من إلقاءأ.د. إبراهيم البيومي غانم
نظمت مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط محاضرة للدكتور إبراهيم البيومي غانم بعنوان (مقاصد أوقاف المخطوطات والمكتبات في الحضارة الإسلامية: من الفقه إلى قوانين الملكية الفكرية المعاصرة)، وكان ذلك يوم الأربعاء 9 نوفمبر 2022م، وقد ترأس جلستها الدكتور أحمد شوقي بنبين. ونلخص ما جاء فيه في ما يلي:
استهل المحاضر حديثه بأن المخطوطات لها خبراؤها وفنيوها من الناحية الفنية، لكن النقطة التي أحببت تناولها هي ظاهرة وقف قسم من المخطوطات والمكتبات الموروثة في الحضارة الإسلامية، الذي يحمل صفة وقف، وإن كانت بعض أحكامه الفقهية تنصرف إلى طريقة التغليب.
هناك أحكام خاصة بعملية الوقف لصاحب المخطوط، سواء هو من يتملكه، أو شخصا آخر يتملك المخطوط. هناك أحكام خاصة متعلقة بهذا الجانب، وهذا هو الذي نركز الحديث عنه. وقد طرح الأستاذ البيومي غانم ثلاثة أسئلة للدخول في صلب الموضوع:
الأول: ما الدافع وما الهدف وما الغاية التي حركت هذا أو ذاك من العلماء أو ممن يملك المخطوط ليخرجه من ملكه الخاص ليجعله ملكا عاما؟
والسؤال الثاني: ما الذي يفسر هذه الحالة الوقفية في مجال العلم والمعرفة؟ ما دلالتها؟ هل هي مجرد ظاهرة عابرة أم لها مقصد خيري؟
والسؤال الثالث: ما العمل الآن وقد آل أغلب هذه الموروثات التي تحمل كتب وقفية، وقد آلت إلى مصير لم يرده الواقفون حيث خرجت من الإطار الفقهي الشرعي إلى الإطار القانوني؟
لم يحدث أن طالبت الوفود من العالم الإسلامي ان طالبت بحقوق هذه المخطوطات، وما صلة ذلك بمقاصد الشريعة الإسلامية؟
فعلاقة بين مؤلفي المخطوط والمخطوط معقول المعنى، والعلاقة مصلحية، وبالتحديد المصلحة المرسلة، وهي إذا ما عرضت على العقول تلقتها بالقبول، وتؤخذ من المقاصد العامة للشريعة. وعندما نتكلم عن مقاصد المخطوطات فإنما نتكلم عن مقاصد المكلفين.
هناك ثلاثة مقاصد لوقف المخطوط. المقصد الأول: ابتغاء مرضاة الله تعالى، ليكون المخطوط متاحا للجميع، وهو يريد بذلك وجه الله تعالى، ويظهر ذلك من خلال نصوص كثيرة، في طرة أو أواخر المخطوط أو بداخله. والمقصد الثاني: إتاحة العلم للجميع، يعني جميع طلاب المعرفة. والمقصد الثالث: حفظ الملكية الفكرية بالتعبير المعاصر.