الملخص
يعدُّ هذا الكتاب من أهمّ المصادر الببليوغرافية العربية، وقد برع مؤلِّفه في حسن تصنيفه للعلوم العربية حسب موضوعها، بناء على فكرة التَدرّج من العامِّ إلىالخاصِّ، كما أجاد في تفريع العلوم، فأحصى فيه عشرين وثلاثمئة علمٍ. وقد قام المؤلِّف بالتَّعريف بالعلوم، وتحديد تخصُّصها، وذكر مبادئها ومنافعها وأغراضها،وتعدَّى ذلك إلى ذِكْرِ تاريخ نشأة كثير منها وتطوُّرِها، وذكر أهم الكتب المصنَّفة في كلِّ علمٍ، فبدأ بالمطوَّلة، ثم المتوسِّطة، ثم المختصرة، وذكر شروحها وحواشيها إنوُجدت، وأردف ذلك بذكر تراجم المصنِّفين وسِيَرهم وأخبارهم، وعناوين مصنَّفاتهم الأخرى في سائر العلوم.
ورغم الأهميَّة الكبيرة لهذا الكتاب في تاريخ التُّراث العربي، إلّا أنّه صدر في طبعتين تجاريتين مليئتين بالأخطاء والتَّصحيف والتَّحريف، والزِّيادة والنُّقصان، وظلَّتالطَّبعتان عمدة الباحثين في كتبهم ودراساتهم وأبحاثهم ردحًا طويلًا من الزَّمن.
ونظرًا للمكانة العلمية الكبيرة لهذا الكتاب، فقد أوكلت مؤسسة الفرقان لمحقّقي هذه النسخة بإعادة النظر فيه وتحقيقه تحقيقا علميًّا رصينًا، فوقفوا على معظم الأصولالخطيَّة للكتاب، وقاموا بدراستها وتصنيفها والمقابلة بين أصولها الخطية، كما بذلوا جهدًا مشكورًا في ضبط متن الكتاب وتحقيقه وحسن توثيقه، ووشَّحوه بمجموعة منالتَّعليقات النَّافعة، وذيَّلوه بكشَّافاتٍ فنيةٍ مفصَّلةٍ تُيسِّر الاستفادة منه، وصدَّروا تحقيقهم بدراسة وافية تناولوا فيها السِّيرة الشَّخصية والعلمية لطاش كبري زاده، وعرَّفواتعريفًا وافيًا بكتابه «مفتاح السَّعادة»، وبيَّنوا قيمته العلمية ومنهج تصنيفه، وذكروا تأثُّرَهُ بمن سبقه وأثره فيمن لحقه، وبيَّنوا بعض فوائده ونماذج من بعض أوهامه،وأفاضوا وأجادوا في دراسة نسخه الخطية وبيان أهميتها وصلتها بمؤلِّفها، وبسطوا خطَّة واضحة لخطوات ومنهج عملهم، وقدَّموا في الأخير نماذج من النُّسخ التياعتمدوا عليها في التَّحقيق.
Reviews
There are no reviews yet.