البرديات العربية

شارك:

جفري خان

محتويات المقال:
البرديات العربية الباقية
البرديات المنشورة
لفائف البردي وصناعتها

كان ورق البردي المادة الرئيسية المستخدمة في الكتابة في مصر على مدىأربعة آلاف سنة، وكان يشار إليه في العربية بكلمة «قرطاس» المشتقة من اليونانية عن طريق الكلمة الآرامية «قرطيس».[1] وكان ورق البردي يصنع من نبات السيبيروس بابيروس Cyperus papyrus الذي ينمو في مصر وكان أسهل في الاستعمال من بدائله المتاحة مثل الخشب والجلود والألواح الصلصالية، كما كان قابلاً لأن يُصنَّع في درجات مختلفة من السمْك والنوعية، ولاشك أن هذه العوامل قد ساعدت في نجاحه.[2] على أنه من الصعب الحكم على الخواص الطبيعية لورق البردي عن طريق البقايا الهشة التي وصلتنا في العصر الحديث. وكان ورق البردي بعد تصنيعه يتميز بلون فاتح إلى جانب النعومة والقوة والمرونة.[3]

تصوير تمثيلي يصور رجلاً مسيحيًا (يمكن التعرف عليه بصليب على قبعته) يقوم بتحضير مشروب خاص باستخدام سمكة وورقة وأنبوب وكوب؛ من المخطوطة العربية "عجائب الهند: برّها وبحرها وجزرها" لأبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي (ت. 342/953)، نسخها محمد بن القطان في 904/1498 MS 3606 . ، مكتبة آيا صوفيا (تركيا).
تصوير تمثيلي يصور رجلاً مسيحيًا (يمكن التعرف عليه بصليب على قبعته) يقوم بتحضير مشروب خاص باستخدام سمكة وورقة وأنبوب وكوب؛ من المخطوطة العربية "عجائب الهند: برّها وبحرها وجزرها" لأبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي (ت. 342/953)، نسخها محمد بن القطان في 904/1498 MS 3606 . ، مكتبة آيا صوفيا (تركيا).

يرجع استخدام ورق البردي إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد وقد لعب دوراً هاماً في تطور الحضارة المصرية القديمة، بل إن نبات البردي أصبح رمزاً لمصر السفلى في زمن سابق على عصر الأسرات في الألف الرابع قبل الميلاد.[4] وابتداء من الألف الأول قبل الميلاد في أقل تقدير، صار لورق البردي منافس، هو الرق، والذي كان مادة كتابة ممتازة، إلا أن ورق البردي كان أسهل تصنيعاً من الرق.[5] وعلى الرغم من أن الرق كان يستخدم استخداماً واسعاً في أماكن أخرى من العالم القديم، فإن ورق البردي حافظ على مكانته في مصر خلال العصرين اليوناني والروماني.[6] وقد انتقل استخدام ورق البردي إلى العرب بعد فتحهم مصر في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي)، وظلت مادة الكتابة الرئيسية في البلاد حتى القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، عندما أصبح عاجزاً عن منافسة الورق الذي كان أقل كلفة في الإنتاج.

على عكس البردي، لم تعتمد صناعة الورق على مادة خام تكاد لا توجد إلا في مصر. وقد دخل الورق العالم الإسلامي في القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي) عن طريق الصين، وكانت سمرقند أول مكان يصنع فيه، وشاع استخدامه في الأراضي الإسلامية الشرقية في وقت مبكر بالمقارنة مع الأراضي الغربية، وفي عصر هارون الرشيد (170 - 193هـ/ 786 - 809م) بدأ استخدام الورق في الدوائر الحكومية.[7] وقد كتب الجاحظ في القرن التاسع قائلاً: "إن برديات مصر هي عند الغرب مثل أوراق سمرقند عند الشرق".[8] وقد استخدم الورق على نحو متقطع في مصر خلال القرن التاسع إلا أنه لم يصبح منافساً للبردي حتى القرن العاشر، ولا نصل إلى منتصف القرن العاشر حتى يكون الورق قد حل محل البردي في مصر وتكون صناعة هذا الأخير قد توقفت تماماً.[9] وذكر ابن حوقل، الذي زار مصر في 359هـ/ 969م، نبات البردي، ولكنه لا يشير إلى استخدام ورق البردي في مصر كمادة للكتابة.[10] كما كتب المقدسي، في 375هـ/ 985 - 986م، ذاكراً الورق باعتباره أحد المنتوجات المصرية، ولكنه لا يشير إلى صناعة البردي. على أننا نعرف من المسعودي، في سنة 956م، أن صناعة البردي[11] لم تكن قد انقرضت تماماً في مصر في القرن العاشر،[12] فالظاهر أنه كان ثمة بَعْدُ بعض استخدامات هامشية للبردي في ذلك الوقت، ومن أمثلتها عمل التعاويذ[13] والعلاج الطبي[14] على الرغم من ندرة استخدامه في الكتابة.

أما في المغرب، فإن الانتقال إلى استخدام الورق لم يحدث حتى وقت متأخر عن ذلك، فقد ظل الرق مادة الكتابة السائدة في تلك المنطقة، حتى القرن الحادي عشر الميلادي.[15]

ونعرف من ابن حوقل أن العرب كانوا لا يزالون يستخدمون ورق البردي، في صقلية، في مراسلات الدواوين الحكومية حتى النصف الثاني من القرن العاشر،[16] كما أن بعض البرديات التي عثر عليها في مصر كانت قد كتبت في الأصل في أماكن أخرى.[17]

خلال الفترة الطويلة من تاريخ مصر التي استخدم فيها ورق البردي تغيرت اللغات السائدة في البلد، بحيث أن ما تبقى لنا من مادة يتوزع بين اختصاصات خبراء اللغات المصرية القديمة، واليونانية، والقبطية، والعربية. فحين فتح العرب مصر كانت اللغات اليونانية والقطبية قد حلت محل المصرية القديمة، ثم سرعان ما حلت العربية محل هاتين في أغلب المجالات. وقد استمرت اللغة القبطية تستخدم من قِبل مسيحيي مصر من أتباع مذهب الطبيعة الواحدة. أما اللغة اليونانية فقد بطل استعمالها في القرن الثاني الهجري وقد بقي أثر من أهميتها السابقة في استخدام العربية الأرقام اليونانية في الحسابات العربية المبكرة.

البرديات العربية الباقية

وقد قدر غروهمان Grohmann عدد البرديات العربية في المجموعات المختلفة المعروفة له في أوروبا وأمريكا الشمالية والقاهرة بحوالي 16 ألفاً،[18] ويبدو أن هذا الرقم لا يشير إلا إلى الوثائق المحفوظة في حالة جيدة نوعاً، وأن العدد الإجمالي لأجزاء البرديات الباقية والتي تحتوي على كتابة عربية أكبر من ذلك بكثير،[19] والغالبية العظمى منها عبارة عن وثائق من نوع أو آخر، على حين يحتوي عدد يسير على نصوص أدبية. فأما النوع الأول فيشمل حسابات، وصكوك مِلْكية قانونية ووثائق إدارية من وضع موظفي الحكومة إلى جانب رسائل شخصية. وبعض الرسائل كتبها تجار ضمن معاملاتهم التجارية ومن تلك نتعلم الكثير عن التجارة في العصر الإسلامي الباكر. وإلى كون هذه الوثائق توفر لنا الأدلة على التاريخ الاجتماعي والاقتصادي، فإن الكثير منها يوفر مادة نافعة في المجالات الدراسية الأخرى، ومن ذلك أن مئات أسماء الأماكن المذكورة في البرديات تضيف إضافة كبيرة لمعلوماتنا الطوبوغرافية عن مصر في تلك الفترة، كما أن الرسائل والصكوك القديمة. وعلاوة على هذه تمثل البرديات الأدبية والتوثيقية مصادر هامة لدراسة الكتابة العربية القديمة وتطور اللغة العربية.

تشمل البرديات الأدبية بعضاً من أقدم شذرات النصوص المعروفة في العربية، ومن ذلك سيرة النبي محمد (صلعم) لابن هشام، والمُوطَّأ لمالك بن أنس وقصص ألف ليلة وليلة وأشعار العرب.[20] وتشمل كذلك أجزاء من أعمال أخرى كان المظنون أنها فقدت مثل مجموعة الحكايات التي تتناول النبي محمد (صلعم) والملك داوود والمنسوبة إلى وهب بن مُنبِّه، وكذلك مجموعة السوابق القانونية لعبد الله بن وهب وعبد الله بن لهيعة.[21][22]

حُفظ الكثير من البرديات الأوروبية في العصر الوسيط في الكنائس والأرشيف البابوي، إلا أنه لم يُقدّر البقاء لأي أراشيف عربية محتوية على مثل هذه الوثائق. ونتيجة لذلك فإن ما تبقى لدينا من البرديات العربية كلها منتشل من الأرض فإما أن يكون عُثِر عليها مصادفة أو عن طريق أعمال التنقيب الأثرية الرسمية. وقد عثر على الكثير منها في تلال القمامة عند مشارف المدن حيث يتخلص السكان من جميع أنواع الفضلات بما في ذلك أوراق البردي مما لم يعد لهم حاجة به منذ أقدم العصور، وقد عثر على برديات أخرى في أطلال المباني القديمة وهذه غالباً ما تكون محفوظة في جرار محكمة الغلق.[23] وقد عثر بعض الفلاحين المصريين في جرّة من هذا النوع على برديتين عربيتين في سقارة عام 1824 والتي على أساس منهما وضعت أصول علم البرديات العربية على يد العلامة الفرنسي أنطوان سلفستر دي ساسي الذي قام بنشرهما في 1825 و1831.[24]

وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر عثر على أعداد كبيرة من البرديات العربية في مواقع متفرقة من الفيوم وكذلك في مواقع أكثر تطرفاً نحو الجنوب بما في ذلك البهنسا والأشمونين وكوم اشقاو وإخميم والجبلين وإدفو ودندرة وأسوان. أما في مصر السفلى فما عثر عليه كان أقل بكثير. ولا شك أن السبب في ذلك هو نوعية التربة التي لا تسمح بالحفاظ على المواد العضوية، ومع ذلك فقد عثر على عدة آلاف من القطع في طلول الفسطاط.[25]

يتكون أغلب مجموعات البرديات العربية الكبرى من مادة أتت أصلاً من مواقع في مصر العليا. وهذا يسري على المجموعات الموجودة في دار الكتب في القاهرة والمعهد الشرقي في شيكاغو والمتحف الوطني في برلين، والمكتبة الوطنية والجامعية في هامبورج، ومعهد علم البرديات في جامعة هايدلبرج، واللوڨر والمكتبة الوطنية في باريس، والمكتبة البريطانية في لندن ومكتبة جون ريلاندز في مانشستر، ومكتبة بودليان ومتحف أشموليان في أكسفورد، والمجموعة السابقة للأرشيدوق رينر في ڨيينا، ومجموعة ويسلي في براغ.[26] وثمة عدد قليل من المجموعات يحتوي على مادة أتى أغلبها من الفسطاط وتشمل تلك الأخيرة مجموعات البرديات العربية الموجودة في متحف الفن الإسلامي في القاهرة،[27] والمجموعة التي كانت سابقاً في حوزة ج. مايكليدس القاهري قبل أن تؤول إلى مكتبة جامعة كامبردج، ومجموعة الخليلي في لندن.

البرديات المنشورة

وقد ابتدأ نشر قطع هامة من المجموعات التي عثر عليها في مواقع بصعيد مصر عند نهاية القرن الماضي. وكان قد سبق نشر برديتين عربيتين، توجد إحداهما الآن في المتحف الوطني في برلين (P. Berol. 8505)، والأخرى في مكتبة جامعة ليبزج في سنة 1880 بواسطة أ. و. لوت وقتما كانتا لا تزالان في حيازة المؤلف.[28] وكانت تلك أول وثائق بردية عربية تتاح منذ ظهور وثائق سقارة التي نشرها سلفستر دي. ساسي في النصف الأول من القرن ثم أعيد نشرها في عدد من المناسبات.[29] على أنه يجب أن نلاحظ أن بضعة نصوص بروتوكول عربية مكتوبة على البردي (انظر التفاصيل فيما يلي) كانت قد نُشرت قبل ظهور مقالة لوت، ومثال ذلك بروتوكول عربي في بداية لفيفة تحتوي على أمر بابوي من البابا يوحنا الثامن لسنة 876م في المكتبة الوطنية في باريس،[30] وثلاثة بروتوكولات عربية في بداية بعض وثائق قبطية من المتحف المصري بالقاهرة.[31]

إن الدراسة الوليدة لعلم البرديات العربية قد تأسست تأسيساً جيداً عن طريق سلسلة من الدراسات الفذة لبرديات مختارة ووثائق ورقية من مجموعة إرزهرزوغ رينر قام بها فون كاراباتشيك،[32] كما قدم وصفاً سريعاً لعدد من البرديات العربية يبلغ 366 من مجموعة ڨيينا في دليل المعرض المعنون «Führer durch die Ausstellung (PERF 550-916)».[33] قام أ. غروهمان بنشر نصوص البروتوكولات البردية العربية وثنائية اللغة (عربية/ يونانية) من مجموعة إرزهرزوغ رينر.[34] وخطط لنشر مجلد لاحق يشمل وثائق إدارية، غير أن طباعته تعذرت بسبب الهبوط الاقتصادي في النمسا. وقد نشر الكثير من هذه الوثائق في نهاية الأمر في سلسلة من المقالات.[35] وتسيطر منشورات غروهمان المتشعبة على حقل دراسات البرديات العربية، وقد دقق مجموعات من الوثائق مأخوذة من مجموعات برديات أخرى، كان أكبرها تلك المشتملة على تحقيقه لبرديات في المكتبة المصرية[36] والمتحف الوطني في برلين[37] ومجموعة ويلسلي في براغ.[38] وفي كل حالة كان يستخرج من المجموعة وثائق متفرقة صالحة للنشر، (وكانت مجموعة صغيرة من البرديات من برلين قد نشرها في وقت سابق ل. آبل).[39] ومن ضمن الوثائق المتفرقة الأخرى التي نشرت في شكل كتاب بعد استخلاصها من مجموعة مفردة ما نشره أ. ديتريش (هامبورج)[40] و د. س. مارغولويوث (مانشستر)[41] وخان (لندن).[42] كما نشر أ. ديتريش، (وفي عهد أحدث و. ديم) كتباً مكرسة لرسائل باللغة العربية على ورق البردي من مجموعات هامبورج[43] وهايدلبرج،[44] كل على حدة.

وفي سنة 1901 أُكتشف كنز من الرسائل المكتوبة على أوراق البردي كتبها قرّة بن شريك الوالي الأموي بمصر من 90 إلى 96هـ (709 إلى 714م) في قرية في الصعيد تدعى اشقاو على مسافة سبعة كيلومترات إلى الجنوب الغربي من طما، والتي كانت تعرف سابقاً باسم افروديتو في اللغة اليونانية وبعضها الآخر ثنائي اللغة (بالعربية واليونانية)، وقد ضُمَّت هذه الرسائل إلى مجموعات برديات مختلفة. وقام س. ه بِكَر[45] بنشر الرسائل العربية وثنائية اللغة المتضمنة في مجموعة هايدلبرج، كما أن بِكَر ضم معاً الرسائل العربية المنسوبة لقرة بن شريك منتشلا إياها من مجموعات مختلفة.[46] وقامت ن. أبوت بتحقيق الرسائل العربية التي كَتبها ذلك الوالي في المعهد الشرقي بشيكاغو.[47] أما تلك الرسائل الموجودة في دار الكتب المصرية فقد ضُمنت فيما نشره غروهمان من البرديات نقلاً عن تلك المجموعة[48] وقام يرنشتدت بنشر جزء من رسالة لقرة في سان بطرسبرج[49] ومن فترة قريبة نشر راغب رسائل لقرة اكتشفت في السوربون[50] وهذه الرسائل المنسوبة لقرة بن شريك تلقي في مجموعها ضوءاً كبيراً على فترة الإدارة الأموية في مصر والتي تندر حولها الوثائق.

كانت أعمال بِكَر المتناولة لبرديات قرة[51] أو منشورات تضم معاً برديات من نفس النوع مأخوذة من مجموعات متباينة وقد انتحى غروهمان نفس المنحى في كتابه حول نصوص البروتوكولات. وبالإضافة إلى المادة الموجودة في مجموعة رينر يحوي هذا العمل كل البروتوكولات العربية وثنائية اللغة الموجودة في كل المجموعات الأخرى والمعلومة (أو على الأقل متيسرة المنال لدى المؤلف إبان وضعه لكتابه). وقام يان بدراسة الصيغ في الرسائل العربية ونشر عدداً صغيراً من برديات الرسائل العربية مأخوذة من مجموعات ڨيينا وهايدلبرج.[52] أما راغب فقد جمع من مجموعات بردية مختلفة رسائل ووثائق من أرشيف إحدى العائلات التجارية.[53] وقد نشر خوري حديثاً مختارات من البرديات العربية اعتماداً على مادة جمعها غروهمان،[54] وهي تحوي نماذج من أنواع عديدة من الوثائق مأخوذة من مجموعات مختلفة. وقد جُمعت كل البرديات المعروفة المكتوبة في العربية - اليهودية (أي العربية المكتوبة بالأحرف العبرية) من مجموعات مختزلة ونشرت معاً على يد كل من بلاو وهوبكنز.[55]

يركز تحليل وثائق البرديات العربية في أغلب المنشورات السابقة على تفاصيل بيئتها الاجتماعية والاقتصادية والخلفية الخاصة بأسماء الأشخاص والتعرف على أسماء الأماكن والمقارنة مع غيرها من الوثائق الموجودة فيما يتصل ببعض الكلمات والعبارات. وقد قام هوبكنز[56] بدراسة منهجية للنحو العربي في البرديات، كما قام ديم في تحليله للبرديات العربية بالمساهمة في دراسة لكل من النحو العربي في البرديات، كما قام ديم في تحليله للبرديات العربية بالمساهمة في دراسة لكل من النحو وتركيب العبارات، ويحوي كتابه الحديث حول الرسائل العربية من هايدلبرج[57] مناقشات تفصيلية لصيغ العبارات ومقارنة مع الوثائق المنشورة الأخرى كما يحوي الكتاب قائمة بألفاظ الصيغ الرسائلية.

اكتشفت عدة برديات عربية في مواقع خارج مصر إذ يوجد الآن برديتان عربيان من دمشق في المعهد الشرقي بشيكاغو.[58] كما اكتشف عدد صغير في سامرّاء خلال أعمال التنقيب الألمانية سنة 1911.[59] كذلك عثر على بردية عربية ترجع إلى الفترة 52 - 70هـ (672 - 689م) في عوجاء الحفير (نيسانه) على مقربة من بئر شفا بواسطة بعثة ه. دنشكوم كولت سنة 1936 - 1937.[60] كذلك اكتشف عدد كبير من البرديات في خربة المرد بالصحراء اليهودية في الخمسينات من هذا القرن يرجع أغلبها إلى القرنين الأولين للإسلام كما أنها جميعها تقريباً لم يبق منها إلا شذرات.[61]

لفائف البردي وصناعتها

تأتي معلوماتنا عن زراعة البردي في الزمن القديم من تقارير الكُتَّاب الأقدمين الذين سجلوا أن النبات كان يزرع في مزارع أغلبها يقع في مناطق مستنقعات الدلتا[62] وعلاوة على هذا فإن برديتين يونانيتين تبقيتا من العصر الروماني الأول (إحداهما من سنة 13 - 14ق م، الأخرى من سنة 5 ق م) تحتويان على صكوك إيجار لمزارع بردي.[63] والمفترض أن هذا النوع من الزراعة في المزارع قد استمر خلال عدة القرون الأولى بعد الفتح العربي لمصر في سنة 640م رغم أنه ليس لدينا دليل مباشر على ذلك. كذلك فإننا نعلم من المصادر القديمة أن البردي كان ينمو في منطقة ما بين النهرين على ضفاف الفرات[64] ويبدو أن الأمر استمر على ذلك النحو خلال الفترة العربية المبكرة وكانت نباتات البردي تزرع في صقلية حتى وقت متأخر من العصور الوسطى إلا أنه طبقاً لما ذكره ابن حوقل فإن أغلب البردي الذي كان يزرع هناك كان يستخدم في صنع حبال السفن، وأن الكمية الصغيرة من مادة الكتابة التي كانت تنتج كانت تخصص لاستعمال السلطان وحده.[65]

تذكر المصادر العربية مثل أبي صالح واليعقوبي مصانع عديدة للبردي كانت قائمة في مصر في الفترة الإسلامية الباكرة،[66] كما تذكر مصنعاً في سامرّاء أقامه الخليفة المعتصم في سنة 221هـ/ 836م.[67] كذلك ذُكرت مصانع البردي المصرية في البروتوكولات العربية المدرجة في بداية لفائف البردي.[68]

قدم بلينيوس الأرشد[69] وصفاً منهجياً لصناعة البردي في العصور القديمة، إذ يخبرنا بأن الشرائح كانت توضع على لوح مبلل بماء النيل الذي كان يلصق ما بين الشرائح بما فيه من طمي.[70] إلا أن التحليل الحديث للبرديات القديمة قد كشف أن ما يمسك الشرائح بعضها ببعض إنما هو المادة الغروية الطبيعية المتضمنة في عصارة ساق نبات البردي والتي تسيل حين تُحطَّم خلايا النبات، ولا يبدو أنه كان لماء النيل أية وظيفة لاصقة على الإطلاق.[71] كان البردي يجفف ثم يُنعَّم بأن يدعك بقطعة من العاج أو بصدفة وفي آخر مرحلة من مراحل هذه العملية كانت تستخدم مطرقة خشبية لفرد التجعدات الباقية والحواف وما شبه ذلك من العيوب في مُسطَّح الورق.[72]

يرجع الوصف الوحيد لصناعة البردي في المصادر العربية إلى أبي العباس النباتي المتوفى في سنة 637هـ (1239م)، مما يعني أنه عاش في فترة كانت صناعة البردي قد توقفت منذ زمن طويل.[73] وحسب رواية النباتي كان المصريون في الأزمنة السابقة على عصره يشقُّون ساق البردي نصفين ويقطعون جزءها الأسفل رأسياً إلى شرائح ثم ترص الشرائح جنباً إلى جنب فوق سطح خشبي ناعم ثم يرص فوقها صف آخر من الشرائح في زوايا قائمة. وعلى العكس من بلينيوس يشير النباتي بوضوح إلى استخدام لزوجة صناعية ويسجل أن طبقتي البردي كانتا تضغطان معاً وتلصقان بمادة لاصقة عن طريق إذابة بذور نبات اللوتس الأزرق في الماء وحين تجف الصفحة كانت تطرق بمطرقة خشبية حتى تزال خشونتها.

كان حجم صفحات البردي يختلف اختلافاً كبيراً إبان الفترة العربية فقد وجد غروهمان أن عرضها كان يتراوح بين 12.7سم و37سم بينما يتراوح الارتفاع بين 30سم و58سم.[74] وكان ثمة تراوحات مشابهة في العرض والارتفاع في برديات العصر القديم.[75]

كانت نوعيات البردي تختلف في الفترة العربية كما في الفترة القديمة وكان لدى الرومان اصطلاحات لوصف النوعيات المختلفة فكانوا يقولون charta emporitica (أي بردي تجاري) لوصف الصحائف الخشنة غير الصالحة للكتابة والتي تستخدم في لف المشتريات بينما كانوا يستخدمون ألفاظاً مثل Augusta وLiviana لوصف الصحائف الشديدة الرقة[76] ويبدو أن ثمة نوعاً من البردي يشبه «الكارتا امبوريتيكا» قد استخدم في العصر العربي، ذلك أن ثمة عدداً من الإشارات في البرديات العربية إلى استخدام صحائف البردي للف المجوهرات والأدوية والأردية وما شابه ذلك.[77] كما كتبت بعض الوثائق العربية على ورق بردي شديد النعومة.[78]

لم يكن منتجو البردي يبيعونه في صحائف منفصلة ولكن كانت الصحائف تلصق معاً بحيث تشكل لفيفة، ولعل أحد الأسباب في ذلك أن ورق البردي يميل إلى التآكل عند الحواف، حيث كانت الحواف الرأسية للصحائف عرضة بصفة خاصة للضرر الناتج عن التناول. أما في حالة اللفائف فلم يكن هذا الضرر وارداً بسبب التخلص من الحواف. كانت الصحائف تتداخل عند الوصلات بمقادير مختلفة تبلغ عادة حوالي 2سم في كل من العصرين اليوناني والعربي.[79] وكانت الحافة اليمنى لكل صحيفة تغطي الحافة اليسرى للصحيفة التالية وكان يجري تنعيم أي خشونة في الوصلات بحيث لم تكن تسبب أي عائق لأقلام الكتابة وكانت تكاد تكون غير مرئية، وعلى السطح الداخلي مع الاتجاه إلى الداخل تجري ألياف البردي موازية لطول اللفيفة (أي بمحورها الطولي). وكان الغرض من هذا النظام تقليل فرص انفصال الألياف بعضها عن البعض الآخر، أما الألياف الرأسية الخارجية فكانت تثنى بعيداً عن بعضها البعض عند اللف إذ لو أنها كانت في الداخل لدافعت بعضها البعض وكانت عرضة لأن تقفز منحلة من مواضعها. وزيادة على ذلك فلو كانت الألياف الأفقية جهة الخارج لتعرضت وصلات الصحائف للضغط عند طي اللفيفة ولتعرضت أطراف الألياف للتسلُّخ.

كان الكتبة يكتبون على الوجه الداخلي للفيفة وإذا كان ثمة داع للكتابة على الوجهين فكانت البداية دائماً بالوجه الداخلي، ومن ثم فبالإمكان أن نشير إلى الوجه الداخلي بالركتو recto وإلى الوجه الخارجي بالفرسو verso. وحين كانت تقص قطع من لفيفة لتدوين وثيقة أو رسالة فإن الكاتب كان أيضاً يستخدم الجانب الذي كان أصلاً جزءاً من الوجه الداخلي للفيفة. وفي العصر العربي فإن كل الوثائق تقريباً المتبقية والمدونة على الوجه الداخلي للبردي كانت تكتب بحيث تتوازى عمودياً مع الألياف. والذي يثبت أن الجانب الذي نتحدث عنه هو الجانب الداخلي للفيفة هو أن محل الوصلات في الصحائف المسجلة عليها الوثائق تبدو موازية لخطوط الكتابة. أما ممارسة كتابة الوثائق متقاطعة مع الألياف فنجدها في برديات ما بعد العصر القديم.

كانت الوثائق الطويلة تأخذ شكل «الروتولي rotuli» أي اللفائف التي تفرد رأسياً. أما النصوص الأدبية فعادة ما كانت تكتب على اللفيفة في شكل أعمدة بحيث تجري الخطوط موازية للألياف وعمودية مع وصلات الصحائف وكان هذا النوع من اللفائف يُقرأ أفقياً. وفي العصر البيزنطي تزايد استخدام المخطوطات لتسجيل النصوص الأدبية، وكذلك في العصر العربي فإن أغلب البرديات الباقية والمحتوية على نصوص أدبية عربية هي أوراق من مخطوطات. ولفيفة البردي في هايدلبرج المحتوية على مجموعة أحاديث عبد الله بن لهيعة مكتوبة على هيئة روتولوس rotulus[80] أي لفيفة تفرد رأسياً.

ولعل السبب أن الوثائق كانت تكتب عرضية على الألياف كان الرغبة في الاقتصاد في استخدام البردي. ولو أن الكاتب كتب وثيقة قصيرة مع اتجاه الألياف ثم قطعها من اللفيفة فالأغلب أنه يتسبب في شكل غير منتظم في طرف اللفيفة.[81]

في كل من العصرين اليوناني والعربي كانت الصحيفة الأولى من اللفيفة تسبقها صحيفة تمهيدية (protokollon)، والتي كانت عند وصلها تقلب على ظهرها بحيث تكون خطوط الألياف عمودية على السطح الداخلي للفيفة. وفي عبارة أخرى فإن ألياف الصحيفة التمهيدية كانت تتعامد مع ألياف الصحائف في بقية اللفيفة وكان الغرض من ذلك حماية ألياف الصحيفة الأولى من التآكل.[82]

كان الوجه الداخلي للصحيفة التمهيدية يحمل نصاً يعرف بالبروتوكول، وكان ذلك يكتب باليونانية اتباعاً للتقليد البيزنطي حتى عام 74 أو 75هـ (693 - 4 أو 694 - 5م) حين أمر الخليفة عبد الملك أن تكتب البروتوكولات باللغتين اليونانية والعربية فلما جاء عهد الخيفة هشام (الذي حكم من 724 إلى 743م) صارت النصوص في تلك الصحيفة تكتب بالعربية وحدها. وكانت البروتوكولات العربية تحتوي على البسملة وعدد من الصيغ الدينية يتضمن الآيات القرآنية 173:3 و33:9 و61:9 إلى جانب الصلاة على النبي واسم الخليفة الحاكم في ذلك الوقت، ووالي مصر أو رئيس الخزانة الإقليمية أو كليهما، وأحياناً كانت تحوي أسماء بعض الموظفين شاغلي المناصب الرفيعة إلى جانب اسم المكان الذي أنتج فيه البردي واسم المشرف في مصنع البردي. والظاهر أن صناعة البردي قد احتكرت من قبل الدولة في العصر العربي على نحو ما كانت في مصر السابقة على الإسلام، ومن ثم كان الغرض من نصوص البروتوكولات إثبات أن اللفيفة من إنتاج مصنع بردي مملوك للدولة وبذلك تصان حقوق الاحتكار.[83]

كل نصوص البروتوكولات الموجودة في اللغة العربية مكتوبة بخط سميك؛ ربما بفرشاة. وفي بعض البروتوكولات اللاحقة كانت الأحبار الملونة تستخدم في بعض أجزاء النصوص وأحياناً كانت صحيفة البروتوكول تُنزع من اللفيفة ويعاد استخدام ظهرها من أجل نصوص أخرى.

كانت صحيفة البروتوكول - التي كانت بطبيعة الحال تلف حول لفيفة البردي من الخارج - تصنع عامة من ورق أسمك من ذلك المستخدم في الصحائف الأخرى. وفي بعض الأحيان كانت اللفائف تُغلق بالرق مبالغة في حمايتها أو أنها كانت تحفظ في أوعية من مادة صلبة كالزجاج أو الصلصال. ويخبرنا بلينيوس أنه في العصر الروماني كانت لفائف البردي تتكون من 20 صحيفة.[84] ويبدو أن الأمر كان كذلك أيضاً في العصر العربي وكان البردي يباع إما في لفائف كاملة أو أجزاء تتكون من سدس لفيفة وكانت تلك الأجزاء تسمى بالعربية «طومار» أخذاً عن الكلمة اليونانية tomarion وكانت أطول أجزاء البردي التي لا تبلغ 20 صحيفة توصف عادة بأنها أجزاء من الطومار.[85] وأحياناً ما كان الجزء الصغير يشار إليه بتعبير «قطعة قرطاس».

كتب أغلب البرديات العربية بقلم من القصب المشقوق وكان هذا له نفس شكل القلموس الروماني calamus والذي اشتق اسمه منه، وفي بعض البرديات تركت القصبة المشقوقة خطاً مزدوجاً في رسومات الأحرف وفي بعض الأحيان يبدو الخط في بعض البرديات غاية في الغلظة مما يدفع إلى الظن بإنه كتب بواسطة أداة أخرى قد تكون عوداً من الدِّيس قُطع قطعاً مائلاً أو فرشاة. وكان الحبر يصنع عادة من السخام ولونه أسود، غير أننا نعثر أحياناً بحبر بني مائل للاحمرار والذي يظن أنه كان يصنع من العَفْصَة الجوزية.[86]

كان البردي مرتفع الثمن نسبياً فكان ثمن اللفيفة يصل إلى الدينار ونصف الدينار في القرن الثالث الهجري وذلك في وقت كان الدينار الواحد يمثل الإيجار السنوي لفدان من الأرض الزراعية أو لدُكّان على سبيل المثال. ولذلك فإن أغلب الناس كانوا حريصين على الاقتصاد في استخدام البردي وكان الوجه الخارجي الأبيض من الصحيفة كثيراً ما يستخدم لكتابة نص آخر وأحياناً لم يكن لذلك النص الثاني أي علاقة بالنص المكتوب على الوجه الداخلي. وفي بعض الأحيان كان الشخص الذي يتلقى رسالة يستخدم الوجه الخارجي الفارغ لكتابة ردّه على الرغم من أن هذا كان سلوكاً ناقص اللياقة. وعلى سبيل المثال فإن الخليفة المعتصم حين تلقى رسالة من الإمبراطور البيزنطي فإنه كتب رده على ظهرها تعبيراً واضحاً عن احتقاره للإمبراطور وكان أولئك الذين يكتبون ردودهم على الوجه الخارجي للرسالة الأصلية يحسُّون بضرورة الاعتذار عن ذلك، وكانوا يلجأون إلى الصيغة التالية في اعتذارهم: «اعذرني في القرطاس».

قدمت في هذا البحث عرضاً موجزاً لتطور علم البرديات العربية إلى جانب وصف لجوانب مختلفة للبرديات العربية من حيث كونها مخطوطات. ولم أشر إلا إشارة عابرة إلى أهمية البرديات في دراسة الكتابة العربية ولغتها وتاريخها. ولا يزال علم البرديات العربية في أغلب جوانبه في مرحلة باكرة نسبياً من تطوره ولا شك أن إمكاناته لم تتحقق بقدر ما حدث في علم البرديات اليونانية على سبيل المثال. ولا تزال آلاف البرديات العربية المحفوظة في مجموعات مختلفة - لا تزال غير منشورة والحاجة بيِّنة إلى نشر هذه النصوص في طبعات محققة حتى تحظى بما تستحقه من التفات الدراسين.


[1]

S. Fraenkel, Die aramäischen Fremdwörter im Arabischen (Leiden, 1886),245.

في سياق استعمال البردي كمادة للكتابة، عرف النبات باسم «ورق البردي» أو «ورق القصب»؛ راجع:

R. Sellheim, s. v. “Kirṭās”, Encyclopaedia of Islam, 2nd ed. (Leiden and London, 1960-), V 173

[2]    

A. Grohmann, From the World of Arabic Papyri (Cairo, 1952), l

[3]

N. Lewis, Papyrus in Classical Antiquity (Oxford, 1974), 57-61.

[4]

The Cambridge Ancient History, ed. l. A. S. Edwards, C.J. Gadd and N. G. L. Hammond, 3rd ed, I/ 2 (Cambridge, 1971), 7

[5]

C. H. Roberts and T. C. Skeat, The Birth of the Codex (Oxford,1987), 10

[6]

Lewis, Papyrus in Classical Antiquity.

[7] ابن خلدون، «كتاب العبر» (بولاق، 1284هـ [1867م]). 1/ 352؛ المقريزي، «كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار» (بولاق، 127 [1853م])، 1/ 91؛ القلقشندي، «صبح الأعشا» (بولاق، 1903)، 1/ 578؛ نفس المصدر (القاهرة، 1331 - 1338هـ/ 1913 - 1918)، 2/ 475.

[8] الثعالبي، «لطائف المعارف» (ليدن، 1867)، 97؛ راجع: السيوطي، «حسن المحاضرة» (بولاق، 1299 [1882م])، 2/ 238. ومع ذلك، نلفت النظر إلى وثيقة ضمن مقتنيات ناصر الخليلي، مكتوبة على البردي، تأتي من شمال بلاد ما بين النهرين، ويمكن تأريخها في حوالي العام 240هـ/ 854 - 855م. انظر:

G. khan, Arabic Papyri. SelectedMaterial from the Khalili Collection, Studies in the Khalili Collection, I [London and Oxford, 1992], no. 6.

[9]

J. von Karabacek, “Das arabische Papier. Eine historisch-  antiquarische Untersuchung”, Mittheilungen aus der Papyrus Erzherzog Rainer. Führdurch Karabacek et al. (Vienna, 1894), 245.

[10] ابن حوقل، «كتاب المسالك والممالك» تحقيق M. J. de Goeje (ليدن، 1873)، 86.

[11] المقدسي، «كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم» تحقيق M. J. de Goeje (ليدن، 1877) ص32 وما بعدها، 193 وما بعدها، 202 وما بعدها.

[12]

al-Mas‘ūdī, Kitāb al-Tanbīh wa-l-ishrāf, Notices et Extraits des  Manuscrits de la Bibliothèque Nationale, VII (Paris, 1810), 146   

[13] 

Karabacek, “Das arabische Papier”, 100-1.

[14] ابن البيطار، «الجامع لمفردات الأدوية والأغدية» (بولاق، 1291 [1875])، 86 - 87.

[15]

S. D. Goitein, A Mediterranean Society, I (Berkeley and Los Angeles 1967), 112.

[16] ابن حوقل، «كتاب المسالك والممالك»، 86.

[17]

Khan, Arabic Papyri, no. 6, كتب في دير نسطوري ببلاد ما بين النهرين في حوالي 240هـ/ 854-855م.

[18].

. Grohmann, From the World of Arabic Papyri, 2

[19] انظر:

S. A. Hopkins, Studies in the Grammar of Early Arabic Based upon Papyri Datable to Before 300 AH/ 912 AD (Oxford, 1984), xli, n.3.

[20] انظر:   

N. Abbott, “A Ninth-century Fragment of the Thousand Nights. New Light on the Early History of the Arabian Nights”, Journal of Near Eastern Studies, VIII (1949), 129-64; idem, Studies in Arabic Literary Papyri, I-III (Chicago, 1957-72).

[21] انظر:

R. G. Khoury, Wahb ibn Munabbih (Wiesbaden, 1972), J   .David-Weill, Le Djāmi‘d'Ibn Wahb (Cairo, 1939-48); R. G. Khoury, ‘Abdallāh ibn Lahī‘a (97-174/ 115-790). Juge et grand maître de l'école égyptienne (Wiesbaden, 1986).

[22]

H. Bresslau, Handbuch der Urkundenlehre für Deutschland und Italien (Leipzig, 1931), 479-92.

نشرت الكثير من الوثائق البردية الموجودة بالأرشيفات (أو المكتبات) الأوربية، في سلسلة من إصدار

A. Bruckner and R. Marichal, Chartae Latinae Antiquiores. Fascimile Edition of the Latin Charters Prior to the Ninth Century (Olten and Lausanne, 1954-)

[23].   Grohmann, From the World of Arabic Papyri, 8

[24] A. Silvestre de Sacy, “Mémoire sur quelques papyrus écrits en arabe et récemment découverts en Egypte”, Journal des Savans (1825), 462-73; idem, “Mémoire sur quelques papyrus écrits en arabe et récemment trouvés en Egypte”, Histoire et Mémoires de l'Institut Royal de France, Académie des Inscriptions et Belle-lettres, IX (1931), Mémoires, 66-85, هذه البرديات موجودة الآن بالمكتبة الوطنية، باريس (مخطوطات عربية 4633 - 4634).

[25] انظر المزيد من التفاصيل في:     

Grohmann, From the World of Arabic Papyri, 11, 214-7; idem, Einführung und Chrestomathie zur arabischen Papyruskunde, I, Einführung (Prague, 1954), 7-35.

[26]   

Grohmann, Einführung und Chrestomathie, 36-62

[27] نفس المرجع، 27.

[28]  

O. Loth, “Zwei arabische Papyrus”, Zeitschrift der Deutschen Morgeṇländischen Gesellschaft, XXXIV (1880), 685-91

[29] أعيد نشر وثائق سقارة في:

J. B. Silvestre, Paléographie universelle,I, Peuples orientaux (Paris, 1839), 190-2, pl. l; idem, Universal Palaeography (tr. Into English with corrections and notes by F. Madden, London, 1850), 84ff, pl. xxix; W. Wright (ed), The Palaeographical Society. Facsimiles. Manuscripts and (Oriental Series) (London, 1875-83), pl. 5.

[30] M. Champollion-Figeac, Chartes latines sur papyrus, du Vle siècle de l'ère chrétienne, appartenant à la Bibiothèque Royale (Paris, 1835), pl. l.

[31]

F. Lenormant, Essai sur la propogation de l'alphabet phénicien dans l'ancien monde (Paris, 1872). Pls. 19-21; E. Revillout, Mélanges d'épigraphie et de linguistique égyptienne, Mélanges d'Archéologie Égyptienne et Assyrienne, II (Paris, 1875), pl. lff, 194; idem, Actes et Contracts des Musées égyptiens de Boulaq et du Louvre, I, Etudes du Egyptologiques, V (Paris, 1876), 1, 90, 94.

[32]

 J. von Karabacek: “Der Papyrusfund von El-Faijûm”, Denkschriften der kaiserlichen Akademie der Wissenschaften:philosophisch-historische Classe [Vienna], XXXIII (1883), Erste Abtheilung 207-42; “Eine merkwürdige arabische Namensunterschrift”, Mittheilungenaus der Sammlung der PapyrusErzherzog Rainer, I (Vienna, 1886), 126; “Das arabische Papier” [see n. 9 above], 87-178; “Neue Quellen zur Papiergeschichte”, Mittheilungen aus der Sammlung der Papyrus ErzherzogRainer, IV (Vienna, 1888), 75-122; “Die Involutio im arabischen Schriftwesen”, Sitzungsberichte der kaiserlichen Akademie derWissenschaften: philosophisch-historische Classe [Vienna], CXXXV, (1896), Abhandlung no. 5, 1-26.

[33]

Papyrus Erzherzog Rainer. Führer durch die Ausstellung, ed. Karabacek et al. (Vienna, 1894), 137-243. أعد كاراباتشيك طبعة كاملة من 350 وثيقة، كان المفروض أن تظهر ضمن السلسلة Corpus Papyrorum Raineri إلا أن هذه السلسلة لم تكتمل. (أنظر: Grohmann, Einführung und Chrestomathie,57).

[34] A. Grohmann, Protokolle, Corpus Papyrorum Raineri Archiducis Austriae, III, Series Arabica, I/ 2 (Vienna, 1924).

[35]  

Grohmann: “Aperçu de papyrologie arabe”, Études de, Papyrologie I (1932), 23-95 ; “Ein Qorra-Brief vom Jahre 90 d.H”, Aus fünf Jahrtausenden morgenländischer Kultur. Festschrift Max Freiherrn von Oppenheim zum 70. Geburtstage (Berlin, 1933), 37-40; “Eine arabischer Grundsteuerquittung vom Jahre 297 d.H. (909/ 10 n. Chr.) aus dem Amtsbereich eines ‘Abbasidenprinzen”, Mémoires publiées par les members de l'Institut Français d'Archéologie Orientale du Caire, LXVIII (1935-40) (Mélanges Maspéro, III), 9-13; “Texte zur Wirtschaftsgeschichte Ägyptens in arabischer Zeit”, Archiv Orientální, VII (1935), 437-72; “Ein arabischer Steuerpapyrus aus der Sammlung der Papyrus Erzherzog Rainer”, Zeitschrift für die neutestamentliche Wissenschaft und die Kunde der älteren Kirche, XXXVII (1938), 52-3; “Einige bemerkenswerte Urkunden aus der Sammlung der Papyrus Erzherzog Rainer an der Nationalbibliothek zu Wien”, Archiv Orientální, XVII/ 3 (1950), 80-119.

[36]

Grohmann, Arabic Papyri in the Egyptian Library (6 vols Cairo, 1935-62)

[37]  

Grohmann, “Arabische Papyri aus den Staatlichen Museen zu Berlin”, Der Islam, XXII (1935), 1-68.

[38]

Grohmann, “Arabische Papyri aus der Sammlung Carl Wessely im Orientalischen Institut (Orientální Ustav) zu Prag”, Archiv Orientální X (1938), 149-62 (nos 1-8); XI (1939), 242-89 (nos9-28) (XII (1941), 1-112 (nos 29-49); XIV (1943) 161-260 (nos 50-96).

[39]

L. Abel (ed), Aegyptische Urkunden aus den königlichen Museen zu Berlin. Arabische Urkunden (2 parts, Berlin, 1896-1900).

[40]  

 A. Dietrich, Arabische Papyri aus der Hamburger Staats-und Universtitäts-Bibliothek, Abhandlungen für die Kunde des Morgenlandes, XXII/ 3 (Leipzig, 1937).

[41]

D. S. Margoliouth, Catalogue of Arabic Papyri in the John Rylands library, Manchester (Manchester, 1933).

[42] [انظر الهامش (8) أعلاه]؛ G. Khan, Arabic Papyri

نفس المؤلف: Bills, Letters and Deeds. Arabic Papyri of the 7th to 11th

Centuries, The Nasser D. Khalili Collection of Islamic Art, VI (London and Oxford, 1993).

[43] .

Dietrich, Arabische Briefe aus der Papyrussamlung Hamburger Staats- und Universtitäts-Bibliothek, Veröffentlichungen aus der Hamburger Staats- und Universtitäts-Bibliothek, V (Hamburg, 1955).

[44]

W. Diem, Arabische Briefe auf Papyrus und Papier aus der Heidelberger papyrus-Sammlung (Wiesbaden, 1991).

[45]

C. H. Becker: Papyri Schott-Reinhardt, I, Veröffentlichungen aus der Heidelberg, 1906); “Arabische Papyri des Aphroditofundes”, Zeitschrift für Assyrologie und verwandte Gebiete, XX (1907), 68-104; “Neue arabische Papyri des Aphroditofundes”, Der Islam, II (1911), 245-68.

[46]

N. Abbott, The Kurrah Papyri from Aphrodito in the Oriental Institute (Chicago, 1938).

[47]

Grohmann, Arabic Papyri in the Egyptian Library, 146-163

[48]  

P. Jernstedt, “Die Kome-Aphrodito Papyri der Sammlung lichaïov”, in G. Zereteli, (ed.), Papyri Russicher und Georgischer Sammlungen, IV (Tiflis, 1927), 92-3.

[49] 

Y. Rāghib, “Letters nouvelles de Qurra b. Sharīk”, Journal Of Near Eastern Studies, XL (1981), 173-87.

[50]

Becker, Papyri Schott-Reinhardt

[51]

 Grohmann, Protokolle

[52]

 K. Jahn, “Vom frühislamischen Briefwesen. Studien zur islamischen Epistolographie der ersten drei Jahrhunderte der Hiğra auf Grund der arabischen Papyri”, Archiv Orientální, IX (1937), 153-200.

[53]

Y. Rāghib, Marchands d'étoffe du Fayyoum au lIIe/ IXe Siècle, d'après leurs archives (actes et lettres), I-II, Suppléments aux Annales Islamologiques, II, V (Cairo, 1982-5).

[54]

R. G. Khoury, Chrestomathie de papyrologie arabe, préparée par Adolf Grohmann; retravaillée et élargie par Raif Georges Khoury (Leiden, New York and Cologne, 1993).

[55]     

J. Blau and S. Hopkins, “Judaeo-Arabic Papyri – Collected Edited, Translated and Analysed”, Jerusalem Studies in Arabic and Islam, IX (1987), 87-160.

[56] [انظر الهامش (19) أعلاه].

Hopkins, Studies in the Grammar of Early Arabic

[58]

N. Abbot, “Arabic Papyri of the Reign of Ğa‘far al-Mutawakkil ‘alā-allāh (AH 232-47/ AD 847-61)”, Zeitschrift der Deutschen Morgenländischen Gesellschaft, XCII (1938), 88-135 

[59] 

 E. Herzfeld, Erster vorläufiger Bericht über dieAusgragungenvon Samarra (Berlin, 1912), pl. xxxvi b.

[60] 

 C. J. Kraemer, “The Colt Papyri from Palestine”, Actes du ve congrès international de papyrologie (Brussels, 1938), 238-44; idem, Excavations at Nessana, III (Princeton, 1958).

[61] نشر جروهمان بعض المختارات، Arabic Papyri from Khirbet el-Mird (Louvain, 1963) - للبرديات الأدبية انظر مطبوعات Abbott وKhoury المذكورة أعلاه.

[62]

The ophrastus, Historia Plantarum, ed. F. Wimmer (Leipzig, 1854),IV xviii. 3; Strabo, Geographica, ed. G. Kramer (Berlin, 1952), XVII. i. 15; Pliny, Naturalis Historia, ed. C. Mayhoff (Leipzig, 1875), XIII. xxii. 71.

[63] 

  Aegyptische Urkunden aus den königlichen Museen zu Berlin, Griechische Urkunden, IV (Berlin, 1904-12), nos. 1121, 1180

[64]يبدو أن السلوقيين هم الذين أدخلوا البردي إلى بلاد ما بين النهرين في القرن الثالث قبل الميلاد، وهذا بسبب التقطع في استيراده من مصر البطلمية. انظر

Lewis, Papyrus in Classical Antiquity, 11, Pliny, Naturalis Historia, XIII. xxii. 73.

[65] ابن حوقل، «كتاب المسالك والممالك»، 86.

[66]

Abū Ṣāliḥ, The Churches and Monasteries of Egypt and Some Neighbouring Countries Attributed to Abu Salih, the Armenian, ed. and tr. B. T. A. Evetts (Oxford, 1895), 66;

اليعقوبي، «كتاب البلدان» تحقيق M. J. de Goeje (ليدن، 1892)، 126، 127.

[67] اليعقوبي، «كتاب البلدان»، 39؛ نفس المؤلف «تاريخ» تحقيق M. T. Houtsma (ليدن، 1883)، 2/ 577.

[68]

Grohmann, Protokolle, nos. 116, 140, 162, 204

[69] 

Pliny, Naturalis Historia, XIII. xxiii. 74- xxvi. 82 

[70] نفس المرجع: XIII. xxiii. 77.

[71]

.Lewis, Papyrus in Classical Antiquity, 47-9

[72]

.Pliny, Naturalis Historia, XIII. xxv. 81

[73] ضمن ابن البيطار (وهو أحد تلامذة النباتي) هذا الوصف في كتابه «(الجزء الأول» الصفحة 87).

[74]

Grohmann, Allgemeine Einführung in die a rabischeu Papyri,nebst Grundzügen der arabischen Diplomatik, Corpus Papyrorum Raineri Archiducis Austriae, III, Series Arabica, l/ 1 (Vienna, 1924), 40-1.

[75]

Pliny, Naturalis Historia, XIII. xxiv. 78; Lewis, Papyrus in Classical Antiquity, 56.

[76] انظر: Pliny, Naturalis Historia, XIII. xxiii. 74, 76. يورد Isidore of Seville (Origines, ed. W. M. Lindsay [Oxford, 1911], VI, 10) أسماء مختلفة للبردي بدرجاته، هي: Emporetica, Augustea and Libyana

[77]

Khan, Arabic Papyri, 149

[78]

Khan, Arabic Papyri, nos. 1 and 2

[79]

Grohmann, Allgemeine Einführung, 42

[80] انظر المراجع المذكورة في الهامش 21 أعلاه.

[81] لمزيد من التفاصيل حول الملفوفات البردية، انظر:

E. G. Turner, “The Terms Recto and Verso. The Anatomy of the Papyrus Roll”, Actes du XVe Congrès International de Papyrologie, première partie (Brussels, 1978), 15-53

[82] نفس المرجع، 21.

[83]

Grohmann, From the World of Arabic Papyri, 39-42

[84]

Pliny, Naturalis Historia, XIII. xxiii. 77

[85]

Grohmann, From the World of Arabic Papyri, 43-4

[86] نفس المرجع، 62 - 68.

ملاحظة:

نشر هذا النص في الكتاب التالي:
دراسة المخوطات الإسلامية بين اعتبارات المادة والبشر: أعمال المؤتمر الثاني لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، ديسمبر 1993 / جمادى الآخرة 1414_ النسخة العربية،1997 ، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن. ص 57-76.

يرجى الملاحظة بأن بعض الصور المستخدمة في هذه المقالة المنشورة على الموقع قد لا تكون جزءًا من نسخة المقالة المنشورة ضمن الكتاب المعني.
Back to Top