
نظمت مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي - يوم الأربعاء الموافق لـ 14 مايو 2025 (على هامش اجتماعات مجلس إدارة المؤسسة والمجالس الاستشارية الخاصة بمركز المخطوطات ومركز المقاصد التابعين للمؤسسة) - طاولة مستديرة / حوارا مفتوحا تحت عنوان "التراث الإسلامي المخطوط: الجهود، والتحديات، والآفاق"، بمشاركة كل من الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلى والأستاذ الدكتور محمد سليم العوا، عضوي مجلس إدارة مؤسسة الرقان، والأستاذ الدكتور عباس طاشكندي، الأمين العام لمركز الموسوعة التابع للمؤسسة. ترأس الجلسة وأدار الحوار والنقاش السيد صالح شهسواري، المدير التنفيذي لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي.
أقيمت هذه الفعالية بفندق "إنتركونتيننتال" في جنيف - سويسرا، بحضور كل من الأستاذ الدكتور إبراهيم شبوح، والأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت، والأستاذ الدكتور بشّار عوّاد معروف، والأستاذ الدكتور أحمد شوقي بنبين، والأستاذ الدكتور عبد الله يوسف الغنيم (أعضاء المجلس الاستشاري لمركز دراسات المخطوطات الإسلامية التابع لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي)؛ والأستاذ الدكتور عصام أحمد البشير، والأستاذ الدكتور نور الدين الخادمي (أعضاء المجلس الاستشاري لمركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية التابع لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي)؛ وبحضور السيدة تمام يماني، عقيلة معالي الشيخ أحمد زكي يماني، وكل من السيد هاني يماني، والدكتورة مي يماني، والسيد فيصل يماني، والسيدة سارة يماني (أعضاء مؤسسة وقف يماني الثقافي والخيري)؛ وبحضور أفراد آخرين من أسرة يماني الكريمة، وأصحاب الأسرة، وضيوف آخرين.
في كلمته الترحيبية، استحضر السيد شرف أحمد زكي يماني، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، هدف انشاء المؤسسة من قبل والده الراحل، الشيخ احمد زكي يماني، رحمه الله، الذي "كرّس حياته لخدمة هذا التراث العظيم، إيمانا منه بأنه ركيزة حضارية لا غنى عنها لبناء المستقبل؛إذ رأى في المعرفة الموروثة نورا يحيي، لا عبئأ ينسي؛ وسعى بكل عزم إلى صون هذا الكنز الفكري، الذي ترك أثرا عميقا في جميع الحضارات."
وأشاد السيد شرف يماني بجهود رفاق والده في نجاح الفرقان، قائلا بأنهم "الأوفياء من قادة المؤسسة وعشاق رسالتها، الذين واكبو نشأتها ووضعوا لبناتها الأولى، والذين يواصلون اليوم حمل هذه الرسالة. هؤُلاءِ كانوا وما زالوا أعمدة هذا الصرح، وشركاء في الرؤية، وحراسا لرسالته؛ لهم منا كل التقدير والإمتنان".
وفي كلمته الافتتاحية، قدم السيد صالح شهسواري، المدير التنفيذي لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، ومدير الجلسة، نبذة مختصرة عن المتحدثين والموضوع المطروح للنقاش؛ ثم شرع بطرح أسئلة تخص كل من المتحدثين عن مسيرتهم في الاهتمام بالتراث الاسلامي بصورة عامة، وعن مسيرتهم في مؤسسة الفرقان بشكل خاص، إضافة إلى جوانب مختلفة تتعلق بأهمية دراسة التراث الإسلامي المخطوط، والجهود المبذولة والتحديات المواجهة والآفاق المستقبلية.
نوّه الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلى في مستهل حديثه إلى أن الفرقان كانت أول مؤسسة أهلية / غير حكومية تعطي هذه العناية الكبيرة للتراث الإسلامي المخطوط؛ وأضاف أن الشيخ أحمد زكي يماني، رحمه الله، جعل ثمار هذه المؤسسة متاحا للجميع، وليس حكرا على أفراد أو أسرة معينة. وأشار الأستاذ الدكتور أوغلى أن المؤسسة في بداياتها ركزت على الكتاب المخطوط، لأن حضارة الإسلام هي حضارة تجلت بالمخطوطات؛ ومن ثم، كان تركيز المؤسسة على الاهتمام بالمخطوطات المعرضة للخطر أو التهلكة. كما تطرق خلال حديثه إلى أهمية دراسة التراث الإسلامي المخطوط من منظور فلسفة وتاريخ العلوم.
وبدوره، تحدث الأستاذ الدكتور عباس صالح طاشكندي، عن بداية التحضير لفكرة الموسوعة، حيث دعاه الشيخ أحمد زكي يماني، رحمه الله، للانضام إليه في مشروع يخدم التراث الإسلامي عموما، وتراث المدينتين الشريفتين خصوصا؛ منوها إلى أن "الفرقان، والمراكز التابعة لها، كانت بدايتها وإشعاعها من مكة المكرمة.". كما أكد في حديثه على أن "موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة" أصبحت مدرسة يحتذى بها في مجالها.
وتحدث الأستاذ الدكتور محمد سليم العوا، عن فكرة الشيخ أحمد زكي يماني (رحمه الله) لإنشاء مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية، بغية " إحياء الفكر المقاصدي بين المسلمين أولا، ومن ثم نشر هذا الفكر إلى العالم كله؛ لأنه فكرٌ يعتمد عليه كل التقدم البشري." كما دعا الأستاذ العوا إلى الاهتمام "بالمخطوطات الموصوفة"، والتي تشمل "المخطوطات الألفية" (وهي مخطوطات يعود تاريخها إلى أكثر من ألف سنة)، و"المخطوطات الشارحة" (التي فيها استدراك أو شرح أو تلخيص)، و"المخطوطات المترجمة"، و"المخطوطات النادرة".
وفي ختام الفعالية، تم تقديم درع تذكاري إلى جميع أعضاء مجالس الفرقان، عربون محبة، وتقديرا للجهود المبذولة، وتخليدا للذكرى الخامسة والثلاثين من تأسيس مركز دراسات المخطوطات الإسلامية (1988-2023)، والذكرى الثلاثين من تأسيس مركز موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة (1994-2024)، والذكرى العشرين من تأسيس مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية (2005-2025).
وأقيمت بعد الفعالية مأدبة عشاء، على شرف الأساتذة والضيوف الحاضرين.



















