التجليد

شارك:

فرانسوا ديروش

محتويات المقال:
عرض عام
المواد والتقنيات
أنماط التجليد وزخرفتها
*

بإتمام عملية التجليد تنتهي في العموم مراحل صناعة الكتاب: حيث يحصل المخطوط على «غلافه»، أي «مجموع العناصر التي تحمي خارجيا مجموعة الكراريس المشدودة بعضها إلى بعض، وتتألف في العموم من دفّتين وكعب»[1]. وكما سنرى، فإن المواد والتقنيات المختلفة المستخدمة تقدّم تنوعا واسعا من الحلول على المستوى الاقتصادي، الأمر الذي يعني أن تجليد كتاب لا يمثل بالضرورة عبئا ثقيلا لعامة الناس. ورغم ذلك، فيبدو أن جميع المخطوطات لم تكن مجلدة - أو على الأقل لم تجلد فور إتمام نسخها[2].

ومن جانب آخر، فإن هذا العنصر من الكتاب، بسبب وضعه (ووظيفته) معرّض جدا للتلف: كذلك قد يحدث أن يتم إصلاح تجليد أو إحلال آخر محله. وعندما تقتضي الضرورة ذلك، ويكون المخطوط ضمن مجموعة غربية، فإن التجليد الجديد غالبا ما يُصنَع وفقا للعادات المحلية، وسيقودنا اتجاه العرض التالي أن نتناول بإيجاز هذا النوع من الأغلفة وأن نخصص مساحة أكبر لدراسة التجاليد التي أنتجت داخل العالم العربي الإسلامي. وترتكز معارفنا في هذا المجال من جانب على الملاحظة المباشرة[3]، ومن جانب آخر على استخدام المؤشرات التي يقدمها لنا أدب متخصص تعود أقدم شواهده إلى القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي[4].

/ وفي قلب الإنتاج الضخم للمجلدين في العالم الإسلامي، جذبت بعض التجاليد باكرا جدا انتباه المتخصصين في تاريخ الكتاب، الذين وجدوا فيها الأنموذج الذي سارت عليه التجاليد الغربية. غير أن هذا الاهتمام لا يمكن أن يكون إلا انتقائيا جدا، فلم تستكشف بعد كل الفترات الزمنية والمناطق الجغرافية بالاهتمام نفسه. وكما أتيح لنا أن نشير إلى أن تبني «الكوديكس Codex» كشكل خاص للكتاب المخطوط في العالم الإسلامي قد تم بطريقة طبيعية جدا، فإن الطرق التي استُخدمَت في السابق لحماية الكتب يحتمل أنها انتقلت إليه بالطريقة نفسها. فهل يجب أن نبحث عن أصول التجليد الإسلامي في مصر؟ يرى برث فان ريجيمورتر Berth Van Regemorter «أن تقنية التجليد تتشابه تقريبا في كل الحوض الشرقي للبحر المتوسط، وأنها مستمدة من التقنية المصرية [... غير أنها] تختلف تماما [...] عن تقنية الكتاب الإسلامي»[5]. وبالمقابل، كتب أدولف جروهمانAdolf Grohmann ، قبل ذلك بسنوات، أن «التجاليد الإسلامية المبكرة تكشف عن صلة بينها وبين التجاليد القبطية فيما يتعلق بالشكل والتقنية»[6]. وكما هو واضح، فإن قضية الأصول تثير إجابات متباينة جدا، وربما يكون من السابق لأوانه أن نحاول أن نجد إجابة قاطعة، في حين أن المواد ما تزال غير معروفة جيدا.

عرض عام

يجد التجليد نفسه بسبب وضعه على هذا النحو في المحل الأول في مواجهة الاعتداءات الخارجية، وعلى الأخص تلك التي يخضع لها استخدام مخطوط: فتح المخطوط وغلقه، وأخذه من موضعه أو إعادته إليه في العديد من المناسبات، كل ذلك يعرض المخطوط للأذى القليل أو الكثير. ومع الوقت، يتعرض التجليد للتلف الذي قد يفرض إصلاحه أو استبداله. ولهذه البديهية تبعة مباشرة على دراسة تجليد مخطوط ما، يمكن أن نلخصها في السؤال التالي: «ما هي الصلة القائمة بين التجليد الموجود والمخطوط الذي يغلّفه؟». إن الإجابة على هذا السؤال قد تكون سهلة أحيانا: فمخطوط باريس رقم BnF ar. 405 – وهو مصحف نسخ قبل منتصف القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي – يحميه تجليد على الطريقة اليونانية من السختيان (جلد الماعز المدبوغ الملون) الأحمر، وعليه شارات ملك فرنسا هنري الرابع Henri IV والأحرف الأولى لاسمه؛ يتعلق الأمر بالطبع بإحلال للتجليد، تم سنة 1602، يحتمل جدا أن يكون قد تم في باريس، لمخطوط نسخ في تأريخ سابق، على الأرجح في تركيا[7]. وعندما يكون الكتاب قد جُلّد في الشرق، فإن اختبارا متنبّها فقط يسمح عند الاقتضاء بالإجابة على هذا التساؤل.

/ تفترض دراسة التجليد إذا اختبارا مدققا جدا لمختلف الأجزاء المكونة له؛ وكذلك توفر حد أدنى من المعارف التقنية حتى يتم هذا الاختبار بنجاح، قبل الانتقال إلى تحليل الزخرف.

تجليد من آسيا الوسطى، مع توقيع للصانع، القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي باريس رقم BnF arabe 6772، الدفة العليا.
75. تجليد من آسيا الوسطى، مع توقيع للصانع، القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي باريس رقم BnF arabe 6772، الدفة العليا.

ويجب الاهتمام قبل كل شيء بتسجيل حالة حفظ المجلد: هل التجليد قطعة واحدة، أو يمكن أن نلاحظ على سبيل المثال آثار ترميم على مستوى الكعب؟ إن وجود قطعة من الجلد بلون مخالف قد تعني أن هناك ترميما قد تم. ويمكن لأبعاد الدّفّتين نفسيهما أن تقدما إشارات قيّمة: فحواف التجليد في العالم الإسلامي تتوافق مع حواف مجموع الكراريس. وإذا كانت حواف الكراريس أصغر من الدفتين بشكل واضح أو على العكس إذا كان محيط هذه الحواف قد تم تكبيره بشريط من مادة مغايرة، فيمكننا أن نشك في أن التجليد كان يغلف في الأصل مخطوطا آخر أخذ منه ثم وفّق مع المخطوط الذي يحميه الآن. ومخطوط باريس رقم BnF ar.400 الذي دفتا تجليده أكبر من مجموع الكراريس، وهو دون شك مثال على تعويض التجليد بتجليد استُعير من مخطوط آخر[8]. وكما يرى ريتشارد إيتينجهوزن Richard Ettinghausen فإن الدفتين الأصليتين لمخطوط مكتبة Pierpont Morgan Library بنيويورك رقم M 500 قد حوفظ عليهما عند ترميم المخطوط ثم ألصقتا على التجليد الجديد، حيث إن أبعادهما أعلى قليلا من أبعاد الدفّتين القديمتين[9]. ويمكن أيضا استثنائيا أن يكون الغلاف سابقا على مجموع الكراريس إذا كان قد استُحضر من مخطوط قديم بغرض إعادة استخدامه. وقد يحدث كذلك خلال عملية ترميم للتجليد أن يحتفظ المجلد بدفّة قديمة مضارة ليعيد استخدامها كدفة وقاية.

وأخيرا، يجب الاستفادة من معرفة تاريخ التجليد في العالم الإسلامي لإبداء الرأي حول المسألة الحساسة للعلاقة بين المخطوط وغلافه. وإذا كانت الدفتان مزخرفتين، فإن فحص الزخرفة قد يسمح، على وجه التقريب، بتحديد عمر التجليد. ويمكن كذلك أن يعد استخدام هذه التقنية أو تلك أو مادة دون أخرى – مؤشرا دالا: وهكذا، فإن التجليد النصفي الذي يغطي دفتيه ورق مجزع لا يمكن أن يكون معاصرا لمخطوط نسخ في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي.

/ واستثناءا من ذلك، يمكن تأريخ التجليد في حالة وجود توقيع: ويحدث هذا غالبا في التجاليد التي مصدرها آسيا الوسطى أو أفغانستان، حيث يدون اسم المجلد والتأريخ في الزخرفة المركزية للدفة أو داخل أحد المثلثات الكروية (الدّلّايات) الواقعة بين أقواس الزخرفة – على سبيل المثال في مخطوط طشقند رقم IOB 3105 أو مخطوط باريس رقمBnF ar. 6772[10] (شكل 75). ولكن الأمر يعني في هذه الحالة أمثلة متخصصة جدا لفترة ومنطقة معينتين بدقة. والأعمال الموقعة نادرة جدا في المجموع: وتظهر التوقيعات عادة بطريقة خفية في أختام صغيرة الحجم لا تحمل تأريخا، وقد تظهر كذلك أحيانا في زخارف اللوح الواقي[11]. ووقّع الفنانون الذين نفذوا زخارف تجاليد ملكية أعمالهم، كذلك بطريقة خفيّة، أكثر من المجلدين «التقليديين»[12].

المواد والتقنيات

عناصر التجليد

76. النمط الثالث للتجليد

النمط الثالث للتجليد
76. النمط الثالث للتجليد

عرف العالم الإسلامي أنماطا مختلفة للأغلفة التي نقسمها تيسيرا إلى ثلاث مجموعات كبيرة (الأنماط I وII وIII). وتشتمل كل هذه الأنماط على عناصر مشتركة: الدفتان والكعب. و«الدفتان» هما «قطعتان من مادة صلبة بعض الشيء تشد إلى أول أو آخر ورقة من المجلد» لحمايته في حالة الاستخدام والتخزين[13]. و«الدفة العليا» (أو «دفة الرأس») هي الدفة التي ترى عندما يكون المجلد مغلقا، ويوجد «الكعب» - الذي يطابق جانب مجموع الكراريس الذي توجد فيه الخياطة – على يمين الناظر؛ وفي هذا الوضع، فإن «الدفة السفلى» (أو «دفة الذيل») توجد أسفل المجلد. وتكفي العناصر التي أحصيناها لتكوين التجليد الذي نطلق عليه النمط III (شكل 76).

تجليد غربي تقليدي من القرن السابع عشر. باريس رقم BnF persan 297
77. تجليد غربي تقليدي من القرن السابع عشر. باريس رقم BnF persan 297

/ وتوجد بقية الأجزاء المكونة للنمط III بطريقة شبه ثابتة ويمكن كذلك أن نعرضها هنا. نذكر – على سبيل المثال - «الألواح الواقية» (أو «الدفة الداخلية»)، وبعبارة أخرى جزء الدفة الملامس لمجموع الكراريس، أو أيضا «اللوح» الذي يعد العنصر الصلب من الدفة؛ ويمكن أن تعمل هذه الألواح من الخشب أو من الورق المقوى، وربما أيضا من البردي. وفي العموم تغطى الألواح بالعديد من المواد: فكلمة «غشاء» (أو «تلبيس») تعني «تغشية دفتي المجلد وكعبه بمادة لينة كالجلد والقماش... إلخ»[14]، وعندما يغطي الغشاء مجموع ظاهر الألواح الخشبية، فإننا نتحدث عن «التجليد التام»؛ وعندما لا يغطي التلبيس سوى كعب المجلد والقسم المجاور له من الألواح، فيتعلق الأمر حينئذ بـ «نصف تجليد». ويمكن كذلك تغطية الألواح الواقية، كما يمكن عمل «البطانة» من الجلد والرق والورق أو القماش. وقبل أن نختتم هذه الفقرة نشير إلى وجود تجليدات تتميز بغياب الألواح الخشبية يطلق عليها «التجليدات اللينة»: وأمكننا تسجيل أمثلة قديمة لها من الجلد والرق.

ويرتبط بالنمط III بعض التجليدات الشرقية: يظهر من بينها في الدرجة الأولى تجليدات المخطوطات العربية المسيحية المجلدة وفقا للتقنيات البيزنطية، وكذلك تجليدات المخطوطات المنتجة في آسيا الوسطى – بمعناها الواسع – في العصر الحديث. وتتميز هذه التجليدات بوضوح عن التجليدات التي يجدها عالم المخطوطات بوفرة في المجموعات الغربية الكبرى والتي نفّذها صناع غربيون (شكل 77) يعملون علي سبيل المثال في ورش الترميم، لاستخدامها تقنيات مختلفة على الأخص في طريقة حبك مجموع الكراريس والغلاف.

/ أما النمط II فهو أنموذج التجليد الأكثر شيوعا في القسم الأكبر من العالم الإسلامي (شكل 78). وهو يرتبط من وجهة نظر تقنية بطريقة التجليد بـ «الورق المقوى» التي «يتحد فيها الغلاف بجسم المجلد بتغرية أوراق الحفظ من الألواح الواقية»[15]- وورقة «الحفظ» هي «ورقة الحماية البيضاء أو المضافة [...] في صدر المجلد أو آخره»[16]. وفور خياطة الكراسات يقوى كعبها بقطعة نسيج يتجاوز عرضها سمك المجلد، بحيث يمكن تغرية طرفها على اللوح؛ وتبعا لتقاليد المجلد فإنه يكمل عملية التثبيت بواسطة ورقة داعمة تمثل تصوريا نصف الورقة المزدوجة الافتتاحية أو الأخيرة[17]، أو بطانة يثبت طرفها بمادة لاصقة على الورقة الأولى أو الأخيرة[18].

تجليد من النمط II
78. تجليد من النمط II

78. تجليد من النمط II

تجليد من النمط I
79. تجليد من النمط I

ولعل أبرز ما يميز النمط II هو بالتأكيد وجود صدر أو مقدم وأذن [المرجع]، وهما عنصران يمتدان من الجانب الأكبر الخارجي للدفة السفلى ويرتبطان بها بمفصلة لينة. و«الصدر أو المقدم» الذي على شكل مستطيل، هو جزء الغشاء الواقع أمام حافة الكتاب والذي يحمي الحافة حال غلق الكتاب. ويعادل ارتفاع الصدر أو المقدم سمك الكتاب ويتصل عن طريق مفصلة ثانية بـ «الأذن» [أو المرجع] التي على شكل خماسي أضلاع ينتهي بطرف يطابق المحور الأوسط للمخطوط[19]؛ وللتيسير،/ احتفظ النمط II بتعريفه التقليدي «التجليد ذو اللسان». وتوجد ميزة أخرى لهذا النمط من التجليد هي غياب «الشكيمة»، أي «بروز يتشكل بعد الطرق من أعقاب الكراسات الأولى والأخيرة، بغرض تعويض سمك الدفة»[20]. وتلح كتب التجليد العربية، من جهة أخرى، على ضرورة الاهتمام بزوال هذا البروز، إما بواسطة مطرقة خشبية [النصاب] وإما مكبس [معصرة][21]. والحاصل، أن حواف مجموع الكراريس تصبح عمليا في مستوى الألواح، أي أن تصير أطرافها ووسطها شيئا واحدا.

وتنتمي أقدم أمثلة التجليد الإسلامي المعروفة حتى الآن إلى النمط  I (شكل 79). وهي غالبا ذات شكل متطاول [مستطيل]، مع ألواح خشبية، وتتميز بوجود حاشية متصلة من الجلد بارتفاع مجموع الكراريس ملتصقة بالجوانب الثلاثة السفلية للألواح الواقية بحيث تشكل هيئة صندوق (قراب) يشكل كعبه الجانب الرابع[22]. وعندما يغلق الكتاب تغطي هذه الحاشية حوافه. وهذا «التجليد المكعب» يكون عموما مزودا بمشبك (قفل).

/ ولحماية الكتب بشكل جيد، كانت تستخدم أنواع مختلفة من الأقربة [العلب] ابتداء من حقائب القماش البسيطة حتى الصناديق المتينة الحقيقية[23]. وكانت المصاحف الصغيرة الحجم، في العالم العثماني، تزود دائما بغلاف محكم مكون من لوحين من الورق المقوى المغشى بالجلد، ويُشد مجموعها من ثلاثة جوانب برباط من النسيج[24]. ويسمح وجود صدر أو مقدم، يذكرنا بصدر التجاليد، بإغلاق القراب بإحكام بمجرد وضع المخطوط بداخله، ويسمح شريط من النسيج متصل بداخل القراب باستخراج المصحف منه[25]. وكانت الإطارات الجلدية تزخرف عموما بأسلوب شبيه بأسلوب التجليد. واستخدم هذا النوع من الأقربة الذي شاع استعماله بالنسبة للمصاحف كذلك لنسخ سائر النصوص. وكانت هناك حقائب جلدية حقيقية مزودة بسير من الجلد تستخدم في أفريقيا الغربية لنقل المصاحف أو سائر المؤلفات الأخرى ذات الطابع الديني، وهي تحسن بذلك بطريقة فعالة حماية الكتاب[26].

المواد

الألواح[27]

الخشب

كانت الألواح تصنع من الخشب، وعلى الأخص في حالة التجاليد التي على شكل علب (أقربة) التي تمثل الشكل القديم لتغليف المصاحف (انظر فيما يلي). وكانت الألواح المستخدمة في هذه الحالة ذات ثخانات متغيرة بقيم قصوى تتراوح بين 4 إلى 11مم[28]. وقد تكون أحجامها كبيرة جدا: فقياس مخطوط إستانبول رقم TIEM SE 43/29.5×40.5 سم[29]. وبالرغم من الشكل المتوضع غالبا لغالبية المخطوطات المبكرة، فلم تكن ألواحها من قطعة واحدة بطريقة منظمة: وقد يحدث أن تكون مجمعة بواسطة الغراء والدسار. ونعرف كذلك حالات أعيد فيها استخدام قطع من الخشب احتفظت بآثار استخداماتها الأصلية[30].

وتبعا لتوضيحات چورچ مارسيه Georges Marçais ولويس بوانسو Luis Poinssot، كانت أكثر أنواع الخشب شيوعا في القيروان الحور الأبيض أو الأسود Populus alba) أو nigra) وصنوبر حلب (Pinus halepensis)، واستخدم كذلك شجر التين (Ficus carica) وشجر الغار (Laurus nobilis) و(Tamarix gallica)[31]. وفي كتابه عن التسفير، الذي يرجع إلى القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي، أوصى بكر بن إبراهيم الإشبيلي باستخدام خشب شجر الأرز[32]. وقد أضيفت أغشية إلى أغلب التجاليد ذات الألواح الخشبية التي درسناها. وتوجد مع ذلك استثناءات يصعب تمييز مادتها[33].

البردي

لا توجد، على حد علمنا، أمثلة لمخطوطات عربية احتفظ تجليدها بأوراق مقواة استخدم فيها البردي[34]. وقد عرفت هذه التقنية جيدا في مصر، حيث نعلم أن العديد من التجاليد القبطية القديمة تشتمل على ألواح صنعت من هذه المادة[35]. وفي الغرب احتفظت أناجيل سارزّانو Sarezzano في إيطاليا بقطعة من تجليدها القديم يتضمن لوحا من البردي[36]. ولا يوجد ما يمنع من التفكير بأن هذه الطريقة قد استخدمت كذلك مع المخطوطات العربية في العصر الذي ذاع فيه استخدام البردي.

/ الورق

إن أكثر الألواح استخداما من المجلدين هي – دون شك – الألواح المصنوعة من الورق المقوى (المضغوط). وصناعة هذه الألواح، كما وصفها مؤلفو الكتب المخصصة للتجليد، بسيطة للغاية وغير مكلفة على الإطلاق[37]. ففي الواقع كان يعاد استخدام الأوراق المستعملة وتغريتها مع بعضها البعض بغرض الحصول على السمك الذي يجعلها قادرة على المقاومة. وفي العالم العثماني، أو حيث عرفت التقنيات العثمانية، تقدم التجاليد المعتنى بها أحيانا اختلافات في مستوى تقدير المكونات المختلفة للزخرفة، التي تبدو بشكل صارخ[38]؛ وقد تم الحصول على هذه النتيجة في وقت إعداد الورق المقوى: حيث يقطع الصانع في ورقة مقواة الشكل الملائم لمحيط الزخرفة التي يود دمغها، ثم يلصق هذه الورقة على ورقة مقواة تستخدم حينئذ كحامل[39]. أما ألواح التجليد المُلَيَّكة، التي سنتناولها فيما بعد، فتوصف تقليديا كما لو كانت مكونة من ورق ملون: ويندرج تحت هذا المصطلح الورق المقوى المعتاد الناتج عن تغرية مجموعة أوراق مرصوصة فوق بعضها البعض[40].

مواد أخرى

ومن أجل استكمال هذه اللحمة يجب أن نشير إلى بعض الحالات النادرة: وهي استخدام المعدن كحامل لصفائح الفلس[41]، أو صفائح حجر اليشب المغشاه[42]... إلخ.

التغشية

إن المواد التي سنذكرها فيما يلي لم تزخرف بشكل منتظم. وعندما يزوق الغلاف، ترتبط جودة هذا التزويق بالمواد، سواء قبل استعمالها (وهي حالة الورق المجزع)، أو فور أن توضع على اللوح (وهذا يصدق على الجلد). ولم يكن من السهل دائما في السرد التالي أن لا نذكر في آن واحد المادة الأولية وطرق الزخرفة.

الجلد

لقد أشير بكثرة في النصوص إلى صناعة الجلد التي ذاعت في كل أنحاء العالم الإسلامي، حيث تمجد نوعية الجلود المعدة في اليمن وفي المغرب؛ وتركز على جدارة هذه الطريقة/ أو تلك في معالجة الجلد. وكانت الصباغة معروفة جيدا ولا تعوزنا الوصفات أو الإشارات إلى مقومات استخدامها. ونقل إلينا ابن باديس طرقا للصباغة بالألوان الأسود والأصفر والأخضر[43]؛ كما أن مزج هذه الألوان كان يسمح بالتأكيد بالحصول على مركب غني جدا. وعرف دبّاغوا إستانبول في تركيا العثمانية، وفي القرن السابع عشر، كيف ينتجون جلودا ذات لون «أزرق سماوي، أو وردي فاقع، أو أحمر أو أصفر أو أخضر يانع»[44]؛ ويذكر تافرنيه Tavernier، في العصر نفسه، أن تكت Tokat اشتهرت بسختيانها [جلد الماعز الملون] الأزرق، واشتهرت ديار بكر وبغداد بالأحمر وأورفا بالأسود والموصل بالأصفر[45]. ويبدو لنا من المهم أن نذكر هنا، حول نوعية هذه الجلود، استحسانا كبيرا لمتخصصين ممارسين ومعاصرين للأمور التي جئنا على ذكرها، نعني به بيان يعود إلى سنة 1727 محفوظ في قوائم شراء السختيانات المخصصة لتجليدات المكتبة الملكية في باريس. فيلاحظ كاتب البيان أن جلود المغرب ذات ملمس أجود [من جلود مارسيليا]، غير أنها صغيرة وتنسلخ أيضا بسهولة أكثر. ولا تساوي في أماكنها إلا ليرتين وعشرة سنتيمات[46]. أما جلود الشرق فأكبر وذات ملمس جيد، وذات لون أكثر نصاعة وتقاوم لفترة أكبر دون سلخ ودون تغشية. وتساوي كل قطعة منها ثلاث ليرات. وقد سبق أن جلبنا منها ثلاثة ألوان مختلفة: الأحمر والبنفسجي والليموني»[47].

إن الجلود المستخدمة في العالم الإسلامي هي في الأساس جلود الماعز، ومع ذلك فقد استخدمت كذلك جلود الخراف والبقر[48]. وفحص «الثنيات»، أي «حافة الغشاء المطوية إلى داخل المجلد والملصقة على اللوح الواقي»[49]، حاسم في الغالب في تعيين أصل الجلد المستخدم. وقد نصح الباحثون عند وصف الجلد بالتركيز على الإشارات المتعلقة بملمس الجلد وتجنب المصطلحات التي تنطبق – على الأخص – على ممارسات التجليد الغربي. ومن جانب آخر، إذا كان التجليد هو أنموذج للتجليد الغربي، فيجوز أن نستخدم مخصصا للألفاظ يمكن الحصول عليه بسهولة بمراجعة المؤلفات المتخصصة[50].

هل استخدم المجلدون الشرقيون معادلا لجلد السمك، أي جلد الشفنين البحري أو القرش؟ تبعا لما ورد في وصف لأحد كتالوجات المعارض، فإن تجليد مخطوط مكتبة إستانبول رقم A 6570 عمل من جلد سمك القرش، فإذا كان هذا التجليد معاصرا لكتابة المخطوط نفسه (نحو سنة 957هـ/ 1550م)، فإن استخدامه هنا لا يكون فقط سابقا على إنتاج هذه المادة في الغرب خلال القرن الثامن عشر، ولكن أيضا استخدامها هناك[51]. فلم يبدأ إدخال هذه المادة إلى فرنسا من الشرق الأوسط وتزويد المجلدين بها إلا في القرن السابع عشر على أقصى تقدير[52].

/ الرق

لم يكن من النادر أن نجد في الغرب مخطوطات مغلفة بالرق، مثل مخطوط باريس رقم BnF persan 327، الذي غلفه مجلده برق أعدّ لهذا الغرض[53]. أما في العالم الإسلامي فإن النماذج النادرة التي استخدمت فيها هذه المادة للتجليد ليست سوى إعادة استخدام لأوراق رقيّة نزعت من مخطوطات قديمة. وتظهر في مجموعة متحف الفنون التركية والإسلامية بإستانبول تجليدة صغيرة مغشاة بالرق[54]؛ وربما يجب أن نعين وضعا مشابها لذلك لأحد المخطوطات الموصوفة في السجل القديم لمكتبة جامع القيروان[55]. وتحتوي مخطوطات باريس أرقام BnF Suppl. turc 983, 984 et 986 على «أجزاء» يعادل كل منها كراسا محميا بورقة مزدوجة من رق معاد استخدامه: ومن المحتمل، إن لم يكن هذه الأمر قد قام به المجلد، أن يكون على الأقل نوعا من الحماية في وقت لم تكن فيه هذه الأجزاء قد جلدت في مجموع مفتعل كما هو حالها الآن[56]. وشرح بكر الإشبيلي في رسالته عن التجليد كيف تصنع من تغرية الرق أو الورق مادة تستخدم في التجليد سماها «الشدق ج. أشداق»[57].

الورق

غشاء من الورق المجزع. باريس رقم BnF suppl. persan 1500، الدفة السفلى والصدر والأذن.
80. غشاء من الورق المجزع. باريس رقم BnF suppl. persan 1500، الدفة السفلى والصدر والأذن.

يبدو أن الصناع فضلوا، بالنسبة للأغشية، استخدام أوراق خضعت لمعالجات مسبقة بهدف تحسين مظهرها (شكل 80). ومع ذلك توجد أمثلة لتجاليد نفّذت بورق يمكن أن يكون قد تغير توجهه إلى هذا الاستخدام: هكذا نجد مخطوط ميونخ رقم Bayerische Staatsbibliothek Cod. turc. 229 يحميه غلاف ورقي مليء بتجارب لفرشاة[58]. وفي العالم العثماني ارتقى الورق المجزع (الإبرو) إلى مرتبة مواد التغشية خلال القرن السابع عشر[59]، ويشيع ظهوره في التجاليد النصفية ذات الكعب الجلد[60]. ويتزامن إدخال الورق المجزع في هذا الاستخدام، على وجه التقريب، مع بداية الصعوبات الاقتصادية التي مرت بها الدولة العثمانية في المرحلة الأخيرة من

80. غشاء من الورق المجزع. باريس رقم BnF suppl. persan 1500، الدفة السفلى والصدر والأذن.

تاريخها: فنظرا لأن الجلد غدا غالي الثمن، اقترح استبداله بالورق المجزع، ولكن لا يجب أن نستبعد أن ذلك كان أيضا مظهرا من مظاهر التجديد. وفي آسيا الوسطى وإيران دخل الورق المصبوغ ذي السطح اللامع إلى التجليد ابتداء من القرن الحادي عشر الهجري/ السابع عشر الميلادي، والذي يمكن رشمه مثلما يرشم الجلد.

النسيج

استخدم النسيج كذلك في التغشية (شكل 52)، ويبدو أن هذه المادة قد استخدمت باكرا جدا، بما أنه يوجد نص يذكر أن صلاح الدين يوسف بن أيوب أرسل في سنة 569هـ/ 1174م إلى السلطان نور الدين محمود/ «خمس ختمات، إحداها ختمة ثلاثون جزءا مغشاة بأطلس أزرق... وختمة بخط راشد مغشاة بديباج فستقي عشرة أجزاء»[61]. واحتفظ تجليد ضمن مجموعة القيروان، يقترح چورچ مارسيه Georges Marçais ولويس بوانسو Louis poinssot تأريخه بالقرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، بغشاء من الحرير الأخضر على لوح الخشب، وقد أديرت حواف هذا الغشاء لتجنب خرق النسيج[62]. ولا يبلغ هذا الأنموذج درجة رفاهية المصاحف الأيوبية، غير أننا لا يمكن أن ننتقص أهميته التاريخية بما أن الأمر يتعلق هنا، إذا تأكد تأريخه، بأقدم شاهد على استخدام النسيج لتجليد كامل في المجال الإسلامي.

ولم تبدأ أغشية النسيج في التكاثر في العالم العثماني إلا في فترة سلطنة السلطان محمد الفاتح، ربما لمواجهة طلبات التجليد المتزايد حتى يمكن الاستجابة إليها مع استمرار إنتاج زخارف على الجلود بواسطة الدمغ[63]. وفي فترة لاحقة، فإن مخطوط طوبقبوسراي بإستانبول رقم TKS H 1365 – المنسوخ سنة 992هـ/ 1584م – هو أنموذج معروف جدا/ لأغشية الحرير المطرزة بخيوط الذهب[64]، والذي يوجد له أمثلة مماثلة في العالم الصفوي[65]؛ وسنتناول فيما بعد التطريز الذي قد يستخدم مباشرة أحيانا على الجلد من أجل الزخرفة. وعندما تغشّى دفة الكتاب بالنسيج فإن حوافها تكون عادة على شكل إطار من الجلد.

وعلى العكس من ذلك، فإننا نعرف جيدا الجمع بين الجلد والنسيج، وتصور هذا الاستخدام تجاليد أنتجت عادة في مصر من القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي إلى القرن التاسع عشر الهجري/ الخامس عشر الميلادي [في العصر المملوكي]. ويزين الغشاء الجلدي زخرفة مقطعة على شكل خيوط ذهبية مجدولة تهيأ على أرضية من الحرير. ويحمي مخطوط باريس رقم BnF ar. 5845، الذي يرجع إلى منقلب القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي، وهو عبارة عن «جزء» من مصحف ينتمي إلى مجموعة معروفة جيدا، تجليد نفذت زخرفته المركزية (السرة) وزخارف أركانه من الجلد المقطع المنفصل عن حرير الأرضية الأخضر. وتوجد طريقة الصنع نفسها في مصحف معاصر، محفوظ في باريس برقم Smith-Lesouëf 220،[66] ولكن على أرضية من اللون الأزرق الفيروزي[67].

وكانت المجلدات النفيسة تغلف بأغشية من النسيج: فكانت مخطوطات أصحاب الحلاج التي جمعت في محنتة «مبطنة بالديباج والحرير ومجلدة بالأديم الجيد»، أو أيضا هذه المصاحف المنسوبة إلى الخليفة عثمان والمحفوظ أحدها في دمشق والآخر في مراكش – بعد عبوره بقرطبة[68].

المعادن والأحجار والمواد النفيسة والمينا

يبدو أن استخدام المعادن النفيسة للتغشية قد ظهر بطريقة ناضجة في العالم الإسلامي. ولا يعني الأمر هنا الحديث عن المشابك أو المخازيم التي نصادفها أحيانا على التجاليد المعلبة (الأقربة المبنية)، والتي من الممكن أن تكون بالفعل من الفضة[69]، فهذه ليست أكثر من لوازم بعيدة تماما عن هدفنا الذي هو مواد التغشية. وإذا صدقنا ما جاء في كتاب «الوزراء والكتاب» للجهشياري، فقد كان أحد كتاب الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان (تولى بين سنتي 40هـ/ 661م و61هـ/ 680م) يمتلك مصحفا مجلدا بالفضة أجبر على بيعه بعد وقوعه في ضائقة[70]. وفيما بعد، ولكن دائما تبعا لما ورد في النصوص، كان «المصحف» المنسوب إلى الخليفة عثمان، والذي كان محفوظا في قرطبة، مزدانا بتجليد مزود بزخارف بديعة من الذهب مزينة باللؤلؤ والياقوت الأحمر. وبعد انتقاله إلى مراكش في خلافة عبد المؤمن بن علي مؤسس الدولة الموحدية، نحو سنة 553هـ/ 1158م، صنعت له أغشية جديدة بعضها من السندس وبعضها من الذهب والفضة وحلاه بأنواع اليواقيت وأصناف الأحجار الغريبة النوع «بألوان شبيهة بالزجاج الرومي [البيزنطي]»، دون شك من المينا[71]. ويرتبط هذا النمط من الأعمال أكثر بالصياغة عنه بالتجليد بمعناه التقليدي.

/ وعلى حد علمنا لم يحفظ لنا أي أنموذج قديم منه. أما العصر العثماني فقد وفر لنا مادة وثائقية وفيرة، حيث وصل إلينا العديد من التجاليد المزدانة بالمعادن النفيسة، ومع ذلك فقد فُقد قسم كبير منها إذا صدقنا إشارة أرمناج ساكسيان Arménag Sakisian إلى وجود مائة وثلاثين مصحفا ذات تجاليد مزدانة بأحجار كريمة في تركة رستم باشا[72]. ويمتلك مصحف طوبقبو سراي بإستانبول مجموعة من التجاليد من هذا النوع تدمج أحجارا كريمة أو شبه كريمة[73]؛ فاستخدام مواد غير معتادة يغطي مجالا واسعا من الإمكانات، كما يوضحه مخطوط مكتبة جامعة إستانبول رقم F. 1426 (ذبل على صفائح معدنية)[74] ومخطوط شيستربيتي بدبلن رقم CBL 1578، المؤرخ سنة 1261هـ/ 1845م، والذي يجمع بين الفضة والمينا والعاج[75].

الخشب

ويقودنا هذا المثال الأخير للحديث عن التلبيس المستخدم كتقنية لزخرفة التجاليد. لقد وصف فريدريك سار Friedrich sarre، في أكثر من مناسبة، قطعا محفوظة في برلين باعتبارها بقايا تجليد كبير يحمل زخرفة مغشاة[76]. ويتعلق الأمر، في الواقع، بقطع من علبة خشبية (قراب خشبي): ووزنها على كل حال كبير جدا عن أن يستخدم في التجليد، ولا سيما أن التجليد في العالم الإسلامي – كما سنرى – لا تتوفر له إمكانات مهيأة لضمان الترابط بين مجموع الكراسات والألواح. لقد ذكرنا فيما تقدم مخطوطي مكتبة الأمبروزيانا بميلانو رقمي H 144 و145، اللذين ظلت ألواحهما بدون غشاء: وربما تسمح دراستهما بمعرفة إذا ما كان الخشب قد ترك بالفعل في فترة قديمة بدون غشاء.

ورنيش الملك

ترتكز التقنية الأكثر ذيوعا على تنفيذ الزخرفة على لوح الورق المقوى (شكل 51)[77]. إلا أن الأمر لم يكن كذلك دائما: فأقدم الأمثلة، مثل تجليد مخطوط إستانبول رقم TKS A. 1672، المنسوخ/ سنة 873هـ/ 1468م[78]، يظهر أن الصناع أنجزوا زخرفة ملكية على الجلد المغطي للألواح[79]. ولم تثبت هذه الطريقة في العمل، ربما بسبب الصعوبات التي واجهتها. وترجع أقدم التجاليد الملكية التقليدية إلى نهاية القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي (شكل 51)؛ ونفذت هذه التجاليد في بلاط حسين ميرزا في هراة (حكم بين سنتي 873هـ/ 1469م و911هـ/ 1506م)[80]. وتنتمي زخرفة هذه التجاليد أكثر إلى التزيين أو النمنمة من انتمائها إلى التجليد بمعناه الدقيق بسبب وجود هذه الزخرفة. ونفذت هذه التزاويق على شكل رسوم؛ وتطابق وصفة تجمع بين التذهيب وخلفية سوداء – بل أحيانا مع ترصيع بالصدف[81]- التجارب الأولى التي لم يصل نجاحها إطلاقا إلى مستوى الزخارف المتعددة الألوان[82]، التي ظهرت في مطلع القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي، واستمرت حتى الفترة المعاصرة.

البطانة

إن الغرض من إعادة تغطية اللوح الواقي هو تحسين مظهر التجليد، وكذلك تدعيم الالتحام بين الغلاف ومجموع الكراريس؛ وغالبا ما توضع البطانة ملتحمة مع المفصلة («نقطة الاتصال بين الدفة وجسم المجلد»)[83] مكملة بذلك التركيب الذي صممه المجلد. وليس من النادر أن نجد في هذا الموضع ترميمات كاشفة عن التلف الذي تعرضت له هذه المواد.

الرق

تستخدم التجاليد المعلبة (الأقربة المبنية) غالبا الرق كبطانة للألواح؛ وفي هذه الحالة فإن الورقة أو قطعة الورق الملصقة على لوح الخشب تقوم عموما بدور مزدوج: فعلاوة على دور البطانة الطبيعي، فإنها تسهم في ضمان الترابط بين التجليد بمعنى الكلمة ومجموع الكراسات، بما أن طرفها مدمج مع أول أو آخر كراسة. وأحيانا ما تتحول نصف ورقة مزدوجة لمخطوط إلى بطانة، ولكن غالبا ما يعاد استخدام أوراق مخطوطات مهملة. ويحمل رق مخطوط إستانبول رقم TIEM SE 2196 نصا قرآنيا لم يمح حتى قبل لصقه على لوح الخشب[84].

/ الجلد...

تقنيات زخرفية أخرى...

*الجزء المتبقي من هذا المقال متاح حصريًا في النسخة المطبوعة من هذا الكتاب. الكتاب متاح بالصيغتين الإلكترونية والمطبوع، وذلك ضمن إصداراتنا على الرابط التالي:

http://doi.org/10.56656/100098


[1] D. Muzerelle, Vocabulaire, p. 183.

[2] CHICAGO 1981, p. 45 et n. 156؛ وذكر المؤرخون حكاية رواها التنوخي تفيد أن مخطوطات احتفظ به في شكل مجموعة كراريس كان يستعيرها من يريد لنسخها. ويستدعي هذا الوضع حالة مخطوطات باريس أرقام BnF turc 983, 984, 986 التي تجمع في تجليد محدث كراسات كانت تتداول في الأصل بطريقة مستقلة؛ وإضافة إلى ذلك فإن العديد منها كانت تحميه ورقة مزدوجة من الرق (راجع، فصل «كراسات المخطوطات»؛G. Vajda, «Trois manuscrits de la bibliothèque du savant damscain Yûsuf ibn ‘Abd al-Hâdî», JA 270 (1982), pp. 229- 256.

[3] يجب أن نأسف لأن الدراسات عن تقنيات التجليد ما زالت قليلة.

[4] لقد تم إحصاء خمسة مؤلفين في اللغة العربية سابقين على القرن التاسع عشر: ابن باديس وبكر الإشبيلي، والملك المظفر الرسولي، وابن أبي حميدة والسفياني. ابن باديس: عمدة الكتاب وعدة ذوي الألباب، تحقيق عبد الستار الحلوجي وعلي عبد المحسن زكي، مجلة معهد المخطوطات العربية 17 (1391هـ/ 1971م)، 44-172 (ترجمة إلى الإنجليزيةM. Levey, Medieval Arabic bookmaking and its relation to early chemistry and pharmacology, pp. 13-50)؛ A.Gacek, «Arabic bookmaking and terminology as portrayed by Bakr al-Ishbîlî in his 'Kitab al-taysîr fi sina'at al-tasfir’», MME5 (1990-91), pp. 106-103, id., «Ibn Abî Hamîdah's didactic poem for bookbinders», MME6 (1992), pp. 41- 58; id., «Instructions on the art of bookbinding attributed to the Rasulid ruler of Yemen al-Malik al-Muzaffar», dans Scribes, pp. 58- 63; al-Sufyânî, Art de la reliure et de la dorure, éd. p. Richard, Paris 1925( وترجمة M. Levey, op. cit., pp. 51- 55).

[5] B. Van Regemorter, «La reliure byzantine», Revue belge d'archéologie et d'histoire de l'art, 36, (1967), p. 102.

[6] T. W. Arnold et A. Grohmann, The Islamic book, p. 34.D. Haldane, Bookbindings, p. 13 والذي يؤيد الموقف نفسه.

[7] F. Déroche, Cat. I/2, p. 88-89 n° 450.

[8] F. Déroche, Cat. I/2, p. 138-139 n°552.

[9] «The covers of the Morgan Manâfi' manuscript and other early Persian bookbindings», في D. Miner éd., Studies in art and literature for Belle da Costa Greene, Princeton, 1954, p. 460; B. Schmitz, Islamic and indian manuscripts in the Pierpont Morgan Library, p. 10؛ ويعارض B. Schmitz هذا الشرح ويعتبر أن الأمر يتعلق بتجليد تم في القرن الثامن عشر على غرار الأصل.

[10] انظر FiMMOD 250; F. Déroche, Cat. I/2, p. 744, n°564. توجد صورة لحديد نقش (قالب) من هذا النوع عند J. J. Witkam, Cat. 5, p. 505، وإيرج أفشار:  صحافيي سنتي، طهران 1357هـ/ 1978م، لوحة تجليد أبيض وأسود (40 – 45)، ويرجع O. F. Akimushkin, E. A. Rezvan أصل هذا النوع من التوقيع إلى نحو سنة 1730م في كشمير.(E. A. Rezvan, «Yet another «UthmânicQur'ân» (On the history of manuscript E20 from the St. Petersburg Branch of the Institute of oriental studies)», Manuscripta orientalia G/1 (2000), p. 65-66, n.8

[11] سجل ويسويلر (M. Weisweiler, Buchein-band, p. 38) العديد من النماذج، وأشار هالدن وبوش D. Haldane, Bookbindings, p. 10; G. Bosch و(CHICAGO 1981, p. 13, p. 87 nos 2, p. 126 n° 30و 31 etc) إلى نماذج أخرى مماثلة. وتعرفنا على أسماء بعض المجلدين من المصادر الأدبية، منذ ابن النديم وحتى القرن التاسع عشر: وكما هو الوضع في حالات أخرى، فالمشكلة هي جمعهم في عمل أو أكثر وصل إلينا.

[12]يوجد سجل لـ 211 صورة من التوقيعات في نهايةN. D. Khalili, B. W. Robinson et T. Stanley, Lacquer of the Islamic lands, t. I, p. 262-268 (علما بأن جميع الآثار الموقعة ليست تجليدات).

[13] D. Muzerelle, Vocabulaire, p. 183; M. T. Roberts, D. Etherington, Bookbindings and the conservation of books:a dictionary of descriptive terminology, Washington D. C. 1982. P. 67.

[14] D. Muzerelle, op. cit., p. 185; Roberts and Etherington, op. cit., p. 67.

[15] D. Muzerelle, op. cit., p. 185; Roberts and Etherington, op. cit., p. 60.

[16] Ibid., p. 96; Ibid., p. 89.

[17] كانت تستعمل أيضا في المخطوطات الرقية قطع متواضعة الأحجام في هذا الموضع.

[18] تظهر هذه الأسالييب كذلك في التجليدات المشرقية من النمط II.

[19] سنحتاط كثيرا في أن لا نخلط هذا العنصر بالقطعة المتجانسة للمخطوطات الغربية (D. Muzerelle, Vocabulaire, p. 185).

[20] D. Muzerelle, Vocabulaire, p. 184.

[21] ابن باديس: المرجع السابق، ص 158.؛ (الترجمة: (M. Levey, op. cit., p. 42؛ السفياني: المرجع السابق، 10 (الترجمة:.(M. Levey, op. cit., p. 52

[22] لقد اقترح (CHICAGO 1981, p. 56) أن الأضلاع الثلاثة لا تشكل بالضرورة حماية مستمرة الواحدة مع الأخرى؛ ويرتكز الاعتراض على أنه في ثلاث حالات فقط بقي هذا العنصر محفوظا في وضع يسمح بملاحظته. وبعد ذلك، تم اكتشاف تجاليد أخرى من هذا النوع:  لوحظ فيها تماسك الحواف في التجاليد الجيدة الحفظ.

[23] انظر فيما يلي.

[24] عرفت أقدم أمثلة الأقربة من هذا النوع من خلال حجج الوقف (مثلا مصحف أماجور، انظر: Déroche, «The Qur'ân of Amâjûr», MME 5, 1990 - 1991, p. 61)؛ واحتفظ بعنصر منقوش من القراب الذي كان يحفظ فيه «مصحف الحاضنة»: B. Roy وP. Poinssot, Inscriptions arabes de Kairouan, Paris, 1950, p. 27-28, الشكل 6 واللوحة 2. وبالنسبة للفترات اللاحقة فقد بقيت العديد من النماذج المعدنية أو الخشبية، انظر مثلا: D. James, Qur'ans of the Mamluks, الشكلان 13, 14؛ Berlin 1988, p. 173- 174, n°| 99-101.

[25] انظر مثلا  مصور مخطوط شيستر بيتي بدبلن رقم CBL 1587، المؤرخ بسنة 1267 هـ/ 1850م عند D. James, Q. and B., p. 135. n° 102 (A. J. Arberry, The Koran illuminated, p. 70, n° 224);

[26] تألفت بعض مخطوطات هذه المنطقة في شكلها النهائي من مجموعة من الأوراق أو الأوراق المزدوجة غير المخيطة، وفي هذه الحالة فإن القراب يسهم بضمان إضافي في حماية ترتيب الأوراق. وقد أورد A. Brockett, D. James أمثلة جيدة على ذلك D. James, Q. and B., p. 138, n° 105: مخطوط شيستربيتي بدبلن رقم CBL 1599 (انظر، A. J. Arberry, op. cit., p. 76, n° 241)، وتبدو المخطوطات أرقام 1597، و1598 و1601 من المجموعة نفسها، بالهيئة نفسها)؛A. Brockett, «Aspects of the phusical transmission of the Qur'ân in 19th century Sudan. Script, decoratrion, binding and paper», MME2 (1987), pp. 47-48 وشكل 1 (مخطوط مكتبة جامعة ليدز رقم (Leeds, University Libr. Arabic MS. 301. انظر كذلك مخطوط ميونخ رقم MUNICH, BSB Cod. arab 2641 (MUNICH 1982, p. 140, fig. 24).

[27] كما أشرنا إلى ذلك سابقا فإن بعض التجاليد لا تحمل لوحا خشبيا.

[28] راجع. G. Marçais et L. Poinssot, Objets, t. I, p. 15.

[29] لم يؤخذ بعين الاعتبار هنا تغليف برلين المنحول (انظر فيما يلي وهامش رقم 76).

[30] G. Marçais et L. Poinssot, Objets, t. I, p. 139, n°62; p. 149, n° 66; p. 190, n° 95; p. 202, n° 101, وp. 207, n° 104; U. Dreibholz, op. cit., p. 27 وشكل 10.

[31] وضع مارسيه وبوانسو قائمة بالتجليدات المعنية (Objets, t. II, p. 509).

[32] A. Gacek, op. cit, (MME 5), p. 107.

[33] هي على وجه الخصوص حالة مصحفي مكتبة الأمبروزيانا بميلانو رقميBiblioteca Ambrosiana H 144 et 145: المحفوظين بنصف تجليد، حيث إن ألواحهما الخشبية لم تغط إلا جزئيا بجلد الكعب (E. Griffini, «Die jüngste ambrosianische Sammlung arabischer Handschriften», ZDMG 69, 1915, p. 80).

[34] لم يقدم داڨيد ڨيل أي تحديد للطريقة التي كان عليها تجليد مخطوط دار الكتب المصرية بالقاهرة رقم 2123 حديث J. David- Weill, Le Djâmi'd'Ibn Wahb, t. I [IFAO, Textes arabes, 3], LeCaire, 1939)؛ وقد قارنها جورهمان فيT. W. Arnold et A. Grohmann, op. cit., p. 112, n. 202) بتجليد قبطي من المحتمل أن يكون سابقا عليه، وصفه Scheil بإيجاز، انظرY. Scheil, «Deux traités de Philon», Mémoires publiés par les membres de la mission archéologique française au Caire, IX/2, Paris, 1893, p. 1). والذي تشكلت دفتيه «من العديد من قطع الورق (وحتى البردي) الملصقة معا». وأشار هالدن إلى أن التجاليد القبطية المحفوظة بمتحف فكتوريا وألبرت لها ألواح من البردي؛ ويضيف، دون أن تستند فرضيته إلى مرجع محدد، إلى أن العديد من التجاليد [الإسلامية] صُنعت من البردي المقوى مع أغلفة من الجلد متصلة بها» (D. Haldane, Bookbindings, p. 11).

[35] انظرJ. Doresse, «Les reliures des manuscrits gnostiques coptes découverts à Khénoboskion», Revue d'égyptologie, 13, 1961, p. 34, 41 , 47; The facsimile edition of the Nag Hammadi codices, t. I, Introduction, Leyde, 1984, p. 75-77 (ويشير إلى أنموذج من القرن الرابع الميلادي مخطوط المكتبة البريطانية رقم (BL Or. 7594.

[36] انظرG. Godu, Codex Sarzanensis, Fragments d'ancienne version latine du quatriéme évangile, Monticassino, 1936; E. A. Lowe, Codices latini antiquiores, 4, Oxford, 1937, p. 436 a, b; N. Ghiglione, L'evangeliario purpureo di Sarezzano(sec. V-VI), Vicenza, 1984, p. 26 والشكل 354 واللوحة355. ونشكر جون فيزان J. Vezin الذي أفادنا بهذه المعلومة.

[37] السفياني: المرجع السابق، ص 5 – 8 (ترجمة (A. Levey, op. cit., p. 51.

[38] ذكر السفياني في مقدمة نصه (المرجع السابق، 1) استشهادا لابن عرضون يوصي بعدم استخدام أوراق فيها اسم الجلالة أو اسم النبي محمد ﷺ لصناعة الألواح الخشبية ما لم تكن تستخدم في تجليد مصحف.

[39] A. Sakisian, «La reliure turque du XVe au XIXe siècle», La revue de l'art ancien et moderne, 51/I, 1927, p. 278, n. 5.

[40] N. D. Khalili, B. W. Robinson, T. Stanley, op. cit., p. 10.

[41] مخطوط مكتبة جامعة إستانبول رقم F. 1426، والذي يرجع إلى نحو سنة 968هـ/ 1560م (انظر (BERLIN 1988, p. 134, n° 55a

[42]على سبيل المثال مخطوط طوبقبوسراي بإستانبول رقم TKS 2/2121، (انظرISTANBUL 1983, p. 230-231, n° E. 200; BERLIN 1988, p. 102-103 n° 30;(VERSAILLES 1999, p. 282 ; n° 242)، ورقم 2/2095 انظر(Francfort 1985, p. 105, n°1/86 b; VERSAILLES 1999, p. 281, n° 241)

[43] M. Levey, op. cit., p. 43-45.

[44] Evliya Celebi, Evliya Celebi seyahatnamesi, t, Istanbul, 1314/1898, p. 595 (ذكره (A. Sakisian, op. cit., p. 282.

[45] J. B. Tavernier, Les six voyages en Turquie et en perse, t. I, مع تقديم وتعليقات لـ Stéphane Yérasimos, Paris, 1981, p. 55.

[46] وتساوي جلود مارسليا ثلاث ليرات وعشرة فلس(J. Vezin, «Les reliures de la Bibliothèque du Roi sous Louis XIV, Louis XV et Louis XVI», Revue française d'histoire du livre, 37, 1982, p. 601).

[47].Ibid.

[48] غلفت التجاليد القيروانية تبعا لـ «مارسيه» و«بوانسو» بالحور – وبعبارة أخرى بجلد الخروف – (objets t. I, p. 16) وبالمقابل كانت التجاليد المزخرفة بالخيوط البارزة في الغالب من جلد الماعز.

[49] D. Muzerelle, Vocabulaire, p. 185.

[50] قدم لنا ميزريل مختصرا جيدا D. Muzerelle Vocabulaire, p. 188- 191 والأشكال 333-326 وأشار في الببليوغرافيا التمهيدية (p. 26) إلى العديد من المؤلفات التي يمكن للقارئ أن يعود إليها للمزيد من المعلومات، وراجع كذلك Roberts, Etherington, op. cit.

[51] BERLIN 1988, p. 102, n° 29.

[52] انظر J. P. Néraudau, Dictionnaire d'histoire de l'art, Paris 1985, p. 237.

[53] F. Richard, Cat, I, p. 333.

[54] غير منشور.

[55] إبراهيم شبوح: «سجل قديم لمكتبة جامعة القيروان»، مجلة معهد المخطوطات العربية 2 (1956)، 363 رقم 88: «ستة أسفار [... ] جزء منها مجلد بالرق»؛ والوضع الموصوف بعد ذلك مختلف في الغالب «ثلاثة وأربعون دفترا [... ] مغشاة بالرق» (نفسه 366 رقم 105).

[56] انظر G. Vajda, op. cit وفصل «كراسات المخطوطات».

[57] A. Gacek, op. cit. (MME5), p. 109.

[58] FRANCFORT 1985, p. 100, n° 1/92.

[59] انظر فصل «الحوامل: الورق».

[60] انظر مثلا CHICAGO 1981, p. 218- 219 n° 92.

[61] Th. Arnold et A. Grohmann, op. cit., p. 32 et n. 143.؛ [أبو شامة: كتاب الروضتين، تحقيق محمد حلمي محمد أحمد، القاهرة 1962، 1/ 2: 558].

[62] G. Marçais et L. Poinssot, Objets, t. I, p. 142, n° 63 bis.

[63] J. Raby et Z. Tanîndî. Turkish book-binding in the 15th century. The Foundation of an Ottoman court style, London, 1993, p. 65 et 217.

[64] ISTANBUL 1983, p. 184-185 n° E. 124; FRANKFORT 1985, 2, p. 60, n°1/18 a et pl. XII.

[65] I. Afshar (éd.), op. cit., pl. couleur (9).

[66] F. Déroche, Cat. I/2, p. 54-55 n°346. واللوحة XI A، (انظر مخطوط شيستربيتي بدبلن رقم CBL1474، وشيكاغو رقم (Oriental Institute A 12159.

[67] F. Déroche, Cat. I/2, p. 58, n° 352 واللوحةXII A.

[68] Th. Arnold et A. Grohmann, op. cit., p 32 , n. 79 et 144; A. Dessus Lamare , «Le mushaf de la mosquée de Cordoue et son mobilier mécanique», JA 130, 1938, p. 554, 566.

[69] يتعلق الأمر في المصاحف التي أهداها صلاح الدين والتي سبق ذكرها، بأقفال من الذهب.

[70] J. Latz, Das Buch der Wezine und Staatssekretäre von Ibn 'Abdüs al-Gahsiyârî, Anfänge und Umaiyadenzeit(Beiträge zur Sprache-und Kulturgeschichte des Orient, 11), Walldorf-Hessen, 1958, p. 79.

[71] A. Dessus Lamare, op. cit., p. 563.؛ [المقري: نفح الطيب، تحقيق إحسان عباس، بيروت – دار صادر 1968، 1: 605-614].

[72] A. Sakisian, op. cit. (52, 1927), p. 151.

[73] أتاحت العديد من المعارض الفرص لمعرفة هذه الأشياء بشكل أفضل: ISTANBUL 1983, p. 230-235 n° E. 199-E. 202 et E. 204; FRANCFORT 1985, p. 105, n°1/ 86 b: BERLIN 1988, p. 102-104, n°| 30-31; VERSAILLES 1999, p. 281-282 n°|. 241-؛ وتتوفر مجموعة شيستر بيتي على مصاحف ذات منمنمات إيرانية محفوظة في علب من المعدن ومن الأحجار الكريمة أو شبه الكريمة D. James, Q. and B., p. 137, n° 104,) بدون رقم حفظ). وصنعت تجليدات مشابهة بدون شك أيضا في مناطق أخرى من العالم الإسلامي: مؤخرا تجليد المصحف المغربي المحفوظ بطبقبوسراي برقم TKS 2/2903، الذي يرجع إلى سنة 980هـ/ 1572م – والمختلف في نسبته – وتأكد أنه من المغرب:(VERSAILLES 1999, p. 280-281 , n° 240)

[74] BERLIN 1988, p. 134, n° 55 a.

[75] D. James, Q. and B., 136, n° 103 (A. J. Arberry, op. cit., p. 69- 70 n° 222).

[76] F. Sarre, Islamische Buncheinbände, pl. I; Th. Arnold , A. Grohmann, op. cit., p. 33-34 وشكل 16؛ J. Pedersen, The Arabic book, p. 104 واللوحتان 21- 20؛ كما أشار إليه هالدن أيضا (D. Haldane, Bookbindings, p. 10).

[77] رضى باله D. Haldane, Bookbindings, p. 189, n° 175 تجليدا لألبوم فوتوغرافي أنجز في كشمير نحو سنة 1900م (متحف ڨيكتوريا وألبرت بلندن رقم (1951 - 1763. ويظهر خشب الألواح المنقوش زخرفا في شكل عصافير على أرضية نباتية. ويمكن أن نجد مشابهات لذلك في تقاليد أخرى، على سبيل المثال ألواح الكتب التبتية، وبالمقابل فإننا لا نعرف تجليدا من هذا النوع بين المخطوطات المكتوبة بالحرف العربي.

[78] J. Raby, Z. Tanindi, op. cit., p. 154-155 n°18.

[79] يبدو أن هذه التقنية، التي سبقت شيئا ما الأمثلة المنتجة في هراة، عثمانية انظر، N. D. Khalili, B. W. Robinson , T. Stanley, op. cit., p. 232.

[80] راجع N. D. Khalili, B. W. Robinson & T. Stanley, op. cit., pp. 16-17، مع الإحالة إلى مخطوط شيستربيتي بدبلن رقم CBL 155 (المؤرخ في سنة 883هـ/ 1478م)، ومخطوط طوبقبوسراي بإستانبول رقم H 676 (المؤرخ في سنة 902هـ/ 1496-1497م)، ومخطوط EH 1636 (المؤرخ في سنة 897هـ/ 1492م).

[81] مخطوط طوبقبوسراي بإستانبول رقم TKS H. 676، المؤرخ سنة 902هـ/ 1496-1497م، انظر O. Aslanapa, «The art of bookbinding», فيB. Gray ed., The arts of the book in Central Asia, Londres/Paris, 1979, pl. XVII؛ (يتعلق الأمر بالدفة السفلى، مع الغشاء بخلاف ما أشير إليه).

[82] إن الزخارف المذهبة على أرضية سوداء التي توضحها التجليدات الثلاثة المشار إليها سابقا، لم تعد موافقة لذوق العصر نحو منتصف القرن السادس عشر. واستمرت التقنية مستعملة في إيران إلى القرن التاسع عشر ولكن بطريقة متفرقة. ولم يستبعد روبنسون وستانلي وخليلي مع ذلك أنها وجدت حظوة استمرت في العالم العثماني مرتبطة بسجل غير مصور. (op. cit., 18).

[83] D. Muzerelle, Vocabulaire, p. 184.

[84] F. Déroche, «quelques reliures médiévales de provenance damascaine», REI 54, 1986, p. 89؛ انظر (G. Marçais et L. Poinssot, Objets, t. I, p. 65, n. 4؛ كذلك يرجع بشكل خاص إلى التجليد رقم 33، ص 104).

ملاحظة:
نشر النص في الكتاب التالي:
المدخل إلى علم الكتاب المخطوط بالحرف العربي، 2010 - النسخة العربية، مؤسسة الفرقان بالتراث الإسلامي، لندن، ص 457-383، نقله إلى العربية وقدم له أيمن فؤاد سيد.
Back to Top