عبد الملك محمد المقحفي
من ضمن برامج الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات بصنعاء، ما أقدمه في هذا التقرير الموجز عن نشاطها وإنجاز الإدارة العامة للمخطوطات خلال عامي 93/1994.
يتركّز نشاط هذه الإدارة لتنفيذ المهام الموكلة إليها، سواء ما كان منها مدرجًا ضمن الميزانية العامة للهيئة، أو ما تحصل عليه من دعم ومساعدات من المؤسّسات أو المنظمات العربية والأجنبية؛ ويمكن تلخيص بعض ما أنجز أو ما يزال تحت الدراسة كالآتي:
أولاً
ما يتعلق بالمشروعات القريبة المدى، والبعيدة المدى، وألخصهُ في النقاط الآتية:
مشروعات أنجزت خلال السنوات الخمس الماضية، بما في ذلك عامي 93/1994م، وهي:
1- تصوير 1000 مخطوطة على أفلام الميكروفيلم من مكتبات متفرقة، وتشمل فنونًا متعدّدة، بعضها نادر وهام.
2- وضع معدّو فهرس مخطوطات المكتبة الغربية بالجامع الكبير بصنعاء اللمسات الأخيرة للفهرس، بغرض إعداده للطبع، حيث يصل حجمه إلى نحو عشرة مجلدات. ويعرّف بما يقرب من أحد عشر ألف عنوان من مقتنيات المكتبة، ما بين كتاب ورسالة.
3- يقوم مختصان اثنان بوضع فهرس للمخطوطات المصوّرة على أفلام الميكروفيلم، وسيعرّف بأكثر من ألف كتاب، وتوضع اللّمسات الأخيرة بغرض طبعه ليكون في متناول الباحثين، ويتميز هذا الفهرس أنه سيعرّف بما سبق تصويره من بعثات التصوير العربية الآتية:
ا) المجموعة التي صوّرها المرحوم الأستاذ فؤاد سيد، عامي 51/1952م، من مكتبات عامة وخاصة.
ب) بعثة التصوير التابعة لمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة، عام 1974م.
ج) بعثة التصوير التابعة لمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة، عام 1985م.
د) مجموعة أفلام مُهداة من وزارة الإعلام، بنظر الأستاذ القاضي إسماعيل الأكوع.
4- في مجال اقتناء المخطوطات خلال عامي 93/1994م، يمكن أن نذكر بعضًا منها:
ا) صورة فيلمية للمصحف الشريف، بخط يحيى بن عبد الرزاق الرّقيحي، على قراءة حفص عن عاصم، وفي الهامش قراءة قالون عن نافع، فرغ من كتابته في 12 ربيع الأول 1406هـ، ورسم زخارفه الأخ فؤاد الفتيح.
ب) نسخة من كتاب: الوجود في الإخبار عن الوجود، لمحمد بن أحمد بن سعيد بن عقيلة، المتوفى سنة 1150هـ، الأصل ملك أحد أصحاب المكتبات الخاصة، والمحفوظ لدينا نسخة فيلمية عنه، والكتاب على منوال مبتدأ الخلق للكسائي، وكتاب عجائب الملكوت لأحمد بن يحيى المرتضى المتوفى سنة 840هـ.
ج) ديوان نادر بعنوان «النموذج الفائق من الشعر الرائق»، لعبد الرحمن بن يحيى الإنسي المتوفى سنة 1250هـ. نسخة خزائنية كتبت بخط جميل، جميع أوراقه مزخرفة بالألوان الزاهية، وقد رُقمت القصائد من أول الديوان، الشعر الحكمي (أي الفصيح). ويليه في نفس المجلد ديوان للشاعر نفسه بعنوان:
«ترجيع الأطيار في مُرقص الأشعار»، طبع بتحقيق القاضي عبد الرحمن الأرياني والقاضي عبد الله عبد الإله الأغبري، والنسخة المخطوطة خزائنية. وبالإضافة إلى ما ذكرناه تم اقتناء 63 مخطوطة نفيسة لا تزال في ديوان الهيئة.
د) ضمن التعاون الثقافي بين الجمهورية اليمنية ومملكة هولندا، كُلِّف فريق عمل يمني من قبل الهيئة العامة للآثار، ممثلاً في الإدارة العامة للمخطوطات، بالذهاب إلى مدينة تريم، محافظة حضرموت، في الفترة من 3/5 – إلى 18/5/1991م، وأنجز دراسة أولية توصي بضرورة ترميم قصر الرناد، بغرض إعداده ليكون مقرًا لمكتبة الأحقاف للمخطوطات؛ لما يمثله موقع هذا القصر من مزايا تبرز فن المعمار اليمني القديم وجماله، وتؤكد ضرورة صيانته والمحافظة عليه، وبلغت التكاليف المطلوبة أكثر من مليون ريال يمني. واستكمالاً للمشروع أعدّ الدكتور جان جوستويتكام تقريرًا متكاملاً يبين حجم المساعدة التي سيقدمها الجانب الهولندي على مدى السنوات 94، 95، 96، 1997. وفيها يتم تزويد مكتبة الأحقاف للمخطوطات بمختلف الطلبات المحدد تفصيلها أدنى هذا، وقد أعد هذا التقرير في شهر أبريل 1994م.
ونورد بعض ما يمكن أن يقدمه الجانب الهولندي في هذا المجال، وهو:
1- جهاز تصوير ميكروفيلم، مقاس 35مم/16مم.
2- آلة تصوير فوتوغرافية عادية، وكاميرا يدوية.
3- جهاز قارئ طابع.
4- مواد كيميائية لتحميض الأفلام، تتكوّن من مواد مثبتة، ومواد مُظْهِرة.
5- قطع غيار للأجهزة المذكورة ومواد فيلمية.
6- تجهيز وإعداد غرفة لتجليد وصيانة المخطوطات، تشتمل على:
أ- مكابس لضغط الملازم والأوراق بعد ترميمها أو تجليدها أو إلصاقها.
ب- مقص كبير لقص أوراق الكرتون المقوى، وغيره من الاستخدامات.
ج- طاولات.
د- رفوف وأدراج لحفظ المواد.
هـ- مواد كيميائية مختلفة تُستخدم في أغراض الصيانة والترميم.
7- تزويد المكتبة بجهاز كمبيوتر مع ملحقاته.
8- تزويد المكتبة بمراجع وكتب وموسوعات ومجلات ودوريات مختلفة، عربية وأجنبية.
9- يتكفّل الجانب الهولندي بتدريب الكوادر اليمنية على تشغيل الأجهزة المذكورة والطرق الأولية الخاصة بصيانتها.
10- تصل تكلفة هذا إلى مبلغ 250,000 جلدر هولندي، أي ما يعادل 154,000 ألف دولار.
ثانيًا
وضعت الإدارة العامة للمخطوطات صيغة أو مسودة مشروعات على المدى البعيد، من خمس إلى عشر سنوات، تمثل دراسة أولية لهذه المشروعات بغرض استكمالها مستقبلاً، وإمكانية الحصول على تمويل لها من ميزانية الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات إنْ أمكن ذلك، أو من جهات خارجية عربية كانت أو أجنبية، متمثلة في المنظمات التي لها علاقة ونشاط في مجال التراث العربي والإسلامي المخطوط، ويمكن أن نعرضها في إيجاز كما يلي:
1. مشروع المسح الشامل للمخطوطات
يهدف هذا المشروع إلى وضع خطة لتصوير جميع المخطوطات الموجودة داخل الجمهورية اليمنية أو خارجها، سواء كانت بحوزة المكتبات العامة أو المؤسّسات أو الجهات الحكومية أو الخاصة، وكذلك المكتبات الشخصية، والتمهيد لذلك بإحصائها على مستوى كل محافظة من محافظات الجمهورية اليمنية. ويعتمد المشروع على أسس، منها:
- إعداد العنصر البشري الذي يقوم بهذا العمل.
- تحديد المكان والزمان الخاص بالمشروع.
- توفير الإمكانات المطلوب توفيرها من مواد وأجهزة وآلات ومعدات ووسائل مواصلات.
- إعداد ميزانية خاصة بالمشروع الذي يتضمن بداخله صورًا لبعض المدن اليمنية التي سيشملها المسح، وصورة لخارطة كنموذج يمكن تعميمه على مختلف المحافظات، يوضح مواقع الهجر والمراكز العلمية والدينية بالشرفين بمحافظة حَجَّة، وصورة لبعض آراء ومقترحات العلماء والأساتذة الذين شاركوا في الندوة الوطنية الأولى للمخطوطات، بضرورة دعم ومساعدة اليمن في مجال المحافظة على التراث العربي الإسلامي، من خلال إقامة الندوات وتأهيل المختصين وتعريفهم بالطرق المختلفة للصيانة والمحافظة على المخطوطات، وتقديم المساعدات المادية المتمثّلة في الآلات والأدوات والمعدات، وإمكانية شرائها، والعمل على نشر المخطوطات النادرة محققة، ودعم من يقوم بذلك وتحمل تكاليف الطبع.
2. مشروع تطوير معرض الرّقوق القرآنية
يوجد في دار المخطوطات معرض للرّقوق القرآنية ينحصر تاريخها في القرون الأربعة الهجرية الأولى، وقد وضعت صيغة مشروع أو دراسة أولية لتطوير هذا المعرض وترجمة محتوياته، بحيث لا تبقى عبارة عن عرض نماذج لهذه الرقوق النادرة والعظيمة فقط، وإنما يُطَوَّر ليكون المعرض نواة لمتحف أو معرض تفصيلي يوضح الطرق المختلفة لصناعة المخطوط العربي، ويتمثل ذلك في توفير الآتي:
1- وضع جناح خاص بالرقوق القرآنية (المعرض الحالي).
2- جناح خاص بصناعة الأقلام ووضع نماذج حية منها، مثل مادة القصب، وما هي الخطوات المختلفة أو المتبعة لذلك، كعملية الفتح والقط والشق.
3- جناح خاص بصناعة المداد.
نماذج من المواد التي تدخل في تركيب المداد، كمادة السخام، والعفص والزاج، والصمغ... إلخ. وما هي التركيبات أو المواصفات المختلفة لصناعة المداد، فهناك المداد المصنوع عن طريق النقع وآخر عن طريق الطبخ، أو العصر، أو الغبار.
4- جناح خاص بصناعة الأوراق، وعرض للمراحل المختلفة لصناعة الورق، وكيف يتم ذلك.
5- جناح خاص بدباغة الجلود وإعدادها لأغراض الكتابة والأغراض الأخرى.
6- جناح خاص يمثل الأنواع المختلفة للمخطوطات التي عليها زخارف وصور وأشكال ورسومات أو على أغلفتها، وعرض نماذج للحفظ، وذكره في كُتب الأدب العربي.
3. مشروع فهرسة وترميم الرقوق القرآنية
يوجد لدينا كميات من رقوق المصاحف، تتطلب التوثيق والتسجيل والفهرسة، ووضع بطاقة لها، تدوّن بدقة. وحول هذا الغرض وصل إلينا في أواخر يناير سنة 1995م فريق يمثل مشروع ذاكرة العالم برئاسة الدكتور أيمن فؤاد سيد، مدير عام دار الكتب المصرية وعضوية الدكتور فتحي صالح، وقام بدراسة أولية لهذه الفكرة وصوّر نماذج ملونة لها، ونتمنى أن يتواصل مثل هذا العمل، وهو تصويرها بالألوان وبالأفلام العادية ثم توثيقها كما أشرنا، وتوثيقها في بطاقات يمكن أن تكون فهرسًا متكاملاً يعرّف بمادتها العلمية، ويعرض الجوانب الجمالية والفنية فيها.
4. مشروع ترميم الألف مخطوط
لدينا «كوادر» مؤهلة في هذا الجانب استطاعت أن تنجز صيانة مجموعة من المخطوطات التي بحوزتنا أو ما يحضره الأفراد لترميمها وتجليدها، وذلك على مدى العشر السنوات الماضية، وقد بلغت حتى الآن نحو خمسة عشر ألف مخطوط وَرقي ورِقّي.
5. مشروع الفهرسة والطباعة
ا- أعددنا فهرس مخطوطات المكتبة الغربية بالجامع الكبير بصنعاء، وهو جاهز للطبع وبحاجة إلى تمويل.
ب- فهرس مكتبة الأحقاف للمخطوطات، في ثلاثة مجلدات.
ج- فهرس مقتنيات الإدارة العامة للمخطوطات، من الكتب المشتراة والمحفوظة بإدارة الخدمات المكتبية (مخطوطات أصلية) في حدود ألف مخطوط، سيبدأ العمل فيه مع مطلع سنة 1996م، إن شاء الله.
د- فهرس المخطوطات المصورة (جاهز وبحاجة إلى تمويل).
ولا يفوتني أن أشير إلى أن الإدارة العامة للمخطوطات تقدم خدماتها للباحثين في مجال الدراسة والنشر والتحقيق، وأذكر من ذلك على سبيل المثال:
- الفكر التربوي للشوكاني، رسالة دكتوراه قدمها الأستاذ عبد الغني قاسم غالب لجامعة القاهرة بعد عام 1982.
- البلاغة والنقد من خلال مؤلفات الإمام يحيى بن حمزة المتوفى سنة 749هـ، رسالة ماجستير أعدها الأستاذ رياض عبد الحبيب القرشي.
- الإمام محمد بن إبراهيم الوزير، رسالة دكتوراه أعدها الأستاذ علي بن علي الحربي.
- ديوان الخفنجي، تحقيق أعده الأستاذ محمد بن محمد الأنسي لقسم الدراسات العليا بجامعة القاهرة سنة 1982.
- النظام القبلي في اليمن، دراسة للدكتور لول درش.
- الدولة الطاهرية في اليمن، رسالة ماجستير أعدّتها الباحثة البريطانية فينيسيا بورتر سنة 1984.
- مشاكل الري في اليمن، بحث أعده الأستاذ دانيل فاديسكو.
- دراسات حول عصر بني رسول، رسالة دكتوراه في الدراسات الإسلامية قدّمتها الأستاذة نهى صادق لجامعة تورنتو بكندا سنة 1985.
- مظاهر الحضارة في اليمن بين القرنين الرابع والسادس الهجريين، رسالة دكتوراه قدمها لجامعة القاهرة سنة 1986 الأستاذ محمد عبده الصوفي السروري.
- مصباح الراغب ومفتاح حقيقة المآرب، لمحمد بن عزّ الدين بن صلاح المتوفى سنة 973هـ، رسالة دكتوراه قدمها لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بالقاهرة سنة 1986 الأستاذ عبد الملك عبد الوهاب أنعم، ضمن دراسة وتحقيق.
- شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، ضبط وتحقيق الدكتور عبد الإله الصايغ والدكتور عبده الراجحي، ونشرته دار الفكر بدمشق، بإشراف مركز الدراسات والبحوث اليمني.
- مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن، لابن الأمير، حققه ودرسه للحصول على درجة الماجستير من قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 1987 الأستاذ عبد الله سوقان الزهراني.
- إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة، لابن الأمير، حقّقه ودرسه للحصول على درجة الدكتوراه من قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 1987 الأستاذ عبد الله شاكر الجنيدي.
- تاج علوم الأدب وقانون كلام العرب للإمام أحمد يحيى المرتضى المتوفى سنة 840هـ، حقّقه ودرسه الأستاذ نوري ياسين.
- فلسفة الدولة في المذهب الزيدي، رسالة دكتوراه أعدّها الأستاذ عطية سلمان أبو عاذره سنة 1986م.
- معيار أغوار الفهام (؟) للنجرى (؟)، حققه وقدمه للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة لاهور بباكستان سنة 1990 الأستاذ أحمد علي النزيلي.
ملاحظة: نشر هذا النص في الكتاب التالي: صيانة وحفظ المخطوطات الإسلامية: أعمال المؤتمر الثالث لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن 18-19 نوفمبر 1995 – النسخة العربية، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن، ص 115-126. يرجى الملاحظة بأن بعض الصور المستخدمة في هذه المقالة المنشورة على الموقع قد لا تكون جزءًا من نسخة المقالة المنشورة ضمن الكتاب المعني. |