الملخص
تتناول هذه المحاضرة الهامة مطلبا حضاريًا معاصرًا وموضوعًا على جانب كبير من الأهمية، ألا وهو «الفنون البديلة». ووصفها بالبديلة يراد منه إقامة الفنون بمرجعية الإسلام، بكفاءة وأمانة، وبمفهوم واسع، وإرادة صادقة، وإدارة راشدة؛ ونفع الناس، وإحياء الجمال، وفعل الإبداع، ومراعاة السياق، دون إقصاء الفنون الأخرى. كما تقام الفنون البديلة أيضا بقيم فاضلة، وتعبيرات متنوعة، وبأبعاد إنسانية، وأهداف وظيفية، ومعارف بينية.
أما منطلق هذه الفنون البديلة فهي النصوص والمقاصد الشرعية، ضمن القراءة النظرية الجامعة، وفي إطار تطبيق الأحكام بنصوصها ومقاصدها، وتنزيلها على الواقع، بمنهج مراعاة مآلات الأفعال، وتحقيق المناط، وفعل الممكن، وجلب المصالح للناس.
يحتاج تطبيق الفنون البديلة في أرض الواقع إلى توطئة وتمهيد في بناء الوعي العميق بهذه الفنون، وتصحيح الفهم بأهميتها وأنواعها، ودورها في تهذيب المشاعر الإنسانية، وتعزيز القيم، وتقرير الحق، وفعل الخير، وتحصيل الإمتاع، وإقامة الزينة والجمال، باعتباره جوهر الفنون، ومعرضها الحضاري المتجدد. كما يحصل بناء الوعي بالتثقيف والتعليم والتدريب، وبتأثيث الروافد المجتمعية بأصحاب المهارة الفنية المتخصصة والصادقة، وبالمشـروعات والمستلزمات والمؤسسات والمعارف، في إطار منظومة الفنون البديلة البديعة.
وعلى دوائر علماء الفنون وفقهاء الإسلام وسائر المعنيين أن يتنادوا إلى وضع منظومة لهذه الفنون الجديدة البديلة، برؤية إبداعية، وأصالة دينية، ورابطة أدبية، وتوافقات موضوعية، وأن يتداركوا ما به تحقيق شهادة الأمة، ومصالح الشعوب، والسلم العالمي، والتعارف الإنساني، وإحياء واجب الوقت، وإبراز محاسن الإسلام، بجمال وإتقان.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.