بعد أن أجمع المشراكون في الدورة العلمية الأولى على مواصلة البحث في موضوع السنة، وخاصة ما يتعلق به من القضايا المنهجية المتعلقة بالفهم والمقاصد، ومناهج العلماء في ذلك، نظم مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية التابع لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي الدورة العلمية الثانية تح عنوان "مقاصد الشريعة الإسلامية في ضوء السنة النبوية الشريفة"، وذلك يومي 19 و20 شعبان 1440هـ الموافق 24 و25 ابريل 2019م، في رحاب فندق ادريمز (Dreams) بمدينة تطوان بالمملكة المغربية.
الجلسة الافتتاحية
ترأس هذه الجلسة الدكتور نور الدين الخادمي، وقد افتتحت بتلاوة آيات بينات من كتاب الله تعالى، تلاها الطالب المقرئ مولاي الحسن البرهومي؛ أعقبتها كلمة للدكتور هشام تهتاه باسم شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، أكدَّ فيها على الأهمية البالغة لهذه الدورة من الناحية المنهجية، وذلك بإحكام الصلة بين مكنونات السنة النبوية وقواعد المقاصد الشرعية من جهة، وأحوال الأمة – ضعفا وانبعاثا وشهودا - من جهة أخرى.وقد بيَّن في الوقت ذاته أن هذه الدورة قد جاءت لتُوسِّعَ النظرَ في هذا الغرض وتكمِّلَهُ، وتجليَّهُ وتجمِّلَهُ، فجاءت موسومةً بـ"منهجية الكشف عن مقاصد الشريعة في السنة النبوية وتنزيلها".
وأعقبتها كلمة تريحيبية للسيد صالح شهسواري، المدير التنفيذي لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، رحَّب في مستهلها بالسادة العلماء والأساتذة والطلبة، ونقل إليهم تحيات مؤسسة الفرقان ومؤسسها وراعيها، معالي الشيخ أحمد زكي يماني. وقد ركز السيد شهسواري في كلمته على بيان أهمية موضوع مقاصد السنة من الناحية المنهجية، وأن هذه الدورة استئناف للدورة الأولى التي عقدت بمدينة مكناس؛ كما أشار إلى أن مؤسسة الفرقان عاقدة العزم على المضي في هذا الطريق، تفعيلا للمقاصد ودورها في بيان الشريعة بروح العصر وأصالة الفهم. وختم السيد شهسواري كلمته بالتقدير الكبير والشكر الجزيل للسادة العلماء والمفكرين، ولجنة التحكيم، واللجنة المنظمة.
ثم كانت الكلمة للدكتور أحمد الريسوني، مدير مركز المقاصد للدراسات والبحوث، فأشار إلى أهمية موضوع السنة، والحاجة إلى بيان مقاصدها ومنهجية فهمها، لدرء الخلل والاعوجاج في فهمها تنظيرا وتنزيلا، وللكشف عن مقاصدها ومعانيها.
الجلسة الأولى
استهلت هذه الجلسة، والتي ترأسها الدكتور عبد الرحمن الكيلاني، بموضوع الدكتور الخادمي حول "الأساس المنهجي للسنة المقاصدية: كشفا وتنزيلا"، حيث أكد على أهمية البحث من حيث كونه يمثل التحديد الأسلوبي والإجرائي لإقامة الموضوع العلمي في الذهن بإدراكه وتصوره، كما أن هناك مجالات حيويةتشتد الحاجة إلى السنة المقاصدية فيها، كمجال التدين والتمدن بالسنة الشريفة، ومجال التحديث النبوي بالرواية والدراية، وتطوير الدرس السني وتجديده، ومجال الأداء السياسي والعمل المجتمعي بمقتضى الاقتداء السني.
وفي القسم الثاني من الجلسة قدم الدكتور الأخضر الأخضريبحثهالموسوم بـ "نظرية المعالم الكبرى في الكشف عن مقاصد السنة"، حيث استهل بالحديث عنمبتغى التشريع الإسلامي، وذلك بإحالة المكلفين على أحكامه، حيث آثر خطاب الأميين على سائر المنظومات، لحكم ادخرها وشواهد قد حررها، فعلق المقاصد باللسان والحرف، والمعارف بالعرف، والفهم بالتقرير والحذف.
الجلسة الثانية
ترأس هذه الجلسة الدكتور أحمد الريسوني، حيث عرض فيها الدكتور عبد الرحمن الكيلاني لبحثه حول "القرائن الحالية المحتـفَّـة بالسنة النبوية وأثرها في الكشف عن علل الأحكام ومقاصدها"، تطرق في بدايته إلى تحديد أهمية البحث في القرائن الحالية؛ فالقرائن الحالية تعين الدارس للسنة النبوية على فهم نصوصها وتفسير ألفاظها، وتخصيص عامِّـها، وتقييد مطلقها، وتوضيح مجملها وبيان مشكلها. كما أن القرائن الحالية تمكّن من التمييز بين ما صدر عن رسول الله ﷺمن تصرفات، بمقتضى كونه نبيًّا مرسلًا، أو زعيمًا سياسيًّا، أو قائدًا عسكريًّا، أو قاضيًا عادلًا، أو ربَّ أسرة، أو إنسانًا عاديًّا، أو غيرَها من المقامات الأخرى التي يمكن تحديدها ومعرفة نوعها بناءً على القرائن المحتفَّـة بالتصرفات النبوية المختلفة.
ثم جاء بعده بحث الدكتور البشير القنديلي حول "أثر اعتبار قصد المكلف في فقه السنة النبوية وتنزيلها: قضايا ونماذج"، حيث أكد على أهمية البحث في اعتبار قصد المكلف؛ ثم بين أن للشاطبي سبقا في تناول هذه المسألة. ثم تطرق إلى مراعاة قصد المكلف في العبادات المحضة ومراعاتها في باقي التصرفات، وذكر أن الناظر إلى نصوص الوحي الكريم يلحظ بجلاء أنها عُنيت بإصلاح البواطن قبل الظواهر، والسرائر قبل الأشكال والمظاهر.
الجلسة الثالثة
كانت هذه الجلسة برئاسة الدكتور الأخضر الأخضري، وقد استهلت ببحث الدكتور عبد المجيد النجار الموسوم بـ "الإلزام وحدودهفي السنة النــــبوية"، تناول في مقدمته أن السنة، وإن اشتركت مع القرآن الكريم في مبدأ الإلزام، فإنها تختلف عنه في طبيعتها؛ مما يكون له أثر في هذا الإلزام من حيث التفصيل، وهو درجات، ومع ذلك يتجاوزه إلى أصل الثبوت.
وفي القسم الثاني من الجلسة، عرض الدكتور هشام تهتاه بحثه بعنوان "نحو منهج مقاصدي لقراءة السيرة النبوية"، حيث بين في المقدمة أن مقاصدَ القرآنِ والسنةِ حجةٌ قائمةٌ مِن شرِّ الهوى عاصمة، وأكد على ضرورة فتح آفاق بحثيةٍ جديدةٍ، تنكشِفُ من ورائِها امتداداتُ الدرس المقاصدي العِلْمِية وآثارُهُ العَمَلية. وألمع الأستاذ هشام إلى بعض الخلل الذي قد يعتري الدرس المقاصدي، سواء من جهة إثراء مادته المعرفية، أو إحكام أنساقه المنهجية، أو تفعيل أبعادِهِ العَمَلية، مبرزا أن الباحثين في المقاصد تشتد عنايتهم بالجانب اللفظي للقرآن والسنة، دون الجانب العملي المتمثل في سيرة النبي ﷺ.
الجلسة الرابعة
عقدت الجلسة الرابعة برئاسة الدكتور الحسين الموس، وقرأ فيها الدكتور مولاي المصطفى الهند بحث الدكتور مسفر بن علي القحطاني، الذي حالت ظروف دون حضوره، وكان بدأ بحثه الموسوم"المقاصد النبوية من مفهوم الأمة.. وتنزيلاتها الواقعية"ببيان حجية السنة النبوية؛ ثم تناول موضوعه من خلال تساؤل محوري حول: المقصد النبوي من مفهوم الأمة؟ وماذا يبنى عليه في عصرنا الحاضر؟
ثم قرأ الدكتور محمد بولوز بحث الدكتور سعد الكبيسي - الذي حالت ظروف دون حضوره- تحت عنوان "مقاصد السنة في التغيير السياسي".
الجلسة الخامسة
وقد ترأسها الدكتور بوشعيب محمادي، وعرض فيها الدكتور عبد المنعم التمسماني بحثه بعنوان "مقصد الرحمة وتطبيقاته في السنة النبوية"،أكد في مقدمته على أن مقصد الرحمة هو المبدأ العام للشريعة، وهي - أي الرحمة - مقصد كلي، ومقصد عام، ومقصد ضروري؛ ثم شرع بعد ذلك في بيان مصطلحات البحث، مثل المقاصد والرحمة.
وتلاه بحث الدكتور أحمد العزيوي بعنوان "مقصد الرحمة في السنة النبوية: رحمة الرسولﷺبأهل الكتاب أنموذجا"، انطلق الباحث فيه من قوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، ليؤسس بحثه على أن دعوة النبي ﷺ جاءت رحمة للعالمين، بمن فيهم أهل الكتاب. ومن اهداف البحث - كما ذكر الباحث: إبراز شمول رحمة الرسول ﷺ للمسلمين ولغير المسلمين، وبيان مقصد الرحمة في معاملة الرسول ﷺ وخطابه لليهود والنصارى وتنزيلها والاستفادة منها، ودفع شبهة العنف والإرهاب عن الإسلام التي يثيرها الأعداء جهلا أو تجاهلا، وبيان كون رسالة الإسلام رسالة رحمة وسلم وسلام للعالمين، وليست رسالة نقمة وحرب وإرهاب للآمنين، والإسهام في تبرئة الأمة الإسلامية من الأعمال الإرهابية التي يقوم بها بعض المغرر بهم من أبنائها - باسم الجهاد والدفاع عن المستضعفين - وهم لا يمثلون الإسلام ولا المسلمين.
الجلسة الختامية
وقد ترأسها الدكتور عبد المجيد النجار، تناول فيها الكلمة الدكتور محمد الصمدي باسم كلية الآداب والعلوم الإنسانية تطوان، والأستاذ محمد ادريوش،مسؤول المشاريع والمنشورات في مؤسسة الفرقان، والدكتور الحسين الموس، نائب مدير مركز المقاصد للدراسات والبحوث، والدكتور عبد الرحمن الكيلاني باسم الأساتذة المحاضرين؛ وتلاه الدكتور محمد عوام بقراءة التوصيات.
وختم هذه الندوة المباركة المقرئ مولاي الحسن البرهومي بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم كريم يوسف طالب ماجستير علوم شريعة..سنة بحثية
اتمنى ابداء المساعدة بخصوص موضوع مقاصدي يتناول الاقتصاد ووظائف الدولة والمعاملات المالية ومفهوم الدولة واكون ممتنا لكم مع التقدير
السلام عليكم ورحمة الله.
عمل مثل هذه الندوات والمؤتمرات هي التي الامة بحاجة إليها، والمسلم المثقف لابد أن يرفع مستواه الثقافي والتثقيفي في العلوم الشرعية إلى مستوى تند عنه الشبهات.
ومثل هذه المشاريع العلمية تحقق ذلك كمقصد نجاة الأمة.