إيجل هاوس (Eagle House) في ذكرياتي

12.11.2003
لندن، المملكة المتحدة
محاضرات أنشطة أخرى
شارك:

تميز "إيجل هاوس" -بيت النسر- بماض متنوع حافل: شيّد المبنى أساساً ليكون بيتاً لتاجر ثري في القرن السابع عشر. نزل فيه سلسلة من المستأجرين في القرن الثامن عشر ثم حول إلى مدرسة داخلية للبنين في القرن التاسع عشر. ولدى حدوث تغيرت طرأت عليه – أسوأها التلف – عُرض المبنى للبيع في تسعينيات القرن التاسع عشر. ولحسن حظ الفرقان وسكان قرية ويمبيلدون لفت المبنى نظر السير توماس جاكسون، المهندس المعماري الفيكتوري البارز، والذي يعد واحداً من أبرز المهندسين المعماريين في جيله وأكثرهم إنتاجاً. تعب جاكسون من الحياة المفعمة بالعمل في مركز لندن لذلك قرر شراء إيجل هاوس. ولم يضع وقتاً في ترميمه وإعادته إلى مجده السابق ودوره الأول. ألا وهو بيت عائلي. وأقام فيه حتى وافته المنية في العام 1924.

في 12 نوفمبر 2003 عاد حفيد المهندس المعماري السير نيكولاس جاكسون إلى إيجل هاوس حيث قضى أوقاتاً سعيدة أثناء طفولته، ليلقي محاضرة عن حياة جده وعمله. حظيت المحاضرة التي عقدت بالتعاون بين الفرقان وجمعية ويمبيلدون بحضور متحمس من السكان المحليين والمؤرخين الحريصين على معرفة المزيد عن المهندس المعماري الشهير. شرح السير نيكولاس محاضرته بشرائح منزلقة تعرض العديد من مخططات السير توماس ورسوماته وألوانه المائية لإيجل هاوس، وللمباني التي صممها والأسفار التي ألهمت عمله وأثرته علماً.

اكتسب السير توماس في حياته شهرة لا تضاهى كمهندس معماري للمباني المدرسية والكليات الجامعية، وبوصفه مرمماً حساساً للمباني والنصب التذكارية التاريخية. قام برحلات واسعة في أوربا وغالباً ما كان يزور الساحل الكرواتي، وكتب ثلاثة مجلدات عن تاريخ المنطقة تعد حتى الآن العمل المميز الدقيق حول النصب التذكارية في العصر الوسيط.

علماً أنه يظهر جلياً في كثير من تصاميم مبانيه النسق البيزنطي والمتوسطي، مثل جسر "الحسرات" (بريدج أوف سايز / Bridge of Sighs) في أكسفورد، أو الكنيسة ذات القبة في مدرسة غيغلسويك في مقاطعة يوركشاير. بعد وفاة جاكسون، فقدت تصاميمه للمباني المدرسية ذات الطابع الروماسي شعبيتها. مؤخراً، هناك اتجاه وعودة اهتمام بأعماله.

نشر السير نيكولاس طبعة من مذكرات جده مزودة برسوم توضيحية جميلة، وتزامنت المحاضرة في مقر الفرقان مع معرضين لألوانه المائية ورسومات أسفاره في لندن: في مكتبة وفي غرفة الرسم في الأكاديمية الملكية للفنون بلندن وكذلك بالسفارة الكرواتية.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Back to Top