منطق الإيمان

2.11.2022
المحمدية، المغرب
محاضرات مركز المقاصد
شارك:

من إلقاء أ.د. مصطفى بنحمزة

قام مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية بمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، ومختبر الأبحاث والدراسات في العلوم الإسلامية بالكلية نفسها، ومركز المقاصد للدراسات والبحوث بالرباط، يوم 7 ربيع الآخر 1444ه/ الموافق 2 نوفمبر 2022م، بتنظيم محاضرة علمية لفضيلة العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة تحت عنوان منطق الإيمان، في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية في المغرب، مفتتحا بها دورة (العقيدة الإسلامية: نظرات مقاصدية).

أكد العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة في محاضرته على أن موضوع العقيدة يستحق أن نجتمع حوله، لأنه موضوع يكتنفه غبش كبير. وذكر أن مؤسساتنا الدينية قصرت في جانب العقيدة؛ فلا نرى البحوث الكثيرة في موضوع العقيدة، ونجد إلا العموميات. وبين أن أكثر ما وقع من الانحرافات السلوكية والسياسية منبعه ومنشأه عدم معرفة حقائق هذه العقيدة.

وتطرق المحاضر إلى قضية الإيمان من حيث معناه، وهل هو مرتبط بالعمل أم هو مجرد التصديق، والعمل ليس جزء منه. وأضاف أننا إذا لم نعالج هذا الغموض ستبقى الاختلالات. ودعا مؤسسة الفرقان وشركاءها للبحث في الأخطاء والاختلالات التي يقع فيها الناس، وهي لها صلة بالعقيدة.

ثم وقف عند بيان المقصد الأول الذي يجب الاهتمام به، وهو استبقاء الإيمان قبل الحديث عن الآثار. والمشروع الذي ينبغي الاشتغال عليه هو مشروع اجتثات الإيمان. وأشار إلى أن بعض الأوربيين كتبوا في نهاية الإيمان، بل يشتغلون على مشروع آخر وهو مشروع نشر الإلحاد، وهو مشروع قوي، مما يستدعي التفكير في كيفية تجنب الأبناء خطره. ومعالجة ذلك بمنطق المعرفة، لأن المعرفة سلطة، والإلحاد ليس مؤسسا على أي شيء.

كما وقف على شيء من الفكر الفلسفي عند الغربيين، حيث تخلصوا من الكتاب المقدس، ونحى باللائمة عمن يريد أن يقرأ النص الديني بمنظار غربي تأويلي بأن تقول في النص ما تشاء. ونقل عن العلماء قولهم: الألفاظ حصون المعاني، فالألفاظ بدلالاتها، وعلماؤنا اجتهدوا كثيرا في تدقيق الدلالة: الدلالة الغوية، والمجازية، والعرفية. ثم تطرق إلى خطوة أخرى جاؤوا بها وهي موت المؤلف. والنص القرآني من الله، والله حي لا يموت.

وفي سياق كلامه تحدث عن الحداثة، وهي كما قال موقف من الدين، وهي تخلص الناس من كل سلطة عليهم دينية أو غيرها. ثم تناول حياة نتشه باعتباره أحد الفلاسفة الملاحدة.

وأكد على أن الإيمان في مقابل الإلحاد، وإنما حينما آمنا أو علمنا أبناءنا الإيمان في الدرس العقدي إنما نقول لهم، وجود الله له دليل قاطع...معنى هذا تعليم الإيمان بأدلته، فتعزز الصفات مثلا بالنص والعقل. فنأخذ بذلك الإيمان بدلائله. وفي هذا السياق أحال على كتاب (دلائل التوحيد) لجمال الدين القاسمي، وكتب بديع الزمان النورسي، لأهميتهما.

وقد وقف على معنى الإلحاد، فذكر أنه ليس فكرة تضيف شيئا إلى المعرفة، وقد هزم العلماء المسلمون هذا الإلحاد وناقشوه. فإذا كنت –كما قال- تستدل على الإيمان بأدلته، فمنطقيا يجب أن تستدل على الإلحاد بأدلته، وأدلة الملحد ليست موجودة، فقط يستعمل النفي. فالعلم بعدم الشيء ليس علما بالعدم. وقال نقلا عن ابن حزم: يجب إثبات ما أثبته الدليل، وإبطال ما أبطله الدليل. وخلص إلى أن الإلحاد لا يستند إلى أي دليل، وإنما هو مبني على الوهم.

صوت وصورة

Back to Top