الملخص
تستهدف هذه الدراسة الشاملة البحث في قضية في غاية الأهمية. فلما كان تحقيق المصلحة هو مدار نظرية المقاصد العامة للشريعة الغراء، فإن الخير هو وسيلة من وسائل المقاصد لإدراك تلك المصلحة. ولا يبلغ تحقيق المصلحة أعلى مراحله الإنسانية إلا في مجتمع الخير العام. ويتنزل الخير العام بهذا المعنى في صميم الرسالة التي تحملها الأمة الإسلامية للعالم؛ فباعتبارها ﴿خَيرَ أمّةٍ أخرِجَت للنّاس﴾ يجب عليها أن تفعل الخير وتدعو حتى تستريح البشرية كلها، في ظلال الخير بمعاييره القرآنية العادلة والشاملة، لا بمعاييره الوضعية البشرية، المتحيزة والقاصرة. ومعايير الخير في القرآن الكريم واضحة لا لبس فيها، وهي تتمثل في صفتين مركزيتين، هما: الشمول والأفضلية، و قد استوعب معاني الخير بدلالاته اللغوية والاجتماعية التي عرفها لسان العرب في الجاهلية وقبل نزول الوحي، ثم انتقل بها إلى معان جديدة، وتدرج بها إلى أن استقرت في معنى الأفضل بمقاييس القرآن ذاته؛ أي الأفضل قولاً وعملاً؛ الذي يُحمد صاحبه شرعاً. كما تهدف هذه الدراسة إلى فتح أبواب البحث والتدقيق في ثلاث مسائل، هي: مسألة مجتمع الخير العام، بحسب ما نفهم أنه التصور القرآني للخير، ومسألة سد الذرائع وفتحها، ومسألة فرض الكفاية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.