حركة الترجمة بين الشرق والغرب، مع التركيز بشكل خاص على حركة الترجمة المتأخرة

شارك:

نظمت مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي ندوة بعنوان "حركة الترجمة بين الشرق والغرب، مع التركيز بشكل خاص على حركة الترجمة المتأخرة"، يومي 19 و20 نوفمبر 2025، في مقرها الرئيسي بلندن.

منذ الفترات الأولى للتاريخ المسجل وحتى يومنا هذا، لعبت الترجمة دورًا حاسمًا في نشر المعرفة العلمية. لقد كانت حركة الترجمة من أهم وأقوى الأدوات في تبادل المعرفة وفي تطور العلوم. خلال فترة العصور الوسطى، ونتيجة لحركة الترجمة اليونانية العربية الشهيرة، كانت اللغة العربية "لغة مشتركة" للتبادل العلمي. في معظم فترات العصور الوسطى وأوائل العصر الحديث، كانت اللاتينية هي "اللغة المشتركة" للتبادل العلمي. ثم بدأنا نرى حركة الترجمة العكسية من اللغات الأوروبية المختلفة إلى العربية والفارسية والعثمانية.

من أجل تسليط الضوء على هذا الجانب المهم من التبادل العلمي والتلاقح الثقافي بين الشرق والغرب؛ وفي ضوء نجاح الندوة السابقة بعنوان "حركة الترجمة بين الشرق والغرب" (التي عُقدت في نوفمبر 2023)، وبناءً على المقترحات التي طُرحت خلالها، مع الأخذ في الاعتبار وجود جوانب متعلقة بهذا الموضوع التي لم يتم التطرق إليها، وبغية التركيز على حركة الترجمة الثالثة، أي من اللغات اللاتينية/الأوروبية إلى العربية والتركية العثمانية والفارسية ولغات أخرى في عصر ما قبل الحداثة وبدايات العصر الحديث؛ نظمت مؤسسة الفرقان الندوة الثانية "حركة الترجمة بين الشرق والغرب، مع تركيز خاص على حركة الترجمة المتأخرة".

استقبل السيد شرف أحمد زكي يماني، رئيس مؤسسة الفرقان؛ والسيد صالح شهسواري، المدير التنفسذي للمؤسسة، المشاركين والضيوف بكلماتٍ ترحيبية.

اليوم الأول

كانت الجلسة الأولى بعنوان "حركة الترجمة الأولى: من الآرامية، والصينية، والهندية، والسنسكريتية، والسريانية ولغات أخرى إلى العربية، والفارسية والتركية العثمانية". ترأس الجلسة الأستاذ الدكتور تشارلز بورنيت.

وتحدث في الجلسة الأستاذ الدكتور محمد سناء الله الندوي، الذي ألقى محاضرة بعنوان "مساهمة الهند في بغداد في العصور الوسطى"؛ والدكتور بويان رضواني، الذي قدم دراسة بعنوان "دراسة مقارنة للترجمات العربية لكتاب المجسطي لبطليموس في العصور الوسطى".

وكانت الجلسة الثانية بعنوان "حركة الترجمة الثانية: من العربية، والعثمانية والفارسية إلى اللاتينية، والعبرية ولغات أخرى"، وترأسها الأستاذ الدكتور محمد سليم العوا.

وتحدث في الجلسة الأستاذ الدكتور روبرتو توتولي، الذي قدم محاضرة بعنوان "ترجمة القرآن في أوروبا (القرن 12–18): بين القراءة التأويلية للعربية الأصلية واللاتينية المعربة أو اللهجات المحلية"؛ والأستاذ الدكتور عز الدين معميش، الذي قدم بحث بعنوان "حركة ترجمة التراث العربي إلى اللاتينية بعد تأسيس الجمعية الآسيوية الاستشراقية في القرن التاسع عشر: دراسة ببليوغرافية وعلمية".

وكانت الجلسة الثالثة بعنوان "حركة الترجمة الثالثة: من اللاتينية / اللغات الأوروبية إلى العربية، والعثمانية، والفارسية ولغات أخرى في عصر ما قبل الحداثة وعصر الحداثة المبكرة". ترأس الجلسة الأستاذ الدكتور جون بروك.

وتحدث فيها الأستاذ الدكتور إكمل الدين إحسان أوغلى، الذي ألقى محاضرة (عن بُعد عبر تطبيق زووم) بعنوان "صياغة المصطلحات العثمانية الحديثة"، والأستاذ الدكتور يوهان شتراوس، الذي ألقى محاضرة بعنوان "من ترجم ماذا في الدولة العثمانية (القرن السابع عشر - القرن العشرين)"؛ والأستاذ الدكتور جميل أيدن، الذي قدم دراسة بعنوان "سياسة ترجمة العلوم والأفكار الأوروبية إلى اللغات الإسلامياتية في عصر الاستعمار وما بعد الاستعمار".

اليوم الثاني

كانت الجلسة الرابعة بعنوان "حركة الترجمة الثالثة: من اللاتينية / اللغات الأوروبية إلى العربية، والعثمانية، والفارسية ولغات أخرى في عصر ما قبل الحداثة وعصر الحداثة المبكرة". ترأس الجلسة الأستاذ الدكتور جميل أيدن.

ألقت الدكتورة هايلة منتغي محاضرة بعنوان "نقل المعرفة في الهند المغولية الحديثة المبكرة: حالة كتاب آداب السلطنة (1609) لجيروم خافيير وسمارت الفلاسفة (1603) لعبد الستار اللاهوري"، والأستاذ الدكتور أحمد تونج شن، الذي ألقى محاضرة بعنوان "الطموحات الفلكية: الترجمة والعلوم في عهد مصطفى الثالث"، والأستاذ الدكتور توفيق حيدر زاده، الذي قدم دراسة بعنوان "الترجمة كوسيلة لاستقبال العلوم والتقنيات الأوروبية الحديثة في إيران: الظروف، الفاعلون، والنتائج".

أما الجلسة الخامسة والأخيرة فكانت بعنوان " حركة الترجمة الثالثة: من اللاتينية / اللغات الأوروبية إلى العربية، والعثمانية، والفارسية ولغات أخرى في عصر ما قبل الحداثة وعصر الحداثة المبكرة". وترأسها الأستاذ الدكتور يوهان شتراوس. وألقى الدكتور مبروك المنصوري محاضرة بعنوان "حركة الترجمة المبكرة من الفرنسية إلى العربية خلال القرن التاسع عشر ودورها في تشكيل الوعي العربي وتجسير التواصل الحضاري". و قدّم الأستاذ الدكتور هارون كوتشوك دراسة بعنوان "الترجمات العثمانية الحديثة المبكرة في منظور تاريخي عالمي".

وكان في ختام كل جلسة، فترات خُصصت للأسئلة والنقاشات. واختتمت الندوة بكلمة ختامية للسيد شهسواري، المدير العام لمؤسسة الفرقان.

Back to Top