الملخص
تكشف هذه المحاضرة عن الدور الذي أسهم به الوقف في حفظ مخطوطات التراث وخزائن الكتب، وتفترض أن مقاصد وقف المخطوطات والمكتبات في الحضارة الإسلامية قد تمثلت في أربع غايات كبرى هي: 1. نيل الثواب من الله تعالى، بتسبيل مخطوطات العلم النافع؛ و توضح هذه الغاية بحد ذاتها فلسفة العلم والمعرفة في حضارتنا. 2. نشر العلوم وبناء مجتمع المعرفة على أوسع نطاق ممكن؛ بدليل عمومية أوقاف المخطوطات وتحرّرها من أي قيود تحجبها عن طلاب العلم. 3. حفظ حقوق الملكية الفكرية- أدبيًا ومعنويًا - لأصحاب المخطوطات والكتب، لا لتتحوّل تلك الحقوق إلى أموال بيد المؤّلف أو ورثته، وإنّما ليصل العلم لمن يطلبه، ولمن يقدر على أداء حقّه، سواء من أبناء العالم وأقارب، أو من غيرهم. 4. إسهام المخطوطات والكتب والمكتبات في خدمة الكليات العامّة للشريعة، وبخاصّة: حفظ الدين وحفظ العقل، عبر نقل أصول الدين وتثبيتها، ودحض الافتراءات عليه وتفنيدها، والاجتهاد والتجديد والابتكار والتطوير لمواجهة تحديات الواقع والتغلب عليها.
كما تكشف هذه المحاضرة عن دور الفقهاء في تقنين عملية وقف المخطوطات باستحسان وقفها، باعتبارها من المنقولات. إذ ربط المحاضر بين الاجتهادات الفقهية الخاصة بحماية الوقف للمخطوطات والكتب وحقوق الملكية الفكرية من ناحية، وقوانين حماية الملكية الفكرية الحديثة والمعاصرة التي ألحقت هذه الحماية باتفاقيات التجارة العالمية من ناحية أخرى، داعيا إلى وجوب تجديد المنظومات التشريعية في بلدان أمتنا، بما يكفل حماية تراثنا من المخطوطات وأوعية العلم والمعرفة على اختلافها، وتفعيل دورها النهضوي، برؤية حضارية منفتحة وعالمية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.