فضل بيت المقدس والعمارة فيه وجلب الخير له ولأهله

شارك:

الشيخ محمد الخليلي

قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾[1]، فلو لم يكن لبيت المقدس من الفضائل إلاّ هذه الآية لكانت كافية ولجميع البركات وافية، وكيف لا وهو محل الآيات ومنزل البركات ومجمع الأرواح الطاهرات، وقال تعالى في شأن إبراهيم ولوط عليهما الصلاة والسلام: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ﴾[2]. وقال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ[3] وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا﴾[4] وهي قرى الشام (9ب) الشاملة لها الأرض المقدسة الأوسع منها كما يعلم ذلك من حدود الشام والأرض المقدسة كما يأتي[5]، ومنها قوله تعالى لبني إسرائيل ﴿ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾[6]، ومنها قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ﴾[7]، قيل: بوأهم الشام وبيت المقدس وقيل: بيت المقدس خاصة.

ومنها قوله تعالى: ﴿فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ﴾[8] والساهرة إلى جانب بيت المقدس ومنها قوله تعالى: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾[9] قال عقبة بن عامر[10]: التين دمشق الشام، والزيتون بيت المقدس[11]. وقال تعالى: ﴿فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ﴾[12] هو سور بيت المقدس باطنه أبواب الرحمة وظاهره وادي جهنم[13].

وممّا يدلّ على فضله من السُنّة ما رواه أبو هريرة رَضِيَ الله عَنْهُ[14] يُبلّغ به قال: «تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا»[15] وفي لفظ من رواية أبي[16] سعيد رَضِيَ الله عَنْهُ[17] قال: «قال رسول الله ﷺ: لا تشد الرّحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام وإلى مسجدي وإلى بيت المقدس»[18]. وعن أبي ذر، رَضِيَ الله عَنْهُ[19]، قال: «قُلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولاً. قال: المسجد الحرام. قال: قلت ثم أي. قال: المسجد الأقصى، قال: قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة. قال: فأيهما أدركتك الصلاة فصلّ فهو مسجد»[20].

وعن عمران بن الحصين[21] أنه قال: «قلت يا رسول الله ما (10أ) أحسن المدينة، قال: كيف لو رأيت بيت المقدس، قلت: وهو أحسن؟، فقال النبي ﷺ: وكيف لا يكون وكل من بها يزار ولا يزور وتهدي إليه الأرواح ولا يُهدى روح بيت المقدس إلا إلى الله تعالى أكرم المدينة وطيبها بي وأنا فيها حيّ، وأنا فيها ميت، ولولا ذلك ما هاجرت من مكة فإنيّ ما رأيت القمر في بلد قط إلاّ وهو بمكة أحسن»[22]، وقال كعب[23]: لا تقوم الساعة حتى يزور البيت الحرام بيت المقدس فيقادان إلى الجنة جميعا وفيهما أهلهما والعرض والحساب بيت المقدس[24].

وقال سليمان: لقد يأتي مسجد الله إلى بيت المقدس، يعني يؤتى بالكعبة إلى بيت المقدس[25]، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ، إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾[26]. ذهب جمع من المفسرين أنها بيت المقدس. فتأمل هذا البلاغ إلى العبّاد ليأتوا إلى بيت المقدس لأجل العبادة فيه، فيضاعف لهم الأجر وتقرب بهم المسافة في الحشر وتكون أرواحهم في محل من غير نقل، وهذا شهادة من الله تعالى إلى أنّ الوارث لبيت المقدس هم الصالحون، وأن المالك لها خير الملوك والخادم لها خير الخلق، والعابد فيها مشهود له بالصّلاح. قال عبد الله بن عمر رَضِيَ الله عَنْهُ: إن الحرم المحرم في السموات السبع بمقداره في الأرض، [وإن بيت المقدس مقدس في السماوات السبع بمقداره في الأرض][27]. قال كعب: إن الله ينظر إلى بيت المقدس كل يوم مرتين[28] وقال: باب (10ب) مفتوح من السماء من أبواب الجنة ينزل [منه][29] الحنان هو كحساب الرحمة فعطفها عليه تفسير، والرحمة على بيت المقدس كلّ صباح حتى تقوم الساعة[30]. وعن ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهُ[31] أنه قال: «قال رسول الله من أراد أن ينظر إلى بقعة من بقع الجنة فلينظر إلى بيت المقدس وبيت المقدس من جنة الفردوس»[32]. وقال وهب بن منبه[33]: أهل بيت المقدس جيران الله وحق على الله أن لا يعذب جيرانه[34]. وقال مقاتل[35]: صخرة بيت المقدس وسط الدنيا وإذا قال العبد لصاحبه انطلق بنا إلى بيت المقدس يقول الله تعالى يا ملائكتي اشهدوا إني قد غفرت لهما قبل أن يخرجا هذا إذا كانا لا يصران على الذنوب[36]. وقد رُوي عن الحسن البصري[37] من تصدق في بيت المقدس بدرهم كان [له] براءة من النار ومن تصدق لله [فيه] برغيف كان كمن تصدق بمثاقيل ذهبا، وفي رواية عنه: من تصدق في بيت المقدس بدرهم كان فداءه من النار، ومن تصدق برغيف كان كمن تصدق بجبال الأرض ذهبا[38]. وعن مكحول[39] عن كعب: من أتى بيت المقدس فصلى فيه عن يمين الصخرة وعن شمالها ودعى عند موضع السلسلة وتصدق بما قل أو كثر استجيب دعاؤه وكشف الله حزنه وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وإن سأل الله الشهادة أعطاه إياها[40]، وقال مكحول: من صلى في بيت المقدس ظهرا وعصرا ومغربا وعشاء ثم صلى الغداة (11أ) خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه[41].

وروى زياد بن أبي سودة[42] عن أخيه عثمان بن أبي سودة[43] عن ميمونة بنت سعد[44]، مولاة رسول الله ﷺ، أنها قالت: «يا رسول الله افتنا في بيت المقدس. فقال: أرض المحشر والمنشر ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة [فيه] كألف صلاة [فيما سواه]. قلت: يا رسول الله فمن لم يستطع أن يأتيه. قال: فليهد إليه زيتا يسرج في قناديله فإن من أهدى له زيتا كان كمن أتاه»[45]. وعن ثور بن يزيد[46]. عن مكحول أن ميمونة سألت رسول الله ﷺ عن بيت المقدس «فقال: نعم المسكن بيت المقدس، ومن صلّى فيه صلاة كانت كألف صلاة فيما سواه. قالت: فإن لم نطق. قال: فليهد إليه زيتا»[47]. وعنها أنها قالت: «قلت يا رسول افتنا في بيت المقدس. فقال: ائتوه فصلوا فيه. قالت يا رسول الله فكيف والروم إذ ذاك فيه: قال: فإن لم يستطيعوا فابعثوا بزيت يسرج في قناديله»[48]. وقال رسول الله ﷺ: «من أسرج في بيت المقدس سراجا لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام ضوؤه في المسجد»[49]. وقال كعب: من أنفق في عمران بيت المقدس وقاه الله المؤتلف والمتآلِف وسنى في أجله وأحياه الله الحياة الطيبة وقَلَبَه منقلبا كريما، ومن أنفق في بيت المقدس أجاب الله دعاءه وكشف حزنه وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. وقال ﷺ: (11ب) «إن خيار أمتي تهاجر هجرة بعد هجرة إلى بيت المقدس، ومَن صلّى في بيت المقدس بعد أن يتوضأ ويسبغ الوضوء ركعتين أو أربعا غفر الله له ما كان قبل ذلك»[50]. وقال: يطلع الله كل صباح إلى سكان بيت المقدس فَيدرّ عليهم من رحمته وحنانه ثم يدرّه على سائر البلدان. قال: والطّل الذي ينزل على بيت المقدس شفاء من كل داء. ويقول الله تعالى: المقبور في بيت المقدس يجاور[51] في داري ألا وإن الجنّة داري لا يجاورني فيها إلا السخاء والحلم[52]. وقال النبي ﷺ لأبي عبيدة بن الجراح[53] رَضِيَ الله عَنْهُ: «النجاء النجاء إلى بيت المقدس إذا ظهرت الفتن. قال: يا رسول الله فإن لم أدرك بيت المقدس. قال: فابذل واحرز دينك وفي لفظ فابذل مالك واحرز دينك»[54]. وقال الله تعالى لصخرة بيت المقدس: من أحبك أحببته ومن أحبك أحببته ومن أحبك أحبني ومن شنأك شنأته، عيني عليك من السنة إلى السنة لا أنساك حتى أنسى عيني، ومن صلّى فيك ركعتين أخرجته من الخطايا كما أخرجته من بطن أمه إلا أن يعود إلى خطايا مستأنفة تكتب عليه، لا تذهب الأيام والليالي حتى يحشر إليك كل مسجد يذكر فيه اسم الله يحفون بك حفيف الركب بالعروس إذا أهديت إلى أهلها أنزل عليك نارا من السماء تأكل ما داسته أقدام الناس وما مسته أيديهم. (12أ) وهذا حديث طويل ذكره الحافظ أبو محمد القاسم[55]، وفيه: ضمنت لمن سكنك أن لا تعوزه أيام حياته خبز البر والزيت[56].

قال في إتحاف الأخصا: وكان عدد من عمل في بناء بيت المقدس ثلاثين ألف رجل وعشرة ألف منهم عليهم قَطْعُ الخشب. قال: وكان الذين يعملون في الحجارة سبعين ألف رجل، وعدد الأمناء عليهم ثلاثمائة غير المسخرين من الجن والشياطين. قال: وعمل فيه سليمان عَلَيْهِ السَلاَم عملا لا يوصف ولا يبلغ كنهه أحد، وزينه بالذهب والفضة والدّر والياقوت والمرجان وأنواع الجواهر في سمائه وأرضه وأبوابه وجدرانه وأركانه مما لم ير مثله، وأسقفه بالعود الإخليلج[57] وصنع له مائة سكرة من الذهب زنة كل سكرة منها عشرة أرطال، وأولج فيه تابوت موسى وهارون[58]. قال الكلبي: ولما فرغ سليمان عَلَيْهِ السَلاَم من بناء بيت المقدس أنبت الله له شجرتين عند باب الرحمة إحداهما تنبت الذهب والأخرى تنبت الفضة؛ فكان كل يوم ينزع من كل واحدة مائتي رطل ذهبا وفضة. وقال: وفرش المسجد بلاطة من ذهب وبلاطة من فضة[59]. ولما رفع سليمان عَلَيْهِ السَلاَم يده بعد الفراغ منه وإحكامه، جمع الناس وأخبرهم أنّه مسجد لله تعالى وهو أمره ببنائه، وإن كلّ شيء فيه لله تعالى من انتقصه أو شيئا منه فقد (12ب) خان الله تعالى، وإن داود عهد إليه ببنائه وأوصاه بذلك من بعده ثم اتخذ طعاما وجمع النّاس ثم أمر بالقرابين فقربت إلى الله تعالى[60]. قال: ذكر لنا أن نبي الله سليمان عَلَيْهِ السَلاَم لما فرغ من بنائه ذبح ثلاثة آلاف بقرة وسبعة آلاف شاة ثم أتى المكان الذي في مؤخرة المسجد مِّما يلي باب الأسباط، وهو الموضع الذي يقال له كرسي سليمان، وقال: اللهم من أتاه من ذي ذنب فاغفر ذنبه أو ذي ضرّ فاكشف ضرّه. قال: فلا يأتيه أحد إلاّ أصاب من دعوة سليمان عَلَيْهِ السَلاَم. وهو الذي هو معروف بكرسي سليمان من الأماكن المعروفة بإجابة الدعاء[61].

وأما حدود الأرض المقدسة: فمن القبلة أرض الحجاز الشريف يفصل بينهما جبال الشراة[62] وهي جبال منيعة بينها وبين أيلة نحو مرحلة، وسطح أيلة هو أول حد الحجاز من جهة الشام وهي من تيه بني إسرائيل، وبينها وبين بيت المقدس نحو ثمانية أيام بسير الأثقال، ومن الشرق دومة الجندل برية السماوة وهي كبيرة ممتدة إلى العراق ينزل بها عرب الشام ومسافتها فمن بيت المقدس نحو مسافة أيلة، ومن الشمال مما يلي الشرق نهر الفرات[63] ومسافته عن بيت المقدس نحو عشرين يوما بسير الأثقال، فيدخل في هذا المملكة الشامية بكمالها ومن الغرب بحر الروم وهو البحر المالح ومسافته (13أ) عن بيت المقدس من جهة رملة فلسطين نحو يومين، ومن الجنوب رمل مصر والعريش ومسافته عن بيت المقدس نحو خمسة أيام ثم يليه تيه بني إسرائيل وطور سيناء ويمتد من تلك الجهة إلى تبوك ثم دومة الجندل المتصلة بالحد الشرقي، وتأمّل كلام العارف الرباني والهيكل الصمداني سيّدي عمر بن الفارض[64] من قيل أنّ نظمه أحد قسمي الإعجاز النظم والنثر القرآن العظيم في قوله[65]: [من الطويل]

ومـــا سكـــنته فهـــو بيــت مقدسٍ
ومسجديَ الأقصى مساحب بردها
بقـرة عينـي فيـه أحشـــــائي قرّتِ
وطيبي ثرى أرض عليها تمشّتِ

قال شارح كلامه الفرغاني[66]: وإنّما خصّ المسجد الأقصى بكونه مسحب رداء الحضرة المحبوبة لأن سحب الذّيل والرّداء من خصائص من يتفاخر بالكبرياء، والمسجد الأقصى هو حدقة عين بيت المقدس ونقطة دائرة كماليّته وروحانيّته، وبيت المقدس هو كعين لروحانية جميع الأرض وأنّ لكل شيء روحانيّة باطنة في صورته حتى في كلِّ جزء وذرّة من الأرض وغيره، والإشارة إلى ذلك قوله تعالى: ﴿فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾[67] يعني روحانيّته. وأرض بيت المقدس أرفع وأعلى من روحانيّة غيره من الأرض وأغلب من حيث [نفس][68] الروحانيّة وأظهر أثرا وحكما، وأمّا روحانيّة مكّة فهي أجمع للكمال الحقيقيّ المختصّ بالجمعيّة (13ب) وأعلى[69] في جمعيتها بين جميع الأوصاف والكمالات الروحانيّة والجسمانيّة وأعلى من تلك الجمعيّة واتصالاتها[70].

وكانت أرض الكعبة[71] قلب جميع الأرض ومجمع جميع الكمالات الروحانيّة والجسمانيّة، فاعلم ذلك. وحيث أنّ روحانيّة المسجد الأقصى أعلا من جهة نفس الرّوحانيّة وأغلب وأظهر حكما وأثرًا حتى ظهر أثر ذلك من حيث[72] اسمه بأن سميّت أرضه أرض القدس لغلبة حكم قُدس الرّوحانيّة عليها، ويسمى ذلك الموضع المعين منه المسجد الأقصى أي الأبعد عن أحكام الجسمانيّة حتى قلّما يدخله أحد ولم يجد في نفسه نشاطا[73] وروحا ونزاهة نفس عن الميل إلى الألواث الطبيعية وكأن للرّوحانيّة كبرياء على الجسمانيّة أبدا لعلو درجتها وكبر قدرها لا جرم كانت إلهية الخصيصية بوصف الكبرياء وهي جرّ أذيال الرداء مختصة بالمسجد الأقصى إذا ظهر للمكاشف الوصف [وكان الوصف][74] بتلك الهيئة اللاّئقة به، فعلى هذا يقول: كان قبل هذا لا يظهر موضع من الأرض [في نظري][75] بوصف الكبرياء إلاّ المسجد الأقصى وبيت المقدس، والآن كل موضع رأيت فيه أحدا يتبختر بوصف كمال وجدته مظهرًا للحضرة المحبوبيّة من حيث باطن جماله المتجلّى من حيث مقام أحدية جمعها، فذلك الموضع الذّي أرى مسحب بردها هو عين مسجدي الأقصى غير مقيد بمكان معين وموضع مخصوص[76]. وهنا حسبنا تحقيق من سّر الغيب وعين السّر يظهر به الفرق بين ما فضل (14أ) من ذوات، وإن منعه، ولكن يحتاج إلى مقدمتين: الأولى، أن المرَاتب أمور معنوية ثابتة في حضرة العلم الأزليّ كباقي المعاني، إلا أن بعض المعاني المتتابعة متعلقة بهذه المعاني المسمّاة بالمرَاتب داخلة في حيطتها بحيث تكون في جميع أحوالها محكومة بها، ولو قدر ظهورها بالوجود العيني يكون ظهورها بحسب مقتضيات هذه المراتب وبحكمها، وهي كالمحالّ المعنويّة لما كان تحت حيطتها فكليّات هذه المراتب خمس: منها اثنتان منسوبتان إلى الحق في ظهوره لنفسه إحداهما منسوبة إليه هي ظهوره مجملاّ لنفسه ومندرج فيه تفصيله. والثانية منسوبة إليه هي ظهوره مفصلا لنفسه مندرج فيه إجماله. وأمّا الثلاثة الكونية، فأولها مراتب الأرواح، وثانيها مرتبة المثال، وثالثها الحس. أمّا مرتبة الحسّ لما كان محلا وظرفا للمحسوسات فلم تستغن عن مظهر مناسب لما يحويه ويحل فيه ولما كانت مظروفات مرتبة الحسّ المذكورة نوعين: أحدهما أجسام وثانيهما أعراض، صار لهذا المعنى أي لمرتبة الحس مظهران؛ أحدهما زمان والآخر مكان، فنسبة الزمان إلى الإعراض أتمّ ونسبة المكان إلى الأجسام أقوى، فصار هذان المظهران ظرفين لجميع المحسوسات لا يخرج محسوس عن حكمهما من حيث أنّه محسوس أصلا، لا جرم كل قُربة وعبادة بدينه صادرة من الإنسان (14ب) كان متعلّقا بهذين المظهرين.

المقدمة الثانية: اعلم أن الزّمان صورة مقدّرة من الهيئات العلوية السّماوية كما أن المكان صورة مقدرة من الهيئات السفلية وجميع صور الهيئات الاجتماعية من الأسماء والصفات الإلهية ومن توجهاتها في الغيب، ولما كانت الأسماء والصفات الإلهية متفاوتة الدرجات في الرتبة والشرف وسعة الحيطة، وبسرعة التأثر بالإجابة ونحو ذلك، لا جرم كان لبعض الأزمنة والأمكنة التابعين لها شرف وفضل على البعض بحيث[77] تكون القربات والطاعات الواقعة في البعض تزيد في صحة النتيجة وقوتها على البعض الآخر، والنصوص الواردة تدل على صحة ما قررناه كما في فضيلة ليلة القدر ورمضان والجمعة وفي فضيلة الحرمين وبيت المقدس وفضائل أعمال متعلقة بها كالصلاة والصوم وإحياء بعض الليالي والطواف والسعيّ والوقوف وزيارة التربة المقدسة على ساكنها الصّلاة والتحيّة وأمثال ذلك.

وتقيد هذه الفضائل وأحرازها بهذين المظهرين[78] والاختصاص والتقيّدات ببعض دون بعض، إنما يكون لمن كان مقيّدا بحكم هذين المظهرين وبالمراتب أو بأحكام الأسماء والصفات، فأما من كان مخلّصا عن جميع التقيّدات والاختصاصات وخارجا عن جميع الأسماء والصفات وعن حيطتها فحاله نوع وطراز آخر على ما تقرّر عند (15أ) أهله، إذا علمت أنّ بيت المقدس هو روح الأرض وأن الرّوح وأعلى من الجسد علمت أنّ المتعلقة همته بالرّوح يكون هو الأرقى والأعلى في النّاس، وأنّه هو المنصور والمؤيّد كجناب مولانا السلطان أحمد خان رفع الله قدره أعلى المنازل وبوأه المشارق والمغارب، وجناب حضرة وزيره مدبر جمهور العالم وفّقَهُ الله لكل خير، وجناب حضرة الملا محمد أفندي حفظه الله، المباشر لذلك، «الأرواح جنود مجنّدة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف»[79]، فإذا تأمّلت ذلك ظهر لك معرفة النفوس القدسيّة الكماليّة العالية القدر والمزية المتعلقة بالخيرات الدنيويّة والأخروية والأماكن المفضلة المرضيّة، والأزمان العلية والأشخاص العلمية العملية أهل الفضل والمزيّة من النفوس الشقيّة الشرّيريّة، النافرة من كل خيرية، الطالبة لكل منقصة رديّة، وكلّ ذلك سوابق التجليّات الإلهية، والاختصاصات الاسمائية والأنوار الإلهية، والله اعلم.


[1] سورة الإسراء، آية 1.

[2] سورة الأنبياء، آية 71.

[3] جاء بعد قوله تعالى (بينهم) جملة اعتراضية (أي أهل سبأ).

[4] سورة سبأ، آية 18 وانظر: أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310هـ/922م)، جامع البيان في تفسير القرآن، 30 ج، تصوير أوفست دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت، 1400هـ/1980م، م 10، ج 22، ص 57. سيشار إليه فيما بعد: الطبري، جامع البيان.

[5] مجير الدين العليمي، الأنس الجليل، ج 1، ص 227.

[6] سورة المائدة، آية 21؛ الطبري، جامع البيان، م 4، جـ 6، ص 110.

[7] سورة يونس، آية 93؛ الطبري، جامع البيان، م 7، جـ 11، ص 114.

[8] سورة النازعات، آية 14؛ الطبري، جامع البيان، م 12، جـ 3، ص 24 – 25.

[9] سورة التين، آية 1؛ الطبري، جامع البيان، م 12، جـ 3، ص 153.

[10] عن عقبة بن عامر بن عبس الجهني الصحابي المشهور (ت 58هـ/677م) انظر ابن حجر، الإصابة، جـ 2، ص 489.

[11] السيوطي: إتحاف، ج 1، ص 97.

[12] سورة الحديد، آية 13.

[13] السيوطي، إتحاف، ج 1، ص 97؛ العليمي، الأنس الجليل، جـ 1، ص 227.

[14] هو عبد الرحمن بن صخر الملقب بأبي هريرة، صحابي، لازم الرسول ﷺ وروى عنه الكثير من الحديث قدم بيت المقدس وشهد فتحه، كانت وفاته بالمدينة المنورة سنة 57هـ/676م. انظر: ابن حجر العسقلاني. الإصابة، جـ 4، ص 202 – 211؛ يوسف بن عبد الله، ابن عبد البر (ت 463هـ/1099م) الاستيعاب في معرفة الأصحاب (على هامش الإصابة لابن حجر)، جـ 4، ص 202 – 210 سيشار إليه فيما بعد: ابن عبد البر، الاستيعاب؛ العليمي، الأنس الجليل، جـ 1، ص 263.
Robson, J., ‘Abu Hurayra’, E.I2., vol. I, p. 129.

[15] أبو الحسين، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (261هـ/875م)، صحيح مسلم، 5 ج، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت 1954م، جـ 2، ص 1015 حديث 512، 513 سيشار إليه فيما بعد، صحيح مسلم.

[16] جاءت في الأصل:أبو.

[17] جاءت في الأصل: ابن سعيد، وأبو سعيد الخدري صحابي جليل روى عنه مسلم في صحيحه.

[18] ابن حنبل، أحمد (ت 241هـ/855م)، مسند الإمام أحمد بن حنبل، 5 ج، دار صادر، بيروت، د.ت، جـ 2، ص 234 سيشار إليه فيما بعد: مسند بن حنبل؛ صحيح مسلم، جـ 2، ص 975، حديث 415؛ السيوطي، إتحاف، ج 1، ص 98.

[19] أبو ذر الغفاري واسمه جندب بن جنادة، من رواة الحديث ومن كبار الصحابة، دخل بيت المقدس وكانت وفاته بالمربذ في سنة (32هـ/652م) ابن سعد، الطبقات، ج 4، ق 1، ص 161 – 175؛ العليمي، الأنس الجليل، جـ 1، ص 261.

[20] مسند ابن حنبل، جـ 5، ص 150، ص 157؛ السيوطي، إتحاف، جـ 1، ص 99.

[21] عمران بن الحصين بن خلف (ت 52هـ/672م)، من فضلاء الصحابة وفقهائهم، روى عن الرسول ﷺ، تولى قضاء البصرة. انظر: ابن سعد، الطبقات، ج 4، ق 2، ص 26 – 29؛ ابن حجر، الإصابة، جـ 3، ص 26 – 27.

[22] السيوطي، إتحاف، ج 1، ص 99؛ العليمي، الأنس الجليل، جـ 1، ص 238.

[23] هو كعب الأحبار، يكنى أبا إسحاق وهو من حمير، كان على دين يهود، أسلم وقدم المدينة ثم خرج إلى الشام وسكن حمص وتوفي بها سنة (32هـ/652م). ابن سعد، الطبقات، ج 7 ق 2، ص 156؛ جمال الدين أبي الفرج ابن الجوزي (ت 597هـ/1201م) صفة الصفوة، حققه وعلق عليه محمود فاخوري، 4 ج، دار الوعي، حلب 1969م – 1972م، ج 3، ص 203 – 205 سيشار إليه فيما بعد: ابن الجوزي، صفة الصفوة.

[24] السيوطي، إتحاف، ج 1، ص 99 – 100.

[25] السيوطي، إتحاف، ج 1، ص 100.

[26] سورة الأنبياء، آية 105 – 106.

[27] تكملة رواية ابن عباس كما جاءت عند برهان الدين الفزاري بن الفركاح (ت 729هـ/1329م) في كتابه باعث النفوس إلى زيارة القدس الشريف المحروس، تقديم وتحقيق وتعليق مديحة الشرقاوي نشر في أربع رسائل في فضائل المسجد الأقصى، دار الندى، القاهرة، 1999م، ص 100 سيشار إليه فيما بعد: ابن الفركاح، باعث النفوس؛ العليمي، الأنس الجليل، ج 1، ص 232، السيوطي، إتحاف، ج 1، ص 100 – 101.

[28] العليمي، الأنس الجليل، جـ 1، ص 239.

[29] زيادة من إتحاف الأخصا.

[30] انظر السيوطي، إتحاف الأخصا، ج 1، ص 101.

[31] عبد الله ابن عباس (ت 68هـ/688م) ابن عم الرسول ﷺ، كان مولده قبل الهجرة بثلاث سنوات، كان يلقب بحبر الأمة لكثرة علمه، روى الحديث وفسر القرآن الكريم، أهلّ من بيت المقدس بعمرة في الشتاء. ابن سعد، الطبقات، ج 2 ق 2، ص 119 – 125؛ العليمي، الأنس الجليل، جـ 1، ص 264.

[32] انظر: العليمي، الأنس الجليل، جـ 1، ص 238 – 239.

[33] هو أبو عبد الله وهب بن منبه الصنعاني (ت 114هـ/729م)، رواية كثير الأخبار عن الكتب القديمة لا سيما لإسرائيليات، ولي قضاء صنعاء أيام عمر بن عبد العزيز. ابن سعد، الطبقات، ج 5، ص 395.

[34] انظر العليمي، الأنس الجليل، جـ 1، ص 232.

[35] هو مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي (ت 150هـ/767م) من أعلام المفسرين، محدث، كان متروك الحديث. شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (ت 740هـ/1347م)، الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، 3 ج، تحقيق وتعليق عزت عطية وموسى محمد الموشى، دار الكتب الحديثة، القاهرة، 1972م، جـ 3، ص 172، شهاب الدين أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني (ت 852هـ/1448م)، تهذيب التهذيب، 12 ج، مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدين، 1327هـ، ج 10، ص 279 – 285.

[36] السيوطي، إتحاف، ج 1، ص 104 – 105.

[37] الحسن البصري: هو أبو سعيد الحسن بن يسار البصري (ت 110هـ/728م) إمام أهل البصرة، تابعي فصيح، فقيه، ناسك، عالم، حكيم. انظر: شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (ت 748هـ/1347م)، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، 4 ج، تحقيق علي البجاوي، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، د.ت، جـ 1، ص 254 سيشار إليه فيما بعد: الذهبي، ميزان الاعتدال؛ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني (ت 430هـ/1038م) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، 10 ج، دار الكتاب العربي، بيروت، 1967م، ج 2، ص 131، سيشار إليه فيما بعد: الأصفهاني، حلية.

[38] انظر: ابن الفركاح، باعث النفوس، 78؛ السيوطي، إتحاف، ج 1، ص 144؛ العليمي، الأنس الجليل، جـ 1، ص 235.

[39] مكحول: أبو عبد الله ويقال أبو مسلم مكحول الشامي، من التابعين وراوية للحديث، وكان فقيهًا كانت وفاته سنة (113هـ أو 114هـ/731م أو 732م) انظر: محمد ابن سعد (ت 203هـ/845م)، ابن سعد، ج 7 ق 2، ص 160 – 161؛ شمس أبي عبد الله بن أحمد الذهبي (ت 748هـ/1347م) تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال، 11 ج، تحقيق محمد نعناعة وآخرين، الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، القاهرة، 2004م، ج 9، ص 94 – 96 سيشار إليه فيما بعد: الذهبي، تذهيب.

[40] العليمي، الأنس الجليل، جـ 1، ص 229، أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي، فضائل البيت المقدس، حققه وقدم له أ. حسون، القدس، 1979م ص 23 سيشار إليه فيما بعد: الواسطي، فضائل؛ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (ت 597هـ/1201م) فضائل القدس، حققه وقدم له جبرائيل سليمان جبور، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط 2، 1980م، ص 142 سيشار إليه فيما بعد: ابن الجوزي، فضائل.

[41] العليمي، الأنس الجليل، جـ 1، ص 229؛ الواسطي، فضائل، ص 28؛ السيوطي، إتحاف، ج 1، ص 138.

[42] زياد بن أبي سودة: من رواة الحديث وروى عنه ثور بن يزيد ومعاوية بن صالح وسعيد بن عبد العزيز. انظر: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت 256هـ/869م) التاريخ الكبير، 4 ج، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد، 1963 – 1982م، ج 1 ق 2، ص 357 سيشار إليه فيما بعد: البخاري، التاريخ.

[43] عثمان بن أبي سودة: روى عن أبي هريرة وروى عنه آخرون. انظر: البخاري، التاريخ، ج 3 ق 2، ص 226.

[44] ميمونة بنت سعد: كانت تخدم النبي ﷺ، وروت الحديث عنه، وروى عنها عدد من المحدثين. ابن سعد، الطبقات، جـ 1، ص 492.

[45] مسند بن حنبل، ج 6، ص 463.

[46] ثور بن يزيد الكلاعي، أبو خالد، كانت وفاته ببيت المقدس سنة 53هـ/770م. شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر (ت 852هـ/1449م)، تهذيب التهذيب، 12 ج، دائرة المعارف النظامية في الهند، حيدر آباد، 1325هـ - 1327هـ.

[47] الواسطي، فضائل، ص 24 – 25.

[48] أبو داود، سنن، ج1، ص 125.

[49] أورده ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة. انظر ناصر الدين الألباني، سلسلة الأحاديث الضعيفة وأثرها السيئ في الأمة، 3 ج، المكتب الإسلامي، بيروت، 1980، ج 3، ص 310، 311.

[50] العليمي، الأنس الجليل، جـ 1، ص 240 – 241.

[51] جاءت في الأصل: مجاور، والتصحيح من إتحاف الأخصا.

[52] السيوطي، إتحاف، ج 1، ص 109.

[53] أبو عبيدة عامر بن الجراح الفهري، أمين الأمة وأحد العشرة من السابقين. ابن حجر، الإصابة، جـ 4، ص 131.

[54] السيوطي، إتحاف، ج 1، ص 109، العليمي، الأنس الجليل، جـ 1، ص 241.

[55] هو الإمام بهاء الدين أبو محمد القاسم بن علي بن الحسين بن هبة الله بن عساكر (ت 600هـ/1203م) مؤلف كتاب: الجامع المستقصى في فضائل المسجد الأقصى وهو من أشهر الكتب التي وضعت في فضائل المسجد الأقصى، ومما يؤسف له أنه لا توجد نسخة كاملة من المخطوط بل قطعة منه لاتف بغاية التحقيق. انظر: كامل جميل العسلي، مخطوطات فضائل بيت المقدس: دراسة وببليوغرافيا، وزارة الثقافة، عمان، 2009م، ص 48 -50.

[56] انظر ذلك في: الواسطي، فضائل، ص 72 – 73؛ السيوطي، إتحاف، ج 1، ص 131 – 132.

[57] جاءت في الإتحاف: الا ليخرج، وهو نوع من الخشب.

[58] السيوطي، إتحاف، جـ 1، ص 119 – 120.

[59] المصدر نفسه، جـ 1، ص 120.

[60] المصدر نفسه، جـ 1، ص 122.

[61] السيوطي، إتحاف، جـ 1، ص 123.

[62] جاءت في الأصل: الشورى.

[63] جاءت في الأصل: الفراة.

[64] هو شرف الدين عمر بن علي، أبو حفص الشهير بابن الفارض (ت 632هـ/1234م)، شاعر صوفي، عاصر أربعة ملوك من الأسرة الأيوبية، عاش متنقلاً بين مصر والحجاز. ويقام له مولد كل سنة في الخانقاة المقامة على جبل الجيوشي جنوبي القاهرة. مصطفى بن عبد الله الشهير بحاجي خليفة (ت 1067هـ/1657م) كتاب كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، 2 ج، عني بتصحيحه وتعليق حواشيه محمد شرف الدين يالتقايا، استانبول، 1971م، ج 1 ص 266 سيشار إليه فيما بعد: حاجي خليفة، كشف، ص 767؛ أوليا جلبي، سياحتنامة مصر، ترجمة محمد علي عوني، تحقيق عبد الوهاب عزام وأحمد السعيد سليمان، مطبعة دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة، القاهرة، 2005م، ص 320 – 321، 587.
Nicholson, R.A (Rederson), “Ibn al – Faridˮ, EI.2, Vol. III, pp. 763 – 764.

[65] انظر: شرح القصيدة التائية لابن الفارض، 2 ج، كتاب منزل على الموقع الالكتروني www.scribd.com/doc/46444329، ج 1، ص 341؛ وعدد أبيات القصيدة التائية (760) بيتًا، ورقم البيتين الواردين هنا في القصيدة (357، 358). سيشار إليه فيما بعد: الفرغاني، شرح التائية.

[66] هو سعيد الدين محمد بن أحمد الفرغاني (ت 700هـ/1300م) تلميذ الشيخ صدر الدين القونوي الذي انتدبه لشرح هذه العقيدة وسماه (منتهى المدارك). وحول هذه العقيدة وشروحاتها. انظر: حاجي خليفة، كشف، ج 1، ص 265 – 267.

[67] سورة يس، آية 83.

[68] زيادة من شرح التائية.

[69] جاءت في شرح التائية: وأعدل.

[70] جاءت في شرح التائية: والعدالة.

[71] جاءت في شرح التائية: مكّة.

[72] جاءت في شرح التائية: جهة.

[73] جاءت في شرح التائية: بسطًا.

[74] ما بين المعقوفتين زيادة من الشرح.

[75] ما بين المعقوفين زيادة من الشرح.

[76] انظر: الفرغاني، شرح التائية، ص 341 – 343.

[77] جاءت في الأصل: بخيث.

[78] جاءت في الأصل: المطهرين.

[79] صحيح مسلم، حديث رقم 2638، ص 2031.

ملاحظة:
نشر هذا النص في الكتاب التالي:
الماء ومصادره في مدينة القدس الشريف وجهود الدولة العثمانية في توفيره: دراسة وثائقية من خلال السجل الشرعي مع تحقيق رسالة في تعمير عين بيت المقدس للشيخ محمد الخليلي، إعداد محمد عدنان البخيت ونوفان رجا السوارية، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي،2014، لندن، ص 111-12.

مقالات مختارة

إقرأ المزيد

فضل بيت المقدس والعمارة فيه وجلب الخير له ولأهله

الشيخ محمد الخليلي قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِي...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

العوائد المالية لمقاطعات دمشق الشام على ضوء دفتر طابو (T.D.474) سنة 977 هـ / 1569 م ([1] )

محمد عدنان البخيت يُقدِّم لنا علي دفتري، محرّر دفتر طابو (T.D.474) تاريخ 977هـ/ 1569م، المحفوظ بأرشيف رئاسة الوزراء بإستانبول، قائمةً تفصيلية ًبمحصول المقاطعات في نفس دمشق الشام، وكان ربع هذه المقاطعات يُشكِّل جزءًا من خ...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

تملك الأجانب للعقارات في الدولة العثمانية: أنموذج بلاد الشام

عبد الكريم رافق مــقدمـــة أقام الأجانب من الأوربيين، ومعظمهم من التجّار،  في  مراكز المدن، وبخاصة الموانئ في بلاد الشام، منذ مطلع الحكم العثماني وقبل ذلك ، واشتملوا آنذاك على البنادقة وغيرهم من تجار دويلات الم...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

تاريخ دمشق في مرحلة انتقال منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى الحرب العالمية الأولى

خيرية قاسمية واكبت دمشق الزمن كأقدم مدن العالم وواحدة من عواصمه العريقة، وراحت تتوالى عليها الدول والحضارات فتترك كل منها عليها شواهد وآثارًا لا تمحى. وفي عام 1516م دخلت في حوزة العثمانيين، وظلّت كذلك حتى نهاية الحرب الع...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

التنظيم المديني والإداري للعاصمة المصرية بين العصرين الفاطمي والمملوكي

أمين فؤاد سيّد كانت ((الفُسْطاطُ)) في العَصْر الفاطمي، وظلَّت لفترةٍ غير قصيرة بعد سُقُوطِ الفاطِميين، هي مَدينَة مصر الرئيسة ومركز نَشَاطِها الاقْتصادي والصِّناعي والعِلْمي. بينما كانت ((القاهِرة)) المَدينة المُحَصَّنَة...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

الأحباس العامة بالقيروان في عهد الدولة الحفصية (625 هـ / 1228 م - 982 هــ / 1575 م )

مراد الرّمّاح تعتبر الأحباس من أجل التنظيمات والتشريعات التي كان لها بالغ الأثر في تطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية في العالم الإسلامي قاطبة. ولم تحظ هذه الظاهرة بالدراسة الكافية من طرف الباحثين ([1] )حتى نتبيّن نشأته...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

اكتشاف غير مسبوق حول رحلة ابن بطوطة

عبد الهادي التــازي هديتي إلى سائر الباحثين والمهتمين بالرحالة العالمي المعروف بابن بطوطة الطنجي، وذلك بمناسبة احتفال المنظمات العالمية والمؤسسات الجامعية، والهيئات الثقافية مشرقًا ومغربًا بمرور سبعة قرون شمسية على ميلاد...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

بيت لحم، وبيت جالا، وبيت ساحور النصارى وجوارها

محمد عدنان البخيت *** إلى العالمِ المُعلِّمِ سادن التُّراثِ العربيِّ الأستاذ الدكتور صلاح الدّينِ المنجِّد- حفظه الله *** تشير المصادر الجغرافية وكتب الأنساب إلى استيطان مبكر قبل الإسلام لعشائر لخم وجذام منذ مطلع القرن ا...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

رسالة غير معروفة في الجغرافية

رمضان ششن عثرت على هذه الرسالة، أثناء بحثي حول مخطوطات الجغرافيا، بين مخطوطات معلّم جودت في استانبول تحت رقم 0.96، وهي مكتوبة على الرق بالخط الريحاني المشكول، بمقياس 25×5,32 (18×5,25) سم، ومسطرتها 13 سطرًا. وتقع الرسالة ...

مقالات متعلقة بأيام دولية
إقرأ المزيد

مقاصدُ الفنونِ العُمرانِية في المدينةِ الإسلامية: قراءةٌ في نصوصٍ تراثيةٍ ورؤيةٌ في الواقعِ المعاصر

إبراهيم البيومي غانم([1]) استهلال تضمَّنت بعضُ كتبِ الآداب السلطانية والسياسة الشرعية معاييرَ متعددةً لفنون تخطيط المدن والأمصار وعمرانها وجمالياتها، كما تضمنت كثيراً من النصائح وما يشبه «اللوائح الإرشادية» المتعلقة بكيف...

مقالات متعلقة بأيام دولية
Back to Top