شكّلت مؤتمرات الفرقان علامة فارقة ومميّزة في تاريخ المؤسسة، بجديّتها ورصانة طروحاتها، والنقاش ذي المستوى الرفيع، ولما لها من أهميّة لدى الباحثين والخبراء، كإضفاء الرؤى العميقة لأعمال التحقيق، ناهيك عن اجتماع كبار العلماء والأكاديميين والمتخصّصين في مجال علم المخطوطات الإسلاميّة من بلدان عدّة.
فبعد أن تناولت مؤتمرات مؤسّسة الفرقان السابقة المخطوط من حيث أهميّته، ومن حيث هو صناعة، وبحثت في كيفية صيانته، انتقلت إلى أعمال التحقيق في مجالات العلوم وعلوم الأرض، ثم مجال العلوم الاجتماعيّة والانسانيّة، افتتحت المجال على مخطوطات الأدب واللغة العربية، باعتبار أنّ اللّغة العربية هي لغةُ القرآن الكريم وحامل التّراث المخطوط بموادّه.
وقد انعقد هذا المؤتمر - السابع في سلسلة مؤتمرات المؤسسة في مجال المخطوطات - تحت عنوان: "تحقيق المخطوطات الأدبيّة واللغويّة" خلال يومي الأربعاء والخميس 25 و26 نوفمبر 2015م، بمقر مؤسسة الفرقان في لندن.
ففي صبيحة يوم الأربعاء 25 نوفمبر، افتتح المؤتمر بكلمة لمعالي الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، باسم إدارة مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي ورئيسها، معالي الشيخ أحمد زكي يماني، عبّر في مستهلها عن أهمية هذا المؤتمر، ثم رحب بالسادة الحضور من أساتذة ومشاركين وضيوف.
وقد عالجت أوراق المؤتمر ضمن محاوره: منهج تحقيق مخطوطات الشعر، تحقيق مخطوطات الشعر الأندلسي، مشكلات تحقيق المخطوطات اللغوية، تحقيق مخطوطات اللغة العربية: شرح ابن دهان لكتاب اللمع في العربية لابن جني أنموذجا، مناهج تأليف مخطوطات اللغة وتحقيقها: كتب الخيل أنموذجا، من تحقيقات المغاربة لمخطوطات البلاغة والنقد: المنزع البديع أنموذجا، طبعة بولاق والطبعات الحجرية لكتب اللغة والأدب: مقاربة في التحقيق.
وشارك في أعمال هذا المؤتمر حوالي 30 شخصاً من ذوي الكفاءات والخبرات العلميّة العالية من مختلف الاختصاصات من الجامعات والمؤسسات التراثية في بريطانيا. وقام بالتدريس فيها حشد من كبار العلماء والمحقّقين من أنحاء العالم، الذين قدّموا بحوثا ودراسات تناولوا فيها واقع وتطلّعات حركة تحقيق المخطوطات الإسلامية في مجال الأدب واللغة، من بينهم العلماء الأعلام: الأستاذ الدكتور بشّار عواد معروف، والأستاذ الدكتور صلاح جرار، والأستاذ الدكتور قاسم السامرائي، والأستاذ الدكتور علي البواب، والأستاذ الدكتور رضوان بنشقرون، والأستاذ الدكتور حسن العثمان، والأستاذ الدكتور أحمد شوقي بنبين.
