مقدمة المحرر
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم . وبعد فإنه يسرنا أن نقدم للباحثين الجزء الأول من فهرس مخطوطات دار الوثائق القومية النيجيرية المحفوظة بخزانة كادونا. إن هذا الفهرس نتيجة لعمل تعاوني اشترك فيه جماعة من الأساتذة والباحثين تحت إشراف مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي. وقد طلبت المؤسسة من السيد بابا يونس محمد أن يسجل معلومات معينة عن المخطوطات على بطاقات إخبارية، ثم أُرسلت هذه البطاقات إلى كاتب هذه الأسطر كي يحقق أسماء المؤلفين وعناوين الكتب ويضيف إليها ما لا بد منه من المراجع والتعليقات تتميمًا للفائدة.
وكنت قد اقترحت على مؤسسة الفرقان استحداث برنامج إليكتروني خاص لفهرسة المخطوطات فوافقت المؤسسة على هذه الفكرة وطلبت مني وضع الخطوط الرئيسية لهذا البرنامج. ثم قام الأستاذ كنوت ڨيوكور(رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط والعالم الإسلامي بجامعة برغن، النرويج) بتصميم البرنامج ووضعه على نظام معلومات٤د (4th Dimension database) للماكنتوش، وأدخل عليه السيد محمد الثاني عمر(الطالب لشهادة الدكتوراه بجامعة نورث وسترن) المعلومات الموجودة بهذا الفهرس بأسرها وبعثنا الكل إلى الأستاذ ڨيكورلإخراجه إلى برنامج كتابةprocessing program) ـword ) ولوضع الفهارس للمؤلفين ولعناوين الكتب والموضوعات وأبيات الشعر. وفي مرحلة تالية ردت هذه المواد إليَّ للتصحيح والتنقيح، ثم عادت للمرة الأخيرة إلى الأستاذ ڨيكور لطبعها على طابع اليكتروني (ليزر) وإرسال صفحاتها إلى مؤسسة الفرقان.
ولا يخفى على القارئ أن احتمال وقوع الخطأ في مثل هذه العمليات المتعددة المراحل كبير جدًا، ورغم ذلك فقد حاولنا أن نتفادى الخطأ قدر المستطاع إلا أننا لا نستغرب أن يكون العمل قد تسرب إليه بعض الخلل، ولا مفر من ذلك حيث أني لم أر بعيني المخطوطات المفهرسة هنا وأن بعضها مكتوب باللغة الهوسية التي لا يكاد علماء هذا القطر يتفقون على طريقة لكتابتها بالحروف العربية. ومع ذلك فنرجو أن يستفيد الباحثون من الفهرس وأن يشجعهم وجوده على بذل الجهود في إحياء التراث الإسلامي النيجيري .
أما المخطوطات المحفوظة في دار الوثائق فإن نسبة كبيرة منها ترجع إلى العالم العربي أو إلى العالم الإسلامي الواسع، والأقلية منها من تأليف علماء القطر نفسه ــ مثل الشيخ عثمان بن محمد فودي وأخيه عبد الله وابنه محمد بل. والفهرس يتضمن كثيرًا من المؤلفات في التصوف والأدب والحكم آلخ. فهناك مثلا نسخ متعددة من مختصر الشيخ خليل في الفقه المالكي ورسالة ابن زيد القيرواني كذلك، كما توجد نسخ متعددة من مقصورة ابن دريد وعشرينيات الفازازي وقصيدة محمد البدماصي في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وقصائد بعض الشعراء الجاهليين كطرفة وعنترة وامريء القيس. وهذا كله دليل على اهتمام العلماء النيجيريين بالتراث الإسلامي الواسع وتبحرهم في العلوم الإسلامية، كما يدل ذلك على فهمهم العميق للغة العربية. ويعتبر هذا الفهرس مثالا للمكتبة الإسلامية النيجيرية بل للمكتبة الإسلامية في إفريقية الغربية كلها.
وختاماً ينبغي لنا أن نشكر مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي على مبادرتها الحميدة في إنشاء هذا المشروع، كما نشكر الدكتور جوليان يوهانسون، رئيس قسم فهرسة المخطوطات بالمؤسسة على نصائحه الحكيمة وصبره الجميل. ولا يكتمل الحديث دون ذكر لصاحب مؤسسة الفرقان، الشيخ أحمد زكي يماني، الذي اهتم بالتراث الإسلامي أينما وجد، فأنشأ هذا المشروع ليجد فيه الباحثون فائدة، والقارئون مرجعاً.
جون هنويك
استاذ التاريخ والدراسات الاسلامية
جامعة نورث وسترن (الولايات المتحدة)
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.