في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية في المغرب، نظم مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية بمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، وكلية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، ومختبر الأبحاث والدراسات في العلوم الإسلامية بالكلية نفسها، ومركز المقاصد للدراسات والبحوث بالرباط، يومي 16 و17 ربيع الآخر 1445ه/ الموافق 1 و2 نوفمبر 2023م، دورة علمية تحت عنوان "العقيدة الإسلامية: نظرات مقاصدية"، وهي الدورة االثانية، تتميما للدورة السابقة، وتفعيلا للمقاصد في مجال العقيدة الإسلامية.
اليوم الأول: الأربعاء 01 نوفمبر 2023م
لقد تم استقبال الأساتذة والضيوف والمشاركين في الدورة في أجواء جيدة.
بعد افتتاح الدورة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها الطالب المقرئ بوجمعة، قدم رئيس الجلسة الافتتاحية الدكتور مولاي المصطفى الهند، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية عبد الحميد ابن الفاروق، فألقى كلمته مرحبا بالضيوف المشاركين، وأثنى على الشراكة الفاعلة بين الجهات المنظمة، وتطرق إلى أهمية موضوع الدورة لما له من راهنية وآفاق مستقبلية.
ومن جانبه عبر الأستاذ صالح سهشواري مدير مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي للتراث الإسلامي بلندن، عن امتنانه وترحيبه بالسادة العلماء والأساتذة والطلبة، ومعبرا عن تحيات إدارة مؤسسة الفرقان، ورئيسها السيد شرف أحمد زكي يماني، وتطرق فيها إلى بيان أهمية موضوع هذه الدورة في نسختها الثانية، مبينا أهمية تتميمه، لما له من جدة وجدوى في مجال البحث العلمي. كما تطرق إلى الدور الذي تقوم به العقيدية في المجال الفكري والديني، من أجل الحفاظ على الفطرة السليمة، وبغية تصفية الإيمان من كل الشواغب والدواخل.
وتلته كلمة رئيسة مختبر الدراسات والأبحاث في العلوم الإسلامية الدكتورة للا غيثة غزالي، فقد رحبت بدورها بالحاضرين علماء وأساتذة وطلبة، وأكدت على مكانة العقيدة الإسلامية، وأهمية دراستها مقاصديا فيها، وأوضحت أهمية نقل دراسة العقيدة نظريا إلى دراستها تطبيقيا.
واختتمت الجلسة بكلمة مدير مركز المقاصد للدراسات والبحوث بالرباط الدكتور الحسين الموس، فرحب فيها بالحضور وأثنى على الشراكة بين المؤسسات المنظمة، وانصبت أيضا على بيان أهمية موضوع الدورة، مما دعا إلى إفراده بدورة ثانية تتمم بعض جوانبه المهمة، وختمها بالشكر الجزيل للسيد العميد، ومدير مؤسسة الفرقان، ولجميع الحضور.
الجلسة التمهيدية برئاسة الدكتور وصفي عاشور أبو زيد
وانطلقت الجلسة التمهيدية برئاسة الدكتور وصفي عاشور أبو زيد، في موضوع: أهمية موضوع الدورة العلمية: الظروف والسياقات. وقد أطرها كل من فضيلة الدكتور عبد المجيد النجار، والدكتور عصام البشير. فأما الدكتور النجار فقد انصبت مداخلته على بيان أنه لا يوجد حكم عقدي إلا لتحقيق مصلحة، ومقصد، ومنفعة. كما نص على أن استحضار المقاصد يؤدي إلى ترشيد الأعمال، كما أن معرفة مقاصد الشريعة له أهمية في بيان السياق التاريخي للمصالح العملية، التي تحفظ للمؤمن حياته الدنيوية.
وأما الدكتور عصام البشير فقد تناول الموضوع من زاوية معالجة الاختلالات الكونية، من حيث الواقع الذي هيمنت فيه الحضارة المعاصرة، فإحياء مقاصد العقيدة، لتستقيم الحياة. كما بين أن المقاصد تبين وظيفة الإنسان وغايته، لتتكامل مع طبيعته الإنسانية، فهناك إذن عبادة وعمران.
الجلسة الأولى برئاسة الدكتور عبد المجيد النجار
وقد استهلت بموضوع الدكتور عبد النور بزا حول (مقاصد الأفعال الإلهية في أبعادها المصلحية)، فقد بسط الكلام بعض مصطلحات البحث: المقاصد، الأفعال الإلهية،المصالح. كما تناول مقاصد الأفعال الإلهية الخَلْقِية في علاقتها بالإنسان والكون. وتطرق أيضا إلى مقاصد الأفعال الإلهية الخَلْقِية في أبعادها المصلحية، وختم ببحثه النتائج المستفادة من البحث. وقد عقب على بحثه الدكتور محمد المنتار.
ثم قدم بعد ذلك الدكتور نجو أمباكي صمب بحثه الموسوم بـ (مقاصد الإيمان بأسماء الله وصفاته)، وقد مهد لبحثه بالحديث عن بعض الدراسات السابقة، ثم تعرض لمكانة الإيمان بأسماء الله وصفاته في العقيدة الإسلامية. وتطرق أيضا إلى تعريف مقاصد الإيمان بأسماء الله وصفاته. وتناول المقاصد العامة للإيمان بأسماء الله وصفاته. وقد قام بالتعقيب عليه الدكتور محمد اصبيحي.
وبعد ذلك فتح باب المناقشة
الجلسة الثانية برئاسة الدكتورة للا غيثة غزالي
وقد تناول فيها الأستاذ الحسن السرات بحثه في موضوع (أسماء الله الحسنى في سورة النساء: مقاصد عامة وخاصة) وقد بسط الكلام فيه عن المقاصد العامة للأسماء الحسنى في القرآن، وقد عرض كافة الأسماء الحسنى الواردة في السورة مع بيان مقاصدها العامة والخاصة. وقد عقب على بحثه الدكتور رشيد لعلالمة.
وأردف بعده ببحث الدكتورة نزيهة أمعاريج الموسوم بـ(مقاصد الإيمان بالسمعيات: الإيمان بالملائكة نموذجا)، وقد تناولت فيه ماهية الملائكة ومقاصد الإيمان بها، من حيث تعلقها بالكليات الخمس. وخلصت إلى مجموعة من المقاصد المهمة منها التخلق بأخلاق الملائكة. وعقبت على بحثها الدكتورة جميلة تلوت.
ثم جاء بعدها بحث الدكتور مصطفى قرطاح، الذي اختار له عنوان (مقاصد الإيمان بالأنبياء والرسل)، وقد تناول فيه المصالح الأخروية للإيمان بالأنبياء والرسل، وأيضا المصالح الدنيوية، وذكر منهما: حفظ الدين، وجودا وعدما، وحفظ السلم الأهلي والدولي، وشهادة الأمة لوحدة دين كافة الأنبياء. وعقب عليه الدكتور ياسين السالمي.
وبعد إلقاء هذه البحوث والتعقيبات فتح باب المناقشة
اليوم الثاني: الخميس 02 نوفمبر 2023م
افتتحت جلسة اليوم بتلاوة آيات بينات من كتاب الله العزيز
الجلسة الثالثة برئاسة الأستاذ صالح شهسواري
ولقد افتتحت ببحث الدكتور الحسان شهيد بعنوان (المقاصد الأخلاقية من عقائد النبوات)، وقد بين تخصيص عموم المقاصد بشرط الأخلاقية. ثم تحدث عن تخصيص عموم العقائد بمطلب النبوات. وأردف ذلك بالحديث عن مقصد الاصطفاء والإرسال، والإيمان والاعتقاد، والطاعة والاقتداء، مفصلا القول في جملة من المقاصد المتفرعة عنها. وقد عقب عليه الدكتور مولاي المصطفى الهند.
ثم جاء بعده بحث الدكتور عبد المجيد النجار حول (مقاصد عقيدة البعث) وقد استهل بحثه بالحديث عن الغاية من التشريع الديني، وهو تحقيق مصلحة الإنسان. كما أكد على أن مقاصد العقائد لم تحظ بدراسات واسعة على وجه الاستقلال. وطفق يذكر جملة من المقاصد المتعلقة بعقيدة البعث، منها: تزكية الفرد، وتزكية الفكر، وتزكية العمل، وتزكية الجماعة، وتزكية بالمجتمع بالعدل.
وتلاه بعد ذلك بحث الدكتور محمود نمر النفار الموسوم بـ(مقاصد الإيمان بالقضاء والقدر") تطرق فيه إلى مفهوم مقاصد الإيمان بالقضاء والقدر، وكذلك الأساس الكلامي لهذا الأصل. وبين أيضا المقاصد العامة والخاصة والجزئية المتعلقة به، مثل ترقية الإنسان وتكريمه، واجتلاب الصبر، وتحصيل اليقين. وقد قام التعقيب عليه الدكتور محمد عوام.
وأتبعت هذه البحوث والتعقيبات بالمناقشة.
الجلسة الرابعة برئاسة الدكتور الحسين الموس
وقد استهلت ببحث الدكتور حمزة النهيري الموسوم بـ(مقاصد الإيمان بالقضاء والقدر في الإسلام: كلياته وتطبيقاته وآثاره) وقد بسط الكلام فيه عن مقاصد الإيمان بالقضاء والقدر في القرآن والسنة النبوية. كما تناول مقصد الإيمان بالقضاء والقدر على النفس البشرية. ولم يفته التنبيه إلى الكليات العقدية المقاصدية في هذا الباب. وقد عقب عليه الدكتور أحمد نصري.
وقام بعده الدكتور وصفي عاشور أبو زيد بعرض بحثه حول (جهود الإصلاحيين في بيان مقاصد العقيدة: محمد عبده ومحمد الغزالي نموذجا) استهله بإبراز جهودهما في بيان مقاصد العقيدة، وركز الباحث على قضية التوحيد باعتبارها الغاية العظمى من البعثة النبوية عندهما. كما تناول فوائد مقاصد العقيدة عندهما من مثل: إصلاح الإنسان وتعزيز صحته النفسية، وعقد مقارنة بينهما. وقد عقب عليه الدكتور عصام البشير.
وأعقبه بحث الدكتور إسماعيل الحفيان، وقد اختار له عوان (التوظيف المقاصدي لدليل الفطرة والإشكالات العقدية الحادثة)، وقد تطرق فيه إلى ما سماه بالكليات المعرفية، منها الفطرة، حيث طفق يبين معناها. وأخذ أيضا في بيان التوظيف المقاصدي لدلائل الفطرة، أصولا، ومنهجا، وآثارا. وقد عقب عليه الدكتور عثمان كضوار.
وأردفت هذه الثلة من البحوث والتعقيبات بالمناقشة.
الجلسة الختامية برئاسة الدكتور عصام البشير
وختمت الدورة بكلمات الجهات المنظمة، ألقاها كل من نائب العميد عن الكلية، والأستاذ محمد ادريويش عن مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، والدكتور حسن الموس عن مركز المقاصد، والأستاذة للا غيثة غزالي عن مختبر الدراسات والأبحاث في العلوم الإسلامية بالكلية، تمركزت حول شكر جميع الجهات المساعدة والمشاركة من سيادة العميد وطاقمه الإداري، وأعضاء المركز والمختبر والطلبة، آملين أن يجد الباحثون ضالتهم في هذه الدورة، التي حققت نجاحا مهما بما قدمت من بحوث، مع المزيد والعطاء في المستقبل إن شاء الله.
والحمد لله رب العالمين