نحو معجم تاريخي لمصطلح ونصوص فنون صناعة المخطوط العربي

شارك:

إبراهيم شبوح

اتصلتُ فيما اتَّصلت به من التراث الإسلامي التاريخي، الثّابت منه والمنقول، بالتراث المكتوب، فقد صاحبته عقودًا ممتدّة متواصلة، اطّلعت فيها على أكثر المجموعات المعروفة العامة وبعض الخاصة، وتعرفت على عيونها، وفحصت خصائصها، واستوقفتني النّصوص النّادرة، والأسفارُ الأنيقة، والإذهابُ والتّلوينُ، والمنمنمات، والخطوط. ووقفتُ على الأصول القديمة بخطوط أصحابها وما وثّقها من إجازات وسماعات، وتعاليق المشاهير من الملوك والأمراء والأدباء والفقهاء بأقلامهم وتوقيعاتهم، وانتقلَتْ اهتماماتي من النّص ومحتواه إلى الحامل الذي نقل كلَّ ذلك الفكر والفن، أتأمَّلُ دقائقه وتفاصيله، وألاحظ الرقوق الصقيلة البيضاء واللاَّزوردّية الزرقاء، وبراعةَ الفن بتمييع الذهب في حروف كتابتها. وأتساءل عمّا وراء هذا المظهر النهائي من إعداد وتقنيات وجهد هَيَّأ وأنجز كل هذا، وأرى الورق المصنع من شتّى المواد، وأذكر إعداده وأرحيَتَه وصبّ قُطوعه وتجفيفه وسَقْيه وصقله؛ والحبر الممدِّ بمواده وليقاته وألوانه المستخرجة من النباتات والمعادن، وحفظه ووسائل صيانته من الفساد والتقادم؛ والتسفير أو التجليد بشروط صُنَّاعه وآلاتهم واستخداماتها، والمواد المخصصة للتغشية واللّصق، وأسرار هذه الصناعة الفنيّة الرّائقة، والأقلام بأصنافها والمواد المتخذة منها ودرجاتها وطبقاتها، والخطوط ومطابقاتها بين ما تفنَّنت النّصوص في إيرادها ورسمها، وبين مواد المخطوط الباقية والمعبّرة عن قمّة إبداع اليد والنفس الإسلامية في صياغة الخط. تساءلت أمام كل هذا: هل يمكن أن يولد هذا الخلق المتكامل بغير اسم، ولم ينشأ على أدب مكتوب في أمة مترامية الأبعاد قامت حضارتها على الكتاب.

وكنتُ أفاجَأ في مطالعاتي بما يقوّي يقيني بأن أدب هذه الصنائع ولغتها لم تكن وقفًا على أصحاب الصناعات الفنية المجهولين، بل إنّ الخاصة كانت تأخذ بالأطراف التي تبدأ بها، وهي صناعة القلم والكتابة. فهذا الجاحظ الألمعي الساخر الفطن يخاطب ابن الزيات خطاب السائل المنكر، ويدعو إلى استعمال الورق ويبشر بمزاياه، ويحط من قدر الرقوق ويشير إلى مثالبها، يتحدث حديث العارف بدقائق الأشياء، مستعملاً مصطلحًا ولغة مرنة معبرة ومشيرة إلى جوانب لم نكن نعرف عنها قبله الكثير، وقد كتب ذلك في وقت لم يكن الورق قد أصبح مادة معروفة ومستعملة إلا لدى ثلة قليلة من العلماء والخاصة. وبدأ وقتها تخصيص الحبر المعدّ للكتابة على الورق وللكتابة على الرق، بزيادة نسب مواد التركيب المتطابقة مع كل مادة يكتب عليها؛ يقول الجاحظ[1]: «وما عليك أن تكون كتبي كلها من الورق الصيني، ومن الكاغد الخُراسانيّ؟! قل لي: لم زيّنت النسْخ في الجلود. ولم حثثتني على الأدُم، وأنت تعلم أنّ الجلود جافية الحجم، ثقيلة الوزن، إن أصابها الماء بطلت، وإن كان يومُ لَثَقٍ استرخت. ولو لم يكن فيها إلا أنها تبغّض إلى أربابها نزول الغيث، وتكرِّه إلى مالكيها الحيا، لكان في ذلك ما كفى ومنع منها. قد علمت أن الورّاق لا يخط في تلك الأيام سطرًا، ولا يقطع فيها جلدًا. وإن نَديت – فضلاً على أن تُمطر، وفضلاً على أن تغرق – استرسلت فامتدت. ومتى جفّت لم تَعُد إلى حالها إلا مع تَقَبُّض شديد، وتشنّج قبيح. وهي أنتن ريحا وأكثر ثمنًا، وأحمل للغش: يُغشُّ الكوفي بالواسطيّ، والواسطيّ بالبصريّ، وتعتَّق لكي يذهب ريحها وينجاب شعرها. وهي أكثر عقدًا وعُجرًا، وأكثر خباطًا وأسقاطا. والصفرة إليها أسرع، وسرعة انسحاق الخط فيها أعم. ولو أراد صاحب علم أن يحمل منها قدر ما يكفيه في سفره لما كفاه حمل بعير. ولو أراد مثل ذلك من القُطنّي لكفاه ما يُحمل مع زاده».

وهكذا انصرفتُ لفحص التراث المكتوب، مُسْتقر ما يتصل بموضوع صناعة الكتاب بدءًا من القرن الثالث الهجري (9م)، ومتدرجًا معه في الزمن إلى حين تَراجع فن صناعة الكتاب المخطوط العربي، والتحول إلى سيادة المدرسة الفنية العثمانية، ومدارس فنون الصناعة الفنية الإيرانية، وكلا المدرستين المتأخرتين نسبيًا كانت لهما تقنياتهما ومصطلحاتهما ونشر فيهما وعنهما الكثير في لغتيهما، وهو ما لم يحدث للكتاب العربي منذ بواكيره.

وقد فوجئت بمجموعة من الحقائق المهمة الصارمة، تواردت عليّ متقطعة مع خُطى البحث، وفتحت لي آفاقا لم تكن قد خطرت ببالي، وأصبح شأني معها كما يقول أبو نواس:

يزيدك وجهها حسنًاإذا ما زدتَها نـظرًا

إن هذا الموضوع المتكامل قد حسم تقسيمه اعتباريّا منذ البدايات، إلى:

أ- مرحلة صناعية مهنية، تشمل عمل الورق الذّي تقوم عليه طبقة من العامة، من الصنَّاع المدرّبين الذين اكتنزوا أسرار الخبرة واتخذوها أداةً للتفوق الذي يسمح لهم بالإنتاج الجيد والترويج والكسب.

والنصوص الوصفية الموضحة الخاصة بهذه المرحلة الدقيقة نادرة، لأنه ليس لأهل العلم بالكتابة كبيرُ مساهمة فيها. وقد أدركنا طبيعة صعوبة العمل في هذه المرحلة من خلال رسم قديم يعود إلى القرن الثامن عشر الميلادي، يُنسب إلى بلاد الأفغان الإسلامية، يمثل مشهدا داخل مصنع للورق، يظهر فيه الصناع شبه عراة، وقد نزلوا أحد الأحواض وغاصت أرجلهم إلى الركب، وربط اثنان بينهما قطعةً من قماش [الشاش] لتصفية المواد القطنية اللَّزجة المخمرة بعد طحنها، لكي يحصلوا على الخلاصة المصفاة التي يحولونها في قوالب السعف إلى ورق، وهذه الحالة نجد لها أثرا عند الفقهاء، فقد شددوا في النهي عن اجتناب رؤيتها وزيارتها، وخاصة للمرأة؛ ومن بين أولئك المحتسبين الفقيه ابن الحاج العبدري[2] في كتابه [المدخل].

طريقة صناعة الورق وأدواته. رسم من سجل صناعات من كشمير، الهند، نحو سنة 1850 – 1860، نقلا عن:
Porter, Yves, Peinture et arts du livre, (PL 4) Institut Français de Recherche en Iran (Paris-Tehran: 1992), 20.
والأصل من المكتبة البريطانية.

ب- ثم مرحلة صنَّاع الحبر، أو طبقة الحبارين، وهم صنَّاع التثبيت الذين يعرفون تركيب الوصفات المتفاوتة في الجودة، وأسرارها النادرة التي تتيح لهم المزج الدقيق لتركيب ألوان الجودة والجمال. بما حققته من تمييع المعادن بعد صحنها لصنع حبر الفضة والذهب واللاّزورد الحقيقي. ولحاجة العلماء الدائمة لهذه المادة الأساسية للكتابة، تعلّم الكثير منهم إعداد حبره بنفسه، ورأينا في كتاب الأزهار – المخطوط القديم واليتيم الذي قدّمته في مؤتمر مؤسّسة الفرقان لعام 1993 – نسبة أحبار إلى كبار العلماء والأدباء والخطاطين القدامى، كالبخاري، والجاحظ، وابن مقلة، وأبي حيان التوحيدي، وغيرهم.

ولهذا الإسهام المشترك بين أهل العلم وأهل الصنعة رُويت أشعار وذكرت نصوصٌ تعتبر أثر الحبر على اليد والثوب حلية لصاحبها لا تُستنكر. وعلى هذا أيضا كانت نصوص صناعة الحبر أكثر من غيرها منذ ابن قتيبة والجاحظ إلى القرن الماضي. وقد لاحظت أن النصوص القديمة الأولى كانت تتحدث عن الأحبار السوداء البسيطة، وتدرّجت مع الزمن لتصبح في العصر المملوكي متطابقة مع ما وجدناه في وثائق التراث نفسه، من ثراء الألوان الذي لا حدّ له، تنوعًا وجودة وتألقًا، ويبلغ القمة الباذخة عند بدايات التاريخ العثماني للبلاد العربية، وهي الفترة التي استلم فيها العثمانيون تقاليد الكتابة؛ وفي مكتبة شيخ الإسلام فيضي أفندي باستانبول بعض الكتب البارعة الجمال، كتبت برسم مكتبة السلطان محمد الفاتح، وجُلدت بأسفار موحدة، سوداء موشاة بالزخارف المضغوطة[3]، تعدّ قمة ما وصلت إليه تقاليد مدرسة صناعة الكتاب في مصر وبلاد الشام. وبذلك فإن المدرسة العثمانية لفنون الكتاب، وُلدت متحضرة، لأنها انطلقت من القواعد المكينة التي انتهت إليهم من المماليك الجراكسة؛ ومن التيموريين في إيران.

ج - ثم مرحلة صناعة التسفير، وهذه صناعة نظيفة، ولكنها من شأن خاصة الصنّاع؛ وبفضل بعض العلماء الذين احترفوها وفهموا أسرارها واستخدموا آلاتها، سُجّلت بعض النصوص الوصفية الشافية التي توضِّحُ أكثر التقنيات التي نجدها على الأسفار الجميلة للمخطوطات، وتفسر لنا الكثير مما غمض في أذهان بعض الدارسين، الذين اعتمدوا تفهُّمَ تركيب الأثر وحده. ولم يقتصر الأمر على هذه النصوص الباقية فحسب، بل هناك إشارات وصفية وإفادات تَرِد متناثرة هنا وهناك في كتب التراجم خاصة.

د- ثم تجيء صناعة الأقلام والمحابر وما يتصل بها، مما عرف باسم آلات الكتابة، وقد أفاضوا في هذا الجانب كلّ الإفاضة، وذكروا المصطلح ودلالته على العصور، منذ ابن قُتيبة إلى القلقشندي والزفتاوي وغيرهم.

وتحتفل المتاحف والمجموعات الخاصة بما يعرف بالمقْلمات، وقد تفنّنوا في اختيار موادها من أبنوس مرصّع، أو نحاس مُكفّت بخيوط الذهب والفضة، عليه نصوص وأشعار ورسوم وزخارف نباتية وحيوانية على نسق الصناعة للشمعدانات والطشوت المملوكية الباذخة.

وإلى هنا ينتهي دور الحامل وموادّه ووسائله، ويأتي بعد ذلك الخط والنّص، وهذه عناصر لا تدخل في اعتبارنا هنا، لأنها تنتَقل بنا من الحامل إلى المحمول.

هذه هي أقسام مواد صناعة الكتاب التي أكد لنا البحث والاستقصاء أنها ولدت بأسمائها، وأن النصوص التوضيحيّة سُجلت وحفظت لدى الخاصة، اعتبارًا لسرية المهنة وحفاظًا عليها؛ وقديمًا أوصى الخطاط الكبير ابنُ البواب في رائيته المشهورة[4]:

لا تطمعن في أن أبوح بسرّهإني أظنُّ بسرّه المستورِ

ويشرح ابن الوحيد هذا[5]، بأن الشيخ يبخل بالتصريح بمواد الصنعة حتى لا يعرفها إلا مرتاض في فك رموز الحكمة، على عادة الحكماء في صيانة أسرارهم بالرمز عن الجهال.

أما هذا، وبهذه النظرة المبسطة للمكونات والتفريعات، وما وجدته من نصوص، تأكد أن فن صناعة الكتاب بكلّ فروعه له لغته ومصطلحاته واشتقاقاته وأفعاله، وهي جميعها مادة نستطيع أن نتابع من خلالها كل مرحلة على حِدة.

وقد زاد في أهمية هذا العمل عندي، أنّ النصوص المنشورة والمخطوطة التي باشرتُها لم تقف وحدها في الإجابة على التساؤلات، فقد وقفتُ على إفادات فيما كتبه الفقهاء من مسائل تتصل ببعض مواد الكتاب والتعامل معه استعمالاً وبيعًا وشراءً، وما يعتور ذلك من مسائل الغش وصبغة نفي الطهارة، وغير ذلك مما يثيره الفقهاء عادة. وأشير هنا على وجه المثال، إلى ما أورده ابن رشد في البيان والتحصيل، وابن الحاج في المدخل، وإلى عمل ابن مرزوق الجد، الذي كتب رسالة مطوَّلة سماها[6]، - وموضوعاتها في عنوانها –: «تقرير الدّليل الواضح المعلوم، على جواز النسخ في كاغذ الروم».

ووجدت صعوبة كبرى مع النصوص المنشورة، فإن ضعف القراءة وعدم الفهم لمضمون مصطلحها، اختلَّت به المعاني واحتبست به الدّلالات، ولم يعد من اليسير فهمها إلا على ضوء المعرفة بطبيعة الصنعة ومعنى المصطلح. لذلك اخترت النماذج الأولى التّي بدأتُ بإعادة النظر فيها وتقويم قراءتها، ومضيت فيها باعتبار أنّها نواة لصُنْع الكتاب الجامع لنصوص فُنون صناعة الكتاب العربيّ المخطوط.

وحتى لا أتوقف في انتظار كلّ النسخ التي تصلح للمقابلة، رأيت أنّ منهج العمل يقتضي أن أستخرج من هذه المواد معجمًا تفصيليًا، يفكك لغة الأداة التي استُخدمت في كل عصر حسب تواريخ النصوص، وكيف تطور معها مفهوم المصطلح مع تطور الصناعة، وكيف حُمِّل اللفظ دلالة جديدة ليست في مفهومه الأصلي، وأنواعٍ الصيغ الصرفية التي اتبعت لتوسيع الاشتقاق وإثراء اللغة بمحتوى يماشي هذه الصنعة؛ وقد أفرغت على البطاقات كل ما أحسبه جزءًا من هذه الخطة لإعداد معجم مصطلح صناعة الكتاب التاريخي، وساعدني هذا على قراءة النصوص المخطوطة وتوجيهها، بعد أن رأيت في المطبوع كيف تحرف الكلمات وكيف يثبت الخطأ في نصّ المتن ويستبعد النص الصحيح.

إن أهمية المعجم التاريخي لفنون صناعة الكتاب المخطوط العربي، إلى جانب ما يمثله من إحياء وتيسير لفهم التراث، يعبّر عن طاقة اللغة العربية في التوسع بفضل الاشتقاق الذي يمثل أهم ركائز التطوير اللغوي، والمتمثل في توليد بعض الألفاظ من بعض، وربطها بأصل واحد يحدد مادّتها ويوحي بمعناها المشترك في الأصل، مثلما يوحي بمعناها الخاص الجديد؛ ثم توسع اللغة أيضًا بفضل صيغ المصادر التي كانت أداة مهمة في بناء المصطلحات بأنواعها. وتبدو أهمية هذا في أنّ المعنى الذي يقدمه لنا المصدر يدلّ على الحدث دون ارتباط بزمن.

ومصدر الثلاثي المجرد أكثر أنواع المصادر صعوبة وإن كان أكثرها استعمالاً، مثل: بَشْر، طَلْس، فَسْخ، دلْك، خَزْم. وقائمة هذه المصادر طويلة مستعملة، وليس هذا مجال بسطها المفصّل. ونشير إلى اسم الآلة خاصة، فقد جاء أكثر المصطلح على صيغه المقررة، ويؤخذ غالبًا من الفعل الثلاثي المجرد المتعدّي للدلالة على أداة يكون بها الفعل، مثل: منشار – مبرد – معصرة، وقد يكون جامدًا غير مأخوذ من الفعل وليس على الأوزان المعروفة، كالقدوم والفاس والسكين. واتبعنا ضبط المصطلح، سواء كان فعلاً أو اسمًا، وكيفما كانت دلالته، اسم آلة أو نبات أو معدن. ونَجمعُ الصِّيغَ التي ورد فيها استعماله مرتّبة حسب تاريخ النّصوص، حتّى نتبين تطوَّر الدلالة بصورة عامَّة، ثم نشير إلى دلالته المعجمية إن كان من لغة القاموس، أو التعريف به من كتب النّبات والمعادن إذا كان من المفردات الطبية المذكورة، أو ملاحقته في معاجم الدّخيل والعاميّة.

وهذا العمل يصل بنا إلى إثبات حقائق ونتائج، منها:

  • أنّ المخطوط الإسلامي المبكر، كان فنًا متكاملاً بأدوات إبداعه وبلغته ومصطلحه.
  • أنّ تجميع كلّ النّصوص إسهامٌ كبير في تركيز علم صناعة المخطوط الإسلامي، يربط حلقاته مع المدارس الفنية اللاّحقة الكبرى.
  • أنّ هذه النصوص تسجل التطور الصناعي الذي يرتبط ويماشي صناعة المخطوط نفسه في نفس العصر.
  • أنّ البيانات العلمَّية التي تقدّمها النّصوص، خاصّة ما يتصل بالورق وصناعة الأحبار، ستساعد الباحثين، والمحللّين المخبريين على معرفة مكوناتها، واعتبار ذلك في خطط الصيانة التي يقيمونها.
  • تيسّر لهم التعرف السريع على مكونات مواد الصباغة واللّصق، ومكونات ألوان الحبر، حتى لا يضيعون الوقت في الافتراضات الخاطئة.
  • إنّ المعجم بما يمثله من تدقيق للكلمات الاصطلاحية ومتابعة استعمالها، يؤدي إلى تصويب قراءة النصوص وتعديل ما انتشر فيها من أخطاء.

ذلك عرض موجز، لتقديم مشروع الكتاب الجامع (corpus) لنصوص صناعة الكتاب، ما نُشر وما لا يزال مخطوطًا؛ وللمعجم التاريخي للمصطلح الفني لهذه الصناعة.

ونشير بالمناسبة إلى أنه صدرت في لغات إسلامية أخرى، وفي غيرها، أعمال حاولت ضبط مصطلح صناعة الكتاب الإسلامي في مجالاته المختلفة أو في مجال مخصص واحد، ويقع أكثرها بين الرصيد اللغوي lexique وبين مخصص الألفاظ vocabulaire، ولعل من أحدثها وأهمها ما أعدّه بالفارسية عن مصطلح أوصاف المخطوط والورق وأنواعه، والنسخ والمداد:

  • نجيب مايلهروى: فرهنك وازكان نظام كتاب آرايي.

ونشره في موسوعته الكبيرة: كتب آراييدرتمدن إسلامي، ص 569 – 832، إيران، مشهد، 1372.

  • وبالتركية عن مصطلحات التجليد:

Mine Esiner Özen, Yazma Kitap Sanatlati Sözlüğü

إستانبول، 1985.

وهذا نموذج «أوليّ»، قدّمت فيه بعض مواد المعجم الذي جَرَّدْتُ نُصوصه من كتب الأدب وكتب الصنعة؛ وأبْقيتها كما وردت بنصها لتُصور السياق والاستعمال، ولم أورد مصطلح مواد الصناعة النباتية والمعدنية، وخاصة ما يدخل في تكوين الأحبار؛ وأغفلْت هنا كل الأفعال المتصلة بطبخها وإعدادها، وكذلك قدّمتُ عيّنات نصيّة تخص القلَم؛ وقرنتُ بعض المصطلح بالتعريف الفنّي الذّي يشرح دلالته شرحًا وافيًا؛ وأبقيت على بعض الرموز مقترنة بالنص لتدل على المصدر، وبيانُها:

جهـ: رسالة الجدّ والهزل، للجاحظ.

تي: التيسر في صناعة التسفير، لبكر بن إبراهيم الإشبيلي.

(صحيفة معهد الدراسات الإسلامية، المجلد 7، 8، مدريد، 1959/1960).

سج: سجل قديم لمكتبة جامع القيروان، حققه إبراهيم شبّوح (مجلة معهد المخطوطات العربية، المجلد 2، القاهرة، 1956).

صب: صبح الأعشى، للقلقشندي.

اللسان: لسان العرب، لابن منظور.

عم: عمدة الكتاب وعدّة ذوي الألباب، تحقيق: نجيب مايل الهروي، إيران، 1409/1989.

قت: رسالة الخط والتعلم، لابن قتيبة، تحقيق: هلال ناجي (المورد، المجلد 19، العدد 1، بغداد، 1410/1990).

عكب: في عمل الكاغد البلدي، رسالتان في صناعة المخطوط العربي، تحقيق: بدوين بدري توفيق (مجلة المورد، المجلد 14، عدد 4، بغداد، 1406/1985).

أر: أرجوزة الشيخ نور الدين العسيلي في آلات دواة الكاتب (الدرر الفرائد المنتظمة، في أخبار الحج وطريق مكة المعظمة، لعبد القادر الأنصاري الجزيري، تحقيق: حمد الجاسر، ج 2/392، الرّياض، 1983) ونشرها هلال ناجي في المورد عن أصلٍ به محوٌ.

إبْرة إِبَر

يحتاج المسفّر إلى نوعين:

  1. ما يصلح للخَزِم[7]، وتكون تامّة دقيقة البدن.
  2. ما يصلح للحَبْك، وهي دونها في الطول والرقة.

الأُذْن

= [اللسان – الشِّدْق – الرَّدَّة]. الحكم في الأذن أن تكون مطبوعة على السِّفْر حتى لا يحتاج إلى عروة أو زرّ تُزَرّ به. والأصل أن تكون أقّل من نصف السفر بمقدار رأس الزّر، ويكون طرفاه مناصفين وسطه. وكذلك في المصاحف السفريّة والربعات. [تي 25].

من عيوب التسفير أن تكون الأذن ناقصة عن وجه الكتاب، والمقدم ضّيقا، والقفا مسطّحا، والتسوية غير معتدلة، والطريقان أو الطريق الذي في الأذن يأتي على غير استقامة مع الطريق الذي في وجه الكتاب.

والصنعة التي تنقش في الأذن هي التي تنقش في الخاتم أو في الدائرة، من حيث أنْ يأتي الأذن مطابقا لوسط الكتاب في النقش، وكذلك الدوائر، فالحكم فيها أن تكون معقودة على طريقة واحدة [تي 34].

والمكسر هو إلصاق الأذن وتسوية الصدر وبشرها، ثم نقش الكسوة وتركيبها على السفر. ويذكر في الميم.

امْتِلاَءٌ

من عيوب التسفير، وذلك إذا كان الكتاب أزواجًا غير مكرّس، وخُرم بالخيط وليس بالحرير، فإذا انضّم عند التقفية ظهر فيه امتلاءٌ وجاء قبيحا. [تي 14]

إشْفَى

في اللسان [أ ش ف] الإشفى للاسكاف والجمع أشافي.

تكون رقيقة لخَرْز الأقربة. انظر: قراب.

[ب ح ر]

التبحير

من مصطلح التسفير، وهو وضع البحور الزخرفيّة على الجلد، وهي سطور مستقيمة متوازية تحصر بينها جداول تحيط بالسفر طولاً وعرضًا، وقد تتجاور مرتين أو ثلاثًا، وتُملأ أحيانا بأشكال هندسية أو نباتية.

[ب ش ر]

البَشْرُ

قَشْرُ بطن الجلد.

إذا قطعت الرقعة من الجلد، فالعملُ بَشْر أطرافها أولا ثم وسطها، بطول الجلد لا بطول الرقعة إن كانت الرقعة مقطوعة على عرض الجلد لا على طوله؛ فإن كانت مقطوعة على الطول، فالعمل على ما ذكر. ثم تعيد البَشر كيفما شئت بالطول أو بالعرض، لئلا يكون موضع قد بالغت فيه، وموضع لم تبالغ في بشره. ثم تأخذ السفر وتبشر الطرّر، وتسويها بالمقدّة، ثم تركب الكسوة على السفر.

والأطراف تكون بها خشونة، لاسيّما إذا كانت البطائن من الجلد. وحكم الطرّر أن تلتصق حتى لا يظهر إلصاقها من رقة البَشْر. [تي 24] [عم 101]

[ب ط ن]

التَّبْطين

يعمل من ثلاث ورقات على قدر السفر، ثم يُرَكّب عليه بعد ما يَيْبِس، ويبقى في التخت ويُشَدُّ عليه الملزم، ويترك بقدر ما يُدْرَى أنه التَصق، ثم يُحل، وينظر ما تنفّط وتطرقه بالثقيل.

والبطائن إذا كانت من الكاغد فلا تخزم مع الكتاب.

البَقَّم

البقم هو دم الأخوين، وهي بَكّم، فارسيّة معربة.

والعربية عَنْدَم. Bois de Sappan

انظر: Renaud, H.P.K.& Colin, G.S., Touhfat al Ahbab, no. 315,

(Paris 1934) 139.

جلدُ السفر يُبَقّمُ قبل النقش [تي 29]، ومنهم من يبقّم الكتاب ويتركه حتى يجف؛ ثم يرطبه عند النقش بالصرة.

البَلاطة

تكون من الرخام الأبيض أو الأسود أو غيره، وتكون صحيحة الوجه، تمرّ عليها مسطرة واحدة ليصحّ عليها البشر والتجليد [عم 95].

بَيْت

صندوق تجمع فيه أجزاء المصحف، ويسمّى أيضا: تابوت. وحدّدت مادة صنعه وأوصافه في النصوص كما يلي:

بيت عودٍ.

بيت عود بغطائه.

بيت عود ربعة محلاة بالنحاس المموّه بالذهب.

بيت عود ربعة مغشّى بالجلد.

بيت عود لطيف بغير غطاء.

بيت عود لطيف مبطن بالحرير المُدَبّج، مغشّى بالجلد الأكحل.

بيت عود مركّن بالجلد.

بيت عود مغشّى بالجلد بمقبضي نحاس.

بيت عود مغشّى بجلد مدهون، مركّن بالنحاس.

بيت عود مغشّى بالجلد المنقوش.

البيكار

يكون الجيد خفيف البدن، رقيق الساقين لتدّق خطوطه، صحيح المسمار، ويكون غلقه وفتحه واحدًا. ويصلح لاستخراج الشموس، وهي الدوائر المنقوشة التي تقع في وسط الكتاب. [عم 98]

تابوت

انظر [بيت].

تابوت عود مركّن بالنحاس.

توابيت الربعات.

[ت خ ت]

التخت وعاء تصان فيه الثياب، فارسي، وقد تكلمت به العرب [اللسان].

تَخَّت

وَضْعُ السّفْر بعد تبطينه بين لوحين مثقّلين فوق التخت.

يَتْختونه حتى يجفّ: يقلبون عليه طرة الجلد ويتختونه حتى يجف، ويتقَيرّ ويحتمل النقش.

جِرْم

نسخه قرآن في الجرم الكبير، مكتوبة بالذهب – الجرم اللطيف – إذ كل واحد من هذه المصاحف قد أعجز يدي بثقل جرمه [جهـ 1/248].

جُزْء

وثمانية أجزاء من التعليق لأبي إسحاق التونسي [سج 263].

جزء كبير في كاغذ شرقي [سج 346].

جَفّ

جفّت الورقة

جلد = رَقّ

لم زَينت لي النسخ في الجلود، وحثثتني على الأدم، وأنت تعلم أن الجلود جافية الحجم ثقيلة الوزن [جهـ 1/252].

أحمل للحكّ والتغيير.

لرديدها ثمن ولطرسها مرجوع: المعاد منها ينوب عن الجدد – على الجلود يعتمد في حساب الدواوين وفي الصكاك والعهود – فيها تكون نموذجات النقوش، ومنها تكون خرائط البُرُد.

إن كان يوم لَثَقٍ استرخت: الوراق لا يخط في تلك الأيام سطرًا ولا يقطع فيها جلدًا – استرسلت فامتدت: متى جفّت لم تعد إلى حالها إلا مع تقّبض شديد وتشنّج قبيح – أكثرُ عُقدا وعَجرا: أكثر خباطًا وأسقاطا – الصفرة إليها أسرع: سرعة انسحاق الخط فيها أعمّ.

الحِبْر

يقال للحبر اللّون [قت 163].

الحَبْكُ

يعمل مفتول من الجلد على قدر السِّفر، وبحسب ما يكون السفر من الضخامة يكون المفتول، وتشد الخيط عليه، ثم تعيد الإبرة بالخيط في أول الكراسة، وذلك لتثبتها بحسب أنها أول، وتصّرف الكتاب في فتحة متى نُظر عليها، ثم تأخذ في الثالثة، ولا تزال في الأخذ واحدة بعد واحدة حتى تنتهي إلى آخر الكراريس، فتأخذ في الأخيرة مرتين، مثلما فعلته في الأولى لأنها أيضا طَرَف.

ثم تحمل عليه بالحرير، ويسمى ما فعلت أولاً قبل الحرير بالخيط التّشبيك، وحكمه أن تأخذ في وسط الكراريس على بعد، لئلاّ تَزْبر الكراريس.

ومن الأسفار ما يحبك ويشبك بالحرير، ومنها ما يحبك ويشبك بالخيط، ويكون حبكه وتشبيكه في مرّة واحدة، تبتدئ كما ذكرت، ثم تأخذ تحت المفتول مرة وفي وسط الكراسة مرة، وتقطع ما فَضُل من المفتول بزائد على الحبك لئلا يفلت الحبك.

الحبك الدالي: الحبك الرومي [تي 19].

حديد الضِّرْس

رسوم محفورة على النحاس غالبًا أو الخشب الصلب، تثبت على جلد السّفْر بالكيّ والضغط، وهي سبعة متكاملة:

الضِّرْس

الطويل

الصلة

تكحيل الضِّرس

تكحيل الطويل

الضَّفْرة

النُّقطة

حديد النَّقْش

[تي 10] [عم 98]

يذكر المجلدون حدائد النقش بغير استقصاء، وإنّ ما أشاروا إليه يعتبر دون الموجود الذي لا يحاط به لكثرته واختلاف أسمائه؛ ويدل على الحدائد وعلى ثراء زخارفها وتنوع أساليبها الفنية، ما حفظته لنا الأسفار القديمة في المكتبات والمتاحف.

وممّا بقيت أسماؤه من هذه الحدائد:

الصدر، ويسمّى صدر الباز

الخالدي

النقطة

المدورة

الصقال، ويسمّى دست

صقال رقيق

المنقاش، والمناقيش مختلفة

نَقْط النقش

اللّوزه

المملسة، ويقال لها المصْقَلة والمِشْطَب

الطريقان

العشر، لنزول الذهب، منقوش أو غير منقوش

المجْواب، لقطع الذهب

الصَفيحة، ينقش عليها

المشْعار وطعمته

المضْربة

القَمْحة

السّفْط

المربّعة

العُقْدة

ظهر القلْبق

حلْيَة

مُزَالة الحِلْية [سج 345]

مقلوعة الحلية [سج 346]

[خ ي ط]

خاط

وَتحترز في تَخْييط الطريق في الأُذْن أن يأتي على خَيْط الاستواء مع التخييط الذي في وَجْه الكتاب بالطرز. [تي 31]

خزَم

خزم الشيء يَخْزم خَزْمًا: شكَّه.

حكم التخزيم أن تعدّ له خيوطًا معتدلة مفتولة مقيدة، ثم تأخذ السّفر بعد أن تلزم كراريسه وتطرقها من اعوجاج يكون فيها، ثم تعدل الكراريس من ناحية رأس المسطرة إن كانت المسطرة متفقة معتدلة من ناحية رأس الكتاب.

يكون التخزيم راخيا بسبب رفع الكراريس بالإِشفى أو بالحديدة، قَصْد تقبيب القفا. [تي – 15]

خَضْخض

يُخَضْخض ما بقيَ من التراب. [عكب 278]

خلّص

باعد بين الأوراق الطرية حتى لا تلتصق.

تفرش خرقة فوق اللّوح وتضع [الأوراق] عليها، ثم تخّلصها ورقة ورقةً حتى تكمل.

خَلّى

وتخليه حتى يجفّ = تتركه.

يخلى بعضها فوق بعض. [عكب 278]

دَفْتر

= جزء [سج 360].

الدفتر انقطعت خزامته – انحلّ شداده – تخرمت رُبطه – تفرق ورقه– اشتدّ جمعُه– عسر نظمه – امتنع تأليفه – ضاع أكثره – الدّفتان أجمع – ضم الجلود إليها أَصْون – الخزم أصلح دفاتر متفرقة – مبثوثة [جهـ 1/227] –  مبددًا في الدفاتر. [جهـ 247]

دقماق

دقماق نظيف من خشب العتم – الزيتون الجبلي. [عكب 279]

دَلَك

يدلك الورق بكُرةٍ من خشب.

الدوّاة

أدويت دواة، أي اتخذت دواة، فأنا مُدْوٍ – بائع الدوي: دَوَّاء، وصانعها: مُدَوٍّ، وحاملها: داوٍ [قت 162].

تشتمل على 17 آلة، أوّل كل واحدة حرف ميم [صبـ 2/434].

دُويّ الخشب رفضت وتُركت إلى الأبنوس والصندل الأحمر، فإنه تعاناه في زماننا (القرن 8/9) قُضاة الحكم وموقّعوهم وبعض شهود الدواوين – وفي حليتها وتوشيتها بالذهب والفضة خلاف – انظر رأي الشافعية [صب 2/432].

وتتخذ في مصر إلى جانب الأبنوس من النحاس الأصفر والفولاذ، وقد تغالوا في أثمانها وبالغوا في تَحْسينها.

والنحاس أكثر استعمالاً والفولاذ أقل، لعزته ومناعته، واختصاصه بأعلى درجات الرئاسة، كالوزارة وما ضاهاها.

ذَهَّبَ

إلصاق الذهب السائل أو الورق على السّفر أو الورق أو الرق. فرغ من كتابته وتذهبيه أيدغري بن عبد الله المذهّب سنة 712هـ.

S. Bhiri, “Les lettres d'al-Nasir Dawud”, Arabica, iv, (Paris 1968), 170.

[سج] الإذهاب الكبير – مصطلح على زخرفة صفحات كاملة من المصاحف القديمة.

رأس المسطرة

رَبْعة

في اللسان [ر ب ع] إناء، مربع.

حجم شبه مكعب يتخذ من الخشب أو المعادن لحفظ أجزاء نسخة واحدة من المصحف، أو لاختزان الطرائف.

ربعة عود بالية مكسورة [سج 356].

ربعة عود مقسمة على ثلاث بيوت [سج 357].

ربعة عود كبيرة غير مغشاة [سج 359].

ربعة عود مدهونة، بأركان ومقابض نحاس [سج 369].

الرُّخامة

هي البلاطة (تقدمت).

قصب صنعة التسفير.

رَزَّم

حجر مسنون ترزم به جوانب الورق حتى يخرج ما فيه من الماء، ويبقى فيه رطوبة لا غير.

وفي اللسان رَزَم: برك على فريسته.

الرَّزْمة من الثياب، ما شُدّ في ثوب واحد – رَزَمْتها ترزيما، إذا شددتها رِزَمًا.

رَشَّ

رش على [الورق] الماء رشّا رقيقا.

رَعَفَ

رعف القلم يرعف فهو راعف، إذا قَطَر. أرْعَفْتُ القلم إرعافا فهو مُرْعَف.

رُقْعة

الرقعة قطعة من الجلد، تقطع على مقاس السّفر قبل إعدادها بالبَشْرِ.

رَشَم

صيغة من رَسَم. خَطَّ. عَلَّم علامةَ، رشوم [دوزي، الجزء الأول، 531]؛ وفي اللسان: رَشْم كل شيء علامتهُ. ج: رَشْمات.

فإنك ترشم القدر الذي تريد أن تقطعه من رأس المسطرة ومن أسفلها. [تي 18]

[ر ق ق]

رَقٌّ

رقوق النصارى يجوز بيعها ومحوها وإعادة استعمالها، وهي طاهرة. [المعيار 1/94-]

الرَّق يخزم بالحرير.

الرق يخزم على كراستين لأنه أصلب من الكاغد. [تي 15]

رَصَفَ

يبقى الورق كله مَرْصوفًا بعضه فوق بعض.

رَهَك

يَرْهَكُرَهكا جشُّهُ بين حجرين. طَحَن.

ثم ترهك من الذّرة البيضاء.

الرهيكُ يُشّد بخرقة خشنة حتى يخرج منها ما دقّ من الرهيك، يصلح لمسح وجهي الورقة.

زاج

أصل في صناعة بعض مواد الكتاب، من الفارسية les vitriols، وهو أكسيد الحديد (sulfat de fer)، ويستعمل في المغرب للصباغة باسم «بارودية»، والزاجات الأخرى تسمى التوتيا sulfat de cuivre، زرقاء.

أنواعه: أبيض وهو القلقنديس– أصفر وهو القلقطار– أخضر وهو القلقلنت– أحمر وهو الصوري – وأجوده الأخضر المصري، ثم الأبيض. انظر: تحفة الأحباب – زاج – رقم 144.

زَبَر

زبرتُ الكتاب، أزْبُره وزبورا إذا كتبته، والزُّبُر الكتب. واحدها زبور.

زَخْرَف

إذا حسَّن وزيّن ونَمَّق.

كما رَّقش في ظهر الأديم قَلَمْ [قت 164].

سَحَا

قَشَر – السّحاة – المسحاة تقشر الأرض [قت 165].

السِّفْر

الكتاب. يُجمع على أسفار.

السَّفَرة: الكتبة، واحدهم سافر – بالنبطية سافرا – في القرآن: [بأيدي سَفَرة]. قيل للكتاب سِفْر، لأنه يبين الشيء ويوضّحه.

اصطلاح المغرب والأندلس على معنى التجليد؛ وكل كتاب مجلّد أو مسفر.

ثلاثة أسفار مجلّدة من تبصرة اللخمي [سج 362-].

سفر فيه اللّمع في أصول الفقه.

سفر فيه وثائق ابن مغيث.

الأسفار البوالي، توضح علامات في وسط الكراريس حتى يمكن الاهتداء إليها [تي 27].

التسفير المصري – طريقة عمله وزخرفته [تي 31].

سَفّن

السَّفَن والمسفْن، قَدوم تُقْشَر به الأجذاع.

السَّفَن قطعة خشناء من جلد ضبّ أو جلد سمكة، يسحج به القِدْح حتّى تذهب عنه آثار المبراة.

السَّفْن: القَشْر، أمرؤ القيس: [اللسان].

فجاء خَفيًا يسفن الأرض بطنُه ترى التّرب منه لاصِقًا كلَّ مَلْصَقِ.

سَفَّن الأسفار [أزال زوائد الورق بالقَشْر] [تي 12].

سَقَي

السَّقْي، غَمْس الورق بعد صُنْعِه وجفافه في العصارة النشوّية أو الرهيك ليُصقل سطحه، ويسهلَ انسياب القلم عليه. [عم 90].

سِكّين التّسوية [عم 11].

السِّلْسِلَة

زخرفة مظفرة مترابطة تُطوّق سطحي السفْر [تي 33].

سَوَّى

التسوية تعديل الكاغد مع السفر، وتحديد ما يجب قطعه.

حجر البركان تعدل به التسوية، أحسنه الصقّلى الملوّح الخفيف [تي 12].

في تسوية المصاحف الملوّحة، يُحْكم اللّوح ويحُقق الاستواء على القدر الذي تريد أن تسوي من المصحف. فإذا خَزْمته وَقَّفيْتَه عليه، فإنك تسوّى منه ما فاض على اللوح؛ وربّما احتجت أن تأخذ بالمنشار من مقدم اللّوح بسبب ارتفاع القفا.

السَّيْف

من أدوات التسفير، يكون طويلا، جيد العرض، نقي البدن، جيد السقي [عم 96].

شِدْق

هو جزء السّفر الذي يُعْرف باللسان وبالرَدَّة وبالأذْن.

وأما المصاحف السفرية فإن أشداقها مع كُساها تكون من جلد واحد. [تي 27]

أن يكون الشّدق كاملا.

العمل فيها أن تقطع الجلد بزائد ما يطوى عليه الشّدق، وتَبْشر، ثم تأخذ قَدَّ السفر وقَدَّ الشّدْق، وتطوي عليه الجلد. [تي 7]

الشَّفا [عم 95]

يكون دقيقا جيدا. ويذكر دوزي 1/25 إشْفَى – أشافي.

الشَّفرة

ينبغي أن تكون حديدًا غير لَيّن ولا صلبة، ويكون مقدارها في النقل والخفّة على قَدْر يد الصانع. [عم 95]

وتكون طويلة للقطع بها، وتقوم عند بعضهم مقام السيف.

شَمْس

هي الدّائرة المنقوشة التي ترسم في محوري سطحي السفر.

صافَ

صُفْت الدواة أصوفُها، جعلت فيها ليقة من صوف. كَرْسَفْتُها أُكرسفُها كَرْسَفةً، إذا جعلت فيها ليقة من كُرْسف، وهو القطن.

الصَّبر

عصارة نباتية جامدة، قابض مجفف للأبدان، أجوده السُّقُطْرى. [القانون 1/696]

صَبْغ الورَق

يصبغ الورق بالبقم والماء والقلي الطوري، تغلى، ويغمس الورق برفق، وينشر في الظل.

صَبْغُ الجِلْد

يصبغ بصباغ الورق نفسه، يمرّر على الجلد بفرشاة، ثم يمرّر بشبّ مَرًّا خفيفًا. [عم 102]

[اللون الأسود]: إناء به رؤوس مسامير غير صدأة – قشر رمان – خلّ، ويصبغ أيضًا بالأخضر والأصفر والعكر.

صغار الكتب [جهـ 1/251]

الصفيحة

للنقش عليها.

صَفَّى

أزال الشوائب.

صَقَلَ

-كما يُصْقل الثوب.

[صَنَع].

التّصنيع

إخراج الريح من الجلد والتشَنّج والعِوج، وإقامته على الاستواء. ويكون بمسطرة الريح.

الضّابط

آلة قياس، حَرّفها العامّة إلى «الذابد». [تي 16]

بعض المسفرين يقيسون بالضابط والقرطبون equerr et compas.

ضَبَر

الشيء جمعَه – والضَّبْر والتَّضبير شِدّة تلزيز العظام.

الأُضبارة الحزمة من الصحف وهي الإضمامة. جاء فلانٌ بأُضْبارة من كتب، وإضمامة من كتب.

ضَرَبَ

= خلط، قلَّب.

ضرب ضربًا جيّدا حتى تختلط جميع الكُبَب في الماء.

الضِّرْس = حديد الضرس

الطّبَاق

ج طبق، وهي أوراق القَطْع الكبير، تكتب فيها الرسوم والعقود.

كتب الطباق والأجزاء [تاريخ ابن قاضي شهبة 3/3712].

صنف له كتابًا وأهداه له على الطباق [الضوء اللامع 10/81].

في الطّبق الكبيرة من الكاغد الشرقي [سج 345].

طَرَحَ

= ألقى. طرح فيه نشًا جَيّدا نقيّا.

الطُّرَر

جمع طُرَّة، أطرافُ رقعة الجلد بعد تسويتها بالبَشْر، تتم تسويتها بالمسطرة، وتجري المِقَدَّة على ما فاض على المسطرة من الجلد، ويقطع. [تي 24]

الطّريق

ولا بد من جَرّ الطريق على حواشي الطُّرر، بطول السّفر وعرضه [تي 30-].

ويعني في زخرفة التجليد: الفضاء المحصور بين خطّين متوازيين أو ما شابههما، والممتدّ على طول صَفْح السفر وعرضه.

الطِّلاء

يطلى الجلد للتّرطيب والرّونق بالبقم [تي 23، 29]، وبنقيع المرج [هو ورد الزوان البري]؛ إذا أزمن الكتاب بعد الكسوة ولم يُنقش [32] يدهن بزيت الجوز وبالخبازى [32].

الطَّلْس

كتاب قد محُي ولم ينعم محوُه، فيصير طلسًا، وإذا محوت الكتاب لتُفسد خطّه، قلت: طلستُ الكتاب. فإذا أنعمت محوه، قلت: طَرَست.

أطلس الكتابَ، أي امحه – التطليس [قت 164] الاسم: الطُّلسة.

طَلَع

= حصل – كّلما طلع في القالب ورقةُ قَلِّب القالب على وجهه الذي فيه الورقة، وامسحه بخرقة بكفّك مسحتين أو ثلاثا، حتى تسقط الورقة من القالب [عكب 281].

الظاهر

اسم لطريقة صعبة تقوم بها على إعداد سِفْر لكتاب لم يتمّ نسخُه بعد، ولا يزال عند كاتبه. يقوم به المهرة، وتعتمد هذه الطريقة على:

  • معرفة عدد الكراريس.
  • معرفة قالب الورق.

فيعمل على حسب مثال يقوم على ذلك التقدير. [تي 26]

عدّل

عدّل الكراريس – طابق بينها.

عُرْوة

لا يحتاج إلى عروة ولا زَر تُزَرُّ به. وتكون العروة مثبتة في التجليد.

عُفُوصَة

تدل على نوع من الطعوم، مشتقة من العَفْص وهو قابض شديد.

والعفص من أصول صناعة الحِبْر، معرّب قديمًا.

عَكَم

الأحمالُ المربوطة المعكّمة (دوزي 2/157)؛ عَكَّام: رجل يربط ويُحَمّل الجمال وغَيرها بأوقار.

وسئل عن رجل باع عِكْمَ قراطيس بدينارٍ نقدًا، ثم استقال أحدهما. [البيان والتحصيل 7/396]

الغِرَاء

تكون من الدَّرْمك والدقيق الأحمر، والنّشا أصلح، وتُطبخ مع نقيع الأفسنتين أو أصول العلقم أو الصَّبِر. وهي تقطع مضيرتُها وعُفوصتها ما يتكون في الكتاب من أرَضَة؛ وما رقّ منها كان ألصق للكاغد.

*غراء التضبير– تطبخ وحدها. وصفتها أن يحلّ النشا ويصفّى، ويوضع على النار ويحرّك أبدًا حتى لا يلتف، والتحريك بدون توقف أو غفلة حتى يعقد – أنزله عن النار وأنت تحركه حتى يبرد. لأن الأشياء التي تضاف إليه تغيّره؛ فإذا ضَبَرْت به ظهر التغيير أسود لاسيما إن كان الكاغد جديدًا. وقد كان بعض أرباب الصنعة يضبر الكاغد الجديد دون غراء.

*غراء المصاحف – تحتاج المصاحف إلى غراء الدَّرْمك، لأنه أصلب من النّشا، والنّشا لا يُلصق الرَّق غايَة الإلْصاق.

فكما أن الرَّق له جسم، كذلك يصنع له غراء يكون على شكله.

غَشَّى

  • ختمة قرآن مغَشاة بألواح مبّطنة وموجّهة بالحرير الأخضر، مغشّى بجلد أحمر منقوش على اللّوح مبطن بالحرير.
  • مغشاة بالجلد الأحمر.
  • ختمة مغشاة بجلد أحمر مثبت على ألواح.
  • مغشى بالجلد الأكحل على اللوح مبطن بالجلد الأحمر.
  • مغشاة بجلد أكحل مثبت تَثْبيتًا شرقيا على ألواح مقلوعة الحلية.
  • مغشاة بالجلد المنقوش فوق اللوح.
  • مغشى بالحرير على الجلد على العود.
  • مغشى بالحرير على العود. [سج 345-]

غمس

تُغْمس الورقةُ غمسًا خفيفا برفق لئلا تتقطع. في [السقي]

فَرَدَ

ثم ترجع تُفْرِد الورق، كل خمس ورقات أو يقابلها وحدها. فَرَدَ بمعنى أفْردَ.

فَسَد

إصلاح ما فسد من حديده. [تي 12]

القالب

القالب الكبير من الكاغد الشرفي. [سج 345]

[ق ب ب]

التقبيب

أن يُشَدَّ السفر في الملزم، وترفع الكراريس بعد خزمها تخزيما راخيا ثم يقبّب القفا. وهذا أصلٌ في التسفير، لأن القفا لو كان مسطحًا وقَدُم برز أيضا صدره – وإذا كان مقبَّبًا وقَدُم برز منه ما تقبّب ويبقى القفا مسطحا.

[ق ب ض]

التَّقَبُّض

الجلد يَتَقَبَّضُ بالقدم.

ومن الأسفار ما لاَ يثبت على وجه الكتاب إلاّ بالزّم لها والتسفير محدث، فما يكون إذا قدُم وتقلّص. [تي 25]

القبطال

هو المسطرة، ويكون من العود الرزين الصلب. [تي 12]

القراب

يجمع على أقربة، لحفظ الكتب والمصاحف.

يطرح من الجلد رقعة كاملة، يعم كمالُها طولَ المصحف وعرضه من جهاته الأربع، سواء كان المصحف جزأين أو جزءًا أو ثلاثة أو أربعة. وإن تناهى في التجزئة إلى أربعة أقسام فلا يكون غشاؤه إلا مبنيًا، أو تابوتا من الخشب. وقلما يعمل قراب مخروز لأربعة أجزاء، وأكثر ما يعمل لجزء واحد أو لاثنين. [تي 35]

القراب المبْنيّ، يقوم على طاقات من الورق المتلاحم. [تي 36]

وأسلوب صناعة هذا القراب القائم على القوالب يصنع به المحابر والأحقاق والأدراج والأغْشية وغيرها.

قَصف

ورقه يتقصف = يتكسر. [عكب 278]

قفل

قِفْلها ذهب مزجَّج [سج 345]؛ يكون هذا القفل في المصاحف الملوحة.

[ق ف ى]

التّقفية

القفا، مؤخر العُنق. قافية كل شيء آخره، والقافية كالقفا [اللسان].

بعد التقبيبُ يدهن القفا بالغراء، وتلصق عليه ثلاث بطاقات من الكاغد الجديد أو المرتِفد، ولا يكون باليا إلا أن تكون فيه بعض قوة.

والأسفار الجافية الأجرام، توضع عليها أربع بطاقات من الكاغد.

والمصاحف الملوحة يكون لها معلقات من الرَّق مُدْخَلَة بين اللوح والمصحف، وتنقلب على القفا، وتركب بعد إلصاق المعلقات، عليها ورقة من الرق لا غير، تلصق أطرافها في اللوح. [تي 17]

قِمَطْر

ج قماطر– مفرقًا في القماطر. [جهـ 247]

[ق ي ر]

تَتَقَيَّر

ويُتْختونه حتى يجفّ ويتقيّر ويحتمل النقش.

وأهل المغرب يسمون الشمع «قير». وأصله رومي:

La cire des oreilles [دوزي 2/438].

الكاغد

-يزبره الحرير. [تي 14]

ج كغود. كغّاد: صانع الكاغد papetier

الكتاب

كل شيء جمعتَه وضممتَ بعضَه إلى بعض فقد كتبتَه. والخيلُ إذا جُمعت إلى بعضها كتيبة.

كُدْس

شيء فوق شيء. [عكب 278]

كرّاس

جزء أربع كراريس غير مجلدة [سج 362]؛ لَزْم الكراريس [تي 14].

كَسَر

الورقة، كسر وسطها بالمسطرة.

الكِسْوَة

الجلد يُقطع ويُعّد ويُبْشر ليُركَّب على السفر. [تي 24]

ألقى

الشيءَ، طرحه – تلقيها على قصبة = تنشرها.

اللّيقة

الصوفة والقطنة التي تكون في الدواة، جمعها ألْيَاف. سُميت لأنها تحبس ما جعل فيها من السواد وتمسكه. [قت 162]

مِيبر [أ ر 188] = مِئْبَر

مِبْرَد

لتسوية رؤوس الجرائد والدفاتر.

مِبْكَر

ما يحفظ فيه البيكار.

مِثْقَب

مُجلّد

مجَّلدة بجلد أحمر منقوش مبطن بحرير أخضر. [سج 369-]

المُجَلَّد

كذا يسميه صاحب عمدة الكتّاب، وفي الغرب الإسلامي يقال له المسَفرِّ.

مَجْمع

دواة مربعة تجمع حولها آلات أخرى للكتابة.

مِجْواب

لقطع الذهب، تقدم في حديد النقش.

مِحْبَرة

اسم لوعاء الحبر، منفردًا عن الدواة التي تجمع آلات أخرى [صب 2/433]، وتشتمل على ثلاثة عناصر:

  1. الجَوْن – وهي الظرف الذي فيه اللّيقة، وينبغي أن يكون شكلا مدور الرأس، يجتمع على زوايتين قائمتين، ولا يكون مربعا على حال، لأنه بذلك يتكاثف المداد في زواياه فيفسد، فإذا كان مستديرًا كان أبقى للمداد.
  2. الليقة.
  3. المداد والحبر.

وهناك المحبرة السَّرْجية. [تي 39]

مِحْراك

لَتحريك الحبر.

مِحَكّ

للذهب.

والمحَكّة لإصلاح رؤوس الجرائد والدّفاتر، كالمبرد.

مِحْفَظة

مِخْياط

وهي الإبرة، توضع في الدواة لخياطة الدفاتر.

المدَاد

جمع مِدادة – مددت الدواة أمِدُّها مدًا، وهي دواة مُمَدَّة، إذا جعلت فيها مدادا. وإذا كان بها مداد فزدت فيها آخر، فقد أمْدَدْتها إمدادًا، فهي مُمَدَّة. وكل شيء أمددت به شيئًا فهو مداد. [قت 163 – صبـ 2/460].

مِدْلَك

لَدَلْك البطائن.

مُدْيَة

تجمع على مُدَى، وهي السكين.

المرْمَلَة

اسمها القديم: المتْربة، جعْلاً لها آلةً للتّراب، إذ كان هو الذي يترب به الكتب، وتتكون من الظرف الذي يجعل فيه الرمل، ويكون من جنس الدواة. ولِفَمها شبّاك يمنع من وصول الرمل الخشن، ويختارون لها الرمل الأحمر لأنه يعطي الخط الأسود بهجةً، ويكون دقيقًا، وهو أنواع:

ما يؤتى به من الجبل الأحمر الملاصق للمقطّم شرقًا.

ما يؤتى به من الواحات، وهو متحجّر شديد الحمرة، يُحَتّ بالسكين ونحوها على الكتابة؛ وينتشر استعماله في الصعيد والفيوم.

ما يؤتى به من جزيرة ببحر القلزم من نواحي الطور، دقيق أصفر اللّون، قريب من الزعفران، له بهجة، عزيز الوجود.

رمل بين الحمرة والصفرة، به شذور يخالها الناظر شذور الذهب، عزيز جدًا، يُرَمّل به الملوك.

مِزْبَر

هو القلم [صبـ 2/434-].

مِزْوَدَة

وعاء لطيف يوضع فيه بعض الحِبْر لزيادة الدواة عند الاحتياج.

مُسْتَحَدّ

مستحدّ سكين، كالمسَنّ.

مِسْطرة

آلة من خشب مستقيمة الجنْبين، يسطّر عليها ما يحتاج إلى تسطيره من الكتابة ومتعلقاتها، وأكثر ما يحتاج إليها المذَهّب. وأجود ما تكون من الأبنوس ومن البقس. أما التي للرسم والتحبير والتكحيل، فلا بأس أن تكون من هذين الجنْسَين.

أما مسطرة الشغل فينبغي أن تكون من خشب الصفصاف ومسطرة الرسم تكون طويلة جيدة الجسم، لا ثخينة ولا رقيقة. ومسطرة التحبير تكون رقيقة جدًا، لأنها تمشى تحت الإصبعين، ومسطرة التكحيل مثل ذلك في الرقّة والخفّة.

مسطرة الخيوط: يحدد فيها عدد السطور المطلوبة على لوح رقيق أو ورق مقوّى، تُمَدّ الخيوط عليه بدّقة وتلصق، ثم توضع عليها الصفحة ويُمَرَّرُ قماش فتظهر السطور.

مسطرة الريح: يصنّع بها الجلد. والتصنيع إخراج الريح من الجلد والتشنّج والعِوج، وإقامته على الاستواء.

مُسفّر

صانع الأسفار – وقد رأيت بعض المسفرين. [تي 17]، وهو مصطلح أهل المغرب. وفي المشرق: مجلّد.

المسْقَاة

آلة لطيفة تُتخذ لصّب الماء في المحبرة، وتسمّى «الماوردّية» أيضا، لأن الغالب أن يجعل في المحبرة عوض الماء ماء الورد، لتطيب رائحتها.

وتُتخذ من الحلزون البحري ومن النحاس ونحوه.

والمعنى فيها ألاّ تخرج المحبرة من مكانها، ولا يُصب من إناء واسع الفم، فربّما زاد الصبّ على قدر الحاجة. [صبـ 2/471]

المسنّ

آلة تُتخذ لإحداد السكين، ويكون معتدل الوجه صحيحا، وليس ليّنا فتحفره الحديد، ولا صلبًا فيضرّ بالحديد ليبوسته. ومن الصناع من يأخذ المسنّ فيعيد تعديله ويُصلحه ويسويه على ما يريده، فيدفعه إلى الرواس فيبيّته في القدر ليلةً ليشرب الدهن [عم 95]، وهو نوعان:

أكهب اللون، يسمّى الرومي وهو أجْودها.

أخضر، ومنه حجازي وقوصي. [صبـ 2/472]

مِشْرط

يُشرط به الكتب والرسائل المختومة، ويستغنى عنه بالسكين.

مَشّاق

مشاق حرير، وهو اللّيقة.

مِشَكّ

المصاحف السِّفْرِيّة

ما يُسَفَّر منها دون لَوْح؛ عمله مثل العمل في الأسفار، فما كان منها مبطنا بالكاغد فلا بدّ أن تجعل عليه خرقة تمسكه مخافة أن تَنْزَبِرَ بطائنه. [تي 17]

ولها «أُذْن».

المصاحف الملَوَّحة

يشد المصحف في الملْزم، وتوضع على الملزم قبل كسوته بالجلد ورقة من الكاغد، للوقاية من الزيت الذي يخرج من عود الأرز بسبب النَّدْوة فيغّير الجلد؛ وذلك يساعد في النقش أيضا، لأن الطابع أو الضِّرْس يأتي فيه مثبتًا مليحًا.

وطريقة الحبك في هذه المصاحف أن يكون في الألواح بقرب الحَبْك ثقب تدخل فيه الإبرة ثلاث مرات، على معنى الثبات والقوة.

وكذلك في التخزيم، تأخذ في الثقب الذي في وسط اللوح ثلاث مرات، ثم تَجُرّ الخيط للثقب الثاني وتأخذ فيه ثلاثا أيضا، وتعقد الخيط على طرف اللوح وحينئذ تخزمه بالمصحف.

وسمي عمل إصلاح المصاحف المترهلة «مَرَمَّة المصاحف»، وذلك في وقفية لترميم المصاحف بالجامع الأزهر تاريخها 1172هـ (سجلات الباب العالي بدفتر خانة الشهر العقاري بالقاهرة – مسلسلة 254، مادة 532، ص 295).

مِصْفَاة

للحبر

مِصْقَلَة

لإصلاح موضع الكشط حتى يناسب صقل الورق فلا يظهر أثره. وتكون حجرة ملساء مدّورة، أو خرزة يصقل بها الذهب بعد الكتابة.

مِضْلَفَة

مِطْرَقة

المطّ

مَططْت الحرف أي مددته – حرف ممطوط. [ق 164]

المعْصَرة

ذات الحبل [العراق ومصر وخراسان] ينبغي أن يكون طولها على قدر الجزء الذي يُشدّ فيها إن كان أنصاف المنصوري.

معصرة المنازل (يسمونها لحم سليمان) ويسميها الروم (كحلبون) وتستعمل في العراق.

ينبغي أن تكون أطول من الكتاب، ويوضع الكتاب في وسطها، جيدة العرض، صحيحة الهندام؛ وذلك أنك إذا أردت إطباقها على ورقة أطبقتْ وأمسكت، ولها حبل من الشعر الجيد أرق من القنب. وأن تكون مهلوبة الجانبين إلى ناحية العين. وإذا كان جانب المعصرة مهلوبًا ليقع السيف على طرف المعصرة ولا يأخذ من جسمها شيئًا.

مِغْرَز

مِفْرَشة

آلة تتخذ من خرق كتان بطانة وظهارة أو من صوف ونحوه، تفرش تحت الأقلام وما في معناها مما يكون في بطن الدواة. [صبـ 2/470]

مِقَدّة

للتسوية، مهّللة طويلة، بين تهليلها ونصابها مقدار الشبر، وفي التسوية بها تعب. وتسوية السكين إذا أُحْكِمَتْ أقربُ وأسهل.

المقراضُ [تي 10]

مِقْسَم [أ ر 189]

المقَصّ

يكون معتدلا جيد الحديد ليقطع الجلد وغيره، ولتسوية أوراق الدّفاتر وغيرها وإصلاحها.

المقَطّ/مِقَطّة

لقطع براية القلم، وينبغي أن يكون صلبًا فتمضي القطة مستوية لا مشظية. ولا تقط إلا على مقط أملس صلب غير مثلّم [صبـ 2/457، أ ر 889].

مِقْطَع

مِشْرَط

مِقْلمة

توضع الأقلام داخلها، سواء في الدواة نفسها أو خارجًا عنها. وهي من أجزاء الدواة غالبا، فلا تعد من الآلات. [صبـ 2/455]

مِكْبَس [أ ر 188]

المكَتَّب

الموضع الذي يُتَعلم فيه الكتابة.

المكَسّر

طريقة في إلصاق الجلد على السّفْر في مراحل:

تُعمل البطائن، فإذا يبست ألصقتها على السفر بغراء قليلة في ثلاث مواضع، فإذا يبست وأمسك التبطين على السفر، تسويّه وتكسوه بالجلد وتعلقه على السفر. وتقطع الأذن؛ وتأخذ بالضابط ضدَّ مقّدم الكتاب، لئلا يأتي ضيّق الصدر، وتلصق الأذن، وتسوي الطرر وتبشرها، ثم تنقش الكسوة وتركبها على السفر. ويسمى هذا النوع «المكسر». [تي 25]

مِكْشَط

لمحو ما تريد إزالته من الكتاب.

مِلْزَم

مفرد يختص بالتسوية فقط.

الملْزَمة

خشبتان تشد أوساطهما بحديدة تكون مع الصياقلة والأبَّارين، وهي آلة تُتخذ من النحاس ونحوه، ذات دفّتين يلتقيان على رأس الدرج حال الكتابة، ليمنع الدرج من الرجوع على الكاتب، ويَحْبِس بمَحْبس على الدفتين. [اللسان – صبـ 2/70]

مِلْصَقة

آلة يلصق بها حال الكتابة.

مِلَفّ

يحفظ بالخيط لضبط الجرائد وغيره.

ملقاط ومِلْقَط

يُلْقَط به بقايا ما يظهر بالورق من أثر الكَشْط.

مِلْوَاق

ما تلاق به الدواة، أي تحرك به الليقة.

مِمْسَحة

تتخذ من خرق متراكبة ذات وجهين ملونين، من صوف أو حرير أو غير ذلك من نفيس القماش. يمسح القلم بباطنها عند الفراغ لئلا يجف عليه الحبر فيفسد.

والغالب في هذه الآلة أن تكون مدّورة مخرومة من وسطها، ويكون مقدارها على سعة الدواة.

مِمْلَسة

ويقال لها أيضًا المصقلة والمشْطَب. تقدمت في حديد النقش.

مَمْمَوه

آلة ينقل بها الماء إلى الدواة إذا أُريد إصلاحها، تكون من النحاس ومن الحلزون وغيره. وتقدمت في «المسْقَاة».

المنْشاة

آلة تقابل المرمَلة للنَّشا، وتشتمل على شيئين:

  1. الظرف، وحاله كحال المرملة في الهيئة والمحل من الدواة، إلا أنه لا شباك في فمه، واللصاق قد يتغير بمكثه في النحاس بخلاف الرصاص.
  2. اللصاق، وهو إما من النشا المتخذ من البُرّ، أو من الكثيراء (الكثيراء صمغ شجرة يقال لها «طرقاقيبا» Astragalus tragacantha، وينبغي أن يضاف للّصاق ماء الورد والكافور لتطِيب رائحتُه.

مِنْشار

مِنْفَذ

آلة تشبه المخْرز، تتخذ لخرم الورق، يكون محل الحاجة منها متساويا في الدقة والغلظ، أعلاه وأسفله سواء، لئلا تختلف أثقاب الورق في الضيق والسعة، خلا أن يكون ذبابه دقيقا ليكون أسرع.

المهْرَق

هو القرطاس الذي يكتب فيه. يُجمع على مَهارِق.

نَشَر

= عَرَّض الشيء للهواء ليجف. وجاء عليه:

-ينشر على خيط قِنّب رقيق في الظل.

-أنشره على قصبة فارسيّة.

-تلقيها على قصبة = تنشرها.

النّصاب

يعمل من السنديان، وذلك أن العاج والبقس إذا دُق به على المعصرة تبسطت حوافيه وتكسرت. [عم 97]

النَّفَطُ

بالتحريك: المجْلُ، وقد نفطت يده، قَرَحت من العمل، وهو ما يصيبها بين الجلد واللحم.

والنَّفَط في التسفير هو فقاقيع الهواء التي تبقى بين البطانة والسفر، عازلة لم يدركها الالتصاق. وهو من العيوب، والسبب ضعف الغراء، وضعف المكبس.- ثم يحل [التبطين من الملزم] وينظر ما تنفط منه.

النَّقْشُ

تحدد وسط الكتاب بالضابط، وتضرب فيه خاتمًا مربعًا أو مسدسًا أو مثمنًا أو دائرة، ثم ترسم في الأذن تابوتا على وسط الخاتم أو الدائرة، وباطن السفر كذلك تفعل فيه مثلما فعلت في الوجه، ثم تجعل الحديد في النار حتى يسخن، فإذا تجاوَزَتِ الحرارة الحدَّ فاطفأْ الحديدة في الماء العذب.. ثم اطفها في الشمع، لأنه يكسب الحديدة إذا نزلت في الجلد كحولة، وتأتي براقة مليحة.

وعمدة الأمر في النقش على التحفظ في الطابع، حتى لا يجيء نيًّا في موضع ومحروقًا في موضع آخر. وتوضع الصحيفة تحت السفر ليتوطأ الجلد إلى النقش.. ثم تجر الطريق بحذاء النقش من ناحية الطرة، والطريقين كذلك بحذاء النقش. [تي 30]

نقش الكسوة

نقش جلد السفر – منقوش بالضرس. [سج 345]

نقع

هرس

يهرس حتى لا يبقى فيه ثخن.

الورق

لو عرضت عليهم عدلها في عدد الورق جلودا، ثم كان فيها كل شعر بارد وكل حديث غث، لكانت أثمن ولكانوا إليها أسرع.

ليس لدفاتر القطني أثمان في السوق = الورق القطني.

وما عليك أن تكون كتبي كلها من الورق الصيني ومن الكاغد الخراساني. [جهـ 1/252-].

اليبس

من أوصاف الجلد والرق:

لم يبق فيه شيء من اليبس والعقد.


[1] الجاحظ: رسالة الجدّ والهزل، رسائل الجاحظ 4/83 – 91، تحقيق: عبد السلام هارون، القاهرة، 1979.

[2] ابن الحاج: المدخل 4/81، دار الفكر – بيروت، 1981.

[3] من ذلك مثلا نسخة دعوة الأطباء لابن بطلان، ورقمها في مكتبة شيخ الإسلام 4626.

[4] نصّها في مُقدّمة ابن خلدون، نشر عبد الواحد وافي، 2/971، القاهرة، 1981.

[5] ابن البصيص، ابن الوحيد: شرح المنظومة المستطابة في علم الكتابة، ص 266 – تحقيق: هلال ناجي، المورد، المجلد 15، عدد 4، بغداد، 1986.

[6] الونشريسي: المعيار المعرب، 1/94.

[7] في عمدة الكتاب [الحزم]، وهي قراءة خاطئة.

ملاحظة:
نشر هذا النص في الكتاب التالي:
صيانة وحفظ المخطوطات الإسلامية: أعمال المؤتمر الثالث لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن 18-19 نوفمبر 1995 – النسخة العربية، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن، ص 341-396.
Back to Top