نظم مركز دراسات المخطوطات الإسلاميّة التّابع لمؤسّسة الفرقان للتراث الإسلامي دورة علمية تدريبية مكثَّفة (نظرية وتطبيقية) في تحقيق الـمخطوطات بالتعاون مع مَركز تحقيق النُّصوصِ بالأزْهر الشّـَريف تحت عنوان: "تحقيق مخطوطات العلوم الشرعية وعلم الكلام" من 23 -27 رجب 1434 هـ الموافق 2-6 يونيو 2013م، بمركز الأزهر للمؤتمرات - مدينة نصر، القـاهرة.
وتناولت الدورة التدريبية كل جوانب التحقيق وخطواته ومناهجه، إضافة إلى قواعد النشر العلمي للنصوص الشرعية وعلم الكلام.
وقام بالتدريس فيها نخبة مميّزة من الأساتذة المحقّقين الأعلام المختصين في الموضوعات المختلفة لعلوم الـمخطوطات من مصر وغيرها.وقد شارك فيها 42 متدربا من ذوي المستويات الجامعية العالية من الباحثين المحققين أو من يعملون بمراكز تحقيق النصوص أو المكتبات أو المُقيَّدين بمرحَلة الدِّراسَات العُليَا (المَاجستير والدُّكتُوراه)، أو للسَّادة أعْضَاء هَيئة التَّدريس بالجَامعَات المصريَّة في تخصُّصات الفَلْسَفة والعُلوم الإسلامية. وبالإضافة إلى مصر، شارك في هذه الدورة أساتذة وطلبة من السودان واندونيسيا وليبيا والجزائر وتركيا وسوريا والمملكة المتحدة(بريطانيا) والمملكة العربية السعودية وباكستان.
وتناول رئيس قسم المشاريع والمنشورات بمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الأستاذ محمد دريوش، في حفل افتتاح الدورة، كلمة عبّر في مستهلها شكره للجهات المتعاونة، وخاصة فضيلة الشيخ أحمد الطيب - شيخ الأزهر الشريف، ومدير مركز تحقيق النصوص - الدكتور أيمن فؤاد سيد، كما رحب بالسادة الحضور: من أساتذة ومشاركين ومسؤولي الجامعة والضيوف. ثم لفت الأنظار إلى أهمية مثل هذه الدورات، والهدف من وراء تنظيمها، الذي يتمثل في استنهاضِ هممِ المتدرّبين وتنمية الوعي المعرفي لديهم، وتعريفهم بالمخطوطات الإسلامية، وما تحمله من كنوزٍ مثمرة، وبيان أهميتِها من الناحيةِ العلميةِ والتاريخية، وتأهيل جيلٍ جديد من الباحثين المتخصصين في علم المخطوطات، قادرين على خوضِ غمارِه، بحثًا ودراسةً وتحقيقًا.
أما الأستاذ الدكتور أيمن فؤاد سيد، مدير مركز تحقيق النصوص، فقد نبه في كلمته على أهمية هذه الدورات، كما أثنى على حسن التعاون مع مؤسسة الفرقان، متمنيا أن تستمر هذه الدورات سنويا. وأشار إلى أن الهدف من هذه الدورات المتخصصة هو تكوين جيل جديد من الشباب الباحثين المتخصصين في موضوع نقد النصوص القديمة، نظرا لوجود فجوة كبيرة بين جيل الرواد من المحققين الذين اثروا المكتبة العربية بأمهات النصوص المحققة من أمثال عبد السلام هارون ومحمود شاكر واحمد شاكر ومحمد أبو الفضل إبراهيم وفؤاد سيد ومحمد عبد الخالق عضيمة ومحمد مصطفى زيادة وغيرهم، وكذلك من اهل الشام والعراق والمغرب العربي أمثال محمد كرد علي وخليل مردم ومحمد بهجت الأثري ومصطفى جواد ومحمد بن تاويت الطنجي وغيرهم. وهذا لا يتأتى إلا بالممارسة العملية والتطبيق على العديد من النصوص. وقد بدأ الأزهر في تدارك ذلك بتطبيق ما ورد في المادة السادسة من قانون تطوير الأزهر، إذ قام بتأسيس مركز تحقيق النصوص والعمل على جمع ونشر وتوثيق التراث وإذاعته. كما عقد اتفاقية مع مؤسسة الفرقان لإقامة دورات تدريبية دورية في تحقيق النصوص.
تلاه ممثل الأساتذة الدكتور محمود مصري، الذي نبّه فيها على أن الاهتمام بالتراث ودراسته والتعرف عليه والتعريف به هو من صميم الاهتمام بذاكرة الأمة، وأشاد بمؤسسة الفرقان على تنظيمها لهذه الدورة، حاثا الطلبة والمهتمين بالتحقيق إلى مزيد من العناية بهذا العلم.
وانطلقت بعدها مباشرة أعمال الدورة التي تناولت مفهوم التحقيق ومراحله ومشكلاته، وتأصيل قواعد تحقيق النصوص عند المسلمين، وركزت على تحقيق مخطوطات العلوم الشرعية، من بينها الفقه وأصوله، والحديث، وتحقيق نصوص علم الكلام والفلسفة الاسلامية. وتخللت الدورة ورشات وحصص تطبيقية.
وشهد اليوم الأخير من الدورة جلسة مفتوحة، أجاب فيها الأساتذة على أسئلة المشاركين، كان أهمها كثرة اختلاط المفاهيم عندهم بين الأساتذة المتأثرين بالمستشرقين والأساتذة الذين ذهبوا إلى القول بأن علم التحقيق هو علم عربي أصيل.
كما وزعت إثرها الشهادات وألقيت قصيدة فيها ثناء على مؤسسة الفرقان وراعيها معالي الشيخ أحمد زكي يماني.