"إعادة استعمال قطع مجتزأة في المخطوطات العربية" - محاضرة الأستاذ الدكتور كونراد هيرشلر
أقيمت هذه المحاضرة على هامش الدورة التدريبية الدولية بعنوان "جوانب من علم المخطوطات وعلم دراسة الخطوط في المخطوطات الإسلامية، مع تركيز خاص على تقاييد المخطوطات"، والتي أقيمت من 25 إلى 29 مارس 2019م، بمكتبة برلين الوطنية، بألمانيا. وقد نظم هذه الدورة مركز دراسات المخطوطات الإسلامية بمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، بالتعاون مع مكتبة برلين الوطنية وجامعة برلين المفتوحة. وقد قامت المؤسسات الثلاث بتنظيم هذه المحاضرة العامة تحت عنوان "إعادة استعمال قطع مجتزأة في المخطوطات العربية"، يوم الأثنين 25 مارس 2019م، وذلك بغرض إفساح المجال أمام شريحة أوسع من المهتمين بالتراث والثقافة الإسلامية. وقد ألقى المحاضرة الأستاذ الدكتور كونراد هيرشلر، المحاضر بمعهد الدراسات الإسلامية بجامعة برلين المفتوحة.
وقد أدار الفعالية الدكتور كريستوف راوخ، رئيس قسم الإستشراق بمكتبة برلين الوطنية.
بعد كلمتي الترحيب من كل من الدكتورة باربارا شنايدر-كيمبف، مديرة مكتبة برلين الوطنية، والسيد صالح شهسواري، المدير التنفيذي لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، تم إعطاء المجال للدكتور كونراد هيرشلر لإلقاء محاضرته.
وقد استهل المحاضرة التي عنّونها "الولوج الى جحر الأرنب: إعادة استعمال قطع مجتزأة في المخطوطات العربية"، بتسليط الضوء على حقيقة أن منتجي المخطوطات العربية قد درجوا على إعادة استعمال صفحات من كتابات تم الإستغناء عنها. وقد شملت هذه مادة معاصرة لوقتهم من قبيل العقود أو القرارات أو العرائض، وكذلك مادة تعتبر عتيقة بالنسبة للزمان الذي تم إعادة استعمالها فيه.
وقد قام المحاضر بتقديم عينة من نماذج تدل على ممارسات إعادة التدوير هذه من مخطوطات تم إنتاجها في الديار السورية والمصرية خلال القرون الوسطى، خاصة القرنين الثاني عشر والثالث عشر. وقد أظهرت العينة أن هذه القطع كانت متاحة بشكل منهجي لمنتجي المخطوطات، وهي تشير إلى سوابق مختلفة من حيث المادة (مثلاً الرق في محيط قد تحول إلى الكاغد من زمن بعيد)، أو الخط المستعمل (كوجود الخط المغربي القديم، وهو غريب بالكلية على السائد من ثقافة المخطوطات المحلية)، أو من حيث اللغة (مثل وجود الكتابة العبرية، أو السريانية، أو الجورجية). وقد أدمج منتجي المخطوطات هذه المادة اللافتة للنظر - والمعاد تدويرها - في الكتب الجديدة بطرق جلية، حيث تم وضعها في صفحة العنوان، وبالتالي فهي أول ما تقع عليه عين القارئ عندما يرفع الكتاب. وفي رحلات هذه الكتب لاحقاً، حيث تم إدخال التعديلات المادية عليها أيضاً، ظهر أن مستخدمي هذه الكتب قد أولوا اهتماماً كبيراً بهذه المادة المعاد استخدامها، فقاموا بحفظ هذه الأوراق الأثرية بطرق مثيرة للدهشة أحياناً.
بعد أن أكمل المحاضر عرضه، دار نقاش مستفيض، ووجهت أسئلة مهمة حول الموضوعات التي تمت إثارتها في هذه المحاضرة.