العمارة السكنية الإسلامية عبر العصور: التصميم المناخي والبيئي والجماليات البصرية

شارك:

استضافت مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي محاضرة بعنوان "العمارة السكنية الإسلامية عبر العصور: التصميم المناخي والبيئي والجماليات البصرية"، ألقاها الدكتور صبحي العزاوي، وهو مهندس معماري ممارس وباحث مستقل وكاتب ومحاضر. أُقيمت المحاضرة يوم الأربعاء، 4 يونيو/حزيران 2025، في مقر المؤسسة بلندن، ضمن سلسلة محاضرات الفرقان حول التراث الإسلامي.

رحّب السيد شرف يماني، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفرقان، في كلمته الافتتاحية بالمحاضر والحضور، مسلطًا الضوء على رسالة المؤسسة في تعزيز التراث الإسلامي.

وبدوره قدّم السيد صالح شهسواري، المدير التنفيذي لمؤسسة الفرقان، تعريفًا موجزًا ​​بالمحاضر والمحاضرة.

وتزامنت المحاضرة مع يوم البيئة العالمي، الذي يُحتفل به سنويًا في الخامس من يونيو، مسلطة الضوء على التصميم المناخي والبيئي للعمارة المنزلية الإسلامية. وكان هدف المؤسسة من خلال هذه المحاضرة تقديم مساهمة متواضعة لتشجيع الوعي والعمل من أجل حماية البيئة.

وركزت المحاضرة على الدور الحوشية التراثية الأصلية في بغداد، استنادًا إلى القياسات والتحليلات والاستنتاجات الميدانية التي أجراها المحاضر. وتمثّلت العمارة السكنية الإسلامية في الدور الحوشية التراثية الأصلية المماثلة، المنتشرة في مختلف بلدات ومدن العالم الإسلامي في مناخات المناطق شبه الاستوائية الحارة والجافة.

فيما يتعلق بالتخطيط والتصميم الحضري، أشار الدكتور العزاوي إلى أن تصميم أحيائهم التقليدية يُشكّل كتلة غير متبلورة ومتصلة من المنازل ذات الأحجام المختلفة، تفصلها أزقة طويلة وواسعة بين كتل سكنية كبيرة، وأزقة ضيقة بين كتل سكنية صغيرة، بينما تؤدي الطرق المسدودة إلى عدد قليل من المنازل.

وفيما يتعلق بالتصميم المناخي والبيئي، شارك الدكتور العزاوي نتائج قياساته الميدانية وتحليلاته واستنتاجاته حول منازل بغداد ذات الفناء، والتي أجراها بنفسه كجزء من أطروحته لنيل درجة الدكتوراه في جامعة كلية لندن، مستخدمًا أدوات علمية. ومن بين النتائج التي توصل إليها أنه بينما بلغت درجة حرارة الهواء القصوى في ظل شرفة السطح حوالي 50 درجة مئوية، والرطوبة النسبية حوالي 15%، كانت درجة الحرارة في "نيم سرد آب" حوالي 30 درجة مئوية، والرطوبة النسبية بين 30% و40%، مما وفر بيئة حرارية داخلية مريحة دون أي أجهزة ميكانيكية. وفي هذا الصدد، أشار الدكتور العزاوي إلى أن مهندسي الميكانيك والتهوية الأمريكيين توصلوا إلى ظروف الراحة الحرارية بين عامي 1923 و1925، في ظروف مختبرية، باستخدام أجهزة ميكانيكية وكهربائية؛ إلا أن البنائين المسلمين توصلوا إلى نفس الظروف في منازل "مكيفة طبيعيًا" قبلهم بـ 75-100 عام.

وُلد الدكتور العزاوي ببغداد ونشأ فيها لأبٍ "أسطى معماري"؛ وكان جدّاه لأبيه وأمه ذو نفس المهنة أيضًا. درس في كلية الهندسة المعمارية التابعة للجمعية المعمارية في لندن (1962-1968)، وأكمل أطروحته للدكتوراه في كلية بارتليت للهندسة المعمارية والتخطيط، بكلية لندن الجامعية (1969-1973 و1981-1984).

ومارس الدكتور العزاوي الهندسة المعمارية لأكثر من 40 عامًا بشكل رئيسي في المملكة المتحدة. وشارك في تأليف وتحرير ورسم كتاب "المناخ وتصميم المنازل"، الذي نشرته الأمم المتحدة عام 1971. كما نشر عددًا من المقالات والأبحاث الفنية.

Back to Top