الملخص
يشرح الدكتور بشّار عوّاد معروف في هذه المحاضرة مفهوم علم تحقيق النصوص على أنه يهدف إلى إخراج نص كما تركه مؤلفه وارتضاه في آخر حياته. ثم يناقش الرأي الذي يرى أن تحقيق النص الغاية منه إخراج نص صحيح دون الحاجة إلى أي تعليقات، وإنما يكتفى بالضبط. كما يناقش الفريق الآخر الذي يرى أنه لا بد من التعليق، بل بالغ بعضهم فقال: يعلق على كل شيء. وبيّن محاضرنا فساد كلا الرأيين، وأن الصواب هو سلوك سبيل الوسط، وذلك بأن يرجح المحقق بين النسخ، ويثبت الفروق المهمة، ويبين الموارد التي اعتمدها المؤلف، ويوثق النقول من مصادرها. كما ناقش الدكتور بشّار في هذه المحاضرة من قال بأن التحقيق لا يسمى تحقيقا إلا عندما تكون عدة نسخ ويتم المقابلة بينها، واعتبر ذلك رأيا خاطئا؛ لأن هناك من الكتب التي حققت على نسخة واحدة من طرف كبار المحققين، مثل الشيخ أحمد شاكر وأخيه محمود شاكر، ولم يقل واحد من الباحثين يوما إن تلك الكتب لا تسمى تحقيقا.
وشرح بالتفصيل الفرق بين التحقيق وبين التعليق، فالتحقيق هو ضبط النص واستعمال الوسائل المؤدية لذلك، وأما التعليق فهو ما يتوصل به المحقق إلى ضبط النص.
كما نبه إلى أن من الأمور التي ينبغي مراعاتها عند التحقيق:
- توحيد الانتساخ: فيراعي المحقق قواعد الكتابة الحديثة، من تفقير للنص، واستعمال علامات الترقيم وغيرها من أمور تنظيم النص.
- الإشارة إلى موارد المؤلف: في حالة إذا عرف المحقق موارد المؤلف فعليه أن يرجع إلى تلك النقول، ويقابل بينها وبين ما أورده المؤلف منها.
- ضبط المشكل من الأسماء والأنساب: وذلك بالرجوع إلى الكتب المعتنية بذلك، مثل الإكمال لابن ماكولا، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين، وهما من أهم الكتب في هذا الفن.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.