الترك في التشريع والتكليف

24.11.2011
الشارقة، الإمارات العربية المتحدة
محاضرات مركز المقاصد
شارك:

ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثلاثين، نظمت مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي يوم الأحد 24 ذي الحجّة 1432 هـ/ الموافق 20 نوفمبر 2011م محاضرة بعنوان "الترك في التشريع والتكليف: دراسة أصولية فقهية مقاصدية" ألقاها الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان، عضو مجلس خبراء مركز المقاصد بمؤسسة الفرقان.

وقد استهدفت هذه الدراسة بحث هذه القضية المهمة بصورة واضحة، تتجلى فيها الحقيقة الفقهية، والمقاصد الشرعية منها بصورة كاملة، مع الأخذ بعين الاعتبار فقه الواقع الحاضر، وكان التركيز على الجانبين الفقهي والمقاصدي لكلا القسمين التشريعي والتكليفي.

event-595-7.JPG
الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان


وتطرق الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان إلى الأسباب الكامنة وراء ترك الشارع لبعض الأحكام والسكوت عنها، والحكم المترتب عن ذلك، ولماذا اختار الله تعالى تركها عوض التصريح بها والإعلان عنها. كما تطرق المحاضر لبيان أمور عديدة، من أهمها أن الأمة الإسلامية تعيش عصراً جديداً في جميع مجالات الحياة في الوقت الحاضر، مما لم يكن لها به سابق عهد، سواء في حياتها الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والثقافية، وغير ذلك، فمن ثم يخطر على بال المسلم السؤال التالي: "ما هو الحكم الشرعي فيما يستجد من هذه الأمور التي لم يرد فيها حكم؟".

وقد تكفلت الدراسات الفقهية بمعالجة موضوع "الترك" وتعريفه، حيث تعددت التعاريف. وقد اعتمدالاستاذ الدكتور أبو سليمان التعريف التالي: "الترك هو خلو الأحداث الجديدة من حكم شرعي صادر عن النبي صلى الله عليه وسلم".وقد تكفلت الدراسات الفقهية بمعالجة موضوع "الترك" وتعريفه، حيث تعددت التعاريف. وقد اعتمد الاستاذ الدكتور أبو سليمان التعريف التالي: "الترك هو خلو الأحداث الجديدة من حكم شرعي صادر عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وتطرق د.عبد الوهاب ابو سليمان في محاضرته للمقاصد الشرعية من الترك في التشريع، حيث أنه معلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خُصَّ بأحكام لا تشاركه فيها أمته، فهي من خصوصياته عليه الصلاة والسلام، من ذلك أفعاله الجبلية، فإنه لم يقصد بها التشريع، ولم نتعبد بها، إلا ما يكون بقصد التأسي.
عدا ما سبق فإن المصطفى عليه الصلاة والسلام إذا ترك أمرا من الأمور التشريعية فإنه لاشك يتضمن مقصدا شرعيا، ومصلحة معتبرة للمكلفين، حيث تتلخص مقاصد تركه صلى الله عليه وسلم في التشريع في التالي: - الترك وسيلة لبيان الأحكام، كالفعل - الترك خشية تغير القلوب - الترك شفقة على الأمة - الترك لتأليف القلوب - الترك مراعاة لمشاعر الآخرين - التوسعة على الأمة في إدارة شؤونها وفق مصالحها لاختيار ما يناسبها زمانا ومكانا ولا يتعارض مع مبادئها وقيمها.
وختم الاستاذ الدكتور عبد الوهاب ابو سليمان محاضرته مشيرا إلى أن تغير المجتمعات دلالة حياتها عبر العصور، وفق معايير عصرها، وتوجه أجيالها، حيث يتقدم أهلها مادياً، وتقنياً، وحضاريا، فهذا هو الواقع الذي يعيشه الأمة في الوقت الحاضر؛ عصر جديد في جميع المجالات، وكافة أمور المعاش.

event-585-5.JPG
أ.د. أبو سليمان أنتاء حفل توقيع الكتاب


ولموضوع المحاضرة أثر كبير في الحياة السياسية والثقافية، من بينها حقوق الإنسان، ونظام الحكم، والمحافظة على الحقوق المكتسبة، وترك الحرية للأمة في تنظيم شؤون حياتها.
وتلت المحاضرة ثلاث مداخلات من قبل الأستاذ الدكتور محمد كمال إمام والدكتور محمد عبد الرحيم سلطان العلماء والدكتور عزالدين بن زغيبة.
أدار الجلسة الأستاذ ماجد عبد الله بوشليبي، الأمين العام للمنتدى الإسلامي بالشارقة الذي قدم نبذة عن موضوع المحاضرة وحياة الكاتب.حفل التوقيعنظرا لأهمية الموضوع، فقد قام مركز دراسات المقاصد ضمن مؤسسة الفرقان بطباعة المحاضرة الآنفة الذكر في كتاب يحمل نفس عنوان المحاضرة، طبع ضمن سلسلة محاضرات المركز. كما قامت المؤسسة في إطار فعاليات المعرض بتنظيم حفل توقيع للكتاب من قبل المؤلف، وذلك يوم الأحد 24 ذي الحجة 1432 الموافق لـ 20 نوفمبر 2011، بحضور العديد من المهتمين.


اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Back to Top