المكتبات في القدس الشريف منذ الفتح الصلاحي سنة 583هـ/1187م إلى سنة 1367هـ/1948م

محمد عدنان البخيت

لعلّ من المفيد هنا أن أُدوِّن الملاحظات التالية قبل تناول موضوع خزائن الكتب/ المكتبات في القدس الشريف، منذ الفتح الصلاحي سنة 583هـ/1187م إلى سنة 1367هـ/1948م.

مصطلح مكتبة

1- إن مصطلح مكتبة هو مصطلح حديث ولا تذكره المعاجم العربية الكبرى، مثل: «لسان العرب» لجمال الدين محمد بن منظور (ت 711هـ/1311م) ، و«تاج العروس من جواهر القاموس» للشيخ مرتضى الزبيدي (ت1205هـ/ 1791م) . وتذكر المصادر التاريخية وكتب الفهارس بدل ذلك كلمة خِزانة بمعنى: مكان جمع الشيء، وجاءت في المصطلح العثماني باسم «كتاب خانة سى» أو «كتب خانه سى»، وما زال اسم خزانة مستخدمًا في المغرب مثل الخزانة العامة، ومع قيام المكتبات العامة في كل من القاهرة ودمشق، استُخدم مُسمى «دار»، ومنها جاء اسم «دار الكتب المصرية» و«دار الكتب الظاهرية» بدمشق، وبعد ذلك شاع استخدام كلمة مكتبة التي هي على الأغلب ترجمة لاسمLibrary  ومصطلح Bibliothéque  الفرنسية¹ .

نشأت المكتبات في القدس

2- نشأت المكتبات في القدس ضمن مفهوم الوقف في إطار المسجد الأقصى المبارك، ومسجد الصخرة المشرفة، ومسجد المغاربة العمري حيث كان يتعلّم الأطفال وتُعقد الحلقات العلمية².

وتذكر المصادر التاريخية في أواخر القرن التاسع الهجري/ الرابع عشر الميلادي، وجود خازن للكتب في خزانة المسجد الأقصى هو شمس الدين محمد بن أحمد بن حبيب الغانمي المقدسي (ت 860هـ/1456م)³ ، ويُعرف بابن دامس، «خازن الكتب بالأقصى» الذي قرأت عليه بعض الأجزاء، وتشير إحدى الوثائق المحفوظة عنها في سجل المحكمة الشرعية بالقدس تاريخها 5 صفر 1060هـ/7 شباط 1650م، ما مفاده أن قاضي القدس المولى موسى أفندي قد عيَّن كُلًا من مولانا الشيخ إبراهيم وأخيه الشيخ عبد الرحمن، ولدَي الشيخ «بشير الشهير نسبه المبارك بابن الخليلي، في وظيفة أمانة الكتب الموضعة بالصخرة المشرفة سوية بينهما بما لذلك من المعلوم وقدره في كل يوم أربعة عثمانية بينهما سوية عوضًا عن والدهما المزبور بحكم وفاته إلى رحمة الله تعالى وانحلال ذلك عنه، وأذن لهما الحاكم الشرعي المومى إليه أسبغ الله مزيد النعم عليه بمباشرة الوظيفة المزبورة والاستنابة عند الحاجة وقبض المعلوم المُعيَّن أعلاه [تقريرًا] وإذنًا صحيحين شرعيين مقبولين شرعًا»⁴.

ويشير أحد التقارير في السجل الشرعي بتاريخ 16 ذي القعدة سنة 992هـ/19/11/1584م إلى وجود وظيفة بواب للخزانة وأنه تم ضبط أسماء الكتب الكائنة بخزانة الصخرة الشريفة، وجاء التقرير على النحو التالي⁵ :

«دفتر مبارك إن شاء الله يتضمن ضبط أسماء الكتب الكاينة بخزانة بالصخرة الشريفة الموقوفت (الموقوفة) على الصخرة الشريفة وذلك بحضور مندوب مولانا [أقضى] قضاة المسلمين خادم شريعة سيد المرسلين سيدي محمد أفندي قاضي القدس الشريف وما ضم إليه، أدام الله تعالى نعمه عليه هو إسماعيل الديري وحضور صالح بن عبد الباسط الإسعردي بواب الخزانة المدكية (المذكورة؟)  سابقًا ومولانا منلا أبو بكر ابن المرحوم عبد الصمد بواب الخزانة المزبورة وحافظ الكتب الآتي ذكرها فيه الآن بتاريخ سادس عشر ذي القعدة الحرام سنه اثنتين وتسعين وتسعمائة (992هـ)  [19/11/1584م].

 الجزء الثالث من الزمخشري.

 تذكرة الأولياء بالفارسي.

 جزء من تفسير القرآن للواحدي.

 الجزء الثاني من مختصر مسلم في الحديث الشريف.

 الجزء الثالث من الصحيح.

س1: قطعة من المطول في المعاني والبيان

الجزء الثالث من تفسير الكبير للرازي تمامًا.

س2: الجزء الرابع عشر من التفسير لابن الخطيب

كتاب الكافي في الفقه

كتاب كشف الغوامض والمشكلات في الفرائض

الجزء الأول من الأكمل شارح الهداية في الفقه

صحيح البخاري

الجزء الأول من مستند العشرة في الحديث

الجزء السادس من التفسير.

س3: الجزء التاسع من المحيط

الجزء التاسع من الكشاف

الجزء [ربما] 24 الرابع والعشرين من تفسير القرآن الكريم    كذا

كتاب شرح المشارق

المجلد الثاني من التيسير

السابع من المحيط

كتاب صغير في الفقه

شرح المواقف

س4: رسالة القشيري

الجزء 5 [خمسة] من البغوي

الجزء السابع من المحيط

معرب الكافية

الجزء الحادي عشر من كتاب جامع الأصول في أحاديث الرسول

كتاب الروضة في فقه الشافعي

الجزء الثاني من الزمخشري

الجزء السادس من المحيط

شرح الجامع الكبير

س5: الجزء السادس من الروضة في الفقه

الجزء الثاني من مختصر مشكل الطحاوي

كتاب غيث العارفين في معارضة بن الفارض

كتاب المغني

كتاب صدر الشريعة [الأصغر عبيد الله]

كتاب في التفسير

الجزء الثامن عشر من تفسير ابن الخطيب

س6: جزء من التفسير من سورة الحديد

الجزء الخامس من المحيط

كتاب مجمع البحرين

معلقات التسع

كتاب الأنوار في الفقه الشافعي

الجزء الثاني من شرح الصغير للوجيز

كتاب مفاتيح الغيب

المجلد الخامس من شرح المهذب

س7: كتاب مختصر الصحاح

الجزء الخامس من الشرح الصغير للوجيز

كتاب الحاوي  في مذهب الشافعي

كتاب المسالك في أعلام إمام مالك

جزء كبير في الفقه

الجزء الثامن من المحيط في الفقه

كتاب البخاري تمامًا

س8: الجزء الثاني من المحيط

الجزء الثاني عشر من التفسير الكبير لابن الخطيب

الجزء الثاني من شرح مسلم

كتاب في قطع الكامل في الفقه

إعراب القرآن الشريف لأبي البقاء

القانون في الطب

الجزء الرابع من شرح البخاري للكرماني

الجزء الرابع من التفسير الكبير

س9: الجزء العاشر من التفسير الكبير

شرح المطالع

الجزء السادس من تفسير القرآن لابن عطية

الجزء الثالث من صحيح البخاري

الجزء الخامس من السراج الوهاج في الفقه

الجزء الرابع من تفسير القرآن لابن عطية

الجزء الثالث من تفسير القرآن لابن عطية

س10: الجزء الثاني من المهذب

كتاب جامع الأصول

الجزء التاسع من التفسير الكبير

الجزء السابع من التفسير الكبير

الجزء الثالث من تفسير القرآن لابن الخطيب

الجزء الثالث من شرح صحيح مسلم

الجزء العاشر من التفسير الكبير

س11: الجزء الثالث من التفسير الكبير

الجزء السادس عشر من التفسير الكبير

الجزء الثالث عشر من المسند

الجزء الثامن من تفسير القرآن لابن عطية رحمه الله

تفسير بطن القرآن

الجزء السابع من الروضة

حاشية الخيالي

كتاب حواشي مسعود

س12: مناقب الأخيار لابن الجزري

الجزء الأول من جامع الصحيح

جزء من تفسير القرآن الشريف

وأيضًا ثلاثة أجزاء من تفسير القرآن

حاشية المطالع

كتاب اشق باش بالتركي

كتاب في قطع الكامل في الفقه

التجريد وحاشية في العقائد

س13: قطعة من شرح المفتاح

كتاب في العقائد

قطعة في علم الكلام

نصف القرآن العظيم

بخاري تمام في أجزاء عدتهم اثنان وخمسون

جميع الكتب المزبورة أعلاه تسلمهم منلا أبو بكر بن عبد الصمد من صالح بن عبد الباسط المذكور الذي كان والده حافظ الكتب المزبورة بحضور الشهود.

شهود الحال

منلا عبد الحليم      منلا زكريا      الشيخ عبد الغفار العجمي

شيخ أبو العون بن عمران            عثمان إسعردي          مكانه

ونظرًا لمنزلة القدس لدى المسلمين وغيرهم، فإن كثيرًا من العلماء كانوا يمرون بها ويقيمون فيها لمددٍ متفاوتة يطول بعضها إلى سنين، وكان لهم دور مؤثر في تنشيط الحياة العلمية في أروقة المسجد الأقصى ومسجد الصخرة المشرفة، كما يشير إلى ذلك الرحالة الذين زاروا المدينة قبل الاحتلال الإفرنجي لها، وبعد الفتح الصلاحي للقدس الشريف⁶ ، مثل أبو الفرج عبد الواحد بن محمد بن علي الشيرازي الفقيه الحنبلي (486هـ/1093م) ، الذي قطن بالقدس وأخذ عنه جدّ بني قدامة المقدسيين، وكذلك زارها وأقام فيها أبي بكر محمد بن الوليد الطرطوشي المالكي الأندلسي (ت 520هـ/1126م) ، ونزل في موضع العزير بالقرب من باب الأسباط، وسجل لنا محمد بن عبد الله المعافري المعروف بابن العربي (ت 543هـ/1148م) ، في رحلته سنة 488هـ/1095م، بعض المناظرات التي شهدها هناك أثناء إقامته بالقدس والتي امتدت لثلاث سنوات.

ونشير هنا إلى قيام جالية مغربية من الشمال الإفريقي شجعها صلاح الدين الأيوبي وخلفاؤه من بعده على الإقامة والمجاورة في القدس رغبة في إعمارها، وكان أبناؤها من أتباع المذهب المالكي، وكان لها أوقافها، وفيما بعد تنظيماتها الاجتماعية. وبفضل وجودهم في القدس، توفرت أمهات الكتب في المذهب المالكي بالقدس، لا سيما وأنه كان لهم جامعهم المعروف بهم، وزاوية المغاربة التي أوقفها عليهم عام 703هـ/1304م، الشيخ عمر بن عبد الله بن عبد النبي المغربي المصمودي⁷، وبقيت الجالية قائمة إلى أن أجلاهم الاحتلال الإسرائيلي الغاشم سنة 1967م عن حارتهم التي عُرفت باسمهم.

وكما هو معلوم، فإن الحياة العلمية والبحثية في مختلف العصور لم تكن على وتيرة واحدة، فنجد مثلًا أن ابن القدس شمس الدين محمد بن أحمد البناء البشاري المقدسي (ت 375هـ/985م) ، يصف القدس بأنها: «... قليلة العلماء كثيرة النصارى، والفقيه مهجور والأديب غير مشهود، لا مجلس نظر ولا تدريس، قد غلب عليها النصارى واليهود وخلا المسجد من الجماعات والمجالس»⁸.  إلا أن المقدسي يستدرك ويقول: «وفيها كل حاذق وطبيب»⁹، وهذا عكس ما يصوره لنا ابن العربي الذي أشرنا إليه أعلاه.  ويُشار إلى وجود بيمارستان بالقدس في العصر الفاطمي، ويذكر السجل الشرعي لعام 951هـ/1544م، ودفترا طابو (T. D. 131, T. D. 427)  والبيمارستان الصلاحي بالقدس وكان من أوقافه طاحون بقرية سنجل¹⁰. ووجود هذا البيمارستان يفترض ابتداءً وجود الأطباء والكتب الطبية، ونشير هنا إلى وجود الطبيب المشهور محمد بن أحمد بن سعيد التميمي (ت 370هـ/980م) بالقدس الذي كان جدّه طبيبًا، واشتهر بتركيب أنواع الترياقات والدهونات، وله عدد من المؤلفات، وليست الغاية هنا الترجمة للشيخ التميمي، بل للدلالة على أنه قد توفرت في القدس البيئة الطبية للتأليف¹¹.

خزائن المدارس:

دشّن السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي عهده في مدينة القدس بعد فتحها عام 583هـ/1187م، ببناء المدرسة الصلاحية، واستمر أبناؤه وأبناء البيت الأيوبي في بناء المدارس والتكايا والزوايا بالقدس، ومثل ذلك جاءت أعمال السلاطين المماليك وبعض نوابهم، وقد قام عدد من الباحثين بدراسة تاريخ إنشاء المدارس ودور القرآن، وبيّنوا تاريخ إنشاء كل مدرسة واسم بانيها والأوقاف المحبسة عليها وشروط الواقفين، وكانت المدارس على المذاهب الأربعة¹²، لأن غاية الدولة كانت ترسيخ مذهب السُّنّة والجماعة في نفوس الأهالي والبلاد التي تمّ استردادها من الفرنجة¹³ إزاء هذا العدد الكبير من المدارس والأربطة، فإننا نتوقع وجود خزائن كتب فيها أو على الأقل الكتب الأساسية، وعلى رأسها القرآن الكريم وكتب الحديث النبوي الشريف ومؤلفات الفقهاء وكتب الفتاوى المشهورة للإجابة عن أسئلة الناس، ولكن لسوء الحظ، فإن المادة العلمية المتوفرة لدينا عن المدارس لا تسمح لنا بالحديث الموثق عن خزائن المدارس ومكتباتها، باستثناء ما يرد لنا من ذكر أن السلطان الأشرف قايتباي (873هـ/1468م ــ 901هـ/1495م)  أوقف ثلاث خزائن كتب على مدرسته التي أنشأها في القدس عام (875هـ/1471م ــ 887هـ/1487م)¹⁴، وأوقف مصحفًا عليها¹⁵.

والجدير بالذكر أنه يوجد في مكتبة المتحف الإسلامي بالقدس اليوم 266 مصحفًا كان من بينها ربعات نسخها وأهداها سنة 745هـ/1324م السلطان المريني أبو الحسن بن عبد الله بن علي بن أبي سعيد عثمان بن عبد الحق (731هـ/1331م ــ 752هـ/1351م)  إلى المسجد الأقصى، وحريٌّ بنا أن نشير هنا إلى أنه أهدى نسخة أخرى إلى الحرم الشريف بمكّة المكرمة وأخرى لمسجد المدينة المنورة، ومن ضمن مجموعة المصاحف بالقدس، توجد نسخة أهداها إلى المسجد الأقصى السلطان المملوكي الأشرف سيف بارسباي (825هـ/1422م - 842هـ/ 1438م)  ، وهناك مصحف آخر أكبر منه لا يُعرف اسم مهديه.  ونلاحظ من الكشف الذي أعده خضر سلامة بأسماء الواقفين، اسم السلطان سليمان القانوني، واسم ابنه بايزيد عام 964هـ/1556م الذي أوقف مصحفًا هناك، ومصحف أوقفه السلطان مراد الثالث عام 1001هـ/1593م، ومثل ذلك مصاحف أوقفها بعض الولاة.  وتجدر الإشارة إلى وجود أسماء واقفين من أهالي القدس، مثل محمد شحادة الدنف الذي أوقف مصحفًا عام 1299هـ/1882م، وعبد النعيم الليل الذي أوقف ربعة على مسجد قبة الصخرة المشرفة في أواخر القرن التاسع عشر.  وتعرضت بعض النسخ من هذه المصاحف للتلف، لذا بادر والي القدس حاج مصطفى باشا عام 1117هـ/1705م بترميمها، بإشراف الشيخ شمس الدين محمد ابن محمد الخليلي (ت 1147هـ/1734م)  فتمّ ترميم 27 نسخة منها¹⁶ .

وفي عام 1921م أسس المجلس الإسلامي الأعلى دار الكتب الإسلامية في المدرسة الملكية (المالكية) التي كان قد أسّسها الحاج ملك الجوكندار الملكي الناصري عام 741هـ/1341م¹⁷ ، وإليها نُقلت نسخ المصاحف الموقوفة.

ولمزيد من التدقيق في البحث عن خزائن للكتب في المدارس ودور القرآن والحديث، من المفيد أن ننظر في المادة التي تتوفر لنا من خلال دفتر طابو (T. D. 131) ، إذ إنها تذكر موازنة كل مدرسة أو دار قرآن أو حديث، ووجوه الإنفاق.  ويُبيِّن دفتر (T. D. 131)  وقف المدرسة أو دار القرآن، ثم يذكر المصرف على وجه التخمين.  وتشير بنود المصرف إلى المبالغ التي كانت تُدفع إلى المُدرِّس، والمُقرئ لأجزاء القرآن، والسقّاء، والفرّاشين، وما يُنفق على شراء الزيت والحُصُر ومشيخة والبوابين والشاوية.

ونلاحظ الإشارة إلى المأويين والأيتام وقُرّاء القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والمؤذنين وإلى القوّاسين/ الحراس، ويُشار إلى الناظر والإمام وخادم المدرسة والبوابين والمعمارية والسقّائين، والمُتعبِّدين، وشيخ الصوفية ومشيخة النساء¹⁸ . وفي مدارس الفقه مثل المدرسة الصلاحية، والمدرسة التنكزية، نجد ذكر أصحاب المناصب التالية:  المُدرِّس، المعيد، الفقيه.....، الفقيه المتوسط، الفقيه المبتدئ، شيخ المحدثين، قارئ الحديث، المحدث، شيخ الصوفية، الصوفي¹⁹.  وبعد الاطلاع على الوظائف كافة في مدارس القدس، لا نجد ذكرًا لخزائن الكتب²⁰، ومثل ذلك عند التدقيق في أصحاب الوظائف في الخوانق والأربطة والزوايا²¹.

نخلص من كل هذا التّتبُّع إلى القول بأن المصادر المتوفرة لدينا لا توضِّح لنا الصورة عمّا إذا كان هناك خزائن كتب في المدارس ودور القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف في القدس.

جاء تأسيس المكتبات في مدينة القدس الشريف، مثلها مثل بقية الحواضر الإسلامية بالدرجة الأولى على يد العلماء والفقهاء، تطبيقًا لدلائل الحديث النبوي الشريف القائل: «إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث...»، من هنا نجد بعد العودة إلى سجلات المحاكم الشرعية لمدينة القدس العديد من الوقفيات التي حررها الواقفون بمجالس الشرع الشريف «لدى مولانا قدوة القضاة والحكام محرر القضايا والأحكام الحاكم الشرعي الحنفي المولى الموقع خطه الكريمة أعلاه»، ويأتي السجل الشرعي على أسماء الكتب الموقوفة وعناوينها ويشار عادة بشكل مختصر لاسم الشهرة للمؤلف كالأسيوطي والبيضاوي والبرماوي... وما إلى ذلك، ويحدد الواقف شروط النظر في حياته وبعد مماته ويذكر أسماء الشهود وتاريخ تسجيل الوقفية في مجلس الشرع، ومن المرجّح اكتشاف وقفيات من العهود السابقة للعصر العثماني، وهذا يعني أن هذا الموضوع ما زال بحاجة للبحث والتقصي من داخل السجل الشرعي ومن خارجه بما في ذلك كتب تراجم العلماء، ويرد في سجل المحكمة الشرعية بالقدس أن شيخ الإسلام الشيخ عمر ابن الشيخ محمد بن أبي اللطف أوقف في أواسط ربيع الأول سنة 995هـ/ حوالي 23/2/1587م مائتي سلطاني ذهبًا، ومن الكتب الفقهية وغيرها: فتاوى قاضي خان في جزأين، والأشباه والنظائر له ايضًا ودرر الغرر  في جلد واحد، وفتاوى الخلاصة في جلد واحد، وفتاوى النبرازية (؟)  وحاوي منية الفتاوى، وفتاوى أبي المكارم، وشرح المنظومة لابن الشحنة، وشرح التكملة لابن الرازي، ونصف تفسير البيضاوي إلى آخر سورة الكهف، وشرح مشارق الأنوار، ومن المفيد أن تقرأ شروط الواقف التي جاءت في ختام الوقفية:

«أنشأ وقفه في الكتب المذكورة على نفسه مدة حياته ثم من بعده على ولده لصلبه... وعند انقطاع الشمل تكون هذه الكتب» وقفًا على طلبة العلم الشريف من الفقهاء الحنفية بالقدس الشريف وتكون بخزينة الكتب بالصخرة الشريفة، وإذا طلب أحد من الطلبة شيئًا من الكتب المذكورة للمراجعة فلا يعير الناظر أكثر من شهر ولا يعيره إلا لمن يعتمد على ديانته ويمكن أن يستعير له²².

ومع إطلالة القرن الحادي عشر الهجري/ أواخر القرن السادس عشر الميلادي يوقف إمام المسجد الأقصى الشيخ  يحيى شرف الدين الشهير بابن قاضي الصلت (ت1040هـ/1631م)²³، في 15 رجب سنة 1007هـ/11 /2/1599م، ما يزيد على مائة عنوان جاء بعضها في مجاميع، وجاءت الكتب موزعة في التخصصات التالية:

ولقد قام المرحوم كامل العسلي بعقد مقارنة بين عناوين هذه الكتب وعناوين الكتب في مكتبة الشيخ شمس الدين محمد الخليلي ومكتبة الخالدية، فوجد الكثير منها في التفسير والحديث النبوي الشريف والسيرة والفقه والقراءات، وفي النحو والصرف والمنطق والتصوف مشتركًا، مما يدل على تماثل ثقافة العلماء والفقهاء في مختلف الحقب في العصر العثماني، وعلى ما يظهر من دراسة كامل العسلي فإن الكتب كانت مودعة في الطابق الثاني من المدرسة الأمينية في غرفة تدعى الكتبية²⁴.

نظرًا لأهمية الإلمام بعناوين الكتب التي أوقفها الشيخ يحيى شرف الدين بن محمد ابن قاضي الصلت نورد الجزء الذي يحوي أسماء الكتب، حيث يقول: أشهد على نفسه الكريمة في حال حياته وصحته وسلامته ونفاذ تصرفاته أنه وقف وحبس وسبل وابد وحرم وتصدق ما هو له وجار في ملكه وطلق تصرفه وحيازته الشرعية ويده واضعة على ذلك دون المنازع والمعارض إلى حين صدور هذا الوقف وذلك جميع الكتب الآتي ذكرها فيه وهي تفسير القاضي البيضاوي وتفسير البغوي في جلدين وتفسير أبي الليث السمرقندي في ثلاثة أجزاء وجزء من الكشاف وجزء من تفسير الواضح وجزء تفسير الجوهر المصون في تفسير كتاب الله المكنون والإتقان في  علوم القرآن وحاشية الأسيوطي على البيضاوي في جلدين، وشرح العقائد وما عينه عليه أحدهما للخيالي، والآخر لغيره والجامع الصغير للأسيوطي وشرح الجامع الصغير في أربع مجلدات وأربعة أجزاء من صحيح البخاري وشرح البخاري للبرماوي والجزء الأول من شرح مسلم والتنقيح على الجامع الصغير للزركشي وشرح عمدة الأحكام لابن دقيق العيد وشرح الشاطبية لابن القاصح والتيسير في علم القراءة والنجوم الزاهرة في القراءة وشرح المنهاج للخطيب الشربيني أربعة أجزاء وشرح المنهاج لابن حجر في أربعة أجزاء وشرح المنهاج للإسنوي وتكملته للزركشي في سبعة أجزاء وشرح الصفوة للرملي وشرح الروض أربعة أجزاء والروضة ثمانية أجزاء وشرح البهجة للعراقي في جزأين وفتاوى ابن حجر ثلاثة أجزاء وشرح المنهج وتصحيح المنهاج وشرح المنهاج للمحلي وتحرير الفتاوى للعراقي في ثلاثة أجزاء وشرح الشمائل لابن حجر والشفاء للقاضي عياض في جزأين وقواعد العلائي جزأين والعجالة جزأين والمعاياة (؟) للجرجاني وطراز المحافظ في ألغاز المسائل للإسنوي وشرح جمع الجوامع في الأصول للمحلي والكوكب الدرّي للإسنوي وحاشية ابن أبي شريف على شرح الجوامع كرايس والتمهيد في الأصول كررايس وينابيع أحكام وغوامض الأحكام وأحكام الأحكام وقواطع الأدلة في الأصول لابن السمعاني وجزء من حاشية ابن قاسم على شرح جمع الجوامع وكشف الغوامض في الفرائض ومجموع يحتوي على ثلاثة عشر مصنفًا منها فتاوى الإمام النووي وفتاوى البلقيني وفتاوى الشيخ شمس الدين المشرقي وغير ذلك وطهارة القلوب في التصوف والدرة الفاخرة في كشف علوم الآخرة وكشف الأسرار لابن العماد والأذكار للنووي وكتاب في الوعظ لابن رجب الحنبلي ومجمع البحرين وشرح المنار وتعبير المنامات لليماني وتاريخ الحنبلي ومجموع يشتمل على خمسة عشر مؤلفًا منها الآذان بفتح أسرار الآذان البقاعي (؟) وآداب النبي ﷺ والأنموذج في خصائص الحبيب ومفاتح الإغلاق في الحث على مكارم الأخلاق وغير ذلك وشرح الألفية لابن المصنف وشرح الألفية لابن عقيل وشرح الألفية لابن قاسم وشرح المفصل وشرح الكافية لابن مالك والتوضيح لابن هشام ومجموع فيه شرح الشذور وشرح القطر ورسالة في القراءة في الفتح والإمالة وشرح الجرومية للحلاوي (؟)  ومقدمة في الحساب ومجموع فيه القول التام في أحكام المأموم والإمام، وشرح تنقيح اللباب وشرح الشمسية ومتن الشمسية وحاشية على الشمسية وشرح المطالع والسكردان في عجائب البلدان ومجموع فيه شرح تصريف العزى وآداب دخول الحمام لابن العماد والألفية في النحو وغير ذلك وديوان الصرصري وحياة الحيوان للدميري. أنشأ الواقف المذكور عظم الله له الأجور وقفه هذا على نفسه مدة حياته أحياه الله تعالى حياة طيبة ثم من بعده على ولده لصلبه مولانا قدوة المحصلين كنز المشتغلين الشيخ محمد شمس الدين ثم على أولاده وأولاد أولاده من الذكور من أهل العلم فإذا انقرضوا باجمعهم ولم يبق له نسل ولا عقب عاد ذلك وقفًا على من يوجد من أولاد الواقف المذكور من أهل العلم ثم على أولادهم وأولاد أولادهم ونسلهم وعقبهم من الذكور من أهل العلم فإذا انقرضوا بأجمعهم وأبادهم الدهر عن آخرهم ولم يبق لهم نسل ولا عقب عاد ذلك وقفًا على طلبة العلم بالقدس الشريف من السادة الشافعية، وشرط الواقف المومى إليه شروطًا نص عليها فوجب العمل بها والمصير اليها منها: أنه شرط النظر على وقفه هذا لنفسه مدة حياته ثم من بعده لولده الشيخ محمد الموقوف عليه ثم من بعده لمن يكون أهلًا لذلك من الموقوف عليهم وإذا آل الاستحقاق لطلبة العلم بالقدس الشريف من السادة الشافعية يكون النظر عليه لمن كان إمامًا بالمسجد الأقصى الشريف من السادة الشافعية، ومنها: أنه شرط لنفسه في وقفه هذا الإدخال والإخراج والتبديل والتغيير والزيادة والنقصان والتصحيح والإبطال وليس لأحد من بعده فعل ذلك وقد رفع الواقف المومى إليه عن ذلك يد ملكه وحيازته ووضع عليه يد نظره وولايته وجعله وقفًا على ما قرر وحبسًا على ما حرر ووقع أجر الواقف على الله الكريم فمن سعى في إبطاله وتغييره عن منواله فالله طليبه وحسيبه ومجازيه يوم التناد ويوم عطش الأكباد ويوم يكون الله هو الحاكم بين العباد ومن سعى في نفاه وجريانه على منواله فالله يجزيه خير الجزاء ويدخله الجنة من أي باب ويرزقه فيها بغير حساب ﴿فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ ولما تكامل ذلك وتم ما هنالك وثبت إشهاد الواقف المومى إليه على نفسه بذلك لدى مولانا الحاكم المشار اليه ثبوتًا شرعيًا حكم مولانا الحنفي المشار اليه أيد الله أحكامه بصحة هذا الوقف ولزومه في خصومه وعمومه حكمًا صحيحًا شرعيًا تامًا محررًا مرعيًا مسؤولًا فيه مستوفيًا شرائطه الشرعية وواجباته المعتبرة المرعى مع علمه الكريم بالخلاف الواقع بين الأئمة الأسلاف تحريرًا في خامس عِشْري شهر رجب الفرد من شهور سنة سبع وألف» [11/2/1599م]²⁵ .

ونستعرض الآن نموذجًا ثانيًا من وقف عالِم لكتبه:

وقف علي مصطفى أبو الوفا العلمي سنة 1116هـ/1704م

«الحمد لله الذي مَنْ عليّ وقْف بباب فضله لنيل المراد، وأنجح قصد من قصد باب كرمه من العباد وألهم من شاء من خلقه فعل الخيرات وأراد، وضاعف أجر المتصدقين بأن لهم الحسنى أبد الآباد، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة لكافة الخلق أجمعين وسلم، ولما علم مفخر العلماء والمدرسين الفخام شيخ الوقت على التحقيق مصطفى افندي ابن المرحوم عمدة العلماء ابو الوفا افندي العلمي ما أعد الله للمتصدقين من جزيل الثواب وأشهد على نفسه الكريمة بين يدي مولانا العالم الكبير العامل النحرير محرر دقائق الفقه والتفسير الحاكم الشرعي المولى الموقع عبد الله خطه الكريم أعلاه دام علاه وهو بالأوصاف المعتبره شرعًا أنه وقف وحبس ما هو له وجار في ملكه وطلق تصرفه وحيازته الشرعية ويده واضعة على ذلك إلى حين صدور هذا الوقف وذلك جميع المصحف الشريف في قطع أربع وجميع الكتب وهي الجلد الأول والجلد الثاني والجلد السابع من تفسير ابن عطية والجزء الأول من البغوى والمجلد الثاني والثالث إلى ختام القران من تفسير النيسابوري والرابع من تفسير البرهاني وتفسير الغريب تمامًا ودرة التنزيل وغرة التأويل على الإكليل في استنباط التنزيل تمامًا والبرهان في إعجاز القرآن تمامًا والأول من المرشد الوجيز والتيسير ومن كتب الحديث خمسه مجلدات من البخاري الشريف ومتفق الصحيح تمامًا والثاني من الصحيح تمامًا وشرح الأربعين تمامًا وحصة مجلدات من أوائل شرح الجامع الصغير للسيوطي ومشارق الأنوار تمامًا والأول من سيرة ابن هشام وتذكرة المحبين تماما وصفوة الصفوة ومجلد مجموعة فيها إجازات الحديث وعليها خطوط العلماء ومختصر الاحياء وشرح البردة للشيخ رضي الدين اللطفى ومن كتب العقائد: وما ناسب ذلك شرح السنوسية الكبرى ومجلد في التوحيد والجواهر المضية وشرح الحكمة ورسالة القشيري ونشر المحاسن والمتن الوسطى والأخلاق للشعرانى وشرح التائيه للغفيري ومجلد رسائل الشيخ الأكبر والأول من الجواهر واليواقيت للشعراني ومظهر أرباب الرزايا وشرح عمدة الملوك لولي الله تعالى الشيخ العلمى وشرح منهج التحقيق للشيخ العلمي وديوانه الشريف في مجلد وديوان الشيخ الأكبر وديوان الشيخ سيدي عمر، ومن الكتب الفقهية: وما اسميها الأول من شرح العيني والثاني من شرح الكنز للزيلعي وسنن الغرر الخسروية ومتن النافع ومتن التنوير وشرح المنية للحلبى والأشباه والنظائر والغورية والفتاوى الخيرية ومتن التنوير والفتاوى الزينية والثاني من شرح منظومة  النسفي وشرح الكبار والصغار للشيخ رضى الدين، ومن كتب الطب: الخلوتي تمامًا والموجز تمامًا والثاني من كامل الصناعة والأول والثاني من زهد النفوس والأفكار مفردات وتذكره مفردات الشيخ داود ومفردات السعافين ومنهاج الدكان للكوهي وجزء من مفردات القانون، وجزء واحد من القانون ومن كتب النحو واللغة: الأول من شرح التوضيح وأسرار العربية وشرح القطر والشيخ خالد وغيره وشرح الألفيه لابن عقيل وشرح الغزي وما معه في المعرف إصلاح المنطق لابن السكيت ومختصر الصحاح وفقه اللغة، ومن الكتب المنوعة: في الأدب شرح البديعة لابن حجر وشرح لامية العجم للصفدي تمامًا وزهر الربيع البديع ونفرة التائية وشرح ديوان ابن رافع راس والقرن للجلدكي وديوان المتنبى وديوان الصفي الحلي وشرح الوافي في العروض والقوافي وبذل الماعون وريحانة الشيخ عبد الله ورسالة بهجة الناظر من ساعة الإسطرلاب [الاجر] للواقف مع الساعة المذكور ويدوان قصة وأنشأ غير ذلك للواقف وأربع مجامع للوقف وريحانة الشيخ عبد الله ومجلد في علم الميقات ومجلد في الإسطرلاب مع الإسطرلاب النحاس والرابع النحاس المموه ومناقب الأخيار في طبقات الصحابة والتابعين ثلاث مجلدات والدرة الثمينة في تاريخ المدينة وجميع النحاس وهو عشرون صحنًا أنكزية متفاوتة عليها اسم الواقف وستة قدور نحاس تعرف بالتناجر كبار وصغار مكتوب على دائرها ذكر الواقف وقفًا صحيحًا شرعيًا وحبسًا صريحًا مرعيًا لا ينمحي اسمه ولا يندرس رسمه ولا يضيع عند الله ثوابه بل كلما مر عليه زمان أكده وحيثما أتى عليه دهر وأوان أخلده يجرى الحال على ذلك كذلك أبد الآبدين ودهر الداهرين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين أنشا الواقف المومى إليه وقفه هذا على نفسه مده حياته ثم من بعده على ولديه مفخر الفضلاء الفخام سلطان الأولياء العظام الشيخ جود الله وأخيه السيد أبي الفضل وعلى من سيحدثه الله له من الذكور على السوية ثم من بعدهم على أولادهم الذكور وأولاد أولادهم الذكور وأولاد أولاد أولادهم من الذكور دون الإناث على من مات منهم عن ولد أو ولد ولد انتقل نصيبه لولده أو ولد ولده ومن مات منهم عن غير ولد عاد نصيبه لمن هو في درجته على السوية ثم على أولادهم الذكور وأولاد أولادهم أولادهم الذكور دون الإناث الطبقة العليا تحجب السفلى كما في أبناء الظهور ومن كانت من بنات الواقف لا ولد لها ذكر تستحق هي في النحاس فقط ما كان يستحقه ولدها لو كان موجودًا فإذا حصل لها ولد دخل مع من في درجته من المستحقين في الكتب الموقوفه ثم من بعد انقطاع أولاد الظهور وانقطاع الذكور من أولاد البنات عاد وقف الكتب جميعها على الذكور من ذرية إخوت (إخوة)  الواقف والنحاس على بنات الواقف ثم على أولادهن بعدهن ذكورًا وإناثًا... فإذا انقرض الجميع عاد ذلك وقفًا على مصالح الخانقاه الصلاحية، فإذا تعذر ذلك والعياذ بالله تعالى صار وقفًا على الفقراء من طلبة العلم الشريف بالقدس، وشرط الواقف المزبور في وقفه هذا شروطًا نص عليها فوجب العمل بها والمصير إليها، منها: أنه شرط النظر في وقفه هذا والولاية عليه لنفسه مدة حياته ثم من بعده من يكون مستحقًا ناظر على حصته، ومنها: أنه شرط لنفسه الإدخال والإخراج والزيادة والنقصان وليس لغيره فعل ذلك، ومنها: أنه نصب ولده الشيخ جود الله المذكور متوليًا على وقفه هذا لتسجيله فقط ورفع الواقف المذكور يده عن ذلك كله وسلمه لولده المذكور فتسلمه منه تسليم مثله لمثل ذلك شرعًا ولم تم الحال على.... أحضر الواقف المذكور وابنه المتولى وادعى وترافعا وقال الواقف: إني رجعت عن وقفي هذا لانه من المنقول ووقف غير ما يرد عند الإمام الأعظم المجتهد... الإمام أبو يوسف وأراد استرداده من المتولي فعارضه المتولي بما روي عن الإمام حجة الحق الأوحد الإمام محمد حسن الشيباني صب على ضريحه سحائب الغفر الرباني... فيه التفارق كما المصاحف والكتب والنحاس وا... وغير ذلك... العلامه واصر العصاة... وشيخ الإسلام إبراهيم... الحنفي في معرفة الإسعاف وأحكام الأوقاف... على قول محمد وطلب المتولي من الحاكم الشرعي الحكم بصحة الوقف ولزومه بما روى عن الإمام المشار إليه فتأمل الحاكم الشرعي ذلك من الفريقين... بصحة الوقف ولزومه فحكم بصحه هذا الوقف ولزومه في خصوصه وعمومه عالمًا بالخلاف على رأي الإمام المشار إليه حكمًا صحيحًا شرعيًا أوقفه بالطريق الشرعي ومنع الواقف من معارضه المتولي... ثم عزل الواقف المزبور ولده الشيخ جود الله من التولية وقد صار هذا الوقف وقفًا كما حرر وحبسًا كما سطر فلا يحل لأحد يومن بالله واليوم الآخر أن يسعى في إبطاله ﴿فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ حرر في الخامس عشر من جمادى الأولى سنة ست عشرة ومائة وألف»²⁶ .

مكتبة الشيخ محمد الخليلي (ت 1147هـ/1734م)

كان الشيخ شمس الدين محمد بن محمد الخليلي من أكبر العلماء في فلسطين في القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي²⁷.

وذكر الخليلي في وقفية مكتبته أنه كان في بيت المقدس، وهو يقصد المسجد الأقصى والصخرة المشرفة، كتب كثيرة أوقفها السلاطين والأعيان والأكابر لكن معظمها قد ضاع. ومن أهم ما حوته مكتبة المسجد الأقصى نسخٌ نادرة من القرآن الكريم وقفها السلاطين والحكام المسلمون على مر العصور، فقد ذكرت إحدى حجج السجل الشرعي أن حاكم القدس قره قولاغ مصطفى باشا قد زار سنة 1117هـ/1705م قبة الصخرة المشرفة وشاهد الحالة التي كانت عليها هذه المصاحف وعددها 27 مصحفًا، حيث تعطل الانتفاع بها، فاتخذ الإجراءات اللازمة لترميمها وإتمام النقص الذي وقع بها، وتم عمل كراسي خشبية لتوضع عليها هذه المصاحف عند القراءة، وكلّف أحد أتباعه لإتمام هذا العمل.  ومما جاء في الحجة: «... فلما كانت سنة سبع عشرة ومائة وألف (1705م) أنعم مولانا السلطان... جناب حضرة قره قولاغ حاجي مصطفى باشا يسر الله له من الخيرات ما شاء بمنصب القدس الشريف، فلما دخل نظر بنور الحق إلى عدة مصاحف شريفة موجودة بالصخرة المشرفة المعظمة من أوقاف الملوك المؤيدة... وكانت قد دثرت وبطل الانتفاع بها بغالبها فأمر بعمارتها وترميمها وكتابة المفقود منها فعمرت ورممت وكتب النقص بها على الوجه الأتم والأكمل وغاية من الإتقان والتحرير حتى عادت على أحسن كمال وأتم منوال عليها من البهاء والأنوار، وهو لائق بكلام العزيز الغفار، وعدة المصاحف المذكورة سبعة وعشرون مصحفًا منها مجلدان مصحف واحد لأنهما نصفان، وجدد لكل مصحف كرسيًا خشبيًا يوضع عليه وقت القراءة وعمل لهم حصة من الجوخ الأخضر تسدل عليهم سترًا لهم من الغبار وغيره، وأمر أن يوضع بالمسجد الأقصى مصحفان كما كانا سابقًا بداخل الأقصى الشريف وبقية المصاحف المرقومة بقبة الصخرة المشرفة... وقد نصب على تعميرها وترميمها معتمدًا من جانبه من أتباعه...».  وقد جاء على الورقة 3أ من المصحف رقم7 الذي تم نشره في كتابThe Qur'ān Manuscripts ما يعزز ذلك.

وكانت مكتبة الشيخ محمد بن محمد بن شرف الدين الخليلي من أوائل المكتبات الكبيرة التي يتم وقفها على طلبة العلم ولمن يرغب في الإفادة منها. ومما يشد الانتباه في هذه الوقفية ليس عدد الكتب الموقوفة وإنما ديباجة الوقفية وشروط الواقف التي احتوتها، إذ بيّنت أمورًا مهمة ذات دلالات حضارية؛ تاريخية وعلمية واقتصادية واجتماعية يمكن إجمالها بالآتي:

أولًا:  احتوت ديباجة الوقفية على مدخل فقهي واسع لإثبات صحة الوقف بشكل عام ووقفية الشيخ الخليلي بشكل خاص، وقد اعتمد في ذلك على فقه المذاهب الأربعة.

ثانيًا:  الوعي الذي كان يتمتع به الشيخ الخليلي، وتمثل في خوفه على ضياع هذا التراث النفيس بانتقاله من المدينة المقدسة في المستقبل، وهو ما بدأت بوادره في عهده من بيع للكتب والاتجار بها بأبخس الأثمان، وعلل ذلك بانصراف أهل القدس عن العلوم واهتمامهم بأمر معاشهم والأمور العاجلة في حياتهم، علمًا بأن هذه الكتب على حد تعبير الشيخ الخليلي أشرف ما يقتنيه الإنسان، فنجده يقول عن نفسه: «بادر (أي: الواقف)  إلى أحب الأموال إليه وأشرف ما يملك من الكتب الشرعية الجليلة وصدّر وقفه بها لعزتها عليه وجلالتها لديه، وأراد بقاءها في هذه الديار القدسية، فإن الكتب قد قلّ وجودها بها ونقلها غير أهلها من مدنها وباعوها بأبخس الأثمان وما علموا أن بيعها هو عين الخسران وما ذاك إلا لقلة اشتغالهم بالعلوم وعدم معرفتهم بالمنطوق والمفهوم، وتركوا ما كان تفتخر به الأوائل وما ينفع المرء في الآجل، وصار لا يهمهم إلا أمر المعاش والعاجلة».

ثالثًا: أراد الخليلي من إبقاء مكتبته بالقدس الشريف أن يكون المثل والقدوة لأهالي القدس في التنافس على تحصيل العلوم والكتب، وهو مجالهم الحقيقي؛  لأنهم في بلاد مقدسة. وعبر عن ذلك بقوله: «قصد الواقف أن تكون هذه الكتب ببيت المقدس ذخيرة ينتفع بها أهلها، ويجري عليه ثوابها وأجرها مع بقاء عينها لئلا يجري عليها ما جرى على غيرها، مع أن بيت المقدس يجب على أهلها زيادة الاعتناء بأمر الدين والتنافس على تحصيل العلوم والكتب لأنهم في بلاد مقدسة...».

رابعًا: بيّن الشيخ الخليلي في وقفيته أنه كان في بيت المقدس كتب كثيرة موقوفة من السلاطين والأعيان والأكابر، وأنها ضاعت بسبب استيلاء الناس عليها وتصرفوا بها بالبيع والهدية للأعيان للحصول على منافع دنيوية.

خامسًا: ذكر الشيخ الخليلي أن خزانة كتبه التي أوقفها إنما حصّلها من كسبه فلم يكن فيها كتاب مغصوب ولا مسروق ولا مغبون صاحبه، بل إنه كان يشتري بالحق والإنصاف، ولا يدخل خزانته كتاب تم شراؤه من التركات التي حصل بها المحاباة غالبًا.  ونستطيع القول إن مكتبة الخليلي كانت تمثل نموذجًا فريدًا لاجتماع العلم واليسار.

سادسًا: من يُطالع شروط الواقف يجد المعايير الدقيقة والصارمة التي على المتولي اتباعها والتقيد بها للمحافظة على الكتب وديمومة بقائها ليحصل بها النفع الذي قصده الواقف، وهي تشبه إلى حد بعيد المعايير المعمول بها في المكتبات العامة اليوم، وهي:

1- أن لا تُباع هذه الكتب ولا توهب ولا تُرهن ولا تُهدى لأحد من الحكام أو الأعيان، ولا تُستبدل.

2- من يُولّى عليها يصونها ويحافظ عليها ويلاحظها ويراقبها، ويُجلّد ما يحتاج إلى تجليد، ويرمّ ما يحتاج إلى ترميم وذلك من ريع الوقف.

3- أن من يُولّى النظر عليها، أن يعير منها، ولا يعير الكتاب بتمامه، ولا يعير إلا لطلبة العلم المشهورين بالصلاح في بيت المقدس المجاورين بها والقاطنين فيها من أهلها أو غيرهم على المذاهب الأربعة؛ إذا علم أو ظن أن المستعير قصده الانتفاع والاستفادة منها.

4- من اشتهر بتضييع الكتب أو إتلافها أو أخرها لا يعيره منها شيئًا.

5- على المستعير متى فرغ مقصوده من الكتب المعارة (التعيير)  أن يردها إلى محلها ولا يحبسها عنده لغير حاجة لئلا يحتاجها غيره فلا يجدها فيتعطل النفع المقصود للواقف.

6- أنه شرط النظر له (أي الشيخ الخليلي)  مدة حياته ثم من بعده للأرشد فالأرشد من أهل العلم من الموقوف عليهم من الذكور، فإذا انقرضوا وآل الأمر إلى فقهاء الشافعية فعلى الأفقه فالأفقه والأورع فالأورع منهم.

7- أن تبقى تحت أيدي الموقوف عليهم في المدرسة البلدية ما داموا فيها، فإذا خرجوا منها تكون تحت يد الناظر في مسكنه في أي مكان كان، ولا يخرج منها شيئًا إلا لضرورة التجليد أو الترميم.

8- من يتولى أمر هذه الكتب أو يستعير منها عليه بتقوى الله في السّر والعلانية والظاهر والباطن, ويراقب الله فيها ولا يتساهل في شيء من شروط واقفها.

9- أوقف الخليلي جميع ما يملكه من كتب على اختلاف أنواعها وما اشتملت عليه من العلوم الشرعية والإلهية والأدبية على نفسه مدة حياته ثم من بعده على أولاده وأولاد أولاده بطنًا بعد بطن، وطبقة بعد طبقة، وعلى طلبة العلم منهم فإذا انقرضوا فعلى الزاوية المحمدية المشهورة في صحن الصخرة الشريفة على الفقهاء الشافعية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وبلغ عدد الكتب الموقوفة في مكتبة الشيخ محمد الخليلي ما يقارب الـ (650) كتابًا من ضمنها مجاميع تشتمل على أكثر من عنوان، وقد تم ترتيب الكتب في الوقفية في عشرين فنًا، وهذه قائمة إحصائية تبين عدد الكتب في كل فن:

وعند مطالعتنا بعض عناوين كتب المكتبة، نجد أن العديد من الملحوظات قد دونت على صفحة العنوان أو على الصفحة الأخيرة تؤكد الوقف، وأن معظم الملحوظات قد دونت بعد تاريخ وقف المكتبة.  فعلى سبيل المثال جاء على صفحة عنوان كتاب: «كتاب شمائل رسول الله ﷺ لأبي عيسى محمد الترمذي: (ت 279هـ/ 892م)  جملة نصها: «من جملة الكتب الموقوفة من قبل مولانا الشيخ محمد الخليلي». وجاء على صفحة عنوان كتاب: «حاشية أحمد بن عبد الرزاق الرشيدي على المنهاج» ملحوظة مطولة نصها:

«أوقف وحبس جميع هذه النسخة المكرمة وتصدق بها على جميع طلبة العلم ببيت المقدس المكرم مولانا وسيدنا مولانا الشيخ محمد الخليلي نفعه الله بها وبكل من طالعها أو كتب أو أفتى منها، وجعل جزاءها ثوابًا جزيلًا دينيًا ودنيويًا يعود ذلك على واقفها المذكور أعلاه، ويكون مقرها بخلوة الشيخ محمد الخليلي المسماة بخ بخ، وذلك يوم السبت حادي عشر رجب سنة ألف ومائة وخمسة وثلاثين من الهجرة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم [17 نيسان 1723م]».  ودون على صفحة عنوان «التذكرة للقرطبي» (ت 463هـ/ 1071م)  أنها من كُتبية (خزانة)  الشيخ محمد الخليلي التي وقفها بالقدس الشريف.

وبما أن مكتبة الشيخ الخليلي قد تم وقفها على طلبة العلم فقد حفز ذلك بعض العلماء أو مقتني المخطوطات في مُددٍ لاحقة على إيداع ما لديهم أو ما يحوزونه من الكتب في هذه المكتبة على شكل وقف أو هبة، فقد جاء على صفحة عنوان «كتاب شرح العمدة في حديث المصطفى لابن دقيق العيد (ت 702هـ/ 1302م) ، الإفادة الآتية:

«هذه النسخة وصلت إليّ... بالهبة المقبولة من الأخ الصالح الورع العالم العامل بقية السلف الصالح الصوفي المدرس المحافظ على الأوراد والذكر والعبادة والشيخ أحمد الصلاحي الشاذلي.. نهار الأربعاء لأربع عشرة ليلة بقين من شهر صفر من شهور سنة 1111هـ [11 أب 1699]».

وجاء على صفحة عنوان «المنهاج» ملحوظة كاتبه وواقفه محمد التافلاني وهي: «وقفت وحبست وأبَّدْتُ لوجه الله سبحانه هذا الكتاب، وهو متن المنهاج لسيدنا محيي الدين النواوي (ت 676هـ/ 1277م) على طلبة العلم بالقدس الشريف ينتفعون فيه، والنظر لي ما دمت حيًّا وبعد الموت يكون في الناظر على خزانة المرحوم الشيخ محمد الخليلي...»، وشهد على ذلك الشيخ محمد أبو النجا الطرابلسي الميثاوي والشيخ طه أفندي الداوودي.

ووقف مفتي الحنفية بالقدس الشريف محمد التلافاتي (ت 1192هـ/ 1778م)  في 5 محرم سنة 1186هـ/ 8 نيسان 1772م، كتاب «الغيث الهامع في شرح جمع الجوامع»، وهو كتاب اشتراه سنة 1138هـ/ 1726م، وأوقفه على طلبة العلم، فقد جاء على صفحة عنوان الكتاب الداخلية ما يلي: «وقف هذا الكتاب شرح جمع الجوامع للحافظ أبى زرعة بن الزين العراقي، لينتفع به من شاء من أهل العلم في القدس الشريف، وجعلت مقره داخل كُتبية مولانا المرحوم الشيخ محمد الخليلي... والنظر عليه يكون لمن يكون ناظرًا على الكُتبية... وقفت وحبست وأبدت ذلك الكتاب طلب رضى الملك الوهاب وأنا الفقير لمولاه محمد التلافاتي...».

كما وتقدم لنا الملحوظات المدونة على بعض كتب المكتبة معلومات مهمة عمّن امتلك الكتاب أو من طالع فيه ومكانته العلمية ومذهبه والطريقة التي ينتمي إليها وبلده الأصلي، فعلى سبيل المثال، إذا تتبعنا التمليكات التي جاءت على صفحة عنوان كتاب نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر لابن حجر العسقلاني (ت 852هـ/ 1449م) نجد أنها لسلسلة من العلماء الأعلام، فقد كتبه وتملكه عبد الله الشنشوري الخطيب، ثم تملكه الشيخ عبد الجواد البرلسي الشافعي، ثم تملكه حسن الجبرتي، ثم تملكه يوسف بن (يوجد طمس)  ثم دخل الكتاب في تركة الشيخ محمد بن محمد الخليلي.

وطالع قاسم المصري في الجزء الثامن من كتاب «إحياء علوم الدين»، سنة 1104هـ/ 1693م، في القدس الشريف بينما طالع بعضه الآخر في الأقصى، وممن طالع في كتاب «الشمائل»، حسن بن علي الخالدي سنة 1807ــ1808م، وإبراهيم علي الخالدي سنة 1234هـ/ 1818ــ1819م، وقد جاء على آخر ورقة من كتاب تفسير الخازن، الجزء الأول منه عبارة «طالع فيه وتأمل معانيه الفقير يوسف الخليلي بن محمد الخليلي بن يوسف الخليلي ابن الشيخ محمد الخليلي بلدًا المقدسي وطنًا البكري طريقة الشافعي مذهبًا سنة 1229هـ/ 1814م، ونظر يوسف المذكور سابقًا في (الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة)  للحافظ جلال الدين السيوطي (ت 911هـ/ 1505م)  ودعا لواقفه إبراهيم محفوظ بن محمد ابن إبراهيم السروري المقدسي سنة 1186هـ/ 1772م.  وجاء على صفحة عنوان «التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة» للقرطبي (ت 671هـ/ 1272ــ1273م)  : «طالع فيه واستفاد من بعض معانيه أحمد أبو السعود الخلوتي القادري عفي عنه سنة 1263هـ/ 1846م.

وبقيت مكتبة الشيخ محمد الخليلي في المدرسة البلدية المجاورة للمسجد الأقصى، الأمر الذي كان يسهل على طلاب العلم والراغبين في الإفادة منها من المذاهب الفقهية الأربعة الوصول إليها.

وأورد السجل الشرعي أن الحاكم الشرعي قد نصّب سنة 1201هـ/ 1786م محمد أفندي ابن الشيخ يوسف أفندي الخليلي متوليًا على وقف جده العلاّمة الشيخ محمد الخليلي بالقدس الشريف وخارجها، وعلى الكتب الكائنة بالقدس الشريف بالمدرسة البلدية.  ومما جاء في حجة التنصيب ما يلي: «نصب مولانا الحاكم الشرعى السيد محمد افندي ابن المرحوم السيد يوسف أفندي الخليلى متوليًا شرعيًا على وقف جده المرحوم العلامة خاتمة العلماء والمحققين مولانا الشيخ محمد أفندي الخليلي قدس سره الكائن وقفه بالقدس الشريف وخارجها، وعلى الكتب الكائنة بالقدس الشريف بالمدرسة البلدية الموقوفة على طلبة العلم من قبل الواقف المذكور ليتعاطى أمور التولية على وقف جده المرحوم من إيجار وعقار، وقبض مستغلاتها وتوزيعها على المستحقين على قدر استحقاقاتهم...».  وكُنّا في مركز الوثائق والمخطوطات قد كلّفنا الأستاذ خضر سلامة من القدس بتصوير مجموعة مخطوطات من مكتبة المسجد الأقصى، فقام بذلك مشكورًا، وصدرت فهارسها في ثلاثة أجزاء²⁸.

ونقدم الآن نص وقفية الحاج حسن بن عبد اللطيف الحسيني مفتي القدس الشريف: ونلاحظ قبل ذلك أن الواقف يفسح المجال للإفادة من الكتب الموقوفة على كل عالِم وطالب علم ومقيم بالقدس لا فرق بينهم في الانتفاع كان كبيرًا جليلًا أو حقيرًا، ورتب لهذه الكتب قيمًا يدون بدفتر أسماء المستعيرين، وخصص ست زلطات من العملة المحلية لتصليح الكتب وترميمها، ولا يبقى الكتاب عند مستعيره أكثر من ستة أشهر، ونظرًا لأهمية شروط الواقف نورد الوقفية بكامل نصها مع الملاحظة وجود كلمات يصعب قراءتها من على الشريط، ولا بد من العودة للأصل:

وقف الحاج حسن عبد اللطيف الحسيني سنة 1201هـ/1787م

«الحمد لله الذي وفق من أحب لسبل الخيرات والصلاة والسلام على أشرف المخلوقات وعلى آله وأصحابه وذريته وأجزا به من بينوا طريق النجاة وبعد، فلما علم جناب السيد الحاج حسن أفندي الحسيني مفتي القدس الشريف حالًا ابن المرحوم السيد عبد اللطيف نقيب القدس سابقًا ما أعد الله للمحسنين حضر لمجلس الشرع الشريف لدى مولانا العالم الكبير أقضى قضاه المسلمين الحاكم الشرعي الموقع خطه وأشهد على نفسه الزكية أنه وقف وحبس وأبد وأكد وأخلد وتصدق وسبل ما هو له وجار في ملكه وحيازته وذلك جميع ما حواه هذا الكتاب من الكتب السنية المحررة بمفرداتها وأسمائها ومجلداتها بجميع أجزائها وظروفها وآلاتها وقفًا صحيحًا شرعيًا وحبسًا صريحًا مرعيًا لا ينمحي اسمه ولا يندرس رسمه بل كلما مر عليه زمان أكده وأطده يجري الحال على ذلك أبد الآبدين ودهر الداهرين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، أنشأ الواقف وقفه هذا وهو جميع الكتب المذكورة الموضوعة في الأوضة  المحددة التي عرفت بالكتبية الواقعة في الدار وقف المرحوم المعروفة عند الخاص والرعية على نفسه مدة حياته وعلى جناب أخيه السيد الحاج عبد الله أفندي نقيب حالًا وعلى أولاد الذكور وهم: السيد عبد اللطيف والسيد عبد السلام والسيد محمد والسيد عبد القادر وعلى من يحدث له من الذكور وعلى أخيه عبد الصمد وأولاده الذكور وعلى ما يحدث للواقف المذكور من الذكور وعلى عصبته وأقاربه وذوي رحمه وعلى أولادهم وأولاد أولادهم الذكور إلى ما شاء الله تعالى وعلى كل عالم وطالب علم ومقيم بالقدس الشريف الموجودين الآن ويوجد في كل زمان يشتركون بالانتفاع في ذلك في كل حال وحين أبد الآبدين ودهر الداهرين لا فرق بين أحد منهم في الانتفاع كان كبيرًا جليلًا أو حقيرًا ورتب الواقف المذكور لهذه الكتب المسطورة رجلًا يكون دائمًا قايمًا بخدمة تنزلها ورفعها وإذا أحد من الموقوف عليهم أخذ كتابًا أو قفيرة أو ورقة يكتبها عليه المرتب للخدمة بدفتر بأسمائها وتغيراتها ومتى أخذ شيئًا مما ذكر رصدها عنه وجعل الواقف له نظير خدمته هذه في كل يوم قطعة مصرية يأخذها من وقف الخلو الواقع في الطاحونة الجاري قبوها نصفه في وقف الخليل والنصف الثاني بوقف الصخرة الذي أوقفه الواقف المذكور بموجب رقعة وجعل أيضًا ستة زلطه تؤخذ من هذا الوقف وتصرف لتصليح الكتب المذكورة لترميمها وذلك للأرشد من الموقوف عليهم من ذوي رحم الواقف بحكم ما صرح به الواقف  في وقفية الخلو المذكور وقد شرط الواقف المذكور في وقفه هذا شروطًا وجب العمل بها، منها: أن الكتب المذكورة لا يخرج منها شيء من الكتبيه إلا بعد أن يكتبها الرجل المرتب بدفتره واسم آخذها ولا يعار منها شيء إلا لعالم أو طالب علم أو متعلم ولا تعار لغريب إلا إذا كان معلوم الحال ولا تخرج من عمران بيت المقدس مطلقًا إلا مع الأرشد من الموقوف عليهم من ذوي رحم الواقف عند اللزوم ولا تغير ولا تستبدل ولا تبدل، ومنها: أن لا يبقا (لا يبقى)  الكتاب مستعيرة عند مستعاره أكثر من ستة أشهر ولا يعيره أكثر من شهر عند مستعيرها،  ومنها: أنه جعل النظر على الكتب المذكورة لأرشد الموقوف عليهم من ذوي رحمه وأنه هو الذي ينصب الرجل المرتب لخدمتها وأن يكون المنصوب لخدمتها أمينًا طالب عالما صالحًا كاتبًا فهيمًا. وقد نصب الواقف المزبور الآن على خدمة هذه الكتب الشريفة الشيخ خليل العيزراوي وعين له في كل يوم القطعة المصرية المذكورة وصرفه بتناولها كل يوم من أجرة الخلو المذكور ونصبه أيضًا متوليًا على وقفه هذا لتسجيله فقط ورفع يده الواقف المذكور عن هذا الوقف وسلمه للمتولي المذكور لإسجاله وإحكامه وإبقائه على منواله فتسلمه المتولى المذكور تسليمًا شرعيًا فمن سعى في إبطاله وتغييره عن وصفه ومنواله فإن الله تعالى حسيبه وطليبه يوم التناد ومن سعى في إبقائه وتقريره وإحكامه حسبما نص عليه الواقف برد الله تعالى مضجعه (وألهمه رشدًا؟)  وكان له ولي. تم هذا الوقف وانبرم واكتملت شرائطه وضوابطه وتم حكمه على الوجه الشرعي والطريق المرعي عن (عنَّ)  للواقف الرجوع عن هذا الوقف وهو الكتب المذكورة وادعى على الشيخ خليل المتولي المرقوم بأن وقف الكتب غير لازم عند الإمام الأعظم وطلب استرداد ذلك لملكه وأجابه المتولي بأن عبارات المعتبرات قاطبة على أن ما تعارف الناس وقفه من المنقول يجوز وقفه عند الإمام محمد وما لا فلا وقال الإمام السرخسي في «المبسوط»: في وقف المنقول اختلاف بين أبي يوسف ومحمد رحمهما الله تعالى، والجواب الصحيح فيه أن ما جرى العرف بين الناس بالوقف فيه يجوز باعتبار العرف، وقال رضي الدين السرخسى في «المحيط»: قال محمد: ما يتعارف الناس وقفه من المنقول فإنه يجوز استحسانًا كالمنشار والفأس والقدوم والمراجل والخبزة والمصحف ونحوه، وما لا يتعارف وقفه لا يجوز كوقف الأمتعه والحيوان، وقال في «الدر المختار» متنًا وشرحًا وكما صح أيضًا وقف كل منقول قصد فيه تعامل للناس كفأس وقدوم بل ودراهم ودنانير، قلت: بل ورد الأمر للقضاة بالحكم به كما صح معرضات المفتي أبو السعود ثم قال في «الدر»: وقدر وخبازه وثيابها ومصحف وكتب لأن التعامل يترك به القياس لحديث «ما يراه المؤمنون حسنًا فهو عند الله حسنين بخلاف ما لا تعامل فيه كثياب ومتاع، وهذا قول محمد عليه الفتوى اختيار. فلما علم مولانا الحاكم الشرعي أن الخير كله بإبقاء الكتب على وقفها منع الواقف المذكور عن إبطالها وتغيير؟ شروطها وأحوالها منعًا شرعيًا وسلمها للمتولي تسليمًا مرعيًا وحكم بصحة هذا الوقف الحكم الشرعي وسجله التسجيل المرعي عالمًا بالخلاف الواقع بين الأئمة الأسلاف معتمدًا على نقول المذهب المحررة وقد صارت جميع هذه الكتب المسطورة بعد الحكم بصحة وقفها وتسجيلها وقفًا متفقًا عليه لا يغير ولا يبدل أبدًا جاريًا من جملة أوقاف المسلمين دائمًا سرمدًا ملكه محرمًا بحرمات الله تعالى لا يحل لأحد يومن بالله واليوم الآخر ويعلم أنه الـى ربه الجبار صائر أن يسعى في تغييره وإبطاله ومخالفة شرط من شروطه في سائر أحوالها ﴿فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ وقد وقع أجر الواقف على الله الحي القيوم الكريم  حرر ذلك وجرى في اواسط شهر ربيع الثاني من شهور سنة إحدى ومائتين وألف [21 كانون الثاني 1787م]²⁹.

كتب التفاسير الشريفة وما يتعلق بذلك³⁰:

كتب الحديث وما يتعلق بها :

كتب التصوف وغيرها :

كتب الأصول وغير ذلك:

كتب الفقه النعماني ــ [الحنفي]:

كتب الفرائض:

كتب التوحيد:

كتب النحو والصرف:

كتب في اللغة والدواوين:

كتب علم الطب وغيره:

مجلد في ظرف داخله:

مجلد في ظرف المذكور داخله المذكورات :

ظرف بداخله المذكورات في علم الغبار؟:

المكتبة البديرية

مكتبة الشيخ محمد بن بدير بن محمد بن محمود بن حبيش الشافعي المقدسي (ت 1220هـ/1805م)³¹ ، ولد في القدس، وتلقى العلم في الأزهر حيث مكث هناك ثلاثين عامًا بعدها عاد إلى القدس ودرس فيها ويذكر من تلاميذه حسن بن عبد اللطيف الحسيني، ويذكر أنه طلب الإجازة من الشيخ مرتضى الزبيدي (ت 1205هـ/1791م) ، ورث أعلامًا وعقارات عن والده وأعماله وكان قد عمل بالتجارة واتجه إلى التصوف، كانت له مكتبة حوت مائتين وثلاثين مخطوطًا وسبعين مجموعة بلغ مجموع رسائلها أربعمائة وست رسائل (406)  ويبدو أنه اقتنى مخطوطات عن طريق الشراء أو الاستنساخ، وتوجد مخطوطات يبدو أنه استعارها من علماء زمانه من بيت الخالدي والحسيني، وتنوع مواضيع المخطوطات ما بين علوم القرآن الكريم والحديث وأصول الدين والفقه وأصوله، والتصوف واللغة العربية وآدابها وأربع مخطوطات في الطب مع خمسة وعشرين مخطوطًا في الميقات.

وتتراوح تواريخ المخطوطات من القرن السادس الهجري والثالث عشر ولكن غالبيتها العظمى من القرن الثاني عشر (278 مخطوطًا) .

المكتبة الخالدية

بمناسبة صدور فهرس مخطوطات المكتبة الخالدية³² عن مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بلندن عام 1427هـ/2006م، استعرض الأستاذ وليد الخالدي تاريخ الأسرة الخالدية ورسم شجرة نسب العائلة³³ ، وتتبع تاريخ وقفيات علماء الأسرة من المخطوطات والكتب التي شكلت مقتنيات المكتبة الخالدية التي ما زالت قائمة إلى اليوم.  والمعلوم أن المكتبة تضم بجانب المخطوطات «آلاف الوثائق والأوراق العائلية والخاصة التي تركها» أبناء الأسرة الخالدية، وبلغ عدد المخطوطات العربية نحو 1200 مخطوط تضم حوالي 2000 عنوان.  كما تضم خزائن الكتب المطبوعة بالعربية وباللغات الأجنبية، كان أوقفها أبناء الأسرة وبلغ مجموعها نحو 4500 مجلد.

ونقدِّم هنا نص وقف نجم الدين الديري الخالدي من الكتب المخطوطة، (10 محرم 1067هـ/ 30 تشرين أول 1656م)³⁴:

قيدت بالإذن العامر من قبل أعلم العلماء المتبحرين أفضل الفضلاء المتأخرين الحاكم الشرعي محمد أفندي دام بقاه في 2 شهر رجب الفرد لسنه 1073هـ/ [1 شباط 1663م].

مثال:

ما تضمنه هذا الصك الشرعي وحواه ونطق به مضمونه وفحواه من الحكم بصحة الوقف المزبور من المنقول المسطور على قول من جوزه من الأئمة المجتهدين الصادر عن المولى شرف الدين ثبت لدي وتحقق بثبوت شرعي بمحضر الخصم الشرعي على النهج المعتبر المرعي فقررت الحكم السابق ونفذته وارتضيته بصحة الوقف ولزومه وأمضيته حرره الفقير إلى ربه القدير محمد بن الحقي القاضي بالقدس الشريف عفا عنهما البر اللطيف.

مثال:

ما حوته هذه السطور من وقف المنقول المزبور فهو صحيح مشهور على قول الإمام العالم الرباني العامل الصمداني الإمام محمد بن الحسن الشيباني فحكمت بصحته ولزومه في خصوصه وعمومه وشروطه وقيوده، وأنا العبد الفقير إليه سبحانه الآمل من منَّه وإحسانه أبو البركات محمد شرف الدين الخالدي العبسي المولى خلافه بمدينة القدس الشريف عفي عنه.

«بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على ما ألهم والشكر ما ألهم وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأكرم المبعوث بالشرع المحكم وعلى آله وصحبه وسلم وبعد،

فقد قال العبد الفقير المرتجي، من الملك العلام الملتجي، إلى بيته المقدس الموضوع على أحسن صوره، المشرف بإنزال فضله في أول سورة، أبي الرضى طه ابن صالح بن [شرف الله] يحيى ابن شيخ الإسلام نجم الدين المشهور بابن الديري المتصل سلسلة نسبه المبارك بخالد بن الوليد: إني لما ابتليت بخدمة القضاء وفصل الأحكام بمدينة القدس الشريف وبلد الله الحرام وشاهدت ما يحصل في المتروكات إذا انتقل الإنسان من التهاون والهوان لا سيما إن كان من العلماء لولي الكتب العظيمة الشان من التمزيق والأخذ والإعطاء والتفريق ممن علم ومن لم يعلم وتتفرق أيدي سبأ طلابها ويلم الكتب أربابها بعضها بالهوان وبعضها بالامتهان فاستخار الله تعالى في وقف ما أنعم الله به عليه من الكتب التي حصلها بعضها بخطه وبعضها بالشراء وصانها بمشيئة الله بذلك عن الضياع والنوى فأشهد على نفسه وهو في صحة جثمانه وثبات جنانه وحسن تصرفه أنه وقـف وحبس جميع المصحف المكرم في قطع الربع وجميع الكتب الآتي ذكرها وهي: تفسير القرآن العظيم للقاضي البيضاوي نسختان كل منهما في جلد واحد، والإتقان إحداهما بخطه من سورة براءة إلى آخر القرآن والأخرى غالبها بخط والده، وتفسير المولى أبي السعود في ثلاث مجلدات قطع النصف بخط الواقف وحاشية المرحوم الرضي في جلد واحد، والإتقان في علوم القرآن للسيوطي، والجزء الثاني من صحيح البخاري أوله حديث الإسراء، وكنز الدقائق وشرحه للزيعلي في ثلاث مجلدات، وشرحه للعيني في جلد واحد، وشرحه لابن نجيم المسمى بالبحر الرائق في ثلاث مجلدات بخط الواقف، والنصف الثاني من الهداية وشرح الهداية المسمى بفتح القدير في أربع مجلدات، والجزء الثاني من شرح الهداية للعيني من كتاب النكاح، والأول من الغاية شرح الهداية للسروجي، وشرح القدوري المسمى بالجوهرة بخط الواقف، وشرح المجمع لابن الملك، وفصول العمادي، وجامع الفصولين،  وفتاوى البزاري، والجزء الثاني من فتاوى الخُلاصة، وفتاوى قاضي خان بخط الواقف في مجلد واحد، وشرح الوقاية لصدر الشريعة، ومتن الوقاية، وشرح النقاية للمنلا محمد بن سلطان البخاري المجاور بمكة، والاختيار شرح المحتار، وكتاب المنافع (؟)  وشرحه للنسفي المسمى المستصفي، وشرح نظم الجامع الكبير للزندوستي، والإسعاف في أحكام الأوقاف، وملتقى الأبحر للحلبي، والجزء الأول من شرح منظومة النسفي، وشرح كتاب الحج من الكتاب المسمى بالمناسك للشيخ عبد الرحمن مفتي مكة، تفسير الغريبين للهروي، وتفسير غريب القرآن، وشرح الدرر والغرر لمنلا خسرو بخط الواقف، والمواهب اللدنية للقسطلاني في جلد واحد بخط الواقف، وكتاب البزدوي في أصول الفقه، والجزء الثاني من شرح البزدوي لعبد الرحمن البخاري، وشرح الاخسيكي على المنتخب في الأصول، والقاموس في اللغة في جلد واحد في قطع النصف بخط الواقف، المقرب في اللغة في قطع الربع، ولسان الحكام، والأشباه والنظائر نسختان، شرح جمع الجوامع للحلي، والأول من شرح درر البحار، ومختصر ابن الحاجب في الأصول وشرحه للأصفهاني، وحاشية التفتازاني على شرح العضد، والمختصر له ومعه حاشية الحفيد، وكتاب النتف في الفقه، وشرح المنلا جامي على الكافية، وحاشية المنلا عصام الدين على الجامي، ومعه شرح الاستعارة له، والمنهاج للنووي، والتيسير في القراءات السبع، وشرح العقائد النسفية للتفتازاني نسختان، وحاشية قرة كمال على العقايد، وشرح الورقات لابن قاسم، وشرح الورقات للمحلى، ومعه شرح الآجرومية للشيخ خالد، وشرح الأربعين للنووي، وشرح البردة للرضي اللطفي بخط الواقف، والجزء الثاني من شرح ألفية ابن معطي للخبازي، وشرح عقيدة... له، وجزء من شرح البخاري كراريس، والأول والثاني من الصحاح من نسختين، والجزء الثاني من صحيح مسلم، والجزء الأول من شرح ديوان المتنبي للواحدي، وقطعة من ديوان البُحتري، والجزء الأول من الروض الأنف، وكتاب الشفا، وديوان أبي فراس، وسقط الزند للمعري، وشرح الزيدونية لابن نباتة، والفتح القسي في الفتح القدسي للعماد الكاتب، والروض المغرس في فضائل البيت المقدس، والأنس الجليل، وإتحاف الأخصا في فضائل المسجد الأقصى، ودرة الغواص في كشف الخواص، والطالع السعيد للأدفوي، وحاشية التلويح على التوضيح في الأصول للتفتازاني، وشرح البديعيات لابن حجة، وشرح الهمزية لابن حجة المكي، وسلوان المطاع، وكتاب الباعث لإنكار الحوادث لأبي شامة ومعه مختصر ربيع الأبرار وجزء من ربيع الأبرار للزمخشري، والثاني من الترغيب والترهيب لعبد العظيم المنذري، ورسائل الشيخ قاسم بن مطلبي، وكتاب شمس المعارف للبوني، وكتاب الطارقة لابن خالوية، وشرح أنموذج الزمخشري لمنلا سعد الله، وكتاب المسامرة لسيدي علي وفا قدس سره، ومختصر أنفع الوسائل، وكتاب توحيد الشيخ عمر البلقيني، وكتاب المؤخر في الطب، والجزء الثاني من نهاية الوصول إلى علم الأصول، وشرح الكافية للهندي، وديوان الشيخ الأكبر مع جامعه من منهاج السالكين لحافظ الدين الكبرى، وعجائب المخلوقات للقزويني، والأول من شرح اللامية للصفدي ومعه شرح لامية أخرى، وكتاب الطرائق الحكمية لابن قيم الجوزية، وشرح الألفية لابن عقيل، ومغنى اللبيب وشرح القطر لابن هشام، وديوان الشيخ محمد فتح الله نور الله نصر المهدوي، وقفًا صحيحًا شرعيًا وحبسًا صريحًا مرعيًا لا ينمحي اسمه ولا يندرس رسمه ولا يضيع عند الله ثوابه وأجره بل كلما مر عليه زمان أكده وحينما أتى عليه دهر؟؟ وأن آخذه وأخلده و؟؟ الحال على ذلك كذلك أبد الآبدين ودهر الداهرين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين أنشأ الواقف المزبور أجزل الله له الأجر وقفه هذا على نفسه مدة حياته أحياه الله الحياة الطيبة ثم من بعده على ابنه الشيخ محمد فتح الله نور الله بصره وبصيرته لتحصيل العلوم ثم من بعده على أبنائه ثم أبناء أبنائه ثم على أبناء أبناء أبنائه ثم على نسله وعقبه أبدًا ما داموا دائمًا وما تناسلوا درجة بعد درجة وطبقة بعد طبقة على أن ينتفعوا بالكتب المزبورة قراءة وإقراءً ويدعو للواقف وإن كان من أهل الطبقة الأولى من ليس له أهلية ولا اشتغال بالعلم فلمن يوجد من أهل العلم من الطبقة التي دونها الانتفاع بها والقراءة فيها وإن وجد من أهل الطبقات من حوامل العلم من أهل الطبقة التي قبله فلمن كان ناظرًا على الوقف المزبور وموقوفًا عليه أن يعطيه من الكتب مما هو لائق به للانتفاع به والقراءة فيه وإذا انقرض أبناء الواقف وأبناء أبنائه وأبناء أبناء أبنائه ونسله وعقبه ولم يبق منهم أحد فيكون وقفًا على علماء المسلمين سواء كان من أهل بيت المقدس أو غيرهم وقد شرط الواقف المزبور أجزل الله له الأجر في وقفه هذا شروطًا نص عليها فوجب العمل بها والمصير إليها، منها: أنه شرط النظر على وقفه هذا والتولية عليه لنفسه مدة حياته ثم من بعده لابنه الشيخ فتح الله ثم من بعده للأفضل الأرشد فالأرشد من الموقوف عليهم إن كان من أهل العلم وإلا فلمن يوجد من أهل العلم والدين من الطبقة الثانية والثالثة وهلم أجره وإذا آل للعلماء لمن يراه قاضي القدس الشريف أصالة، ومنها: أنه شرط لنفسه في وقفه الإدخال والإخراج والزيادة والنقصان والتغيير والتنزيل والإبطال والتأبيد مدة حياته كلما أحب وأراد واختار ما دام حيًا وليس لأحد من بعده فعل ذلك، ومنها: أن الناظر على وقفه هذا لا يعير كتابًا لمتجوه ولا لمن يعسر الخلاص منه ولا يخرجه من يده إلا إن ممن احتاج من العلماء مراجعة مسألة فليراجعه بحضور الناظر، ومنها، أنه: نصب ابنه الشيخ محمد فتح الله متوليًا لتسجيل هذا الوقف فقط وسلمه الكتب المزبورة فتسلمها منه بالاعتراف... تحريرًا في عاشر المحرم لسنة سبع وستين وألف» [30 تشرين أول 1656م]³⁵ .

وقف محمد صنع الله محمد صنع الله الخالدي وطرفندة نجم الدين الخيري المفتي سنة 1201هـ/1787م (سجل 267: 152ــ154)

«بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله  القريب السميع المجيب الذي من عامله لا يخيب وعد المتصدقين أجرًا عظيمًا، وأعد للمحسنين جنة ونعيمًا، وبعد، فلما كان الوقف من أعظم القرب المندوبه والطاعة التي ورد بالحث عليها في سنن خير النبيين وقع الإلهام الإلهي في نفس كل واحد من عمدة العلماء العظام الحاج محمد صنع الله ابن المرحوم صاحب الخيرات الشيخ محمد صنع الله الخالدي الديري العبسي وفخر المخدَّرات السيدة طرفندة خاتون بنت عمدة العلما الفخام الشيخ نجم الدين أفندي الخيري المفتي بالقدس سابقًا. حضر يوم تاريخه لمجلس الشرع الشريف الحاج محمد صنع الله أفندي المذكور بنفسه ووكيل السيدة طرفنده المرقومة السيد عبد الله أفندي مؤقت زاده، الثابت وكالته عنها بشهادة وتعريفات السيد مصطفى الموقت والشيخ عبد الكريم الكشميري لدى مولانا وسيدنا عمدة العلماء الأعلام بدر سماء المعالي العظام الحاكم الموقع ختمه أعلاه وأشهدا على أنفسهما أصلاة (أصالة)  ووكالة وهما بحال الصحة والعافية من غير إكراه لهما في ذلك ولا إجبار أنهما وقفا وحبسا وأبدا وخلدا وأطد وتصدقا بما هو لهما وجار في ملكهما وطلق تصرفهما وحيازتهما الشرعية وآيل إليهما بالإرث الشرعي من عمدة العلماء العظام الحاج إبراهيم أفندي الخالدي ثلاثة أرباع الكتب الآتي ذكرهم للحاج محمد صنع الله أفندي المرقوم وربع ذلك للسيدة طرفندة المزبورة أيضًا آيل بعض ذلك غير الثلاثة أرباع بالشراء الشرعي للحاج محمد صنع الله وأيديهم واضعة على ذلك الى حين صدور هذا الوقف المنيف وذلك جميع السبع مكرمات الشريفة أحدهم في قطع الكامل مسبقا والثاني في قطع الكامل أيضًا مسبقًا والثالث في قطع النصف والرابع في قطع الربع مسبقًا وسبعًا والخامس في قطع الربع بخط عجمي والسادس في قطع الربع محلى بالذهب والسابع في قطع ال بخط عجمي محلى بالذهب وجميع الخمس إنعامات الشريفة أحدهم في قطع الربع والثاني في قطع ال والثالث سورة الأنعام فقط والرابع في قطع الربع والخامس كذلك وجميع ربع القرآن من سورة الكهف إلى آخر سورة فاطر ويس ومن كتب التفسير جميع تفسير البيضاوي وجزأين في قطع النصف وجميع تفسير الجلالين في قطع الربع مجلدين وجميع تفسير الخازن في ثلاث مجلدات من الكامل ومن تفسير أبو السعود ثلاثة أجزاء وجميع كتاب التحبير في التفسير وبعض حواشي على البيضاوي للجلال السيوطي وجميع أنهار الجنان من ينابيع القرآن للبستنجي الوزير وجميع التيسير في التفسير نظمًا وجميع متن الشاطبيه وجميع شرح الشاطبية لابن القاصح وجميع فتح الرحمن في عد حروف القرآن وجميع قرة العين في القرآن لأبي البقاء وجميع التيسير في القرآن وجميع تسهيل الإجمال في القرآن وجميع تفسير سورة الإخلاص نظمًا وجميع صحف سيدنا موسى عليه السلام وجميع مناجاة سيدنا موسى عليه السلام وجميع الجذرية وشرحها ومنظومة للسخاوي في القرآن ومن كتب الحديث جزء من البخاري الشريف وجميع الجامع الصغير وجميع بهجة النفوس شرح مختصر ابن أبي جمرة له في مجلدين وجميع مختصر البخاري لابن أبي جمرة وجميع شرح مختصر البخاري للأجهوري وجميع «متن الشمائل» خمس نسخ كوامل وجميع «المواهب اللدنية» للقسطلاني وجميع «تنبيه الأنام» في الصلاة على خير الأنام وجميع شرح «الأربعين النووية» للشبرخيتي وجميع «الشفا الشريف» وجميع «مختصر الشفا» الشريف وتقريب وتيسير معرفة سنن البشير النذير والإسرى والمعراج نسختين وجميع «فتح المتعال في مدح النعال»، نسختين وجميع «شرح الأربعين النووية» للمؤلف وجميع متنها «الآمال بشرح إنما الأعمال» وجميع «كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق» للمناوي وجميع «الحلة الإبراهيمية في تخميس الهمزية» وجميع «النسب الشريف» وجميع «سبع الدلائل الشريفة» وجميع «كنوز الأسرار في الصلاة على المختار» للهاروش وجميع «شرح النخبة والمصطلح» وجميع «شرح البردة» للشيخ خالد وجميع «كتاب ابن رجب في الحديث» و«التحفة الشريفة في الصلاة على الذات الشريفة» للمرغني وأيضًا صلاة شريفة للمرغني و«منتخب كنز العمال والحديث الشريف» مجلدين في الكامل وجميع الجزء الرابع من «السيرة الحلبية» وجميع الجزء الأول من «صحيح مسلم» وجميع «كتاب النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير وجميع «مشكاة الأنوار» في ما روي عن الله من «الأخبار» وجميع كتاب «الإشاعة في أشراط الساعة» وجميع «ألفية مصطلح الحديث الشريف» نسختين و«مفتاح النجاح في الأخبار الصحاح» وجميع «التعليقات» لابن «الهائم في خصائص النبي عليه السلام» بخط المؤلف وجميع الأول من «السنن» لابن ماجة و«جميع الأول من المصابيح» وجميع «تاريخ ابن خلكان» في الملاحم وجميع «شرح ألفية المصطلح» لشيخ الإسلام وجميع «المجموع المحتوى على المعراج وخواص القرآن» وجميع «شرح البردة» للعناني وجميع «شرح الأربعين» للدلجي وجميع «شرح ابن حجر على الهمزية» وجميع «الأربعين حديثًا والأربعين حكاية» وجميع «شرح صلاوة السمان».

ومن كتب التوحيد: جميع شرح «الجوهرة الأوسط» للمؤلف وجميع «شرح الجوهرة» للشيخ عبد السلام وجميع «حاشية الهدهدي» للصعيدي وحاشية على الشيخ عبد السلام و«شرح العقائد مجلد واحد» و«شرح العقائد» للسعد نسختين وجميع حاشية قطب الدين على السعد وجميع «شرح العقائد» وجميع «شرح الشيخ موسى على السنوسية» وجميع «مسالك الحنفي» وجميع «موارد الصفا في حق أبوي المصطفى» في مجلد واحد وجميع «شرح الفقه الأكبر» لأبي المنتهى وشرح «بدء الأمالي» للنووي وشرح لعلي قارى والمتن ومنظومتين في التوحيد مجلد واحد وجميع «شرح المغنيساوي على الفقه الأكبر» وجميع «مختصر الحكمة» شرح الفقه الأكبر وغيره توحيد وجميع «الأزهار الروضية شرح الحوضية» وغيره توحيد وجميع كتاب «التجريد في كلمة التوحيد» وجميع «أم البراهين» للسنوسي وعقائد غيرها مجلد واحد، وجميع كتاب «الملل والنحل» وجميع كتاب «البهجة» للخيلي وغيرها مجلد واحد، وجميع الجزء الثاني و«شرح ورد السمر» وجميع كتاب «الفوائد للشرجي» وجميع كتاب «السوانح» وغيره وجميع «تحفة الأديب في الرد على أهل الصليب» وجميع «النصيحة الإمامية» في فضيحة الملة النصرانية.

ومن كتب التصوف: جميع شرح «تائية الصفدي» لابن علوان وجميع «تذكرة القرطبي» وجميع «كشف الأسرار» نسختين وجميع كتاب «الأذكار» للنووي نسختين وجميع «شرح المنفرجة» وجميع «مناقب الأئمة» وجميع «زبدة الحقائق» وجميع «الفواتح المسكية» ثلاث نسخ وجميع كتاب «مفيد العلوم» وجميع «مناقب أمهات المؤمنين» وجميع «الطريقة المحمدية» وجميع «بستان العارفين» وجميع «مناقب سيدي أحمد البدوي» وجميع «كنوز الأسرار» للصنهاجي وجميع «تنبيه الغافلين» لابن النحاس وجميع «تنبيه الغافلين» لأبي الليث وجميع «طبقات الصوفية» للمناوي وجميع «فتوح الغيب» للشيخ الأكبر وجميع «النفحات الإلهية» للسمان وجميع «مختصر» بهجة الشيخ عبد القادر وجميع «الإعلام لقواطع الإسلام» وغيره وجميع «شرعة الإسلام» وجميع كتاب «روح القدس» وجميع «حقائق الحقائق» وجميع كتاب «مدارج السالكين» نسختين وجميع كتاب «الجواهر والدرر» وجميع كتاب «الملكوت» وجميع «شرح المنفرجة» للأستاذ البكري وجميع مجموع فيه «رسائل التصوف» للأستاذ المشار إليه وجميع «مجموع جامع لرسائل تصوف» جميع كتاب «طهارة القلوب» نسختين وجميع كتاب «أوراد الأيام» و«السر المصون» وجميع كتاب «أنيس المنقطعين» ومجموع «حاوي شرح الضمياطية» وغيرهما وجميع كتاب «كنز الأسرار» وجميع كتاب فيه الحصن الحصين وغيره وجميع «عدة الحصن الحصين» وجميع «مجموع جامع الأوراد» للأستاذ البكري و«مجريات السنوسي» وجميع كتاب أوراد الأستاذ البكري وجميع كتاب «حرز الأقسام» وجميع الخمسة مجاميع حاوية لأوراد عديدة.

ومن كتب الفقه: «الأشباه والنظائر» في قطع الربع وجميع «الجواهر البهية في الفرائض» وجميع كتاب «مختصر الجواهر البهية» وجميع «شرح مختصر الوقاية» للقهستاني وجميع كتاب «الدر المختار» نسختين أربعة أجزاء وجميع كتاب «شرح الكنز» للمعني وجميع كتاب «الخراج» لأبي يوسف وجميع كتاب «تقريب الفوائد» فقه شافعي وجميع كتاب «منظومة النسفي» في الخلافات وجميع «الحقائق شرح منظومة الخلافيات» وجميع كتاب «متن المنار» نسختين وجميع «متن الكنز» نسختين وجميع «شرح بعض الأشباه» لسيدي عبد الغني النابلسي وجميع «الرسائل السينية» للشرنبلالي وجميع «الإسعاف في الأوقاف» و«شرح البردة» وغيره وجميع منلا مسكين «شرح الكنز» وجميع «كتاب جامع الفتاوي» و«الإسعاف» وجميع «فتاوي الشلبي» وجميع فتاوي عبد الله أفندي بالتركي وجميع فتاوي علي أفندي بالتركي وجميع كتاب «قانون نامة» بالتركي وجميع الفتاوي الناجية وجميع «فتاوي قاري الهداية والتمرتاشية» وجميع كتاب «الخزانة» وجميع كتاب «التيف» نسختين وجميع متن القدوري نسختين وجميع شرح «منية المصلى» للحلبي وجميع «شرح مقدمة» أبي الليث نسختين وجميع «المختار» للفتوى وغيره وجميع «الدرة المنيفة» في العبادات وجميع كتاب «زاد الفقير» وجميع «شرح نور الإيضاح»: الكبير والصغير نسختين وجميع كتاب «التوضيح في الأصول» وجميع كتاب «الألغاز الفقهية» وجميع كتاب «إعانة الحكام» وجميع كتاب «جامع الفصولين» وجميع «شرح السراجية» للسيد ثلاث نسخ وجميع «شرح السراجية» للزمخشري وجميع شرح «السراجية» المسمى «بروح الشروح» وجميع كتاب «إرشاد الفارض في الفرائض» وجميع «شرح الفصول فرائض» وجميع كتاب «روض الرائض فرائض» وجميع كتاب «لسان الحكام» وجميع كتاب «الجواهــر والمسائل» وجميع كتاب «مشتمل الأحكام» وجميع كتاب «مجموع فوائد زاده» وجميع «مجموع رسائل فقهية» وجميع «الفتاوي العمادية» وجميع كتاب «ترجيح البينات» وجميع «كتاب شرح المنار في الأصول» وجميع كتاب «مختصر المنار وشرحه» وجميع كتاب «جواهر الفقه» وجميع كتاب «منية المصلي» أيضًا وجميع كتاب «ميزان المدعيين» وجميع كتاب «الحِيَل للخصاف» وجميع كتاب مجموعة (الأنقروي)  وجميع كتاب «الجامع الصغير» للإمام محمد وجميع كتاب الخطيب فقه شافعي وجميع كتاب «الوقاية» وجميع كتاب «عنوان الشرف» وجميع «جمع الجوامع» في «الأصول» نسختين وجميع «متن المنهج» فقه شافعي وجميع كتاب «مجمع البحرين» وجميع كتاب «الاختيار» جزأين وجميع كتاب «حاشية الدرر» للشرنبلالي وجميع الجزء الثاني من «شرح المجمع» وجميع «متن السراجية» وجميع شرح مقدمة أبي الليث وجميع كتاب «الإفادة في مصطلح الشهادة».

ومن كتب اللغة والنحو: جميع كتاب «القاموس» وجميع كتاب «الكليات» لأبي البقاء وجميع كتاب «مفردات الراغب» وجميع كتاب «مختصر الصحاح» وجميع كتاب «نظام الغريب» وجميع كتاب «طبقات الحريري» وجميع كتاب «الوافية» على الكافية وجميع كتاب «المختصر» مع الحاشية ثلاث نسخ وجميع كتاب منلاجانى شرح الكافية وجميع «الفوائد الأدبية» في العروض وجميع حاشية الاستعارات لعصام وجميع كتاب ابن عقيل و«القصاب» وجميع كتاب «الأشموني» في شرح الألفية وجميع «حاشية» الشيخ يوسف على «الأشموني» وجميع كتاب «المطول» وجميع كتاب «التعريفات» للجرجاني وجميع الفاكهي شرح «القطر» وجميع كتاب «الأنساب» للسيوطي وجميع كتاب شرح الشنواني شرح «الآجرومية» وجميع شرح «الشذور» للمصنف نسختين كاملتين وجميع كتاب شرح الحلبي على «الأزهرية» وجميع «حاشية الإسقاطي» على «ابن عقيل» و«جميع إعراب الألفية» للشيخ خالد وجميع كتاب «عنوان الإفادة» وغيره وجميع شرح«القطر» للفاكهي ثلاثة نسخ وجميع «شرح المفتاح» وغيره وجميع متن «التهذيب» وغيره منطق وجميع شرح «الشذور» للمصنف وجميع شرح القطر للمصنف وجميع شرح العزي تصريف وجميع كتاب التصريح نسختين إحداهما كاملة والثانية الجزء الثاني وجميع «شرح الشواهد» للعيني وجميع «شرح الألفية» لابن الناظم وكتاب في علم الطرف وجميع «شرح الألفية» نظمًا وجميع كتاب «التوضيح» وجميع الحاشية على الشيخ خالد وحاشيته على «الأزهرية» وجميع «متن التهذيب» وغيره منطق وحاشيته على «شرح الشذور» وجميع كتاب «مجموع رسائل» استعارات ومنطق وجميع «شرح الاجرومية» للحلواني وجميع «شرح المعلقات» شرحين وجميع شرح تائية ابن الفارض وجميع كتاب «العوامل» للجرجاني وجميع كتاب «طبقات النجا».

ومن كتب الدواوين والأدب والتواريخ: جميع «ديوان ابن الفارض» أربع نسخ وجميع «ديوان البرعي» وغيره وجميع «ديوان البهاء» زهير نسختين وجميع «ديوان بهرام» شاه وجميع «ديوان المتنبي» وجميع «ديوان سيدي عبد الغني النابلسي» وجميع كتاب «احتباس النجوم» جداول ميميه الروم وجميع ديوان ابن زقاعة وجميع شرح لامية العجم نسختين وجميع ديوان ابن عرب شاه وجميع الرسالة في الأدب لأحمد الحدوي وجميع كتاب السكردان وديوان الصبانة وجميع كتاب السكردان أيضًا وجميع القرعة وجميع تاريخ القطبي وجميع كتاب الأوائل والآواخر وجميع كتاب تحفة الأخيار و«نخبة الإعجاب» وجميع «تاريخ الفتح القسي» وجميع «كتاب ذيل الشقائق» نسختين وجميع «تاريخ الخارجي تيمور» وجميع «شرح لامية ابن الوردي» وجميع «ديوان ابن بكر البغدادي» وجميع «تاريخ الحنبلي».

ومن كتب الطب والفلك والمجاميع: جميع كتاب «درة الغواص» وجميع «شرح منظومة ابن سينا» وجميع الجزء الأول والثاني من النزهة وجميع كتاب ابن أبي الحزم وجميع الكتاب في عمل الكحل وأرجوزة في الطب وقطعة من التشريح لابن سينا وجميع «كتاب المفتاح للجلدكي» وجميع الجزء الأول من تذكرة داود وجميع «كتاب تذكرة داود» وجميع «كتاب الجداول الستينية» وجميع المجموع في قطع الربع في الفلك وجميع كتاب «شرح الفصول» وجميع كتاب «المنطق للقمر» وجميع «تعبير الرؤيا للقليوبي» وجميع «تعبير الرؤيا» لابن سيرين وجميع «تعبير الرؤيا» لابن إسحق الكرماني وجميع «كتاب تعبير الرؤيا» لابن غانم وجميع الواحد وثلاثون لمجموع الجامع كل واحد منهم لنفائس الرسائل المعتبرة وجميع الواحد وسبعون رسالة وقفًا صحيحًا شرعيًا وحبسًا صريحًا مرعيًا لا ينمحي اسمه ولا يندرس رسمه ولا يضيع عند الله تعالى ثوابه وأجره بل كلما مر عليه زمان أكده وحيثما أتى عليه دهر وأوان أطده وأخلده يجري الحال على ذلك أبد الآبدين ودهر الداهرين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين أنشأ الواقفان المذكوران ضاعف الله لهما الأجور والغفران وقفهما هذا على مفخر السادات السيد محمد أفندي والسيد موسى أفندي والسيد عمر أولاد الحاج محمد صنع الله المرقوم ثم من بعدهم على أولادهم الذكور ثم على أولاد أولادهم ثم على أولاد أولاد أولادهم الذكور ثم على نسلهم وعقبهم من الذكور من أولاد الذكور خاصة دون الإناث وليس للإناث ولا لأولادهم في جميع الطبقات من هذا الوقف شيء أبد بل يختص به الذكور من أولاد الذكور درجة بعد درجة وطبقة بعد طبقة الطبقة العليا منهم تحجب السفلى كما هو بالنص والترتيب المستفاد من كلمتهم فإذا انقرض أولاد الذكور ولم يبق منهم أحد عاد ذلك وقفًا على أولاد البطون على الحكم والترتيب المذكور أعلاه على أن ينتفعون بالكتب المذكورة قراءة ومطالعة وإقراء وإذا انقرض أولاد البطون عاد وقفًا على العلماء ببيت المقدس وشرط الواقفان المذكوران في وقفهما هذا شروطًا نص عليها فوجب العمل بها والمصير إليها منها أنهما شرطا النظر والتولية على وقفهما هذا للسيد محمد أفندي والسيد موسى أفندي ثم من بعدهما لأخيهما السيد عمر ثم من بعده للأرشد فالأرشد من أولادهم جميعًا والمراد في ذلك بالأرشد به هو من كان فيه أهلية العلم وحفظ الكتب ولا عبرة بتقدم السن وتأخيره ولذا وهذا مستويين في الأهليه والحفظ والرشد فللأكبر سنًا ثم من بعدهم على الأرشد فالأرشد من أهل الوقف وثم وثم على هذا المنوال والترتيب وإذا آل للأولاد البطون فكذلك النظر والتولية عليه للأرشد فالأرشد منهم كما هو مشروح في أولاد الذكور وإذا آل للعلماء فالنظر والتولية فيه لأعلم علمًا بيت المقدس وأدينهم وأحفظهم ومنها أن الناظر والمتولى على وقفهما هذا لا يعير كتابًا لذي جاه وشوكه غير أمين ولا لمن يعسر عليه الخلاص ولا تزيد الإعارة على ثلاثة أيام ومنها إذا انقرض أولاد الذكور والبطون وآل للعلماء فتوضع الكتب بالصخرة المشرفة وينتفعون بها العلماء بالمطالعة بالصخرة المشرفة فلما تم هذا الوقف وانبرم وتسلماه السيد محمد والسيد موسى الناظرين المرقومين تسليم مثله لمثل ذلك تسليمًا تامًا باعترافهما بذلك وتحرر الحال على هذا المنوال حضر الواقف المذكور الحاج محمد صنع الله الخالدي ووكيل الواقفه المذكوره السيد عبدالله أفندي موقت زاده وحضر لحضورهما السيد محمد والسيد موسى المتولين المرقومين لدى مولانا الحاكم الشرعي المشار إليه وترافعوا لديه وقالا الواقف المرقوم وكيل الواقفة المرقومة أصالة ووكالة إنا رجعنا عن هذا الوقف لأنه من المنقول ووقفه غير جائز عند المجتهد الأعظم والفقيه الأفخم الإمام أبي يوسف المكرم في رواية النوادر وأرادا الاسترداد من المتولين المرقومين فعارضاه المتوليان المذكوران بما روي عن الإمام الأمجد والهمام الأوحد الإمام محمد بن الحسن الشيباني عليه صب المن السلواني أنه يجوز وقف ما جرى فيه التعارف كالمصاحف والكتب والفاس والقدوم وغير ذلك كما نقل ذلك أعلم العلماء قاضي القضاه شيخ الإسلام إبراهيم ابن موسى الطرابلسي في مؤلفه الإسعاف في أحكام الأوقاف وطلبا من مولانا الحاكم الشرعي الحكم بصحة هذا الوقف ولزومه في خصوصه وعمومه حكمًا شرعيًا اعتمادًا على ما تقرر واستنادًا كما روى عن الإمام المشار إليه فتأمل مولانا الحاكم الشرعي في كلام الخصمين وعلى الرجحان من أحد الطرفين فلاح له الحكم بصحة هذا الوقف ولزومه في خصوصه وعمومه ترجيحًا لجانب البر والخير المستمر فحكم أيد الله تعالى أحكامه بصحة هذا الوقف ولزومه في خصوصه وعمومه حكمًا صحيحًا شرعيًا اعتمادًا على ما تقرر واستنادًا لما تحرر ومنع الواقفان المرقومان من معارضه المتوليان المذكوران منعًا صحيحًا شرعيًا ووقفًا صريحًا معتبرًا مرعيًا فصار هذا الوقف وقفا كما تسطر كما حرر فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر ويعلم أنه إلى ربه الكريم صائر أن يسعى في تغييره وتبديله ونقضه وتحويله عن منواله الذي حرر الذي سطر فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم وقد وقع أجر الواقفان على الحي القيوم الكريم حرر ذلك في أواسط شهر ربيع الثاني من شهور سنة إحدى ومائتين وألف» [21 كانون الثاني 1787م]³⁶ .

ومع نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، قام الشيخ راغب بن نعمان بن راغب الخالدي (ت 1372هـ/1952م) ، وبناءً على وصية والدته المرحومة السيدة خديجة خانم بنت السيد موسى أفندي الخالدي (ت 1898م) ، التي كانت قد أوصت قبل وفاتها ومن مالها الخاص بعمارة خرابة ملاصقة لتربة الأمير حسام الدين بركة خان وأولاده من أبناء المماليك وضمها إلى التربة وجعلها مكتبة³⁷.

وتعاون أبناء الأسرة الخالدية في تشييد البناء وجمعت فيه المخطوطات المتناثرة لدى أبناء الأسرة. وبلغ عدد المخطوطات المودعة في المكتبة قرابة 1300 مخطوط ومطبوع (700 مخطوط والباقي مطبوع) وافتتحت المكتبة رسميًا عام 1316هـ/1900م في موقعها في طريق باب السلسلة، واتفق أبناء الأسرة على أن من يتوفى منهم ينقل ورثته مخطوطاته وكتبه إلى المكتبة، وطلب الشيخ راغب الخالدي من الشيخ طاهر بن صالح الجزائري (ت 1338هـ/1920م) ، أن يصنف المكتبة، فاقترح الشيخ الجزائري الاستعانة بأبي الخير محمد محمود الحبال، صاحب جريدة ثمرات الفنون البيروتية، فدُعي الحبال إلى القدس ووضع برنامج المكتبة الخالدية العمومية، وورد في برنامج الحبال عناوين 658 مخطوطًا، مضافًا إليها 471 مطبوعًا، ومنذ ذلك التاريخ أثريت مقتنيات المكتبة من المخطوطات العربية والتركية والمطبوعات العربية والأجنبية.

ومن حُسن الحظ أن أسرة الخالدي واصلت اهتمامها بالمكتبة والحفاظ عليها، وقامت مؤسسة الفرقان بلندن عام 1427هـ/2006م بطباعة فهرس مخطوطاتها من إعداد نظمي الجعبة وتحرير عصام الشنطي وخضر سلامة، ويقع الفهرس في 919 صفحة.  ومنذ مطلع القرن العشرين شهدت المكتبة نموًا مطّردًا في مقتنياتها، وتم مؤخرًا حوسبتها³⁸، وقام السيد خضر سلامة بتصنيف المكتبة، وأعد قائمة بالموضوعات، وعدد العناوين في كل موضوع، وجاءت على النحو التالي:

مقدمة الفهرس

وقامت الأستاذة باربرة كلنر هينكل Barbara Kellner-Heinkele (1989 ــ 1990م) من جامعة برلين، بفهرسة أربعة وأربعين مخطوطًا من مخطوطات المكتبة الخالدية كانت مكتوبة باللغة العثمانية، وقامت مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بلندن بنشر هذا الفهرس ضمن سلسلة فهارس المخطوطات الإسلامية³⁹ .

وتعكف الآن الأستاذة باربرا على ترجمة نص وقفية خاصكية سلطان روكسلانا - زوجة السلطان سليمان القانوني - على عمارتها في القدس الشريف، من اللغة العثمانية إلى اللغة الإنجليزية.  ومن المعلوم أن نسخة من النص العثماني توجد ضمن مقتنيات المكتبة الخالدية، ونظرًا لاستمرارية المكتبة الخالدية ولصمودها أمام الاحتلال الغاشم، ولقيمة المخطوطات التي حوتها، فإن العديد من العلماء العرب والمسلمين وأهل الاستشراق كانوا قد قصدوها للإفادة من مخطوطاتها ومطبوعاتها، كما أن العديد منهم قد أشار إلى أبرز العناوين فيها.

وكان عبد الله محمد مخلص (ت 1362هـ/1947م)  قد زار هذه المكتبة عام 1917م، فكتب مقالتين عن نفائس هذه الخزانة⁴⁰، كما أن الباحث محمد أسعد طلس (ت 1379هـ/1959م)  قد نشر عددًا من الدراسات عن دور كتب فلسطين ونفائس مخطوطاتها.  ونظرًا لأهمية المخطوطات في مختلف المدن الفلسطينية، فإننا نورد في الصفحات التي تلي جرائد بما توافر لدى بعض العلماء الأعلام من كتب في مكتباتهم الخاصة، وبيعت بالمزاد، ومن حُسن الحظ أن السجل الشرعي حفظ لنا جزءًا من العنوان، ولكن أورد قيمة المخطوط المُباع بالغروش.

السجل (129) ⁴¹

[من] دفتر مبارك إن شاء الله تعالى يتضمن تحرير مخلفات مولانا علي أفندي... لدى مولانا فخر المدرسين الكرام عمدة المحققين الفخام الحاكم الشرعي القسام الموقع خطه الكريم عليه

تسلم الكتب لسليمان بن شعلان ويحيى الموقت الدلالين على ما يأتي:

تفصيله

تكون جميعًا 3180 عنها 106 غروش
وذلك كله بذكر سليمان بن شعلان ما عدا ثلاثة كتب بالتركي... بحجم صغير، فإن الأربعة كتد المزبورة باقية عند سليمان تم ذكر وكيل الزوجة
عن دلالين كتب
غروش
3.5

لدى مولانا شيخ الإسلام

ادعى مولانا رجب أفندي على الشيخ حافظ الدين السروري أنه باع منه كتابًا بعشرة دراهم مؤجلة إلى غرة رجب سنه 1051هـ/ [تشرين أول 1641م].

تسلم مولانا مصطفى جلبي العلمي الجزء الأول والجزء الثاني شرح الشيخ خليل على طريق الأمانة إلى أن يحضر صاحبها فتسلم ذلك بالحضرة سنه 1051هـ/ [1641م]⁴².

سجل (161)⁴³
مبيع الوصى الشرعي على أيتام المرحوم الشيخ محمد العنبوسي

عن بيان المبيع عن الكتب المسطرة بدفتر مخلفات الشيخ محمد العنبوسي المزبور أعلاه

                                   سجل (162)⁴⁴

بيان ما بيع من الكتب المخلفة عن الشيخ محمد العنبوسي الخخلد بدفتر مخلفاته المؤرخ المباع من الكتب المزبورة لمولانا شيخ الإسلام الشيخ خير الدين ابن الشيخ شمس الدين العنبوسي

1. تفسير القرآن العظيم الشريف، جـ4.
2. ابن الهمام، جـ3.
3. أساس البلاغة للزمخشري، جـ1
4. أدب القضاة، جـ1

ثمن المزبورات جميعًا المباعة للشيخ خير الدين 80 غرش

المباع من الكتب المزبورة لمولانا شيخ الإسلام الشيخ محمد الشريفي

• القاموس، جـ1
• تفسير القرآن للبيضاوي، جـ1
• نهاية ابن الأثير، جـ2
• ألفية ابن مالك، جـ1
• إعراب القرآن للشيخ خالد.

ثمن المزبورات فيه المباعة للشيخ محمد الشريفي (110)  غروش.

1. كتاب القدوري، 3 غروش
2. جزء من كمال باشا، 15 غروش
3. شرح الشاطبية، 3 غروش
4. ديوان حافظ بالتركي، 1 غروش
5. مجموع الجلال الأسيوطي وتناسب الدرر وأسباب التنزيل والقصص، 8 غروش
6. ذيل طبقات الشعراني
7. تفسير الجامع الصغير، جزء 3، 15 غروش
8. كتاب صدر الشريعة، 4 غروش
9. كتاب الأشباه والنظائر، 4 غروش
10. كتاب الصفي الحلي، 3 غروش
11. تذكرة أبي داود والمتنبي وأبي تمام، 10.5 غروش
12. كتاب المواهب اللدنية، 15 غروش
13. كتاب عقود الجمان، 3 غروش
14. ألفية ابن مالك، 2 غروش
15. الأصول والضوابط، 2 غروش
16. ديوان سيدي محمد البكري، 2 غروش
17. عنوان السعادة، 1 غروش
18. احتباس النجوم، 1 غروش
19. اتمام الدراية، 1 غروش
20. السعادة الفاخرة، 1 غروش
21. مجموع الألغاز، 15؟
22. مجموع صغير، 15؟
23. غاية الإرشاد في الطب، 2 غروش
24. تقويم الأبدان في الطب 2 غروش
25. تفسير الجلالين، 7 غروش
26. شرح عقيدة اللقاني، عدد 2ـ 50 غروش
27. إخوان الصفا، 12 غروش
28. الدر النظيم، 1 غروش
29. كتاب شمس المعارف، جـ2، قيمته 25
30. كتاب الشمسية  15

السجل (132)
ص 531 [رقم الصفحة في السجل غير صحيحٍ]

لما كان تسلم... فخر المدرسين سليمان جلبي من كل واحد من سليمان بن عبد العزيز الوكيل عن زوجته بنت صالح نسبه؟ والحاج علي الوكيل عن بنت صالح نسبه؟ إحداهما زوجة فخر الموالى العظام عبد القادر أفندي العلمي والثانية زوجة بن بهنسى... وبمعرفة مولانا عبد القادر أفندي المشار إليه الكتب الآتي ذكرها فيه وعدتها خمسة وأربعون كتابًا لينظرها حضرة صدر الموالي العظام حلال مشكلات الأنام مولانا محمد أفندي وقيمتها خمسة وعشرون غرشًا سلمت يوم تاريخه أدناه لفخر القضاة الكرام عمدة المدققين الفخام مولانا الشيخ عمر العلمي ليوصل ذلك إلى المزبورين أعلاه تحريرًا في حادي عشر ذي الحجة لسنة إحدى وخمسين وألف (1051) / [1641ــ1642م] والكتب المزبوره هي التي تسلمها سليمان المزبور وقيده بالسجل المحفوظ بمدينة نابلس

يكون جميعًا
عدد
45
عددها خمسة وأربعون كتابًا

سجل (162)⁴⁵

دفتر يتضمن ضبط ومبيع ووتحرير مخلفات المرحوم «قدوة أئمة المسلمين وسلالة الأولياء والصالحين مولانا الشيخ سليمان الداودي...».

بيان بيع أسباب المتوفي المزبور... الكتب

السجل (99)⁴⁶

«دفتر يتضمن ضبط متروكات المرحوم الشيخ محمود العلمي المنحصر ارثه الشرعي في زوجته فخر المخدرات الست بديعة بنت مولانا خطيب الخطباء الشيخ عبد الحق بن جماعة والست خواجكة بنت علي الغوي وفي والدته تاج المستوراتزين القضاة بنت المرحوم القاضي علي العلمي وفي أولاده….».

أسماء الكتب

سجل (185)⁴⁷

دفتر يتضمن ضبط وتخمين متروكات المرحوم المغفور له فخر العلماء العاملين مربي الفقراء والمريدين كهف الغرباء والفاضلين سلالة الأقطاب الموقرين مولانا وسيدنا الشيخ عمر المتصل سلسلة نسبه البهي الخطير قطب العارفين بهجة الواصلين صاحب المناقب الوافرة والكرامات الظاهرة مولانا وسيدنا العالم القطب الرباني الغوث الصمداني الشيخ محمد العلمي قدس سره...

بيان المتروكات

السجل (354)⁴⁸

•  دفتر يتضمن ضبط وبيع تركة المرحوم عين الحفظة الكرام الشيخ إبراهيم بن الشيخ أحمد القادري المتوفى في القدس أوائل شوال 1284هـ/ كانون ثاني 1868م.

سجل (354) ، ص 187، 188، أوائل شهر شوال 1284هـ.

السجل (325)⁴⁹

- دفتر يتضمن ضبط وبيع تركة المرحوم زبدة الاتقياء والفضلاء الكرام السيد الشيخ الحاج محمد آغا اليوسف المغربي متولي وقف سيدي ولي الله تعالى ابن مدين الغوث المتوفي في القدس في اليوم الثامن من شهر جمادى الأولى سنة سبع ومائتين وألف [مطلع أيلول 1792م].

•  كتاب دائل وحمائل دشت.

السجل 325⁵⁰

•  دفتر يتضمن ضبط وبيع تركة المرحوم عمدة الحفظة الفخام الشيخ محمد بن المرحوم الشيخ محمد أفندي الدنف قيم باشا الصخرة المشرفة المتوفى في 12 ذي القعدة 1257هـ/ 26/12/1841م.
•  شرح الكنز
•  كتاب البغوي، والفتاوى الأنقروي
•  شرح الاختصار، وعنوان الشرف، وابن قاسم...[السبعة] ومنية المصلي، وديوان ابن الفارض.
•  إبراهيم الحلبي وكتاب فتاوى يحيى أفندي، وشرح وسيلة الطلاب.
•  كتاب الأوقاف والمتن الوسيط والآجرومية وكتاب مجموع دشت من...
•  كتاب شرح البردة الشريفة وديوان البرعي وشرح الملتقى والذخائر وكتاب إرشاد المتقين وفتاوى عبد العال.
• -  قطعة في الحساب.
•  شرح البردة
•  كتاب آداب.
•  شرح الآجرومية.
•  شرح الجوهرة.
•  بديع الإنشا
• -  كتاب مجموع دشت
• -  ربع قرآن.
•  توضيح القيافة.
•  كتاب الفتاوى.
•  كتاب تفسير النسفي.
•  مولد النبي ﷺ.
•  تفسير الجلالين وكتب دشت ومجموع دشت.
•  قصة.
• -  كتاب حسن.
•  الوقف والابتدا ومختصر البزاز ومجموع كتب.
•  قصة يوسف من الهمزية وتنزيل الأفكار.
• -  مجموع وشرح الدمياطية وكتب دشت.
• -  كتاب.
• -  مجموعين وخطب وكتب دشت.
• -  مجموع أيضًا.
•  مجموعة لغة.
•  كتب (؟) .
•  مجموع وكتب.
• -  ديوان نحاس.
• -  مجلدات دشت وكتب دشت.
•  ثمن كتب دشت
•  رسالة.
• -  دلائل الخيرات دشت.
•  مصحف شريف.
•  كتاب دشت.
• -  منية المتقي.
•  مختصر أنس وخريطة العجائب.
•  كتاب الوسيط وكتاب الأقوال والملتقى وكتاب قصص الامم وغيره.
•  مجموع توحيد والجامع الكبير وغيره.
• -  كتاب فضائل رمضان ودشت.

سجل 325

•  دفتر يتضمن ضبط وبيع تركة المرحوم الحاج الشيخ علي السركسي ابن المرحوم.... المتوفي في القدس
•  رسائل الشيخ أكبر
•  كتاب تركي
•  مجموع ورسالة راحة الصالحين ووهبة كريم
•  وهبة كريم ودلائل خيرات ومناسك حج ودشدات (؟)
•  مجموع ودشدات(؟)  وكتاب مصوف وكتاب مفرط

سجل 325⁵¹

دفتر ضبط متروكات المرحوم المغفور له فخر التجار والسادات الكرام السيد عبد الغني أفندي نجل المرحوم السيد يحيى أفندي الإمام المتوطن باسكلة يافا

• كتاب مقامات الحريري.
• كتاب قصص الأنبياء.
• كتاب حياة الحيوان.
• كتاب نوار (؟)  الشيخ القليوبي
• كتاب التبر المسبوك في نصيحة الملوك.
• كتاب المستطرف.
• كتاب دلائل الخيرات.
• كتاب نور الإيقاح.
• كتاب كافية الأظهار.
• كتاب شرح الشيخ خالد على الآجرومية.
• كتاب ورد الموارد.
• كتاب الدرر النظيم في فضائل القرآن الكريم.
• كتاب متن العزي.
• ورق دشت.

لقد قمنا في مركز الوثائق والمخطوطات بالجامعة الأردنية بتصوير المخطوطات العربية وغيرها المتوافرة في مكتبة المسجد الأقصى وفي غيره من المساجد كالحرم الإبراهيمي في الخليل وجامع الجزار في عكا وجامع الحاج نمر النابلسي في نابلس والمكتبة الإسلامية في يافا ابتداءً من عام 1978م إلى غاية 1988م يُضاف إلى ذلك تصوير عدد من مكتبات الأسر في فلسطين.  وكنا قد كلفنا الأستاذ خضر سلامة بمهمة تصوير مكتبة المسجد الأقصى، وقام بفهرسة مقتنيات المكتبة التي شملت بقايا مخطوطات الشيخ محمد الخليلي ومجموعة مخطوطات الشيخ خليل الخالدي (ت 1360هـ/1941م)  وأصدر ثلاثة فهارس الأول فهرس مخطوطات المسجد الأقصى سنة 1406هـ/1980م⁵²، وبوّب العناوين في علوم القرآن الكريم: التفسير، التجويد، القراءات، رسم المصحف، الحديث ومصطلحه، وأصول الدين، التوحيد أو علم الكلام والعقائد، الفقه وأصوله، الفتاوى وسيرة الرسول، اللغة العربية، والتاريخ والتراجم، وهنالك عناوين في علم الحساب والقضاء والمنطق، وبعد ذلك بثلاث سنوات أصدر المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بعمان الجزء الثاني⁵³، كان هذا الجزء من مطبوعات إدارة الأوقاف، القدس سنة 1401هـ/ 1960م.

ويفهرس هذا المجلد 438 مخطوطًا، تغطي تقريبًا نفس المواضيع التي ذكرناها بالنسبة للجزء الأول من الفهرس، أما الجزء الثالث الذي طبعته مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بلندن سنة 1416هـ/1996م⁵⁴ فيصرف مائتين وعشرين مخطوط ورسالة معظمها مجاميع تتناول علوم القرآن والتفسير والحديث وأصول الدين والتصوف والآداب الشرعية والفقه، وأصوله واللغة العربية وآدابها والتراجم والمنطق والسيرة وفي العلوم تذكر مخطوطات في الفلك والحساب والإجازات.

فقد عقد معهد المخطوطات العربية بالقاهرة عام 2000م مؤتمرًا علميًا عن مخطوطات فلسطين، صدرت محاضره في العام التالي⁵⁵ .

مكتبة دار المعلمين والكلية العربية في بيت المقدس 1918- 1948م

لم تحظ مرحلة الانتداب إلا بدراسة واحدة جادة أعدها باللغة الانجليزية عبد اللطيف الطيباوي عن التعليم في فلسطين في عهد الانتداب البريطاني، وكانت فلسطين عرفت المدارس التبشيرية من إنجليزية وفرنسية وروسية مع توسع الاتحاد الإسرائيلي في إنشاء مدارس له حيثما كانت تقوم الجاليات اليهودية، أضف إلى ذلك أن الدولة العثمانية من جانبها بادرت إلى إنشاء المدارس الحكومية التي عُرفت إجمالا باسم المدارس الرشدية فكان في فلسطين وحدها سنة 1917م، عند سقوطها بيد الإنجليز، خمس وتسعون مدرسة تحوي ثمانية آلاف وأربعمائة طالب (8400)  بجانب ذلك كان عدد المدارس العربية الخاصة 379 مدرسة تدرس 8731 طالبًا، ونلاحظ هنا دور الأهالي في إقامة المدارس ردًا على المدارس التبشيرية.

عندما تسلم الإنجليز المسؤولية بشكل رسمي من المسؤولين العثمانيين عنوا بالإبقاء على المدارس التي ورثوها عن أسلافهم، فانشأوا في سنة 1918م/1919م دارًا للمعلمين في حي باب الساهرة بالقدس بنية إعداد المعلمين العرب للتعليم في هذه المدارس، واستمرت هذه الدار تحمل اسم دار المعلمين حتى سنة 1927م عندما عُدّل اسمها وأصبحت تعرف باسم الكلية العربية في بيت المقدس وتعدل أسلوبها فأصبحت على ضوء ارتقاء التعليم وتقدمه في فلسطين ومع زيادة عدد المدارس الرسمية والأهلية ودخول نظام المتركMatriculation  تقبل طلابها من حملة الدراسة الثانوية التي تؤهل خريجيها التدريس  بهذه المدارس أو دخول ميدان العمل أو الالتحاق بالجامعات وبخاصة بالجامعة الأمريكية ببيروت أو جامعة القاهرة أو جامعة لندن وغيرها.

ومن خلال مذكرات خريجي الدار مثل: نقولا زيادة ومحمود سليمان العابدي وإحسان عباس رحمهم الله جميعًا نجد تفصيلات وافية عن الكلية، وبخاصة عن مكتبتها التي كانت صغيرة، فأهدى خريجو بعض السنوات كتبًا للمكتبة التي كانت تصلها الصحف، مثل الأهرام والمقطم والمقتطف والهلال والمصور واللطائف وفلسطين والكرمل ومرآة الشرق⁵⁶. ويذكر محمود العابدي أن عدد الكتب عام 1923م كان حوالي 250 كتابًا وارتفع عام 1946م إلى 7122 كتابًا⁵⁷.

وكان الفضل لهذه الكلية في إدخال مفهوم المكتبة المدرسية إلى المدارس في فلسطين عن طريق خريجيها الذين كان يتمّ اختيارهم على أساس الكفاءة من مختلف ألوية فلسطين.

كشفًا بأسماء المكتبات في القدس، مع تاريخ تأسيس المكتبة وعدد الكتب فيها ولغات هذه الكتب

يقدم لنا مؤرخ القدس، عارف العارف، كشفًا بأسماء المكتبات في القدس، مع تاريخ تأسيس المكتبة وعدد الكتب فيها ولغات هذه الكتب⁵⁸ :

ويذكر العارف مكتبات عائلية أخرى، مثل المكتبة الفخرية ومكتبة آل قطينة ومكتبة آل الموقت ومكتبة عبد الله مخلص.  ومن حُسن الحظ أن كامل العسلي قد كتب سيرة عبد الله مخلص وتتبّع إنتاجه العلمي في كتابه «تراث فلسطين في كتابات عبد الله مخلص مع دراسة مفصلة عن حياته وشخصيته العلمية»⁵⁹ ، وكانت مكتبة عبد الله مخلص (المكتبة المخلصية)  تحوي نحو 3000 مجلد، بينها 110 مخطوطات وضع لها فهرسًا بنفسه، إلا أن الفهرس ضاع مع ضياع المكتبة.

كان لدى بعض الشخصيات الفلسطينية مكتباتهم الخاصة، ومنهم عبد الله مخلص (1878- 1947م)  الذي ترجم لنفسه بشكل موجز، وكان قد عمل في لجنة الأوقاف بالقدس (1938- 1944م) ، وكانت له مكتبة خاصة سمّاها المكتبة المخلصية حافلة بالنفائس تحوي نحو ثلاثة آلاف مجلد بينها مائة وعشر مخطوطات⁶⁰ .  ومثل ذلك يمكن الحديث عن المربي خليل السكاكيني⁶¹ (1878- 1953م) ومكتبة أديب العربية محمد إسعاف النشاشيبي (1885- 1948م)⁶².

والمعروف أن الكنائس والأديرة قد احتفظت بمخطوطات باللغة العربية، كانت في معظمها ذات صلة بالدروس الدينية والمواعظ، وبعضها كان يحتفظ بعدد كبير من الوثائق بمختلف اللغات، ومن ذلك دير صهيون بالقدس الشريف⁶³ .  ومثل ذلك مكتبة الرهبنة الرهبانية الفرنسيسكانية التي تأسست عام 1217م، وما زالت قائمة إلى اليوم.  وقد أصدرت الرهبنة صور المراسيم من السلاطين المماليك وفرامانات عثمانية يزيد عددها على 2600 في مجلد باللغة الفرنسية⁶⁴ .

إن المجال لا يسمح بالكتابة عن سجلات المحاكم الشرعية (936هـ/ 1529م - 1404هـ/1984م) وملفات دائرة أوقاف القدس التي صورناها جميعًا لتضاف إلى مقتنيات مركز الوثائق والمخطوطات بالجامعة الأردنية، وأصبحت مركز اهتمام الباحثين وطلبة الدراسات العليا⁶⁵ ، كما صورنا مجموعة الوثائق الإسلامية في الحرم القدسي الشريف⁶⁶.

من كل ذلك نخلص إلى القول: أن وجود المكتبات ارتبط بالمسجد الأقصى ومكتبة الصخرة المشرفة، وكانت الكتب لدى العلماء والقضاة، ولم تكن في متناول العامة حتى قامت أول مكتبة عامة تابعة لبلدية القدس/ أمانة القدس عام 1962م، ونشير هنا إلى خبر مفاده أن الإمبراطور شارلمان (حكم 768-814م)، كان قد أسس مكتبة عامة في القدس لا نعرف الكثير عنها⁶⁷.