بما أن القرآن الكريم أنزل أولا بالعربية، فقد جرى حفظ "العربية" بعناية، ومن ثم تقدير الخط العربي من قبل المسلمين كافة.
ظل الحرف العربي خلال أربعة عشر قرناً مجال إبداع وأصالة مستمرين. استلهم الكثيرون من الخطاطين هذا الحرف سعياً إلى إبداع آفاق جديدة من التعبير الفني، الأمر الذي أدى إلى ظهور أشكال متنوعة ومدارس مختلفة.
ظل الحرف العربي خلال أربعة عشر قرناً مجال إبداع وأصالة مستمرين. استلهم الكثيرون من الخطاطين هذا الحرف سعياً إلى إبداع آفاق جديدة من التعبير الفني، الأمر الذي أدى إلى ظهور أشكال متنوعة ومدارس مختلفة.
صار الخط، منذ زمن مبكر، من أكثر الفنون الإسلامية خصوصية لارتباطه بأشكال التراث الثقافي الإسلامي المتنوعة. إذ نجد نقوشاً بالخط في كل مكان: على المواد اللينة والصلبة، وفي مخطوطات على صروح معمارية، وعلى الخشب، والمعادن، والزجاج، والعاج، والعظام، والجلود؛ ونجد فيها تنوعاً في الأساليب: المخطوطة، والمنحوتة، والمحفورة. هذه الأشكال كلها تضع الخط في قمةالفنون المرتبطة بالعقيدة.
ظهر، على مر القرون، نخبة من الخطاطين الذين أسهمت روائعهم في تخليد فنون زمانهم.
في يومنا هذا، يتمثل هذا التراث جلياً في أعمال الخطاط الموهوب رشيد بط. إذ نال منذ بداياته الأولى في وطنه باكستان إعجاباً وتقديراً، وفاز بجوائز كبيرة ليس فقط في موطنه بل في بلدان أخرى عديدة. وبما أن الفرقان تؤمن بأهمية الحظ بوصفه جوهر التراث الإسلامي، أقامت معرضاً لأعمال الخطاط رشيد بط. افتتح المعرض رئيس مؤسسة الفرقان معالي الشيخ أحمد زكي يماني بحضور السيد بط وابنته سارة، والتي تعاون أباها في وضع كل اللمسات الدقيقة في الزخارف التفصيلية من أعمال والدها.
كما أقام الأب وابنته ورشات لتلامذة المدارس وطلبة الفنون بمنطقة ويمبلدون على شرف المعرض. ونالت إعجاب وثناء الحضور،إذ استمتع الطلبة بالرسم والرسم الاستشفافي والتلوين على أسلوب الخطاط رشيد بط.
ترتبط أعمال رشيد بط بأفضل مدارس الخط الإيرانية، وخصوصاً المدرسة التيمورية، ويظهر في أعماله كذلك رقة الخطاطين الأتراك، كما ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتراث العربي القديم: من الخط الكوفي إلى أعمال ابن مقلة، وابن البواب، وابن التوحيدي. ويمزج رشيد بط أيضاً عناصر فن الخط الصيني في أعماله، مؤلفاً بذلك منظور لوحاته ذات المكونات الزخرفية والخطية.
يتميز رشيد بط بمقدرته على الابتكار، والتوليد، والإحياء بفضل أصالة توزيعه للمكان واستخدامه المواد الطبيعية، واستخدامه التدريجي للأحبار الملونة – من الباهت إلى الساطع. إنه يستخدم الخط الكوفي لكتاباته القرآنية، بالعودة إلى فناني الخط الكوفي الذين كانوا يكتبون "المصحف خلال القرون الثلاثة الأولى من الإسلام. يجمع تقاليد الكتابة الشرقية مع الطابع المميز لشخصيته، كما أن التوازن الموجود في طاقته الإبداعية يكشف عن استخدامه لأنماط مختلفة من الخط: الكوفي، والثلث، والتعليق، وغير ذلك.