أكمل الدين إحسان أوغلي
محتويات المقال: أنــواع الترجـمـة الأهمية الفنية لمخطوكات ترجمة القرآن الكريم توزيع ترجمات القرآن الكريم حسب البلاد واللغات |
سوف نركز في هذه الدراسة على المخطوطات الموجودة في الوقت الحاضر، والخاصة بترجمة القرآن الكريم إلى اللغات المختلفة، وسنحاول أيضاتحليل المعطيات الخاصة بميزات هذه المخطوطات وتاريخ ترجمة كل منها، وذلك دون الدخول في أية محاولة لتقييم النصوص المترجمة.
إن الترجمة الجيدة التي تعكس بأمانة أكبر قدر ممكن من خصائص النص هي مهمة صعبة، ويعتمد في القيام بها على معرفة اللغتين – المترجم منها والمترجم إليها – معرفة جيدة، وعلى فهم خصائص وميزات الأمم التي تستعمل هاتين اللغتين، كما أنها تتطلب معرفة الموضوع وحسا فنيا، وإذا كانت الترجمة –في عمومها – صعبة، فما بالنا بما تتطلبه ترجمة نص إلهي كالقرآن الكريم الذي نزل بلغة عربية بليغة مزينة بالبديع من الفنون الأدبية. كما لاننسى أيضا المسؤولية الأخـلاقية الجسيمة التي يتحملها القائم بمثل هذه الترجمة.
وقد بدأت أعمال ترجمة القرآن الكريم من العربية إلى اللغات الأخرىفي القرون الأولى من ظهور الإسلام. ونظرا لما ينطوي عليه هذا الموضوع منأهمية بالغة فقد بدأنا مشروعا هاما عن الببليوجرافيا الخاصة بترجمات القرآن الكريم بـ"مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية" (إرسيكا) فـي إستانبول عام 1980م، وقد تم التخطيط لهذا المشروع على ثلاث مراحل تتمثل في تناول:
أ - الترجـمات المطبوعة
ب - المخطوطات
ج - الترجمات المنقولة شفويا
وتشكل ببليوجرافيا الترجمات المطبوعة المرحلة الأولى للمشروع، وبعد دراسة استغرقت ست سنوات قام المركز بطبعها في بداية عام 1986م بعنوان(الببليوجرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم" (الترجمات المطبوعة 1515-1980)، إستانبول 1986م.
ولم نتعرض هنا لوجهات النظر المختلفة التي تتبناها مدارس الفقه فيما يتعلق بترجمات القرآن، بل سنحاول أن نلخص نتائج الدراسة المستفيضة التي أجريناها في مقدمة المجلد الأول حول تاريخ هذه الترجمات. وباستطاعتنا أن نوجز على أساس هذه الدراسة التي تتناول الموضوع علىالأمد البعيد آراء العلماء المسلمين في هذا الصدد بقولنا إن الدين الإسلامي يسمح بترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأخرى وذلك حتى يستطيع من لايعرف اللغة العربية أن يفهمه، ومع ذلك فإنه لا يمكن قبول الترجمة كمعادل للنص الأصلي أو كبديل عنه شعائر العبادة، واستخلاص الأحكام في الفقه الإسلامي.
وتتمثل المرحلة الثانية لمشروعنا في البحث "الببليوجرافي" فيالترجمات المخطوطة للقرآن الكريم باللغات المختلفة في كل أنحاء العالم، وقدبدأناه بعدد محدود للغاية من العاملين والباحثين في بداية عام 1986م، وخلال المدة من عام 1986م إلى نهاية 1991م استطعنا رغم الصعوبات أن نحصر أكثرمن أربعة آلاف نسخة من ترجمات القرآن الكريم على شكل مخطوطات بثلاثين لغة مختلفة وموزعة على 37 دولة. ومن المتوقع أن نجد مخطوطات أكثر قبلا لانتهاء من البحث.
ويهدف البحث الحالي إلى تقديم موجز للدراسة المشار إليها سالفاوعرض النتائج التي توصلنا إليها للمجتمع العلمي لأول مرة. ولا شك في أنالمعلومات التي نقدمها هنا لا تعتبر معلومات نهائية بل نأمل أن تكتسب مزيدامن الدقة عن طريق النقد البناء والعون الذي نتوقعه من الزملاء المتخصصين. وقد وجدنا عند فحص المادة التي تم جمعها أن العدد الأكبر من مخطوطات ترجمات القرآن الكريم تحظى اللغة الفارسية بالقسم الأعظم منه،ثم تتلوها اللغة التركية، ثم اللغة الأردية.
وتوجد أيضا نسخ من مخطوطات أخرى باللغات الآسيوية، والأوروبية،والإفريقية. ووجدنا أيضا أن معظم هذه النسخ توجد في مكتبات تركيا،وإيران، والهند، وإنجلترا (انظر الجداول 1-3). وهذه الأعداد، كما أسلفنا، ليستنهائية، بل من المتوقع أن تتغير تبعا لتغير المعلومات الجديدة التي قد نتوصل إليها. كذلك فإن هذه الأرقام تشمل نسخا مكررة لنفس الترجمة مما يدل على الاهتمام الكبير بالقرآن الكريم – على نحة لم يحظ به أبدا أي كتاب آخر، كماأن هذه الأعداد تعتبر مؤشرا واضحا يدل على اهتمام الدول التي لا تتكلم اللغةالعربية بالدين الإسلامي.
أنـواع الترجمة
إن فحص المخطوطات الخاصة بترجمة القرآن الكريم يكشف بوجه عامعن وجود نوعين رئيسيين من الترجمة:
النوع الأول: يتمثل في الترجمة الحرفية، أو اللفظية وهي الترجمة التي تعتمد على استبدال الكلمات أو الألفاظ بكلمات أو ألفاظ أخرى، وفي هذاالنوع من الترجمة يتم اختيار الكلمات الأجنبية التي يعتقد أنها تقابل الكلمات العربية بدرجة دقيقة، وتتم كتابة هذا النوع من الترجمات عادة باللغتين المختلفتين في سطور متناوبة بحيث تكون الكلمات الأجنبية تحت الكلمات العربية المرادفة لها، ولا يحاول المترجم في هذا النوع من الترحمة أن يكّون جملا سليمة نحويا حيث أن مهمته تتمثل في إيجاد واختيار أفضل مقابل أومرادف لكل كلمة عربية، وهذه الكلمات المقابلة تتغير حسب التطور الطبيعي الذي يطرأ على لغة الترجمة عبر الزمن، وهذه المسألة تهم علماء اللغة بشكل خاص حيث أن النص العربي للقرآن الكريم قد ظل على شكله الأصلي تماما دون أي نغيير حتى يومنا هذا، ولكن المفردات التي يتم منها اختيار الكلمات التي تقابل الأصل العربي الراسخ، الدائم، هي مفردات تتغير بمرور الزمن،ولذلك فإن ترجمات القرآن الكريم تشكل مصدرا بالغ الأهمية لفهم المعاني التي تنقلها الكلمات العربية، وتشكل موضوعا هاما للدراسات اللغوية.
الملاحظ في الترجمة الحرفية أنها تتطلب من القارئ التوصل إلى فهم المعنى المتكامل للنص، غير أن مستوى معرفة القارئ قد لا يكون كافيا لتمكينه من التوصل إلى معنى النص القرآني، وهنا نجد أن النص يتطلب شرحا أوتفسيرا على نطاق أوسع، وهنا يظهر النوع الثاني من الترجمة استجابة لهذاالمطلب. ويقوم هذا النوع على التفسير، حيث يعبر المترجم عن معنى النص
المجموع | 61 | 1 | 13 | 2 | 2 | 3 | 6 | 160 | 75 | 97 | 265 | 804 | 43 | 11 | 4 | 3 | 1 | 2 | 1 | 2 | 25 | 1 | 3 | 78 | 41 | 4 | 49 | 1 | 4 | 22 | 3 | 2020 | 216 | 24 | 91 | 16 | 41 | 7 | 4301 |
الولوف | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الأردية | 1 | 1 | 43 | 1 | 13 | 1 | 11 | 71 | |||||||||||||||||||||||||||||||
التركية | 1 | 10 | 1 | 3 | 93 | 21 | 61 | 5 | 12 | 2 | 1 | 3 | 1 | 3 | 3 | 19 | 1 | 1 | 2 | 1302 | 11 | 4 | 22 | 11 | 31 | 6 | 1730 | ||||||||||||
السريانية | 1 | 1 | 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
السواحلية | 22 | 22 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الأسبانية | 2 | 1 | 1 | 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||
السندية | 1 | 2 | 13 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
السيامية | 1 | 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الروسية | 3 | 5 | 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الفارسية | 58 | 1 | 6 | 65 | 20 | 18 | 271 | 798 | 20 | 9 | 2 | 1 | 8 | 54 | 22 | 3 | 1 | 617 | 177 | 18 | 64 | 4 | 9 | 1 | 2297 | ||||||||||||||
الباشتو | 3 | 1 | 1 | 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||
الملايو | 2 | 1 | 2 | 1 | 4 | 10 | |||||||||||||||||||||||||||||||||
ماكسار | 2 | 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اللاتنية | 19 | 9 | 3 | 6 | 2 | 3 | 1 | 46 | |||||||||||||||||||||||||||||||
الكردية | 9 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
كانيمبو | 1 | 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الجاوية | 1 | 2 | 4 | 1 | 8 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
الإطالية | 1 | 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الهندية | 1 | 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
العبرية | 2 | 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الألمانية | 1 | 1 | 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الفولانية | 3 | 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الفرنسية | 7 | 7 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الإنجلزية | 1 | 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الهولندية | 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الصينية | 1 | 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
البربرية | 1 | 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الأرمنية | 2 | 1 | 1 | 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||
الألبانية | 1 | 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الخميادو | 47 | 47 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أفغنستان | الجزائر | النمسا | بلجيكا | بلغاريا | تشيكوسلوفكيا | الدنمارك | مصر | فرنسا | المانيا | الهند | إيران | العراق | ايرلندة | ايطاليا | اليابان | الكويت | لبنان | ليبيا | ماليزيا | هولندة | نيجيريا | قبرص | باكستان | العربية السعودية | السنغال | اسبانيا | السويد | سوريا | تنزانيا | تونس | تركيا | بريطانيا | الولايات المتحدة | الاتحاد السوفياتي سابقا | الفاتيكان | يوغوسلافيا | المكتبات الخاصة | المجموع |
من خلال جمل يصيغها بشكل جيد، ومسؤولية المترجم هنا – تعتبر بلا شك -أعظم، لأنه يستطيع أن يستخدم المزيد من الكلمات، وأن يضيف شروحها من مصادر أخرى كالأحاديث أو التفاسير أو الترجمات الأخرى، ليصبح تعبيره أكثر قوة ووضوحا، ونتيجة لذلك فإن هذه الترجمات تكاد تكون تعليقات على النص القرآني
وفي حالة الترجمات "المتناوبة" وهي الترجمات التي يرد فيها السطرالعربي متناوبا مع سطر اللغة الأجنبية،- والتي غالبا ترجمها مجهولون -فإنه من الصعب أن نقرر لأول وهلة ما إذا كانت النصوص التي أمامنا هيمجرد نسخ مختلفة لترجمة واحدة، أم أنها ترجمات منفصلة، أما الترجمات التي تقوم على التفسير فإنها تشمل مقدمة أو قائمة محتويات، وتتميز بميزات معينة تتعلق بأسلوب الكتابة، ولذا يسهل علينا إلى حد ما – في حالة المقارنة بين نصين – أن نقرر ما إذا كان كل من النصين مجرد نسخة لترجمة واحدة، أم أن النصين هما في الواقع ترجمتان منفصلتان.
وإلى جانب نوعي الترجمة المذكورين أعلاه توجد أيضا الترجمات القصيرة، والمكتوبة بجمل كاملة، وتشبه الترجمات المطبوعة في الوقتالحاضر.
ويمكن تقسيم المخطوطات الخاصة بترجمات القرآن الكريم تقسيما آخرإلى فئتين:
الفئة الأولى: هي الترجمات الكاملة.
والثانية: هي الترجمات الجزئية.
وبالإضافة إلى ذلك توجد الترجمات التي لم يستطع المترجمون إكمالها لأسباب مختلفة، ومن الضروري التمييز بين هذه الترجمات غير الكاملة والترجمات الجزئية، حيث أن المترجم في حالة الترجمة غير الكامـلة لايستهدف اختيار أجزاء دون غيرها، ويظل من المحتمل أن الأجزاء الناقصة من هذه الترجمات، التي تعتبر غير كاملة فيما يبدو، قد تظهر في مجموعة أخرى من المخطوطات.
وتشتمل الترجمات الكاملة على النص الكامل للقرآن الكريم، وقد تكون هنالك نسخ ضاعت بعض أجزائها، وتجب العناية بهذه النسخ عناية فائقة. تقع بعض الترجمات في أكثر من مجلد واحد، وقد تختلف هذه المجلدات منحيث الميزات الخاجية كنوع الورق، ونوع الخط، والزخرفة، وكذلك اللغة، بلقد يكون هناك بعض التناقض في تاريخ نسخ بعض المجلدات، وقد يرجع ذلك
إلى أن الشخص المالك لمجموعة معينة حاول استكمال العمل بمجلدات حصلعليها في تواريخ مختلفة، ومن الواضح أن المجلدات التي تجمع بهدف إنشاءوحدة فيما بينها يمكن أن تتفرق لاحقا في مجموعات مختلفة، وحيث أن تبادل المخطوطات ليس من الممارسات المتبعة فإن من المستحيل تحقيق وحدة منخلال تجميع الأجزاء المختلفة، ولا يمكن إقرار أو إثبات عمل كامل من خلال النسخ المبعثرة إلا من خلال الدراسة الأكاديمية التي تتسم بالاطلاع الواسعوالصبر، وتقوم على "ببليوجرافيا" كالتي قمنا بجمعها.
وتوجد فئتان من الترجمات المختارة.:
تشمل الفئة الأولى ترجمة جزء أو أجزاء أو سور أو آيات من القرآن الكريم، وأحيانا يقوم المترجم بجمع الآيات التي تتناول موضوعا معينا ويترجمها.
وأما الفئة الثانية فينتقى فيها الناسخ بعض أجزاء إحدى الترجمات، وإذا أمكن في هذه الحالة اكتشاف المخطوط الأصلي فإن هذه الترجمات يمكن اعتبارها أجزاء من هذا المخطوط، أما إذا كان من غير الممكن اكتشاف المخطوط الأصلي الذي تم منه نسخ الترجمات، فإن أقصى ما يمكن عمله هو تصنيف هذه الترجمات كترجمات مختارة.، وعلى ضوء معلوماتنا فإن الترجمات المختارة كثيرا ما تضم الجزء التاسع والعشرين والجزء الثلاثين وسورة "الفاتحة"،و"يوسف"، و"يس"، و"الإخلاص"، وكذلك الآية 255 من سورة "البقرة"، وهي المعروفة بـآية "الكرسي".
إن معظم ترجمات القرآن الكريم ترجمات نثرية، وإن كانت هناك ترجمات تشمل أقساما منظومة، وكذلك ترجمات لعدد محدود من الآياتموزونة ومقفاة.. وإلى جانب ذلك توجد نصوص قرآنية مترجمة في قواميسومعاجم القرآن الكريم، والأعمال الأكاديمية والأدبية، والكتابات المتعلقة بالتصوف.
ومن الضروري أيضا أن نشير بإيجاز إلى أسباب الاختلاف الموجود في مختلف نسخ ترجمات القرآن الكريم. فباستثناء الخلاف الناتج عن أخطاء في التهجئة أو الإملاء، فإن أغلب الاختلاف يرجع أساسا إلى التغيرات الطبيعيةالتي تطرأ على اللغة المترجم إليها، وفي بعض الحالات دوّن القراء تعليقاتإضافية في هوامش النص الأساسي، وفي مراحل لاحقة قام النساخ بإدراجهاضمن النص الأصلي. وفي بعض الأحيان يملأ أحد النساخ أقساما ناقصة فيالنص الأساسي وذلك بنسخ هذه الأقسام من مخطوط آخر، أو بأقسام يكون قدترجمها بنفسه.
الأهمية الفنية لمخطوطات ترجمة القرآن الكريم
تنطوي المخطوطات الخاصة بترجمة القرآن الكريم على أهمية فنيةكبيرة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى سمو مكانة الكتاب الكريم وتبجيله لدىالمسلمين، حيث تدون المصاحف، وترجمات القرآن الكريم بخطوط مزخرفة،ويعتنى بتجليدها بشكل لائق. لذلك مثّلت المصاحف وترجمات القرآن دوراهاما في التطوير السريع لفنون الخط، والتذهيب، والتجليد، ووصول هذهالفنون بشكل سريع إلى مرتبة عالية من الرقي، وما من شك أن الفنانين باشروا أعمالهم في نسخ القرآن الكريم وترجماته المختلفة كواجب مقدس،وأدركوا تماما المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وهي مسؤولية كبرى من الناحيتين الأخلاقية والشرعية، وقد استخدموا كل مهاراتهم في نسخ هذه الأعمال،وتزيينها، وتجليدها، كما أنهم أبدوا حرصا شديدا على استخدام أفضل الموادالمتاحة. ولذلك فإن المخطوطات الخاصة بترجمات القرآن الكريم تشكل موضوعا هاما للدراسة في مجال فنون الخط، والتذهيب، والتجليد.، ويعتبر فحصالمواد، والأدوات، والأساليب المستخدمة في إعداد هذه الروائع الفنية دراسةهامة في حد ذاتها.
وتـختلف المخطوطات بترجمات القرآن الكريم فيما يتعلقبترتيب عناصرها. ففي الترجمة الحرفية تتم كتابة الكلمات المرادفة للكلماتالعربية – كما ذكرنا – بين السطور، وبوجه عام فإن الخط المستخدم للكلمات المقابلة يختلف عن الخط المستخدم في النص القرآني، فتكون مكتوبة بحروفأصغر وأدق، وهذا النوع الأخير من الترجمة يكتب عادة بلون مختلف من المداد -بلون أحمر في معظم الحالات – وبخط مائل (انظر اللوحة رقم 1). وأحيانا توجدأكثر من ترجمة واحدة في المخطوطة، وتكون هذه الترجمات في سطور متناوبة بلغات مختلفة، كما توجد أيضا مخطوطات تضم كلا من الترجمة الحرفيةوالترجمة القائمة على التفسير (انظر اللوحة رقم 2)، وكذلك مخطوطات تشتمل على الترجمة بأنواعها الثلاثة: وهي الترجمات المتناوبة، والترجمات القصيرة، والترجمات القائمة على التفسير (انظر اللوحة رقم 3)، ويجب أننذكر أيضا المخطوطات التي تشتمل على أكثر من ترجمة تقوم على التفسيرإلى جانب الترجمة المتناوبة (انظر اللوحة رقم 4).
وبوجه عام تكتب الترجمات القائمة على التفسير بخط مائل دقيق فيهامش النص القرآني، وقد تستخدم أحيانا وسائل أخرى لتمييز الآيات عن النص في الترجمات القائمة على التفسير، فقد يكون النص القرآني على سبيل المثال مكتوبا بعداد مختلف اللون، أو بخط كبير، أو سميك. وقد تردالآيات على شكل جداول، وبالتالي تكون منفصلة عن نص الترجمة، أو ترسم خطوط فوق الآيات أو تحتها (وذلك باستخدام مداد أحمر في معظم الحالات) فتفصل بينها وبين بقية النص، ويمكن كتابة أسماء السور والعناوين بمدادلونه مختلف ، ومن الممكن زخرفتها.
وهذه المميزات الخاصة بتزيين الترجمات الكاملة قد تظهر أيضا في الترجمات المختارة التي – وإن كانت أقل عدد- تعكس نفس الاهتمام بالخط،والتذهيب، والتجليد، والحرص الذي نراه في الترجمات الكاملة.
ونذكر كأمثلة المخطوطات الآتية، وهي موجودة بالمكتبة السليمانية:تفسير إسماعيل بن أحمد الأنقروي على سورة الفاتحة، وعنوانه "الفتوحات العينية" (انظر اللوحة رقم 5)، وتفسير شيخ الإسلام أسعد أفندي للآية "الكرسي" (انظر اللوحة رقم 6). وهناك أيضا ترجمات تشتمل على أكثر منسورة، مثل المخطوطة الموجودة في مكتبة متحف طوب قابي سراي، وهي منالقرن الثامن وتحتوي على سورة "الفاتحة"، و"الأنعام"، و"فاطر"، و"يس".أما مخطوطة أوقجي زاده محمد بن محمد "النظم المبين في الآيات الأربعين"، فيها يترجم أربعين آية قرآنية، تعتبر مثالا للترجمة المنظزمة،وهي موجودة بالمكتبة السليمانية (انظر اللوحة رقم 7). ومعظم المخطوطات المذكورة أعلاه تبين أيضا رقي فن التجليد.
توزيع ترجمات القرآن الكريم حسب البلاد واللغات
يوجد، كما ذكرنا سابقا، أكثر من 000,4 نسخة من المخطوطات الخاصة بترجمات القرآن الكريم، وهي تشتمل إلى ثلاثين لغة مختلفة، موزعةعلى سبع وثلاثين دولة. ويشمل هذا الرقم نسخا ومجلدات مختلفة من نفس العمل. ويوجد عدد لا بأس به من هذه الترجمات في مكتبات تركيا وإيرانوالهند وإنجلترا، أما مكتبات ألمانيا وروسيا وباكستان وفرنسا وأسبانيا والفاتيكان والمملكة العربية السعودية ومصر فتشمل ما بين 25 و100 نسخةمن المخطوطات الخاصة بترجمة القرآن (انظر الجدول رقم 3)، والكثير من هذه الترجمات ينطوي على أهمية لغوية كبيرة وميزات هامة أخرى. وتشير الأرقام
الواردة بهذه الجداول إلى توزيع المخطوطات حسب الدولة فحسب، وليس إلى قيمة هذه المخطوات أو أهميتها (انظر الجدول رقم 3).
وتبين الأرقام أن عددا هاما من ترجمات القرآن الكريم دونت باللغاتالفارسية والتركية والأدية، والترجمات إلى الفارسية والتركية تشكل 90٪ من إجمالي عدد الترجمات، ومن أسباب وجود العديد من الترجمات بهاتين اللغتين أن الفرس والأتراك كانوا من أوائل الشعوب التي بادرت إلى اعتناق الإسلام، وسرعان ما بدأوا باستخدام الحروف العربية، وكان لهم في نفس الوقت تاريخ، وتراث وفنون راسخة، والترجمات الفارسية تفوق الترجمات التركية من حيث العدد. وربما يرجع سبب ذلك إلى أن شعوبا أخرى اتخذت مناللغة الفارسية لغة للكتابة والأدب، ومن هذه الشعوب: الأتراك في أواسط آسيا والأناضول، وكذلك شعوب الهند، والواقع أن كثيرا من الترجمات الفارسية قامبها مترجمون من أصل تركي. ويجب أن نؤكد في هذا الصدد: أن من غير الممكن تقديم معلومات تفصيلية عن آلاف الترجمات داخل النطاق المحدود لهذا المقال،ولكننا نأمل بعد اكتمال هذا المشروع العلمي أن تزيد آفاق المعرفة في هذا المجال اتساعا، ويفتح مجالات أخرى للبحث فيه.
وأقدم ترجمة فارسية معروفة هي "تفسير" الطبري، وقام بإعدادهامجموعة من العلماء في عهد الأمير الساماني منصور بن نوح (توفي350هـ/956م)، غير أننا وجدنا أثناء بحثنا ترجمة فارسية أخرى متناوبة ومجهولة المترجم تبدأ بسورة "الحجرات" وحتى نهاية القرآن الكريم، ويرد في الصفحة الأخيرة من هذا المخطوط، كما يرد في الفهرس، أي قبل ترجمة ابن نوح بنصف قرن. إلا أن فحصنا للمخطوط ولنوع الخط يبين أن هذا العمللا يعود إلى زمن ابن مقلة، بل أنه قد نسخ غالبا في القرن التاسع الهجري -وهذه النسخة موجودة الآن بدار الكتب المصرية (رقم 64 مصاحف).1
وأول نسخة بين أيدينا من الترجمة الفارسية لتفسير الطبري توجد في تركيا بمكتبة بورصة العامة، ويرجع تاريخ هذه النسخة إلى سنة 562/1166-1167، وهي محلاة بالذهب، وتبدأ من سورة "المؤمنون" إلىسورة "سبأ".
واعتبارا من القرن الخامس الهجري/الحادي عشر والثاني عشر الميلادييزداد عدد الترجمات الفارسية المتناوبة والقائمة على التفسير، وذلك من حيثعدد النسسخ المختلفة لنفس الترجمة، وعدد الترجمات المنفصلة. وقد أثبتنا أن الترجمة القائمة على التفسير التي قام بها حسين واعظ كاشفي والمعروفة بإسم "مواهب عليّة" أو "التفسير الحسيني" كانت من النصوص الفارسية التي كثر نسخها، وقد استطعنا تحديد مكان أكثر من 300 نسخة من هذهالترجمة، ويرجع تاريخ أقدمها إلى سنة 871/1492، وتوجد نسخة غير كاملة من هذه الترجمة في مكتبة السليمانية في إستانبول.
وقد ظهرت الترجمات التركية الأولى للقرآن الكريم باللهجات التركية الشرقية، وتشير المصادر إلى احتمال ترجمة تفسير الطبري إاى اللغة التركية نظرا لوجود علماء من الأتراك ضمن العلماء الذين قاموا بترجمة هذا التفسير إلى اللغة الفارسية، ولكن لا توجد حاليا نسخة من هذه الترجمة التركية.2 ومن أقدم نسخ الترجمات المدونة باللهجات التركية الشرقية الترجمة التي يرجع تاريخها إلى القرن السابع/ الثالث عشر، وهي مكتوبة بلغة تشبه اللغة التركية السائدة حاليا في منطقة ما وراء النهر، وترد هذه الترجمة في 343 ورقة.3 ويوجد هذا المخطوط بمكتبة آستان قدس رضوي في مشهد.وتضم الترجمة المؤرخة سنة 647هـ/1249م، والتي قام بها عبد القادر بن طاهرالبغدادي (المتوفى سنة 429هـ/1038م)، وهي ترجمة إلى اللغة الأوزبكية للسورالثماني الأولى من القرآن الكريم، وتوجد المخطوطة في الأكاديمية العلمية الأوزبكية في طشقند.4 ويوجد في مكتبة آستان قدس رضوي مخطوط(برقم 293) يضم ترجمة متناوبة، وترجمة "تفسيرية" يرجع إلى سنة737هـ/1337م، ويشمل من سورة "ص" إلى نهاية القرآن الكريم.5(5) ويجب أننذكر أيضا ترجمة القرآن الكريم الموجودة في متحف الآثار التركية الإسلامية،وهذه الترجمة تم نسخها في سنة 734هـ/1333-1234م وتكشف عن الميزات الخاصة باللغة الأدبية المستخدمة في آسيا الوسطى.6 ونذكر أيضا مخطوطا من القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي، في مكتبة المتحف الآسيوي بمدينة بطرس بورج، وإلى جانب الترجمة المتناوبة للألفاظ إلى اللهجة التركية القاراخانية، يحتوي هذا المخطوط على تفاسير وقصص تحمل خصائص اللهجات التركية عند القبجاق والغز وحتى الچغطاي. ولهذا ترجحبعض المصادر أنه كتب باللغة التركية الخوارزمية.7 وهناك نسخ من ترجماتالقرآن الكريم إلى التركية الآذربيجانية، والقاراخانية، والأويغورية،والچغطائية والطاجيكية، إلا أنها ترجع غالبا إلى عصر أكثر حداثة.8
وقد ظهرت ترجمة القرآن الكريم إلى التركية الأناضولية لأول مرة في عصر الإمارات عقب اضمحلال سلاجقة الأناضول. وكانت النسخ الأولى عبارة
عن ترجمات قائمة على تفسير السور القصيرة9. وأقدم هذه الترجمات نسخت في عام 426هـ/1423م وهي بعنوان "تفسير سورة الملك"Sure-i Mulk Tefsiriوتوجد الآن في مكتبة بوردور بتركيا.10 أما في القرن الثامن الهجري/الربع عشر الميلادي فقد بدأت الترجمات الكاملة تظهر في الأناضوللأمل مرة،. وقامت معظم الترجمات "التفسيرية" على أساس تفسير أبى الليث السمرقندي – الذي قام كل من أحمد الداعي، وموسى الإزينكي، وابن عربشاه بترجمة تفسيره ترجمة منفصلة إلى التركية – وعادة ما تختلط هذه الترجمات الثلاث على الباحثين، ولكنها ثلاث ترجمات مستقلة لأصل واحد. ولا تزال توجد حتى الآن نسخ من مخطوطات تفسير أبي الليث من القرن الثامن الهجري/الخامس عشر الميلادي، وفي كثير من الحالات لا يذكر فيها اسم المترجم.
ولم نحصل بعد على معلومات محددة وتفصيلية محددة وتفصيلية عن جميع المخطوطات الخاصة بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الأردية، والبالغ عددها 70 مخطوطا.وعلى ضوء معلوماتنا المحدودة نعتقد أن تاريخ أقدم نسخة باللغة الأردية هوسنة 1000هـ /1591-1592م، وهذه المخطوطات عبارة عن ترجمات مختارة لمتذكر أسماء مترجميها.11 والمعروف أن محمد باقر فضل الله حيدر آبادي هومترجم مخطوط يرجع تاريخه إلى عام 1115هـ/1703-1704م،12 وتوجد أيضا مخطوطا ترجمات من القرن الثالث عشر الهجري/الثامن عشرواتاسع عشر الميلادي، لم تذكر أسماء مترجميها، كما توجد مخطوطات لترجمات قام بها شاه رفيع الشاه رفيع الدين الدهلوي وأخوه شاه عبد القادر الدهلوي، وكان روبرتيس كيتنسيس Robertis Ketensisهو أول مترجم القرآنالكريم إلى اللغة اللاتينية في سنة 1143 ميلادية وتوجد ثماني نسخ خطية من هذه الترجمة في المكتبة الوطنية بباريس13Bibliotheque Nationale وتوجد نسخ من المخطوطات الخاصة بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة اللاتينية التي قام بها روبرت فون تشيستر Robert von Chesterوهرمان فو كارينثيا14Hermann ,von Carinthia وجويليلموس ريموندوس مونسيتا15Guillelmus Raymondus وماركوس كونانيكوس توليتانوس16Marcus Conanicus Toletanus ،ودومنيك جيرمانوس سيلزي17Dominic Germanus Silésie ، وأبراهام هنكلمان18, Abraham Hinckelmann ونيكولاس ويليم شرودر19Nicolas Wilheim Schroder وجان هنري باراو20Jean Henri Parau ودفينوس وارينوس21 DevinusWarenus، وذلك إلى جانب ترجمات أخرى لا نعرف أسماء أصحابها.22
والترجمة الصينية الوحيدة للقرآن الكريم التي استطعنا العثور عليهاترجع إلى القرن الثالث عشر الهجري/ الثام عشر الميلادي، وتتكون من 61 ورقة، وتوجد في مكتبة وزارة الهند India Office Library بلندن23Arabic Ms) (3340 واستطعنا أن نؤكد وجود ثلاث مخطوطات خاصة بترجمة القرآن الكريم باللغة الأرمنية، اثنتان منها في ألمانيا، والثالثة في إيران. وهنا كترجمة أخرى بقلم ستيفانوسStephanos موجودة في بهوبال بالهند.24والنسختان الموجودتان بألمانيا توجد إحداهما في مكتبة جامعة توبنجن25(Ma.XIII 84) Tubinge والثانية في المكتبة الوطنية26 Staatsbibliothek Preussischer Kulturbesitz Orientabt. (Or.Quart 605) وقد تم نسخ المخطوط الثانيفي إستانبول في عام 1803 ويتكون من 186 ورقة، ولم نحصل بعد علىمعلومات تفصيلية عن هذه النسخة التي توجد بكنيسة أرمنية في إيران.27
وتوجد ثلاث نسخ خطية من ترجمات القرآن الكريم بإحدى لهجات اللغة الفولانيةFulani ، وهي لهجة بولارPular في داكار بالسنغال، وتوجد اثنتانمنها في المعهد الفرنسي لأفريقيا السوداءInstitut Français de l’Afrique Noire ،ورقمها (IFAN 57 ,58)، وفي كل منهما توجد ترجمة كل آية على صفحة مستقلة.28 أما النسخة الثالثة فتتكون من 622 ورقة، ورقمها، ولانعرف حتى الآن ما إذا كانت ترجمة كاملة.29
واستطعنا أن نؤكد وجود مخطوطين لترجمة القرآن باللغة الهولندية(الفلمنكية). وتتكون النسخة الأولى من 281 ورقة، وقام بترجمتها سلامونسويجرSalamon Swigger ، وتوجد حاليا بمكتبة ألبرت الملكيةRoyal Albert Library في بروكسل ببلجيكا30، أما النسخة الثانية فصاحبها مجهول وتوجد في مكتبة جامعة ليدن Leidenبهولندة.31
وتوجد ترجمتان للقرآن الكريم باللغة العبرية، وقد ترجم إحداهما يعقوببن إسرائيلJacob Ben Israel ، وتم نسخها في البندقية عام 1636، وتحمل اسم"سفرها القرآن"، وهي توجد حاليا في مكتبة بودليان بجامعة أكسفورد32(MS.Michael 113). وبهذه المكتبة نسخة أخرى من القرآن الكريم(Huntington 529)، وهي بالعربية، وبها ترجمات عبرية داخل النص وفي الهوامش بقلم مترجم غير معروف، ويرجع تاريخها إلى سنة 1600 ميلادية.33
وتوجد نسخة من مخطوط بتاريخ 1805-1806 لترجمة إنجليزية للنصوص القرآنية المنقوشة على جدران الفناء الداخلي لجامع تاج محل، ويتكون هذا المخطوط من 79 ورقة، ويوجد في دار الكتب الوطنية بباريس (Arabe 4529).34 وعثرنا على الترجمة الوحيدة إلى الإيطالية في فهرستتاسي35Tassy ، ولكننا لم نستطع الحصول على معلومات عن هذا المخطوط الذي يتضمن ترجمة سورة"البقرة".
واستطعنا أن نؤكد وجود ثماني مخطوطات باللغة الجاوية، وثلاث منهذه المخطوطات عبارة عن تعليقات متناوبة مأخوذة عن "تفسير الجلالين"،وهي موجودة في دار الكتب الوطنية بباريس(MS. Arabic 654)36، ومكتبة جامعة ليدن الملكية OR 6890 OR 1886)37 Bibliothek der Rijkuniversileit)38.
وتوجد نسخة أخرى باللغة الجاوية، وتضم ترجمة لسورة "الفاتحة"، ويرجعتاريخها إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وهي موجودة بمكتبة برلين القومية(Schoem.II.19)39، كما توجد نسختان في مكتبة الجامعة الملكية في ليدن بهولندة (رقم209740 و 5697.41) وفي مكتبة" ببليوتيكا بوننسي سيرفانتور" Bibliotheca Bonnensi Servanturتوجد مخطوطة (رقم) تتكون من 264 ورقة،42وأخيرا توجـد ترجمة لســورة "البقرة" في مجموعة خطية (MS.Arabic Loth 2448) في مكتبة وزارة الهند.43
ويوجد المخطوط الوحيد لترجمة القرآن الكريم إلى لغة كانمبوKanembu على شكل تعليق متناوب، وهي نسخة يرجع تاريخها إلى عام 1080هـ/1669م-1670م، وهي بخط مغربي،44 وهناك تعليق آخر في هامش هذا المخطوط بعنوان "جامع أحكام القرآن" بقلم عبد الله محمد.
والترجمة الكردية الوحيدة التي استطعنا تأكيد وجودها يرجع تاريخها إلى سنة 1349هـ/1931م، وهي موجودة في مكتبة جامعة صلاح الدينفي إربيل بالعراق، وقام بترجمتها عبد الكريم القاضي وهي بخط المترجم وتقع في ثمانية أجزاء. توجد أيضا ترجمة "تفسيرية" كاملة في المكتبة الخاصة بمسعود محمد جالي زاده، ابن الملا محمد، قام بترجمتها جالي زاده محمد بنجمال الدين عبد الله بن ضياء الدين محمد أسعد قاق جاليKakjali ولم تصلنا بعد معلومات مفصلة عن هذه المخطوطة.45
وما زلنا نفتقر إلى معلومات حول المخطوطات الخاصة بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة البولندية (البولونية).46
وفي مكتبة جامعة ليدن يوجد مخطوطان بلغة ماكسارMacassar (اندونيسيا)(Bugis Makasar 36 & 52).47
ومعظم ترجمات القرآن الكريم إلى اللغة الملايويةMalay ، والبالغ عددها عشر ترجمات، والتى استطعنا أن نؤكد وجودها، تعتبر ترجمات
ناقصة أو مختارة. وبعض النسخ لا تحتوي إلا على حواشي باللعة الملايوية.وأكبر النسخ حجما موجودة بمكتبة ديوان بهاساDewan Bahasa ، وتتكون من167 ورقة.48 وهذه النسخة مكتوبة بالخطين العربي والجاوي، وفي الجامعة الملكية بليدن في هولندة توجد ترجمة متناوبة لتفسير الجلالين، ويرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر الميلادي(OR 3224)49 . ويوجد مخطوط بدارالكتب القومية بباريس (Arabes Suppl, 129) يتكون من 290 ورقة ويضم تعليقات متناوبة.50 وفي مكتبة الجمعية الآسيوية الملكية توجد ترجمتان إلى اللغة الملايوية (Callmark : Malay 79, Arabic 4) ، وتتكونان من 352 ورقة،51 و19 ورقة52. وهناك ترجمة لسورة "الفاتحة" في مكتبة جامعة كارل ماركس بمدينة ليبزج (MS.Or 896b) 53Leipzig، وترجمة لسورة "الكهف" في مكتبةجامعة كامبريدج (Ii.6.45) 54 وفي مكتبة ديوان بهاسا يوجد مخطوط (رقم 97) بتاريخ 1450م لتفسير الجلالين، وكان ملكا لجلال الدين بنأحمد المحلي. وفي بداية هذه النسخة كتبت بعض الهوامش بلغة الملايو، وبعض التعليقات المتناوبة بلغة جاوة.55 كما يوجد مخطوط بمكتبة كلية كنجز كوليجب جامعة كامبريدج لتفسير الزمخشري بعنوان "الكشاف"(رقم 86)، وفي نهايةهذا المخطوط توجد بعض الحواشي يحتمل أن تكون باللغة الملايوية.56
وقد تحققنا من وجود ترجمة بنجاميةPanjabi لسورة الغاشية بعنوان"ترجمة سورة الغاشية"، وهي في مكتبة خاصة ولم نستطع الحصول على أية تفاصيل عنها.57 ومن بين الترجمات إلى لغة الباشتوPashto (وهي لغةأفغانستان وشمال غرب باكستان) يوجد مخطوط بعنوان "شرحي مندوم بارالآيات القرآنية والأحاديث النبوية"، ترجمها أديب محمد سامد[؟] بتاريخ 1125هـ/1713م، وهذه النسخة في مكتبة ظاهر شاه الخاصة في أفغانستان.58وهناك ترجمتان أخريان، وهما "تفسير البدر المنير" و"تفسير الضحى"،وتوجدان في مكتبة وزارة المطبوعات والإرشاد (رقم 18559 و18860).وتوجد مخطوطة أخرى بها ترجمات لسورة "الفاتحة" و"الإخلاص"، وتعود إلى القـرن الثامن عشر، وهى موجـــودة بمكتبة وزارة الهنـد بلندن(Or.6274).61
أما فيما يتعلق بالترجمات الخمس إلى اللغة الروسية التي أمكن العثورعليها، فالمخطوطة التي ترجمها بوجوسلافسكي D.N.Boguslavskyمؤرخة بـ1871ه، وهذه الترجمة الروسية، المبنية على التفسير المعنون "المواهبالعلية" Mevahib-i Aliyye بقلم حسين واعظ كاشفي، وترجمته إلى التركية بقلم إسماعيل فروح، موجودة في أرشيف أكاديمية العلوم (القسم Spb).62 وهناكترجمة كاملة للقـرآن في 780 صفحة قـام بها بيوتر فاسليفتش بوستنكزف Piotr Vasil’yevich Postnikov، وموجودة في أرشيف الدولة المركزي للأعمـالالقديمة Central State Archives of Ancient Actsبموسكو(F.181,opis 1,N 148/219)،وهي مبنية على ترجمة أندريه دي رييه إلى الفرنسية. وتوجدنسخة أخرى من نفس الترجمة، وتشمل السور العشرين الأولى من القرآن،وموجودة بمكتبة أكاديمية العلوم (قسم المخطوطات رقم 33.7.6) بسان بطرسبورج.63 ولم نستطع بعد الحصول على معلومات دقيقة عن مخطوطة الترجمة التي يقال إنها لفلاديمير ليزيفي Volodymyr Lezevye والموجودة بالمكتبة المركزية لأكاديمية أوكرانيا.64 وتوجد أيضا في مكتبة معهد الدراسات الشرقية (الفهرس N168 الرقم D723) بسان بطرس بورج، ترجمة متناوبة تعود إلى القرن التاسع عشر، وبها 480 صفحة وتنقصها سورة "الفلق" و"الناس".
وتحققنا من وجود إحدى عشرة نسخة من ترجمات القرآن الكريم إلى اللغة السنديةSindhi في معهد الدراسات السندية في جامعة السند فيباكستان. ومن هذه النسخ توجد ثلاثة مخطوطات بعنوان "قصة حضرة يوسف جو": « Qissa Hazrat Yusuf »وترجمها مترجم باسم "أحمد". وقام قاضيشرف الدين سهواني بترجمة مخطوط بعنوان "قرآن مجيد مترجم سندي"« Qur’an Majid Mutarjam Sindhi ».والمخطوطات الثلاث الأخرى هي أجزاء من"التفسير الهاشمي" الذي قام بترجمته مقدوم محمد هاشم اتهاتويThatvi فيسنة 1170هـ/1659م. والمخطوطات الأخرى هي ترجمات قائمة على التفسير،وهي: « Tardjuma ein Tafseer »لمولانا عبيد الله سندي(1289-1363ه/1872-1944م)، و"ترجمة مع تفسير" أكملها ميان فاضل شاه في عام 1322ه/1904-1905م، و"تفسير القرآن المجيد" لمترجم مجهول. وفيمكتبة وزارة الهند بلندن توجد ترجمة سندية لتفسير سورة "يوسف"(MS Sind4).65
ويوجد ما يفيد أن هناك مخطوطا باللغة السيامية "التايلاندية" Thaiفي جامعة كنساس66Kanass، ولكننا في انتظار معلومات مفصلة عنه.
وتوجد ترجمة للقرآن الكريم باللغة السريانية، وهي عبارة عن مخطوطين موجودين في مكتبة جامعة هارفرد بالولايات المتحدة الأمريكية،ومكتبة جون ريلاند John Ryland بمانشستر67 ولم نحصل على معلومات مفصلة عن هاتين الترجمتين بعد.
وقد أثبتنا وجود اثنتين وعشرين مخطوطة خاصة بالترجمة السواحلية للقرآن الكريم في مكتبة جامعة دار السلام في تنزانيا، وهي ترجمات لسورمختلفة. وقام بترجمة ست مخطوطات أحمد باشيخ حسين، كما قام بترجمة عشرة مخطوطات مترجم باسم "منصب"[؟] وترجم مسعود عبد اللهمخطوطة واحدة، أما النسخ الخمس الأخرى فمترجموها مجهولون.68
والمخطوط الوحيد الذي استطعنا إثباته من ترجمات القرآن الكريم إلىلغة ولوف Wolof(لغة غرب أفريقيا) قام بترجمته محمد ديمي [؟]، وتقعالترجمة في مجلدين ويشار إليها باسم "تفسير قرآني"Exégése Coranique، ويوجد هذا المخطوط في داكار.69
وجد الدكتور أنس كاريج Enes Karic ثلاث ترجمات إلى اللغة البوسنوية: فهناك ترجمة الحافظ سعيد ذي النونوفيتش Zenunovic المتناوبة، والنسخةالتي خطها حلمو ساريتشHilmo Saric . وقد فنيت الأولى في الحرب العالمية الثانية، أما النسخة الأخرى فضاعت خلال الثلاثين سنة الماضية، والمخطوطة الأخيرة هي ترجمة فطين كولينوفتش Fatin Kulenovic إلى اللغة البوسنويولـــ"معاني القرآن الكريم" لإبراهيم حقي الأزميرلي، وهذه المخطوطة موجودة فيسراييفو، وتتكون من مجلدين، وكتبت بالحروف اللاتينية – وما زلنا فيانتظار معلومات مفصلة عن هذه المخطوطات الثلاث.
تستحق نخطوطات ترجمة القرآن الكريم دراسة دقيقة من عدة جوانبفهي – فضلا عن أهميتها لذاتها – تعد مصدرا هاما لمعرفتنا باللغة والفن وتاريخ العلوم.
ومن الممكن تكريس أبحاث مستقلة لجوانب عدة من البحث الشامل فيهذه المخطوطات. فمن الموضوعات التي يمكن معالجتها مثلا:
-أسباب الاهتمام بأجزاء وسور وآيات معينة من القرآن الكريم.
-التباين في النسخ المختلفة لترجمات القرآن الكريم، وأسبابه.
-المقارنة بين النسخ المختلفة (الموجودة حاليا) لترجمة واحدة: نحو تفسير أبي الليث السمرقندي.
وبعد، فإن الذي استهدفناه من تقديم هذا البحث حول الترجمات المخطوطة لمعاني القرآن الكريم هو استنهاض الباحثين والعلماء المتخصصين في هذا المجال على التعاون مع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بإستانبول، والمساهمة في إنجاز الببليوغرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم المخطوطة، حتى يخرج هذا العمل العلمي الرائد إلى النور،ويقدم لخدمة الباحثين.
شكر وتقديـر
أتقدم بالشكر إلى الدكتور نجاة سفرجي أوغلي لمساعدته القيمة في إعداد هذا المقال، كما أشكرالدكتورة سمير اميس جاووش أوغلي على قراءة الترجمة الإنجليزية للنص.
ملاحظة: نشر هذا النص في الكتاب التالي: أهـمية المخطوطات الإسلامية: أعمال المؤتمر الافتتاحي لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، 30 نوفمبر_ 1 ديسمبر 1991/جمادى الآخر 1413_ النسخة العربية، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن، ص 119-147. |