مركز المخطوطات

عن المركز

مركز دراسات المخطوطات الإسلامية

عن مركز المخطوطات 


أهمية المخطوطات الإسلامية

مع انتشار الإسلام خارج الجزيرة العربية، ومناطق شاسعة من قارتي آسيا وأفريقيا، بدأت الحضارة الإسلامية تزدهر، وأخذت اللغة العربية تنتشر في العالم الإسلامي كلّه؛ محدثة تقدماً في جميع مناحي الحياة تقريبا. وتلقى العلماء في مختلف حقول المعرفة تشجيعاً معنوياً ومادياً، ودعماً من جماعات ومؤسسات مختلفة. وكان الترحال طلباً للعلم جزءاً هاماً من ثقافة العلماء.

وبما أن الطباعة لم تكن قد اخترعت بعد، فكانت الكتب والخطابات والمقالات، آنذاك، تكتب باليد، وتستغرق زمناً طويلاً. وكان المؤلف يملي كتابه في حلقات التدريس، حيث يقوم عشرات الطلبة بكتابته. 

لقد جرى الحفاظ على مثل هذه المخطوطات ونقلها من جيل إلى جيل بعناية فائقة.

كما جرى البحث عن أعمال ذات أهمية خاصة، ونسخها.  كما كانت تُنسخ أعمال مشاهير العلماء - المرّة تلو المرة - في مناطق مختلفة، ولأجيال متعاقبة. وكان هناك أيضاً نُسّاخ محترفون؛ إذ تفوق العديد منهم في فنه. ولذا، يمكن أن تكون هناك نسخ عديدة من العمل نفسه في البلدة أو المدينة نفسها.

تشكل المخطوطات الإسلامية جزءاً ذا أهمية خاصة من التراث الإسلامي، فقد أنتجت الحضارة الإسلامية، خلال أربعة عشر قرناً من التاريخ، عدداً هائلاً من الأعمال المخطوطة، معظمها باللغة العربية والفارسية، ومنها أيضاً بالعثمانية والأوردية والبنغالية والملاوية والسواحلية، وغيرها.

يُقدّر عدد هذه المخطوطات بأكثر من ثلاثة ملايين؛ وتغطي حقول الفكر ومجالاته كلّها، بدءاً من التفسير إلى الفقه، ومن التاريخ إلى الفلك، ومن الجيولوجيا إلى التكنولوجيا، ومن الشعر إلى البلاغة، إلخ. وقد تم تأليف هذه المخطوطات في العالم الإسلامي كله من الصين الغربية إلى أرخبيل الملايو، إلى الأندلس والمغرب.

ومن جهة أخرى، فإن الحروب والصراعات السياسية والانتفاضات الاجتماعية والكوارث الطبيعية والإهمال، وعناصر التلف والتمزيق، والافتقار إلى المصادر اللازمة لصيانتها وحفظها، أدّت كلها إلى اختفاء مكتبات بأكملها، أو مخطوطات فردية. فمثلا، ألقيت مئات آلاف المخطوطات في نهر دجلة عمداً، أثناء غزو بغداد من قبل التتار الذين قدموا من آسيا الوسطى، في القرن الثالث عشر.. وفي القرن الواحد والعشرين، استهدف غزو بغداد مكتبة الأوقاف، لتكون إحدى ضحاياه، إذ حُرقت المكتبة عن بكرة أبيها.

ورغم هذه العوامل كلها، فما يزال هناك اليوم ما يقدر بثلاثة ملايين مخطوطة. 

ولا ينحصر وجود المخطوطات الإسلامية في البلدان الإسلامية أو في البلدان ذات الأقليات الإسلامية، كالهند والاتحاد السوفياتي (سابقاً) والصين، بل توجد أيضاً في أوربا والأمريكيتين واليابان واستراليا وبعض البلدان الأفريقية الـ لا-إسلامية. إذ لا يكاد يخلو بلد في العالم من بعض المخطوطات الإسلامية، على الأقل.

وعادة ما يتم الاحتفاظ بهذه المخطوطات في مجموعات خاصة أو مكتبات عامة، باعتبار أن هذه المخطوطات هي ذات قيمة عالية عند مالكيها. إلا أن بعض أصحاب المخطوطات يظلون غير مدركين لقيمة ما يملكون في مجموعاتهم؛ ولذا فغالبا ما يكونون متردّدين أو غير راغبين في مشاركة غيرهم بما يملكون من معلومات. 

ويمكن القول إنّ المخطوطات تتراوح بين كتب مدرسية إلى أعمال ضخمة أنجزها علماء بارزون.

يتعرض هذا الكنز الهائل وهذا التراث العلمي الفكري الأكثر أهمية في الإسلام، إلى خطر الإتلاف، في مناطق عديدة، بسبب الانتفاضات الاجتماعية والصراعات السياسية والأسباب الطبيعية، أو بسبب مجرد الافتقار إلى العناية الملائمة. لذلك، من المهم جداً أن يتم توثيقه في أسرع وقت ممكن، وأن يبذل كل جهد لحفظه لأجيالنا القادمة؛ ومن المهم كذلك جعل ذخائره وكنوزه متاحة ومتوافرة في العالم.

ولتحقيق هذه الأهداف، أنشئت مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي (في العام 1988)، ومركز المخطوطات التابع لها (في العام 1991)، بهدف حفظ المخطوطات الإسلامية التراثية ودراستها.

رسالة مركز المخطوطات

يسعى مركز المخطوطات إلى توثيق التراث الإسلامي المخطوط والحفاظ عليه، وذلك من خلال رصد المخطوطات الإسلامية (التي تشكل جزءاً هاماً من التراث الإسلامي)، وتصويرها، وفهرستها، وتحقيقها، ونشرها.

المجلس التأسيسي لمركز المخطوطات

ضم المجلس التأسيسي لمركز المخطوطات مجموعة متميّزة من الأكاديميين والعلماء البارزين في مجال التراث الإسلامي المخطوط، مثل: التاريخ، وتاريخ العلوم، والعلوم، وعلم المخطوطات، والتاريخ الإسلامي... إلخ. وقد التأم أعضاء هذا المجلس في لندن، في شهر ديسمبر 1991، بهدف:

  • تحديد محاور مركز المخطوطات وأهدافه واستراتيجياته.
  • وضع إرشادات لمجالات الأنشطة في المركز.

وتكوّن المجلس التأسيسي لمركز المخطوطات من كل من: 

  • معالي الشيخ أحمد زكي يماني، رئيس المجلس
  • الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو
  • الأستاذ الدكتور أنس كارتش
  • الأستاذ الدكتور أنطون هينن
  • الأستاذ الدكتور أورهان بيلغن
  • الأستاذ الدكتور إيراج أفشار
  • الأستاذ الدكتور تشارلز دو فوشكور
  • الشيخ حمد الجاسر
  • الأستاذ الدكتور خوان فرنيي
  • الأستاذ الدكتور جورج عطية
  • الأستاذ الدكتور سيد حسين نصر
  • الأستاذ الدكتور صلاح الدين المنجد
  • الشيخ عبد العزيز الرفاعي
  • الأستاذ الدكتور عبد الهادي التازي
  • الشيخ محمود شاكر
  • الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد
  • الأستاذ الدكتور ويليام مونتغومري وات
  • الأستاذ الدكتور يان يست ويتكام
  • الأستاذ الدكتور يوسف إيبش

أهداف مركز المخطوطات

تتلخص أهم أهداف مركز المخطوطات فيما يلي:  

  • إطلاق البحث في مجال المخطوطات الإسلامية، وتعزيزه، ودعمه.
  • الإسهام في الحفاظ على المخطوطات الإسلامية وصيانتها.
  • رفع مستوى الوعي حول ثراء وأهمية التراث الإسلامي المخطوط.

ويعمل المركز على تحقيق تلك الأهداف من خلال:

  • رصد ومسح شامل للمخطوطات الإسلامية الموجودة بالمكتبات المختلفة حول العالم.
  • الإسهام في فهرسة مجموعات المخطوطات الإسلامية التي لم تفهرس من قبل.
  • تحقيق ونشر المخطوطات الإسلامية ذات الأهمية الخاصة.
  • عقد دورات تدريبية في مجالات مختلفة من التراث الإسلامي المخطوط، مثل: علم الكتاب المخطوط، والفهرسة، والتحقيق.
  • عقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات بغرض تشجيع البحث والنقاش في مجال المخطوطات.
  • تأسيس مكتبة مرجعيّة تحتوي على أدوات البحث الأساسية والضرورية لدراسة التراث الإسلامي المخطوط.
  • إنشاء قاعدة بيانات على الشابكة، بغية تمكين العلماء والباحثين ودارسي التراث والحضارة الإسلامية - من شتى أنحاء العالم - الحصول على الكنوز الدفينة للتراث الإسلامي المخطوط، بطريقة سهلة ميسرة.

المجلس الاستشاري لمركز المخطوطات

يضمّ المجلس الاستشاري لمركز المخطوطات مجموعة متميّزة من الأكاديميين والعلماء البارزين في مجال التراث الإسلامي المخطوط، مثل: التاريخ، وتاريخ العلوم، والعلوم، وعلم المخطوطات، والتاريخ الإسلامي... إلخ.

يعدّ المجلس الاستشاري هيئة استشارية، ويتمثّل دوره في:

  • مراجعة أنشطة مركز المخطوطات، وتزويده بالتوجيهات والارشادات المناسبة.
  • اقتراح محاور وموضوعات للمشاريع التي ينبغي أن يتبنّاها المركز.
  • النظر في المشاريع والأعمال العلميّة المقدّمة إلى المركز، وإصدار القرارات بشأن قبولها، أو طلب تعديلها، أو رفضها.

ويتكون المجلس الاستشاري لمركز المخطوطات من كل من:

  • الأستاذ الدكتور إبراهيم شبوح
  • الأستاذ الدكتور أحمد شوقي بنبين
  • الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلى
  • الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف
  • الأستاذ الدكتور عبد الله يوسف الغنيم  
  • الأستاذ الدكتور كونراد هرشلر
  • الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت
Back to Top