رمضان ششن
ظهر الإسلام في شبه الجزيرة العربية، ونشره العرب في قرونه الثلاثة الأولى وحفظوه، وبدأ دخول الأتراك في الإسلام، والجيش الإسلامي في القرن الثاني الهجري، وصاروا قوة عسكرية هامة في القرنين الثالث والرابع. وبظهور السلاجقة أصبح الأتراك حكاما للعالم الإسلامي، فحكموه من أواسط القرن الحادي عشر الميلادي إلى آخر الحرب العالمية الأولى، أى أن حكمهم استمر نحو تسعة قرون. ونشروا دين الإسلام في آسيا الوسطى، والصين، والهند، وأوروبا الشرقية، والبلقان، ودافعوا عن الإسلام في وجه بيزنطة، والصليبيين، والمغول، حتى صارت كلمتي الإسلام والترك مترادفتين في عهد العثمانيين. لم تنحصر خدمة الأتراك في الميدانين السياسي والعسكري فحسب، بل تجاوزتهما إلى ميادين الحضارة، فساهموا في تطور الفنون الجميلة، والمعمارية في العالم الإسلامي، ونشروا بناء المدارس في البلاد الإسلامية، وخدموا بذلك انتشار العلوم، وطوروا الخدمات الصحية – في عهد الزنكيين والأيوبيين والسلاجقة الروميو – بنشر بناء المستشفيات.
ولم يكتف الترك بتقديم الخدمات المذكورة، بل امتدت خدماتهم إلى ساحة العلوم، وظهر منهم علماء كبار – منذ صدر الإسلام –كتبوا أولا باللغة العربية، ثم الفارسية، ثم باللغة التركية. أول هؤلاء العلماء: سليمان بن طرخان التيمي البصري المتوفى سنة 143هـ/760م، وابنه محمد المعتمر، اللذان كانا من المحدثين الكبار، ومؤلفي كتب المغازي الأولى. ثم جاء عبد الله بن مبارك
المروزي التركي، وأبو إسحاق ابراهيم بن العباس الصولي، والفتح ابن خاقان، وأبو بكر محمد بن يحيى الصولي، وكلهم كانوا من كبار المؤلفين باللغة العربية،ومن لا يعرف الفيلسوف الكبير أبا نصر الفاربي، وإسحاق بن إبراهيم الفارابي، وابن أخته أبا نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، فكل هؤلاء جاؤوا من بلاد الترك، واشتهروا في العالم الإسلامي بمؤلفاتهم.
أما الأتراك الذين كتبوا بالفارسية فهم كثيرون، أشهرهم النظامي الكنجوي (المتوفى سنة (160هـ/1214م) ومولانا جلال الدين الرومي (المتوفى سنة 672هـ/1273م) فكلاهما يمثلان القمة في الأدب الفارسي.
وكوّن الترك أدبا باللغة التركية – في شتى أنواع العلوم – وألفوا كتبا كثيرة، وترجموا كثيرا، حتى صارت اللغة التركية إحدى اللغات الثلاث الكبرى في الأدب الإسلامي، أما عدد المخطوطات التركية اليوم، فليس بأقل من المخطوطات الفارسية، إذ يعرف قدرها علماء الغرب ويهتمون بالأدب التركي، والتاريخ، في حين أن العرب، والفرس لم يدركوا بعد أهمية تلك المخطوطات نظرا لقلة المتخصصين منهم في المخطوطات التركية، والأدب التركي، والتاريخ التركي. وإذا ما طالع أحد "كشف الظنون"، وذيوله، و"عثمانلي مؤلفلري" (المؤلفون العثمانيون) يرى كثرة عدد المؤلفات التركية، والحقيقية أن هذه المراجع لا تشمل نصف تلك المؤلفات.
عدد المخطوطات التركية في العالم كثير، وفي تقديرنا أن هذا العدد يتجاوز مائة ألف مجلد، منها حوالي ستين ألف مجلد في مكتبات تركيا. يوجد اليوم في المكتبات التابعة للمديرية العامة للمكتبات 28106 مجلدا من المخطوطات التركية، وفي مكتبة جامعة إستانبول 9941 مجلدا، وفي مكتبة طوب قابي سراي 30888 مجلدا، ما عدا المجاميع التي يحتوي كثير منها على عشرات المخطوطات، وإذا أضفنا إليها الوقفيات، والمخطوطات الموجودة في المكتبات الأخرى ، فإن عددها يصل إلى أكثر من ذلك بكثير، كما يصل عدد الوثائق، والدفاتر في الأرشيف العثماني إلى ملايين.
أما المخطوطات التركية في البلاد الأخرى فهي كثيرة أيضا. منها نحو (5000) مخطوطة في دار الكتب القومية بالقاهرة، ومثلها في المكتبة الوطنية بباريس، كما توجد مخطوطات تركية كثيرة في المتحف البريطاني، والمكتبة الوطنية ببرلين، ومكتبة الفاتكان، والمكتباتالأخرى في أنحاء أوروبا وأمريكا، وليس لدينا معلومات واضحة عن المخطوطات الموجودة في مكتبات الاتحاد السوفيتي، وإيران، والصين والبلاد العربية، وخاصة في شـمالي إفريقيا.
كيف بدأ ظهور المخطوطات التركية في العالم ؟
لعبت الدولة الأويغورية التركية – التي ظهرت سنة 745م – دورا تاريخيا في تطور الثقافة التركية، إذ تبنت هذه الدولة الحروف الآرامية، وكونت أدبا تركيا مكتوبا، واتخذت اللغة التركية لغة رسمية لها. كما تأثرت الدولة القراخانية التركية بالدولة الأويغورية، فاستخدمت اللغة التركية كلغة رسمية في شرقها، وظهرت أوائل الكتب التركية بالحروف العربية في هذه المنطقة، وكتب يوسف خاص حاجب كتابه المسمى "قوداد قوبيلك" سنة 462هـ/1069م)، وهو كتاب منظوم كبير يتحدث عن سياسة الدولة، وصلتنا منه ثلاث نسخ: نسختان منها بالحروف العربية، ونسخة بالحروف الأويغورية. ويمثل هذا الكتاب مرحلة متطورة لحركة التأليف عند الأتراك، ثم ألف محمود الكاشغري كتابه المسمى بـ"ديوان لغات الترك" (سنة 466هـ/1074م)، وأتحفه إلى الخليفة القائم بأمر الله، وهو قاموس اللغة التركية، يحتوي ضروب أمثال، وأشعار، وشواهد كثيرة باللغة التركية، وصلت منه نسخة واحدة إلى يومنا هذا، وتبعها "عتبة الحقائق" للأديب أحمد اليغناكي، وديوان أحمد اليسوي، و"مقدمة الأدب" للزمخشري، الذي أراد بهذه المقدمة تعليم اللغة العربية للأتراك، وترجمه إلى اللغة التركية بين الأسطر، وتنسب أيضا كتب تركية للحكيم سليمان العطائي (المتوفى سنة 582هـ/1186م).
عندما تيسر فتح الأناضول على أيدي الأتراك في القرن الحادي عشر ظهرت بين الأتراك أساطير بطولية باللغة التركية مثل "دانشمندنامه" و"داستان بطال غازي" و"داستا نده ده قورقود" ووصلت منها نسخ إلى يومنا هذا، ولا نعرف مؤلفيها. أما أول كتاب كتب في الأناضول، ونعرف مؤلفه فهو كتاب "تحفة مبارزي"، في الطب، لحكيم بركت الخوارزمي، الذي ألفه بالعربية أولا، ثم ترجمه بناء على طلب الأمير مبارز الدين خليفه آلب غازي، أمير أماسيا في أوائل القرن الثالث عشر. كما ألف حكيم بركت كتابا آخر في الطب سماه "خلاصة در علم طب"، وصلت إلينا مع ترجمة كتابه الأول. ونبغ في القرن الثالث عشر في الأناضول شعراء كبار مثل: شياد حمزة، ومولانا جلال الدين الرومي، وابنه سلطان ولد، ثم جاء في أواخر القرن الثالث عشر الشاعر الكبير يونس أمره، صاحب الديوان المعروف باللغة التركية، الذي وصلتنا منه عدة نسخ، وتم طبعه مرارا، وهذا الشاعر معروف لدى الأتراك أنه أكبر شاعر في تاريخ الأدب التركي. وممن كتب باللغة التركية كذلك حاجي بكتاش ولي (المتوفى سنة 670هـ/1271م) والذي وصلتنا عدة نسخ من كتابه المعروف "مقالات".
بناء على هذه التطورات: أصبحت اللغة التركية في الأناضول لغة رسمية، في أواخر القرن الثالث عشر، ولما استولى الأمير محمد بك القرماني على مدينة قونية (سنة 676هـ/1277م) أمر باستعمال اللغة التركية في دواوين الدولة، وتبعته إمارات أخرى في الاناضول، فلم يمض وقت حتى صارت اللغة التركية في الأتاضول لغة الكتابة والأدب، ونرى من بين هذه الإمارات إمارة العثمانيين.
اهتم العثمانيون باللغة التركية، وحثوا على التأليف بها، كما حثوا على ترجمة الكتب العربية والفارسية اليها، وأعد السلطان أورخان غارى وقفيته باللغة التركية، وظهر في القرن الربع عشر مؤلفون، ومترجمون كثيرون في الأناضول، قاموا بترجمة معاني القرآن الكريم إلى التركية مرارا، ثم ترجموا العديد من الكتب مثل "كليلة ودمنه" و"قصص الأنبياء" و"تذكرة الألياء" حتى وصل عدد المؤلفات، والترجمات إلى المئات، وتبين في مقالة لكاتب هذا البحث – حول الترجمات إلى اللغة التركية في القرن الخامس عشر – أن عدد الكتب المترجمة فقط يصل إلى نحو تسعين كتابا خلال قرن واحد، كما تبين أن بعض الكتب قد ترجمت إلى التركية مرارا، وتشتمل هذه الترجمات على علوم شتى، مثل الطب، والتاريخ، والجغرافيا، والأدب، والتصوف، والهيئة، والحساب، والهندسة، والحيوان، وصناعة الحرب، والموسيقى، وعلم الأحجار وتفسير الرؤيا. ونجد في مكتباتنا اليوم نسخ كتب بالتركية تحمل قيود السلاطين، مثل يلديرم بايزيد، ومحمد جلبى، ومراد الثاني، وقيود الأمراء مثل أمور بك بن تمرتاش، وحمزة بك.
من ناحية أخرى، فقد استخدمت اللغة التركية في القصور الأيوبية، والمملوكية، كما استخدمت في صفوف جيش هاتين الدولتين، مما دعا علماء اللغة للاهتمام بها، وتأليف العديد من الكتب حول اللغة التركية، أو بتلك اللغة مثل كتاب "الإدراك للسان الأتراك" لأبي حيان الأندلسي (المتوفى 744هـ/1343م)، وترجمة ضرير الارضرومي للسيرة النبوية و"فتوح الشام" للواقدي. واستمر أيضا تأليف الكتب باللغة التركية في آسيا الوسطى، وفي دولة الجيش الذهبي، ونبغ في عهد التيموريين شاعر كبير مثل علي شيرنوائي، الذي ادعى بفضل اللغة التركية على الفارسية، في كتابه المسمى بـ"محاكمة اللغتين". وظهر في الدولة العثمانية شعراء كبار مثل: فضولي، وباقي، وتم تأليف كتب التاريخ مثل "تاريخ أل عثمان" لابن كمال، و "تاج التواريخ" لخواجه سعد الدين. وهكذا أخذت المؤلفات التركية بالازدياد،
حتى بدأ عددها يساوي المؤلفات العربية في العصور الحديثة. ونحن الآن بحاجة إلى المزيد من المؤلفت على غرار كتابي بروكلمان، وسزكين للوقوف على كنوز المخطوطات، والمؤلفات التركية.
كان علماء المسلمين يدركون: أن الثقافة الإسلامية تشكل وحدة لا تقبل التفريق، لهذا كانوا لا يفصلون بين المخطوطات العربية، والتركية، والفارسية، ويضعون الكتب في المكتبات حسب المواضيع، لا حسب اللغات. وهكذا كانت الحال في مكتبة طوب قابي سراي، التي أسسها الفاتح، وفي المكتبات التي تلتها في عهد العثمانيين، كما رتب كاتب جلبي أسماء الكتب التركية، والفارسية، والعربية مختلطة في كشف الظنون. ثم نجد في الوقفيات أن الكتب مرتبة حسب اللغات، لا على حسب الموضوعات. ولا نجد الكتب مرتبة حسب اللغات في مكتبات تركيا إلا قليلا كمكتبة على أميري، ومكتبة جامعة إستانبول، لهذا نرى الفهارس الأولى لم تخصص للغة معينة، بل اشتملت على جميع المخطوطات الشرقية في المكتبة، كما هو الحال في فهارس الفاتيكان، وفهارس مكتبات استانبول. وقد بدأت فهارس المخطوطات بالظهور – حسب اللغات – اعتبارا من أواسط القرن التاسع عشر. وأول فهرس خصص للمخطوطات التركية كان فهرس المخطوطات التركية في مكتبة Gotha وتم نشره سنة 1864م. وتبعه نشر فهرس الكتب التركية في الكتبخانة الخديوية لعلي حلمي الداغستاني، وفهرس المخطوطات التركية في المتحف البريطاني لـRieu. ولقد قام طورغود قوط بجمع قائمة من الفهارس، والمقالات المتعلقة بالمخطوطات التركية، ونشرها في حولية بحوث اللغة التركية (سنة 1974م). ووصل عدد الدراسات في هذه القائمة إلى 334 فهرسا ومقالة، وأشرنا في بحثنا إلى الفهارس الهامة منها،مع بعض الإضافات على قائمة طورغود قوط. يتبين لنا من خلال القوائم المختلفة: أن فهرسة المخطوطات التركية بدأت أولا في أوروبا، ثم انتقلت إلى تركيا، ولا شك أن الفهرسة لم تكن مجهولة لدى المسلمين، فنرى في الوقفيات نماذج للفهرسة، يذكر فيها اسم الكتاب ومؤلفه ونوع خطه، وفيما إذا كان كاملا أو ناقصا. أما أول فهرس مطبوع في تركيا، فهو فهرس مكتبة داماد إبراهيم باشا في إستانبول، الذي تم طبعه (سنة 1273هـ/1862م) بعنوان "دفتر كتبخانه داما إبراهيم باشا" وتبعه طباعة "دفتر كتبخانة راغب باشا" (سنة 1285هـ/1868م) ثم تلت ذلك طباعة فهارس حوالي ثلاثين مكتبة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني (من سنة 1303هـ/1885م إلى سنة 1312هـ/1894م). وكانت هذه الفهارس مختصرة جدا، إذ تقتصر على الإشارة ظغلى رقم الكتاب واسمه، واسم مؤلفه، ولغته، وخطه، كما تضم أسماء الكتب المطبوعة دون التفريق بين المخطوطات العربية،ّ والتركية، والفارسية، ومن ثم أخذ العلماء بيوصيف المخطوطات في المجلات في أواخر عهد العثمانيين، وفي أوائل عهد الجمهورية، وقد تيسر طبع كثير من المخطوطات إثر تحقيقها، وتم رصد كثير من المخطوطات التركية في الدراسات التاريخية واللغوية. ثم أعد كثير من الطلاب أطروحات حول المخطوطات التركية. وقد قام كل من الأستاذ سهيل أنور، والأستاذ أحمد أتش بتوصيف العديد من المخطوطات التركية.
بدأ في حدود سنة (1940م) ضبط بطاقات المخطوطات في تركيا، على أيدي علماء كتبوا البطاقات المؤقتة للمخطوطات. ونتيجة هذا العمل المفيد تم طبع "فهرس المخطوطات التاريخية والجغرافية التركية"، و"فهرس مخطوطات الدواوين التركية"، و"فهرس مخطوطات الخمسات التركية" بين سنتي (1943-1969م). وهذه الفهارس من أجود الأعمال في فهرسة المخطوطات التركية. كما نشر فهمي أدهم قرطاي "فهرس المخطوطات التركية" بطوب قابي سراي (سنة 1961م). ثم استمر نشر الفهرس والمقالات عن المخطوطات التركية إلى يومنا هذا، وقد ذكرنا أشهرها في بحثنا. ويجب أن نشير من بين هذه الجهود إلى الفهارس التس نشرها مركز الأبحاث للتاريخ، والفنون، والثقافة الإسلامية بإستانبول (إرسيكا)، وهي "فهرس مخطوطات الطب الإسلامي" و"فهرس مخطوطات مكتبة كوبريلي" و"فهرس مخطوطات قبرص". وتقوم وزارة الثقافة التركية بنشر فهارس بعنوان "الفهرس الموحد لمخطوطات تركيا" – صدر من هذه السلسلة حتى الان 14 جزءا. ونرى أيضا في الفهارس الأخيرة المخطوطات التركية، والعربية، والفارسية، مختلطة.
استمرت الجهود في فهرسة المخطوطات التركية إلى يومنا هذا بشكل غير منظم، وبقى أكثرها غير مفهرس، وقد يصل المقدار الذي تمت فهرسته إلى الآن نحو الخمس. لهذا يجب تنظيم الجهود، وتوجيهها إلى أهداف معينة. ويقتضى الأمر أولا: تشكيل لجنة من الخبراء، وتوفير الإمكانيات المادية لهم، ثم معاينة الخبراء للمخطوطات – وإن اقتضى هذا بعض السفر – ومسحها، وحصر المجموعات الهامة منها، ثم المباشرة بعملية الفهرسة من المهم فالأهم. يمكن فهرسة المخطوطات العربية، والتركية، والفارسية كل على حدة، أو مجتمعة، بغض النظر عن اللغات، بل حسب الموضوعات كما ذكرنا. فالثقافة الإسلامية تشكل وحدة واحدة لا تقبل التفريق، وأبرز دليل على هذا هو المخطوطات التركية، حيث يجد القارئ فيها عبارات بالعربية، والفارسية- حتى أن تسعين بالمئة من أسماء الكتب التركية، إلى القرن التاسع عشر، كانت بالعبارات العربية، أو الفارسية – ولم يسم علماء الأتراك مؤلفاتهم باللغة التركية إلا في العصور الأخيرة. لهذا يجب أن يعرف المفهرس اللغات الثلاث، أي:. العربية، والتركية، والفارسية، ويجب أيضا أن يكون ملما بموضوعات العلوم الإسلامية أي الدينية، والاجتماعية، واللغوية، والرياضية، والفلسفية، ولا بد أن يعرف المصادر المهمة مثل "كشف الظنون" و"مفتاح السعادة"، وذيولها، و"عثمانلي مؤلفلري" وكتاب سيف الدين أوزأكه – في المطبوعات التركية بالحروف العربية - ويجب أن يلم بكتب التراجم، والتاريخ، والطبقات، وتذاكر الشعراء، خاصة "هدية العارفين"، و"الشقائق النعمانية"، وذيوله، و"عثمانلي مؤلفلري"، و"سجل عثماني" و"دائرة المعارف الإسلامية".
إن الفهارس على ثلاثة أنواع:
أولا: الفهارس الموجزة مثل فهارس مكتبات إستانبول المطبوعة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، وفهرس المكتبة الوطنية ببباريس لـVajda.
ثانيا: الفهارس المفصلة مثل فهرس Ahlwardt لمكتبة برلين.
ثالثا: الفهارس المتوسطة الشرح مثل فهرس المخطوطات التاريخية، والجغرافية، التركية، وفهرس مخطوطات مكتبة كوبريلي الذي نشره مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية.
أما الفهارس الموجزة فهي لا تعطي معلومات كافية، والفهارس المفصلة تعطي معلومات إضافية؛ كدراسات مفصلة قد لا نحتاجها، خاصة في الكتب التي طبعت. ونحن نرى ضرورة إبراز النواحي التالية لإخراج فهارس المخطوطات على أكمل وجه:
1- اسم الكتاب: فيما إذا اختلف اسم الكتاب في ورقة العنوان، وفي المقدمة يجب اعتماد الاسم المذكور في المقدمة، وإذا كان الكتاب أكثر من جزء واحد يجب أيضا الإشارة إلى ذلك، وإذا كان ذلك الجزء مخروما، أو مقطوعا يشار إليه، وإذا كانت المخطوطة لا تحمل اسما، فيجب التأكد من ذلك بالرجوع إلى المصادر.
2- اسم المؤلف: يجب ضبط اسم المؤلف من المقدمة، وإكماله من المراجع، وإذا لم يذكر اسم المؤلف في المقدمة ينقل من صفحة العنوان، وإذا كان الشكل المذكور للاسلام في صفحة العنوان خطأ، فيجب تصحيحه من المراجع، كما يجب الإشارة إلى اسم الشهرة، وإلى تاريخ الوفاة، أو عصر الوفاة على الأقل.
3- أول الكتاب: يجب أن تورد أول جملة للمؤلف، ثم جملة او جملتين من بعد عبارة "أما بعد"، وإذا كان الكتاب غير معروف فيجب تلخيص المقدمة.
4- آخر الكتاب: يجب نقل آخر جملة للمؤلف، وإذا كان قيد تاريخ التأليف مذكورا في آخر الكتاب، فيجب نقله.
5- يجب ذكر رقم الكتاب في المكتبة المحفوظ بها، ونوع خطه، وعدد أوراقه، وأسطره، ومقاساته، وما إذا النص قد كتب بأقلام وأحبار مختلفة، وإذا كان بالنسخة أي تذهيب، أو منمنمات، وما إلى ذلك.، بالإضافة إلى حالة الجلد.
6- قيد الفراغ: يجب نقل قيد الفراغ نظرا لأهميته من ناحية تاريخ الثقافة، وإذا لم يذكر قيد الفراغ، يجب ذكر عصره تخمينا، وهذا يحتاج إلى مران طويل على مطالعة، وفهرسة المخطوطات، وإذا كان التاريخ مذكورا بالحروف الأبجدية، أو باللغز فيجب توضيح ذلك.
7- القيود المختلفة: تنقسم القيود المذكورة في المخطوطات إلى قسمين: قسم يتعلق بنص الكتاب، وقسم يتعلق بشكله الخارجي. أما القيود المتعلقة بنص الكتاب فهي: قيود التأليف، والرواية، والسماع، والقراءة، والمناولة، والمقابلة، والتصحيح، والمطالعة، والنظر، وأما القيود المتعلقة بشكل النسخة فهي: قيود التملك، والبيع، والشراء، والوقف، والاستصحاب، والقيود المتعلقة بالحوادث الهامة.
8- تجب الإشارة إلى ما إذا كان الكتاب قد طبع أم لا. وفيما يتعلق بالمخطوطات التركية يجب الرجوع إلى "عثمانلي مؤلفلري"، والمطبوعات التركية بالحروف العربية في مكتبة جامعة إستانبول لفهمي أدهم قرطاي، وكتاب سيف الدين أوزأكه في "المطبوعات التركية بالحروف العربية" وفهرس المطبوعات التركية العثمانية الموجودة في دار الكتب الوطنية بالقاهرة، لنصر الله مبشر الطرازي، وغيرها من المراجع في هذا الصدد.
9- وفي النهاية: يجب ذكر المراجع المستخدمة في عملية الفهرسة، ولا بد من إعطاء رقم تسلسلي لكل كتاب.
أما في المجاميع، فيجب توصيفها أولا: من ناحية الشكل، ثم ذكر الرسائل الموجودة فيها حسب ترتيبها في المجموعة، وإذا كانت تحمل قيود متعلقة بنص الرسائل فيجب ذكرها أيضا.
10- ويجب إضافة كشافات إلى آخر الكتاب. وقد أعطينا في آخر "فهرس مخطوطات مكتبة كوبريلي" كشافات للمؤلفين، وأسماء الكتب، وموضوعات العلوم، وأسماء الناسخين، والرواة، والسامعين، والقارئين، وأسماء الأماك، والمؤسسات، والقيود، وكشافا آخر حسب ترتيب تاريخ الكتابة.
11- ولا بد أخيرا من إعطاء لمحة عن تاريخ المكتبة في أول فهرسها.
ملاحظة: نشر هذا النص في الكتاب التالي: أهـمية المخطوطات الإسلامية: أعمال المؤتمر الافتتاحي لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، 30 نوفمبر_ 1 ديسمبر 1991/جمادى الآخر 1413_ النسخة العربية، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن، ص 113-105. يرجى الملاحظة بأن بعض الصور المستخدمة في هذه المقالة المنشورة على الموقع قد لا تكون جزءًا من نسخة المقالة المنشورة ضمن الكتاب المعني |