ترميم المخطوطات في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي

شارك:

بسام عدنان داغستاني

جمعة الماجد

تأسست شعبة ترميم المخطوطات في المركز عام 1992 وذلك لضرورة مباشرتها أعمال الترميم بعد أن تم تأسيس قسم للمخطوطات يشمل خمسة آلاف وخمسمائة مخطوطة، ودعت الحاجة إلى قيام هذه الشعبة التي بدأت أعمالها بثلاثة مرممين، ووصل عدد العاملين فيها الآن إلى ثمانية.

وقد اقتصر العمل في البداية على أعمال بسيطة وتأجيل المعالجات المهمة لحين اكتمال التأسيس، حيث باشرت الشعبة عملها منذ سنتين وأنجزت منذ تأسيسها إلى الآن ترميم وصيانة وتجليد عدد من المخطوطات يزيد عن 700 مخطوطا.

وتقوم الشعبة بالأعمال التالية:

  1. جميع أعمال الصيانة، وتتضمن:
  2. عمليات التعقيم.
  3. عمليات التنظيف بالمحاليل الطبيعية والكيميائية.
  4. إعادة المتانة والمرونة للأوراق التالفة.
  5. عمليات الترميم، وتتضمن:
  6. ترميم الأوراق المهترئة اعتمادًا على طرق متعددة حسب درجة الاهتراء.
  7. ترميم الجلود وإعادة مُوَاءمَة جلود جديدة للغلاف تحمل الزخارف والتشكيلات الهندسية الموجودة في عصور النسخ نفسها.
  8. عمليات التصنيع، وتتضمن:
  9. صناعة الورق الطبيعي من النفايات الورقية وبألوان متعددة وسمك متفاوت.
  10. طباعة الأوراق الرخامية (الإيبرو).
يقدم المركز العديد من عمليات ترميم الكتب والمخطوطات

المشاركات

أ- مشاركة اطلاعية، وتشمل:

-دورة في ألمانيا على المعالجات الكيميائية في مكتبة الدولة ببرلين.

-زيارة اطلاعية على أعمال قسم الترميم في المكتبة الوطنية بباريس.

-الاطلاع على أعمال قسم الترميم في معهد ترميم المخطوطات بميونخ.

ب-مشاركات أخرى:

-مشاركة في المؤتمر الدولي الأول في إسلام آباد بباكستان الذي أقامته منظمة إيرسيكا، حول الابتكار في الحرف الإسلامية.

مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي

الطموح المستقبلي

إن الشعبة بحكم توسع عملها وتبعاتها، وكونها الوحيدة القائمة على أعمال الترميم في منطقة الخليج العربي، ولأن المركز يواصل اقتناء الكثير من المخطوطات، ويتلقى العروض لترميم وصيانة الكثير من المخطوطات في هذه الدول وغيرها، فإن الشعبة تعمل على:

  • إنشاء مخبر للتدعيم الحراري، وذلك لمعالجة الخرائط والجرائد والمجلات القديمة.
  • اقتناء جهاز للترميم الآلي، وقد أعدت الشعبة تصميمه لتصنيعه في الدولة.

تنفيذ الزخارف الجلدية في شعبة الترميم بالمركز

نتجه إلى تنفيذ الزخارف بطريقتين، هي:

أ- تنفيذ الزخارف النباتية ذات الأختام:

والمقصود بالزخارف النباتية تلك التي تعتمد على استخدام أشكال أوراق النباتات وعروقها وأزهارها، والتي استعملت في الفترات العربية والإسلامية على جلود المخطوطات، وقد صممت على أختام معدنية وبقياسات متنوعة مصنوعة من النحاس.

الورق السائد في الاستعمال الزخرفي هو «ورق النخيل»، «PALMATE»، وهذا يؤكد أن العرب بحكم كثرة أشجار النخيل في مناطقهم قد اعتمدوا عليها في تصميم زخارفهم. وتُنَفَّذ الزخرفة كالآتي:

  1. تحديد مساحة الغلاف وفق مقاسات المخطوط نفسه، وهي مقاسات لا تخضع لقياس محدد نظرًا لاختلاف ذلك من مخطوط إلى آخر.
  2. تحديد قطعتين من الكرتون وفق المساحة المقدّرة للمخطوط، واحدة من الكرتون السميك، الغرض منها إعطاء متانة وسُمْكا للغلاف، وهي بمثابة قاعدة تستند عليها طبقة الكرتون الرقيق الذي ستنفذ عليها الزخرفة (وسمكه 2مم)، وواحدة من الكرتون الرقيق بسماكة (نصف مم) لتنفيذ الزخرفة عليه.
  3. يتم بعد ذلك رسم الزخرفة على الكرتون الرقيق.
  4. تفريغ الزخرفة باستخدام أزاميل دقيقة حادة، مطابقة أطرافها لمنحنيات الزخرفة تقطع بواسطة المطرقة الخشبية، وبعد التحديد يتم نزع الكرتون المحدد، ليظهر الشكل في فراغات مطابقة تمامًا لشكل محيط الزخرفة.
  5. نقوم بعد ذلك بلصق الكرتون الرقيق والمفرغ على الكرتون السميك باستخدام لصق النّشا ووضعه تحت ضغط (مكبس) لمدة نصف ساعة حتى يجف.
  6. تجهيز قطعة بقصها على المساحة المطلوبة مع اعتبار زيادة 2سم على المحيط لعمليات الثني على حواف الكرتون، ونقوم بتطريتها وذلك بدهنها بالدهن الطبيعي ودلكها جيدًا، كما نقوم بترقيقها، وذلك ببشر الطبقة الداخلية للجلد من طرف الحواف فقط، وذلك لتأمين متانة الالتصاق على الكرتون.
  7. يتم بعد ذلك لصق قطعة الجلد إلى الكرتونة المحفورة والمفرغة والمثبتة فوق الكرتون السميك (القاعدة) وذلك باستخدام لصق النشا مع ثني الحواف، وتبدأ عملية دلكها بالدهن الطبيعي والتأكد من عدم وجود فراغات تحتها، وهذا يحتاج إلى دلك قوي وخاصة في المكان المفرغ، ويتم ذلك بواسطة قطعة من القماش، وتترك حتى تجف.
  8. نقوم بعد ذلك بوضع الزخارف المعدنية بأماكنها المفرغة فوق الجلد ثم وضع المجموع في المكبس لتكتسب الشكل النهائي، وتبقى نحو 15 دقيقة يصبح الغلاف بعدها جاهزًا للعمليات الفنية اللاحقة، وهي: التذهيب والتلوين والتحزيز «بالعَظْمة» وإنشاء أُطُر فوقه بالأختام الحديدية الصغيرة التي تشكل بمجموعها تشكيلات متكاملة للإطار، وبعد أن يجف تبدأ عمليات تثبيته فوق الكتاب.

ب-تنفيذ الزخارف الهندسية: وهي من أصعب العمليات الفنية المنفذة بالغلاف الإسلامي على الإطلاق، فهي تحتاج إلى خبرة وفن. لأن رسم الزخرفة الإسلامية يحتاج إلى مخيلة قادرة على تصور الأشكال قبل تنفيذها.

وللزخارف الهندسية أشكال عديدة تمتاز بدقتها وجمالها وتناغمها وتمازجها، ولتنفيذ هذه الزخرفة نقوم بالآتي:

  • نتبع الخطوات الأولى التي اتبعناها في تنفيذ الزخرفة النباتية ذات الأختام، مع الملاحظة بأن رسم الزخرفة الهندسية يتم من مركز الغلاف باتجاه الأطراف، وأغلب الأشكال الأساسية إما أن تكون نجمة ثمانية أو اثنا عشرية أو ست عشرية.

كما ينبغي الملاحظة أنه عند تفريغ الزخرفة الهندسية بأبعادها المتناسقة نقوم بتفريغ المناطق الخالية ما بين الأضلاع مع مراعاة المحافظة على استقامة الأضلاع وسماكتها واستوائها، وذلك باستخدام المشارط المتعددة.

ويلاحظ أيضا عند لصق الجلد فوق الكرتون المفرغ، أن يبدأ اللصق من المركز باتجاه الأطراف، وذلك باستخدام قطعة قماش مع «عَظْمة» التجليد، ومعالجة كل فراغ على حدة حتى نهاية اللصق.

المواد المستخدمة:

  1. كرتون ذو سمك مختلف.
  2. جلد الماعز.
  3. لصق النشا.
  4. أزاميل مختلفة الأشكال للحفر.
  5. مشارط مختلفة.
  6. نماذج زخرفية معدنية.
  7. دهن طبيعي.
  8. مطرقة خشبية.
  9. مكبس يدوي.
  10. «عَظْمة» تجليد ومساطر.
ملاحظة:

نشر هذا النص في الكتاب التالي:

صيانة وحفظ المخطوطات الإسلامية : أعمال المؤتمر الثالث لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن 18-19 نوفمبر 1995 – النسخة العربية، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن، ص 57-.84

يرجى الملاحظة بأن بعض الصور المستخدمة في هذه المقالة المنشورة على الموقع قد لا تكون جزءًا من نسخة المقالة المنشورة ضمن الكتاب المعني.
Back to Top