نظم مركز دراسات المخطوطات الإسلامية التابع لمؤسسة الفرقان يوم الأربعاء، 28 نوفمبر 2012، محاضرة عامة عنوانها: "التحقيق النقدي للمخطوطات في الماضي والحاضر والمستقبل"، ألقاها الأستاذ الدكتور قاسم السامرائي، أستاذ سابق اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعات كمبردج، وبغداد، وليدن، وغار يونس (ليبيا)، وابن سعود (العربية السعودية).
وحظيت المحاضرة بإعجاب الجمهور، إذ قدم الأستاذ الدكتور السامرائي وجهة نظر حصيفة فيما يلي: (أ) المؤهلات المطلوبة من محقق المخطوطات الإسلامية؛ (ب) تاريخ تحقيق الأعمال العربية وتطوره؛ (ج) إصدارات الطبعات المحققة بصورة نقدية للمخطوطات في الزمن المعاصر. جرى نقاش واسع بعد المحاضرة حول الموضوع، أسهم فيه عدد كبير من الحاضرين.
إن الأسباب التي دعت الأستاذ الدكتور السامرائي إلى بحث مثل هذا الموضوع الواسع هو أنه في حين أن عملية تحقيق مصادر الكتاب المقدس، والمصادر اليونانية الكلاسيكية، والمخطوطات الرومانية قد حظيت بدراسة شاملة، ووثقت بفضل إنتاج مئات، بل آلاف من الكتب والمقالات التي تعالج هذا الموضوع، نجد أن تحقيق المخطوطات العربية مازال بحاجة إلى اهتمام العلماء في جوانبه كلها.
افتتح الأستاذ الدكتور السامرائي محاضرته بتعريف التحقيق النقدي لأي نص، ثم أكد على عدد من الشروط، بوصفها مؤهلات مطلوب توافرها في المحقق الجيد للمخطوطات الإسلامية، كأن يتمتع بمعرفة عميقة بموضوع النص وبفهم شامل لمصطلحات الخطوط، وعلاماتها التقنية ورموزها، والأنظمة المختلفة المتبعة في ترتيب الكلمات التعقيبية، والنسخة النموذجية للنص، والنسخة المبيّضة الأصلية المكتوبة بخط المؤلف، وموثوقية اسم الناسخ والمؤلف وزمان النسخ ومكانه، ولغة مؤلف المخطوطة وعصره، وسجلات الملكية، وغير ذلك.
عرض الأستاذ الدكتور السامرائي تاريخاً موجزاً لتحقيق المخطوطات الإسلامية، إذ ذكر النصوص العربية التي حققها المستشرقون قديماً، ونسخها المطبوعة وإشكالاتها. ركزت المحاضرة كذلك على بعض العقبات التي ربما يواجهها المحقق.
اختتم الأستاذ الدكتور السامرائي محاضرته بإظهار الحاجة الملحة للدورات التدريبية لمحققي المخطوطات الإسلامية، لأن تحقيقاتنا أسوأ من التحقيقات التي يصدرها المستشرقون. وأضاف إلى أن مستقبل تحقيق المخطوطات الإسلامية يعتمد على التدريب الجيد للمحققين، وعلى التقنيات الجديدة لدراسة المخطوطات.
جرت مناقشات وتعليقات معمقة بعد المحاضرة شارك فيها عدد من الأساتذة، وطلبة الدكتوراه، والباحثين، وغيرهم.