إعمال المقاصد بين التهيب والتسيب

28-30.05.2014
فاس، المملكة المغربية
مركز المقاصد الدورات التدريبية
شارك:
2345-37.jpg
الجلسة الأولى من أعمال الدورة

نظّم مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلاميّة التابع لمؤسّسة الفرقان للتراث الإسلامي، بالتعاون مع مركز المقاصد للدراسات والبحوث بالرباط، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس - ماستر مقاصد الشريعة الإسلامية، دورة علمية خاصة في مقاصد الشريعة الإسلاميّة بعنوان "إعمال المقاصد بين التهيب والتسيب".
عقدت الدورة خلال الفترة من 28 إلى 30 مايو 2014، في مدينة فاس، بالمملكة المغربية، وبلغ عدد المشاركين فيها حوالي 60 عالما وباحثا، جاءوا إلى فاس من السعودية ومصر وليبيا وتونس والجزائر وموريتانيا ولندن، والمدن المغربية القريبة والبعيدة، يتقدمهم الراسخون في علم المقاصد، وقد حف بهم الراغبون في الاستزادة والبحث والتعلم.

وعلى مدى ثلاثة أيام هي 28 و29 و30 مايو 2014، وفي ست جلسات صباحية ومسائية، تدارس المشاركون 15 عرضا علميا، و28 تعقيبا، وناقشوا كل ذلك في ست جلسات عامة، تضمنت إضافات وملاحظات وأسئلة وأجوبة.

وتناولت العروض والتعقيبات والمناقشات جوانب متعددة من التهيب والتسيب في إعمال المقاصد، سواء في التعليل أم في التنزيل، مبتدئين بالولادة الكامنة في نموذج العلامة المصري الشيخ محمد مصطفى شلبي، وثورته في وسط علمي جامد، منتهين إلى الولادة الكاملة في حركة مقاصدية صارت مدا ظاهرا في الجامعات العربية والإسلامية.

كما تناولت العروض القضايا النظرية والمنهجية والتطبيقية في علم المقاصد من تعبد وتعليل وتأويل ومصالح ومفاسد وطرق إثبات المقاصد ومآلات المقاصد، وأمثال الدرس المقاصدي قديما وحديثا، وإقدام وإحجام عند مستعملي المقاصد، وسطو عليها وإفراغها من مضمونها عند الحداثيين.

ومن أهم ما شهدته هذه الندوة تنزيل فقه المقاصد والعمل به في المجالين السياسي والدستوري في قلب حراك عربي طوى صفحة الاستبداد والاسترقاق وفتح صفحة الحريات والانعتاق، وقامت فيه تونس بدور رائد في الثورة وفي تنزيل المقاصد عليها وفيها.

وقائع الجلسات

وفضلا عن جلسات الافتتاح والاختتام، تدرجت الجلسات العلمية على الشكل التالي:

في اليوم الأول الأربعاء 28 مايو، ترأس الجلسة العلمية الأولى الدكتور نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية السابق وأستاذ بجامعة الزيتونة، وألقى فيها الدكتور محمد سليم العوا (مفكر إسلامي، محام ومستشار قانوني دولي، مصر) عرضا بعنوان "التعليل بالحكمة:جوازه ووقوعه في الشريعة والفقه - عمل العلامة محمد ‏مصطفى شلبي نموذجًا". وعقب عليه كل من الدكتور محمد بولوز (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين الرباط، المغرب)، والدكتور إبراهيم البيومي غانم (مستشار – المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر).

العرض الثاني كان للدكتور عبد النور بزا (أكاديمية مكناس، المغرب) حول "التعليل والمصلحة عند الظاهرية - ابن حزم نموذجا"ـ

وعقب عليه الدكتور إدريس الشرقي (كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس المغرب)، والدكتور عبد المجيد النجار (عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين). ثم فتح المجال للمناقشة العامة والردود.

2345-19.JPG
من اليمين: د.نور الدين الخادمي، د. محمد سليم العوّا، د.محمد عبدو والباحثة جميلة تلوت

وفي الفترة المسائية ترأس الجلسة الثانية الدكتور سليم العوا، وألقى فيها الدكتور محمد عبدو (باحث وفي الفترة المسائية ترأس الجلسة الثانية الدكتور سليم العوا، وألقى فيها الدكتور محمد عبدو (باحث في مقاصد الشريعة) عرضا بعنوان "تعليل الشريعة بين التسيب والتساهل". وعقب عليه كل من الدكتور نور الدين مختار الخادمي والباحثة جميلة تلوت (باحثة بسلك الدكتوراه بكلية الآداب سايس فاس، المغرب).
وقدم الدكتور يوسف حميتو (أستاذ وباحث في مقاصد الشريعة) عرضا بعنوان "المقاصد بين عشوائية الإعمال وفوبيا التوظيف"، وعقب عليه كل من الدكتور أحمد كافي (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالدار البيضاء، المغرب) والأستاذ محمد طونيو (باحث في مقاصد الشريعة بمركز دراسات الدكتوراه كلية الآداب سايس فاس).

2345-01.jpg
الدكتور وصفي عاشور

ثم قدم الدكتور وصفي عاشور (أستاذ محاضر بكلية دار العلوم بالقاهرة، وباحث متخصص في مقاصد الشريعة) عرضا حول "أحكام الشريعة بين التعبد والتعليل"، وعقب عليه كل من الدكتور عبد الرحمن العضراوي (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال، المغرب)، والدكتور عبد المجيد محب (أستاذ بمؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط). ثم فتح المجال للمناقشة العامة والردود.

وفي اليوم الثاني، الخميس 29 ماي، ترأس الجلسة العلمية الثالثة الأستاذ صالح شهسواري المدير التنفيذي لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بلندن، وقدم الدكتورعبد السلام آيت سعيد (باحث في مقاصد الشريعة الإسلامية) عرضا بعنوان "المنهج المقاصدي وأثره في تقدير المصالح والمفاسد"، وعقب عليه كل من الدكتور أمراني علوي أباسيدي ( كلية الآداب والعلوم الإنسانية مكناس)، والدكتور محمد بن أحمد بن سيد أوبك (رئيس قسم الفقه والأصول بجامعة العلوم الإسلامية، موريتانيا).

ثم ألقى الدكتور عبد الرحمن العضراوي (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال، المغرب) عرضا بعنوان "المقاصد والتأويل- دراسة في تأصيل العقلانية العلمية في المعرفة المقاصدية"، وعقب عليه كل من الدكتورة بشرى العلام (كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط - المغرب)، والأستاذ سالم الشيخي (باحث في مقاصد الشريعة ، ليبيا).

ثم جاء دور الدكتور نور الدين مختار الخادمي ليقدم عرضا حول "المقاصد في المجال السياسي ثم جاء دور الدكتور نور الدين مختار الخادمي ليقدم عرضا حول "المقاصد في المجال السياسي والدستوري، تونس نموذجا"، وعقب عليه كل من الدكتور سيدي محمد زهير ( كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس)، والدكتور مولاي عمر بن حماد (كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، المغرب). ثم فتح المجال للمناقشة العامة والردود حول العرضين والتعقيبات.

في الفترة المسائية من اليوم الثاني ترأس الجلسة العلمية الرابعة الدكتور مولاي عمر بن حماد، وألقى فيها الدكتور فريد شكري (كلية الآداب والعلوم الإنسانية المحمدية، المغرب) عرضا حول "طرق إثبات المقاصد الشرعية، الأسباب والمسببات نموذجا"، عقب عليه كل من الدكتور أحمد الريسوني (مدير مركز المقاصد للدراسات والبحوث الرباط) والأستاذ ونيس المبروك (باحث في مقاصد الشريعة، ليبيا).

ثم ألقى الدكتور عبد المجيد النجار (عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) عرضا حول "سبل العلم بمآلات المقاصد في علاقةٍ بالتهيّب ‏في التنزيل"، وعقب عليه كل من الدكتور عمر جدية (كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس، المغرب)، والباحث عبد الغني يحياوي (مركز دراسات الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس).

وتبع ذلك عرض الدكتور إبراهيم البيومي غانم (مستشار – المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر) حول "مقصد حفظ النفس في فقه المياه - تمرين في نقد الأمثال الشارحة وتجديدها في الدرس المقاصدي"، وعقب عليه كل من الدكتور محمد الأنصاري (كلية الآداب والعلوم الإنسانية مكناس، المغرب)، والباحث لحسن الرحالي (باحث بمركز الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس). ثم فتح المجال للمناقشة العامة والردود للعروض الثلاثة والتعقيبات.

وفي اليوم الثالث والأخير من الدورة، يوم الجمعة 30 مايو، ترأس الجلسة العلمية الخامسة الدكتور سيدي محمد زهير، وألقى فيها الدكتور محماد رفيع (أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس) عرضا حول "النظر المقاصدي في تحقيق القول في تطبيق الشريعة في المجتمعات المعاصرة"، وعقب عليه كل من الدكتور إدريس أوهنا (كلية الأداب والعلوم الإنسانية مكناس) والدكتور الحسن الموس، باحث مغربي في أصول الفقه ومقاصد الشريعة.

ثم ألقى الدكتور سعيد حليم، رئيس شعبة الدراسات الإسلامية بالمدرسة العليا للأساتذة بفاس، عرضا حول "مقاصد الشريعة في المجال السياسي والدستوري"، وعقب عليه الدكتور محمد عوام (باحث مغربي في مقاصد الشريعة الإسلامية) والدكتور أحمد عزيوي (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس، المغرب). وفتح المجال للمناقشة العامة والردود.

وفي الفترة المسائية ترأس الجلسة العلمية السادسة الدكتور عمر جدية المنسق البيداغوجي لماستر مقاصد الشريعة الإسلامية عند مالكية الغرب الإسلامي بين النظرية والتطبيق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، فاس سايس، المغرب. وألقى فيها الدكتور وائل الحاثي (محاضر بكلية الشريعة، جامعة أم القرى مكة المكرمة) عرضا حول "المقاربة الحداثية لنظرية المقاصد: قراءة منهجية"، وعقب عليه كل من الدكتور الحسن حمدوشي (كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز فاس) والدكتور عبد الكبير حميدي (الكلية متعددة التخصصات الرشيدية المغرب). وكان مسك الختام محاضرة علمية للدكتور أحمد الريسوني بعنوان "علم مقاصد الشريعة من الولادة الكامنة إلى الولادة الكاملة". ثم فتح المجال للمناقشة العامة والردود على العرض والمحاضرة.

• خلاصات وتوصيات:
وعلى ضوء العروض والتعقيبات والمناقشات التي حفلت بها هذه الدورة وأبانت عن أهمية وعلى ضوء العروض والتعقيبات والمناقشات التي حفلت بها هذه الدورة وأبانت عن أهمية الموضوع وقدر الحاجة إليه وإلى مزيد من التفاصيل فيه، والنتائج المترتبة عليه، قدمت مجموعة من التوصيات التنظيمية والعلمية والمنهجية نوردها كما يلي:
ـ نصر إصرار كبيرا على جعل هذه الدورة موعدا سنويا ثابتا، أو نقله لمدن مغربية أخرى، مع إحكام جوانبها التنظيمية.

ـ نشر وتعميم أشغال الندوة عبر وسائل الإعلام المتاحة وإخراجها في كتاب مطبوع لتعميم الفائدة وإنفاق العلم.

ـ إنشاء مجلة دورية متخصصة في المقاصد تحت إشراف فريق متخصص.

ـ إنشاء هيئة علمية تجمع المقاصديين وتوحد علمهم وعملهم.

ـ تنظيم ندوة خاصة بالعلامة محمد مصطفى شلبي وعمله التجديدي.

ـ إنشاء ورشة عمل من رموز المقاصد في العالم الإسلامي تعالج قضايا الأمة المعاصرة بعلم مقاصد الشريعة.

ـ مشروع مقياس المقاصد يطبق على الدول والحكومات والسياسات ومدى احترامها والتزامها بذلك.

ـ إصدار تقرير دوري للحالة المقاصدية يراقب ما يحدث على الواقع ونقل ذلك للفاعلين وأصحاب القرار.

ـ رصد أهم المجالات والعلوم التي تحتاج إلى تفعيل المقاصد في مضمونها وبيان أثر ذلك على المقاصد والعلوم المختلفة وعقد ندوات خاصة بها.

ـ الاهتمام أكثر فأكثر بالنماذج السياسية والواقعية التي أعملت فيها المقاصد ومآلات ذلك، والنماذج الأخرى التي أهملت فيها المقاصد ومآلات ذلك.

ـ موضوع إثبات المقاصد الشرعية له جدته ويستحق أن تفرد له الدورات والمؤلفات ويوجه له الباحثون والجامعيون.

ـ اقتحام قضايا جديدة غير مطروقة يوجد فيها فراغ مقاصدي مثل عقود العمل والعمال…

ـ دعوة رموز المؤولة الجدد للمقاصد للندوات العلمية للوصول معهم لمقاربة تشاركية.

ـ تنظيم دورة تدريبية في المفاهيم والمصطلحات المقاصدية لتوحيد التصور المقاصدي وإصدار معجم المصطلحات المقاصدية.

ـ الدعوة إلى الأجوبة عن أسئلة تكون محور دورات أو مؤلفات وبحوث مثل: ما فائدة تعليل الحكم على المكلف وعلى الشريعة عموما؟ وهل قصد الشارع بقاء العلل خفية أم لم يقصد؟

ـ عقد دورة أو دورات حول قضية تطبيق الشريعة ووضع خطة علمية مدروسة حولها وإصدارها في كتاب.

ـ عقد ندوة أو مؤتمر علمي يتناول تقييم التجارب المعاصرة لعدد من الدول الإسلامية في تطبيق الشريعة، كالسعودية والسودان وإيران والكويت وماليزيا وباكستان وأفغانستان وبروناي وغيرها.

ـ توجيه الطلبة والباحثين في الماستر والدكتوراه إلى إعداد بحوث علمية في مجالات السياسة الشرعية وعلاقتها بمقاصد الشريعة الإسلامية.

ـ توجيه الباحثين لتعميق البحث في موضوع "القصد الشخصي والقصد العرفي وأثرهما في النوازل المعاصرة".

ـ مطالبة شعب الدراسات الإسلامية وكليات الشريعة بتخصيص مادة للسياسة الشرعية.

ـ الدعوة إلى تنظيم دورة مقاصدية تجمع علماء الشريعة وعلماء القوانين الوضعية في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية.

ـ الاهتمام بالقضايا الشائكة التي لم يتحرر فيها القول وجمعها وعرضها على علماء المقاصد للنظر فيها ومعالجتها وفق قواعد النظر المقاصدي.


اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Back to Top