تحقيق النص التراثي

20-24.04.2014
مدينة الكويت، الكويت
الدورات التدريبية مركز المخطوطات
شارك:

في إطار برنامج عمل مشترك قائم بين مركز دراسات المخطوطات الإسلامية التابع لمؤسسة الفرقان للتراث ‏الإسلامي، ومعهد المخطوطات العربية، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، واللجنة الوطنية الكويتية للتربية والعلوم ‏والثقافة، ومكتبة الكويت الوطنية، نظّم المركز دورة تدريبية عملية ‏في تحقيق المخطوطات الإسلامية تحت عنوان "تحقيق النص التراثي"، وذلك من 20 إلى24إبريل 2014، بمكتبة الكويت الوطنية. واستهدفت الدورة بالأساس أبناء دولة الكويت والعاملين فيها من المعنيين بالتراث المخطوط وصنعة التحقيق، وذلك بغرض التأسيس ‏لأجيال جديدة من المحققين من جهة، وتطوير المهارات التي يمتلكها العاملون في المؤسسات الأكاديمية والهيئات المعنية بالتراث، من ‏جهة أخرى.

The Eighth Training Course on Editing Islamic Manuscripts, under the title: "Editing the traditional text", held by Al-Furqan Islamic Heritage Foundation
جانب من أعمال الجلسة الافتتاحية

وفي الجلسة الافتتاحية، صبيحة يوم الأحد 20 إبريل، أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، المهندس علي اليوحة، أن حفظ التراث الإنساني وتوثيقه مسؤولية مشتركة بين الباحثين والمؤسسات الثقافية. والمجلس الوطني - ومنذ انشائه - يضطلع بمهام عديدة، يأتي في مقدمتها «حفظ وتوثيق التراث الشعبي والتراث العربي». وأضاف بأن دورة "تحقيق النص التراثي" هي جزء من اهتمامات المجلس الوطني، وأشار أن الأمانة العامة للمجلس لم تدّخر جهدا في حفظ وتوثيق التراث الانساني والموروث الشعبي بكل صوره وأدواته، سواء من خلال قطاع الثقافة والفنون، ممثلا بـ «مراقبة التراث العربي» ومكتبة الكويت الوطنية، أو من خلال أنشطة المجلس الوطني على مدار العام، متمنيا لجميع الباحثين والدارسين والمشاركين في الدورة تحقيق الأهداف المرجوة، لتقديم ما فيه خدمة التراث الانساني الذي نحمل أمانة صيانته وتحقيقه ونقله للأجيال القادمة في أفضل صورة.

ومن جانبه، قال الأمين العام للأمانة العامة للجنة الوطنية الكويتية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، الدكتور عبد اللطيف البعيجان: "إن المخطوطات تحتل مكانة متقدمة عند شعوب العالم، فهي ذاكرة التاريخ والعلوم واللغة لأية أمة، وهي الرافد الذي يغني العلوم والثقافة والفن، على الرغم من التواتر المستمر لحركة التقدم المعرفي والتقني الذي يشهده العالم".

أوضح البعيجان الدور الفاعل لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في موضوع المخطوطات، ايمانا منها بضرورة الحفاظ على الهوية التراثية والثقافية للشعوب. وقد ترجم هذا التوجه على أرض الواقع عبر قيام المنظمة بإبرام كثير من الاتفاقات مع المراكز المتخصصة بصون المخطوطات، وتوفير الخبرات والخبراء، وإقامة الدورات وورش العمل، وتبنيها العديد من الخطط لإنقاذ التراث وترميم المخطوطات؛ والشواهد كثيرة في وقتنا الحاضر في ما خلفته الحروب والنزاعات تجاه التراث الثقافي للبشرية.

وبدوره، قال مدير معهد المخطوطات العربية، الدكتور فيصل الحفيان، إن للكويت فضلا كبيرا في تأسيس معهد المخطوطات العربية، وأن قضية التراث المخطوط مهمة جدا، لأن المخطوطات هي الأكثر قدرة على بناء الحضارة الإنسانية. ونوه الى أن هذه هي الدورة الأولى من نوعها في مسألة تحقيق النص التراثي، مؤكدا أن مواجهة النص في ما يعرف بـ«صنعة التحقيق» تحتاج الى أدوات خاصة، ومن أهمها أخلاقيات التحقيق، بالإضافة الى أدوات التحقيق المهنية الأخرى.

The Eighth Training Course on Editing Islamic Manuscripts, under the title: "Editing the traditional text", held by Al-Furqan Islamic Heritage Foundation
جانب من أعمال الدورة التدريبية

وأعرب المدير التنفيذي لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الأستاذ صالح شهسواري، عن شكره وتقديره لدولة الكويت على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، كما أعرب عن سعادته بهذا العمل المشترك القائم بين المراكز ‏الأربعة، وأثنى على كل المشاركين في دورة تحقيق النص التراثي، مستعرضا مجالات اهتمام مؤسسة الفرقان في عملية الرصد الشامل للمخطوطات الإسلامية، مؤكدا أنها مخطوطات لا تحصى في أكثر من مئة دولة حول العالم، وأن مؤسسة الفرقان قامت بفهرسة حوالي مئة ألف مخطوطة في مكتبات مهمة حول العالم. وقال إن مؤسسة الفرقان تعمل على أربعة محاور أساسية، وهي تحقيق نصوص القران وعلومه، والفقه وأصوله، ومخطوطات العلوم والتاريخ، بالإضافة الى حفظ وتحقيق التراث الفلسطيني كمحور خامس ضمن اهتمامات مؤسسة الفرقان.

وعقب الافتتاح الرسمي لأعمال الدورة، أقيمت محاضرة تمهيدية بعنوان "التحقيق علم وصنعة"، ألقاها مدير مركز البحوث والدراسات الكويتية، الأستاذ الدكتور عبد الله يوسف الغنيم، والذي حظي بتكريم الأمانة العامة للمجلس الوطني، بمناسبة اختياره شخصية العام التراثي لعام 2014.

واستعرض الغنيم في المحاضرة أهمية التحقيق في التراث، وأن هناك العديد من المخطوطات وكتب التراث تستحق إعادة النظر والعمل عليها من جديد، مؤكدا ان العديد من كتب التراث المعروفة والمشهورة محققة بشكل غير صحيح.

وغطت الدورة موضوعات كثيرة، من بينها:

الخطوات الأساسية في صنعة التحقيق، التي تبدأ بالتفكير في اختيار النص، مرورًا بتوثيقه، وآليات البحث ‏عن نُسخه، وقراءة النص وتحريره ونقده ودراسته وخدمته.‏
وحاضر في هذه الدورة مجموعة من المختصين، وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور عبد الله الغنيم، والأستاذ إبراهيم شبوح، والدكتور فيصل الحفيان، والدكتور محمد أحمد الدالي وغيرهم.

The Eighth Training Course on Editing Islamic Manuscripts, under the title: "Editing the traditional text", held by Al-Furqan Islamic Heritage Foundation
الأستاذ الدكتور عبد الله الغني

وشهدت مكتبة الكويت الوطنية ‏ يوم الخميس 24 ابريل اختتام دورة "تحقيق النص التراثي"، حيث أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، المهندس علي اليوحة، على أن المجلس الوطني معني ببناء كوادر وطنية تمتلك الخبرة والمهارة في صنعة وحرفة تحقيق التراث وقراءة المخطوطات، مشيراً إلى خطة تستهدف تحقيق ذلك خلال العام الجاري. وثَـمًّن اليوحة جهود كل الباحثين والأساتذة المتخصصين الذين شاركوا في الدورة ونظموها، مؤكدا أن مشاركتهم في ورش هذه الدورة كان بمثابة قيمة مضافة، في مضمار البحث العلمي في توثيق التراث. ولفت إلى تضافر الجهود في المجلس الوطني والمؤسسات الخاصة للتركيز على تكثيف مثل هذه الدورات المهمة، مشيرا إلى إمكانية تسخير التكنولوجيا في تحقيق التراث، الأمر الذي يثري الأجيال في تعاقبها، وقال إن عدد المنتسبين الكبير يدل على أهمية هذه الدورة.

ومن جانبه ثمن الأستاذ ابراهيم شبوح، عضو مجلس خبراء مؤسسة الفرقان للتراث الاسلامي، هذا الجهد المشترك بين المؤسسات المنظمة للدورة وشجع عليه، كما أكد أن قضية التراث ليست حبيسة الزمان، لأن التراث هو امتدادنا في الماضي وأداتنا في الحاضر، للبحث عن قيم حديثة تكون مرتكزاتنا للمستقبل، مشددا على أن التراث الإسلامي انتقل انتقالا مباشرا بالترجمة، ليتحول الى دافع وعنصر فعال في نشأة العلم الحديث الذي نحن فيه الآن، مشيرا على أن التراث يعطينا الإحساس بالذات في الحضارة الحديثة.

2325-03.JPG
توزيع شهادات المشاركة والتكريم على الأساتذة والمشاركين في الدورة

وجدد الدكتور فيصل الحفيان، مدير معهد المخطوطات العربية، الشكر والعرفان لدولة الكويت، وأكد بأن دورة "تحقيق النص التراثي" ليست دورة عادية سريعة، وإنما هي دورة ستفتح أفقا في مجالات تعاون مختلفة، تسهم في حركة إحياء التراث، الذي يعد من القضايا العصرية الحديثة، لأنه رمز لاستدعاء المفيد للتاريخ، للاستعانة به على متطلبات الحاضر وصناعة المستقبل.

وباسم المنتسبين في الدورة، والبالغ عددهم حوالي 50 باحثا ومتدربا، ألقى الأستاذ صالح المسباح كلمة، شكر فيها المؤسسات المنظمة للدورة والسادة الدكاترة المدربين، وقال: "باسم المنتسبين في دورة تحقيق النص التراثي، نتقدم لكم وللجهات المنظمة بخالص الشكر والعرفان على ما بذلتموه من جهد في سبيل نشر العلم والمعرفة، وتدريب الأجيال الجديدة على فن وحرفة تحقيق التراث".

وأكد على استفادة المنتسبين في الدورة كثيراً، وبِكَـمّ المعلومات التي ستكون لهم زادا للمضي قدماً في البحث والدرس في مجال تحقيق التراث، معربا عن أمنياته على الجهات المنظمة الاستمرار ومواصلة هذا العمل المشترك بإقامة مثل هذه الورش والدورات العملية في هذا المجال الثري والمهم.

The Eighth Training Course on Editing Islamic Manuscripts, under the title: "Editing the traditional text", held by Al-Furqan Islamic Heritage Foundation, Abdullah Yusuf al-Ghunaim presenting certificates to the participants of the course
الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة يكرم الأستاذ الدكتور عبد الله الغنيم

إلى ذلك، قام الأمين العام المهندس علي اليوحة، الدكتور عبد اللطيف البعيجان، والدكتور حسين الأنصاري، والدكتور عبد الله الغنيم، والدكتور فيصل الحفيان، والأستاذ إبراهيم شبوح، والأستاذ محمد دريوش بتكريم المنتسبين في الدورة، وتوزيع شهادات المشاركة والتكريم. وشمل التكريم أيضا الأساتذة والدكاترة المحاضرين.

التغطية الإعلامية للدورة

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Back to Top