنين أثنين وأنشرهم في مكان حتى تجف تمامان ثم الصق الأوراق المتجمعة مع بعضها وضعها تحت ضغط مناسب يؤدي إلى تماسك الأوراق ومتانة المقوي، حتى على السمك المطلوب ويقطع حسب أستخدامه في تجليد المخطوطات58، وقد وجدنا في أغلفة بعض المخطوطات أستخدام أوراق مخطوطات مكتوبة أستعملت في عمل الورق المقوى، من بينها أوراق مهمة لمخطوطات قديمة ونادرة.

المصـادر

* ابن باطيش الموصلي: اسماعيل بن هبة الله (ت655هـ/ م) : التمييز والفصل: تحقيق: عبد الحفيظ منصور، تونس، الدار العربية للكتاب، 19.

* البغدادي، أحمد بن علي الخطيب، تاريخ بغداد ــ دار الكتاب العربي ــ بيروت لبنان ــ طبع أوفسيت.

* الثعالبي، عبد الرحمن بن محمد، ثمار القلوب في المضاف والمنسوب ــ تحقيق أبو الفضل إبراهيم ــ دجار النهضة مصر للطبع والنشر ــ القاهرة 1965.

* الجهشياري، محمد بن عبدوس، كتاب الوزراء والكتاب تحقيق مصطفى السقا وإبراهيم الابياري وعبد الحفيظ سلبي ت مطبعة البابلي الحلبي وأولاده ــ القاهرة 1938.

* الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان ــ دار أحياء التراث العربي ــ بيروت. لبنان.

* ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد الحضري، مقدمة ابن خلدون ــ دار العودة. بيروت 1981.

* ابن خلكان، أحمد بن محمد، وفيات الاعيان وابناء ابناء الزمان ــ تحقيق أحسان عباس ــ دار صادر ــ بيروت 1968.

* السفياني، أحمد بن محمد ــ صناعة تسفير الكتب وحل الدهب، باريس 1925.

* السمعاني، عبد الكريم بن محمد التميمي ــ الأنساب ــ طبع أوفسيت مكتبة المثنى بغداد 1964.

* السيوطي، عبد الرحمن بن ابي بكر ــ حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة 1938.

* الصفدي، خليل بن ايبك: الوافي بالوفيات ج7، تحقيق: احسان عباس، المعهد الألماني، شتوتغارت، 1411هـ/1991م.

* الصفدي، خليل بن ايبك:الوافي بالوفيات ج8، تحقيق: محمد يوسف نجم، شتوتغارت، 1412هـ/1992م.

* القلقشندي، أحمد بن علي ــ صبح الأعشى في صناعة الإنشا ــ المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر ــ القاهرة 1963.

* ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب في أخبار من ذهب.

* النديم، محمد بن أبي يعقوب الوراق ــ كتاب الفهرس. تحقيق رضا تجدد ــ طهران 1971.

* اليعقوبي، أحمد بن أسحق، تاريخ اليعقوبي ــ طبع دار صادر ــ بيروت 1960

المراجـع

* أنور محمود عبد الواحد: قصة الورق، سلسلة المكتبة الثقافية، القاهرة، دار الكاتب العربي.

* أيمن فؤاد سيد: صناعة الكتاب العربي المخطوط، حوليات اسلامية، 1997

* الحلوجي ــ د. عبد الستار ــ المخطوط العربي ــ الدار المصرية اللبنانية 2002.

* الحمد، د. غانم قدوري ــ رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية ــ مؤسسة المطبوعات العربية ــ بيروت لبنان 1982.

* الزركلي، خير الدين، الأعلام. دار العلم للملايين ــ الطبعة الرابعة بيروت لبنان.

* الزيات، حبيب، الورق والوراقون في الإسلام ــ مجلة المشرق ــ بيروت 1974.

* الشكري، .جابر ــ الجوانب الفنية في أخراج المخطوط العربي ــ مجلة المجمع العلمي العراقي ــ المجلد 33 جزء 2ــ3 بغداد.

* عواد كوركيس ــ الورق والكاغد صناعته في العصور الإسلامية ــ مجلة المجمع العلمي العربي، دمشق العدد 23، السنة 1948.

* النقشبندي، أسامة ناصر ــ حضارة العراق ــ فنون الكتاب العربي المخطوط الأجزاء 9، 11 بغداد 1984 ــ 1985.

* المجمع العلمي العربي ــ بدمشق 1948.

ملاحظة:
نشر هذا النص في الكتاب التالي:
بحوث ودراسات مهداة إلى إيرج أفشار، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن، 2018، ص 182-205.

يرجى الملاحظة بأن بعض الصور المستخدمة في هذه المقالة المنشورة على الموقع قد لا تكون جزءًا من نسخة المقالة المنشورة ضمن الكتاب المعني.

مقالات مختارة

إقرأ المزيد

المدخل إلى علم الكتاب المخطوط بالحرف العربي

فرانسوا ديروش محتويات المقال:ليست جميع الكتب على شكل الكوديكساللفافة والدرجالكتب المَرْوَحِيَّةالمخطوطات ذات القطع الكاملمكانة علم المخطوطات في دراسة المخطوطاتأهداف علم المخطوطاتعلم المخطوطات (الكوديكولوجيا) وعلم تطور ال...

علم المخطوطات الإسلامية
إقرأ المزيد

التراث العربي الإسلامي: ببليوجرافية بالانتاج الفكري العربي من 1882 إلى 1998

د. محمد فتحي عبد الهادي: أستاذ المكتبات والمعلوماتووكيل كلية الآداب – جامعة القاهرة يعتبر التراث العربي الإسلامي المخطوط أضخم تــراث فـي الـعـالــم وعــلى امتداد تاريخ البشرية، وقد كانت إسهامات العرب والمسلمين الفكرية با...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

تقنيات صناعة المخطوط العربي في بلاد الشَّام

إياد خالد الطباع محتويات المقال:الفصل الأول في صناعة الوِرَاقة في بلاد الشَّام وتطورهاالفصل الثاني في النَّاسخ والورَّاق والخَطَّاط والمُجَلّد في بلاد الشَّامالفصل الثالث في أدوات الكتابة وصناعتها في المخطوطات الشَّاميّة...

علم المخطوطات الإسلامية
إقرأ المزيد

موادُّ صناعة الكتاب المخطوط

المراحلُ التاريخية من خلال المصادر الداخلية1 إبراهيم شبوح محتويات المقال:أ- المواد المكتوب عليها 1- القراطيسُ المصرية، أو البردي 2- الرَقّ 3- الكاغذ أنواع الكاغد وصناعته تقنية صناعة الكاغذب- المادة التي يكتب بها: الأحبار...

علم المخطوطات الإسلامية
إقرأ المزيد

المكتبات في القدس الشريف منذ الفتح الصلاحي سنة 583هـ/1187م إلى سنة 1367هـ/1948م

محمد عدنان البخيت محتويات المقال:مصطلح مكتبةنشأت المكتبات في القدسخزائن المدارسوقف علي مصطفى أبو الوفا العلمي سنة 1116هـ/1704ممكتبة الشيخ محمد الخليلي (ت 1147هـ/1734م)وقف الحاج حسن عبد اللطيف الحسيني سنة 1201هـ/1787مالمك...

دراسات عامة عن التراث الإسلامي
Back to Top