الدورة التدريبية الثانية عشرة في مجال التحقيق، تحت عنوان "تحقيق المخطوطات الأدبية واللغوية"؛ من 26 جمادى الثانية إلى 2 رجب 1440هـ الموافق لـ 4 - 9 مارس 2019م، بمؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط.
نظم مركز دراسات المخطوطات الإسلامية بمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، بالاشتراك مع مؤسسة دار الحديث الحسنية، دورة تدريبية في تحقيق المخطوطات الأدبية واللغوية، وذلك برحاب مؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط، من 26 جمادى الثانية إلى 2 رجب 1440هـ الموافق لـ 4 - 9 مارس 2019م، بحضور علمي وازن من المغرب ومن خارجه،.
وقد شارك في تأطير هذه الدورة 11 أستاذا باحثا متخصصا، وهم:
د. أحمد شوقي بنبين، مدير الخزانة الملكية بالرباط.
د. إبراهيم شبوح، خبير دولي في المخطوطات.
د. صلاح جرار، أستاذ التعليم العالي بالجامعة الأردنية.
د. عباس ارحيلة، أستاذ التعليم العالي بجامعة القاضي عياض بمراكش.
د. إبراهيم بن مراد، أستاذ التعليم العالي بالجامعة التونسية.
د. أنس وكاك، أستاذ التعليم العالي بجامعة القاضي عياض بمراكش.
د. محمد الطبراني، أستاذ التعليم العالي بكلية اللغة بمراكش.
د. طارق طاطمي، أستاذ بمؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط.
د. عبد الرحمن هيباوي، أستاذ بمؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط.
د. محمد سعيد حنشي، أستاذ باحث بالخزانة الملكية بالرباط.
د. عبد العالي لمدبر، أستاذ باحث بالخزانة الملكية بالرباط.
وقد افتتحت هذه الدورة صباح يوم الإثنين 04/03/2019، بمقر مؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط، بآيات من الذكر الحكيم. تلا ذلك الجلسة الافتتاحية، التي تناول الكلمة فيها كل من الأستاذ عبد الحميد عشاق، نائب المدير العام لمؤسسة دار الحديث الحسنية، وقد عبر في كلمته عن سعادته الغامرة بافتتاح هذه الدورة المباركة التي أضحت قبلة للباحثين في التراث من مختلف أنحاء المعمورة، ورحب فيها بضيوف المغرب مؤطِّرين ومُؤطَّرين، وبالأساتذة المشاركين في تأطير هذه الدورة، وبالباحثين المستفيدين منها؛ وختم كلمته بالإعراب عن استعداده الدائم للتعاون مع مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لإنجاز كل المشاريع التي تسهم في خدمة العلم وأهله.
وتناول الكلمة بعده السيد المدير التنفيذي لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الأستاذ صالح شهسواري، الذي رحب بدوره بالسادة العلماء والباحثين المشاركين في الدورة، وشكرهم على حسن تعاونهم مع اللجنة العلمية المنظمة، مع رجائه الصادق لهم بمقام طيب في مدينة الرباط، ودوام النجاح والتَّألق في مسيرتهم العلمية. وذكَّر بأن هذه الدورة من أهم ثمرات الشراكة العلمية التي تربط المؤسسة بدار الحديث الحسنية بالرباط،؛ وتأتي أيضا تتميما لمجهوداتها في التنظيم المنتظم لدورات التحقيق والفهرسة ومقاصد الشريعة في شتى ربوع المعمورة؛ كما عبر عن سعادته الغامرة بالشراكة العلمية التي تربط المؤسستين، ورجائه الصادق في دوامها وتطورها خدمة للعلم والعلماء.
وتناول الكلمة بعد ذلك الأستاذ الدكتور صلاح جرار، نيابة عن الأساتذة والباحثين المؤطرين لهذه الدورة، فشكر المملكة المغربية لاحتفائها بالعلم وأهله، وشكر المؤسستين المنظمتين على الجهود الكبيرة التي بذلاها، وأكد أن الدورة العلمية أضحت قبلة للباحثين وطلبة العلم.
وافتتحت الدورة بمحاضرة حول تحقيقالمخطوطاتالأدبيةواللغوية: قضاياونماذج،ألقاها الدكتور أنس وكاك، أستاذ التعليم العالي بجامعة القاضي عياض بمراكش، وتناول فيها الأستاذ المحاضر بالعرض والتحليل الخطوات المنهجية التي ينبغي أن يسلكها الباحث في تحقيق مخطوطات الأدب،خصوصا أثناء مرحلة جمع النسخ الخطية للكتاب ودراستها؛ وضرب أمثلة لذلك، منها الفوائد العظيمة التي تحتضنها النسخ الخطية لكتاب مقاماتالحريري، والتي يجب توظيفها في دراسة النسخ، وتأريخ نص المقامات.
تلت هذه المحاضرة الورشة التَّطبيقية الأولى في الدورة، وكانت تحت عنوان: المعاييرالعلميةفياختيارالمخطوطاتالتيتصلحللتحقيق، في إطار أكاديمي أو في مشاريع علمية شخصية أو مؤسساتية، وقد تولى تأطيرها السادة الأساتذة محمد سعيد حنشي وعبد العالي لمدبروعبد الرحمن هيباوي.
أما اليوم الثاني من الدورة؛ وهو يوم الثلاثاء 5 مارس 2019، فقد افتتح بمحاضرة الدكتور صلاح جرار حول تحقيقعنوانالمخطوطونسبتهإلىمؤلفه، وافتتحها المحاضر بتذكير الباحثين بخطورة تغيير عنوان الكتاب المحقق أو الخطأ فيه، أو في نسبته إلى صاحبه، إذ يعد ذلك من مهالك التحقيق التي لا تنجبر؛ وقدم نماذج من هذه الآفة، وذَكَرَ أسباب هذه الظاهرة التي قد ترجع إلى المخطوط ذاته، أو يتسبب فيها المحقق؛ كما قدم كثيرا من الإشكالات التي قد تعرض للمحقق في هذا الباب، كتشابه بعض العنوانات، أو تعددها، أو تصحيفها وتصحيف أسماء مصنفيها.وختم محاضرته بالحديث عن ضرورة الالتزام بالضوابط المنهجية في توثيق عنوان الكتاب، وإثبات نسبته إلى مؤلفة، وذلك بتتبع المصادر التي نقل منها أو نقلت منه، ومعرفة نفسه في الكتابة، ثم الاستعانة بالبرامج الحديثة.
تلتها محاضرة للدكتور عباس ارحيلة، تحت عنوان: منإشكالاتتحقيقالكتابالمخطوط،حينماتنسبالرسالةإلىغيرمؤلفها ويستمراعتمادهانحوقرنمنالزمان،تناول فيها المحاضر قواعد توثيق عنوان المخطوط ونسبته إلى مؤلفه، مستعرضا نماذج من هذا الباب، ككتاب نقدالنثر، لقدامة ابن جعفر، والرسالةالعذراء، لإبراهيم الشيباني، المنسوبة خطأ إلى ابن المدبر.
وفي الحصة المسائية عقدتالورشة التطبيقية الثانية تناول فيها المؤطرون: جمعالنسخالخطيةللكتابالمزمعتحقيقهوالقواعدالعلميةلدراستها.
تلت هذه الورشة، الورشة التطبيقية الثالثة، التي تناول فيها الأساتذة المؤطرون: قراءةالنصواستكشافخطهوالرموزالواردةفيه (الحصةالأولى).
أما اليوم الثالث من الدورة، وهو الأربعاء 06/03/2019، فقد افتتح بمحاضرة الدكتور محمد الطبراني تحت عنوان: منذخائرالقرنالرابعالمجهولة،كتاباشتقاقأسماءاللهتعالىلأبيجعفرالنحاس (ت. 338هـ)،وبين فيها المحاضر أهمية الكتاب، وتتبع توثيق نسبته إلى مؤلفه، اعتمادا على النصوص الواردة فيه، وتحليلها وحسن توظيفها والاستشهاد بها؛ وذكر بعد ذلك مجموعة من المصادر التي نقل منها أو نقلت منه؛ وختم محاضرته بإيراد فوائد انتخبها من الكتاب.
تلتها محاضرة للدكتور عباس ارحيلة، تحتعنوان: قضاياوإشكالاتفيمقدماتلبعضشروحثعلب،وقد افتتحها السيد المحاضر بالتذكير بأهمية المقدمة في التحقيق، والعناصر التي ينبغي أن تتوفر فيها، من خلال مقدمات شروح ثعلب؛ كما ذكر أهم القواعد المساعدة في صناعة المقدمة الموافقة للتحقيق، وعلى رأسها القراءة المتأنية لمقدمات التحقيقات الرصينة للكتب، ومحاولة النسج على منوالها، وخاصة مقدمات تحقيقات شيوخ وأرباب هذه الصنعة، كالشيخ محمود محمد شاكر، والشيخ عبد السلام هارون، وسيد أحمد صقر، ومحمود طناحي، وغيرهم.
وفي الحصة المسائية، ألقىالدكتور محمد الطبراني محاضرته الثانية في هذا اليوم تحت عنوان: إصلاحالمنطق: قراءةنقديةفيتحقيقهالمطبوععلىضوءبعضنسخهالأصيلة، وتناول فيها السيد المحاضر أنواعا كثيرة من الهفوات التي وقع الشيخان المحققان للكتاب، رغم فضلهما وتقدمهما ومهارتهما في هذه الصنعة. والسبب الرئيس في أغلب هذه الهنات، تقصيرهما في استقصاء النسخ الخطية للكتاب، الوثيقة الصلة بالمؤلف أصالة ووثاقة وقدما.
تلت هذه المحاضرة الورشة التطبيقية الرابعة، مرن فيها المؤطرون الطلبةَ المشاركين في الدورة على مهارة قراءةالكتابالمخطوطوالتَّعرفعلىالخطوالرموزالمستخدمةفيالنسخ (الحصةالثانية).
أما اليوم الرابع من الدورة، وهو الخميس 07/03/2019، فقد افتتح بمحاضرة لفضيلة الدكتور أحمد شوقي بنبين، تحت عنوان: مشكلةالنساخةوأثرهافيضبطكتبالتراث: كتباللغةوالأدبنموذجا،وتناول فيها مشاكل النساخة في الكتاب العربي المخطوط، وأثرها في تصحيف كثير من النصوص وتحريفها؛ حيث قدم مجموعة من الأمثلة من كتب اللغة والأدب التي تم تصحيف معناها أو تحريفه.
تلتها محاضرة - للدكتورصلاح جرار -حول خدمةالأبياتوالنصوصالشعريةفيتحقيقالمخطوطاتالأدبيةواللغوية، وذكر فيها قواعد تحقيق النصوص الشعرية، والصعوبات التي تكتنف هذه العملية، والدُّربة التي يتوجب توفرها في المُقْدِمِ على هذه التجربة، سواء في مرحلة توثيق النص وتخريجه، أو أثناء إثباث فروقه ورواياته، أو شرح غريبه أو صنعة كشافاته.
وفي الحصة المسائية، تم عقد ورشتينتطبيقيتين، الخامسة والسادسة ضمن هذه الدورة، مَرَّنَ فيهما الأساتذة المؤطرون الطلبةَ المشاركين في الدورة على طريقة النسخالسليملمتنالكتاب،وتنظيمهإلىفقرات،وضبطهومقابلته (الحصة الأولى والثانية).
أما اليوم الخامس من الدورة، وهو الجمعة 08/03/2019، فقد افتتح بمحاضرة الدكتور محمد سعيد حنشي، تحت عنوان: تحقيقالدواوينوالاختياراتالشعرية، ألقاها بالنيابة عن الدكتور إبراهيم بن مراد، الذي تعذر عليه حضور هذه الدورة لأسباب قاهرة. وتناول فيها المحاضر طرق القدماء في جمع الشعر وتوثيقه وتدوينه، مع التذكير بالقواعد التي ينبغي الالتزام بها في تحقيق كتب الدواوين والاختيارات الشعرية، مع تقديم أمثلة من توثيق القدماء وتحقيقهم للشعر، ونماذج من أخطاء المحققين وزلاتهم في تحقيق هذا الضرب من التأليف.
تلتها الورشة التطبيقية السابعة،وقد تناول فيها الأساتذة المؤطرون تقنياتصنعةمختلفالهوامشوالتعليقات (الحصةالأولى).
وفي الحصة المسائية (في الورشة الثامنة)، أكمل الأساتذة المؤطرون للورشات موضوعتقنياتصنعةمختلفالهوامشوالتعليقات (الحصةالثانية).وتناولوا في الورشة التاسعة منهجإعداددراسةعلميةومقدمةوصفيةدقيقةلمشروعتحقيقهم.
أما اليوم السادس والأخير من الدورة، وهو السبت 09/03/2019، فقد افتتح بمحاضرةللدكتور إبراهيم شبوح، تحت عنوان: مالابدمنهللمحقق،ملاحظاتوقضايا، وذكر فيها بعض المعطيات الكوديكولوجية التي تساعد على دراسة النسخ الخطية، كالتملكات والسماعات والإجازات، ودراسة نوع الورق والحبر والتسفير وغير ذلك؛ وذكر نماذج من أوهام المحققين في دراسة المخطوطات التي حققوها.
تلت هذه المحاضرة الورشة التَّطبيقية العاشرة، وتناول فيها الأساتذة المؤطرون الضوابطالعلميةلإعدادالفهارسالشاملةللكتابالمحقق،ودورهافيتيسيرالاستفادةمنه.
وفي نهاية كل محاضرة أو ورشة - خلال كل أيام هذه الدورة المباركة - كانت تدور مناقشات نافعة علمية مفيدة، اشتملت مجموعة من الاستفسارات والتَّنبهات والاستدراكات والتَّعليقات والنُّكت والفوائد.
وفي الحصة المسائية ليومالسبت 09/03/2019، تم عقد الجلسة الختامية للدورة، وتناوب فيها على الكلمة كل من الدكتور عبد الحميد عشاق، الذي شكر مؤسسة الفرقان، والأساتذة المشاركين، واللجنة المنظمة للدورة - أساتذة وموظفين في الدار، وجدد استعداده للتعاون مع مؤسسة الفرقان في كل المشاريع العلمية التي تخدم العلم والعلماء بالمغرب. أما الأستاذ إبراهيم شبوح، فقد ذكر في كلمته بأهمية علم التحقيق، وذكر بعض صعوباته، والأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها كل من يدخل هذا الباب، ويضع رجله في هذا الركاب. أما الدكتور صلاح جرار، الذي ألقى كلمة باسم السادة الأساتذة المشاركين في تأطير هذه الدورة، فقد شكر المؤسستين على حسن تنظيم الدورة، ودقة انتقاء المستفيدين منها، والذين أسهموا بإنجاحها وإثراء محاضراتها وورشاتها التطبيقية بتعليقاتهم المفيدة وأسئلتهم السديدة. وتناول الكلمة بعد ذلك الأستاذ محمد دريوش، مسؤول المشاريع والمنشورات بمؤسسة الفرقان، حيث شكر فيها كل من أسهم من قريب أو بعيد في تنظيم هذه الدورة المباركة وتأطيرها، وشكر المشاركين على التزامهم بحضور كل أنشطتها، وجدد التأكيد على استعداد المؤسسة - التي يمثلها - تمتين أواصر الشراكة التي تربطهم بمؤسسة دار الحديث، واستعدادهم تنظيم كل الأنشطة العلمية التي تخدم العلم والعلماء في المجالات التي تهتم بها مؤسسة الفرقان.
وقد تم بعد ذلك توزيع الشهادات على مستحقيها من الباحثين المشاركين، وأخذ صورة جماعية للأساتذة والمشاركين في للدورة.
أعمال الدورة التدريبية على قناة اليوتيوب