في يوم الأربعاء الموافق 16 أكتوبر 2024، نظمت مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي محاضرة عامة بعنوان "المخطوطات القرآنية العديدة: إعداداتها واستخداماتها"، ألقتها الأستاذة شيلا بلير، التي تقاعدت مؤخرًا من أستاذية جامعة نورما جين كالديروود للفنون الإسلامية والآسيوية في كلية بوسطن ومن كرسي استاذية حمد بن خليفة للفن الإسلامي في جامعة فيرجينيا كومنولث.
قدم السيد صالح شهسواري، المدير التنفيذي لمؤسسة الفرقان، مقدمة موجزة عن الأستاذة بلير، وهي مؤلفة حائزة على جوائز، وتتمثل اهتماماتها الخاصة في استخدامات الكتابة وفنون العصر المغولي، وخاصة العمارة والمخطوطات. كما رحب السيد شهسواري بالأستاذ جوناثان بلوم، زوج المحاضرة وزميلها في البحوث ومشاركها في تأليف وتحرير عشرات الكتب ومئات المقالات حول جميع جوانب الفن الإسلامي، والذي كان حاضرًا بين الضيوف الحاضرين.
وكانت المحاضرة، التي أقيمت في مقر المؤسسة في لندن، جزءًا من سلسلة محاضرات الفرقان حول التراث الإسلامي. وقال السيد شهسواري: "إن المحاضرة تهدف إلى إلقاء المزيد من الضوء على الجوانب المختلفة للمخطوطات القرآنية". وأشار السيد شهسواري إلى أن "مخطوطات القرآن تمثل وتجسد تفاعلًا معقدًا بين الإيمان والتاريخ والفن، وتعكس أشكالها واستخداماتها المتنوعة النسيج الغني للثقافة الإسلامية وتأثيرها الدائم على العالم". وأوضح قائلا: "لقد بادرنا في المؤسسة إلى القيام بعدد من المشاريع والفعاليات المتعلقة بالمخطوطات القرآنية".
وفي كلمته الافتتاحية، رحب السيد شرف يماني، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفرقان، بالأستاذة بلير والحضور. وأشار إلى أن المخطوطات القرآنية تتميز باتصالاتها العميقة بروح وعقيدة الإسلام. وقال السيد يماني إن مؤسس مؤسسة الفرقان، والده معالي الشيخ الراحل أحمد زكي يماني، كان يؤمن بأن استكشاف النسيج الغني للتراث الإسلامي من شأنه أن يساعد في سد الفجوات بين الثقافات المختلفة، وهو الهدف الذي تعمل عليه المؤسسة منذ أكثر من 35 عامًا.
في بداية محاضرتها، أشارت الأستاذة بلير إلى أن القرآن الكريم، الذي يُحترم تقليديًا باعتباره كلمة الله الحرفية، قد تم نزوله وحفظه شفويًا، ولكن سرعان ما تم تدوينه. وأوضحت أن النسختين الشفوية والمكتوبة اتخذتا شكلًا ثابتًا بشكل ملحوظ لمدة تقرب من ألف عام ونصف، وخاصة منذ قرار الخليفة عثمان بن عفان حوالي عام 650 م بتوحيد الهيكل النصي (اي الرسم).
وعلى الرغم من هذا التماثل النصي، فإن مخطوطات القرآن الكريم تتنوع على نطاق واسع من حيث الحجم، ومواد صنعها، والشكل والتخطيط والخط والزخارف وغيرها من الميزات؛ كما أضافت الأستاذة بلير - في عرض غني بالرسوم التوضيحية استعرض بعض هذه المخطوطات العديدة - المناسبات التي صنعت من أجلها، والطرق المتعددة التي استخدمت بها.
ثم تناولت الأستاذة بلير الأسئلة النموذجية التي تطرح دوما حول المخطوطات الفردية: من صنعها؟ من هو جمهورها المستهدف؟ ماذا حدث لها لاحقًا؟ كما تناولت المحاضرة المعلومات التي يمكن الحصول عليها عن المخطوطة من خلال فحص الجوانب المادية لرقها، مثل تخمين مكان المنطقة الجغرافية استنادا إلى نوع جلد الحيوان المستخدم، والفحص الكربوني المشع، وما إلى ذلك.
واختتمت المحاضرة بجلسة أسئلة وأجوبة حيوية.