فهرس مخطوطات مكتبة مكة المكرمة

بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم:

أحمد الله على ما به أنعم، وأشكره شكر العارفين على ما به تكرّم، وأصلّي وأسلّم على مَن جاء رحمة للعالمين، وهدية الله للموحدين، رسول الله وحبيبنا، ورحمة الله وطبيب قلوبنا، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين.

وبعد: فإن مِن أوْكد واجبات الباحثين في مختلف مجالات الدراسات الإسلامية أن يبذلوا الجهد في الكشف عن مخبّآت ما سطّره علماء المسلمين في تآليفهم وأنْ يتناولوها بالنشر والتحقيق والدراسة والتدقيق حتى يتمكنوا بعد ذلك من إضافة ما تجود به هِمَمُهُم من النظريات والآراء والحلول لمشكلات عصرهم الذي يواجههم بالتغيُّرات ويقابلهم أهلُه بالتحدّيات، حتى يكونوا أهلاً للمسؤولية التي تُناط بعُهْدتهم ويكونوا بذلك علماء الأمة الذين وصفهم الله بأعظم الأوصاف وكلّفهم بأعظم الوظائف والمسؤوليات.

وقد ترك لنا السلّف إنتاجاً علمياً ثرًّا عرف المسلمون ونشروا وحققوا الكثير منه، ولكن الكثير منه أيضاً مازال تحت غبار السنين لمّا يُكْشَف ولمّا يَستَفيد منه الناس. فإذا كنّا قد عرفنا معظم المخطوطات العربية فإنّ بعضها ما يزال نسياً منسياً، وبعض المخطوطات ما تزال مجهولة المحتوى لأنها لمّا تُفَهرس بعد ولمّا يقع التعريف بها.

ومن هذه المكتبات التي بقيتْ إلى يومنا هذا غير مفهرسة مكتبة مكّة المكّرمة. وقد تطلّعتْ همة أحد أبناء مكّة وعلمائها الأخ الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان، أستاذ الدراسات العليا بجامعة أم القرى بمكّة المكّرمة، إلى فهرسة هذه المكتبة، فقام بالكثير من ذلك واستعان ببعض أهل الاختصاص، ورغب مني أن أشارك في وضع فهرسَيْن أحدهما لمخطوطات القرآن وعلومه والآخر لمخطوطات التاريخ المحفوظة بهذه المكتبة، فقبلتُ ذلك شاكراً له إشراكي في هذا العمل الشريف الذي قُمتُ به ليكون عملاُ صالحاً يُكتب في صحائفي، أرجو من ورائه وجه الله وثوابه الجزيل.

في مكّة المكّرمة مكتبتان عامتان عريقتان أولاهما "مكتبة الحرم المكّي" ، وثانيهما هذه المكتبة التي سُمّيت ْ "مكتبة مكّة المكّرمة".

أما المبنى الذي حُفِظتْ فيه هه المكتبة فقد أقيم على أسس مبنى قديم عُرِف عند أهل السِّيَر والتاريخ بالأسماء التالية:

- دار عبد المطلب.

- دار عبد الله بن عبد المطلب.

- دار محمد بن يوسف الثقفي.

- دار مولد النبي صلى الله عليه وسلم.

- دار المولد.

وعلى رغك اختلاف الروايات في تعيين مكان مولد الرسول صلى الله عليه وسلم فإنّ المصادر الأساسية لكتب السيرة تُرشّح أنّ مولده كان في هذه الدار التي هي دار عبد المطلب جَدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قسمها بين أولاده ودفع عبد المطلب إليهم ذلك في حياته حين ذهب بصره، فكان لعبد الله بن عبد المطلب نصيبه فيها، ومن ثمّ صار للنبي صلى الله عليه وسلم حق أبيه فيها، وهي تقع في شعب بني هاشم الذي أصبح يسمّى شعب علي.

وهي الدار التي ولد فيها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أثبت ذلك المحدّثون والأثبات من أهل التاريخ منذ عهد اتساع التدوين في القرن الثاني للهجرة وتناقل أخبارها أهل الحديث من مؤلفي السيرة والتاريخ، ولم نجد من الحُفَّاظ منكراً لها ولا من أهمل ذكرها في سيرته أو تاريخه، نذكر منهم:

- ابن إسحاق: محمد بن إسحاق المطلبي (ت 151 هـ) في سيرته.

- ابن هشام: عبد الملك بن هشام الحميري (ت 213 هـ) في تهذيب السيرة.

- ابن سعد: محمد بن سعد البصري ( ت 230 هـ) في طبقاته.

- الأزرقي: محمد بن عبد الله (ت 244 هـ) في أخبار مكّة.

- الفاكهي: محمد بن إسحاق الفاكهي ( ت 272 هـ تقريباً ) في اخبار مكّة.

- الطبري: محمد بن جرير ( ت 310 هـ) في تاريخه.

- ابن عبد البر: يوسف بن عبد الله القرطبي (ت 368 هـ) في الاستيعاب.

- السهيلي: عبد الرحمن بن عبد الله المالقي (ت 581 هـ) في الروض الأُنُف.

- ابن الأثير: علي بن محمد الشيباني ( ت 630 هـ) في الكامل.

- الكلاعي: أبو الربيع سليمان بن موسى ( ت 634 هـ) غي الاكتفاء.

- المحب الطبري: أحمد بن عبد الله المكّي (ت 694 هـ) في القرى لقاصد أم القرى.

- ابن سيد الناس: فتح الدين الإشبيلي ( ت 734 هـ) في عيون الأثر.

- علاء الدين مغلطاي بن قليج ( ت 769 هـ) في سيرته.

- ابن كثير: إسماعيل بن عمر ( ت 774 هـ) في سيرته.

- الفاسي : تقي الدين محمد بن أحمد ( ت 832 هـ) في شفاء الغرام.

ابن فهد: النجم عمر بن محمد المكّي ( ت 885 هـ) في إتحاف الورى.وغيرهم كثير (جميع من ذكروا أعلاه من حفاّظ الحديث وتُرجموا في كتب طبقات الحفّاظ إلا الأزرقي والفاكهي فقد اعتبرا من المعتَمدين في الروايات التاريخية).

ومجمل رواياتهم تنصّ على أنّ دار عبد المطلب هي دار مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنها انتقلت إلى يد ابن عمه عقيل بن أبي طالب الذي أخذها قبل إسلامه حين هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وبقيت بيده. وفي عام حجة الوداع قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أين تنزل يا رسول الله؟ فأجاب: "وهل ترك لنا عقيل من ظل" وفي روايته : منزلاً، وفي أخرى: من رباع، وفي ثالثة: من دور.

وبقيت الدار بيد عقيل وأبنائه إلى أن باعوها فاشتراها محمد بن يوسف الثقفي أخو الحجاج (تولى إمارة اليمن واشتهر بالجور والعداء لعلي بن أبي طالب. توفي باليمن سنة 100 هـ) وأدخلها في داره المعروفة بالبيضاء.

وفي سنة 171 هـ حجّت الخيزران زوجة المهدي وأم هارون الرشيد فكانت لها مآثر جليلة بمكّة منها أنها أخرجتْ دار مولد النبي صلى الله عليه وسلم من دار محمد بن يوسف، جعلتْها مسجداً يصلّى فيه، وأصبح زقاقه يسمّى زقاق المولد.

واهتم الخلفاء وملوك الإسلام بهذا المحل فكان يُعمّر من حين إلى آخر على مدى القرون المتطاولة وكلّما أصابه البلى جُدّدَ بناؤه، مما ذُكِر مفصّلاً في كتب

التاريخ التي اهتمت بتطوير بنائه ووصفه وذكر عادات أهل مكّة والقادمين عليها في الاحتفال به ظهرت في عصور تخلّف المسلمين بِدعّ يقوم بها الجهلة من التمسح بالمكان وتقبيله، وهو ما لا يجيزه الشرع والاعتقاد الصحيح().

وخلال القرن الرابع عشر الهجري في سنة 1370هـ (1951 م) منح المغفور له الملك عبد العزيز أرض مكان المولد إلى الشيخ عباس قطان فبنى عليها مكتبة مكّة المكّرمة على أسس البناء القديم، وقد استعان في ذلك بمال تبرعت به أخته لبناء المحل، واشترى المكتبة والمطبعة من أولاد الشيخ ماجد كردي (محمد طاهر كردي: التاريخ القويم لمكّة وبيت الله الكريم ج1 ص 170- 173، جريدة البلاد " السعودية" العدد 998 الصادرة يوم الأحد 25 جمادى الأول سنة 1370 الموافق للرابع من مارس سنة 1951 م(.

وتم افتتاح المكتبة سنة 1379 هـ وأُلحقتْ بالمديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر. وفي سنة 1383 هـ ألحقت بالمديرية العامة للأوقاف بمكّة المكّرمة وأصبحت تسمّى "مكتبة مكّة المكّرمة". ومنذ سنة 1385 هـ تولّى أمانتها فضيلة الشيخ عبد الملك بن عبد القادر الطرابلسي –أمدّ الله في أنفاسه الأخيرة- فقام على حفظها ورعايتها أحسن قيام مستعيناً بموظفين أكفاء من أهل الخير منهم الأستاذان عبد العزيز بقلين وعبد الباسط باحارث.

وقد اجتمع في هذه المكتبة العديد من الكتب التي كانت على ملك بعض علماء المكّيين وأهل الفضل منهم فتكوّنت أساساً من المكتبات والعناصر التالية:

1- المكتبة الماجدية، وهي مكتبة الشيخ ماجد كردي.

2- المكتبة القدسية، وهي مكتبة عبد الحميد قدس، أوصى بها للمحل.

3- مكتبة الشيخ محمد علي بن حسين مالكي.

4- مكتبة حسين عرب، اقتنتها الوزارة فأهدتها للمكتبة.

5- مكتبة سراج ششة، أهديتْ للمكتبة.

6- قسم من مكتبة حسن الأدريسي.

7- مكتبة عمر الفاروقي، أهديت للمحل.

- مكتبة محمد سليمان حسب الله.

9- مكتبة محمد شطا، أوصى بها للمحل.

10- ما تُزوّدها به الوزارة.

11- ما تُزوّدها به رابطة العالم الإسلامي.

12- ما تُزوّدها به جامعة أم القرى بمكّة المكّرمة.

13- الكتب المهداة من أهل الخير.

وقد اشتملت المكتبة على مخطوطات ومطبوعات قديمة وحديثة. فالمخطوطات وردت إليها من المكتبة الماجدية والمكتبة القدسية ومكتبة الشيخ محمد علي مالكي محمد سليمان حسب الله، وعدد المخطوطات المحفوظة بها 1522 مخطوطاً قُسمتْ إلى 22 قسماَ، تفصيلها ما يلي:

TABLE

وخلال فهرستي لمخطوطات القرآن وعلومه لم أُحدِثْ أي تغيير في أرقام المخطوطات وتسمية أقسامها. فان كتب القرآن وعلومه وُضِعتْ سابقاً في المكتبة تحت عنوان "قسم التفسير". فاحتفظت به، إلاّ أني عَنْونتُ هذا الجزء " بقسم القرآن وعلومه" لأنها تحتوي على كل ما في هذه المكتبة من المصاحف وكتب التفسير والقراءات وغيرها ممّا يدخل تحت مُسمّى علوم القرآن .

ففهرستُ المخطوطات التي وُضعت قديماً تحت عنوان " قسم التفسير"، وهي 96 عنواناً. إلاّ أنني جمعتُ جُذاذات كل المصاحف القرآنية وصدّرْتُ بها الفهرس ثم عرضْتُ ما بقي من المخطوطات المتعلّقة بعلوم القرآن من تفسير وقراءات وغير ذلك وأخرجت منها المخطوط ( 69 تفسير) الذي هو كتاب في المنطق ولا صِلَة له بموضوع هذا القسم.

وبعد الاطلاع على مختلف أقسام هذه المكتبة تبيُّن لي أن بعض المخطوطات المحفوظة بها هي من القرآن وعلومه، ففهرستُها ووصَفْتُها وأقحمتُها هنا مع إبقاء رقمها وتبويبها المنصوص بهما عليها. فجمعتُ من مختلف أقسام المكتبة 32 عنواناً أضفتُها إلى الفهرس. وتفصيلها كما يلي:

- من المصاحف 11 مصحفاً شريفاً هي:

- تسعة مصاحف من مجموعة كامل من رقم 1 الى رقم 9.

- مصحفان من مجموعة ابن لادن وهما برقمي "أ" و "ب".

- خمسة عشر عنواناً من قسم المجاميع هي:

2 (1) مجاميع

12 (1) مجاميع

23 (1) مجاميع

31 (1) مجاميع

40 (1) مجاميع

50 (5، 6، 8، 9، 10، 11، 12، 13، 14، 18) مجاميع

- ستة عناوين من مختلف الأقسام الأخرى هي:

89 (1) حديث

18 (1) علوم عربية

143 علوم عربية

33 فرائض

118 تصوّف

10 مجموعة كامل

أما الطريقة التي سلكتُها لوصف المخطوطات فقد سارت على الوجه التالي:

1- ذكر رقم المخطوط وبيان قِسْمه، إن كان من قسم التفسير أو من غيره، مع ذكر المجموع، إن كان ضمن مجموع، ورقمه في المجموع بين هلالين