عقدت الدورة التدريبية الثانية على الفهرسة بإشراف الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو في المكتبة السليمانية في اسطنبول. قامت بتنظيم هذه الدورة مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بالتعاون مع مركز البحوث للتاريخ الإسلامي والفنون والثقافة الإسلامية (IRCICA) والمكتبة السليمانية.
عقدت هذه الدورة في اسطنبول بين التاسع والعشرين من أغسطس والثلاثين من سبتمبر 1994. وأعلن عنها في عدد من الدوريات المتخصصة. وبُعثت رسائل إلى المكتبات التي تحتوي على مخطوطات غير مفهرسة. وقد وضعت شروطاً محددة للالتحاق بالدورة التدريبية، كأن يكون الدارس حاصل على شهادة جامعية في علم المكتبات، أو اللغة العربية، أو الدراسات الإسلامية، إضافة إلى الإلمام الجيد باللغة العربية. كي يكونوا قادرين على القيام بعملية فهرسة المخطوطات العربية.
التحق بهذه الدورة 24 طالباً من بلاد البلقان، وتركيا، والاتحاد السوفيتي (سابقاً). وجرى اختيار المشاركين من بين الذين رشحتهم ألبانيا، وأذربيجان، والبوسنة والهرسك، وبلغاريا، وكرواتيا، وكازاخستان، وكوسوفو، وڤيرغيزيا، وطاجكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان. والتحق مع هؤلاء المشاركين آخرون من المعاهد والمؤسسات التركية بما في ذلك جامعة اسطنبول، وجامعة أنقرة، والمديرية العامة للأوقاف.
تميزت هذه الدورة بأن التدريب في كان بلغات متعددة، كالعربية، والانكليزية، والتركية، والفارسية، وزودت المحاضرات كذلك بترجمة إلى اللغتين التركية والعربية. تم وضع منهاج الدورة بالتعاون مع IRCICA، وقسم علم المكتبات في جامعة القاهرة، وعدد من أعضاء مجلس خبراء مركز المخطوطات، والمجلس الاستشاري الدولي التابعين للفرقان.
واستمرت أعمال الدورة لمدة خمسة أسابيع قُسِم خلالها العمل إلى محورين، نظري (أسبوعان) وتطبيقي (ثلاثة أسابيع). درس المتدربون مقررات نظرية في التطور التاريخي للمخطوطات الإسلامية، وفي فهرستها وتصنيفها، إضافة إلى التدريب على الأساليب والمبادئ المتبعة في دراسة المخطوطات. وتضمن المقرر أيضاً فصولاً تتعلق بتطور مواد الكتابة، كورق البردي، وغيره من أنواع الورق، وكذلك أنواع الحبر، إضافة إلى تأسيس المكتبات وتطورها. وتضمن منهاج الدورة أيضاً محاضرات ذات صلة بالمخطوطات وتطورها التاريخي، كالخط، والمنمنمات، وتجليد الكتب، وطلاءها بالذهب وزخرفتها، وما إلى ذلك.
أما الموضوعات التي شملها الفصل النظري فهي:
- تاريخ المخطوطات العربية، والتركية، والفارسية.
- تاريخ المخطوطات الإسلامية في أفريقيا، وشبه القارة الهندية، وبقية العالم.
- تاريخ الخط العربي عبر مدارسه المختلفة. - المواد التي استخدمت في المخطوطات الإسلامية (الورق، الحبر، الجلد، إلخ).
- التجليد.
- الزخرفة وعلم الجمال.
- تاريخ فهرسة المخطوطات الإسلامية.
- المصادر والمراجع المستخدمة في فهرسة المخطوطات الإسلامية.
- تاريخ المجاميع الكبرى.
- بعض الأفكار حول حفظ المخطوطات وصيانتها.
أما الجزء التطبيقي من الدورة، فقد تمت مباشرة العمل فيه بالتعاون مع مكتبة تحتوي على مخطوطات إسلامية. استطاع المشاركون في الدورة التعامل مع المخطوطات لمدة أربع ساعات يومياً، كما درسوا بدقة، بفضل توجيهات مفهرس خبير، عملية الفهرسة، واستكشاف الصعوبات الخاصة التي تنشأ أثناء العمل. وطلب من المتدربين أن يقوموا بمهمات عملية، كالبحث في معلومات بيبليوغرافية تتعلق بأعمال مخطوطة نادرة، وكذلك ملء صحائف بيبليوغرافية تستخدم في إعداد الفهارس.
كانت مؤسسة الفرقان موفقة إذ استطاعت حشد هيئة تعليمية مركزية عالية التأهيل مؤلفة من مدربين محترفين ليقوموا بالتدريس في هذه الدورة. ومن بينهم: الأستاذ الدكتور ابراهيم شبوح (تونس)، الأستاذ الدكتور عبد الستار الحلوجي، والأستاذ الدكتور نصر الله مباشر الطرازي (كلاهما من مصر)، والأستاذ الدكتور محمد بن شريفه (المغرب) والأستاذ الدكتور قاسم السامرّائي (هولندا)، والأستاذ الدكتور إيراج أفشار (إيران) والأستاذ الدكتور جون هنويك (الولايات المتحدة الأمريكية) والأستاذ الدكتور يحيى الساعاتي (العربية السعودية) والسيد معمر أولكر (تركيا).