مـَـآلات الأفْعَـال في المصْطَلَح المقاصِــدي

09.11.2012
الشارقة، الإمارات العربية المتحدة
محاضرات مركز المقاصد
شارك:

شهدت "قاعة الفكر" بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وذلك يوم الجمعة 24 من ذي الحجة 1433هـ الموافق 9 نوفمبر 2012م، محاضرة تحت عنوان "مـَـآلات الأفْعَـال في المصْطَلَح المقاصِــدي" ألقاها الأستاذ الدكتور محمد كمال الدين إمام، عضو مجلس خبراء مركز المقاصد بمؤسسة الفرقان، وذلك في إطار النشاطات التي نظمتها مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي ضمن فعاليات المعرض. وأدار هذه الجلسة الدكتور إبراهيم البيومي غانم، عضو مجلس خبراء مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية التابع لمؤسسة الفرقان، والذي قدم في مستهل هذا اللقاء نبذة عن موضوع المحاضرة والحياة العلمية للمحاضر. كما أشار إلى أن هذه المحاضرة هي استكمال لمحاضرة "المصلحة في المصطلح المقاصدي"، وفي انتظار المحاضرة الثالثة والتي عنوانها التعليل في المصطلح المقاصدي، ستكتمل دائرة البحث في المصطلح المقاصدي على النحو الذي اعتمده الدكتور محمد كمال الدين إمام في كتابه الضخم "الدليل الإرشادي إلى مقاصد الشريعة الإسلامية".

2175-08.jpg
الدكتور غانم يقدم الدكتور محمد كمال إمام

ثم تناول الدكتور إمام الكلمة ليؤكد أن هدف هذه الدراسة هو ضبط معنى مقاصد الشريعة الإسلامية من خلال تحليل عناصرها، وردّها إلى مكوّناتها الأصلية. كما أكد أن البحث الفقهي الدقيق أثبت أن مآلات الأفعال هي منهج في التعامل مع النوازل والقضايا العملية في كل المذاهب الفقهية الإسلامية، واعتبار المآل هو الإطار الموضوعي الضامن لسَلامة عمل المجتهد في أحكام الشرع، ومن ثم تنزيلها على أفعال المكلفين، والتثبت من تحقيق مقاصد الشريعة وتحقيق مناطات الأحكام.

وأشار المحاضر إلى أن النظر في مآلات الأفعال يرتبط بالكثير من مصادر التشريع، بل إن العلاقة بين بعضها ومآلات الأفعال مثل سد الذرائع، هو علاقة سبب ومسبب، سلوك ونتيجة، وهذه العلاقة تجد امتدادها في ارتباط الوسائل بالمقاصد إباحة ومنحا على اعتبار أن كل وسيلة توقف تحقيق قصد الشارع عليها فهي مشروعة، وإن كانت ممنوعة، وكل وسيلة أدت إلى مناقضة مؤكدة لقصد الشارع فهي باطلة، وإن كان الأصل فيها الإذن.

2175-10.JPG
الأستاذ الدكتور محمد كمال الدين يختتم محاضرته بتعقيب على أسئلة الحضور

وفي نهاية المحاضرة تقدم الدكتور إبراهيم البيومي غانم بمداخلة تحليلية عن المحاضرة. وقد دار التعقيب حول ثلاث مسائل أثارتها المحاضرة:

ـ المسألة الأولى هي: موقع مفهوم المآلات من مجمل النسق المعرفي الأصولي. وأشار إلى أن هذا المصطلح لم ينل العناية الكافية من الباحثين والمدققين المعاصرين. وأكد على أن مما يدل على أهمية هذا المصطلح هو أنه يقع في منطقة الحكم الوضعي ـ بالمعنى الشرعي، ـ ومن هنا فإن التعمق في بحث وإدراك مآلات الفعل تكتسب أهميتها العملية.

المسألة الثانية هي: صلة مآلات الأفعال بقاعدة الذرائع سدا وفتحا. وقد خالف الدكتور إبراهيم ما ذهب إليه الدكتور إمام بشأن اعتبار هذه القاعدة جزءاً من مآلات الأفعال. فمن رأي الدكتور إبراهيم أن العكس هو الأقرب للصواب؛ إذ إن مقتضيات إعمال "سد الذرائع أو فتحها" تفترض وجوب النظر في مآلات الأفعال والأقوال أيضاً. وعليه فإن الإطار الأكبر هو إطار قاعدة الذرائع ويندرج ضمنها مفهوم المآل، ومفهوم الاحتياط، ومفهوم الحيل وغير ذلك من المنظومة الأصولية المتعلقة بتقدير احتمالات مستقبلية.

المسألة الثالثة هي: أن قوة فكرة المآلات في المصطلح الأصولي تنبع من كونها تفتح العقل الفقهي والعقل الإسلامي عموماً على المستقبل والتدبر في الشئون العامة والخاصة من منظور مستقبلي، وفق ضوابط ومعايير يمكن أن تسهم في توقع المشاكل، والاحتياط من السلبيات والأضرار التي يترجح وقوعها. وبالرغم من هذا، فإن العقل الفقهي/الأصولي ـ بحسب تأكيد الدكتور إبراهيم ـ لم يعط هذا الجانب المستقبلي حقه من العناية والتأصيل والتفصيل حتى يكون جزءاً من الوعي العلمي والعملي في آن واحد.

حفل توقيع الكتاب

2175-18.jpg
محمد كمال إمام في حفل توقيع الكتاب

وفي إطار فعاليات المعرض، نظّمت المؤسسة يوم الجمعة 24 من ذي الحجة 1433هـ الموافق 9 نوفمبر 2012م حفل توقيع كتاب "مـَـآلات الأفْعَـال في المصْطَلَح المقاصِــدي" للأستاذ الدكتور محمد كمال الدين إمام، بحضور العديد من المهتمين والباحثين. وكان حفل التوقيع مناسبة جميلة للالتقاء بالقراء.


يذكر بأن الكتاب طبع ضمن سلسلة محاضرات مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية التابع لمؤسسة الفرقان.


اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Back to Top