العرب الأوائل في الهلال الخصيب

27.02.2002
لندن، المملكة المتحدة
محاضرات أنشطة أخرى
شارك:

ألقت الدكتورة لمياء جيلاني وير محاضرة في إيجل هاوس مساء الأربعاء 27 فبراير 2002 عنوانها "العرب الأوائل في الهلال الخصيب" كجزء من سلسلة المحاضرات التي تعقدها مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي.

افتتحت المحاضرة بتلخيص للوضع السياسي في الهلال الخصيب -حوض نهري دجلة والفرات، والجزء الساحلي من بلاد الشام- في حوالي القرن الثامن قبل الميلاد. عرفت الدكتورة جيلاني الحضور بشعوب المنطقة: الأراميون في الصحراء الشرقية الذين أقاموا عدداً من دول المدن في دمشق وحلب وحماه، ولم يكن لهم دولة موحدة؛ أما في الجنوب فكانت مصر الفرعونية ضعيفة ومهددة من قبل الليبيين الذي غزوها من الغرب وأقاموا دولة في دلتا النيل، في حين أن السودانيين قد غزوها من الجنوب وأقاموا دولتهم الخاصة بهم في مصر العليا.

755-01.JPG
وضحت د. لمياء جيلاني محاضرتها بعرض عدد من الشرائح المنزلقة حول المنحوتات الآشورية والمسلات والقصور

كان الآشوريون هم القوة القائمة كأمر واقع في العراق. ولكن لافتقار بلادهم للمواد الخام، وخصوصاً المواد التزينية كالذهب والعاج، سعى الملوك الآشوريون لتأمين طرق تجارية وحمايتها بفضل غزو الأراضي المجاورة والسيطرة عليها وضمان ولاء شعوبها بعقد معاهدات واتفاقات معهم وفرض ضرائب ثقيلة عليهم.
سجل الآشوريون وقائعهم وهمومهم اليومية كتابة ونحتاً. واشتهروا بالمدن التي شيدوها كمراكز لإمبراطوريتهم كمدينة آشور، ونمرود، ونينيفه (Nineveh) حيث بنوا قصوراً كثيرة تعج بالأثاث والتحف المرصعة بالذهب والعاج.

ظهرت أول إشارة إلى العرب في التاريخ في سجل آشوري في عهد الملك شالمانيزر الثالث الذي واجه أثناء حملته على دول المدن السورية تحالفاً بينهم وبين الملك جانداب العربي الذي شارك في المعركة قرب حلب بقوة تتألف من عشرة آلاف جمل. ومنذ تلك الإشارة وما بعدها اقترن العرب بالثروة الكبيرة والحظ العظيم. كذلك العبرانيون ذكروا لأول مرة في التاريخ في السجل الأثري ذاته مع ملكهم إيهاب. وهذا يوضح  أن العرب والعبرانين كانوا موجودين في المنطقة في الزمن نفسه. خاض الملوك الآشوريون معارك عديدة ضد العرب. واستخدموا وسائل عديدة أخرى لإخضاعهم كالسيطرة على مواردهم المائية، وترحيل بعض القبائل العربية، وتغيير طرق التجارة في محاولة لنسف قوتهم وتدميرها. أسفرت هذه التكتيكات عن انتشار العرب وتوزعهم في ما يسمى اليوم سوريا والعراق. وسجل الآشوريون أنهم بعد بضعة معارك أخذوا معهم إلى بلاد ما بين النهرين غنائم وملكات عربيات أسيرات. كما لجؤوا إلى التكتيك الجديد وهو إعادة ملكة عربية أسيرة إلى عرشها تحت إشراف وصي عليها يضمن ولاءها، وهكذا يسيطرون على العرب عن طريق التعامل معهم من خلالها. وطوروا هذا التكتيك أكثر عن طريق أخذ أبناء وبنات الملوك العرب إلى العواصم الآشورية حيث يعلمون ويطبعون بالطابع الآشوري (يُؤشْورون) قبل إعادتهم إلى بلادهم ليحكموا العرب.

755-05.jpg
أسئلة الجمهور


تشير السجلات الآشورية إلى ملوك وملكات عرب متنوعين بما في ذلك الملك غزال زعيم قبائل القيدار (Qidar) في دولة الجندل في وادي سرحان الذي كان مركزاً دينياً مهماً. كما ذكروا أسمي ملكتين: شمسي، وزُبيبة.

وضحت الدكتورة جيلاني محاضرتها بعرض عدد من الشرائح المنزلقة حول المنحوتات الآشورية والمسلات والقصور.

في نهاية هذه المحاضرة الغنية بالمعلومات طرح بعض الحاضرين أسئلة كثيرة على الدكتورة لمياء جيلاني.

الدكتورة لمياء جيلاني أكاديمية متخصصة في البحث في الحضارة البابلية. وعملت في المتحف العراقي وشاركت في الحفريات الأثرية في بلاد ما بين النهرين. ونشرت عدداً من الأعمال العلمية.

صوت وصورة:

Back to Top