نظمت مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بلندن، بشراكة مع جمعية فضاء الأطر بالمغرب محاضرة للدكتور عصام أحمد البشير حفظه الله، تحت عنوان "التّديّن الرّشيد مفهومه، خصائصه، معوقاته" بفندق أفنتي، مساء يوم 03/11/2023 على الساعة الثامنة والنصف، وقد ترأس جلستها الدكتور وصفي عاشور أبو زيد. ونلخص أهم ما جاء فيها في ما يلي:
بدأ المحاضر ببيان مصطلحات المحاضرة التي يكثر تداولها في الحقل المعرفي المعاصر، تفكيكا وتحليلا، مثل معنى الدين في اللغة والسياق القرآني، وتطرق إلى الفرق بين التدين والدين. كما تناول في السياق ذاته معنى الرشد في اللغة، وفي السياق القرآني. ووقف على معناه عند العلماء.
على أن فضيلة الدكتور عصام طفق يبين خصائص التدين الرشيد، فتناولها في ستتة محاور: التدين الرشيد متناغم مع الفطرة، والتدين الرشيد يصنع الحياة، والتدين الرشيد تدين وسطي، وهو كذلك تدين إيجابي يبني ولا يهدم، وهو متدرج يراعي السنن والأسبقيات، وهو أيضا تدين متعايش. وقد صاغها في قالب تقعيدي على النحو الآتي: من الشكل والمظهر؛ إلى الحقيقة والجوهر و.من الكلام والجدل؛ إلى العطاء والعمل و.من العاطفية والغوغائية؛ إلى العقلانية والعلمية. ومن الفروع والذيول؛ إلى الرؤوس والأصول. ومن التعسير والتنفير؛ إلى التيسير والتبشير و.من الجمود والتقليد؛ إلى الاجتهاد والتجديد و.من التعصب والانغلاق؛ إلى التسامح والانطلاق. ومن الغلو والانحلال؛ إلى الوسطية والاعتدال. ومن العنف والنقمة؛ إلى الرفق والرحمة. ومن الاختلاف والتشاحن؛ إلى الائتلاف والتضامن.
ووقف فضيلة المحاضر عند بيان صور التدين المنحرف عن الرشد، فبسط الكلام عنها في إحدى عشرة صورة، نجمل القول فيها فيما يلي: التدين المغشوش، والتدين المنقوص، والتدين الانتقائي، والتدين المغيب، والتدين المعكوس، والتدين الشكلي، الذي يعنى بالمظهر دون الجوهر، والتدين الانتحاري الذي يبدأ بالتكفير وينتهي بالتفجير، وهو تدين يغلب عليه التشدد، والتدين الاشتجاري الذي يعيش في جو الخلاف، والتدين الانبهاري الذي يعيش في الماضي منبهرا به، دون تمحيص ولا تحقيق، والتدين الانسحابي، وهو نوع من التدين الذاتيّ، فيكتفي المرء من الدين بالسلوك الفرديّ، غاضًّا الطرف عما في الدين من أبعاد اجتماعية وجماعية، والتدين الانهزامي كمن يلجأ للتدين نتيجة أزمة تصيبه، أو محنة يقع فيها.
وختم محاضرته بأن التدين الرشيد هو تدين رباني وسطي، متوازن شمولي، يتناغم مع الفطرة ويحرك الحياة، وهذا المستوى من التدين ينهض بواقع الأمة من عالم الوجود العادل إلى عالم الشهود الفاعل من خلال العقيدة الموافقة للفطرة، والعبادة الدافعة للعمارة، والعقل المهتدي بالوحي، والعلم المرتبط بالإيمان، والأخلاق المترقية بالإنسان، والجسد الممدود بالروح، والأسرة التي تصون الفرد، والتشريع المحقق للمصلحة.
وبعدها فتحت المناقشة، وختم هذا النشاط الماتع بالدعاء الصالح.
والحمد لله رب العالمين
التّديّن الرّشيد مفهومه، خصائصه، معوقاته
شارك: