علم المخطوط العربي: التراث الإسلامي المخطوط ومكانته في مجموعة الإسكوريال

شارك:

نظّم مركز دراسات المخطوطات الإسلامية التابع لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بالتعاون مع فنداثيون خينيرال لـجامعة كومبلوتنسي في مدريد الدورة التدريبية الثانية بعنوان "علم المخطوط العربي: التراث الإسلامي المخطوط ومكانته في مجموعة الإسكوريال".

وقد انعقدت الدورة التدريبية في الفترة من 20 إلى 24 يوليو 2015م، بـسان لورينثو دي الإسكوريال الواقعة 45 كيلومتر شمال غرب العاصمة مدريد، في إطار الدورات الصيفية لـجامعة كومبلوتنسي.

2458-01.JPG
منسقة الدورة الدكتورة نوريا مارتينيز- دي- كاستييا مونيوث، ماريا ناغوري فيرّير، نائبة رئيس الجامعة للامتداد والثقافة والرياضة والأستاذ صالح شهسواري المدير التنفيذي المؤسسة

فقد شكلت هذه الدورة للمشاركين مدخلاً محورياً إلى علم المخطوطات العربية، زودتهم بالمنهجية الصحيحة لتحليل المخطوطات العربية في إطار أبحاثهم؛ بالإضافة إلى ذلك، فقد أتاحت لهم الدخول إلى إحدى أهم مجموعات المخطوطات العربية في أوروبا (والأكبر في إسبانيا)، وهي مجموعة المكتبة الملكية في دير سان لورينثو بالإسكوريال.

التحق بالدورة ستة عشر مشاركاً من بلدان مختلفة (منها الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وسويسرا والمجر وإندونيسيا)، في مختلف التخصصات المتعلقة ببحوث المخطوطات العربية.

حاضر في الدورة أبرز الخبراء في مجال علم المخطوطات الإسلامي وتاريخ المخطوطات العربية في إسبانيا، وهم: الدكتور آدم غاشيك، رئيس مكتبة الدراسات الإسلامية والمحاضر في دراسات المخطوطات العربية سابقاً بجامعة مكغيل (مونتريال) ؛ والدكتور فرانسوا ديروش، المتخصص في المخطوطات العربية وهو حالياً أستاذ محاضرة بـكوليج دي فرانس (باريس)، حيث يشغل كرسي "تاريخ القرآن: النص والنقل"؛ والدكتورة ماريا خيسوس فيغويرا، بروفيسور الدراسات العربية والإسلامية بـجامعة كومبلوتنسي في مدريد، وهي من الشخصيات الرائدة في دراسات المخطوطات العربية في المجموعات الإسبانية؛ والدكتورة نوريا مارتينيز- دي- كاستييا مونيوث، المحاضرة بقسم الدراسات العربية والإسلامية بـجامعة كومبلوتنسي في مدريد، وزميلة بمعهد واربورغ (لندن)، وهي منسقة الدورة؛ وخوسيه لويس ديل بايي ميرينو، مدير المكتبة الملكية في دير سان لورينثو بالإسكوريال منذ 1994م.

في صبيحة يوم الاثنين 20 يوليو انطلقت أعمال الدورة بكلمات ترحيب من منسقة الدورة الدكتورة نوريا مارتينيز- دي- كاستييا مونيوث، تلتها ماريا ناغوري فيرّير، نائبة رئيس الجامعة للامتداد والثقافة والرياضة، حيث أثنت على نجاح الدورة المتميز وتمثيلها مجال العلوم الإنسانية في إطار الدورات الصيفية. بدوره قام الأستاذ صالح شهسواري، المدير التنفيذي لمؤسسة الفرقان، بشكر جامعة كومبلوتنسي على استضافة الدورة، ورحب بالحضور. وقد أشار إلى أهمية مثل هذه الدورات في أوروبا (وغيرها) في دراسة التراث الإسلامي المخطوط خاصة وعلم المخطوط عامة، وجهود المؤسسة في تنظيم الدورات التدريبية في علم المخطوطات، وتحقيق وفهرسة المخطوطات حول العالم.

تعلقت المحاضرة الأولى، والتي ألقتها الدكتورة نوريا مارتينيز- دي- كاستييا مونيوث، بمقدمة عن تاريخ مجموعة المخطوطات العربية بالمكتبة الملكية في دير سان لورينثو بالإسكوريال. تلتها ملاحظات تقنية من الدكتورة ماريا خيسوس فيغويرا مولينس حول طبيعة مجموعة المخطوطات هذه، والمجموعات الإسبانية والمغاربية. بعد ذلك قام مدير المكتبة الملكية، خوسيه لويس ديل بايي ميرينو، بالتعليق بشكل عام على مجموعة المخطوطات الكاملة.

2458-05.JPG
البروفيسور آدم غاشيك كان من ضمن الأساتذة المحاضرين خلال الدورة

أسس فيليب الثاني المكتبة الملكية في الإسكوريال في 1565م بالتقريب، وهي تحوي 6,000 مخطوطةـ تتضمن 13,000 عنوان (باللغات العربية، العبرية، اليونانية، الصينية، الفرنسية، الإيطالية، الكاتالان، البلنسية، البرتغالية، والقشتالية) تعود كتابتها إلى ما بين القرن الثالث عشر والتاسع عشر؛ وايضاً 456 تعود إلى أول عهد الطباعة (القرن الخامس عشر)؛ و30,000 كتاب طبع بين القرن السادس عشر والواحد والعشرين؛ و22 نشرة دورية، و 35,769 وثيقة أرشيفية (من القرن السادس عشر إلى التاسع عشر)، ومصادر أخرى، منها أرشيف للموسيقي، والأعمال الفنية المطبوعة، والرسومات، وقطع النقد، والميداليات، والمجلدات المحاسبية، وشهادات أصالة القطع الأثرية (من القرن السادس عشر إلى التاسع عشر).

تضمن البرنامج جلسات صباحية، تناولت الجوانب النظرية لدراسة المخطوطات العربية. وبالأخص، قام الدكتور فرانسوا ديروش بإدارة النقاش حول الحوامل والكراسات؛ والأمدة وتنظيم الصفحات؛ والتذهيب والتزويق والتجليد العربي. من جانبه، قدم الدكتور آدم غاشيك أنواع الخطوط والإنتساخ، بما فيها أوائل الخطوط العربية، وما تلاها من خطوط "منتظمة" وإقليمية، وكذلك فحص أمثلة من الملكيات، والأختام، وإدراجات أخرى.

أما الجلسات المسائية فقد انتظمت بالمكتبة الملكية في دير سان لورينثو، وتضمنت فحص المخطوطات العربية في المجموعة. وقد تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات، حيث قامت كل مجموعة بتحليل مخطوطات مختارة، على ضوء ما تمت دراسته في الجلسات النظرية الصباحية، أي نوع الورق، والخط، والعناصر خارج النص في المخطوط، والتذهيب، الخ... وقد طلب إليهم عرض خلاصة تحليلاتهم على المشاركين والأساتذة تحت توجيه الدكتور فرانسوا ديروش، والدكتور آدم غاشيك، والدكتورة نوريا مارتينيز- دي- كاستييا.

2458-04.jpg
صورة جماعية في اليوم الختامي للدورة

اختتمت الدورة يوم الجمعة 24 يوليو بمحاضرة للدكتور فرانسوا ديروش عن تذهيب وتزويق المخطوطات، وزعت بعدها الشهادات على المشاركين. واختتمت الدورة بكلمات لكل من الدكتورة نوريا مارتينيز دي كاستيا والأستاذ صالح شهسواري، مدير مؤسسة الفرقان، اللذين شكرا الطلبة لمشاركتهم الفعّالة في الدورة وتبادلهم للخبرات، بوصفهم باحثين في مجال التراث الإسلامي المكتوب. وقد انتهى الأستاذ صالح شهسواري كلمته بالتعبير عن شكره لجامعة كومبلوتنسي للدورات الصيفية ومكتبة الإسكوريال على استضافتهما لأعمال الدورة للعام الثاني على التوالي، متمنيا إعادتها في 2016م.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Back to Top