في إطار التعاون بين مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي وكل من مركز البحوث الإسلامية (ايسام) في إستنبول، ومعهد المخطوطات العربية في القاهرة، أقامت مؤسسة الفرقان دورة في تحقيق المخطوطات في مركز البحوث الإسلامية في إستنبول، والتي ضمت نخبة من العلماء الممارسين لصنعة التحقيق.
قامت فكرة الدورة على أساس تأهيل الكوادر من الباحثين الأتراك والعرب لممارسة التحقيق في صورته المنهجية العلمية القويمة، المستوفية للجوانب النظرية والتطبيقية، إضافة إلى ورش العمل. استمرت الدورة عشرة أيام، ابتداء من تاريخ 27/ 1/ 2014م، وحتى 6/ 2/ 2014م.
حضر الجلسة الافتتاحية للدورة نخبة من الأساتذة المهتمين بشؤون المخطوطات، ومثل الفرقان فيها الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، عضو مجلس الإدارة في الفرقان، والأستاذ صالح شهسواري، المدير التنفيذي في الفرقان، والأستاذ محمد دريوش، مسؤول المشاريع في المؤسسة. وقد ابتدأ الكلمات الافتتاحية الأستاذ الدكتور محمد عاكف أيدن، مدير مركز البحوث الإسلامية، فتحدث عن المركز وعن الموسوعة الإسلامية، التي كان الاحتفال باكتمالها قبل يومين من بدء الدورة، وعن المشروع الجديد الذي تبناه المركز، وهو "العصور المتأخرة من الحضارة الإسلامية"، ذلك المشروع الذي يسعى المركز لإعداد الكوادر اللازمة له، ومنها العاملون في تحقيق المخطوطات. ثم تحدث الأستاذ شهسواري، مدير المؤسسة، عن اهتمامات مؤسسة الفرقان من خلال مركز المخطوطات، ومركز المقاصد، ومركز مكة والمدينة، وأشار إلى أهمية التعاون بين المؤسسة ومركز البحوث الإسلامية ومعهد المخطوطات العربية. ثم تحدث الدكتور فيصل الحفيان عن معهد المخطوطات، الذي يحتفل بمرور سبعين عاما على تأسيسه، وعن الخدمات التي قدمها للتراث منذ إنشائه. ثم تم توقيع اتفاقية تعاون علمي وثقافي بين مؤسسة الفرقان ومركز البحوث الإسلامية (ايسام). وبعد ذلك، ألقى الدكتور فخر الدين قباوة كلمة أساتذة الدورة، بين فيها أهمية إقامة مثل هذه الدورات في ظل اضطراب مدارس التحقيق الاستشراقية والعربية.
خصص أول يومين للدورة للمقدمات النظرية التي تناول فيها الدكتور فيصل الحفيان بنية المخطوط وأخلاق المحقق، وتناول الدكتور محمود مصري تاريخ التحقيق وثقافة المحقق، وتناول الدكتور فخر الدين قباوة الأسس النظرية للتحقيق ومكتبة النص المخطوط. وخصصت الأيام الخمسة التالية لعمل المحقق والتطبيقات عليه، فتناول الدكتور محمود مصري اختيار النص والبحث عن النسخ المخطوطة، وتناول الدكتور فيصل الحفيان توثيق النص، وتناول الدكتور مرتضى بدر نقد النص، وتناول الدكتور حسن العثمان اكتشاف النص وتحرير النص، وتناول الدكتور بشار عواد معروف مقابلة النص والتعليق على النص وتكشيف النص، وتناول الدكتور أحمد عبد الباسط دراسة النص. واشترك في التطبيقات كل من الأساتذة فخر الدين قباوة ومرتضى بدر ورمضان ششن وحسن عثمان وأحمد عبد الباسط. أما الأيام الثلاثة الأخيرة فقد خصصت لورش العمل التي اشترك فيها كل من الأساتذة خالد فهمي وفخر الدين قباوة ومحمود مصري وأحمد عبد الباسط وفيصل الحفيان.
وفي حفل اختتام الدورة تم توزيع شهادات المشاركة للباحثين المشاركين فيها، وشهادات الشكر للمنظمين.