"بيت الحكمة العباسي: بين الأسطورة والواقع"

شارك:

"بيت الحكمة العباسي: بين الأسطورة والواقع"

 من إلقاء البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو

بعد توقف دام قرابة ثلاث سنوات (بسبب كوفيد -19)، استأنفت مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي سلسلة محاضراتها في لندن حول التراث الإسلامي، وذلك من خلال محاضرة عامة بعنوان "بيت الحكمة العباسي: بين الأسطورة والواقع"، والتي ألقاها البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو.

أقيمت المحاضرة يوم الاثنين 20 مارس/آذار 2023، في مقر مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بلندن.

عقب الكلمات الترحيبية التي ألقاها السيد شرف يماني، رئيس مجلس إدارة الفرقان، قام السيد صالح شهسواري، المدير التنفيذي لمؤسسة الفرقان، بتقديم المحاضَرة والمحاضِر.

في هذه المحاضرة، التي تستند إلى كتاب منشور يحمل نفس العنوان، قام مؤلف الكتاب والمتحدث الرئيسي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، بفحص مكتبة الخلفاء العباسيين، المعروفة باسم "بيت الحكمة"، مستكشفا عن حقيقة عدم قدرةالعلماء فهم هذه المؤسسة المهمة؛حيث وضعت المحاضرة مكتبة القصر العباسي في إطار الأنشطة الثقافية والعلمية متعددة الأوجه في عهد الخلفاء هارون الرشيد والمأمون، والذي يعتبر بشكل عام العصر الذهبي للحضارة الإسلامية.

قدم المؤلف والمحاضر الإشارات الأولى لبيت الحكمة في المصادر الأوروبية، وأوضح كيف نشأت المفاهيم الخاطئة بسبب الترجمات المغلوطة للمخطوطات العربية، بالإضافة إلى إغفال العلماء للسياق التاريخي للمكتبة بطرق تعكس طموحاتهم الثقافية والوطنية الخاصة. 

إن الفحص الدقيق والناقد للمعلومات المتاحة التي قدمتها المصادر الأولية التي وصلت إلينا، قد أزال الكثير من الالتباس، وساعد في دحض الصورة الخيالية لبيت الحكمة.

أما بالنسبة للادعاء بأن داخل بيت الحكمة وداخل "أقسامه المتخصصة" كانت تحدث أنشطة متنوعة، فقد أظهر البروفيسور إحسان أوغلو بوضوح أن هذا الادعاء لا يدعمه أي سند تاريخي.

من خلال بحثه في آلية إنشاء ونشر أسطورة بيت الحكمة، سعى البروفيسور إحسان أوغلو إلى تشريح الصورة الخيالية من خلال محاولته إنشاء تصوير حقيقي لمكتبة الخلافة في القرن التاسع، وفقاً للحسابات المتوفرة في المصادر الأساسية.

بعد قيامه بإثبات أن الأسطورة التي تم إنشاؤها لم تعد تستطيع مواجهة الواقع، كانت إحدى الملاحظات التحذيرية هي الاعتراف بأن الصورة الأسطورية لبيت الحكمة، والتي تطورت على مدى سنوات عديدة، قد أصبحت راسخة لدرجة أن الحقيقة المجردة أصبحت غريبة غير مرحبٍ بها، بينما تحتل الأسطورة موقعا وكأنها حقيقة مثبّتة.أكمل الدين إحسان أوغلو باحث ودبلوماسي تركي ورائد في دراسات العلوم العثمانية وتاريخ المؤسسات التعليمية. كان مؤسس ورئيس القسم الأول لتاريخ العلوم في تركيا في جامعة اسطنبول، و مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية IRCICA، والجمعية التركية لتاريخ العلوم، ورئيس الاتحاد الدولي للتاريخ وفلسفة العلوم من 2001 إلى 2005. وهو محرر ومؤلف مشارك للعديد من المجلدات، بما في ذلك 18 مجلداً من تاريخ الأدب العلمي العثماني، وحائز على وسام ألكسندر كويري، وأيضاً جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي المرموقة في مجال التراث العلمي العربي والإسلامي.

صوت وصورة

Back to Top