نظم مركز دراسات المخطوطات الإسلامية بمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي ندوة علمية - لمدة يوم واحد - بعنوان "حركة الترجمة بين الشرق والغرب"، وذلك يوم الأربعاء 29 نوفمبر 2023م، بمقر المؤسسة في لندن.
وقد تم اختيار موضوع الندوة، التي تزامنت مع الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس الفرقان (1988-2023)، لتسليط الضوء على موضوع طالما كان قريباً من قلب رئيس المؤسسة الراحل معالي الشيخ أحمد زكي يماني (رحمه الله) ، ألا وهو مد الجسور بين الثقافات، خاصة بين الشرق والغرب.
وخلال الكلمات الافتتاحية للندوة، رحب السيد شرف يماني، رئيس مجلس إدارة الفرقان، والسيد صالح شهسواري، المدير التنفيذي لمؤسسة الفرقان، بالمشاركين والضيوف في الندوة.
ثم تتابعت الندوة بالجلسات العلمية على النحو التالي:
الجلسة الأولى
الجلسة الأولى كانت بعنوان "حركة الترجمة الأولى: من اليونانية والسنسكريتية وغيرها إلى العربية"، وترأسها الأستاذ الدكتور سليم الحسني، رئيس مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة (المملكة المتحدة).
وكان المتحدث الأول هو الأستاذ الدكتور تشارلز بورنيت، أستاذ تاريخ التأثيرات الإسلامية في أوروبا، في معهد واربورغ بجامعة لندن.
وكانت محاضرته بعنوان "انتقال التعلم من الشرق إلى الغرب من خلال ثلاثية العربية والعبرية واللاتينية".
وتناولت المحاضرة وسائل نقل النص من لغة إلى أخرى.
أما المتحدث الثاني، فكان الأستاذ الدكتور بيتر بورمان، أستاذ الكلاسيكيات والدراسات اليونانية العربية بجامعة مانشستر.
وكانت محاضرته بعنوان "دور السريانية في ما يسمى بحركة الترجمة الأولى من اليونانية إلى العربية: حالة الطب".
قدم المحاضر ملخصات قصيرة عن التطورات في تقنية الترجمة اليونانية-السريانية-العربية، بالاعتماد على أحدث الدراسات المتعلقة بهذه النصوص الثلاثة.
الجلسة الثانية
أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان "حركة الترجمة الثانية: من العربية إلى اللاتينية والعبرية وغيرها"، وترأسها الأستاذ الدكتور محمد سليم العوا، عالم الدراسات الإسلامية المصري، وعضو مجلس إدارة مؤسسة الفرقان.
وكان المتحدث الأول هو الأستاذ الدكتور إبراهيم بن مراد، أستاذ اللغويات المتميز بجامعة منوبة في تونس.
وكانت محاضرته، التي ألقيت عن بعد، بعنوان "انتقال العلوم العربيّة إلى أوروبّا في القرون الوسْطى، وقضيَّةُ المصادِر".
وناقش المحاضر التأثير العربي على الثقافة الأوروبية في العصور الوسطى، مشيرا إلى أن العلماء الأوروبيين منذ القرن التاسع عشر كانوا غافلون عن قيام العلماء العرب والمسلمين بغربلة نصوص الفكر اليوناني وتدقيقها ونقدها، وإضافة آرائهم وخبراتهم إليها.
أما المتحدث الثاني، فكان الاستاذ الدكتور أحمد شحلان، الأستاذ الفخري بجامعة محمد الخامس بالمغرب.
وكانت محاضرته بعنوان " ترجمة النص الفلسفي الرشدي إلى العبرية: بين غنى العربية ومحدودية العبرية وضعف المترجم".
وسلط المحاضر الضوء على كيفية تعامل المترجمين اليهود مع نصوص ابن رشد باللغة العربية، والتي هي لغة محدودة للغاية. كما تطرقت المحاضرة إلى كيفية تعامل هؤلاء المترجمين مع الكتابات العربية ذات الطابع العقائدي الخاص بالإسلام، حيث أن الترجمات كانت تلبي احتياجات القراء اليهود الذين لا يؤمنون بالنصوص الإسلامية.
الجلسة الثالثة
أما الجلسة الثالثة، فكانت استكمالاً للجلسة الثانية، التي حملت نفس العنوان، ولكن، ترأسها الأستاذ الدكتور أيمن شحادة، أستاذ التاريخ الفكري للعالم الإسلامي في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن.
وكان المتحدث الأول هو الأستاذ الدكتور ديمتري جوتاس، أستاذ اللغة العربية الفخري في جامعة ييل، في الولايات المتحدة.
وكانت محاضرته، التي ألقيت عن بعد، بعنوان "فترتا ترجمة قيد المراجعة: الأولى في العصور القديمة المتأخرة وبداية الإسلام من اليونانية إلى السريانية والعربية، والثانية في القرنين الثاني عشر والرابع عشر من العربية إلى اللاتينية والعبرية".
وسلط المحاضر الضوء على كيفية تمكين هذه الترجمات المفكرين من التعامل مع العلوم والفلسفة بهذه اللغات، مما دفعهم إلى تجاوز المرحلة التي تم تلقي الترجمات فيها.
وكان المتحدث الثاني هو الأستاذ الدكتور إفثيميوس نيكولايدس، مدير الأبحاث الفخري في مؤسسة البحوث الوطنية الهيلينية في اليونان.
وكانت محاضرته، التي ألقيت عن بعد، بعنوان "انتقال علم الفلك الإسلامي في الإمبراطورية البيزنطية: الشخصيات والنصوص".
سعى المحاضر إلى تقديم لمحة عامة عن التأثيرات الفلكية الإسلامية في الإمبراطورية البيزنطية.
أما المتحدثة الثالثة فكانت السيدة مريم باتون، طالبة الدكتوراه في البرنامج المشترك للتاريخ ودراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد، في الولايات المتحدة.
وكانت محاضرتها بعنوان "التسلسل الزمني العثماني، القراء الغربيون: الترجمة الإيطالية لكتاب تقويم التواريخ لكاتب جلبي".
ركزت المحاضرة على أهمية ترجمة التقويم التاريخي لكاتب جلبي، وهو تاريخ عالمي من زمن آدم إلى عام 1648، على يد المترجم الإيطالي البارز جيوفاني رينالدو كارلي.
الجلسة الرابعة
أما الجلسة الرابعة، فكانت بعنوان "حركة الترجمة الثالثة: من اللغات اللاتينية / الأوروبية إلى العربية والتركية العثمانية والفارسية في عصر ما قبل الحداثة وأوائل العصر الحديث"، وترأسها السيد إحسان مسعود، محرر المقالات الافتتاحية في دورية Nature، ورئيس مكتب قسم الترجمة لأفريقيا والشرق الأوسط في نفس الدورية.
وكان المتحدث الأول هو الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلى، الباحث التركي الشهير في الشؤون العثمانية، والدبلوماسي السابق؛ وهو أيضًا عضو مجلس إدارة موسسة الفوقان.
وكانت محاضرته بعنوان "جهود الترجمة من اللغات الأوروبية في العصر العثماني".
وناقشت المحاضرة - بطريقة تحليلية - الجوانب المختلفة لحركة الترجمة من اللغات اللاتينية والأوروبية إلى العربية والتركية، مع الأخذ في الاعتبار الإطار الأوسع للعلاقات العثمانية مع الدول الأوروبية.
أما المتحدث الثاني، فكان الأستاذ الدكتور توفيق حيدر زاده، أستاذ مساعد في جامعة كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت محاضرته بعنوان "مرحلتا حركة الترجمة في بلاد فارس في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين".
قام المحاضر بتحليل ثابت لنماذج من المصطلحات في الفيزياء والجيولوجيا، ولتحولها خلال المرحلتين الأولى والثانية من حركة الترجمة في إيران.
وفي نهاية كل جلسة من الجلسات الأربع، كانت هناك فترات مخصصة للأسئلة والمناقشات.
واختتمت الندوة بكلمة ختامية للسيد صالح شهسواري، المدير التنفيذي لمؤسسة الفرقان.