نظّم مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلاميّة التّابع لمؤسّسة الفرقان للتراث الإسلامي بالتعاون مع المركز الثقافي الإسلامي -بلندن ومجالس الشريعة الإسلامية بالمملكة المتّحدة، في المدّة بين 27 - 30 محرم 1435 هـ الموافق لـ 30 نوفمبر - 3 ديسمبر 2013م، بالمركز الثقافي الإسلامي، الدورة العلميّة الثامنة في مقاصد الشريعة الإسلاميّة تحت عنوان "مقاصد الشريعة الإسلاميّة: المبادئ والمفاهيم".
وقام بالتدريس فيها نخبة مميّزة من الأساتذة الأعلام المختصين في مجال الشريعة الإسلامية، من بينهم العلماء الأعلام: الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان، الأستاذ الدكتور عصام البشير، الأستاذ الدكتور محمد سليم العوّا، الشيخ عبد الله فراج الشريف، الأستاذ الدكتور حسن جابر، الدكتور جاسر عودة، والدكتور فاضل سليمان.
شارك في أعمال الدورة أكثر من 100 متدربًا من ذوي الكفاءات والخبرات العلميّة العالية وطلاّب الدّراسات العليا من مختلف الاختصاصات من الجامعات البريطانية وأئمة المساجد، والباحثين والمختصّين في الدّراسات الإسلاميّة. وقد ألقيت المحاضرات باللغتين العربية والانجليزية مع خدمة الترجمة الفورية. كما حضر الدورة مجموعة كبيرة من وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية التي بثت أعمالها على المباشر.
تمحورت محاضرات الدورة في تاريخ تطوّر علم المقاصد، والتباسات العلاقة بين علم الأصول وعلم المقاصد، والقواعد الأصولية الفقهية والمقاصدية، والذرائع في الشريعة الإسلامية بين السدّ والفتح، والاجتهاد المقاصدي: مجالاته وآفاقه والتجديد الاسلامي المعاصر، وموانعه، وطرق الكشف عن مقاصد الشريعة وإثباتها، كما تطرقت الدورة إلى تفعيل مقاصد الشريعة في المجال الدعوي والخيري والمعاملات المالية الحديثة، والترك في التشريع والتكليف وفقه الأولويات.
وفي صباح يوم السبت 27 محرم 1435 هـ الموافق لـ 30 نوفمبر 2013م، شهدت قاعة المحاضرات بالمركز الإسلامي بلندن حفل افتتاح الدورة، وبعد تلاوة ما تيسر من الذكر الحكيم، ألقى مدير المركز الأستاذ الدكتور أحمد الدبيان، كلمة رحّب في مستهلها بالحضور، وعبر عن سعادته الغامرة بالتعاون مع مؤسسة الفرقان على تنظيم هذه الدورة الأولى من نوعها، وبيّن أهمية موضوع الدورة، وخاصة للجاليات الإسلامية في الغرب، كما أثنى على العمل الحضاري الراقي المشهود الذي تقوم به المؤسسة منذ 25 سنة.
ثم تناول مدير مؤسسة الفرقان، الأستاذ صالح شهسواري، كلمة عبّر فيها عن ترحيبه بالسادة الحضور: من أساتذة ومشاركين، وأشاد بالتعاون مع المركز الاسلامي، كما أثنى على مديره الأستاذ الدكتور أحمد الدبيان على استضافة هذه الدورة، وشكر ممثلي مجالس الشريعة الإسلامية بالمملكة المتحدة. ثم قام بالتعريف بمؤسسة الفرقان وتاريخها، ومدى مساهمة المؤسسة في مسح المخطوطات الإسلامية وحصرها وفهرستها وتوثيقها في مناطق كثيرة من العالم والحفاظ عليها، إضافة إلى حرصها على تأصيل مقاصد الشريعة الإسلامية من خلال فعاليات مختلفة كتنظيم الدورات، والمحاضرات والمؤتمرات والندوات وإصدار الكتب.
واختتمت الدورة بجلسة خاصة مع الأستاذ الدكتور محمد سليم العوا، الذي صحح المفاهيم وشجع الحاضرين على الاهتمام بهذا الموضوع الجليل، أعقبها حوار مفتوح مع مجموعة من الأساتذة المحاضرين، تلتها كلمة شكر من مدير مؤسسة الفرقان للجهود التي بذلها الأساتذة المحاضرون، كما أثنى على الطلبة المشاركين الذي شرّفوا المؤسستين بحضورهم، ولم ينس أن يشكر مسؤولي المركز الإسلامي على هذا التعاون المثمر، وعلى كرم الضيافة، وحسن الوفادة وحرارة الاستقبال. ثم وزعت الشهادات على الطلبة والأساتذة المحاضرين.
وقد أثنى الحاضرون على المؤسستين لتنظيم هذه الدورة، كما تمنّوا أن تتكرّر مرات عديدة، من أجل تطوير العقلية الفقهية عند الأئمة وطلبة العلم والباحثين. ومِمّا زاد من نجاح هذه الدورة هو حرص الباحثين الجم على الاشتراك في المداخلات والأسئلة الكثيرة التي دلت على تفاعلهم العميق مع المحاضرين، واستفادتهم منهم، وقد يتجلّى كل هذا في الثناء الجم الذي أبداه الطلبة لمسؤولي مؤسسة الفرقان، وخاصة لرئيسها معالي الشيخ أحمد زكي يماني، الذي آثرهم بهذه الدورة العلمية الفريدة من نوعها والرائعة حسب وصفهم لها، والتي تميزت بكثافة المواد وحسن اختيار المحاضرين.