أيمن فؤاد سيد
تُمَـثِّلُ خُطُوطُ المؤلِّفين وكِبارِ العُلَماء التي وَصَلَت إلينا، سواء عن طريق مؤلَّفاتهم التي كتبوها بخُطُوطِهم أو مُؤلَّفات الآخرين التي نَسَخُوها أو بما سَجَّلوه بخطُوطِهم على ظُهُورِ الكُتُبِ من سَمَاعات وقِراءَات وإجَازَات وتقْيِيدات وتَمَـلُّـكات، قيمةً كبيرةً للمُشْتغلين سواء بعِلْم تَطَوُّر الخُطُوط (البالْيوجُرافيا) أو عِلْم المَخْطُوطات (الكُوديكولُوجْيا) .
وبَلَغَ من معرفة القُدَمَاء بخُطوطِ العلماء وإلْفِهم لها أنَّهم كانوا يَتَعَرَّفُون عليها حتى لو لم يُذْكَر ذلك، يقولُ ياقوتٌ الحَمَوي، المتوفَّى سنة 626هـ/1229م، وهو أحد كبار الوَرَّاقين الذين احْتَرَفوا مِهْنَة نِسَاخَة الكُتُب والاتِّجار فيها: «وقرأتُ بخط الحسن ابن علي بن أبي سالم الذي لا أرْتبابُ فيه»([1]) ، وفي مَوْضِعٍ آخر: «قرأتُ بخَطِّ أبي الفَتْح عُثْمان بن جِنِّي الذي لا أرْتابُ فيه»([2]) ؛ وفي مَوْضِعٍ ثالث: «قال أبو حَيَّان التَّوْحيدي في كتاب «تَقْريظ الجاحِظ» ومن خَطِّه الذي لا أرْتابُ فيه نَقَلْتُ»([3]) ؛ وذكر ياقوتٌ كذلك أنَّه شاهَدَ على نُسْخَة الحاكم أبي سعيد بن دُوسْت من كتاب «ديوان الأدَب» للفارابي سَمَاعات بخُطُوطِ عَدَدٍ من العُلَماء، ثم قال: «ومَعْرِفَتي بالخُطُوطِ الموجودة على النُّسْخَة كمَعْرفتي بما لا أشُكُّ فيه»([4]) .
وكان العُلَماءُ القُدَماءُ يَحْرِصُون على الاعْتِماد على النُسَخِ التي كتبها المُؤلِّفون بخَطِّهم، إذا وَصَلَت إليهم، أو يَسْعَون للبَحْث عنها تَوْثيقًا للمعلومات التي يورودونها ويُرْدِفُون نَقْلهم عن أمثالِ هذه النُّسَخ بالقول: «ومن خَطِّه نَقَلْت»([5]) ، أي من خَطِّ المؤلِّف. ورَوَى ابنُ حَجَر العَسْقلاني عن قاضي القُضَاة بُرْهان الدِّين أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرحيم بن محمد بن جَمَاعَة، المتوفَّى سنة 790هـ/1388م، أنَّه «خَلَّفَ من الكُتُبِ النَّفِيسَة ما يَعِزُّ اجْتِماعُ مثله لأنَّه كان مُغْرَمًا بها، فكان يشتري النُّسْخَة من الكتاب التي إليها المُنْتَهَى في الحُسْنِ ثم يَقَعُ له ذلك الكتابُ بخَطِّ مُصَنِّفه فيشتريه فلا يَتْرُك الأولى إلى أنْ اقْتَنَى بخُطُوطِ المُصَنِّفين ما لا يُعَبَّر عنه كثرة»([6]) .
وكُتُبُ هذه المكتبة هي التي اشْتراها جمالُ الدِّين محمود الأسْتادَّار من تركته بعد مَوْتِه ووَقَفَها على مَدْرَسَتِه التي أنشأها بخُطِّ المَوَازِينيين بالشَّارع الأعْظَم بالقاهرة المحروسة خارج باب زَوِيلَة (جامِع الكُرْدِي الآن في نِهايَة الخِـيَمِيَّة) وشَرَطَ أنْ لا يَخْرُجَ منها شيءٌ بَرَهْنٍ ولا بغيره([7]) . ووَصَفَها المقريزي بأنَّه «لا يُعْرَفُ اليوم بديار مصر ولا الشَّام مثلها، وهي باقية إلى اليوم لا يَخْرُجُ لأحَدٍ منها كتابٌ إلَّا أنْ يكون في المَدْرَسَة، وبهذه المَدْرَسَة كُتُبُ الإسلام من كلِّ فَنّ»([8]) .
وعلى ذلك فقد اهْتدى العَلَّامَةُ الرَّاحِلُ خَيْرُ الدِّين الزِّركلْي (1893ــ1976م) لتَعْريفِ العُلَماء القُدَمَاء إلى إثباتِ نماذِجَ من خُطُوطِهم عِوَضًا عن الصُّوَرِ الشَّخْصية التي أوْرَدَها للمُحْدَثين، فجَمَعَ في كتابِه الخالِد «الأعْـلام» من خُطُوطِ العُلَماء القُدَماء والمُحْدَثين على السَّواء ما يُثيرُ الإعْجابَ والدَّهْشَة، وكتب يقول: «إنَّ الخُطُوطَ إلى جانب قيمتها الأثرية، فِلَذٌ من أرْواحِ أصْحابِها أبدية الحياة، يكمُنُ فيها من معاني النُّفُوس ما لا تُعْرِبُ عنه صُوَرُ الأجْسام»([9]) .
ولاشَكَّ أنَّ المَـقْريزي واحِدٌ من المؤلِّفِين المسلمين القلائِل الذين وَصَلَت إلينا العَدِيدُ من النُّسَخِ الخَطِّيَّة التي كتبها بخَطِّه في شَكْلِ مُسَوَّدات ومُبَيَّضات لمؤلَّفاتِه أو نَقْلٍ لمُؤلَّفاتِ مؤلِّفين آخرين أو تَقْييدات سَجَّلَها بخَطِّه في كُرَّاسات أو على ظُهُورِ الكُتُب حتَّى قال عنه تِلْمِيذُه أبو المحاسِن يُوسُف بن تَغْرِي بِرْدِي: «كَتَبَ الكثيرَ بخَطِّه وانْتَقَى أشْيَاء»([10]) ، وبَلَغَ ما وَصَلَ إلينا من المجلَّدات الكاملة المكتوبة بخَطِّه ثلاثة وعشرين مُجَلَّدًا محفوظة الآن في مكتبات العالم المختلفة، غير الكتب التي سَجَّلَ عليها بخَطِّه اسْتفادته منها ومطالعته لها.
مُسَوَّداتُ المَـقْريزي
وَصَلَ إلينا من مُسَوَّدات المَـقْريزي قِطْعَتان من مُسَوَّدَة كتابه الرَّئيس «المَوَاعِظ والاعْتبار في ذكر الخِطَط والآثار» محفوظتان في متحف طوبقابي سراي بإستانبول: الأولى في مكتبة خزينة الملحقة بالمتحف برقم 1472 والثانية في مكتبة أمانة الملحقة أيضًا بالمتحف برقم 1405. ومجموع أوراق القطعتين 361 ورقة كُتِبَت على كواغيد ديوانية كانت في الأصْلِ على شكلِ دُرُوجٍ rotulus بحجمين مختلفين مَصْدَرها ديوان الإنْشَاء المملوكي بالقَلْعَة. فقد ذَكَرَ المقريزي أثناء حَديثِه على ديوان الإنْشَاء المملوكي - الذي كان يجاور قاعة الصَّاحب بقَلْعَةِ الجَبَل - أنَّه في المدّة التي اخْتَلَّت فيها الدَّوْلَة، عندما ثار يَلْبُغا النَّاصِري على الظَّاهِر بَرْقُوق سنة 791هـ/1389م، «اخْتَلَّت أمُورٌ كثيرةٌ منها أمْرُ قاعَة الإنْشاء بالقَلْعَة وهُجِرَت وأُخِذَ ما كان فيها من الأوْراق وبيعت بالقِنْطار ونُسِي رَسْمُها»([11]) . ولا أشُكُّ في أنَّ الأوْراقَ التي استخدمها المقريزي في مُسَوَّدَة الخِطَط ومُسَوَّدات كتبه الأخرى (وعلى الأخَصَّ التاريخ الكبير المُـقَفَّى والكُرَّاسَة المحفوظة في مكتبة لييج ببلجيكا وما اخْتارَهُ من كِتابِ «دُرَّة الأسْلاك» لابن حَبِيب) هي من بين هذه الأوْراق المُخْرَجَة من قاعة الإنْشاء والتي طُرِحَت للبَيْع عند الوَرَّاقين بعد تَجْهيزِها وإعْدادِها لتكون صالحةً لإعادَة اسْتِخْدامِها للكتابة. ولا نَدْري الطُّولَ الأصْلي لكلِّ دَرْجٍ منها قبل وُقُوعها في أيْدي الوَرَّاقين، غير أنَّ حَجْمَ الأوْراق المكوِّنة للمُسَوَّدة والذي يُمَثّلُ وَرَقَةً مُزْدَوَجَةً، أي كرَّاسًا ذا أربع صفحات، مِسَاحَة وَجْه كل ورقة منها 30×20سم تمثل صفحتين متقابلتين من صَفَحات المخْطوط.
وعلى النَّوْعِ الأوَّل من هذه اللَّفائِف كِتاباتٌ بقَلَم نَسْخٍ مملوكي غَليـــظ تُرِكَ فيها بَيَاضٌ بين كلِّ سَطْرٍ والسَّطْر الذي يليه 14سم يُعادِلُ طولَ الجزء المكتوب من صفحة المُسَوَّدَة، وقد استخدمَ المَـقْريزي هذا النَّوْع بطريقةٍ طُوليَّةٍ بحيث جاءَت الكِتابَةُ بعَرْضِ الصَّفْحَة بين الفَراغ الموجود بين السَّطْرين الأصْليين أو حَوْلَ السَّطْر إذا جاءَ موقعُه في منتصف الصَّفْحَة. وقد تَمَـكَّن الأستاذ FREDERIC BAUDEN من خلال هذا النَّوع من الأوراق في المُسَوَّدات المختلفة من إعادَة بناء مَنْشُورٍ كامِلٍ بمَنْح إقطاعٍ([12]) . أمَّا النَّوْعُ الثَّاني فعليه كِتاباتٌ بقلم نَسْخٍ أقلّ سماكةٍ من السَّابِق يبلغ طول السَّطْر فيه 11سم والمسافة بين كلِّ سَطْرٍ والسَّطْر الذي يليه حوالي 8,5سم، وقد استخدمَ المَـقْريزي هذا النَّوْع بطريقةٍ عرضيةٍ بحيث نجدُ السَّطْرَ الأصْلي بطول الصَّفْحَة وكتابة المَـقْريزي بعَرْضِ الصَّفْحَة على يمين ويسار السَّطْر ولكنَّها تُقْرأ في سِياقٍ واحِد.
وبالمُسَوَّدَة حَذْفٌ وكَشْطٌ وشَطْبٌ كثيرٌ وإضافاتٌ عَديدةٌ ومُطَوَّلَـةٌ على هَوامِش صَفَحاتها ضاعَ قِسمٌ منها عند قَصِّ النُّسْخَة وإعادَة تجليدها، وكذلك في طَيَّارات مختلفة الأحْجام مُضافَةً بين أوراقِ الكتاب، وجُلِّدَت كثيرٌ من هذه الطَّيَّارات بعكس اتِّجاهِها بحيث أصْبَحَ ظهْرُ الطَّيَّارَة مكان وَجْهها. وكَتَب المَـقْريزي العناوين الرَّئيسَة والفَرْعِيَّة وكذلك أسْماءَ مَصادِره بالمِداد الأحْمَر وبقلمٍ مُغاير أكثر سماكة. وفي كثير من المواضع يذكر المقريزي أنَّه يُضافُ في هذا المَوْضِع ما وَرَدَ في مَصْدَرٍ آخر، أو بضَرُورَة اسْتِكْمالِ النَّقْلِ عندما يَنْقلُ نَصًّا مبتورًا، أو يُشيرُ إلى نَقْلِ هذا الحَدِيث إلى فَصْلٍ آخَر لأنَّه به ألْيَق.
وتُمَثِّلُ هذه المُسَوَّدَة أنُمُوذَجًا لَطِريقَةِ التَّألِيفِ عند القُدَماء وجَمْعِ مَوَادّ مؤلَّفاتهم وتَرْتِيبها([13]) .
وسَجَّلَ المَـقْريزي على ظَهْرِية المُسَوَّدَة (الموجودة في نُسْخَة خَزينَة) بخَطِّه فوائِدَ عن المَـحْمَل، وترجمةً موجزةً لشيخ الإسْلام البُلْقيني، وتاريخَ وفاة قاضي قُضَاة الحَنَفِيَّة بالدِّيار المصرية عليّ بن الأدمي، وفائِدةً أخرى عن القُلْزُم وجامِعها، والثِّياب الشَطَّوِيَّة التي كانت بمصر المنسوبة إلى مَدينَة شَطا.
وكانت نُسْخَةُ المُسَوَّدَة المحفوظَة في إستانبول وكذلك مُسَوَّدةُ «المُـقَفَّى الكبير» المحفوظة في المكتبة الوطنية بباريس من بين مجموعة أبي بكر بن رُسْتُم بن أحمد الشِّرْواني، وهو أحد هُواة جَمْعِ المخطوطات وكان موجودًا سنة 1135هـ/1723م، وتَوَزَّعَت مكتبتُه على العَديد من المكتبات في إستانبول وباريس والمدينة النَّبَوِيَّة وسان بطرسبرج وغيرها من المكتبات([14]) .
التَّاريخُ الكبير المُـقَفَّى
مُعْجَمٌ كبير وَافٍ في تراجم المشاهير والعُلَماء والأدَبَاء والشُّعَرَاء... إلخ الذين عاشوا في مصر أو قَدِمُوا إليها أو مَرُّوا بها منذ الفَتْحِ الإسْلامي وحتى أواسِطِ القرنِ الثَّامِن الهجري/ الرَّابِع عَشْر الميلادي. ذكر أبو المحاسِن يُوسُف بن تَغْري بِرْدي، تلميذ المقريزي، أنَّه قال له «لو كَمُلَ هذا التاريخ على ما أختاره لجاوزَ الثمانين مجلَّدًا»؛ بينما يذكر السَّخاوي أنَّ الكتاب يَقَعُ في ستة عشر مجلدًا، رُبَّما هي الأجزاء التي أتَمَّ المقريزي تأليفها! ولم يصل إلينا من هذا الكتابَ المهم سوى أرْبَعَة مجلَّدات بخَطّ المقريزي: مُجَلَّدٌ فيه بعض حرف الطاء وحرف الظاء وحرف العين في المكتبة الوطنية بباريس برقم ar.2144 وثلاثة مجلدات بها بعض تراجم حرف الهمزة وتراجم من حرفي الكاف واللام وأسماء المحمَّدين محفوظة في مكتبة جامعة ليدن برقم Or. 1366a, 1366b, 3075، بالإضافة إلى مجلَّدٍ خامس يشتملُ على الحروف من الهمزة إلى الخاء محفوظ في المكتبة السَّلِيمِيَّة (برتف باشا) بإستانبول برقم 496 كُتِب بخط نسخٍ نفيس نَقْلًا عن مُسَوَّدَة المؤلِّف. واقْتنت مكتبةُ جامعة ليدن، من صالة مَزَادات كريستي بلندن سنة 1978م، أصْلَ هذا المجلَّد الذي كَتَبَه المقريزي بخِطِّه، ويحملُ بها الآن رقم Or.14533 وعدد أوراقه 550 وَرَقَة بما فيها من طَيَّارات، وهو يُكْمِلُ أجزاء الكِتاب بخَطِّه والتي كانت تَحْتَفِظُ بها المكتبةُ تحت أرقام Or.1366a, 1366b, 3075 وعَدَدُ أوْراقها بما فيها من طَيَّارات بخَطِّ المَـقْريزي أيضًا: 226، 287، 252 وَرَقَة على التَّوالي، فيكون مَجْموعُ هذه المجلَّدات الأربع بخَطِّ المَـقْريزي 1315 وَرَقَة، إذا أضَفْنا إليها الـ 260 وَرَقَة التي يُمَثِّلها المجلَّدُ الذي تَحْتَفِظُ به المكتبةُ الوَطَنِيَّة في باريس تحت رقم ar.2144 - والذي وَصَلَ إليها عن طَريق إسْتانُبول في القرن الثَّامِن عَشْر وكان في الأصْل من بين كُتُب أبي بكر ابن رُسْتُم بن أحمد بن محمود الشِّرْواني السَّابِق الإشارة إليها - يَبْلُغ مجموعُ ما وَصَلَ إلينا بخَطِّ المَـقْريزي من هذا الكتاب 1575 وَرَقَة وطَيَّارَة([15]) ، كُتِبَ بَعْضُها فَقَط على نفس نَوْع الكواغد الدِّيوانِيَّة المستخدمة في قطعتي مُسَوَّدَة «المَوَاعِظ والاعْتِبار» المحفوظة في متحف طُوبْقابي سراي والكُرَّاسَة المحفوظة في مكتبة Liege ببلجيكا.
وكان هذا المجلَّدُ الأخير في حالةٍ سَيِّئَةٍ عند الحُصُولِ عليه وتَمَّ تَرْميمُه وصيانَـتُه بواسِطَة مُرَمِّمَيْـن مُتَخَصِّصيْـن في أمستردام هما KATINKA KEUS، وJEFF CLEMENT ألْحَـقَا بالمجلَّد - الذي قُسِّم على خمسة أقسام - كُتَيِّبًا شَرَحَا فيه عملية التَّرْميم مع تَصْوير حَالَة المجلَّد قبل تَرْميمه([16]) . وعندما راجَعْتُ الأقسامَ الخمسة للمُجَلَّد والتي احْتَفَظَت بالترقيم الأصْلي له - أثناء زيارتي لمكتبة جامعة ليدن سنة 2002م - اتَّضَح لي أنَّ تَرتيبَ أوْراقِه فيه بعضُ الخَـلَل، حيث وُضِعَت كُرَّاساتٌ بأكملها في غير موضعها الصَّحيح وكذلك بعض أوْراقِه، ويَدُلُّ على صِحَّة موضعها التَّعْقيبات، إضافَةً إلى تَسَلْسُلِ نُسْخَة مكتبة برتف باشا بإسْتانْبُول والمنقولة عن هذه النُّسْخَة.
وهذا المُجَلَّدُ الجديدُ الذي اقْتَنَتْه مكتبةُ جامِعَة لَيْدِن كان مَوْجُودًا في مصر حتى أواسِط العَقْدِ الثَّامِن من القرن العِشْرين، ضِمْن مكتبة رِفاعَة رافِع الطَّهْطاوِي بسُوهاج([17]) ، كما أنَّه لم يكن مُجَلَّدًا في الأصْل بل كان مُكَوَّنًا من كراريس على هَيْئَة رِزْمَة، هكذا شاهَدَه أوَّلُ مَنْ طالَعَه الحافِظُ قُطْبُ الدِّين محمد بن محمد بن عبد الله الخَيْضَري، أحَدُ تلاميذ المَـقْريزي الذين كانوا يَتَرَدَّدون عليه في منزله بحارَة بَرْجَوان([18]) ، المتوفَّى بالقاهِرة سنة 894هـ/1479م([19]) ، فقد سَجَّلَ بخَطِّه عند نهاية ترجمة إسْماعيل بن يحيى بن إسْماعيل بن عَمْرو بن إسْحاق المُزَني الشَّافِعِي (ورقة 170ظ) :
«الحَمْدُ لله، طالَعَ هذه الرِّزْمَة من أوَّلِها إلى هنا داعيًا لمُصَنِّفِها بطُولِ حياتِه العَبْدُ محمد بن محمد بن الخَيْضَري الدِّمَشْقي الشَّافِعي - غَفَرَ الله تعالى له آمين - ونَقَلَ منه واسْتَفَاد في شَعْبان سنة 844 (كذا) بالقاهِرَة».
كما سَجَّلَ الخَيْضَري كذلك بخَطِّه على مُـجَلَّد «المُـقَفَّى الكبير» المحفوظ في المكتبة الوطنية بباريس (ورقة 41ظ) :
«الحمدُ لله وسلامٌ على عبده والذين اصْطَفَى، أنْهَى العبدُ محمد ابن محمد الخَيْصَري الشَّافِعي مطالَعَة هذه الرِّزْمَة ودَعَا لمُـصَنِّفِه بطُولِ حياته بتاريخ شعبان سنة 844 (كذا) بالقاهرة والحمد لله على جميع نِعَمِه».
أي في حَياةِ المَـقْريزي وقَبْل وفاتِه بعامٍ، فقد توفِّي المَـقْريزي في 26 رَمَضَان سنة 845هـ.
ووَصَلَ إلينا بخَطّ محمد بن محمد الخَيْضَري كتابان من تألِيفه وتملُّكٌ باسْمِه على أحَد المخطوطات. أمَّا الكتابان فهما كِتابُ «الاكْتِساب في تَلْخِيص كُتُبِ الأنْسَاب» الذي اخْتَصَرَه من كتاب «الأنْسَاب» للسَّمْعاني، ويُوجَدُ جزؤه الأوَّل، من نسخةٍ كتبها المؤلِّفُ بخَطِّه سنة 844هـ/1440م بالمَدْرَسَة المنكوتَمُرِيَّة بحارة بهاء الدِّين بالقاهرة بالقرب من باب القَنْطَرَة، بالمكتبة العبَّاسية بالبَصْرَة الموقوفة على أسْرَة آل باشْ أعْيان برقم 333، وفي أوَّل الجزء حاشيةٌ بخَطِّ شَيْخَيْه أحمد بن علي بن حَجَر العَسْقلاني وأخرى بخَطّ أحمد بن علي المَـقْريزي. بينما يُوجَدُ جزؤه الثَّالث بمكتبة فيض الله بإستانبول برقم 1377 أتَمَّ كتابته بالمدرسة نفسها في رابع شهر صَفَر الخَيْر سنة 846هـ. والكتابُ الثَّاني الذي وَصَلَ إلينا بخَطِّ الخَيْضَري هو كتابُ «اللُّمَع الألْمَعِيَّة لأعْيانِ السَّادَة الشَّافِعية» من تأليفه، في نُسْخَةٍ تقعُ في 259 ورقة عليها تعليقاتٌ وزياداتٌ بخَطِّه محفوظة في دار صَدَّام للمخطوطات ببغداد برقم 8642.
وتُوجَدُ قِرَاءَةٌ بخَطِّه قَرَأها عليه صلاحُ الدِّين بن القَلْيُوبي على الورقة 46و من كتاب «زَهْر الرِّياض في رَدِّ ما شَنَّعَهُ القاضِي عِياض على مَنْ أوْجَبَ الصَّلاة على البَشِير النَّذِير في التَّشَهُّد الأخِير» من تأليفه مُؤرَّخَةٌ في العَشْر الأخير من شهر القِعْدَة الحرام سنة تسعٍ وثمانين وثمان مائة، نُسْخَة مكتبة أسْعَد أفندي بإستانبول رقم 1143. وتُوجَدُ كذلك سَماعاتٌ وإجازاتٌ بخَطِّه على نُسْخَة كتاب «طَبَقات الشَّافِعِية الكبرى» لتاج الدِّين السُّبْكي التي كتبها بخَطِّه Autographe والمحفوظة في دار الكتب المصرية برقم 64 تاريخ م.
وكَتَبَ محمد الحَيْضَري كذلك بخَطِّه «مَجالِس أمالي الشيخ شَمْس الدِّين أبي عبد الله محمد بن محمد القَيْسي الشهير بابن ناصِر الدِّين» بين أوْراقٍ كانت عند أسْرة الكتبي العالم أحمد عبيد أصحابِ المكتبة العربية بدِمَشْق، وأيضًا سَمَاعًا على ظهر نُسْخَةٍ من كتاب «فَضَائل الشَّام ودِمَشْق وذِكْر ما فيها من الآثار والبِقاع الشَّرِيفَة» لأبي الحسن عليّ ابن محمد بن شُجَاع الرَّبَعي مؤرَّخًا برابع شهر رَمَضَان المعظَّم قدره سنة ستٍّ وخمسين وثمان مائة بمَـقْصُورة الجامِع الأُمَوي بدِمَشْق». أوْرَدَ كليهما العلَّامَةُ خَيْرُ الدِّين الزِّرِكْلي في «الأعلام»([20]) .
وكَتَبَ على صَفْحَة «المُـقَفَّى الكبير» نفسها بعد ذلك بثلاث مائة وأربعٍ وتسعين عامًا بخَطِّه الشَّيْخُ حَسَن بن محمد العَطَّار شَيْخُ الجامِع الأزْهَر (1246ــ 1250هـ/1831ــ1835م) قَبْل تَوَلِّيه المَشْيَخة:
«الحَمْدُ لله، وكذلك طالَعَها فَقِيرُ رَحْمَة رَبِّه الغَفَّار حَسَن بن محمد العَطَّار بتأريخ سنة تسعة وثلاثين بعد المائتين والألف غَفَرَ الله له ولمُؤَلِّفه والمسلمين آمين».
«مَنَّ الله سبحانه وعاوَدت مُطالَعَتها عام ثلاثٍ وأربعين وانتقيت منها. كَتَبَ الفقيرُ حَسَنُ بن محمَّد العَطَّار غَفَرَ الله له».
«ثم طالَعْتُه مَرَّةً ثالِثَةً عام ثمانيةٍ وأربعين بعد المائتين والألف عند تَراكُم هُمُومي وتَرادُف غُمُومي([21]) فاتَّخَذْتُه ملهًى لي عن هذه الأمُور، وأسألُ الله حُصُول السُّرُور بمَنِّه وكَرَمِه».
ونَجِدُ خَطَّ الشَّيْخ حَسَن العَطَّار مَرَّةً ثانيةً في أثناءِ تَرْجَمة الأمير عِزّ الدِّين أيْدَمُر الخَطِيري (ورقة 258ظ) أمام قَوْل المَـقْريزي: «كذا قد ذَكَرْتُه في أخْبَاره عند ذِكْر الجَوامِع من كِتاب المَوَاعِظ والاعْتِبار بذِكْر الخِطَط والآثار»، فكَتَبَ أمامَها:
«من هنا يُعْلَم أنَّ هذا الكِتاب للمَـقْريزي وأنَّه بخَطِّه، كَتَبَه حَسَن العَطَّار عفي عنه».
كما أنَّه عَلَّقَ على ترجمة إياي مُتَمَلِّك النُّوبَة وصاحِب دُمْقُلَة (ورقة 236و) تَعْليقًا مُفيدًا يقول:
«اتَّفَقَ في تأريخ نَيِّفٍ وثلاثين بعد المائتين والألف أنَّ محمد علي باشا حين تملَّك الدِّيارَ المصرية أرْسَلَ العَساكِرَ إلى بلاد السُّودان فمَلَكَت إلى أطرافِ بلاد الحَبَشَة مع السُّهُولَة واستمرَّت إلى الآن - أعني سنة خَمْسٍ وأربعين - جاريةً في تَصَرُّفِه وتَمَصَّرَت ومُهِّدَت طُرُقاتُها بَحْرًا وبَرًّا مع الأمْن، حتَّى صارَت كطُرُقِ رِيفِ مصر يَسْلُكُها الواحِدُ والجَماعَةُ، وذَهَبَ إليها من مصر قاضٍ ومُفْتٍ وجَماعَةٌ من أرْبابِ الصَّنايع والزِّراعات فاسْتُحْدِثَت بها المباني العَظيمَة وغُرِسَت فيها أصنافٌ من الفَواكِه والبُقُول والزُّروع التي لم تكن موجودَةٌ بينهم، وأنْشِئَت فيها السَّواقي الكبيرة، وجُدِّدَت بها البَساتيـنُ والطَّواحيـنُ والمراكِبُ، وذَهَبَ إليها جَماعَةٌ من المهندسين لقياس أراضيها وبِنَاء الجُسُور والقَنَاطِر واسْتِحْداث الخُـلْجان والغُدْران، حتى كأنَّها الآن قِطْعَةٌ من صَعيد مصر، وقُسِمَت ولايتُها وتَعَدَّدَت حُكَّامُها، ولَوْلا أنَّ في بعض المواضِع من تلك الجِهات بَراري وقِفار خالية من الماء والنَّبات لاسْتَوْلَت العَسَاكِرُ على مُعْظَمِها، فسُبْحان مُغَيِّر الأحْوالِ !
كَتَبَه الفقيرُ حَسَن بن محمَّد العَطَّار».
كما عَلَّقَ الشَّيْخُ حَسَنُ العَطَّار على خَبَرٍ وَرَد في ترجمةِ بَرْمَش بن عبد الله، أحَد خُدَّام الأمير خُمارَوَيْه بن أحمد بن طُولون (ورقة 307و) قائِلًا:
«هكذا تكون مَكائِدُ الرِّجال وأكثر ما يُؤْتَى المَرْءُ من خُلَطائِه ومَنْ يُظْهر له المَـحَبَّة والوُدّ، لاسيَّما إذا كان ذلك الرَّجُل معروفًا بالخُبْث والدَّهاءِ فإنَّه يَتباعَد عنه ويبقى... جَرَّبنا ذلك مِرارًا من قِبَل خُلَطائِنا لا من جِهَة أعْدائِنا لا جَزاهُم الله خيرًا. كَتَبَه حَسَن العَطَّار لَطَفَ الله به».
فتكون هذه النُّسْخَةُ قد ظَلَّت في حَوْزَة الشَّيْخ حَسَن بن محمد العَطَّار منذ سنة 1239هـ/1823م وحتَّى وَفَاتِه سنة 1250هـ/1835م؛ ثم انتقلت بَعْدَه إلى مِلْكِ تلميذه رِفاعَة رافِع الطَّهْطاوي، ولكنَّنا لا نَعْلَمُ ما هي المُلابَسَات التي أدَّت إلى طَرْحِها في صالَة مَزَادات كرِسْتي Christie's بلَنْدَن سنة 1978م، كما أنَّها لم تكن في مَكْتَبَة رِفاعَة بسُوهاج وَقْتَ أنْ ذَهَبَت إليها بَعْثَةُ معهد المَخْطوطات سنة 1948م وإلَّا لصَوَّرَتها مثْلما صَوَّرَت السِّفْر السَّادِس من «المُغْرِب» لابن سَعيد و«شَرْح فَصِيح ثَعْلَب» للجَبَّان، وهما من نَوادِر مكتبة رِفاعَة بسُوهاج.
ولاحَظَ كُلُّ من طالَعَ نُسْخَة «المُـقَفَّى» المحفوظة بالمكتبة السِّلِيمِيَّة بإستانبول أنَّ ناسِخَها قد كَتَبَ أمامَ بعض التراجم: «هذه التَّرجمة لابن حَجَر» أو «هذه الترجمة وما بعدها لابن حَجَر بخَطِّه» أو «هذه الثَّلاث تَراجم لابن حَجَر». وظَلَلْت مُتَحَيِّرًا أمامَ هذه العبارات حتى طالَعْتُ مُجَلَّدَ «المُـقَفَّى» الذي اقْتَنَتْه مُؤَخَّرًا مكتبة جامعة ليدن والذي يمثِّل مُسَوَّدَة المُجَلَّد المنقول منه نُسْخَة إستانبول، فوَجَدتُ المَـقْريزي قد كَتَبَ مَداخِلَ لتراجمَ لم يُتِمَّها وبَيَّضَ لها، ثم وَقَعَت هذه النُّسْخَةُ، وبَقِيَّتها المحفوظة في باريس، لابن حَجَرَ العَسْقَلاني فَسَجَّلَ عليها بخَطّهِ (وهو خَطٌّ معروفٌ تَتَدَاخَلُ كلماتُه في بعضها) تراجمَ لهؤلاء الرِّجال، وعندما شَاهَدَ ناسخُ نُسْخَة السَّليمية ذلك سَجَّلَ أمامَ التراجم التي أثبتها ابنُ حَجَر ما يُفيدُ أنَّها ليست من إنْشاء المقريزي وإنَّما إضافةٌ أضافَها ابنُ حَجَر العَسْقَلاني. وقد تَنَـبَّـه إلى ذلك السَّخاوي، فعند إشارته إلى ترجمة الأوْحَدي الموجودة في «المُـقَفَّى الكَبير» والتي بَيَّضَ لها المقريزي وسَجَّلَّها ابن حَجَر قال: «وترجمهُ شَيْخُنا أيضًا فيما اسْتَدْرَكه على تاريخ مصر للمقريزي»([22]) [يَقْصِد المُـقَفَّى الكبير].
مُؤَلَّفاتُ المَـقْريزي التي وَصَلَت إلينا بخَطِّه:
1 - «مُخْتَصَرُ كتاب الكامِل في الضُّعَفَاء والمَتْرُوكين لابن عَديّ» (أبو أحمد عبد الله بن عَدِيّ بن عبد الله بن محمد بن مبارك الجُرْجَاني المعروف بابن القَطَّان، المتوفَّى سنة 365هـ/976م) ، وهو من أوائل مُؤلَّفاته فتأريخُ النُّسْخَة التي وَصَلَـت إلينا منه بخَـطِّه والمحفوظة في مكتبة مُراد ملا بإستانبول برقم 569 (ومنها مُصَوَّرة على الميكروفلم بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة برقم 456 تاريخ) هو سنة 795هـ. ووَصَلَ إلينا كذلك الأصْلُ الذي اعتمد عليه المَـقْريزي في إعْدادِ مُخْتَصَرِه، وهو نسختان من كتاب «الكامل» لابن عَدِيّ: «نُسْخَة في ستة مجلَّدات بخط مغربي كُتبت برَسْم خِزانة الأمير إبراهيم بن يوسُف بن تاشَفين تمت كتابةً في شهر صَفَرَ سنة 523هـ، وعلى الورقة الأولى من هذه المجلَّدات عبارة نَصُّها: «استفاد منه داعيًا لمالكه أحمد بن علي المقريزي» دار الكتب المصرية 95، 96 مصطلح حديث، والمجلَّد الثَّاني والخامِس من نُسْخَةٍ أخرى يبدأ بترجمة أحمد بن هارون وينتهي إلى آخر حرف الألف، ويوجدُ في أعلى الطَّرَف الأيسر للورقة الأولى للمجلَّدين عبارةٌ نَصُّها: «اسْتفادَ منه داعيًا لمالكه أحمد بن علي لطف الله به». وفي وَسَط الورقة وَقْفِيَّةٌ برَسْم الملك المُؤيَّد شَيْخ على جامِعِه داخِل بابِ زَوِيلَة دار الكتب 94 مصطلح حديث.
2 - «اتِّعاظُ الحُنَفَا بأخْبار الأئِمَّة الخُــلَفا»، يُعادِلُ ما وَصَلَ إلينا منه نحو ثُلُث الكتاب (1: 3ــ229 من نَشْرَتي للكتاب) في مكتبة غوطا بألمانيا برقم Ar.1625. وهي النُّسْخَة نفسها التي نُقِلَت منها نُسْخَةُ الكتاب الكاملة - قَبْل فَقْد بقيتها - والمحفوظة في مكتبة أحمد الثَّالث بمتحف طوب قابي سراي بإستانبول برقم 3013. والتي تحتوي على جَميع الطَّيَّارات والإلْحاقات والحَوَاشي الموجودة في أصْلِ المؤلِّف الذي كتبه بخَطِّه، فقد جاء في خاتمة مَتْنِها:
«هذا آخِر ما وُجِدَ بخَطِّ مُؤلِّفِه عفى الله عنه
آخِر كتاب اتِّعاظ الحُـنَفا بأخْبار الأئمَّة الفاطِميين الخُـلَفَا للمقريزي
من كتابة فقير رحمة ربِّه محمد بن أحمد
الجيزي الأزْهَري الشَّافعي لَطَفَ الله تعالى
وغَفَرَ ذُنُوبَه وسَتَرَ عُيُوبَه والمسلمين أجمعين
في سنة أربعٍ وثمانين وثمان مائة».
3 - الجزء الأوَّل من كتاب «السُّلُوك لمعرفة دُوَلِ الملوك»، نُسْخَةُ مكتبة ينِّي جامع بإستانبول رقم 887، وهي نُسْخَةٌ مليئةٌ بالطَّيَّارات والإلْحاقات والحَوَاشي التي ذَكَرَ فيها وَفَيات عَدَدٍ من الأعْيان وبعض الحوادِث التَّاريخية التي أثبتها النُّسَّاخُ في مواضِعها في النُّسَخِ المنقولة من أصْلِ المقريزي. وجاءَ في خاتمة مَتْنِها:
«وتَمَّ الجزءُ الأوَّل من كتاب السُّلُوك لدُوَل المُـلُوك على يد جامِعِه وكاتِبِه أحمد بن علي المَـقْريزي ولله الحَمْد».
كما كَتَبَ بخَطِّه على وجه النُّسْخَة بعد عُنْوان الكتاب واسْم مؤلِّفه: «غَفَرَ الله له وتَغَمَّدَ زَلَلَه بمَنِّه: (من مجزوء الرجز)
سَطَــــرَه لنفسه قائِلُـــه وجامِــعُه
فليعْف عن زلَّاته ناقِلُه وسـامِعُه
وعلى وَجْه النُّسْخَة فَوائِدُ أخْرَى بخَطِّ المَـقْريزي عن: الأكْرَاد والعُمَريين ومُطالَعَات وتَملُّكات بخَط محمد المدعو عمر بن فَهْد الهاشمي ممَّا يَدُلُّ على أنَّ المقريزي اصْطَحَبَ معه هذا المجلَّد أثناء مجاورته الثَّانية بمكة (834ــ839هـ) ، ومحمد بن أحمد ابن إينال العَلائي الدَّودار الحَنَفي.
4 - «الخَبَر عن البَشَر»، خَمْسَة أجزاء بخَطِّه من نُسْخَة تَنْقُص الجزء الثَّاني، يُوجدُ جزؤها الأول في مكتبة آياصوفيا بإستانبول برقم 3362 والأجزاء من الثَّالث إلى السَّادس في مكتبة الفاتح بإستانبول بأرقام 4338ــ4341، وجاء في خاتمة مَتْن الجزء الثَّالِث أنَّه انتهى من كتابته «في يوم الأربعاء لخمسٍ بقين من ذي الحجة الحرام خاتم شهور سنة أربعٍ وأربعين وثمان مائة على يَد جامعه وكاتبه أحمد بن علي المقريزي وذلك بقاهرة المُعِزّ من أرْض مصر».
5 - «دُرَرُ العُقُودِ الفَرِيدَة في تراجِم الأعْيانِ المُفِيدَة» قطعةٌ تُعادِلُ نحو نصف الكتاب في مكتبة غوطا بألمانيا برقم Ar.270، وهذه النُّسْخَة طالعها واسْتَفَادَ منها في حياة المؤلِّف ابنُ فَهْد المكي أثناء مجاورة المقريزي بمكة، ثم بعد وَفَاةِ المؤلِّف الحافِظ شَمْس الدِّين السَّخَاوي فقد جاء على الجانب الأسْفَل لظهريتها تَقْييدان، نَصُّ أوَّلهما:
«الحَمْد لله، طالعه من أوَّله إلى آخره مُسْتفيدًا منه داعيًا لمُؤلِّفه بالبقاء ودوام الارْتِقاء العَبْدُ محمد المدعو عمر بن محمد بن فَهْد الهاشمي المكي سنة 839».
ونَصَّ الثَّاني:
«كذا طالعه واسْتَفَادَ منه محمد بن عبد الرحمن السَّخَاوي سنة 854».
والكتابُ مَصْدَرٌ مهمٌ من مصادر السَّخاوي في «الضَّوْء اللامع» ويُشيرُ إلى المترجمين الذين نقلهم منه عادَةً بقوله «ذكره المقريزي في عُقُودِه».
6 - المُجَلَّدُ الثَّالِثُ من كتاب «المواعِظ والاعْتِبار في ذِكْر الخِطَط والآثار» مَحْفُوظٌ في مكتبة جامِعَة ميتشيجن آن أربور بالولايات المتحدة الأمريكية برقم Islamic Manuscript 605 في 262 ورقة ضمن مجموعة يهودا Yahuda collection .
7 - الجزءُ الرَّابِع من «إمْتاع الأسْماعِ بما للرَّسُولِ من الأنْباء والأحْوال والحَـفَدَة والمَتَاع»، في مكتبة شهيد علي باشا بإستانبول برقم 1847 في 211 ورقة.
8 - المَجْمُوعُ رقم Or.560 بمكتبة جامعة ليدن المشتملُ على تسعة عَشَر من مُؤَلَّفات المَـقْريزي الصَّغِيرَة التي بَدَأ بتأليفها أثناء مُجاورَته بمكة وصَحَّحَها وحَرَّرَها بعد عَوْدَتِه إلى القاهرة بين سنتي 841 و 842هـ؛ إضافَةً إلى كِتابٍ لمحمد بن حَبِيب كُلِّه بخَطِّ المَـقْريزي كتبه بمكَّة سنة 839هـ. وكَتَبَ مُتَمَلِّكُ النُّسْخَة الأَوَّل على صدر المجموع:
«والجَميعُ من تَصانِيف الشَّيْخ العَلَّامَة المُؤرِّخ تقيّ الدِّين المَـقْريزي وعليهم خَطُّه وقابَلَهم وحَرَّرَهُم ومَلَكُهم محمد المُظَفَّري لَطَفَ الله به وبالمسلمين آمين».
وفي سنة 947هـ/1540م انْتَقَلَ المجموعُ إلى مِلْكِ شَخْصٍ آخَرَ، وعلى الوجْه عَلامَةُ تَمَلُّك نَصُّها:
«الحَمْدُ لله من نِعَمِ الله على عَبْدِه محمَّد بن أحمد الغيطي الشَّافِعي لَطَفَ الله به آمين سنة 947».
كما نَجِدُ على الوجه خَتْمًا نَصُّه:
«برَسْم خِزانَة أمير الأُمَرَاء الكِرام كَبير الكُبَراء الفِخام ذي القَدْر والاحْترام، السَّيِّد الشَّريف الحَسِيب النَّسِيب سَيِّد محمد باشا كافِل الدِّيار المِصْرِيَّة أدَامَ الله سَعادَتَه وسيادَتَه».
والشَّريفُ محمد باشا صَاحِبُ هذا الخَتْم، تَوَلَّى كفالَة الدِّيار المصرية في المدّة بين سنتي 1200ــ1201هـ/1785ــ1786م.
وكَتَبَ الشَّاعِرُ العُثْماني وِيسي، وهو أحَدُ كبار جامِعي الكتب بخَطِّه على الوجه أيضًا: «من كُتُبِ العَبْد ويسي في سنة 1014»، الأمْرُ يَدُلُّ على أنَّ المجلَّدَ كان موجودًا، في هذا التأريخ، في إستانبول.
ويَدُلُّ رَقَمُ الحِفْظِ الخاصّ بالمجموع في مكتبة جامعة لَيْدِن أنَّه من أوائِل النُّسَخ المضافَة إليها، ورُبَّما كان ذلك في بداية القرن التَّاسِع عَشَر.
والكتابُ الأوَّلُ في المجموع كُلِّه بخَطِّ المَـقْريزي، ولكنَّه ليس من تأليفه، نَسَخَهُ أثناء مُجاوَرَته بمكَّة، هو كِتابُ «مُخْتَلَف القَبائِل ومُؤْتَلَفها» لأبي جَعْفَر محمد بن حَبِيب، المتوفَّى سنة 245هـ/860م، وأضافَ المَـقْريزي بخَطِّه على صدره: «أكثر ما فيه من الضَّبْط بالحُروف ليس من الأصْلِ, لكنَّه مُعْتَمَدٌ فثِق به»، وجاءَ في نهاية الكِتاب:
«تَمَّ كِتابُ مُخْتَلفِ القَبَائِل ومُؤْتلفها، تأليف أبي جَعْفَر محمد بن حَبيب، على يد أحمد بن علي بن عبد القادِر المَـقْريزي الشَّافِعِي بمَكَّة المُشَرَّفَة, في يوم الأربعاء سابع عشرين شهر رَبيع الآخَر سنة تسعٍ وثلاثين وثمان مائة».

وعن هذه النُّسْخَة نَشَر فرديناند فيستنفلد WUSTENFEL الكتاب بمَدينَة غوطا Gotha بألمانيا سنة 1850م.
وبقيَّةُ الرَّسائل التسع عشرة - فيما عَدا الرَّسائِل الرَّابعة والعاشِرَة والسَّادسَة عَشَر والسَّابِعة عَشَر والثَّامنة عَشَر - كَتَبَها مالِكُ النُّسْخَة محمد بن أحمد المُظَفَّري وراجَعَها وصَحَّحَها بخَطِّه المَـقْريزي بنفسه.
2 - (15و - 22ظ) : «شُذُورُ العُقُود في ذِكْر النُّقُود». وفي نهايته بخَطِّ المَـقْريزي: «تَمَّ تَتَبُّعه فصَحَّ جَهْد الطَّاقَة على يَدِ مؤلِّفِه أحمد بن علي المَـقْريزي في شهر رَمَضَان سنة إحدى وأربعين وثمان مائة».

3 - (23وــ28و) : «كتاب الأوْزان والأكْيال الشَّرْعِيَّة» وفي نهايته بخَطِّه: «صَحَّحَهُ مُؤَلِّفُهُ وجامِعُه أحمد بن علي المَـقْريزي الشَّافِعِي في شهر رَمَضَان المعظَّم قَدْرُه سنة إحدى وأربعين وثمان مائة».

4 - (29وــ30ظ) : «مَقالَةٌ في حِرْصِ النُّفُوس الفاضِلَة على بَقَاء الذِّكر» كلُّها بخَطّ المَـقْريزي وجاء في آخرها: «وتَمَّ ذلك على يد جامِعِه ومُنْشئه أحمد بن عليّ ابن عبد القادر بن محمد المَـقْريزي الشَّافِعِي غَفَرَ الله ذَنْبَه وسَتَرَ عَيْبَه بمَنِّه، والحمد لله رَبّ العالمين وصلَّى الله على نَبِيِّنا محمد وآله وصَحْبِه ومُتَّبعيه».

5 - (31وــ43و) : «ضَوْءُ السَّاري لمعرفة خَبَر تَمْميم الدَّاري» جاءَ بآخره: «فَرَغَ من تَتَبُّعه وتَصْحِيحِه منشئُوه أحمد بن علي المَـقْريزي في شهر رَمَضَان سنة إحدى وأربعين وثمان مائة والحمد لله».

6 - (44وــ61ظ) : «كِتابُ نَحْل عِبَر النَّحْل»، جاءَ بآخره: «أنْهَى تَصْحيحَه جَهْد الطَّاقَة مع كثْرة سِقَم النُّسْخَة جامِعُهُ ومُؤلِّفُهُ أحمد بن علي المَـقْريزي في شهر رمضان سنة إحدى وأربعين وثمان مائة».

7 - (62وــ65ظ) : «كِتابُ الطُّرْفَة الغَريبَة من أخْبار وادي حَضْرَمَوْت العَجيبَة»، جاءَ في آخِره: «تَتَبَّعَه مُؤلِّفُه أحمد بن علي المَـقْريزي فَصَحَّ في ذي القعدة سنة إحدى وأرْبعين وثمان مائة».

8 - (66وــ79ظ) : «كِتابُ البَيَان والإعْراب عَنْ مَنْ في أرْض مصر من الأَعْراب»، جاءَ في آخره: «حَرَّرَه جَهْد الطَّاقَة مُؤَلِّفُهُ وجامِعُه أحمد بن علي المَـقْريزي الشَّافِعي في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وثمان مائة والحمد لله وحده».

9 - (80وــ85ظ) : «صَلاةُ اللَّيْل مَثْنَى مَثْنَى» وهي رسالة في شَرْحِ هذا الحَديث، جاءَ في آخِرها: «حَرَّرَه مُؤَلِّفُه وجامِعُه جَهْدَ قُدْرَتِه, فصَحَّ في المحرَّم سنة اثنتين وأربعين وثمان مائة ولله الحَمْدُ على ما أنْعَم به».

10 - (86وــ89و) : «حُصُولُ الإنْعام والمَيْر بسُؤال خاتِمَة الخَيْر»، كلُّه بخَطِّه جاءَ بآخره: «وحَرَّرَه مُؤَلِّفُه أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد المَـقْريزي الشَّافِعي صانَه الله من الغِيَرِ وأعاذَه من سُوءِ الكِبْر بمَنِّه وذلك في شَوَّال سنة إحدى وأربعين وثمان مائة».

11 - (91وــ95و) : «المقاصِدُ السَّنِيَّة لمَعْرِفَة الأجْسَام المَعْدِنِيَّة»، جاءَ بآخره: «وحَرَّرَه مُؤْلِّفُه أحمد ابن علي المَـقْريزي إلَّا مَواضِعَ تَحْتاجُ إلى مُراجَعَة، وذلك في شَوَّال سنة إحدى وأربعين وثمان مائة أحسن الله تَقَضِّيها عَنَّا بخَيْر».

12 - (96وــ102و) : «الإلْمامُ بأخْبارِ مَنْ بأرضِ الحَبَش من مُلُوكِ الإسْلام»، جاءَ بآخره: «حَرَّرَه جامِعُه ومُؤلِّفُه أحمد بن علي المَـقْريزي في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وثمان مائة فصَحَّ جَهْد الطَّاقَة».

13 - (103ظ - 115و) : «كِتابٌ فيه مَعْرِفَة ما يَجِب لآلِ البَيْت من الحَقِّ على مَنْ عَداهُم»، وهي نسخة انتشر فيها أثرُ الأرضَة، وبآخرها ابتداءً من ورقة (114و) ترجمةٌ للشَّريف رُمَيْثَة بخط المَـقْريزي وخَتَمَها بقوْله: «تَتَبَّعَهُ مُؤلِّفُه أحمد ابن علي المَـقْريزي فصَحَّ وذلك في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وثمان مائة».

14 - (115ظ - 135و) : «الذَّهَبُ المَسْبُوكُ في ذِكْر من حَجَّ من الخُـلَفَاء والملوك»، جاءَ بآخره: «حَرَّرَه جَهْد القُدْرَة فصَحَّ مُؤلِّفُه أحمد بن علي المَـقْريزي في ذي القعدة سنة 841 (كذا) ».

15 - (136وــ160و) : «النِّزاعُ والتَّخاصُمُ فيما بين بني أُمَيَّة وبني هاشِم»، نُسْخَةٌ مليئةٌ بطَيَّارات وتصويبات بخَطِّ المؤلِّف، وجاءَ في آخرها: «تتبَّعَه فصَحَّحَه جامِعُه ومؤلِّفُه أحمد بن علي المَـقْريزي في شَوَّال سنة 841 (كذا) ، وجاءَ على الطرف الأيمن لصفحة عنوان الكتاب (136و) : «مَلَكَه من فَضْل الله تعالى كاتِبُه محمد بن أحمد المُظَفَّري لَطَفَ الله به».

16 - (161وــ184و) : «كِتابٌ فيه ذِكْر ما وَرَد في بُنْيان الكَعْبَة المُعَظَّمَة»، كلها بخَطِّه جاءَ في آخره: حَرَّرَه جامِعُه ومُؤلِّفُه أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد المَـقْريزي الشَّافِعي في محرَّم سنة اثنتين وأربعين وثمان مائة فصَحَّ جَهد الطَّاقَة والحمد لله وَحْده وصَلَّى الله وسَلَّم على سيِّدنا محمد وآلِه وصَحْبِه وتابعي سُنَّته».

17 - (185وــ189ظ) : «كِتابُ الإشارَة والإيماء إلى حَلِّ لُغْز الماء»، وصفحة الغَلاف كلُّها بخَطِّه وفيها: «حَرَّرَه فقير عَفْو الله أحمد بن علي بن عبد القادر ابن محمد المَـقْريزي الشَّافِعي سَتَرَ الله عَيْبَه بمَنِّه»، وجاء بآخِرها: «تمَّ تَصْحيحُ هذه النُّسْخَة على يد جامعها أحمد بن علي المَـقْريزي في رَمَضَان سنة إحدى وأربعين وثمان مائة، والحمد لله».

18 - (190و ــ 202ظ) : «كتابُ رَفْع الرَّيْب في خِضابِ الشَّيْبِ على ما وَرَدَ عن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وعن صَحابَتِه وتابِعيهم رِضْوان الله عليهم»، مُخَرَّج الأسانيد من صَحِيحِ البُخاري ومُسْلِم وسُنَنِ أبي داود والتِّرْمِذي والنَّسائي وابن ماجَه والمُـوَطَّأ ومُسْنَدَي أحمد والبزَّار، ومن السُّنَنِ الكبرى للبَيْهقي، ومن مُصَنَّفِ ابن أبي شَيْبَة وأبي يَعْلَى والطَّبَراني رحمة الله عليهم»
العنوان بخَطِّ المَـقْريزي ولكن النُّسْخَة بخَطٍّ مُغايِر للمجموع ولا يُوجَدُ عليها أيَّةُ قِراءَةٍ للمَـقْريزي.
19 - (203وــ203ظ) : «كِتابُ إزالة التَّعَب والعَنَاء بمَعْرِفَة الحال في الغِناء» بخَطِّه.
20 - (204وــ214) : «تراجِمُ مُلُوك الغَرْب» وهو اخْتِصارٌ قامَ به المَـقْريزي بخَطِّه رُبَّما من كِتاب «دُرَر العُقُود الفَريدَة».
ويتَّضِحُ لنا من خِلالِ تواريخ تَصْحِيحِ ومُرَاجَعَةِ المقريزي لهذه الرَّسائِل أنَّها كانت رَسائِل مُفْرَدَة جَمَعها مالِكُها محمد المُظَفَّري في مُجَلَّدٍ واحِدٍ ولم يلتزم بترتيب تَصْحِيح المقريزي لها، فيما عدا رسالة «مُخْتَلَف القَبائِل ومؤتلفها» لابن حَبِيب التي كتبها المقريزي بخَطِّه أثناء مُجاوَرَته بمكة سنة تِسْع وثلاثين وثمان مائة».
ومالِكُ هذه النُّسْخَة هو محمَّد بن أحمد بن محمد بن عبد الله المُظَفَّري - نِسْبَةً لسُوَيْقَة المُظَفَّر خارج باب الشِّعْرِيَّة بالقاهرة - الشَّافِعي نَزيل جامِع الغَمْري، كان أبوه فاخوريًّا فيُعْرَف لذلك أيضًا بابن الفاخُوري. تَرْجَمَ له السَّخاوي وذَكَرَ أنَّه وُلِدَ سنة تِسْعٍ وسبعين (وسبع مائة) ([23]).
ومحمد المُظَفَّري هو كذلك مالِكُ نُسْخَة كتاب «قَبُول الأخْبار ومَعْرِفَة الرِّجال» لأبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن محمود البَلْخي الكَعْبي أحد كبار شيوخ المُعْتَزِلَة، المتوفَّى سنة 319هـ/931م، المحفوظة في دار الكتب المصرية برقم 14 مصطلح م، وهي نُسْخَةٌ قديمةٌ في ستَّة أجزاء في مجلَّد عليها ما يُفيدُ أنَّ الحَسَن ابن يحيى بن المَنْبَجي نَسَخَ منها نُسْخَةً في ذي القعدة سنة 572هـ، وعلى الجزءَيْن الأوَّل والسَّادس منها تَمَـلُّكٌ باسم محمد المُظَفَّري نَصُّه: «ملكه محمد ابن أحمد المُظَفَّري لَطَفَ الله به»، «ملكه والخمسة قبله كاتِبُه محمد المُظَفَّري لَطَفَ الله به»؛ ثم آلَت النُّسْخَةُ بعد ذلك إلى مِلْك الحاج إبراهيم باشا والي جَدَّة قبل أنْ تَسْتَقِرَّ في خِزَانَة مصطفى فاضِل باشا التي أُضِيفَت إلى رَصِيد دار الكتب المصرية سنة 1876م.
ومن دِرَاسَتي لكُلِّ ما وَصَل إلينا من الإخْرَاجِ النَّهائي لمُـؤَلَّفات المقريزي المكتوب بخَطِّه نَجِدُ أنَّه لا يمكن تَشْبِيهُه بما اتُّفِقَ على تسميته بـ «المُبَيَّضَات»، فقد جاءَت جَمِيعُها مليئةً بالإلْحاقات والإضافات والطَّيَّارات وتَرْك فَرَاغات كان يَوَدُّ اسْتِكْمالَها فيما بعد قد تَصِلُ أحْيانًا إلى عِدَّة أوْراق (المجلَّد الثَّالِث من المواعِظ) ، الأمْرُ الذي يعني أنَّه كان دائِمَ النَّظَر في مؤلَّفاته تحريرًا وتَنْقِيحًا وإضَافَةً، وأنَّه رُبَّما لم يستقرّ على شَكْلٍ نهائي لكلِّ مُؤَلَّفاتِه (الجزء الأول من «اتِّعاظ الحُنَفَا» والجزء الأوَّل من «السُّلُوك» والجزء الرَّابع من «إمْتاع الأسْماع» وأجْزاء كتاب «الخَبَر عن البَشَر»، إضَافَةً إلى مجموع رسائله المحفوظ في مكتبة جامعة ليدن) .
*
* *
ووَصَلَت إلينا كرَّاسَتان من الكُرَّاسات التي كان يُسَجِّلُ فيها المقريزي المَوَادَّ والفَوَائدَ التي كان سيستعيـنُ بها في تأليف مؤلَّفاته الموسوعية: كراسةٌ محفوظةٌ في مكتبة جامعة Liege ببلجيكا، وأخرى محفوظة الآن بمكتبة الإسكندرية.
كُرَّاسَةُ مكتبة جامعة لييج Carnet de Liege
يُرَجَّحُ أنَّ الكُرَّاسَة المحفوظة في مكتبة جامعة Liege ببلجيكا برقم 2232 - والتي اكتشفها الصديق FREDERIC BAUDEN وخَصَّصَ لها عددًا من الدِّراسات بعنوان MAQRIZIANA - قد انْتَقَلَت بعد وفاة المَـقْريزي، مثل كُتُبٍ أخرى له، إلى مُعاصره ابن حَجَر العَسْقَلاني، المتوفَّى سنة 852هـ/1449م، فتُوجَدُ على الورقة 155و حاشيةٌ صَعْبَةُ القراءة يُشْبِه خَطُّها خَطَّ ابن حَجَر، ولكن المُؤَكَّد أنَّ الكُرَّاسَة ظَلَّت في مصر حتى نهاية القرن الثَّاني عشر الهجري/ الثَّامِن عَشْر الميلادي، فيوجدُ أعلى هامش الورقة 4و عَلامَتَا تَمَلُّك، الأولى نَصُّها: «مِلْكُ الفَقِير إلى الله تعالى محمد مُرْتَضَى الحُسَيْني غُفِرَ عنه في سنة 1177»، وهو السَّيِّد محمد بن محمد المُرْتَضى الزَّبيدي صاحِب «تاج العَرُوس»، المتوفَّى سنة 1205هـ/1790م؛ والثَّانية نَصُّها: «الحمد لله، صَارَ هذا الكتابُ في نَوْبَة الفقير إلى الله محمد بن عبد الكريم الفَكُّون غُفِرَ له» دون تأريخ، وهو شَخْصٌ ينتسبُ إلى أسرةٍ من أعْيانِ قُسَنْطينَة بالجزائِر لا نَدْرِي المُلابَسات التي أدَّت إلى انْتِقالِ النُّسْخَة إليه. ثم انْتَقَلَت النُّسْخَةُ بعد ذلك من الجزائِر واشتراها VICTOR CHAUVIN (1844ــ1913م) ([24]) سنة 1904م من أحَدِ مزادات الكُتُب القَديمة، ثم أوْصَى قبل وفاته في سنة 1913م بإهْداء كُتُبِه إلى مكتبة جامعة Liege، ومن بينها نُسْخَةُ كُرَّاسَة المَـقْريزي التي تقعُ في 210 ورقة، وهي مكتوبة على نَفْسِ نَوْعِ الكواغِد الدِّيوانية التي اسْتَخْدَمَها المَـقْريزي في مُسَوَّدَة المواعِظ وفي المُـقَفَّى الكبير.
وتَقَعُ هذه الكُرَّاسَة في 205 ورقة وتَشْتَمِلُ على انْتِقاءات لَخَّصَها المَـقْريزي من عَدَدٍ من المُؤَلَّفات التاريخية وكُتُبِ التَّراجم بدأها بانْتِقاءِ من كتاب «عُيُون الأنْبَاء» لابن أبي أُصَيْبِعَة (4و-31ظ) ، ثم تَلْخيصٍ لكتاب «فُتُوح مصر وأخْبارها» لابن عبد الحَكَم (37ظ-81ظ) ، ثم أربعة عَشْر فَصْلًا تشتملُ على موضوعاتٍ مُتَنَوِّعَة عن الاقْتصاد المصري أغلبها منقولٌ من «قَوانين الدَّواوين» لابن مَمَّاتي (97و-98ظ، 121و-121ظ) اسْتَخْدَمَها جَميعًا في «المَوَاعِظ والاعْتِبار» 1: 293-299 دون تحديد مَصَدَرِها؛ ثم ثمانية فُصُول تَخُصُّ الوَضْعَ الجغرافي لمصر وذِكْر عَجَائِبها وذِكْر الفَرَما والخَرَاج والنِّيل (98ظ-101و) اسْتَخْدَمَها جَميعًا في المجلَّد الأوَّل من «المَوَاعِظ والاعْتِــبار»؛ وبعد ذلك سَجَّلَ فَوَائِد الْتَقَطها من كِتاب «الوافي بالوَفَيات» للصَّفَدي (101ظ-120ظ، 196و-204ظ، 87و-96ظ) تشتملُ على تراجم من حَرْف الهَمْزَة، عِلْمًا بأنَّ المواضِعَ التي صَرَّحَ فيها المَـقْريزي بالنَّقْلِ من الصَّفَدِي في «المَوَاعِظ» كانت من كِتاب «أعْيَان العَصْرِ» لا من كتاب «الوافي بالوَفَيات» التي اسْتَعانَ بها - في أغْلَبِ الظَّنّ - في كتابه «المُـقَفَّى الكبير».
وأوْرَدَ المَـقْريزي بين ورقتي (124و-125ظ) فَصْلًا في ميراثِ البَنَات وفَصْلًا آخَر في تَلَفِ الرَّهْنِ من غير فِعْل الرَّاهِن ولا المُرْتَهِن. وأوْرَدَ بين ورقتي (131و و142و) فَصْلًا في «مَنَافِع الحَيَوان» وفَصْلًا في «مَنَافِع الطَّيْر» وفَصْلًا في «الحَشَرَات والهَوَام»؛ ثم فَصْلًا في «حَيَوان الماء»، اسْتَعَانَ ببعض ما جَاءَ فيها في أثناء تأليفه الخِطَط مثل: التِّمْسَاح 1: 178-179 والسَّمَكة الرَّعَّادَة 1: 173 رَجَّحَ FREDERIC BAUDEN أنَّها من كِتابٍ «خَوَاصِّ الحَيَوان» لابن زَهْر وكتاب «عَجَائبِ المَخْـلُوقات» للقَزْويني.
وسَجَّلَ المَـقْريزي بعد ذلك فَصْلًا في الحُبِّ تناوَلَ فيه موضوع: القُبْلَة، وآداب المُحادَثَة، وآداب المُضَاجَعَة، وسَبَب العِشْق، وسَبَب اللِّياطَة، يَتَّفِقُ في قِسمٍ منه مع ما وَرَدَ عند النُّوَيْري في نِهايَة الأرَب (2: 135ــ210) .
ويُوجَدُ قِسْمٌ من المادَّة التي اعْتَمَدَ عليها المَـقْريزي في وَصْفِه للأهْرَام بين ورقتي (149ظ و150و) ؛ ثم أوْرَدَ مَخْتَصَرًا معتبرًا خَاصًّا بوفاة الوزير زَيْن الدِّين يَعْقُوب بن الزُّبَيْر سنة 668 بالسِّجن، ذكره في المواعظ والاعتبار 4: 186ــ187. وأوْرَدَ بين ورقتي (150و، 150ظ) اخْتيارات من «أخـبار بني أيُّوب» تأليف محمد بن علي بن عبد العزيز بن نَظِيف الحَمَوي الكاتِب تَـتَّفِقُ مع ما جاءَ في كتاب «التاريخ المَنْصُوري» لابن نَظِيفٍ الحَمَوي([25]) ؛ كما نَقَلَ أخْبارًا عن مُلُوك حِمْيَر بين ورقتي (151و-151ظ) أعْقَبها (151ظ- 55و) بتلْخيصٍ لما قيل في الدِّرْهَم والدِّينار من مُخْتار كتاب «الدَّنانير والدَّراهِم» لأبي بكر محمد بن خَلَف بن حَيَّان المعروف بوَكيع، اسْتَخْدَمَها في رسالته «شُذُور العُقُود في ذِكْر النُّقُود»، ونَقَلَ كذلك بين ورقتي (155ظ و156ظ) مَعْلُومات عن نُقُودِ الهِنْد ومُعامَلَة أهْل خُوارَزْم والقَبْجاق ومُعامَلَة بَغْداد وعن خان بالِق من بلاد الخَطَا.
ونَقَلَ المَـقْريزي بين ورقتي (157وــ160ظ) : مُخْتارات من «سِيرَة المأمُون ابن البَطَائحي»، وهذا الكِتابُ أحَدُ أهَمِّ مصادِر المَـقْريزي عن العَصْر الفاطِمي، واسْتعانَ بما وَرَدَ فيه في ثلاثةٍ من مُؤَلَّفاتِه هي: «المَوَاعِظ والاعْتِبار»، و«اتِّعاظ الحُنَفَا»، و«المُـقَفَّى الكبير»([26]) .
وأعْقَبَ ذلك (بين ورقتي 161وــ163ظ) بذكر «الخَبَر عن جَنْكِزْخان» ومَصْدَرُهُ فيه كِتابُ «مَسَالِك الأبْصَار» لابن فَضْلِ الله العُمَري، وإنْ لم يُصَرِّح به، وهذا الكِتابُ هو أيضًا مَصْدَر المعلومات التي أثْبَتَها المَـقْريزي فيما دَوَّنَه في فاتِحة وخَاتِمَة أجزاء نُسْخَتِه من «المَوَاعِظ والاعْتِبار» عن «مُلُوكِ الهِنْد» و«الخَبَر عن أجْنَاسِ السُّودان» و«الخَبَر عن الإمام الزَّيْدي القَائِم بصَنْعَاء اليَمَن»، وهو كذلك المَصْدَرُ الذي نَقَلَ عنه المَـقْريزي أكْثَرَ عباراته وُضُوحًا عن عُصُورِ سلاطين المماليك السَّابِقَة عليه، وعلى الأخَصِّ وَصْفُ قَلْعَةِ الجَبَل وخِلَع المماليك وأزْيائهم. فقد كان في مُتَنَاوَلِ المَـقْريزي نُسْخَةٌ من الكتاب، هي النُّسْخَةُ المُوَزَّعَة الآن بين مكتبات أحمد الثالث وآياصوفيا بإستانبول وجون ريلاندز بمانشستر، حيث سَجَّلَ المَـقْريزي بخَطِّه على صَدْر الأجزاء الثَّالث والرَّابع والخامِس والسَّادِس والرَّابع عشْر والخامِس عشْر والسَّابع عشْر والتَّاسع عشْر والعشرين عبارَته المَعْرُوفَة: «انْتَقَاه داعيًا لمُعيرِه أحمد بن علي المَـقْريزي 831». وتَدَخَّلَ المَـقْريزي في نَصِّ العُمَري نفسه، حيث سَمَحَ لنفسه بتَصْحيح أوْهامٍ وَقَعَت للعُمَري على هامِش الكتاب. فعند حَديث العُمَري على مَدينة المُنُوفية قال: «وكانت مَنْفُ المنسوب إليها هذا العَمَل هي مصر قديمًا»، فكَتَبَ المَـقْريزي بخَطِّه على هامش النُّسْخَة: «هذا وَهْمٌ، مَنْف التي هي مَدينَة أرْضِ مصر في القديم إنَّما هي أرْضٌ في طَرَفِ الجِيزَة تُعْرَف بالبَدْرَشين، لها عندي في كتاب المواعِظ والاعْتِبار بذكر الخِطَطَ والآثار عِدَّةُ أخْبَار».
وعند حَديثِ العُمَري على أبْيار المسمَّاه بجَزيرَة أبي نَصْر، كَتَبَ المَـقْريزي على هامِش النُّسْخَة: «جَزيرَةُ بني نَصْر مَنْسوبةٌ إلى بني نَصْر بن مُعاوية بن بكر بن هَوَازِن. وذلك أنَّ بني حَمَاس بن ظالم بن جُعَيْل بن عمرو بن دَهْمان ابن نَصْر بن مُعاوية بن بكر بن هَوازِن كانت لهم شَوْكَةٌ شَديدَةٌ بأرْضِ مصر، فكَثُرُوا حتى ملأوا أسْفَلَ الأرْض وغَلَبَوا عليها إلى أنْ قَوِيَت عليهم قَبيلَةُ لَواتَة من قبائل البَرْبَر، فاحْتَمَلَت بنو نَصْر وسكنت الجدار وصَارَت أهل قرى في مكانٍ عُرِفَ بهم وَسَط النِّيل وهي جَزيرَة بني نَصْر - كذا فاعْلم، ما هكذا تُورَدُ يا سَعْدُ الإبِل».
يَقِفُ كُلُّ ذلك دَليلًا على أنَّ المَـقْريزي قد طالَعَ كِتَاب «مَسَالِك الأبْصَار» لابن فَضْل الله العُمَري وانْتَقَى منه فَوائِد في سنة 831هـ في وَقْتٍ كان قد انتهى فيه من تأليف القِسْم الأكبر من «المَوَاعِظ والاعْتِبار»، واسْتَدْرَكَ منه - دون شك - ما أثبته عن وَصْفِ قَلْعَةِ الجَبَل وخِلَعِ سلاطين المماليك، وما سَجَّلَه على فاتِحَة وخاتِمَة أجزاء نُسْخَته من «الخِطَط» عن الحَفْصيين والسُّودان والهِنْد واليمن والإمام الزَّيْدي بصَنْعَاء...، وسَمَحَ لنفسه كذلك بتَصْحيح بعض ما وَقَعَ فيه مُؤلِّفه من أوْهام، ومع ذلك فإنَّه لم يُشِر إليه إطْلاقًا على امْتِدادِ صفحاتِ كِتابِه؛ مثلما فَعَل مع غيره من مُعاصِريه فكما قيل: «المُعاصَرَةُ حِجَاب».
وما سَجَّلَه المَـقْريزي هنا عن جنكِزخان نَقَله دون شَكّ عن نُسْخَةٍ أخرى من «مَسالِك الأبْصار» غير تلك التي تحمل تأريخ مطالعته لها سنة 831هـ. فتأريخ كتابة الكرَّاسَة هو دون شك في العَقْد الثَّاني أو أوائل العقد الثَّاني للقرن التَّاسع الهجري.
وسَجَّلَ المَـقْريزي فيما بَيْن ورقتي (166و-174ظ) سِتَّة فُصُول تَتَعَلَّق بـ «الذَّرْع والكَيْل والمِــيزان»، و«حَدَّ المُدَّعي الذي يَحْتاج إلى بَيِّـنَة»، و«حُكْم اليَهُود والنَّصَارى الذين بمصر الآن»، و«ذِكْر اللَّعْن وما جاءَ فيه»، و«زِيارَة القُبُور والنَّذُر لها والعُكُوف عندها والقِراءَة عليها»، و«النَّذْر» ثم «مَعْنى تَعْذيب المَيِّت بالبُكاء عليه». وكلُّها مسائل فِقْهية، فيما عدا الفَصْل الأوَّل الذي سَجِّلَ فيه المَـقْريزي فَوائِدَ اعْتَمَدَ عليها في رسائله الصَّغيرة: «شُذُور العُقُود» و«الأوْزان والأكْيال الشَّرْعية».
وأوْرَدَ المَـقْريزي فيما بين ورقتي (176وــ184و) تفسيرًا لبَعْض الآيات القُرآنية نَقَلَه من «الكشَّاف» للزَّمَخْشَري دون إشارَةٍ، وهو من مَصَادِرِه في «المَوَاعِظ والاعْتِبار».
وخَتَمَ المَـقْريزي هذه الكُرَّاسَة بتَرْجَمَةٍ مُطَوَّلَة لمعاصِرِه يُوسُف بن أحمد بن محمد ابن أحمد بن جَعْفَر البيري، جَمال الدِّين البِجاسي مُشِير الممالك الإسلامية([27]) ، ضَمَّنَها بعد ذلك في كِتابه الذي خَصَّصَه لذِكْر تَراجِم معاصريه «دُرَر العُقُود الفَريدَة»([28]) .
كُرَّاسَةُ مكتبة الإسْكَنْدَرِيَّة
أمَّا الكُرَّاسَةُ الأخرى المحفوظة في مكتبة بَلَدية الإسْكَنْدَرية (مكتبة الإسكندرية الآن Bibliotheca Alexandrina) تحت رقم 2125د، فكُتِبَت على وَرَقٍ معتاد وتتكوَّن من 53 ورقة (16×13سم) . سَجَّلَ المَـقْريزي على وَحْهها عَدَدًا من التَّراجم تسبقها عبارةُ: «تُكْتَبُ في التَّاريخ الكبير إنْ شاءَ الله»، أي كتاب «المُـقَفَّى الكبير». وبدأ الكرَّاسَة بالصِّيغة التالية:
«بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحَمْدُ لله رَبِّ العالمين وصَلَوَاتُه وسلامُه على سَيِّدنا محمد خَاتَم النَبيِّين وعلى أهْله وأصْحابِه أجمعين. وبعد، فقد بَرَزَ الأمْرُ العالي - أعْلاه الله تعالى - بكتابَة ما كان من خَبَرِ الرَّوْكِ الحُسامي والرَّوْكِ النَّاصِري. فنقولُ: يُحْتاجُ قَبْل ذِكْر ذلك إلى ما كانت عليه الحالُ قبل الرَّوْكِ ليُعْرَف به كيف كان سَبَبُ عَمَلِ الرَّوْك، والله أسأل التَّوفيق والإعانَة بمَنِّه وكرَمه.
فَصْلٌ فيما كان يُعْمَلُ في أراضي مصر قبل الإسلام»
وفي ورقة 3و: «وأمَّا في المِلَّة الإسلامية... حتى ورقة 5ظ - 6و حيث خَتَمَها بالعبارة التالية: «وبَلَغَت المُـكُوسُ في وَزارة الصَّاحِب شَرَفِ الدِّين هِبَة الله ابن صَاعِد الفائِزي في سنة ثمانٍ وأربعين وستِّ مائة في السَّنَة سِتَّ مائة ألْف دينار، وكانت جهاتُها كثيرة جِدًّا قد ذكرتها في كتابي المُسَمَّى كتاب «المواعِظ والاعْتبار بذِكْر الخِطَط والآثار». وأمَّا الرَّوْكُ الحُسَامي ثم تَرَكَ بَقِيَّة الصَّفْحَة بياضًا، ممَّا يَدُلُّ على أنَّ تأريخَ هذه الكُرَّاسَة لاحِقٌ على تأليفه لكتاب «المواعِظ والاعْتِبار».
وبَدَأ ورقة 6ظ بـ «فَوَائد من تاريخ دِمَشْق لأبي القاسم بن عَسَاكِر الحافِظ» تستمرُّ حتى ورقة 7ظ، ثم يوجدُ خَرْمٌ بين ورقتي 7ظ و 8و. وبدأ ورقة 8ظ بعبارة «أهْل مصر إذا تخاصَمُوا هذا حُكْمُه في الشَّرْع كذا وحُكْمُه في السِّياسَة كذا».
وبعد ذلك عِدَّة تراجم في ورقة 9ظ سبقها بعبارة «يُكْتَبُ إنْ شاءَ الله في التَّارِيخ الكبير عند تَحْريره»، أي «المُـقَفَّى الكبير». ثم يُوجَدُ بعد ذلك خَرْمٌ بين ورقتي 9ظ و 10و التي تبدأ في أثناء الحديث على تراجم الوُزراء، وهي في ظنِّي الموادُّ التي كان يَجْمعها المَـقْريزي لكتابه المَـفْقُود «تَلْقيح العُقُول والأراء في تَـنْـقيح أخْبارِ الجُـلَّةِ الوُزَراء»([29]) ، وتستمرُّ حتى أثناء ورقة 17و حيث نجد عنوان: «ذَكر وُزراء المُـلُوك السَّلْجُوقية» التي تنتهي في أثناء ورقة 21ظ. وابتداءً من ورقة 22و نَجِدُ تراجم لبعض الحكماء مثل: فيثاغورس وأفْلاطون وزينون وديمقراطيس وسُولُون وبُقْراط تنتهي بنهاية ورقة 24ظ. وتبدأ ورقة 27و بعنوان: «ذِكْر من وَلِيَ حَلَب من سنة ثلاث مائة» ثم ذِكْر لولاة دِمَشق تنتهي بنهاية الكُرَّاسة.
مُؤلَّفاتٌ لآخَرِين نَقَلَها المَـقْرِيزي بخَطِّه([30])
1 - «مُخْتَصَرُ قِيامِ اللَّيْل وقِيامِ رَمَضَان وكِتاب الوِتْر» لمحمد بن نَصْر المَرْوَزي، المتوفَّى سنة 294هـ/907م. نُسْخَةٌ بمكتبة الجمعية الأسيوية بكلكتا بالهند برقم 937، جاءَ بآخِرها:
«وتَمَّ هذا المُخْتَصَر على يَد كاتِبِه أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد المقريزي في نِصْفِ يوم الخميس لثمانٍ إنْ بقين من جُمادَى الآخرة سنة سَبْعٍ وثماني مائة، ولله الحَمْدُ أوَّلًا وآخِرًا».
2 - «البَيانُ المُفِيدُ في الفَرْقِ بين التَّوْحِيد والتَّلْحِيد»، وهو كتابٌ يتعَرَّضُ لمَذهَبِ «وِحْدَة الوُجُود» وهو مَذْهَبُ الصُّوفي الكبير الشَّيْخ الأكبر محيي الدِّين بن العَرَبي. نَقَلَه المقريزي سنة 813هـ أثناء إقامته في دِمَشْق من تَصْنيفٍ لم يسم واضِعَه كُتِبَ سنة 702هـ. وهذا الأصْلُ كان موجودًا في مكتبة جامعة ليدن برقم Amin 188 وفُقِدَ منها الآن، ووَصَلَت إلينا نُسْخَةٌ نُقِلَت عنها محفوظةٌ في دار الكتب المصرية برقم 77 مجاميع جاءَ بآخرها:
«قال في آخر النُّسْخَة المنقول منها علَّقَها لنفسه ولمن شاءَ الله من بعده أحمد بن حسين العبَّاسي في سابع شهر رمضان المعظَّم قدره وحرفته سنة ست وتسعين وثمان مائة. وصورة ما وَجَدْتُه مكتوبًا بآخر النُّسْخَة المنقول منها: وكتبه أحمد بن علي بن عبد القَادِر بن محمد المقريزي الشَّافِعي بخانْقاه خاتون من الشَّرْق القِبْلي ظاهِر دِمَشْق في أثناء نهار الأحد لثلاثٍ خلون من شهر رَجَب الفَرْد سنة ثلاث عشر وثمان مائة ونَقَلْتُها من تَصْنِيفٍ لم يُسَمّ واضِعُه مؤرَّخٍ سنة ثنتي وسَبْع مائة والله أعْلَم»([31]) .
3 - «المُنْتقى من أخْبَار مصر» لابن مُيَسَّر، تاج الدِّين محمد بن علي بن يوسف ابن جَلَب راغِب، المتوفَّى سنة 677هـ/1278م، انتقاه المقريزي سنة 814هـ، ولم يصل إلينا الأصْلُ الذي كتبه المقريزي بيده، وإنَّما نُسْخَةٌ منقولةٌ عنها كتبت في القرن الحادي عشر ترجيحًا ومحفوظَةٌ في المكتبة الوطنية بباريس برقم Ar.1688.
4 - «المُخْتَارُ من كتاب دُرَّة الأسْلاك في دَوْلَة الأتْراك» لبَدْر الدِّين حَسَن بن عُمَر بن حَبِيب، المتوفَّى سنة 779هـ/1377م. في المكتبة الوطنية في دوشنيه بجمهورية تاجيكستان برقم 1790 في 179 ورقة فَرَغَ من كتابتها في أثْناء نهار الاثنين لعَشْرٍ إنْ بقين من شهر ربيعٍ الأوَّل سنة أربعٍ وعشرين وثمان مائة، وتشْتَمِلُ على عَدَدٍ من الأوراق المُخْرَجَة من ديوانِ الإنْشَاء.
5 - «مُخْتَلَفُ القَبَائِل ومُؤتلفُها»، لأبي جَعْفَر محمد بن حَبِيب، المتوفَّى سنة 245هـ/860م، نَقَلَهُ المَقريزي بخَطِّه أثناء مجاورته بمكة المُشَرَّفَة وفَرَغَ منه في يوم الأربعاء سابع عشرين شهر رَبِيعٍ الآخِر سنة تِسْعٍ وثلاثين وثمان مائة»، وهو الكتاب الأوَّل ضِمْن مجموعة رسائل المقريزي المحفوظة في مكتبة جامعة ليدن برقم Or.560.
فيكون مجموعُ أوْراق ما وَصَلَ إلينا من كُتُبٍ بخَطِّ المَـقْريزي 5231 ورقة، نُسَخٌ لكُتُبٍ طالَعَها المقريزي وسَجَّلَ عليها خَطُّه
نُسَخٌ لكُتُبٍ طالَعَها المقريزي وسَجَّلَ عليها خَطُّه
أمَّا النُّسْخُ التي طالَعَها المَـقْريزي واسْتَفَادَ منها في مؤلَّفاتِه، فوَصَلَ إلينا منها:
1 - «الكامِلُ في الضُّعَفَاء والمَتْرُوكين» لأبي أحمد عبد الله بن عَدِيّ بن عبد الله الجُرْجاني المعروف بابن القَطَّان، المتوفَّى سنة 365هـ/976م، نُسْخَةُ دار الكتب المصرية رقم 94 مصطلح حديث ونسخة أخرى برقم 97 مصطلح حديث وعلى الطَّرَف الأعلى الأيسر لكلِّ منها عبارة المقريزي: «اسْتَفادَ منه داعيًا لمالكه أحمد بن علي المقريزي».
2 - كتابُ الفِهْرِسْت لأبي الفَرَج محمد بن إسْحاق النَّديم، المتوفَّى سنة 380هـ/990م، نُسْخَة مكتبة شيستربيتي بدبلن رقم 3315 فجاء عليها بخَطّه: «استفادَ منه داعيًا له أحمد بن علي المقريزي 824» كما كَتَبَ بجوار ذلك: «مُؤلِّف هذا الكتاب أبو الفرج محمد بن أبي يعقوب إسحاق بن محمد بن إسحاق الوَرَّاق المعروف بالنَّديم رَوَى عن أبي سعيد السِّيرافي وأبي الفَرَج الأصْفهاني وأبي عبد الله المَرْزُباني في آخرين ولم يرو عنه أحَدٌ. وتوفِّي يوم الأربعاء لعشرٍ بقين من شَعْبان سنة ثمانين وثلاث مائة ببغداد وقد اتُّهِمَ بالتَّشَيُّع عَفَا الله عنه»، وتُوجَدُ بَقِيَّةُ هذه النُّسْخَة في مكتبة شَهِيد علي باشا بإستانبول برقم 1934 ويُوجَدُ عليها خَطُّ المقريزي بالورقة رقم 16و»([32]) .
3 - الجزءُ الأرْبَعُون من «أخْبَار مصر وفَضَائِلها» للأمير المُـخْتار عِزّ المُـلْك محمد بن عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل بن عبد العزيز المُسَبِّحي، نُسْخَة مكتبة الإسكوريال قرب مدريد رقم Esc.534، فقد جاء على طرفها الأعلى الأيسر «اسْتفادَ منه داعيًا أحمد بن علي المقريزي».
4 - الجزءان الرَّابِع والسَّادِس من كتاب «المُـغْرِب في حُلَى المغرب» لعليّ بن مُوسَى بن سعيد المغربي، المحفوظتان في دار الكتب المصرية رقم 103 تاريخ م وبمعهد بَلَصْفُوره الدِّيني بسوهاج، فقد جَاءَ عليهما أيضًا عبارته الشهيرة: «استفاد منه داعيًا لمالكه أحمد بن علي المقريزي سنة 803»، وهي نسخة بخَطّ مؤلِّفها علي بن موسى بن سعيد المغربي، وعلى النسخة مطالعات وتملُّكات أخرى لكلِّ من الصَّفَدي والأسْعَرْدي وابن دُقْماق والأوْحَدي.
5 - «تاريخ الدُّوَل والملوك» لابن الفُرات، ناصر الدِّين محمد بن عبد الرَّحيم، المتوفَّى سنة 807هـ/1404م، قال المقريزي: «كَتَبَ في التاريخ مُسَوَّدَةً تَبْلُغ المئة مُجَلَّدَة، بَيَّضَ منها نحو العشرين، وَقَفْتُ عليها واسْتَفَدْتُ منها»([33]) ؛ يُؤَيِّدُ ذلك ما كتبه المقريزي بخَطِّه في أسْفَل الورقة 195ظ من مُسَوَّدَة الجزء السابع من تاريخ ابن الفُرَات المحفوظة في مكتبة الدَّوْلَة ب يينا برقم 814: «انتقاه داعيًا لمالكه أحمد بن علي المقريزي في صفر سنة 819»، كما توجد مُطالعةٌ أخرى له بخَطِّه مؤرَّخَةٌ سنة 818 على الجزء الخامس من الكتاب المحفوظ بالخزانة العامَّة بالرَّباط تحت عنوان «الطَّريق الواضِح المَسْلُوك إلى مَعْرِفَة تَراجِم الخُـلَفاء والملوك»([34]) .
6 - «سِفْرٌ فيه كتابُ السُّنَن» لأبي الحسن علي بن عمر بن أحمد الدَّارقُطْني، المتوفَّى سنة 385هـ/995م، نُسْخَة رئيس الكتاب بالمكتبة السليمانية بإستانبول رقم 157، جاء على ظهريتها بخَطِّه: «استفاد منه داعيًا لمالكه أحمد بن علي المقريزي في ذي القعدة سنة 805».
7 - «مَسَالِكُ الأبصار في ممالك الأمْصار» لأحمد بن يحيى بن فَضْلِ الله العُمَري، المتوفَّى سنة 749هـ/1349م، تِسْعَة أجزاء موزَّعة على مكتبات أحمد الثالث وآياصوفيا بإستانبول وجون ريلاندز بمانشستر سَجَّلَ على ظهريتها: «انْتقاه داعيًا لمعيره أحمد بن علي المقريزي 831».
8 - وذلك إضافَةً إلى نُسْخَةِ كتاب «الإحاطَة في أخْبارِ غَرْناطَة» للِسانِ الدِّين ابن الخَطِيب، المتوفَّى سنة 776هـ/1374م، التي أرْسَلَها في حَياتِه إلى مصر ووَقَفَها على أهْلِ العِلْم وجَعَلَ مَقَرَّها بخانْقاه سَعِيد السُّعَداء (الواقِع الآن بشارع الجمالية أمام مَدْخَل حارة المَبْيَضَة) . رأى منها المؤرِّخُ أحمد بن عليّ المَــقَّري التِّلِمْساني صاحب كتاب «نَفْح الطِّيب من غُصْنِ الأنْدَلُس الرَّطيب»، في سنة 1029هـ/1620م، المجلَّد الرَّابع وعليه وَقْفِيَّةُ لِسانِ الدِّين ابن الخَطِيب المؤرَّخَة بثالِث ذي الحِجَّة عام سَبْعَةٍ وستين وسَبْع مائة. ورأى بظَهْرِ أوَّلِ ورقةٍ من هذه النُّسْخَة خُطُوطَ جماعَةٍ من العُلَماء ذَكَرَهُم، من بينهم خَطّ المقريزي ونَصُّه: «انتقى منه داعيًا لمؤلِّفه أحمد بن علي المقريزي في شهر رَبيعٍ سنة ثمانٍ وثمان مائة»([35]) .
وشاهَدَ العالمُ الرَّاحِلُ محمد عبد الله عنان بمكتبة رِواق المغاربة بالأزْهَر مجموعةَ أوْراقٍ متناثِرَةٍ من كتاب «الإحاطَة» عَدَدُها مائة وسبعين وَرَقَة بخَطٍّ أنْدَلُسي قديم وبهوامِشها تَعْلِيقاتٌ واسْتِدْراكاتٌ بخَطِّ المَــقَّري مُؤرَّخَة سنة 1029هـ، ولا شَكَّ أنَّ هذه الأوْراق هي بقايا النُّسْخَة التي أرْسَلَها ابنُ الخَطِيب إلى خانْقاه سَعِيد السُّعَدَاء ووَقَفَها على طَلَبَة العِلْم([36]) .
[1]() ياقوت: معجم الأدباء (نشرة أحمد فريد رفاعي) ، 9: 77، 5: 108.
[2]() نفسه 7: 253.
[3]() نفسه 3: 27؛ 8: 150؛ 16: 78، 95، 101.
[4]() نفسه 6: 64.
[5]() المقريزي: المواعظ والاعتبار 2: 300، 611.
[6]() ابن حجر العسقلاني: إنباء الغمر 1: 355؛ ابن العماد: شذرات الذهب 6: 312.
[7]() نفسه 3: 299، 356؛ فؤاد سيد: «نصان قديمــان في إعارة الكتب»، مجلة معهد المخطوطات العربية 4 (1958) ، 128؛ أيمن فؤاد سيد: الكتاب العربي المخطوط وعلم المخطوطات 254ــ255.
[8]() المقريزي: المواعظ والاعتبار 4: 592.
[9]() الزركلي: الأعلام (الطبعة الرابعة) 1: 16.
[10]() أبو المحاسن: المنهل الصافي 1: 417.
[11]() المقريزي: المواعظ والاعتبار 3: 730.
[12]() F. BAUDEN, “The Recovery of Mamluk Chancery Documents in an Unsuspacted Place”, in MICHAEL WINTER & AMALIA LEVANONI (eds.), The Mamluks in Egyptian and Syrian Politics and Society, Leiden - E.J. Brill 2004, pp.59-76.
[13]() راجع، أيمن فؤاد سيد: «طريقة التأليف عند القدماء من خلال مُسَوَّدَة المقريزي لكتاب الخطط»، دراسة المخطوطات الإسلامية بين اعتبارات المادَّة والبشر، لندن - مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي 1997م، 153ــ162.
[14] () راجع، A. FU'AD SAYYID, “Les marques de possessions sur les manuscrits et la reconstitution des anciens fonds des manuscrits arabes” Manuscripta Orientalia IX/4 (2003), pp.19-23.
[15]() J. J. WITKAM, “Les autographes d'al-Maqrizi”, Les manuscrits arabes et la codicologie, Rabat 1994, pp.89-98.
[16] () K. KEUS & J. CLEMENTS, “Bringing the Maqrizi in a Better State. The Restoration and Binding of MS Leiden Or.14.533”, JIM 1 (2010), pp.37-60.
[17]() عبد المنعم عامر في كتاب فتحي رفاعة الطهطهاوي: لمحة تاريخية عن حياة ومؤلَّفات الشيخ رِفاعَة بدوي رافِع الطَّهْطاوي مؤسِّس النهضة العلمية الحديثة (1801ــ1873) ، القاهرة 1958م، 41ــ42.
[18]() أبو المحاسن: المنهل الصافي 7: 372ــ373، النجوم الزاهرة 8: 219.
[19]() السخاوي: الضوء اللامع 9: 117ــ124؛ ابن فهد: معجم الشيوخ، تحقيق محمد الزيهي وحمد الجاسر، الرياض 1982م، 389ــ390؛ ابن إياس: بدائع الزهور 3: 263.
[20]() الزركلي: الأعلام 7: 51ــ52.
[21]() كان الشيخ العَطَّار قد تولّى مَشْيْخَة الأزْهَر قبل هذا التأريخ بعامين ! وانظر كذلك التعليق الأخير للشيخ العَطّار فيما يلي هنا.
[22]() السخاوي: الضوء اللامع 1: 239.
[23]() السخاوي: الضوء اللامع 7: 76.
[24]() مستشرقٌ بلجيكي، كان أستاذًا للدِّراسات العربية والعِبْرِيَّة بجامعة لييج. وكَتَبَ العديدَ من المؤلَّفات في أدَبِ وفولكلور الشَّرْق الأدْنى وتاريخ الكتاب المُـقَدَّس، إضافةً إلى ببليوجرافية للمؤلَّفات العربية أو المتعلِّقة بالعرب المطبوعة في أوروبا من سنة 1810 إلى 1885م.
[25]() نَشَرَهُ أوَّلًا بالفاكسيميلي بطرس غريازنيوج في موسكو وصَدَرَ عن معهد الدِّراسات الشرقية بأكاديمية العلوم للاتحاد السوفيتي سنة 1960م، ثم نَشَرَه مُحَقَّقًا أبو العِيد دودو وصَدَرَ عن مَجْمَع اللغة العربية بدمشق سنة 1402هـ/1982م.
[26]() انظر نُصُوصٌ من أخبار مصر لابن المأمُون، حَقّقها وكَتَبَ مُقَدِّمتها وحواشيها ووَضَعَ فهارسها أيمن فؤاد سَيِّد، القاهرة - المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية 1983م.
[27]() راجع لمزيدٍ من التَّفاصيل: FR. BAUDEN, “Maqriziana I: Discovery of an Autograph Manuscript of al-Maqrizi: Towards a Better Understading of his Method Description: Section I”, MSR VII/2 (2003), pp.21-68; ID., “Vers une archeologie du savoir en Islam: La mehode de travail d'al-Maqrizi, historien du XVe siecle”, Comptes rendus de l'Academie des Inscriptions et Belles-lettres (2010), pp.97-110.
[28]() المقريزي: درر العقود الفريدة 3: 562ــ 572.
[29]() المقريزي: المواعظ والاعتبار 2: 452: 16؛ 3: 723: 8.
[30]() ما أمامَه نجمة * لم يصل إلينا أصْلُ المقريزي المكتوب بخَطِّه وإنَّما نُسْخَةٌ منقولةٌ من خَطِّه.
[31]() نشرها الأب قنواتي سنة 1973م بعنوان G. C. ANAWATI, “Un aspect de la lutte contre l'heresie au XVeme siecle d'apres un inedit attribue a Maqrizi”, CIHC, DDR 1973, pp.23-36.
[32]() انظر مقدمة تحقيقي لكتاب الفهرست للنديم.
[33]() المقريزي: درر العقود الفريدة 1: 102، 3: 227.
[34] () انظر كذلك مقال REUVEN AMITAI, “Al-Maqrizi as a Historian of the Early Mamluk Sultanate”, MSR VII/2 (2003), pp.99-118.
الذي أثْبَتَ فيه أنَّ ما أورده المقريزي في كتاب السلوك عند العقود الأولى لتاريخ سلاطين المماليك وحتى سنة 696هـ، وعلى الأخص الفترة من 658 إلى 680هـ نقلها المقريزي من تاريخ الدول والملوك لابن الفرات.
[35]() المقري: نفح الطيب، تحقيق إحسان عباس، بيروت - دار صادر 1968م، 7: 106ــ107.
[36]() محمد عبد الله عنان: مقدمة الإحاطة للِسان الدِّين بن الخطيب، القاهرة، مكتبة الخانجي 1973م، 1: 15.
| ملاحظة: نشر هذا النص في الكتاب التالي: بحوث ودراسات مهداة إلى إيْرج أفْشَارْ، 2018، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية، لندن، 327-366. |